الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سعيد بن جبير، عن ابن عمر أنها نزلت في التطوع خاصة، حيث توجه بك بعيرك (1).
باب تكبيرة الاحرام، وهيئة الصلاة والقراءة والركوع والسجود والتشهد والتسليم وما يقال بعدها
البخاري، عن أبي هريرة أن رجلًا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد، فصلى، ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَعَلَيكَ السّلامُ، ارجعْ فصلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصِلِّ" فرجع فصلى، ثم جاء فسلم، فقال:"وعليكَ السّلامُ، فارجعْ فصلِّ فإنكَ لَمْ تُصلِّ" فقال في الثانية، أو في التي بعدها علمني يا رسول الله، فقال:"إِذَا قُمتَ إِلى الصلاةِ فَأسبغِ الوُضوءَ، ثُم استقبلِ القبلةَ فكبِّرْ، ثُم اقْرأْ بمَا تيسرَ معكَ منَ القُرآنِ، ثم اركعْ حتَّى تطمئنَ راكِعًا، ثُم ارْفَعْ حتَى تَسْتَوي قَائِمًا، ثُمَ اسجدْ حتَّى تطمئنَ سَاجِدًا ثُم ارفعْ حتَّى تطمئنَّ جَالِسًا، ثُم اسجدْ حتَّى تطمئنَ سَاجِدًا، ثُمَّ ارفَعْ حتَّى تطمئنَّ جَالسًا، ثُمَّ افعلْ ذَلِكَ فِي صلاتِكَ كُلّها"(2).
وله في طريق أخرى: "ثُمَّ ارفعْ حتَّى تستَوِي قَائِمًا" يعني في السجدة الثانية.
وقال مسلم في حديثه: فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا علمني، ولم يذكر غير سجدة واحدة (3).
وذكر علي بن عبد العزيز عن رفاعة بن رافع قال: كنت جالسًا عند
(1) انظر صحيح مسلم (700) ومسند أحمد (4714) وتفسير ابن جرير (1840).
(2)
رواه البخاري (6251) هكذا رواه أيضًا (757 و 793 و 7652 و 6667).
(3)
رواه مسلم (397).
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل فدخل المسجد فصلى. . . فذكر الحديث فقال فيه: قال الرجل: لا أدري ما عبت علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ لَا تتمُ صلاةَ أَحدكُمْ حتَّى يسبغَ الوضوءَ كمَا أمرَهُ اللهُ، ويغسلَ وجهَهُ، ويديهِ إِلى المرفقينِ، ويمسحَ برَأسِهِ، ورجليهِ إِلَى الكَعْبَينِ، ثُم يكبرُ اللهَ ويحمدهُ ويمجّدهُ، ويقرأُ القرآنَ مَا أذنَ لَه فِيهِ وتيسرَ، ثُمّ يكبّر فيركعُ فيضعُ كفّيهِ علَى ركبتيهِ حتَّى تطمئنَّ مفاصلَهُ، وتسترخِي ثُم يقولُ: سمعَ اللهُ لمنْ حمدهُ، ويستَوي قائِمًا حتَّى يأخذَ
كلُّ عظم مأخذَهُ، ويقيمُ صلبَهُ، ثُمَّ يكبرُ يسجدُ ويمكّنُ وجهَهُ منَ الأَرضِ حتَّى تطمئنَ مفاصلَهُ وتَسْتَرْخِي، ثُمَّ يكبرُ فيرفعُ رأسَهُ ويسْتَوِي قاعِدًا عَلى مقعدتِه ويقيمُ صلبَه"، فوصف الصلاة هكذا حتى فرغ، ثم قال: "لَا تتمُ صَلاةُ أَحدكُمْ حتَّى يفعلَ ذَلِكَ".
خرجه النسائي من حديث عبد الله وهذا أبين (1).
وقال النسائي في طريق آخر عن رفاعة أيضًا: "فَإِذَا فعلتَ ذلكَ فقدْ تمَّتْ صلاتُكَ، وإِنْ نقصتَ منهُ شَيْئًا انتقصَ مِنْ صلاتِكَ، ولَمْ تذهبْ كلّهَا"(2).
وقال في أوله: "إِذَا قمتَ إِلَى الصَّلاةِ فتوضّأْ كَمَا أمركَ اللهُ، ثُمَّ تشهّدْ فَأَقِمْ ثُمَّ كَبِّرْ".
قال أبو عمر بن عبد البر هذا حديث ثابت.
البخاري، عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح التكبير في الصلاة، فرفع يديه حين يكبر حتى يجعلهما حذو منكبيه، وإذا كبر للركوع فعل مثله، وإذا قال سمع الله لمن حمده فعل مثله، وقال: ربنا ولك الحمد، ولا يفعل ذلك حين يسجد، ولا حين يرفع رأسه من السجود (3).
زاد في أخرى وإذا قام من الركعتين رفع يديه.
(1) رواه النسائي (2/ 225 - 226) و (3/ 59 - 61).
(2)
انظر سنن النسائي (2/ 193) وكذلك (2/ 20).
(3)
رواه البخاري (738) ورواه أيضًا (735 و 736 و 739).
ورواه مالك بن الحويرث وقال: رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه، ولم يذكر السجود. خرجه مسلم (1).
وروى وائل بن حجر قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، قال فيه: فإذا رفع رأسه من السجود رفع يديه، فلم يزل يفعله كذلك حتى فرغ من صلاته (2).
ذكره أبو عمر بن عبد البر في التمهيد، وقال: عارض هذا الحديث حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع بين السجدتين، ووائل صحب النبي صلى الله عليه وسلم أيامًا قلائل، وابن عمر صحبه حتى توفي، فحديثه أولى أن يؤخذ به ويتبع (3).
وقال أبو داود من حديث وائل أيضًا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح الصلاة رفع يديه حيال أذنيه، قال: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم في افتتاح الصلاة وعليهم برانس وأكسية (4).
وقال في طريق آخر عن وائل يرفعون أيديهم في ثيابهم في الصلاة (5).
أبو داود، عن محمد بن عمرو بن عطاء، قال: سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو قتادة.
قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: فلم؟ فوالله ما كنت بأكثرنا له تبعًا، ولا أقدمنا له صحبة، قال: بلى، قالوا: فاعرض، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم
(1) رواه مسلم (391).
(2)
رواه ابن عبد البر في التمهيد (9/ 227).
(3)
انظر التمهيد (9/ 227).
(4)
رواه أبو داود (728).
(5)
رواه أبو داود (729).
يكبر حتى يقر كل عضو في موضعه معتدلًا، ثم يقرأ، ثم يكبر ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل فلا ينصب رأسه ولا يقنع، ثم يرفع رأسه فيقول سمع الله لمن حمده حين يرفع يديه حتى يحاذي منكبيه معتدلًا، ثم يقول الله أكبر، ثم يهوي إلى الأرض فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه ويثني رجله اليسرى ويقعد عليها ويفتح أصابع رجليه إذا سجد، ويسجد ثم يقول: الله أكبر، ويرفع رأسه ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها حتى يرجع كل عضو إلى موضعه، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، ثم إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما كبر عند افتتاح الصلاة، ثم يصنع ذلك في بقية صلاته حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركًا على شقه الأيسر، قالوا: صدقت هكذا كان يصلي صلى الله عليه وسلم (1).
وقال الترمذي في هذا الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائمًا، ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، وقال في الرفع من الركوع اعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلًا، وكذلك بين السجدتين، وزاد في آخره، ثم سلم (2).
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
أبو داود، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس أو عياش بن سهل الساعدي أنه كان في مجلس فيه أبوه، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المجلس أبو هريرة وأبو أسيد وأبو حميد بهذا الخبر يزيد وينقص، قال فيه: ثم رفع رأسه يعني من الركوع، فقال:"سمعَ اللهُ لِمَنْ حمدَه اللَّهمَّ ربنَا ولكَ الحمدُ" ورفع يديه ثم قال: "اللهُ أكبرُ" فسجد فانتصب على كفيه وركبتيه
(1) رواه أبو داود (730).
(2)
رواه الترمذي (304).
وصدور قدميه وهو ساجد، ثم كبر فجلس فتورك ونصب قدمه الأخرى، ثم كبر فسجد، ثم كبر فقام ولم يتورك. وساق الحديث (1).
إنما هو عباس بسين غير معجمة، وكذلك ذكره أبو داود في غير موضع، والذي روى القيام إلى الثانية بعد التورك أوثق وأشهر وأكثر.
أبو داود، عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه، ثم لا يعود (2).
لا يصح في هذا الحديث، ثم لا يعود.
والحديث أيضًا من طريق يزيد بن أبي زياد، وقد تكلم فيه يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم.
ورواه أبو داود من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء قال: رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه حين افتتح الصلاة لم يرفعهما حتى انصرف (3).
ومحمد بن أبي ليلى تركه البخاري وضعفه غيره، وهذا الحديث من رواية ابن الأعرابي عن أبي داود.
وقال أبو داود عن علقمة قال: قال عبد الله: ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فصلى فلم يرفع يديه إلا مرة (4).
وقال الترمذي: إلا في أول مرة (5).
وهذا أيضًا لا يصح، وقد ذكر علته وبينها أبو عبد الله المروزي في كتاب رفع الأيدي.
(1) رواه أبو داود (733) وعنده ربنا لك الحمد.
(2)
رواه أبو داود (749).
(3)
رواه أبو داود (752).
(4)
رواه أبو داود (748).
(5)
رواه الترمذي (257).
وكذلك روي في حديث يزيد بن أبي زياد المتقدم فرفع يديه في أول مرة، ورفع يديه مرة واحدة.
ولا يصح أيضًا.
وروى محمد بن مصعب القرقساني، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة قال: صلى بنا أبو هريرة، فكان يرفع يديه في كل خفض ورفع، فلما قضى الصلاة قال: إني لأعلمكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه كانت صلاته (1).
والصحيح من رواية الثقات الحفاظ، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنه كان يصلي لهم فيكبر في كل خفض ورفع.
ولا يعرف غير هذا، ومحمد بن مصعب كانت فيه غفلة، وحديثه هذا ذكره أبو نصر المروزي والدارقطني وغيرهما.
مسلم، عن وائل بن حجر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حتى دخل في الصلاة كبر وصف همام حيال أذنيه، ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما وكبر، فركع فلما قال سمع الله لمن حمده رفع يديه فلما سجد سجد بين كفيه (2).
قال أبو داود في هذا الحديث: ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه والرسغ (3).
وقال أبو بكر البزار من حديث وائل بن حجر أيضًا: ثم وضع يمينه على يساره عند صدره (4).
وفي إسناده محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل وليس بقوي.
(1) انظر التمهيد (7/ 79) وما بعده.
(2)
رواه مسلم (401).
(3)
رواه أبو داود (727).
(4)
رواه البزار (268 كشف الأستار).
وذكر النسائي عن الحجاج بن أبي زينب قال: سمعت أبا عثمان يحدث عن ابن مسعود قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وضعت شمالي على يميني في الصلاة، فأخذ بيميني فوضعها على شمالي (1).
الحجاج ليس بقوي، ولا يتابع على هذا.
وقد روي عنه عن أبي سفيان عن جابر مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قد وضع شماله على يمينه مثله (2).
رواه محمد بن الحسن الواسطي عن الحجاج، ذكر ذلك أبو أحمد بن عدي (3).
