المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌في البرق وحنين العرب به لأوطانهم، والرعد والغيم والرباب وهالة القمر - سرور النفس بمدارك الحواس الخمس

[أحمد بن يوسف التيفاشي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌مؤلف الكتاب

- ‌1 - نظرة في مصادر ترجمته

- ‌2 - موجز في سيرة المؤلف:

- ‌2 - شخصيته وثقافته:

- ‌4 - نظرة في حاله المعيشية بعد الهجرة:

- ‌5 - مؤلفات التيفاشي

- ‌تعريف بمرتب الكتاب ومهذبه

- ‌التعريف بالكتاب

- ‌1 - الكتاب الأصلي المسمى " فصل الخطاب

- ‌2 - سرور النفس وصلته بفصل الخطاب:

- ‌3 - ما مدى جهد ابن منظور في سرور النفس:

- ‌4 - مصادر الكتاب

- ‌5 - قيمة الكتاب:

- ‌6 - تحقيق الكتاب:

- ‌ملحق بالمقدمة

- ‌أشعار التيفاشي

- ‌الجزء الأول من هذا الكتاب سماه

- ‌نثار الأزهار في الليل والنهار، وأطايبأوقات الأصائل والأسحار، وسائر ما

- ‌الباب الأول

- ‌في الملوين الليل والنهار

- ‌الباب الثاني

- ‌فى أوصاف الليل وطوله وقصره واستطابته والاغتباق ومدحه وذم الاصطباح

- ‌الباب الثالث

- ‌فى الاصطباح ومدحه وذم شرب الليل وايقاظ النديم للاصطباح

- ‌الباب الرابع

- ‌فى الهلال فى ظهوره وامتلاء ربعه ونصفه وكماله، والليلة المقمرة

- ‌الباب الخامس

- ‌في انشقاق الفجر ورقة نسيم السحر وتغريد الطير في الشجر وصياح الديك

- ‌الباب السادس

- ‌في صفات الشمس في الشروق والضحى والارتفاع والطفل والمغيب والصحو والغيم

- ‌الباب السابع

- ‌في جملة الكواكب والسماء وآحاد الكواكب المشهورة

- ‌1 - الثريا:

- ‌2 - الجوزاء:

- ‌3 - الشعرى:

- ‌4 - سهيل:

- ‌5 - النسر

- ‌6 - الفرقدان:

- ‌7 - بنات نعش:

- ‌8 - المجرة:

- ‌9 - الدب:

- ‌10 - السماك الاعزل:

- ‌الكواكب السيارة:

- ‌1 - زحل:

- ‌2 - المشتري:

- ‌3 - المريخ:

- ‌4 - الزهرة:

- ‌5 - عطارد:

- ‌6 - الفلك الأعظم:

- ‌1 - الحمل:

- ‌2 - الثور:

- ‌3 - الجوزاء:

- ‌4 - السرطان:

- ‌5 - الأسد:

- ‌6 - السنبلة:

- ‌7 - الميزان:

- ‌8 - العقرب:

- ‌9 - القوس:

- ‌10 - الجدي:

- ‌11 - الدلو:

- ‌12 - الحوت:

- ‌1 - الشرطان:

- ‌2 - البطين:

- ‌3 - الثريا:

- ‌4 - الدبران:

- ‌5 - الهقعة والهنعة:

- ‌6 - الذراع:

- ‌7 - النثرة:

- ‌8 - الطرف:

- ‌9 - الجبلة:

- ‌10 - الخرتان

- ‌11 - الصرفة:

- ‌12 - العواء:

- ‌13 - السماك:

- ‌14 - الغفر:

- ‌15 - الزبانى:

- ‌16 - الاكليل:

- ‌17 - القلب:

- ‌18 - الشولة:

- ‌19 - النعائم:

- ‌20 - البلدة:

- ‌21 - سعد الذابح:

- ‌22 - سعد بلع:

- ‌23 - سعد السعود:

- ‌24 - سعد الاخبية:

- ‌25 - الفرغان:

- ‌26 - بطن الحوت:

