الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن سهل بن سعد لقد رأيت الرجال عاقدي أزرهم في أعناقهم من ضيق الأزر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كأمثال الصبيان، فقال قائل: يا معشر النساء لا ترفعن رؤوسكن حتَّى يرفع الرجال (1).
وقال البخاري: حتَّى يستوي الرجال جلوسًا (2).
البخاري، عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حتَّى يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيرًا قبل أن يقوم، نرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال (3).
باب في المساجد
أبو داود، عن بكير بن الأشجّ أنَّه كان بالمدينة تسعة مساجد مع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع أهلها تأذين بلال على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلون في مساجدهم، أقربها مسجد بني عمرو بن مبذول من بني النجار، ومسجد بني ساعدة، ومسجد بني عبيد، ومسجد بني سلمة، ومسجد بني رابح من بني عبد الأشهل، ومسجد بني زريق، ومسجد غفار، ومسجد أسلم، ومسجد جهينة، ويشك في التاسع (4).
هذا من المرسل.
مسلم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أحبَّ البلادِ إِلَى اللهِ
(1) رواه أبو داود (630).
(2)
رواه البخاري (362 و 814 و 1215).
(3)
رواه البخاري (870 و 875).
(4)
رواه أبو داود في المراسيل، انظر تحفة الأشراف (13/ 150).
مساجدُهَا، وأبغضُ البلادِ إِلى اللهِ أَسواقُهَا" (1).
وعن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ بنَى مَسجدًا لله، بَنى اللهُ لَهُ بيتًا فِي الجنَّةِ"(2).
أبو داود، عن عروة عن عائشة قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب (3).
زاد من حديث سمرة ونصلح صنعتها (4).
والأول أشهر إسنادًا، وإن كان قد روي مرسلًا عن عروة.
وذكر النسائي عن أنس بن مالك قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة في قبلة المسجد، فغضب حتَّى احمر وجهه، فقامت امرأة من الأنصار فحكتها وجعلت مكانها خلوقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا أحسنَ هَذا"(5).
وذكر مسلم عن جابر بن عبد الله في حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل مكان النخامة عبيرًا (6).
وذكر الدارقطني عن ليث بن أبي سليم، عن أيوب السختياني، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابنُوا المساجدَ جمًّا"(7).
ولم يتابع ليث على هذا وهو ضعيف وغيره يرويه عن أيوب عن عبد الله بن شقيق قوله:
(1) رواه مسلم (671).
(2)
رواه مسلم (533).
(3)
رواه أبو داود (455).
(4)
رواه أبو داود (456).
(5)
رواه النسائي (2/ 52 - 53).
(6)
رواه مسلم (3008).
(7)
رواه البيهقي (2/ 439).
وعن ليث أيضًا عن مجاهد عن ابن عمر قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي في مسجد مشرف (1).
هذا يرويه إسحاق بن منصور وأبو غسان عن هريم عن ليث، ورواه عبد الحميد بن صالح عن هريم عن ليث عن نافع عن ابن عمر.
وذكر أبو داود عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا أمرتُ بتشييدِ المَساجدِ" قال ابن عباس: لتزخرفُنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى (2).
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يتباهَى النَّاسُ فِي المساجدِ"(3).
وعن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تركنَا هذا البابَ للنِّساءِ" قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتَّى مات (4).
هذا يروى عن نافع قال: قال عمر، وهو أصح عندهم (5).
مسلم، عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض، قال:"المسجدُ الحرامُ" قلت ثم أي؟ قال: "المسجدُ الأَقصى" قلت: كم بينهما؟ قال: "أَربعونَ عامًا، ثُمَّ الأرضَ لَكَ مسجِدًا فحيثُ مَا أدركتكَ الصلاةُ فَصلٍّ"(6).