وذكر أبو داود من حديث زياد بن زيد، عن أبي جحيفة أن عليًا رضي الله عنه قال: السنة وضع الكف على الكف في الصلاة تحت السرة (4).
أبو داود، عن زرعة بن عبد الرحمن قال: سمعت ابن الزبير يقول: صف القدمين، ووضع اليد على اليد من السنة (5).
النسائي، عن أبي عبيدة، عن عبد الله أنه رأى رجلًا يصلي قد صف بين قدميه، قال: أخطأ السنة لو راوح بينهما كان أعجب إليَّ (6).
قال النسائي: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، والحديث جيد.
الترمذي، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدًا (7).
(1) رواه النسائي (2/ 126).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 287).
(3)
رواه ابن عدي في الكامل (2/ 648).
(4)
رواه أبو داود (756).
(5)
رواه أبو داود (754).
(6)
رواه النسائي (2/ 128).
(7)
رواه الترمذي (240).
وفي طريق أخرى: إذا كبر للصلاة ستر أصابعه.
في هذا الطريق يحيى بن اليمان، والأول أصح، ورواية يحيى خطأ، وذكر ذلك أبو عيسى [الترمذي] رحمه الله (1).
البخاري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها في رمضان وغيره، فيكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول سمع الله لمن حمده ثم يقول ربنا ولك الحمد قبل أن يسجد، ثم يقول الله أكبر حتى يهوي ساجدًا، ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود، ثم يكبر حين يقوم من الجلوس في الاثنتين، ويفعل ذلك في كل ركعة حتى يفرغ من صلاته، ثم يقول حين ينصرف: والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبهًا بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن كانت هذه صلاته حتى فارق الدنيا (2).
وذكر أبو بكر البزار عن خبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا: "إِذَا صلى أحدُكُمْ فَليقلْ اللَّهُمَّ بَاعِدْ بيني وبينَ خطايَايَ كمَا باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بكَ أَنْ تصدَّ عنِّي وجهَكَ يومَ القيامةِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي منَ الخَطايَا كَمَا نقيتَ الثوبَ الَأبيضَ منَ الدنَسِ، اللَّهُمَّ أحييِني مُسْلِمًا، وأَمتْنِي مُسْلِمًا"(3).
والصحيح في هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا أمره كما أخرج مسلم عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنيئة قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي رأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: "أَقولُ اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خطايَايَ كمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ والمغربِ، اللَّهُمَّ
(1) رواه الترمذي (239).
(2)
رواه البخاري (803).
(3)
رواه البزار (524 كشف الأستار) وإسناده ضعيف.
نقّنِي منْ خَطَايَايَ كمَا يُنَقَّى الثوبُ الأبيضُ منَ الدنسِ، اللَّهمَّ اغسلنِي من خطايَايَ بالماءِ والثلجِ والبردِ" (1).
الترمذي، عن الحسن بن سمرة قال: سكتتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكر ذلك عمران، وقال: حفظنا سكتة فكتب إلى أبي بن كعب بالمدينة فكتب أبيّ أن حفظ سمرة، قال سعيد: فقلنا لقتادة: ما هاتان السكتتان؟ قال: إذا دخل في صلاته، وإذا فرغ من القراءة، ثم قال بعد ذلك، وإذا قرأ {وَلَا الضَّالِّينَ} ، قال: وكان يعجبه إذا فرغ من القراءة أن يسكت حتى يتراد إليه نفسه (2).
مسلم، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الثانية استفتح القراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، ولم يسكت (3).
لم يصله مسلم، ووصله أبو بكر البزار.
الترمذي، عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر، ثم يقول:"سبحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وتباركَ اسمُكَ، وتعالَى جدّكَ، ولَا إِلَه غيرُكَ" ثم يقول: "اللهُ أكبرُ كَبِيرًا" ثم يقول: "أعوذُ بِالله السّميعِ العَليمِ منَ الشّيطانِ الرّجيمِ مِن هَمزِهِ ونَفخِهِ ونفثِهِ"(4).
زاد أبو داود بعد قوله "وَلَا إِلَهَ غَيركَ" ثم يقول: "لَا إِلَه إِلَّا الله" ثلاثًا، وقال في آخر: ثم يقرأ (5).
(1) رواه مسلم (598).
(2)
رواه الترمذي (251).
(3)
رواه مسلم (599) فقال: حدثت عن يحيى بن حسان ويونس المؤدب وغيرهما قالوا: حدثنا عبد الواحد بن زياد به.
(4)
رواه الترمذي (242).
(5)
رواه أبو داود (775).
هذا أشهر الحديث في هذا الباب على أنهم يرسلونه عن علي بن علي، عن أبي المتوكل، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر أبو داود من طريق عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة، قال عمرو -يعني ابن مرة- لا أدري أي صلاة هي، فقال:"اللهُ أكْبَرُ كَبِيرًا، اللهُ أَكبرُ كَبيرًا، اللهُ أكبرُ كَبِيرًا، والحَمْدُ للهِ كَثيرًا والحمدُ لله كَثيرًا ثلاثُ مراتٍ، سبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا ثَلاثًا، أَعوذُ بالله مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيم مِنْ نَفْخِهِ وَنَفْثِهِ وَهَمْزِهِ".
قال: نفثه الشعر، ونفخه الكبر، وهمزه الموتة (1).
اختلف في اسم العنزي، فقال شعبة: عن عمرو بن مرة عن عاصم.
وقال ابن فضيل: عن حصين عن عمرو بن مرة عن عبادة بن عاصم.
وقال زائدة: عن عمرو بن مرة عن عمار بن عاصم.
والرجل ليس بمعروف ذكر ذلك أبو بكر البزار عند ذكر هذا الحديث، وذكره من حديث ابن عباس وفسره قال: أما همزه فالذي يوسوسه في الصلاة، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه، فالذي يلقيه من الشبه يعني في الصلاة ليقطع عليه صلاته، أو على الإنسان صلاته، ذكره البزار.
وفي إسناده رشيد بن كريب.
قال الهروي: الموتة يعني الجنون.
وقال غيره: ليس الموتة بصميم الجنون، وإنما هو شيء يأخذ الإنسان شبه السبات.
وذكر أبو داود في المراسيل عن عمران بن مسلم، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يريد أن يتهجد قال قبل أن يكبر:"لَا إِلَه إِلّا اللهُ اللهُ أكبرُ كَبيرًا، أَعُوذُ بالله مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيم مِنْ هَمْزه ونَفثِهِ ونَفْخِهِ"
(1) رواه أبو داود (764).
ثم يقول: "اللهُ أكبرُ" ورفع عمران يديه يحكي (1).
وذكر أبو داود في كتابه من حديث حميد الأعرج، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، وذكرت حديث الإفك قالت: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف وجهه وقال: "أَعُوذُ بِاللهِ السّمِيع العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيم {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ. . . الآية} (2).
قال أبو داود: هذا حديث منكر، قد روى هذا الحديث عن الزهري جماعة لم يذكروا هذا الكلام على هذا الشرح، وأخاف أن يكون أمر الاستعاذة منه كلام حميد.
مسلم، عن أنس بن مالك قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
زاد في طريق اَخر: لا في أول قراءة ولا في آخرها (3).
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صلَّى صلاةَ لَمْ يقرأْ فِيها بِأُمِّ القرآنِ فَهِي خداجٌ، ثلاثًا غيرُ تَمامٍ" فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام، فقال: اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قالَ اللهُ تبارك وتعالى: قسمتُ الصَّلاةَ بيبي وبينَ عبدِي نصفَيْن ولعبدِي مَا سألَ، فَإذَا قالَ العبدُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، قالَ اللهُ: حمدَنِي عبدِي، وإِذَا قالَ:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قالَ اللهُ: أثنَى عليَّ عبدِي، وإذَا قالَ:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قالَ اللهُ: مجدَنِي عَبدِي، وقالَ مرةَ: فوّضَ إِليَّ عبدِي، وإِذَا قَالَ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هَذا بينِي وبينَ عبدِي، وَلِعبدِي ما سألَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
(1) انظر تحفة الأشراف (13/ 168).
(2)
رواه أبو داود (785).
(3)
رواه مسلم (399).
عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" (1).
روى هذا الحديث مسلم عن سفيان بن عيينة، عن العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة.
وكذلك رواه مالك وابن جريج وغيرهما من الثقات.
كما رواه سفيان، ورواه عبد الله بن زياد بن سمعان عن العلاء بإسناده.
مسلم، قال فيه:"يقُولُ عبدِي إِذَا افتتحَ الصّلاةَ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فيذكرنِي عبدِي ثُمّ يقولُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} " وذكر الحديث
إلى آخره (2).
وعبد الله بن زياد بن سمعان متروك عند مالك وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم.
الدارقطني، عن نعيم بن عبد الله المجمر قال: صليت خلف أبي هريرة فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، حتى بلغ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: آمين، وقال الناس آمين. . وذكر الحديث ثم يقول في آخره: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).
وعن عمرو بن حفص المكي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في السورتين حتى قبض (4).
وفيه عن أنس بمعناه (5).
(1) رواه مسلم (395).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 312) وما بين المعكوفين من سنن الدراقطني.
(3)
رواه الدارقطني (1/ 305 - 306).
(4)
رواه الدارقطني (1/ 304).
(5)
انظر سنن الدارقطني (1/ 308 - 309).
وعن علي بن أبي طالب كذلك، ولم يقل حتى قبض (1).
والصحيح حديث نعيم المجمر.
وذكر الدارقطني أيضًا من حديث أبي بكر عبد الحميد بن جعفر الحنفي عن نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد البصري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا قرأْتُمُ الحمد لله فاقرؤُوا بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ إِنَّها أُمُّ القرآنِ، وأمُّ الكِتابِ، والسبعُ المَثَانِي، وبسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحِيمِ أَحدُ آياتِهَا"(2).
رفع هذا الحديث عبد الحميد بن جعفر، وعبد الحميد هذا وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ويحيى بن سعيد، وأبو حاتم يقول فيه: محله
الصدق، وكان سفيان الثوري يضعفه ويحمل عليه، ونوح بن أبي بلال ثقة مشهور.
وذكر أبو داود في كتابه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3).
هكذا رواه أبو داود عن قتيبة، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مسندًا.
ورواه عن ابن السرح، وأحمد بن محمد المروزي كلاهما عن سفيان، عن عمرو، عن سعيد ولم يذكر فيه ابن عباس.
وذكره في المراسيل عن أحمد بن محمد بهذا الإسناد، ليس فيه ابن عباس، وقال: قد أسند هذا الحديث والمرسل أصح (4).
مسلم، عن أنس بن مالك قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا،
(1) رواه الدارقطني (1/ 302).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 312).
(3)
رواه أبو داود (788).
(4)
انظر تحفة الأشراف (13/ 201).
إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسمًا، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: "أُنزِلَتْ عليَّ آنفًا سورةٌ" فقرأ "بسمِ الله الرّحمنِ الرّحيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} ثُمَّ قَالَ: أتدرونَ مَا الكوثرُ؟ " فقلنا: الله ورسوله أعلم قال: "فَإنَّهُ نهرٌ وعدَنِيهِ ربِّي عليهِ خيرٌ كثيرٌ، هُو حوضٌ تَرِدُ عليهِ أُمتِي يومَ القيامةِ، آنيتهُ عددَ النّجومِ فيختلجُ العبدُ منهُمْ، فأقولُ: يَا ربِّ إنّهُ منْ أمّتِي، فيقولُ: مَا تَدرِي مَا أحدثَ بعدكَ"(1).
