الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدثني بهذا الحديث وبالذي قبله أبو القاسم بن عبد الرحمن بن محمد الخطيب، قال: نا أبو علي الصيرفي رحمه الله قال: نا أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن الأصفهاني عن أبي نعيم فذكرهما، وليس إسنادهما مما يحتج به.
باب ما جاء في حديث أهل الكتاب، وتعلم لغتهم
أبو داود، عن أبي نملة الأنصاري، أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده رجل من اليهود مرّ بجنازة فقال: يا محمد هل تتكلم هذه الجنازة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهُ أَعْلَمُ" قال اليهودي: إنها تتكلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "مَا حدثَكُمْ أهلُ الكِتابِ فلَا تصدّقوهُمْ، ولا تكَذِّبوهُمْ، وقُولُوا آمنَّا باللهِ ورُسُلِهِ، فَإِنْ كانَ بَاطِلًا لمْ تُصدِّقُوهُ، وإِنْ كانَ حقًّا لَمْ تكَذِّبُوهُ"(1).
وذكر أبو داود في المراسيل، عن يحيى بن جعدة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بكتاب في كتف فقال:"كَفَى بِقومٍ ضلالةً أَنْ يتَّبعُوا كِتَابًا غَيرَ كِتَابِهِمْ، إِلَى نَبِيِّ غَيْرَ نبيِّهمْ" فأنزل الله عز وجل {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} (2).
ومنها عن أبي قلابة، أن عمر مرَّ بقوم من اليهود، فسمعهم يذكرون دعاء من التوراة، فانتسخه، ثم جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقرؤه وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال رجل: يا ابن الخطاب أما ترى ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع عمر الكتاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ تَعَالَى بَعَثنَي خَاتِمًا، وأُعْطِيتُ
(1) رواه أبو داود (3644).
(2)
انظر تحفة الأشراف (13/ 415).
جَوامعَ الكلَمِ وخواتيمَهُ، واختُصِرَ لِيَ الحديثُ اختِصَارًا، فَلَا يلهينَّكُمْ المتهوكُونَ" (1).
قال أبو قلابة المتهوكون المتحيرون.
ومن مسند البزار عن مجالد، عن عامر هو الشعبي، عن جابر قال: نسخ عمر كتابًا من التوراة بالعربية، فجاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يقرؤه، ووجه النبي صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال رجل من الأنصار: ويحك يا ابن الخطاب أما ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي:"لَا تَسْأَلُوا أَهلَ الكتاب عنْ شَيءٍ، فإِنَّهُمْ لَنْ يهدُوكُمْ وقَدْ ضلُّوا، وإنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُكذِّبُوا بِحقٍّ أَو تُصدّقُوا بِباطلٍ، واللهِ أَنْ لَوْ كَانَ مُوسَى بَينَ أظهرهِمْ مَا حلَّ لَهُ إلَّا أَنْ يتَّبِعْنِي"(2).
وفي بعض ألفاظ هذا الحديث: "لقَدْ أتيتكُمْ بِهَا بيضاءَ نقيةً، لَوْ أَنَّ موسَى كانَ حَيًّا مَا وسعَهُ إلَّا أَنْ يَتَّبَعنِي"(3).
قد خولف مجالد في إسناد هذا الحديث، فرواه سفيان الثوري، عن جابر بن يزيد عن الشعبي، عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال: جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إني مررت بأخ لي من بني قريظة فكتب لي جوامع من التوراة أحب أن أعرضها عليك، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقلت لعمر سلم الله عقلك أما ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا، قال: فسري عنه ثم قال: "وَالَّذِي نفسِي بيدِهِ لَوْ أَصبحَ مُوسَى فِيكُمْ حيًّا اليومَ فاتبعتُمُوهُ وتركتمُونِي لضللتُمْ، إِنِّي حظّكُمْ مِنَ النَّبييِّنَ، وأَنتمُ حَظِّي منَ الأُمَمِ"(4).
(1) انظر تحفة الأشراف (13/ 254).
(2)
رواه البزار (124 كشف الأستار) ورواه أيضًا أحمد (3/ 387) والدارمي (441) وابن أبي شيبة في المصنف (9/ 47).
(3)
هو عند أحمد كذلك.
(4)
رواه أحمد (3/ 470 - 471 و 4/ 265 - 266).