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيتُ خمسًا لَمْ يعطهنَّ أحدٌ قَبلي، كانَ كلُّ نَبيٍّ يبعثُ إِلى قومهِ خَاصةً وبعثتُ إلى كُلِّ أحمرَ وأسودَ، وأُحلَّتْ لِيَ الغنائِمَ وَلمْ تحلّ لأَحدٍ قَبلِي، وَجُعلتْ لِيَ الأرضُ طيبةً
(1) رواه البيهقي (2/ 439).
(2)
رواه أبو داود (448).
(3)
رواه أبو داود (449).
(4)
رواه أبو داود (462).
(5)
رواه أبو داود (463).
(6)
رواه مسلم (521).
طهورًا ومسجدًا فأيُّما رجل أدركتْهُ الصَّلاةُ صلَّى حيثُ كانَ، ونُصرتُ بِالرعبِ بَينِ يدي مسيرَة شهرِ، وأُعطيتُ الشفاعةَ" (1).
الترمذي، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه؛ عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأرضُ كلّهَا مسجدٌ إِلا المقبرةَ والحمامَ"(2).
اختلف في إسناد هذا الحديث، فأسنده ناس وأرسله آخرون منهم الثوري.
قال أبو عيسى: وكأن المرسل أصح.
وذكر أبو أحمد من حديث عباد بن كثير الثقفي، عن عثمان الأعرج، عن الحسن قال: حدثني سبعة رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في المسجد تجاهه حش أو حمام أو مقبرة (3).
عباد بن كثير الثقفي ضعيف عند الجميع.
الترمذي، عن زيد بن جبير، عن داود بن الحصين، عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى في سبعة مواطن: في المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق والحمام وفي معاطن الإبل وفوق ظهر بيت الله (4).
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر إسناده ليس بذلك القوي.
كذا قال وغير أبي عيسى يقول: في هذا الإسناد أكثر من هذا وقال: قد روى الليث بن سعد هذا الحديث عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وحديث داود أشبه وأصح، وعبد الله بن عمر العمري ضعفه بعض أهل
(1) رواه مسلم (521).
(2)
رواه الترمذي (317).
(3)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (4/ 1640 - 1641).
(4)
رواه الترمذي (346).
الحديث من قبل حفظه، منهم يحيى بن سعيد.
وخرج أبو داود عن علي بن أبي طالب قال: إن حبيبي صلى الله عليه وسلم نهاني أن أصلي في المقبرة، ونهاني أن أصلي في أرض بابل فإنها ملعونة (1).
وهذا الإسناد أو هى من الذي قبله لأن فيه ابن لهيعة وغيره.
أبو داود، عن البراء بن عازب قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مبارك الإبل، فقال:"لَا تصلُّوا في مباركِ الإبلِ فَإِنَّها منَ الشياطينِ". وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم فقال: "صلُّوا فِيهَا فإنّها بركةٌ"(2).
مسلم، عن جندب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إِنِّي أبرأُ إِلى اللهِ أَنْ يكونَ لِي منكُمْ خليلٌ، فَإن اللهَ قَدِ اتخذَنِي خليلًا كما اتخذَ إبراهيمَ خليلًا، ولو كُنْتُ متخذًا خليلًا لاتخذتُ أَبَا بكرِ خليلًا، أَلَا وَإِنَّ منْ كانَ قبلكُمْ كانُوا يتخِّذُونَ قبورَ أنبيائِهِمْ وصالحيهِمْ مساجدَ، أَلَا فَلَا تتّخذُوا القبورَ مساجدَ إِنِّي أَنهاكُمْ عنْ ذَلِكَ"(3).
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فنزل في علو المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم إنه أرسل إلى ملأ بني النجار، فجاؤوا متقلدين بسيوفهم، قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته، وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله حتَّى ألقى بفناء أبي أيوب قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، ثم إنه أمر بالمسجد، قال: فأرسل إلى ملأ بني النجار فجاؤوا، فقال:"يَا بَنِي النجارَ ثَامنونِي بحائطِكُمْ هَذَا" قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله عز وجل، قال أنس: فكان فيه ما أقول كان فيه نخل وقبور المشركين وخرب،
(1) رواه أبو داود (490).