وفي رواية: بين أظهرنا في المسجد، وقال:"مَا أَحْدَثَ بَعدكَ".
وفي رواية: "حوض".
مسلم، عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يقرأْ بِأُمِّ القرآنِ"(2).
وزاد في رواية: فصاعدًا.
وروى شبيب بن شيبة الخطيب، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلُّ صلاةٍ لَا يُقرأُ فِيهَا بفاتحةِ الكتابِ وآيتينِ فَهِيَ خداجٌ"(3).
خرجه أبو أحمد، وشبيب بن شيبة ليس بثقة قاله يحيى بن معين.
وقال فيه أبو حاتم: ليس بقوي. وقد يزاد في هذا الحديث وآيتين.
ورواه عمر بن يزيد المدائني، عن عطاء، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تجْزِئُ المَكْتُوبَةُ إِلّا بِفَاتِحَةِ الكتَابِ وثَلاثِ آيَاتٍ فَصاعِدًا"(4).
وهو حديث غير محفوظ، وعمر بن يزيد منكر الحديث.
(1) رواه مسلم (400).
(2)
رواه مسلم (394).
(3)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (4/ 1347).
(4)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (5/ 1687)
الترمذي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره قال:"وَلَا صلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِالحَمدِ وسورةٍ فِي فريضةٍ وَغيرهَا"(1).
ورواه ابن أبي شيبة وقال: "فِي كُلِّ ركعةٍ".
وهذا لا يصح لأن في إسناده أبا سفيان طريف بن شهاب.
البزار، عن أبي سعيد الخدري قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ في صلاتنا بأم القرآن وما تيسر (2).
أبو داود، عن عبادة بن الصامت قال: كنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ قال:"لعلّكُمْ تَقْرَؤُون خلفَ إِمامِكُمْ" قلنا: نعم هذا يا رسول الله، قال:"لَا تَفْعَلُوا إِلّا بِفَاتِحَةِ الكتَابِ، فإنّهُ لَا صلاةَ لِمَنْ لَمْ يقرأْ بِهَا"(3).
هذا يرويه محمد بن إسحاق المزني عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة.
وخالفه الأوزاعي فرواه عن مكحول، عن رجاء بن حيوة، عن عبد الله بن عمرو قال: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال: "هَلْ تَقرؤونَ إذَا كنتُمْ مَعِي فِي الصّلاةِ؟ " قلنا: نعم، قال:"فَلَا تفعلُوا إِلّا بأمُّ القرآنِ"(4).
وخرجه أبو داود أيضًا من طريق زيد بن واقد، عن مكحول، عن نافع ابن محمود، عن عبادة قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . وذكر الحديث، وقال
(1) لم يروه الترمذي هكذا، وإنما رواه ابن ماجه (839) وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 361).
(2)
ورواه أبو داود (818) وابن حبان (1781).
(3)
رواه أبو داود (823).
(4)
رواه الطبراني في مسند الشاميين (2099 و 3559) لكن في إسناده مسلمة بن علي وهو متروك.
فيه: "وهَلْ تَقْرؤونَ إِذَا جهرتُ بالقراءةِ؟ " فقال بعضنا: إنا لنصنع ذلك، قال:"فَلَا وأَنَا أقولُ مَا لِي ينازِعنِي القرآنَ، فَلا تقرؤُوا بشيءٍ منَ القرآنِ إِذَا جَهَرْتُ بهِ إِلّا بِأمُّ القُرآنِ"(1).
وخرجه الدارقطني بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن ورجاله كلهم ثقات. كذا قال ونافع بن محمود هذا لم يذكره البخاري في تاريخه، ولا ابن
أبي حاتم، ولا أخرج له مسلم، ولا البخاري شيئًا (2).
وقال فيه أبو عمر: مجهول.
ومحمد بن إسحاق المذكور في الحديث الأول هو محمد بن إسحاق بن يسار مولى قيس بن مخرمة أبو بكر المدني، رماه مالك بالكذب، وقال: نحن نفيناه من المدينة، وإنما كذبه لأنه حدث عن فاطمة بنت المنذر امرأة هشام بن عروة بحديث وزعم أنه سمعه منها، فأنكر هشام أن يكون سمع من امرأته ودخل عليها، وبهذا تركه يحيى بن سعيد وغيره ممن تركه على ما ذكر أبو جعفر العقيلي.
وقال أحمد بن حنبل عند ذكر هذه القصة: ولعله رآها قبل ذلك أو سمع منها من وراء حجاب، وقال: أما في المغازي وأشباهها فيكتب حديثه، وأما في الحلال والحرام فيحتاج إلى مثل هذا، ومدّ يده وضم أصابعه، وقال: هو كثير التدليس، وضعفه أبو حاتم، وكان يذكر بالقدر.
وقال يحيى بن معين: محمد بن إسحاق صدوق، ولكن ليس بحجة.
وقال أبو زرعة: من يتكلم في محمد بن إسحاق، محمد بن إسحاق صدوق.
وقال البخاري: وذكره قال ابن عيينة: لم أر أحدًا يتهم محمد بن
(1) رواه أبو داود (824).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 320).
إسحاق، وقال أيضًا: قال شعبة: محمد بن إسحاق أمير المحدثين لحفظه، مات ببغداد سنة إحدى وخمسمائة.
وقال ابن أبي حاتم: قال ابن شهاب: لا يزال بالحجاز علم كثير ما دام هذا الأحول بين أظهرهم يعني محمد بن إسحاق.
وقال مرة: لا يزال علم بالمدينة ما بقي هذا.
وقال سفيان بن عيينة: رأيت محمد بن إسحاق جاء إلى ابن شهاب، فقال: كيف أنت يا محمد؟ أين تكون؟ قال: لست أصل إليك مع إذنك هذا، فدعا البواب فقال: إذا جاء هذا فلا تحبسه عني.
وقيل لابن عيينة: محمد بن إسحق لم يرو عنه من أهل المدينة أحد، فقال: جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة، وما يتهمه أحد من أهل
المدينة.
وقال أبو محمد علي بن أحمد بن حزم: وذكر محمد بن إسحاق فضّله الزهري على من بالمدينة في عصره، ووثقه شعبة وسفيان وحماد بن هارون
وإبراهيم بن سعد وعبد الله بن المبارك وغيرهم.
وقال أبو أحمد بن عدي الجرجاني: فتشت الكثير من أحاديث محمد بن إسحاق، فلم أجد في أحاديثه ما يتهيأ أن أقطع عليه بالضعف، وربما أخطأ أو وهم في الشيء بعد الشيء كما يخطئ غيره، ولم يتخلف الثقات عن الرواية عنه ولا الأئمة، وهو لا بأس به (1).
وقال أبو عمر: لا يلتفت إلى ما قيل في محمد بن إسحاق.
وروى مالك، عن وهب بن كيسان أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: من صلى ركعة لم يقرأ بأم القرآن فلم يصل إلا وراء إمام (2).
(1) انظر الضعفاء (4/ 23 - 29).
(2)
رواه مالك (1/ 80).
رواه يحيي بن سلام عن مالك بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتفرد برفعه ولم يتابع عليه.
ورواه أصحاب الموطأ موقوفًا على جابر وهو الصحيح.
مسلم، عن عمران بن حصين قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر أو العصر، فقال:"أَيّكُمْ قَرأَ خَلفِي بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}؟ " فقال رجل: أنا ولم أرد بها إلا الخير، قال:"قَدْ علمتُ أنَّ بعضَكُمْ خَالجَنِيهَا"(1).
أبو داود، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال:"هَلْ قرأَ معِي أحدٌ منكُمْ آنفًا؟ " فقال رجل: نعم يا رسول الله، قال:"إِنِّي أقولُ مَا لِي أُنَازعُ القُرآنُ" قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر به رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصلوات، حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
قوله فانتهى الناس عن القراءة. من كلام الزهري.
الدارقطني، عن عبد الله بن شداد، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ لَهُ إمامٌ فقراءةُ الإِمامِ لَهُ قِراءةٌ"(3).
أسنده الحسن بن عمارة وهو متروك، وأبو حنيفة وهو ضعيف كلاهما عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن جابر، هكذا رواه الثقات إلا ثابت وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري وشعبة وغيرهم، عن موسى، عن عبد الله بن شداد مرسلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) رواه مسلم (398).
(2)
رواه أبو داود (826).
(3)
رواه الدارقطني (1/ 325).
وفي رواية أبي حنيفة عن موسى بن عبد الله بن شداد، عن أبي الوليد وهو مجهول عن جابر (1).
وقد روي عن جابر من طريق آخر وأسند.
وعن ابن عمر وأبي هريرة وعلي وابن عباس كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يصح منها شيء من قبل الأسانيد.
وذكر الدارقطني أيضًا من حديث محمد بن عبد الله بن نمير، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى صلاةً مكتوبةً أوْ تَطَوّعًا، فَليقرأْ بِأُمّ القُرآنِ وسورةٍ معَها، فَإِن انتهَى إِلى أُمِّ الكتابِ فَقَدْ أَجْزَأَ، منْ صلَّى صلاةً مَعَ إِمامٍ يجهرُ فَليقرأْ بفَاتِحةِ الكتابِ فِي بعضِ سكتاتِهِ، فَإِنْ لَم يفعلْ فَصَلاتهُ خداجٌ غيرُ تمامٍ"(2).
وعن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ صلَّى صلاةً مكتوبةً مَعَ الإِمامِ فليقرأْ بفاتحةِ الكتابِ سكتاتِهِ، ومنِ انتهَى إِلى أُمِّ القرآنِ فقدْ أَجزأَهُ"(3).
محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ضعيف، ضعفه يحيى بن معين، وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم.
والصحيح ما خرج مسلم عن حبيب المعلم، عن عطاء قال: قال أبو هريرة: في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى منا أخفيناه منكم، فمن قرأ بأم القرآن فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل (4).
وعن حبيب بن الشهيد قال: سمعت عطاء يحدث عن أبي هريرة أن
(1) رواه الدارقطني (1/ 323 و 324 - 325).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 320 - 321).
(3)
رواه الدارقطني (1/ 317).
(4)
رواه مسلم (396).
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا صلاةَ إِلّا بقراءةٍ" قال أبو هريرة: فما أعلن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلناه لكم، وما أخفاه أخفيناه لكم (1).
أبو داود، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِنّمَا جُعِلَ الإِمامُ لِيُؤتمّ بِهِ" وفيه: "فَإِذَا قَرأَ فَأنْصِتُوا"(2).
قال أبو داود: هذه الزيادة "إِذَا قَرأَ فَأَنصتُوا" ليست بمحفوظة.
مسلم، عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا قَرأَ فَأنَصتُوا" يعني الإمام (3).
هكذا رواه سليمان التميمي، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن حطان بن عبد الله الرقاشى، عن أبى موسى، وتابعه عمر بن عامر عن قتادة
هذا (4).
ورواه هشام وهمام وأبو عوانة وسعيد ومعمر وأبان وشعبة وغيرهم عن قتادة، ولم يقولوا: وإذا قرأ فانصتوا.
وقد صحح مسلم بن الحجاج حديث أبي هريرة: "وَإِذَا قَرأَ فأَنْصِتُوا" قال: هو صحيح عندي.