- ‌الباب الثامن

- ‌في آراء المنجمين والفلاسفة الأقدمين في الفلك والكواكب

- ‌الباب التاسع

- ‌في شرح ما تشتمل عليه أسماء الأجرام العلوية وما يتصل بها واشتقاقه

- ‌الباب العاشر

- ‌في تأويل رؤيا الأجرام العلوية وما يتعلق بها في المنام كل مذهب حكماء

- ‌الجزء الثاني من الكتاب سماه

- ‌طل الأسحار على الجلنار في الهواء والنار، وجميع ما يحدث بين السماء

- ‌الباب الأول

- ‌في الفصول الأربعة بقول كلي في فصل الربيع والصيف والخربف والشتاء

- ‌الباب الثاني

- ‌في كَلَبَ البرد وشدّته ودفع القرّ بالجمر، ودلائل الصحو، ومعرفة الشتاء

- ‌الباب الثالث

- ‌في البرق وحنين العرب به لأوطانهم، والرعد والغيم والرباب وهالة القمر

- ‌الباب الرابع

- ‌في السحاب الثقال والاستسقاء والحجا؟ وهي القواقع التي يرسمها قطر المطر

- ‌الباب الخامس

- ‌في القول في الأنواء من الحظر والإباحة في الشرع ومعنى قولهم ناء الكوكب

- ‌الباب السادس

- ‌في الرياح الأربع والنكب والاعصار - وهى الزوبعة - والزلزلة وتغير الهواء

- ‌الباب السابع

- ‌في تقدمة المعرفة بالحوادث الكائنة في العالم السفلي من جهة كسوف

- ‌الباب الثامن

- ‌في النار ذات اللهب وما يتعلّق بها، ونار النفط، والصعاعقة، ونار الفحم

- ‌الباب التاسع

- ‌في أوصاف الشموع وقط الشمعة والفانوس والقناديل والطوافة والجلاّسات

- ‌الباب العاشر

- ‌في تعبير ما تشتمل عليه من الآثار العلوية وغيرها في المنام

الفصل: ‌في البرق وحنين العرب به لأوطانهم، والرعد والغيم والرباب وهالة القمر

‌الباب الثالث

‌في البرق وحنين العرب به لأوطانهم، والرعد والغيم والرباب وهالة القمر

وقوس قزح على مذهب العرب والفلاسفة

716 -

يقال (1) : تكشّف البرق واستطار، ولمع ولمح، واللّمح لا يكون إلا من بعيد، ومثله تبسم واستوقد، وهو تداركه لا يسكن، وأوشم وهو أوّله حين يبرق، والبرق الخلّب الذي لا ماء فيه، وخفق البرق، وهو تتابعه، وخبا وهو أخفى ما يرى منه، وأومض وهو الضعيف من البرق.

717 -

وعن أئمّة اللغة (2) : إذا برق البرق كأنه تبسم قيل أومض، فإذا زاد قيل لمع، فإذا زاد وتشقق قيل انعقَّ، فإذا ملأ السماء واضطرب قيل تبوَّج، فإذا لمع وأطمع ثم عدل قيل له خُلَّبٌ.

718 -

شاعر:

وكم دونَ ليلي من بريقٍ كأنّه

حسامٌ ولكن ما يُسَلُّ من الغمدِ

يضيء ويخفى تارةً فكأنّه

تقطُّعُ لمعِ النارِ في طَرَفِ الزَّنْدِ 719 - آخر (3) :

أَرِقْتُ لبرقٍ سرى موهناً

خفيًّا كغمزِكَ بالحاجبِ

كأن تألّقه في السّما

يدا كاتب أو يدا حاسب

(1) قارن بالأزمنة والأمكنة 2: 104 - 105.

(2)

منقول عن سر الأدب للثعالبي: 88.

(3)

تشبيهات ابن أبي عون: 60 وزهر الآداب: 837 لعبد الله بن أيوب التيمي.

ص: 249

هو من قول امرئ القيس (1) :

أصاحِ ترى برقاً أريكَ وميضه

كلمع اليدين في حَبِيٍّ مكلّلِ وإنما يشبه البرق بلمع اليدين إذا كان يلمع مثنى مثنى، وذلك عندهم دليل على المطر، يسمونه البرق الوليف، قال الهذلى (2) :

وقد بتُّ أَخْيَلْتُ برقاً وليفا

أي كان مخيلاً للمطر.