(2)
رواه أبو داود (493).
(3)
رواه مسلم (532).
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل فقطع، وبقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، قال: فصفوا النخل قبلة وجعلوا عضادتيه حجارة، قال: فكانوا يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم، وهم يقولون:
اللهم لا خير إلا خير الآخرة
…
فانصر الأنصار والمهاجرة (1)
النسائي، عن طلق بن علي قال: خرجنا وفدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بيعةً لنا، فاستوهبناه فضْلَ طَهُوره، فدعا بماء فتوضأ وتمضمض، ثم صبه لنا في إداوة، وأمرنا فقال:"اخرجُوا فَإِذَا أتيتُمْ أرضَكُمْ فاكسرُوا بيعتَكُمْ، وانضحُوا مكانَهَا بهَذا الماءِ، واتخذُوها مَسجدًا"، قلنا: إن البلد بعيد، وإن الحر شديد، والماء ينشف، قال:"مُدُّوُه مِنَ الماءِ فإنَّه لا يزيدُهُ إِلَّا طِيبًا" فخرجنا حتَّى قدمنا بلدنا فكسرنا بيعتنا، ثم نضحنا مكانها واتخذناها مسجدًا، فنادينا فيه بالأذان، قال: والراهب رجل من طيئ، فلما سمع الأذان، قال: دعوة حق ثم استقبل تَلْعَةً من تلاعنا، فلم نره بعد (2).
أبو داود، عن عمرو بن سليم، عن أبي الوليد قال: سألت ابن عمر عن الحصى الذي في المسجد، فقال: مطرنا ذات ليلة فأصبحت الأرض مبتلة، فجعلى الرجل يحثي بالحصى في ثوبه يبسطه تحته، قال: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: "مَا أحسنَ هَذا"(3).
أبو الوليد لا أعلم روى عنه إلا عمر بن سُلَيم ويقال عمرو.
مسلم، عن ابن عمر قال: كنت غلامًا شابًا عزبًا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية أبيت في المسجد (4).
(1) رواه مسلم (524).
(2)
رواه النسائي (2/ 38 - 39).
(3)
رواه أبو داود (458).
(4)
رواه مسلم (2479).
وزاد أبو بكر البزار وأجنبت فيه.
وفي إسناد حديثه أيوب بن سويد وهو ضعيف، ضعفه أبو حاتم ويحيى بن معين.
مسلم، عن سهل بن سعد في حديث ذكره قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليًا في البيت، فقال:"أَيْن ابنُ عمّكَ؟ " فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يَقِلْ عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان:"انظرْ أَينَ هُوَ؟ " فجاءه فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداءه عن شقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول:"قُمْ أَبا التّرابِ، قُمْ أَبا التّرابِ، قُمْ أبَا التّرابِ"(1).
وعن عائشة قالت: أصيب سعد يوم الخندق فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد يعوده من قريب.
زاد عنها في طريق أخرى: فلم يرعهم، وفي المسجد خيمة من بني الغفار، إِلَّا والدم يسيل عليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من
قبلكم، فإذا سعد جرحه يَغُذُّ فمات منها (2).
وذكر عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء، عن حرام بن عثمان، عن ابن جابر، عن جابر بن عبد الله قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مضطجعون في مسجده فضربنا بعسيف كان في يده، وقال:"قُومُوا لَا تَرقدُوا فِي المسجدِ"(3).
حرام بن عثمان متروك.
(1) رواه مسلم (2409) ولكن عنده "قم أبا التراب" مرتين.
(2)
رواه مسلم (1769).
(3)
رواه عبد الرزاق في المصنف (1655).
البخاري، عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ مرَّ في شيءٍ منْ مساجِدَنا أَوْ أسواقِنَا بنبلٍ فليأخذْ بنصالِهَا لَا يعقرُ بكفَّهِ مُسلمًا"(1).