النسائي، عن أبي الدرداء قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أفي كل صلاة قراءة؟ قال: "نَعَمْ" قال رجل من الأنصار وجبت هذه، فالتفت إليّ [رسول الله صلى الله عليه وسلم]، وكنت أقرب القوم منه، فقال:"مَا أَرَى الإمَامَ إِذَا أَمَّ قومًا إِلّا قَدّ كَفاهُمْ"(5).
اختلف في إسناد هذا الحديث ولا يثبت.
(1) هو رواية من الحديث (396) عند مسلم.
(2)
رواه أبو داود (604).
(3)
رواه مسلم (404).
(4)
رواه الدارقطني (1/ 330).
(5)
رواه النسائي (2/ 142) ثم قال: هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطأ، إنما هو قول أبي الدرداء، ولم يقرأ هذا مع الكتاب.
الدرقطني، عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أُمُّ القرآنِ عوضٌ منْ غيرِهَا، وليسَ غيرُهَا مِنْهَا بعوضٍ"(1).
أبو داود، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي عن أبيه عن جده، عن رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعني لرجل:"فتوضَّأَ كَمَا أمركَ اللهُ عز وجل، ثُمَّ تشهدْ فأَقَمْ، ثُمّ كَبِّرْ، فَإِنْ كَانَ مَعكَ قرآنٌ فاقرأْ بهِ، وإِلّا فاحمدِ الله وكبّرهُ، وهلّلهُ. . ." وذكر باقي الحديث (2).
وعن أبي خالد الدالاني، عن إبراهيم السكسكي، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئًا، فعلمني ما يجزئني منه، قال:"قُلْ سبحانَ اللهِ والحمدُ لله ولَا إِلَه إلاّ اللهُ واللهُ أكبرُ ولَا حَولَ ولَا قُوّةَ إِلّا باللهِ العَلِّي العَظِيمِ" قال: يا رسول الله هذه لله فما لي؟ قال: "قُلْ اللَّهُمَّ ارحَمْنِي وارزقْنِي وعَافِنِي واهْدنِي" فلما قام قال: هكذا بيد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَمَا هَذا فَقدْ ملأَ يَدَيهِ مِنَ الخَيرِ"(3).
رواه الدارقطني بهذا الإسناد، وقال:"قُلْ بسمِ اللهِ والحمدُ لله" والأول أتم، وحديث رفاعة أقوى إسنادًا فيما أعلم (4).
مسلم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا أَمّنَ الإِمامُ فأَمّنُوا، فَإنَّهُ مَنْ وافقَ تأمينُهُ تأمينَ الملائكةِ غُفِرَ لَهُ مَا تقدَّمَ منْ ذنبِهِ".
قال ابن شهاب: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "آمين"(5).
النسائي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذاَ قالَ الإمامُ {غَيْرِ
(1) رواه الدارقطني (1/ 322) وفي المخطوطة "عوضًا منها".
(2)
رواه أبو داود (861).
(3)
رواه أبو داود (832).
(4)
رواه الدارقطني (1/ 313 و 314).
(5)
رواه مسلم (410).
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، فقولُوا: آمين، فَإنَّ الملائكةَ تقولُ: آمِين، وإنِّ الإمامَ يَقولُ: آمِين، فَمَنْ وافقَ تأمينُهُ تأمينَ الملائكةِ غُفِرَ لَهُ مَا تقدَّمَ منْ ذنبه" (1).
الدارقطني، حدثنا محمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني وأبو سهل بن زياد قالا: حدثنا محمد بن يونس، نا عمرو بن عاصم، قال: نا معتمر قال:
سمعت أبي يحدث عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَالَ الإمامُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَاَنْصِتُوا"(2).
الصحيح المعروف: "إِذَا قالَ الإمامُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، فقُولُوا: آمِينَ".
الترمذي، عن وائل بن حجر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقال: "آمينَ" ومدّ بها صوته (3).
وقال حديث حسن هكذا رواه سفيان، ومدّ بها صوته.
ورواه شعبة وقال: خفض بها صوته.
وقال البخاري حديث سفيان أصح وأخطأ شعبة في قوله: وخفض بها صوته.
أبو داود، عن أبي هريرة قال: كان رسول صلى الله عليه وسلم إذا تلا {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} ، قال:"آمين" حتى يسمع من يليه من الصف الأول (4).
في إسناده بشر بن رافع.
(1) رواه النسائي (2/ 144).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 331) ومحمد بن يونس ضعيف لا يحتج به.
(3)
رواه الترمذي (248).
(4)
رواه أبو داود (934).
وذكر أبو داود أيضًا عن بلال أنه قال: يا رسول الله لا تسبقني بآمين (1).
مسلم، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، وحزرنا قيامه في الأخيرتين قدر النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في الركعتين الأولتين من العصر على قدر قيامه في الأخيرتين من الظهر وفي الآخرتين من العصر على النصف من ذلك (2).
وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، في الصبح بأطول من ذلك (3).
أبو داود، عن جابر أيضًا قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دحضت الشمس صلى الظهر، وقرأ بنحو من {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، والعصر كذلك، والصلوات كذلك إلا الصبح فإنه كان يطيلها (4).
النسائي، عن عبد الملك وهو ابن عمير عن شبيب بن أبي روح، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان صلى صلاة الصبح فقرأ الروم والتبس عليه، فلما صلى قال:"مَا بالُ أقوامٍ يصلُّون معنَا لَا يحسِنونَ الطهورَ، فإنَّما يُلبسُ علينَا القرآنَ أولَئكَ"(5).
قال أبو محمد بن أبي حاتم: روح أبو شبيب الشامي الحمصي، ويقال شبيب بن نعيم الوحاظي الحمصي روى عن أبي هريرة وعن رجل من أصحاب
(1) رواه أبو داود (937).
(2)
رواه مسلم (452).
(3)
رواه مسلم (460).
(4)
رواه أبو داود (806).
(5)
رواه النسائي (2/ 156).
النبي صلى الله عليه وسلم يقال له الأغر، وروى عنه سنان بن قيس وحريز بن عثمان وعبد الملك بن عمير وجابر بن غانم (1).
مسلم، عن أبي قتادة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين ويسمعنا الآية أحيانًا، وكان يطول الركعة الأولى من الظهر ويقصر الثانية، وكذلك في الصبح.
زاد في رواية: ويقول في الأخيرتين بفاتحة الكتاب (2).
وقال البخاري: ويطول في الركعة الأولى ما لا يطول في الثانية، وهكذا في العصر والصبح (3).
مسلم، عن ابن عباس قال: إن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يقرأ {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} ، فقالت: يا بني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب (4).
أبو داود، عن مروان بن الحكم قال: قال لي زيد بن ثابت: ما لك تقرأ في صلاة المغرب بقصار المفصل وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطولى الطوليين، قلنا: ما طولى الطوليين؟ قال: الأعراف، وقال ابن أبي مليكة من قبل نفسه: المائدة والأعراف (5).
النسائي، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة المغرب بسورة الأعراف فرقها في ركعتين (6).
النسائي، عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة قال: ما صليت وراء أحد
(1) الجرح والتعديل (2/ 1/ 358).
(2)
رواه مسلم (451).
(3)
رواه البخاري (776).
(4)
رواه مسلم (462).
(5)
رواه أبو داود (812).
(6)
رواه النسائي (2/ 170).
أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان، فصلينا وراء ذلك الإنسان فكان يطيل الأوليين من الظهر ويخفف في الأخريين، ويخفف في العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في العشاء بالشمس وضحاها وأشباهها، ويقرأ في الصبح بسورتين طويلتين (1).
مسلم، عن جابر قال: صلى معاذ بن جبل الأنصاري لأصحابه العشاء فطول عليهم، فانصرف رجل منا فصلى، فأخبر معاذ عنه، فقال: إنه منافق،
فلما بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما قال معاذ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أتريدُ أَنْ تكونَ فَتّانًا يَا معاذُ؟، إِذَا أممتَ بالنَّاسِ، فاقرأْ بالشَّمسِ وضُحَاها وسبّح اسمِ ربكَ واللَّيلِ إِذَا يَغْشَى"(2).
وعن عبد الله بن السائب قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة، فاستفتح بسورة المؤمنين حتى جاء ذكر موسى وهارون، أو ذكر عيسى أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلة فركع.
وفي رواية فحذف وركع (3).
وعن البراء بن عازب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فما سمعت أحدًا أحسن صوتًا منه.
وفي طريق آخر أنه عليه السلام كان في سفر (4).
وعن قطبة بن مالك قال: صليت وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم، فقرأ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيد} حتى قرأ {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} قال: فجعلت أرددها ولا أدري ما قال (5).
(1) رواه النسائي (2/ 167 - 168).
(2)
رواه مسلم (465).
(3)
رواه مسلم (455).
(4)
رواه مسلم (464).
(5)
رواه مسلم (457).
وقال الترمذي: في الركعة الأولى (1).
أبو داود، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال: ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم بها الناس في الصلاة المكتوبة (2).
وعن معاذ بن عبد الله الجهني أن رجلًا من جهينة أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح إذا زلزلت الأرض في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنسي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدًا (3).
وذكره في المراسيل عن سعد بن سعيد، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن سعيد بن المسيب قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، فقرأ في الركعة الأولى بإذا زلزلت، ثم قام في الثانية فأعادها (4).
وسعيد بن سعيد ضعيف.
مسلم، عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، وكانت صلاته بعد تخفيفًا (5).
وعن عمرو بن حريث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر والليل إذا عسعس (6).
النسائي، عن عقبة بن عامر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين، قال عقبة: فأمنا بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفجر (7).
(1) رواه الترمذي (306).
(2)
رواه أبو داود (814).
(3)
رواه أبو داود (816).
(4)
رواه أبو داود في المراسيل كما في تحفة الأشراف (13/ 215).
(5)
رواه مسلم (456).
(6)
رواه مسلم (458).
(7)
رواه النسائي (2/ 158).
وذكر أبو أحمد من حديث حنظلة بن عبيد الله السدوسي، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة لم يقرأ فيها إلا بفاتحة الكتاب.
حنظلة هذا اختلط فوقع الإنكار في حديثه فضعف من أجل ذلك (1).
وذكر الحارث بن أبي أسامة في مسنده بهذا الإسناد قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بفاتحة الكتاب لم يزد على ذلك شيئًا.
وذكر أبو أحمد من حديث أبي الرجال خالد بن محمد البصري، عن النضر بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الهاجرة، فرفع صوته فقرأ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، فقال أبي بن كعب: يا رسول الله أمرت في هذه الصلاة بشيء؟ قال: "لَا ولكنْ أرَدتُ أَنْ أوقتَ لَكُمْ صلاتكمْ"(2).
خالد بن محمد هذا قال فيه البخاري: عنده عجائب.
قال أبو أحمد عنه: هو قليل الحديث وفي حديثه بعض النكرة.
ذكر أبو جعفر الطبري في تهذيب الآثار من حديث قتادة عن شهر بن حوشب أن أبا مالك الأشعري قال لقومه: اجتمعوا حتى أصلي بكم صلاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمعوا، فصلى بهم صلاة الظهر، فقرأ في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب، وأسمع ذلك من يليه.
وشهر قد تكلموا فيه ولا يحتج بحديثه.
أبو داود، عن سليمان التيمي، عن أمية عن أبي مجلز عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الظهر، ثم قام فركع فرأوا أنه قد قرأ تنزيل السجدة (3).
(1) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (2/ 829).