وأما قول الشاعر (3) :

أَلا يا مَنْ رأى البرقَ اليماني

يلوحُ كأنَّه مصباحُ باني فإن معناه: مصباح بانٍ على أهله، لأن مصباحَه لا يطفأ الليل كله، والعرب تقول: بنى فلان على أهله إذا أعرس بها، وهو مما يغلط فيه أكثر الناس، فيقولون: بنى بأهله، وهو خطأ. وأصله أن الرجل منهم إذا أعرس بنى على عرسه بيتاً فقيل: بنى فلان على أهله؛ فأراد الشاعر في هذا البيت دوام لمعان البرق الليل كله.

وأبلغ منه في دوام البرق قول امرئ القيس (4) :

أصاحِ ترى بُرَيقاً هَبَّ وهناً

كنارِ مجوسَ تستعرُ استعارا

أرقتُ له ونام أبو شريح

إذا ما قلتُ قد هدأ استطارا فخصَّ نار المجوس لأنها لا تطفأ الدهر كله ليلاً ولا نهاراً.

720 -

الأحوص (5) :

أصاح الم تحزنك ريحٌ مريضةٌ

وبرق تلالا بالعقيقين لامع

فإن غريب الدّار ممن يشوقه

نسيم الرياح والبروق اللّوامع

(1) ديوان امرئ القيس: وتشبيهات ابن أبي عون: 60.

(2)

ديوان الهذليين: 294 وصدره ((لشماء بعد شتات النوى)) ؛ والوليف المتتابع، وانظر الأزمنة والأمكنة 2:105.

(3)

تشبيهات ابن أبي عون: 62 لعنترة، وملحق ديوانه:339.

(4)

ديوان امرئ القيس: 147.

(5)

الزهرة: 228 وحماسة ابن الشجري: 170 وديوان الأحوص: 145.

ص: 250

721 -

امرأة من طيء (1) :

إذا ما صبيبُ المزنِ أومضَ برقُهُ

ببغدادَ لم يُمْلَحْ بعينيَّ بارقُهْ

ولكن متى تأتيك منه مخيلةٌ

بنجدٍ فذاك البرقُ لا بدَّ شائقه 722 - بنت الشماخ (2) :

أُلامُ على نجدٍ ومن تكُ دارُهُ

بنجدٍ يَهِجْهُ الشوقُ شتَّى نوازعهْ

تهيّجه ريحُ الجنوِب إذا بَدَتْ

يمانيةً والبرقُ إن لاح لامعه 723 - شاعر (3) :

أعنِّي على برقٍ أُريكَ وميضَهُ

يضيءُ دجنّاتِ الظلامِ لوامعُهْ

إذا اكتحلت عينا محبّ بضوئه

تجافت به حتى الصباح مضاجعه 724 - كشاجم (4) :

هاجك الليلةَ برقٌ في الغَلَسْ

مثلما ضَوَّأ نجمٌ أو قَبَسْ

أو كثغرِ الخود يبدو شَنَبٌ

منه طوراً ثم يخفيه اللّعس

أو كما يخفقُ قلبٌ موجَعٌ

راعه بينُ حبيبٍ مُخْتَلَسْ

أو كما أومضَ بالطرفِ إلى

كفِّ ساقٍ منتشٍ ثم نعس 725 - ابن المعتز (5) :

إذا (6) تبدى البرق فيها خلته

بطنَ شجاعٍ في كثيب يضطربْ

وتارةً تبصرُه كأنّه

أبلقُ مالَ جُلُّهُ حينَ وثب

وتارةً تخالُهُ إذا بدا

سلاسلاً مصقولة من الذهب

(1) الزهرة: 228.

(2)

الزهرة: 228.

(3)

الزهرة: 232.

(4)

لم ترد في ديوان كشاجم.

(5)

تشبيهات ابن أبي عون: 60 - 61 وزهر الآداب: 1960 وديوانه: 16.

(6)

الديوان: تعرّى

ص: 251

726 -

آخر (1) :

وبدا له من بعدِ ما اندملَ الهوى

برقٌ تتابع مَوهناً لمعانُهُ

فالنارُ ما اشتملتْ عليه ضلوعهُ

والماءُ ما سحَّتْ به أجفانه 727 - العسكري (2) :

والرعدُ في أرجائِهِ مترنّمُ

والبرقُ في حافاته متلهّبُ

كالبُلْقِ تمرحُ والصوارمِ تنثني

والحورِ تبسمُ والأناملِ تحسب 728 - شاعر (3) :