وذكر الدارقطني عن عامر الشعبي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منِ اقترابِ السَّاعةِ أَنْ يُرى الهلالُ قبلًا فيقالُ لليلتينِ، وأَنْ تُتخذَ المساجدُ طرقًا، وأَن يظهرَ موتُ الفجأةِ"(2).
وهذا رواه عبد الكبير بن المعافى عن شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي عن أنس وغيره يرويه عن الشعبي مرسلًا والله أعلم.
وقال أبو حاتم عبد الكبير بن المعافى ثقة رضي كان يعد من الأبدال.
أبو داود، عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هَلْ منكُمْ أحدٌ أطعمَ اليومَ مِسكينًا؟ " فقال أبو بكر دخلت المسجد فإذا سائل يسأل، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن فأخذتها فدفعتها إليه (3).
مسلم، عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلًا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"مَاذَا عندَكَ يَا ثُمامةُ؟ " وذكر الحديث (4).
وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عُرِضَتْ عَليَّ أَعمالُ أُمّتِي حسنهَا وسيئهَا، فوجدتُ فِي محاسنِ أعمالِهَا الأذَى يُماطُ عنِ الطريقِ، ووجدتُ في مساوئِ أَعمَالِهَا النخامةُ تكونُ في المسجدِ لَا تدفنُ"(5).
(1) رواه البخاري (452 و 7075).
(2)
رواه الطبراني في الصغير (1132) والأوصط، وحسنه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
(3)
رواه أبو داود (1670).
(4)
رواه مسلم (1764).
(5)
رواه مسلم (553).
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البزاقُ في المسجدِ خطيئةٌ، وكفارتُهَا دفنُهَا"(1).
أبو داود، عن الفرج بن فضالة، عن أبي سعد قال: رأيت واثلة بن الأسقع في مسجد دمشق بصق على البوري ثم مسحه برجله فقيل له: لم فعلت هذا؟ قال: لأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله (2).
فرج بن فضالة ضعيف، وأيضًا فلم يكن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حصر.
والصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بصق على الأرض ودلكه بنعله اليسرى، ولعل واثلة إنما أراد هذا فحمل الحصير عليه.
أبو داود، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب العراجين، ولا يزال في يده منها، فدخل المسجد فرأى نخامة في؛ قبلة المسجد فحكها، ثم أقبل على الناس مغضبًا فقال:"أيسرّ أَحدُكُمْ أَنْ يبصقَ في وجهِهِ، إِنَّ أحدكُمْ إِذا استقبلَ القبلةَ فَإِنَّما يستقبلُ ربَّهُ عز وجل، والملكُ عنْ يمينهِ، فَلا يتفل عَنْ يمينهِ، ولَا في قبلتهِ، وَليبصقْ عَنْ يسارهِ أَوْ تحتَ قدمهِ، فإنْ عجلَ بهِ أمرٌ فَليقلْ هَكَذا".
ووصف ابن عجلان ذلك أن يتفل في ثوبه ثم يرد بعضه على بعض (3).
خرجه مسلم والبخاري إلا ذكر العرجون (4).
وخرج أبو داود أيضًا عن بكر بن سوادة الجذامي، عن صالح بن حيوان، عن أبي سهلة السائب بن خلاد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلًا أمَّ قومًا فبصق في القبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ: "لَا
(1) رواه مسلم (552).
(2)
رواه أبو داود (484).
(3)
رواه أبو داود (480).
(4)
رواه البخاري (114) ومسلم (548).
يصلِّ لكُمْ" فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "نَعَمْ" وحسبت أنَّه قال: "إِنَّكَ آذيتَ اللهَ ورسولَهُ" (1).
صالح بن حيوان لا يحتج به، وهو بالحاء المهملة، ومن قال: بالخاء المنقوطة فقد أخطأ، ذكر ذلك أبو داود رحمه الله.