(2)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (3/ 899).
(3)
رواه أبو داود (807).
مسلم، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} ، وأن النبي كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين (1).
وذكر أبو بكر بن أبي داود في كتاب شريعة المغازي قال: نا عمي، حدثنا حجاج، حدثنا حماد عن أبان، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة في صلاة الفجر فقرأ سورة من المئين في الركعة الأولى فيها سجدة فسجد، ثم غدوت عليه من الغد فقرأ في الركعة الآخرة سورة من المئين فيها سجدة فسجد.
وذكر أبو داود عن موسى بن أبي عائشة قال: كان رجل يصلي فوق بيته، فكان إذا قرأ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} قال: سبحانك فبلى، فسألوه عن ذلك، فقال: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
هذا مرسل.
وعن إسماعيل بن أبي أمية قال: سمعت أعرابيًا قال: سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ قرأَ منكُمْ بالتينِ والزيتونِ، فانتهَى إِلى آخرِهَا {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فَليقلْ: وَأنَا عَلَى ذَلِكَ منَ الشّاهدينَ، ومَنْ قَرأَ {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}، فانتهَى إِلى آخرِها {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} فَليقلْ: بلَى، ومنْ قَرأَ {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} فبلغَ {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} فليقلْ: آمنّا باللهِ" قال إسماعيل: فذهبت أعيد على الرجل الأعرابي وأنظر لعله؟ قال: يا ابن أخي أتظن أني لم أحفظه، لقد حججت ستين حجة ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه (3).
(1) رواه مسلم (879).
(2)
رواه أبو داود (884).
(3)
رواه أبو داود (887) وعنده ذهبت أعيد على الرجل.
مسلم، عن حفصة أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته قاعدًا حتي كان قبل وفاته بعام، فكان يصلي في سبحته قاعدًا، وكان يقرأ بالسورة يرتلها حتى تكون أطول من أطول منها (1).
أبو داود، عن عبد الله بن الشخير قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحا من البكاء (2).
مسلم، عن أنس قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا بعد الركوع في صلاة الصبح يدعو على رعل وذكوان، ويقول:"عصيةٌ عصتِ اللهَ ورسولَهُ"(3).
ويروى قبل الركوع، وبعد الركوع أكثر وأشهر.
ذكر حديث قبل الركوع مسلم أيضًا (4).
أبو داود، عن ابن عباس قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا متتابعًا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة، إذا قال: سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة يدعو على أحياء من بني سليم، على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه (5).
الدارقطني، عن أنس قال: ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الغداة حتي فارق الدنيا (6).
ذكر أبو داود في المراسيل عن خالد بن أبي عمران قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر، إذ جاءه جبريل عليه السلام فأومأ إليه أن اسكت، فسكت، فقال: يا محمد إن الله لم يبعثك سبابًا ولا لعانًا، وإنما بعثك
(1) رواه مسلم (733).
(2)
رواه أبو داود (904).
(3)
رواه مسلم (677).
(4)
رواه مسلم (677) وهو رواية من هذا الحديث.
(5)
رواه أبو داود (1443).
(6)
رواه الدارقطني (2/ 39) وفيه أبو جعفر الرازي صاحب مناكير. . .
رحمة ولم يبعثك عذابًا، ليس لك من الأمر شيء، أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون، قال: ثم علمه هذا القنوت: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونؤمن بك، ونخنع لك ونخلع، ونترك من يكفرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق (1).
وقد ورد في قنوت الوتر دعاء آخر بإسناد صحيح وسيأتي إن شاء الله تعالى.
مسلم، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه، ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائمًا، وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي جالسًا، وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى، وكان ينهى عن عقبة الشيطان وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع، وكان يختتم الصلاة بالتسليم (2).
قال الهروي: عن أبي عبيد عقب الشيطان هو أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين، وهو الذي يجعله بعض الناس الإقعاء.
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَتِمُّوا الرُّكوعَ والسجودَ فواللهِ إِنِّي لأراكُمْ منْ بعدِ ظهرِي إِذَا مَا ركعتُمْ وإِذَا مَا سجدتُمْ"(3).
النسائي، عن أبي مسعود البدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تجزئُ
(1) انظر تحفة الأشراف (13/ 184).
(2)
رواه مسلم (498).
(3)
رواه مسلم (425).
صلاةٌ لَا يقيمُ الرّجلُ فيهَا صلبَهُ فِي الرّكوعِ والسّجودِ" (1).
البخاري، عن زيد بن وهب قال: رأى حذيفة رجلًا لا يتم الركوع والسجود، قال: ما صليت، ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدً صلى الله عليه وسلم (2).
النسائي، عن عبد الله بن مسعود قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، فقام فكبر، فلما أراد أن يركع طبق يديه بين ركبتيه وركع، فبلغ ذلك سعدًا فقال: صدق أخي قد كنا نفعل هذا ثم أمرنا بهذا يعني الإمساك على الركب (3).
خرجه مسلم في حديثين وهذا أخصر (4).
أبو داود، عن عقبة بن عامر قال: فلما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجعلُوهَا فِي ركوعِكُمْ"، فلما نزلت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال:"اجعلوهَا فِي سُجُودِكُمْ"(5).
وروى الدارقطني من حديث إبراهيم بن الفضل المدني، عن سعد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِذَا ركَعَ أحدُكُمْ وسبح ثلاثَ مراتٍ فإنَّهُ يسبحُ للهِ منْ جسده ثلاثةٌ وثلاثونَ وثلاثمائةُ عظمٍ وثلاثةُ وثلاثونَ وثلاثمائةُ عرقٍ"(6).
إبراهيم بن الفضل ضعيف عندهم.
الترمذي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا ركعَ أحدُكُمْ فقالَ فِي ركوعِهِ سبحانَ ربِّي العظيمِ ثلاثَ مراتٍ فقدْ تمَّ
(1) رواه النسائي (2/ 183).
(2)
رواه البخاري (791).
(3)
رواه النسائي (2/ 184 - 185).
(4)
انظر صحيح مسلم (534 و 535).
(5)
رواه أبو داود (869).
(6)
رواه الدارقطني (1/ 343).
ركوعُهُ وذلِكَ أدنَاهُ، وَإِذَا سجدَ فقالَ فِي سجودِهِ سبحانَ ربِّى الأعلَى وبحمدهِ ثَلاث مراتٍ فَقَدْ تمَّ سجودُهُ وذلِكَ أدناهُ" (1).
قال: عون بن عبد الله لم يلق ابن مسعود، وقد روى هذا من فعله صلى الله عليه وسلم.
وذكره الدارقطني من حديث محمد بن أبي ليلى، عن الشعبي، عن صلة بن زفر، عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم (2).
وكذلك خرجه البزار من حديث بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم (3).
وقال أبو داود من حديث سعيد الجريري عن السعدي عن أبيه أو عمه قال: رمقت النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته وكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول سبحان الله وبحمده ثلاثًا (4).
وعن وهب بن مانوس سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: ما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى يعني عمر بن عبد العزيز قال: فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات وفي سجوده عشر تسبيحات (5).
مسلم، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده "سبحانكَ اللَّهُمَّ وبحمدِكَ اللَّهُمَّ اغفرْ لِي" يتأول القرآن (6).
وعن ابن عباس قال: كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: "أيُّها النَّاسُ: إِنَّهُ لَمْ يبقَ منْ مبشراتِ النّبوةِ إِلّا الرّؤيَا الصالحةَ
(1) رواه الترمذي (260).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 341).
(3)
رواه البزار (538 كشف الأستار).
(4)
رواه أبو داود (885).
(5)
رواه أبو داود (888).
(6)
رواه مسلم (484).
يرَاهَا المسلمُ، أَو تُرى لَهُ، أَلَا وإِنِّي نهيتُ أَنْ أَقرأَ القرآنَ رَاكعًا أَوْ سَاجدًا، فأَمّا الركوعَ فعظّمُوا فِيه الربَّ، وأَمَّا السُجود فاجْتَهِدُوا فِي الدّعاء فقمنَ أَنْ يستجابَ لَكُمْ" (1).
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن وأنا راكع أو ساجد (2).
وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: "سبّوحُ قدوس رب الملائكةِ والرّوحِ".
وعنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من الفراش، فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول:"اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ برضاكَ منْ سخطِكَ وبمعافَاتِكَ منْ عقوبَتِكَ، وأعوذُ بِكَ منكَ لَا أُحصي ثناءً عليكَ أَنتَ كمَا أثنيتَ عَلَى نَفْسِكَ"(3).
أبو داود عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: "سبحان رَبِّي الأعلَى"(4).
روي هذا موقوفًا.
النسائي، عن حذيفة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة [فقرأ]، فقلت: يركع عند المائة فمضى، فقلت يركع عند المائتين فمضى، فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فافتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلًا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بآية تعوذ تعوذ، ثم ركع فقال:"سبحانَ رَبِّي العَظيم" فكان ركوعه نحوًا من
(1) رواه مسلم (479).
(2)
رواه مسلم (480) وفي المخطوطة "أن أقرأ القرآن وأنا راكع أو ساجد" وليس هذا اللفظ عند مسلم.
(3)
رواه مسلم (486).
(4)
رواه أبو داود (883).
قيامه، ثم رفع رأسه فقال:"سمِعَ اللهُ لِمَنْ حمدهُ" فكان قيامه قريبًا من ركوعه، ثم سجد فجعل يقول:"سبحانَ ربِّي الأعلَى" فكان سجوده قريبًا من ركوعه (1).
وفي كتاب مسلم: فكان سجوده قريبًا من قيامه (2).
مسلم، عن حطان بن عبد الله الرقاشي قال: صليت خلف أبي موسى الأشعري صلاة، فلما كان عند القعدة قال رجل من القوم: أُقرت الصلاة بالبر والزكاة، فلما قضى أبو موسى الصلاة انصرف فقال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قال: فأرمَّ القوم، ثم قال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قال: فأرمَّ القوم، فقال: لعلك يا حطان قلتها، قال: ما قلتها ولقد رهبت أن تبكعني بها، فقال رجل من القوم: أنا قلتها ولم أرد بها إلا الخير، فقال أبو موسى: أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا، فقال:"إِذَا صلّيتُمْ فأَقِيمُوا صفوفَكُمْ، ثُمَّ ليؤمّكُمْ أحدُكُمْ، فَإِذَا كبَّرَ فكبرُوا، وإِذَا قَالَ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولُوا آمينَ يجبكُمُ اللهُ، فَإِذَا كبَّرَ وركَعَ فكبّرُوا واركَعُوا فَإنَّ الإمامَ يركعُ قبلَكُمْ ويرفَعُ قبلَكُمْ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فتِلكَ بتلكَ، وإِذَا قالَ سمعَ اللهُ لِمَنْ حمدهُ فقولُوا: اللَّهُمَّ ربَّنَا لَكَ الحَمدُ، يسمعُ اللهُ لَكُمْ فَإنَّ الله تبارك وتعالى قالَ علَى لسانِ نبيهِ: سَمعَ اللهُ لِمَنْ حمدهُ، وإِذَا كبَّرَ وسجَدَ فكبّرُوا واسجدُوا فَإنَّ الإمامَ يسجدُ قبلَكُمْ ويرفعُ قَبْلَكُمْ" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فتلكَ بتلك، وإِذَا كانَ عندَ القَعْدَةِ فليكنْ مِنْ أولِ قولِ أحدِكُمْ: التحياتُ الطيباتُ الصلواتُ للهِ السّلامُ عليكَ أَيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتهُ، السلامُ علَينا وعلَى عِبادِ اللهِ الصَالحين، أشهدُ أَنْ
لَا إِلَه إلّا اللهُ، وأَشهدُ أَنْ محمدًا عبدُهُ ورسولُه" (3).