أرِقْتُ لبرقٍ شديدِ الوميضِ

ترامى غواربُهُ بالشُّهُبْ

كأن تألُّقَهُ في (4) السحاب

سطورٌ كُتِبْنَ بماءِ الذهب 729 - ابن طباطبا:

أو ما تبصرُ السحابَ كخودٍ

أقبلتْ في ممسَّكاتِ الثيابِ

وكأن البروقَ فيها تحاكي

لمعانَ السيوفِ عند الضراب 730 - أبو العلاء المعري (5) :

ليلي كما قُصَّ الغرابُ خلَاله

برقٌ يُرنِّق دأْب نسرِ حائمِ

ترك السيوفَ إلى الشنوفِ ولم يزل

يَضْوَى إلى أن صار نقشَ خواتم الدأب: العادة، والنسر أبيض، ورنَّقَ الطائر إذا تحرّك جناحه، كأنه يريد أن يقع شبه البرق في بياضه وحركته بالنسر الذي يريد أن يقع، ويَضْوَى: ينقص، يقول: إن هذا البرق كان كالسيوف، ثم دقَّ عن ذلك حتى صار كالشنوف، والسيف - بالفتح - ما يتعلق في أعلى الأذن، والقرط ما تعلق في أسفله، ثم دق حتى صار كنقش الخواتم.

(1) جذوة المقتبس: 67 والشريشي 2: 327.

(2)

نهاية الأرب 1: 91 ومجموع شعر العسكري: 61.

(3)

زهر الآداب: 196.

(4)

الحصري: السماء.

(5)

شروح السقط: 1522 - 1523.

ص: 252

731 -

أبو تمام (1) :

يا سَهْمُ للبرقِ الذي استطارا

بات على رغم الدُّجى نهارا

حتى إذا ما أَنجد الأبصارا

وبلاً جهاراً وندىً سرارا

آض لنا ماءً وكان نارا

732 - البحتري (2) :

فسقاهم وإن اطالتْ نواهم

خلفةَ الدهر ليلُهُ ونهارُهْ

كلَّ جَوْنٍ إذا ارتقى البرقُ فيه

أُوقدَتْ للعيون بالماءِ ناره

إن أقام ارتوى الظماءُ وإن سا

ر أقامَتْ أنيقةً آثاره 733 - أبو هلال العسكري (3) :

برقٌ يُطَرِّزُ ثوبَ الليلِ مؤتلقُ

والماءُ من ناره يهمي وينبعقُ

توقدت (4) في أديم الغيم جمرته

كأنها غرّة في الطرف أو بَلَقُ

ما امتدَّ منها على أرجائه ذهبٌ

وما تحادر من حافاتِهِ ورق

كأنها في جبينِ المزنِ إذ لمعت

سلاسلُ التبرِ لا يبدو لها حلق 734 - ابن خفاجة الحلبي (5) :

هبَّ اختلاساً في الدجى ونجومه

يكرعن في حوضِ الصَّباحِ الطافحِ

فطوى حواشيه وجاد بِوَمْضِهِ

مثل الشرارة من زناد القادح 735 - البحتري (6) :

أرقتُ وأصحابي هجودُ بربوةٍ

لبرق تلالا في تهامة لامع

فأبدى هموماً من همومٍ أجنَّها

وأكبرُ منها ما تُجِنُّ أضالعي

(1) ديوان أبي تمام 4: 515 وزهر الآداب: 197 ومجموعة المعاني: 186.

(2)

ديوان البحتري: 917 وتشبيهات ابن أبي عون: 63 وشرح اللآلي: 445 والموازنة 1: 498.

(3)

ديوان المعاني 2: 9 ومجموع شعره: 124.

(4)

ص: تولدت.

(5)

ديوان ابن سنان الخفاجي: 28.

(6)

لم يردا في ديوانه.

ص: 253

736 -

محمد بن نصر القيسراني (1) :

ويحَ الغمامِ أما يجتاز بارقُهُ

إلاّ بكى في ديار الحيِّ وانتحبا

كأنه واجدٌ وجدي بجيرتها

فكلما خَطَرتْ في قلبه وجبا

فموضع (2) السر منه يستضيء سناً

وموضع (3) الماء منه يلتظي لهبا

والماء والنار كلٌّ حَرْبُ صاحبه

ضدّان لولا النوى والهجر ما اصطحبا 737 - قالوا: إذا أومض البرق مَثْنى مَثْنى فهم لا يشكّون في المطر، ويشدّون الرحال للنجعة وتتبع مساقط المطر، وكذلك إذا عدّوا للبرق سبعين لمعةً متوالية فإنّهم لا يبعثون رائداً لتيقّنهم بالغيث.