وذكر أبو داود أيضًا عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنَّه سمع أنس بن مالك يقول: دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال: أيكم محمد؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا له: هذا الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: يا ابن عبد المطلب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"قَدْ أجبتُك". وذكر الحديث (2).
البزار، عن أبي هريرة رفعه:"إِذَا وجدَ أحدُكُمُ القملةَ في المسجدِ فَليدفِنْهَا"(3).
في إسناد هذا الحديث يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف الحديث جدًا.
مسلم، عن أبي هريرة أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فلحظ إليه فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أَجبْ عنِّي اللَّهُمَّ أيدْهُ بروحِ القدسِ؟ " قال: اللهم نعم (4).
وذكر عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد، عن ابن المنكدر، عن أسيد بن
(1) رواه أبو داود (481).
(2)
رواه أبو داود (486).
(3)
رواه البزار (414 كشف الأستار).
(4)
رواه مسلم (2485).
عبد الرحمن، أن شاعرًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، فقال: أنشدك يا رسول الله؟ قال: "لا" قال: بلى فائذن لي فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاخرج من المسجد، فخرج من المسجد، فأنشده فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ثوبًا، وقال:"هَذا بدلُ مَا مدحتَ بِهِ ربَّكَ"(1).
إبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى وهو متروك الحديث.
مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ سمعَ رجُلًا ينشدُ ضالةً في المسجدِ، فليقلْ لَا ردَّها اللهُ عليكَ، فإِنَّ المساجدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذا"(2).
وعن بريدة أن رجلًا ينشد في المسجد، فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لَا وَجدتَ إنَّما بُنيتِ المساجدُ لَما بُنِيتْ لَهُ"(3).
وعنه قال: جاء أعرابي بعد ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فأدخل رأسه من باب المسجد، بمثل ما تقدم (4).
النسائي، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا رأيتُمْ منْ يبيعُ أَوْ يبتاعُ في المسجدِ، فقولُوا: لَا أربَحَ اللهُ تجارتَكَ، وإِذَا رأيتُمْ منْ ينشدُ ضالةً في المسجدِ، فَقولُواة لَا ردَّهَا اللهُ عَليكَ".
أبو داود، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم[نهى] عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر، ونهى عن الحلق قبل الصلاة يوم الجمعة.
وعن حكيم بن حزام أنَّه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستقاد في
(1) رواه عبد الرزاق في المصنف (1717) وليس عنده كلمة "فأنشده".
(2)
رواه مسلم (568).
(3)
رواه مسلم (569).
(4)
هذه رواية من الحديث قبله.
المسجد، وأن تنشد فيه الأشعار، وأن تقام فيه الحدود (1).
هذا يرويه محمد بن عبد الله الشعيثي، عن زفر بن وثيمة عن حكيم.
والأول من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وكلا الحديثين ضعيف.
وروى إسماعيل بن مسلم المكي، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يُقْتَلُ الوَالِدُ بِالوَلَدِ، وَلَا تُقَامُ الحُدُودُ في المَسَاجِدِ"(2).
خرجه أبو أحمد، وإسماعيل بن مسلم وهو ضعيف، وله أحاديث غير محفوظة هذا منها (3).
وذكر البزار من حديث عبد الله بن مسعود رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "جنِّبُوا مساجدَكُمْ صبيانَكُمْ ومجانينَكُمْ"(4).
يرويه موسى بن عمر، قال البزار ليس لهذا الحديث أصل من حديث عبد الله.
وذكر أبو أحمد أيضًا من حديث العلاء بن كثير، قال: نا مكحول عن واثلة، وأبي الدرداء وأبي أمامة قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "جنِّبُوا مساجدَكُمْ صبيانَكُمْ ومجانينَكُمْ، وسلَّ سيوفِكُمْ، وإقامةَ حدودِكُمْ، ورفعَ
(1) رواه أبو داود (4490).
(2)
رواه الترمذي (1401) وابن ماجة (2661) والدارمي (2362) وأبو نعيم في الحلية (4/ 18) والبيهقي (8/ 39) ولكن له شاهد ومتابعات.