(1) رواه النسائي (3/ 225 - 226) وليست كلمة فقرأ بين المعكوفين عنده.
(2)
رواه مسلم (772).
(3)
رواه مسلم (404).
زاد في طريق آخر: "وإِذَا قَرأَ فَأَنصِتُوا".
بكعت الرجل بكعًا أي استقبلته بما يكره، وهو نحو التبكيت ذكره الهروي.
مسلم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا قَالَ الإِمامُ: سَمعَ اللهُ لمن حمدهُ، فقولُوا: اللَّهُمَّ ربّنَا لكَ الحمدُ، فَإنَّهُ منْ وافقَ قَوْلُهُ قولَ الملائكةِ غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ منْ ذنبهِ"(1).
وذكر الدارقطني عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو، عن يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد أبي الخطاب قال: سمعت عبد الرحمن بن ثابت بن
ثوبان يقول: حدثني عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: كنا إذ صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سمع الله لمن حمده، قال من وراءه سمع الله لمن حمده (2).
قال: رواه أبو طالب الحافظ، عن زيد بن محمد، عن عبد الصمد، عن يحيي بن عمرو بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا قَالَ الإمامُ سمعَ اللهُ لِمَنْ حمده فَلْيَقُلْ مَنْ وراءَهُ ربّنَا ولكَ الحمدُ".
هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد والله أعلم (3).
أبو داود، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول حين يقول سمع الله لمن حمده:"اللَّهُمَّ ربّنَا لكَ الحمدُ مِلءَ السمواتِ وملءَ الأرضِ وملء شِئْتَ منْ شيءٍ بعدَ أَهلُ الثناءِ والمجدِ أحقّ مَا قَالَ العبدُ وكلنَا لكَ عبدٌ، لا مَانِعَ لمَا أعطيتَ وَلا مُعطِي لمَا منعْتَ ولَا ينفعُ ذَا الجدّ منْكَ الجدّ"(4).
(1) رواه مسلم (409).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 339 - 340).
(3)
انظر سنن الدارقطني (1/ 340).
(4)
رواه أبو داود (847).
خرجه مسلم أيضًا (1).
البخاري، عن رفاعة بن رافع قال: كنا نصلي يومًا وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة قال:"سَمعَ اللهُ لِمَنْ حمدهُ" قال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف قال:"مَنِ المُتكلم؟ " قال: أنا، قال:"رأيتُ بِضْعةً وثلاثينَ ملكًا يبتدرونَها أيّهم يكتبهَا أَوّلُ"(2).
أبو داود، عن الحسن بن عمران وهو أبو عبد الله العسقلاني، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان لا يتم التكبير.
قال أبو داود: معناه إذا رفع رأسه من الركوع فأراد أن يسجد لم يكبر، وإذا قام من السجود لم يكبر (3).
الحسن بن عمران شيخ ليس بالقوي.
وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل خفض ورفع ذكره مسلم وغيره (4).
وذكر الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر وهو يهوي (5).
قال: هذا حديث حسن صحيح.
وعن أبي حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته الأرض، ونحى يديه عن جنبيه، ووضع كفيه حذو منكبيه.
قال: هذا حديث حسن صحيح.
وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بوضع اليدين ونصب القدمين (6).
(1) رواه مسلم (477).
(2)
رواه البخاري (799).
(3)
رواه أبو داود (737).
(4)
صحيح مسلم (492).
(5)
رواه الترمذي (254).
(6)
رواه الترمذي (277).
وروي مرسلًا عن عامر.
أبو داود، عن شريك، عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، فإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه (1).
روي همام عن عاصم مرسلًا، وهمام ثقة.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سجدَ أحدُكُمْ فَلا يَبْرِكْ كما يبرك البعيرُ وليَضعْ يديهِ قبلَ ركبتَيْهِ"(2).
وذكر الترمذي من حديث خالد بن إلياس يسنده إلى أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهض في الصلاة على صدور قدميه (3).
قال أبو عيسى: خالد بن إلياس ضعيف عند أهل الحديث.
وذكر أبو داود في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال: وإذا نهض نهض على ركبتيه، واعتمد علي فخذيه (4).
ذكره من حديث وائل بن حجر وهو منقطع، أو من حديث عاصم بن كليب عن أبيه وهو مرسل.
قال همام راوي الحديث: وأكبر علمي أنه في حديث، يعني وائل بن حجر (5).
عن أبي حجيرة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا سَجدَ أحدُكُمْ فلا يفترشْ يَدَيْهِ افتراشَ الكلْبِ وليضمَّ فخذَيْهِ"(6).
(1) رواه أبو داود (838).
(2)
رواه أبو داود (840).
(3)
رواه الترمذي (288).
(4)
رواه أبو داود (736).
(5)
في سنن أبي داود: وأكبر علمي أنه حديث محمد بن جحادة.
(6)
رواه أبو داود (901).
مسلم، عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أُمرتُ أَنْ أَسجدَ علَى سبعِ وَلا أكفتُ الشّعرَ ولَا الثيابَ الجبهةِ والأنفِ واليدينِ والركبتينِ والقَدَمَيْنِ"(1).
وقال البخاري: الجبهة وأشار بيده إلى أنفه (2).
مسلم، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعتدلُوا فِي السّجودِ ولَا يبسطْ أحدكُمْ ذراعيهِ إبساطَ الكَلبِ"(3).
وعن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سجدتَ فَضعْ كفيّكَ وارفعْ مرفقيْكَ"(4).
وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد خوى بيديه (يعني جنَّحَ) حتى يرى وضح إبطيه من ورائه وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى (5).
أبو داود، عن أبي هريرة قال: اشتكى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم[إلى النبي صلى الله عليه وسلم] شقة السجود عليهم إذا انفرجوا، فقال:"استَعِينُوا بِالرّكبِ"(6).
وذكر أبو أحمد من حديث أبي معاوية وابن فضيل، عن أبي سفيان طريف بن شهاب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال أبو معاوية:
أراه رفعه ولم يشك ابن فضيل في رفعه قال: "إِذَا ركعَ أحدُكُمْ فلَا يدبِّحْ كَمَا يُدبِّحُ الحمارُ، ولكِنْ ليقمْ صلبَهُ، فَإِذَا سجدَ فليمددْ صلبَهُ، فإنَّ الرجلَ يسجدُ عَلى سبعةِ أَعظُمٍ علَى جبهتِهِ وكفّيْه وركبتيهِ وصدورِ قدميهِ" كذا قال: "فَإذَا
(1) رواه مسلم (490).
(2)
رواه البخاري (812).
(3)
رواه مسلم (493).
(4)
رواه مسلم (494).
(5)
رواه مسلم (497).
(6)
رواه أبو داود (902) وما بين المعكوفين ليس في السنن.
جَلَسَ فَلْيَنْصِبْ رِجْلَهُ اليُمْنَى وَلْيَخْفِضْ رِجْلَهُ اليُسْرَى" (1).
ورواه عن علي بن حرب، عن أبي معاوية بهذا الإسناد ورفعه قال:"الإنسانُ يسجدُ علَى سبعةِ أَعظُمٍ علَى جبهتِهِ وكفّيْهِ وركبتيهِ وصدورِ قدميهِ"(2).
كذا قال: "وصدور قدميه" وأبو سفيان متروك عند النسائي، وضعيف بن حنبل وابن معين وغيرهما.
وقال فيه أبو أحمد: أبو سفيان روى عن الثقات، وإنما أنكر عليه في متون الأحاديث أشياء لم يأت بها غيره، وأما أسانيده فمستقيمة.
قال الهروي: يدبح يطاطي وهو بالحاء المهملة.
وذكر أبو داود في المراسيل عن صالح بن خيوان النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا [يصلي] يسجد بجبهته وقد اعتم على جبهته فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبهته (3).
وذكر عبد الرزاق عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد على كور عمامته (4).
في إسناده عبد الله بن محرر وهو متروك.
وقد روي من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وهو من رواية عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن عبد الرحمن بن سابط (5).
وجابر متروك عن آخر مثله، وكان عمرو بن شمر رجلًا صالحًا لكنه كان صاحب مذهب، ويقال له عمرو بن أبي عمرو.
وهذا الحديث ذكره أبو أحمد.
(1) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (4/ 1437).
(2)
رواه ابن عدي في الكامل (4/ 1437).
(3)
انظر تحفة الأشراف (13/ 233) وليس فيه كلمة يصلي.
(4)
رواه عبد الرزاق (1564).
(5)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (5/ 1781).
وذكر أبو أحمد أيضًا من حديث عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب قال: قلت لوهب بن كيسان: يا أبا نعيم ما لك لا تمكن جبهتك وأنفك من الأرض؟ قال: ذاك اني سمعت جابر بن عبد الله يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد على جبهته على قصاص الشعر (1).
وذكره الدارقطني بهذا الإسناد، وعبد العزيز هذا لم يرو عنه إلا إسماعيل بن عياش وهو ضعيف، وحديثه منكر (2).
وذكر أبو أحمد من حديث محمد بن الفضل، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"السجودُ علَى الجبهةِ فريضةٌ، وعلَى الأنفِ تطوّعٌ"(3).
ومحمد بن الفضل هذا متروك، وهو ابن الفضل بن عطية.
وذكر عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن الحسن قال: أدركنا القوم يسجدون على عمائمهم، ويسجد أحدهم ويداه في قميصه (4).
وذكر عبد الرزاق أيضًا عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في كساء مخالفًا بين طرفيه في يوم بارد يتقي بالكساء حصى الأرض كهيئة الحافز (5).
إسناده متروك، فيه إبراهيم بن أبي يحيى وغيره.
خرجه البزار من حديث إبراهيم بن أبي حبيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد بني عبد الأشهل في كساء متليئًا به يقيه برد الحصى (6).
(1) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (5/ 1924).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 349).
(3)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (6/ 2174).
(4)
رواه عبد الرزاق (1566).
(5)
رواه عبد الرزاق (1369).
(6)
رواه ابن ماجه (1032) والطبراني في الكبير (1344).
ولا يصح قاله البخاري.
وذكر عبد الرزاق عن بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكشف سترًا أو نكف شعرًا أو نحدث وضوءًا، قال: قلت ليحيى: ما قوله أو نحدث وضوءًا؟ قال: إذا وطئ نتنًا وكان متوضئًا.
وقوله لا نكشف سترًا، يقول: لا يكشف الثوب عن يديه إذا سجد (1).
أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
ومن مراسيل أبي داود عن يزيد بن أبي حبيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على امرأتين تصليان، فقال:"إِذَا سجدتُمَا فضما بعضَ اللحمِ إِلى الأرضِ فإنَّ المرأةَ ليستْ فِي ذَلكَ كالرّجلِ"(2).
الترمذي، عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إِذَا سجدَ العبدُ سجدَ معهُ سبعةُ آرابٍ وجهُهُ وكفّاهُ وركبتاهُ وقدماهُ"(3).
قال: هذا حديث حسن صحيح.