738 -

وقال الريّاشي (4) في قول يزيد بن المفرغ:

الريحُ تبكي شجوها

والبرقُ يضحكُ في غمامَه معناه: الريح تبكي، والبرق يضحك، كقولهم ويل الشجيّ من الخليّ.

739 -

قال محمد بن مطر الغفاري (5) : أقحطت السنة على قوم من الأعراب فيهم ناس من بني كلاب، فأبرقوا ليلة، وغدوت عليم فإذا غلام منهم قد عاد جلداً وعظماً، فإذا هو ينشد أبياتاً قالها وهي:

إلا يا سنا برقٍ على ذلك الحمى

لهنِّكَ من برقٍ عليَّ كريمُ

لمعتَ اهتدالَ الطير والقومُ هُجَّع

فهيَّجْتَ أحزاناً (6) وأنت سليمُ

(7)

فبتُّ مجدّاً للبروقِ أَشيمها

كأنّي لبرق بالسماءِ (8) حميم

(1) الخريدة: (قسم الشام) 1: 154 الأبيات 1 - 3.

(2)

ص: النسر.

(3)

الخريدة: ومنبع.

(4)

محاضرات الراغب (2: 247)، وانظر بيت ابن مفرغ في الأغاني 18: 187 وديوانه: 143.

(5)

الزهرة: 227 وفيه ((محمد بن معن)) وانظر ديوان المعاني 2: 192.

(6)

الزهرة والعسكري: أسقاماً.

(7)

الزهرة: فبت بحد المرفقين أشيمه.

(8)

الزهرة: بالستار.

ص: 254

فهل من معيرٍ (1) طرْفَ عينٍ صحيحةٍ (2)

فانسان عين العامريِّ كليم

رمى قلبه البرقُ اليمانيُّ رميةً

بذكر الحمى وَهْناً فظلَّ يهيم فقلت له: في دون ما أنت فيه ما يفحم عن قول الشعر، فقال: نعم، ولكن البرق أنطقني، وما لبث يومه ذلك حتى مات.

740 -

الشريف ابن دفتر خوان:

أرى مرهفاً للبرق سُلَّ على الدجى

لحسن رجاء أو لشدّةِ باسِ

كطرفة عينٍ أو تبسّم غادةٍ

ولمعِ حسامٍ أو كجرعة كاس 741 - شاعر مغربي (3) :

وليلتنا بالغورِ أومضَ بارق

حثيثُ الجناح مثلما نَبَضَ العرقُ

سرى مثل ما يسري الهوى في جوانحي

تبيَّنُ من أحواله النارُ والخفق

ولاح كأمثال البُرى حطمتْ به

من الغيم في ليلِ السرى أنيقٌ ورق

وباتتْ دياجي الليلِ فيه كأنها

أحابيشُ في أيديهمُ الأسَلُ الزرق 742 - يوسف بن هارون (4) :

أحِنُّ إلى البرق اليماني صبابةً

لأني يماني الدارِ وهو يماني

كأَنيَ من فرط الصبابة لامحٌ

أناملَ من مُهْدي السلام قواني

كأن البروقَ الخافقاتِ معارة

حشا هائم من شدّةِ الخفقان 743 - يحيى بن هذيل (5) :

ولقد شفَّني فأسهرَ طرفي

لمعُ برقٍ يرفُّ في لمعانه

شِمْتُهُ والظلامُ يفترُّ عنه

كافترارِ الزنجيِّ عن أسنانه

(1) ص: فهل رمقته.

(2)

الزهرة: جلية.

(3)

هو أحمد بن فرج الجياني الأندلسي: انظر تشبيهات ابن الكتاني: 30.

(4)

هو الرمادي الشاعر الأندلسي. انظر مجموع شعره: 123 (عن سرور النفس) .

(5)

تشبيهات الرمادي الشاعر الأندلسي. انظر مجموع شعره: 123 (عن سرور النفس) .