(3)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (1/ 281) انظر إرواء الغليل (7/ 268 - 272).
(4)
قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام: هذا الحديث والكلام بعده ليس في مسند عبد الله بن مسعود من كتاب البزار، ولعله نقله من بعض أماليه التي يقع له مجالس مكتوبة في أضعاف كتابه في بعض النسخ، ولعله يعثر عليه بعد إن شاء الله تعالى.
أصواتِكُمْ، وخصوماتِكُمْ، وأَجمرُوها في الجُمعِ، واجعلُوا عَلى أَبوَابِهَا المَطاهِرَ" (1).
العلاء بن كثير هذا هو الدمشقي مولى بني أمية وهو ضعيف عندهم.
وذكر عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن تتخذ المساجد طرقًا أو تقام فيها الحدود، أو تنشد فيها الأشعار، أو يرفع فيها الصوت.
وذكر بقية الخبر، وفرات هذا منكر الحديث ضعيفه (2).
وذكر أبو أحمد أيضًا من حديث علي بن أبي طالب قال: صليت العصر مع عثمان أمير المؤمنين، فرأى خياطًا في ناحية المسجد، فأمر بإخراجه فقيل: يا أمير المؤمنين إنه يكنس المسجد ويغلق الأبواب ويرش أحيانًا، فقال عثمان: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "جنِّبُوا صناعكُمْ منْ مساجدِكُمْ"(3).
هذا حديث غير محفوظ، في إسناده محمد بن محبب الثقفي وهو ذاهب الحديث.
وذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسل السيف في المسجد.
وهذا مرسل.
ورواه عمر بن هارون عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرًا يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله (4).
وعمر بن هارون ضعيف. والصحيح حديث عبد الرزاق وهو مرسل.
(1) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (5/ 1861).
(2)
رواه أبو أحمد في الكامل (6/ 2049) وعنده عن ابن عباس وابن عمر.
(3)
رواه أبو أحمد في الكامل (6/ 2266).
(4)
ورواه أبو داود (2588) والترمذي (2164) وأحمد والحاكم بسند آخر صحيح عن جابر.
وذكر أبو داود من حديث عثمان بن أبي سؤدة عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: يا رسول الله افتنا في بيت المقدس، فقال:"ائتوهُ فصلُّوا فيهِ" وكانت البلاد إذ ذاك حربًا، "فَإِنْ لَمْ، تَأتُوهُ وتصلُّوا فِيهِ فابعَثُوا بزيتٍ يُسرَجُ في قَنادِيلِهِ"(1).
ليس هذا بقوي، وقد صح من طريق آخر فضل بيت المقدس والصلاة فيه.
وذكر أبو داود أيضًا عن تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبل قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نقرة الغراب، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير (2).
وقال النسائي: وأن يوطن الرجل المقام للصلاة (3).
ولا يتابع تميم على هذا وليس أيضًا بقوي.
أبو داود عن أبي حميد أو عن أبي أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دخلَ أحدُكُمُ المسجدَ فيسلّمْ عَلَى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ ليقلْ: اللَّهُمَّ افتحْ لِي أبوابَ رحمتِكَ، وإِذَا خرجَ فَليقلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ منْ فضلِكَ"(4).
وعن حيوة بن شريح قال: لقيت عقبة بن مسلم فقلت له: بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه كان إذا دخل المسجد قال: "أَعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِهِ الكريمِ وَبِسلطانِهِ القديمِ منَ الشِّيطانِ الرَّجيمِ قَال: أقطٌّ؟ قلت: نَعَمْ، قالَ: فَإذَا قالَ ذلكَ قالَ الشيطانُ حفظَ منِي سائرَ اليومِ"(5).
(1) رواه أبو داود (457).
(2)
رواه أبو داود (862).
(3)
رواه النسائي (2/ 214 - 215).
(4)
رواه أبو داود (465).
(5)
رواه أبو داود (466).