الدارقطني، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لَا صلاةَ لِمَنْ لَمْ يَضعْ أنفَهُ عَلي الأَرضِ"(4).
النسائي، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ اليدينِ تسجدانِ كَمَا يسجدُ الوجهُ، فَإِذَا وضعَ أحدُكُمْ وجهَهُ فليضعْ يديهِ، وإِذَا رفعَهُ فليرفعهُمَا"(5).
مسلم، عن أنس قال: ما صليت خلف أحد أوجز صلاة من
(1) رواه عبد الرزاق (103 و 1572).
(2)
انظر تحفة الأشراف (13/ 419).
(3)
رواه الترمذي (272).
(4)
رواه الدارقطني (1/ 348).
(5)
رواه النسائي (2/ 207).
رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام، كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم متقاربة، وكانت صلاة أبي بكر متقاربة، فلما كان عمر بن الخطاب مدّ في صلاة الفجر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: سمع الله لمن حمده، قام حتى نقول قد أوهم ثم يسجد ويقعد بين السجدتين حتى نقول قد أوهم (1).
الترمذي، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين:"اللَّهُمَّ اغفرْ لِي وارحمنِي واجبرنِي واهدنِي وارزقْنِي"(2).
البخاري، عن البراء قال: كان ركوع النبي صلى الله عليه وسلم وسجوده وبين السجدتين وإذا رفع رأسه من الركوع، ما خلا الركوع والقعود قريبًا من السواء (3).
مسلم، عن البراء قال: كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وركوعه وإذا رفع رأسه من الركوع والسجود وما بين السجدتين قريبًا من السواء (4).
ومن مسند أبي بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن عاصم، عن أبي العالية قال: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اعطُوا كلَّ سورةٍ حظّهَا منَ الرّكوعِ والسّجودِ"(5).
مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَرأَ ابنُ آدمَ السجدةَ فسجدَ، اعتزل الشيطانُ يبكِي يقولُ: يَا ويلَهُ أُمِرَ ابنُ اَدمَ بالسّجودِ فسجدَ فَلَهُ الجنَّةُ، وأُمرتُ بالسجودِ فعصيتُ فَلِيَ النَّارُ"(6).
وعن ربيعة بن كعب قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال لي:"سَلْ" فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: "أَو غَير
(1) رواه مسلم (473).
(2)
رواه الترمذي (284 و 285).
(3)
رواه البخاري (801).
(4)
رواه مسلم (471).
(5)
ورواه أحمد (5/ 59 و 65).
(6)
رواه مسلم (81).
ذلك" قلت: هو ذلك، قال: "فأَعنِّي علَى نفسِكَ بِكَثرةِ السّجودِ" (1).
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَقربُ مَا يكونُ العبدُ منْ رَبِّهِ وهُوَ ساجِدٌ، فأكثِرُوا الدّعاءَ"(2).
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له: "عليكَ بكثرة السّجودِ، فَإِنَّكَ لَا تسجدُ لله سجدةً إِلّا رفعكَ اللهُ بهَا درجةً وحطَّ بِها عنْكَ خطيئةً"(3).
وذكر العقيلي من حديث علي بن حزور سمعت الأصبغ بن نباتة يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: إذا رفع أحدكم رأسه من السجدة الثانية
فليلزق أليته من الأرض، ولا يفعل كما تفعل الإبل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ذَلِكَ توقيرٌ للصّلاةِ"(4).
لا يتابع علي بن حزور على هذا وهو ضعيف. وكذلك الأصبغ بن نباتة ضعيف.
البخاري، عن مالك بن الحويرث أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدًا (5).
أبو داود، حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل وأحمد بن محمد بن ثابت المروزي ومحمد بن رافع ومحمد بن عبد الملك الغزال قالوا: حدثنا عبد
الرزاق، عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن حنبل: أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده.
(1) رواه مسلم (489).
(2)
رواه مسلم (482).
(3)
رواه مسلم (488).
(4)
رواه العقيلي (3/ 227).
(5)
رواه البخاري (823).
وقال أحمد بن محمد المروزي: نهى أن يعتمد الرجل على يده في الصلاة.
وقال ابن رافع: نهى أن يصلي الرجل وهو معتمد على يده.
وذكروا في باب الرفع من السجود.
وقال ابن عبد الملك: نهى أن يعتمد الرجل على يده إذا نهض في الصلاة (1).
عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: أخبرني إبراهيم بن ميسرة أنه سمع عمرو بن الشريد يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في وضع الرجل شماله إذا جلس في الصلاة: "هِيَ قعدةُ المغضوبِ عليهِمْ"(2).
النسائي، عن ابن عمر قال: من سنة الصلاة أن ينصب القدم اليمنى، واستقباله بأصابعه القبلة، والجلوس على اليسرى (3).
أبو داود، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع عن أبيه، عن عمه رفاعة بن رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا أنتَ قُمتَ فِي صلاتِكَ فكبّرِ اللهَ، ثُمَّ اقرأْ مَا تيسرَ عليكَ مِنَ القُرآنِ" وقال فيه: "فَإِذَا جلستَ فِي وسطِ الصّلاةِ فاطمئنَ، وافرشْ فخذكَ اليُسرى، ثُمّ تشهّدْ، ثُمَّ إِذَا قمتَ فمثْل ذلِكَ حتَّى تفرغَ مِنْ صلاتِكَ"(4).
البخاري، عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا
(1) رواه أبو داود (992).
(2)
رواه عبد الرزاق (3057).
(3)
رواه النسائي (2/ 236).
(4)
رواه أبو داود (860).
ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم حصر ظهره فإذا رفع استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأصابع رجليه القبلة، وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب اليمنى، وقعد على مقعدته (1).
وذكر أبو داود من حديث أبي حميد ووصف جلوس النبي صلى الله عليه وسلم في الركعة الرابعة، قال: أفضى بوركه إلى الأرض، وأخرج قدميه من ناحية واحدة (2).
ذكره من حديث عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف.
مسلم، عن عبد الله بن الزبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه، وفرش قدمه اليمنى ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بإصبعه (3).
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا قال: ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها، ويده اليسرى على ركبته باسطها عليها (4).
النسائي، عن ابن عمر في إشارة النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد قال: وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام في القبلة ورمى ببصره إليها، أو نحوها (5).
أبو داود، عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير بإصبعه إذا دعا ولا يحركها (6).
(1) رواه البخاري (828).
(2)
رواه أبو داود (731).
(3)
رواه مسلم (579).
(4)
رواه مسلم (580).
(5)
رواه النسائي (2/ 237).
(6)
رواه أبو داود (989).
وعنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو كذلك، ويتحامل بيده اليسرى على فخذه اليسرى (1).
وعنه في هذا قال: لا يجاوز بصره إشارته (2).
النسائي، عن وائل بن حجر ووصف جلوس النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد قال: ثم قعد وافترش رجله اليسرى، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى، وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، ثم قبض اثنتين من أصابعه، وحلَّق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها (3).
وقال: عن نمير الخزاعي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قاعدًا في الصلاة واضعًا ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى رافعا إصبعه السبابة قد أحانها شيئًا وهو يدعو (4).
مسلم، عن عبد الله بن مسعود قال: كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم: السلام على الله السلام على فلان، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم:"إِنَّ اللهَ هُوَ السّلامُ، فَإِذَا قعدَ أحدُكُمْ فِي الصّلاةِ فَليقلْ: التحياتُ للهِ والصلواتُ والطيباتُ السّلامُ عليكَ أَيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ، السّلامُ علينَا وعَلى عِبَادِ اللهِ الصَالحينَ، فَإِذَا قَالها أصابَتْ كُلَّ عبدٍ للهِ صالحٍ فِي السّماءِ والأرضِ أَشهدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلّا اللهُ وأَشهدُ أَنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، ثُمَّ يتخيرُ منَ المَسْأَلَةِ مَا شاءَ"(5).
النسائي، عن عبد الله أيضًا قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قُولُوا فِي كُلِّ جلسةِ التحياتُ للهِ والصلواتُ والطيباتُ السّلامُ عليكَ أَيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ
(1) هو في نفس الحديث (989).
(2)
رواه أبو داود (990).
(3)
رواه النسائي (2/ 126 - 127).
(4)
رواه النسائي (3/ 38 و 39) وهذا اللفظ في الرواية الثانية.
(5)
رواه مسلم (402).
وبركاتهُ، السّلامُ علينَا وعلَى عبادِ اللهِ الصّالحينَ أَشهدُ أَنْ لَا إِلهَ إلّا اللهُ وأَنّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ" (1).
وعن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: "بسمِ اللهِ وباللهِ التحياتُ للهِ والصلواتُ والطيباتُ السّلامُ عليكَ أَيُّها النّبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ، السّلامُ علينَا وعَلَى عبادِ اللهِ الصالحينَ أَشهدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللهُ وأَشهدُ أَنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ أسألُ اللهَ الجنَّةَ وأعوذُ بَاللهِ منَ النَّارِ"(2).
أحسن حديث أبي الزبير عن جابر ما ذكر فيه سماعه منه ولم يذكر السماع في هذا فيما أعلم.
وذكر أبو بكر البزار من حديث أبي حمزة ميمون القصاب الأعور الكوفي وهو ضعيف عندهم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لَا صلاةَ إِلّا بتشهدٍ"(3).
أبو داود، عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده فعلمه التشهد في الصلاة. فذكر مثل دعاء الأعمش يعني مثل حديث مسلم قال:"إِذَا قُلتَ هَذا أَوْ قضيتَ هذا فقَدْ قضيتَ صَلاتَكَ، إِنْ شئتَ أَنْ تقومَ فَقُمْ، وإِنْ شئتَ أَنْ تقعدَ فَاقعدْ"(4).
وهذه الزيادة إنما هي من قول ابن مسعود، ذكر ذلك أبو بكر الخطيب في كتاب الفصل للوصل وبينه، وهو الصحيح على ما قال غيره أيضًا.
(1) رواه النسائي (2/ 239).
(2)
رواه النسائي (2/ 243).
(3)
رواه البزار (560 كشف الأستار).
(4)
رواه أبو داود (970).
أبو داود، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم حضهم على الصلاة، ونهاهم أن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة.
مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تشهّدَ أحدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ باللهِ منْ أربعٍ، يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منْ عذابِ جهنَّمَ، ومنْ عذابِ القبرِ، ومنْ فتنةِ المحيا والمماتِ، ومنْ شرِّ فتنةِ المسيحِ الدَّجالِ"(1).
وفي لفظ آخر: "إِذَا فرغَ أحدُكُمْ منَ التشهّدِ الَاخرِ، فليتعوذْ باللهِ منْ أربعٍ، منْ عذابِ جهنّم، وَمنْ عذابِ القبرِ، ومنْ فتنةِ المحيا والمماتِ، ومنْ
شرِّ المسيحِ الدّجالِ" (2).
مسلم، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة "اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بكَ منْ عذابِ القبرِ، وأعوذُ بكَ منْ فتنةِ المسيحِ الدّجالِ، وأعوذُ بكَ منْ فتنةِ المحيا والمماتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بكَ منَ المأثمِ والمغرمِ" قال: فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم، قال:"إِنَّ الرجلَ إِذَا غرمَ حدّثَ فكذبَ، ووَعَدَ فأَخلفَ"(3).
أبو داود، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: صليت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة التطوع، فسمعته يقول:"أعوذُ باللهِ منَ النّارِ، ويلٌ لأهلِ النّارِ"(4).