ص: 255

744 -

وله (1) :

كلفتها طولَ السهادِ فراقبتْ

برقاً يلوحُ وتارةً يتستَّرُ

وكأنَّ ليلي فارس في كفه

رمحٌ يقلبه عليه مِعْفَر

يبدو له شُعَبٌ تطيرُ أمامها

شُعَلٌ تطيرُ لها القلوبُ وتذعر

فيروعُ عن قنصِ السحاب وميضه

فكأنه فَرَسٌ معارٌ أَشقر الرعد:

745 -

قال الحسن البصري: الرعد مَلَكٌ موكَّل بالسحاب، وتسبيحه صوته الذي تسمعون.

746 -

وسمع عبد الملك بن مروان موت الرعد ففزع وقال: حسُّ رضى الله فكيف ترى حسُّ غضبه.

747 -

ويقال (2) في الرعد الإرزام وهو غير شديد، والتهزُّم وهو أشدّ صوته، والقعقعة وهو تتابع صوته، والرجز والزجل وهو صوته الثقيل، والجلجلة وهو صوت متقلّب في جنوب السحاب، والهزج مثله، والزمزمة أحسنه صوتاً وأثبته مطراً، ويقال: أرنَّتِ السماء إرناناً، وهو صوت الرعد الذي لا يتقطع.

748 -

التنوخي (3) :

ورعدةٍ كقارئ متعتعٍ

أو خاطبٍ لَجْلَجَ لما أَنْ خَطَبْ

كأسُدٍ تزأر أو جنادلٍ

تصطكُّ أو أمواجِ بحرٍ يصطخب 749 - كلثوم بن عمرو (4) :

كأنما الرعدُ بها ثاكلةٌ

نادبةٌ تخلطُ نَوْحاً بشجى

فاقدةٌ واحدها تذكّرت

ما قد مضى من عيشها ومن مضى

والبرقُ في حافاتِهِ يفعلُ ما

يفعلُهُ وَجْدُ الحزين في الحشا

(1) تشبيهات ابن الكتاني: 33.

(2)

قارن بالأزمنة والأمكنة 3: 103، 104.

(3)

انظر ربيع الأبرار، الورقة: 17/أ.

(4)

هو العتابي، وأبياته هذه في محاضرات الراغب (2: 247) والثالث مع آخر قبله في تشبيهات ابن أبي عون: 61.

ص: 256

750 -

شاعر:

أما ترى اليومَ يا مَنْ قَلْبُهُ قاسي

كأنَّه أنا مقياساً بمقياسِ

سحّ كدمعي وبرقٌ مثلُ نارِ جوىً

في القلب مني ورعدٌ مثلُ أنفاسي 751 - كثير (1) :

تسمع الرعدَ في المخيلة منها

كهدير القروم في الأشوالِ

وترى البرقَ عارضاً مستطيراً

مَرَحَ البُلْقِ جُلْنَ في الأَجلال 752 - العسكري (2) :

تزور رباها كلَّ يومٍ وليلةٍ

غيومٌ كأنَّ البرق فيها مقارعُ

فتبسمُ بالأنوارِ منها مضاحكٌ

وتسجمُ بالأَنواءِ منها مدامع 753 - التنوخي (3) :

ربَّ ليلٍ كَتَجَنِّي

كَ مُقيمٍ ليس يَذْهَبْ

قد قطعناه بعزم

كالحريق المتلهّبْ

وكأنّ البَرْقَ لمَّا

لَاحَ فيه يتصبَّبْ

كاتبٌ من فوق فرع ال

غيمِ بالعقيانِ يكتب

وكأنَّ الرعد حادٍ

أو منادٍ أو مثوّبْ 754 - يوسف بن هارون (4) :

كأنّ اندفاعَ النبل قبل رعوده

تطايرُ نارٍ لاصطكاكِ الجنادلِ

أو اسدُ شرىً في مُذْهباتِ سلاسلٍ

إذا هي زارتْ نهنهتْ بالسَّلاسل

(1) هما في ديوانه: 398 - 399 ونسبا للبيد في تشبيهات ابن أبي عون: 61 وحماسة ابن الشجري: 229 وانظر أمالي القالي 1: 176 واللآلي: 440.

(2)

لم ترد في ديوان أبي هلال العسكري.

(3)

اليتيمة 2: 339.

(4)

تشبيهات ابن الكتاني: 31.