الترمذي، عن فضالة بن عبيد قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو في صلاته فلم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عجِّلْ هَذا" ثم دعاه فقال له
(1) رواه أبو داود (624).
(2)
رواه مسلم (588).
(3)
رواه مسلم (589).
(4)
رواه أبو داود (881).
ولغيره: "إِذَا صلَّى أحدُكُمْ فلْيَبْدَأْ بتحميدِ اللهِ والثناءِ عليهِ، ثُمَّ ليُصَلِّ علَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ ليدعُ بعد مَا شَاءَ"(1).
قال: هذا حديث حسن صحيح.
وذكر الدارقطني عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ صلّى صلاةً لَمْ يصلّ فيها عليَّ ولَا علَى أهلِ بيتي لَمْ تُقبلْ مِنْهُ"(2).
وفي إسناده جابر بن يزيد الجعفي.
وعن بريدة بن حصيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا بريدةُ إِذَا جلستَ فِي الصّلاةِ فَلا تتركنّ التشهدَ والصّلاة عليّ، فإِنّها زكاةُ الصّلاةِ"(3).
وفي إسناده جابر بن يزيد أيضًا.
وذكر فيه عن سهل بن سعد ولا يصح لأن في إسناده عبد المهيمن بن عباس وليس بقوي، ولفظه لا صلاة لمن لم يصل على نبيه صلى الله عليه وسلم (4).
وذكر أبو بكر البزار حديث بريدة ولفظه "إِذَا جلستَ فِي صلاتِكَ فَلا تتركنّ فِي التشهدِ لَا إِلَه إَلَّا اللهُ وأَنّي محمدٌ رسولَ اللهِ، والصلاةُ عليّ وعلَى أهلِ بَيْتِي وعلَى أنبياءِ اللهِ، وسلِّمْ علَى عبادِ اللهِ الصَالحينَ". وأمره في هذاالحديث بقول: سبحان ربي العظيم ئلاث مرات في الركوع، وبقول سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات في السجود (5).
في إسناده العرزمي المشهور بالضعف، وجابر بن يزيد الجعفي أيضًا.
والصحيح في هذا حديث الترمذي كما قال، وحديثه خرجه في الأدعية.
مسلم، عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في
(1) رواه الترمذي (3475).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 355).
(3)
رواه الدارقطني (1/ 355).
(4)
رواه الدارقطني (1/ 355).
(5)
رواه البزار (527 كشف الأستار).
مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قُولُوا اللَّهُمَّ صلِّ علَى محمدِ وعلَى آلِ محمدِ كَمَا صلَّيتَ عَلى آلِ إبراهيمَ، اللَّهُمَّ بارِكْ علَى محمدِ وعلَى آلِ محمدٍ كمَا باركتَ عَلى آلِ إبراهيمَ فِي العالمينَ إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، والسّلامُ كَمَا قَدْ علمتُمْ"(1).
ذكر الدارقطني هذا الحديث وقال فيه: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ (2).
رواه من حديث ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبي مسعود.
وزاد عمرو بن خالد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يسنده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "اللَّهُمَّ وترحّمْ علَى محمدٍ وعلَى آلِ محمدٍ كمَا ترحّمتَ علَى إبراهيمَ وعلَى آلِ إبراهيمَ إِنَّك حميدٌ مجيدٌ، اللَّهُمَّ وتحننْ علَى محمدٍ وعلَى آلِ محمدٍ كمَا تحنّنتَ علَى إبراهيمَ وعلَى آلِ إبراهيمَ إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ"(3).
ذكر هذا الحديث أبو عبد الله الحاكم في علوم الحديث، وعمرو بن خالد متروك.
أبو داود، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كان في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف، قال: قلنا: حتى يقوم، قال: حتى يقوم (4).
(1) رواه مسلم (405).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 354 - 355) وقال: هذا إسناد حسن متصل.
(3)
رواه الحاكم في علوم الحديث (ص 32 - 33).
(4)
رواه أبو داود (995).
لم يسمع أبو عبيدة عن أبيه، وهو أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود.
وأبي عبيدة أيضًا عن عبد الله بن مسعود قال: من السنة أن يخفى التشهد (1).
أبو داود، عن ثوبان قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ لَا يحلُّ لأَحدٍ أَنْ يفعلهنَّ، لَا يؤمُّ رجلٌ قَومًا فيخصُّ نفسَهُ بالدّعاءِ دونهُمْ، فإِنْ فعَلَ فَقدْ خانَهُمْ، ولَا ينظرُ فِي قعرِ بيتٍ قبلَ أَن يستأذنَ، فإِنْ فعلَ فَقد دخلَ، ولَا يصلِّي وهُوَ حقنٌ حتَّى يخففَ"(2).
الترمذي، عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مفتاحُ الصّلاةِ الطّهور، وتحريمُهَا التكبيرُ، وتحليلُهَا التّسليمُ"(3).
قال أبو عيسى: هذا أصح شيء في هذا الباب وأحسن.
مسلم، عن جابر بن سمرة قال: كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله، وأشار بيده إلى الجانبين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"غلامَ تومِئُونَ وأيديكُمْ كأنَّها أذنابُ خيلٍ شمسٍ، إِنَّما يكفِي أَحدكُمْ أَنْ يضعَ يدَهُ علَى فخذِهِ، ثُمْ يسلّمُ عَلَى أَخيهِ من علَى يمينِهِ وشمالِهِ".
وفي طريق أخرى: "إِذَا سلَّمَ أحدُكُمْ فليلتفتْ إِلى صاحبِهِ ولا يُومِئ بيدهِ"(4).
أبو داود، عن وائل بن حجر قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يسلم على يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله (5).
النسائي، عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه السلام
(1) رواه أبو داود (986).
(2)
رواه أبو داود (90).
(3)
رواه الترمذي (3).
(4)
رواه مسلم (431).
(5)
رواه أبو داود (996) وفي نسختنا من سنن أبي داود زيادة وبركاته في الأخير أيضًا.
عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خده الأيمن، وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خده الأيسر (1).
الترمذي، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهه يميل إلى الشق الأيمن شيئًا (2).
هذا يرويه زهير بن محمد.
قال أبو عمر: حديث زهير بن محمد في التسليمتين لا يصح مرفوعًا، وزهير ضعفه ابن معين وغيره في التسليمتين.
وحديث ابن مسعود في التسليمتين صحيح.
وذكر أبو أحمد من حديث عطاء بن أبي ميمونة وكنيته أبو معاذ قال: حدثني أبي وحفص المقبري، عن الحسن، عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه (3).
عطاء هذا ضعيف معروف بالقدر، مع كلامهم في سماع الحسن عن سمرة.
أبو داود، عن الحسن عن سمرة قال: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نرد على الإمام وأن نتحاب، وأن يسلم بعضنا على بعض (4).
الصحيح أن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة.
وخرجه أبو داود أيضًا من حديث سليمان بن سمرة، عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا كانَ وسطُ الصّلاةِ أَوْ حينَ انقضائِهَا فَأبدؤُوا قبلَ التّسليمِ،
(1) رواه النسائي (3/ 63 - 64).
(2)
رواه الترمذي (296).
(3)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (5/ 2005).
(4)
رواه أبو داود (1001).
فقُولُوا: التحياتُ والطيباتُ والصلواتُ والملكُ للهِ، ثُمّ سلّمُوا علَى اليُمنى ثُمَّ سلِّمُوا علَى قارئِكُمْ وعلَى أنفسِكُمْ" (1).
وليس هذا الإسناد بمشهور.
الترمذي، عن أبي هريرة قال: حذف السلام سنة (2).
قال ابن المبارك: يعني أن لا يمده مدًا.
قال: هذا حديث حسن صحيح.
وأسنده أبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأول أصح (3).
النسائي، عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا جَلَسَ، يعني الرجل، فِي آخرِ صلاتِهِ قبلَ أَنْ يسلّمَ فقدْ جازَتْ صلاتَهُ"(4).
في إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وهو ضعيف عندهم.
مسلم، عن السدي قال: سألت أنسًا كيف أنصرف إذا صليت عن يميني أو عن يساري، قال: أما أنا فأكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه (5).
وعن ابن عباس: أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته (6).
(1) رواه أبو داود (975) ولفظه "أما بعد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في وسط الصلاة" والباقي مثله.
(2)
رواه الترمذي (297).
(3)
رواه أبو داود (1004).
(4)
رواه أبو داود (617) والترمذي (1492) بلفظ آخر ورواه أيضًا الخطيب في التاريخ (13/ 149) ولم نره عند النسائي ولفظ الترمذي "إذا أحدث -يعني الرجل- وقد جلس في آخر صلاته قبل أن يسلم فقد جازت صلاته" ورواه الدارقطني (1/ 379) بألفاظ مختلفة.
ورواه البيهقي (2/ 176) والبغوي في شرح السنة (750 و 751). وأظن أنه لفظ الترمذي فحرفه النساخ فجعلوا الترمذي النسائي وحرفوا لفظ الحديث.
(5)
رواه مسلم (708).
(6)
رواه مسلم (583).
وعنه قال: كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير (1).
وعن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال: "لَا إِلَه إِلّا الله وحدَهُ لَا شريكَ لَهُ لَهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ وهُوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٍ، اللَّهُمَّ لَا مانعَ لمَا أعطيتَ ولَا مُعطي لمَا منعتَ، ولَا ينفعُ ذَا الجدّ منكَ الجدّ"(2).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ سبّحَ اللهَ دبرَ كلّ صلاةٍ ثَلاثًا وثلاثِينَ، وحَمِدَ اللهَ ثَلاثًا وثلاثينَ، وكبَّرَ اللهَ ثَلاثًا وثَلاثينَ فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ" وقال: "تمامُ المِائةِ لَا إِلَه إِلّا اللهُ وحدَهُ لَا شريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحمدُ وهُوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٍ، غُفِرَتْ خَطايَاهُ وإِنْ كانَ مثلَ زبدِ البحرِ"(3).
وذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الرحمن بن سابط أن أبا أمامة سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الدعاء أسمع؟ قال: "شطرُ اللَّيلِ الآخرِ، وأَدبارُ المَكْتُوباتِ. . ." وذكر الحديث (4).
مسلم، عن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم كثيرًا، كان لا يقوم من مصلاه الذي صلى فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويبتسم (5).
أبو داود، عن معاذ بن أنس الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "منْ قعدَ فِي
(1) هو رواية من الحديث (583) عند مسلم.
(2)
رواه مسلم (593).
(3)
رواه مسلم (597).
(4)
رواه الترمذي (3494) والنسائي في عمل اليوم والليلة (158) وحسنه الترمذي بغرابة، وعنعنة ابن جريج ليست علة لأنه صرح بالإخبار في رواية عبد الرزاق كما ترى. وبقي الانقطاع بين عبد الرحمن بن سابط وأبي أمامة، ولكن له شواهد فلذا حسنه الترمذي.
(5)
رواه مسلم (670).
مصلاهُ حينَ يَنصرفُ مِنَ الصّبحِ حتَّى يسبحَ ركْعتَي الضُحَى لَا يقولُ إِلّا خَيرًا، غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ وإِنْ كَانَتْ أَكثر منْ زبدِ البحرِ" (1).
تم بعونه تعالى الجزء الأول من كتاب الأحكام الوسطى لابن الخراط ويليه الجزء الثاني وأوله باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(1) رواه أبو داود (1287).