ص: 257

755 -

علي بن أحمد:

سرى موهناً كوجيب الفؤادِ

أو هزة الصارمِ المنتضى

يخالُ له في خلال الحبيِّ

جداولَ من ذهبٍ قد جرى

ترعَّدَ مثل زئيرِ الهزبرِ

أصيبَ بأشبالِهِ فاجترا 756 - وآراء الفلاسفة في البرق والرعد: أن البرق والرعد واحد، وهو احتقان أبخرة نارية لطيفة في بخار كثيف رطب مجتمع متراكم، يحتقن ثم ينفلق بقوة، كما تنفلق البيضة المشواة في النار إذا احتقن بخارُها دفعة واحدة، فتظهر الأجزاء النارية عند انشقاقه. قالوا: فظهورهما إلى الوجود هو في وقت واحد، وإنما يُرى البرق من قبل أن يُسمع الرعد، لأن البصر يدرك مبصراته في غير زمان، والسمع لا يدرك مسموعاته إلاّ في زمان، فلأجل ذلك يُرى البرق قبل أن يُسمع الرعد، قالوا: وليس لا يكون الرعد إلا من احتقان البخار بل ربما كان بسبب فساد من السحب المدافعة بعضها بعض بالرياح الشديدة.

الغيم والرباب:

757 -

الغيم (1) والسحاب يكون في قليل السحاب وكثيره، والغمام واحدتها غمامة، وهي الغراء البيضاء من السَّحاب البيض، والمزن من السحاب واحدتها مزنة، ومنه الحمّاء وهي السحابة السوداء، والركام الكثير الذي قد تراكم بعضه على بعض، والرباب السحابة الرقيقة السوداء تكون دون الغيم في المطر، ولا يقال لها ربابة إلا في المطر؛ والمكفهرُّ من السحاب الضخام البيض، والجهام: السحاب الذي يراق ماؤه، والمكفهر من السحاب: الضخام المتراكب.

758 -

الثعالبي في كتاب " سر الأدب "(2) : أول ما ينشأ من السحاب هو النشأ، فإذا انسحب في الهواء فهو السحاب، فإذا تغيرت له السماء فهو الغمام، فإذا أظلّ فهو العارض، فإذا كان ذا رعد وبرق فهو العراض، فإذا كانت السحابة قطعاً صغاراً متدانياً بعضها من بعض فهي النمرة، فإذا كانت متفرقة فهي القزع.

(1) قارن بالأزمنة والأمكنة 2: 93.

(2)

انظر سر الأدب: 87.

ص: 258

فإذا كانت سوداء فهي طخياء، فإذا حسبتها (1) ماطرةً فهي مخيلة، فإذا غلظ السحاب وركب بعضه بعضاً فهو المكفهرّ، فإذا ارتفع وانتشر (2) فهو النشاص، فإذا اعترض اعتراض الجبل قبل أن يطبّق السماء فهو الحبيّ. فإذا أظلَّ الأرض فهو الدجن، فإذا تعلَّق سحاب دون سحاب فهو الرباب، فإذا تدلّى ودنا من الأرض فهو الهيدب، فإذا كان أبيض فهو المزن والصببر، فإذا لم يكن فيه ماء فهو الجهام.

759 -

ابن المعتز (3) :

كأن الربابَ الجَوْنَ دون سحابه

خليعٌ من الفتيان يسحب مئزرا

إذا (4) أدركته روعةٌ من ورائِهِ

تَلَفَّتَ واستلَّ الحسامَ المجوهرا (5) 760 - وله (6) :

كأن الربابَ دُوَيْنَ السَّحابِ

خيلٌ تجولُ على مِذْوَدِ 761 - وله (7) :

لله درُّ صبوحنا

والشَّدْوُ ينطقُ وهو ساكتْ

يوم كأن سماءه

حُجِبَتْ بأجنحةِ الفواخِتْ 762 - أعرابي (8) :

كأنَّ الربابَ دُوَيْنَ السحابِ

نعامٌ تعلَّقَ بالأَرجلِ

(1) سر الأدب: فإذا رأيتها وحسبتها.

(2)

سر الأدب: فإذا ارتفع ولم ينبسط.

(3)

ديوانه: 41 وزهر الآداب: 196.

(4)

الديوان: لحقته.

(5)

الديوان: المذكرا.

(6)

البيت في ديوانه (تحقيق السامرائي) 2: 563.

(7)

ديوانه 3: 188 (مع اختلاف في الرواية) ومن غاب عنه المطرب: 62 وشطر ثاني في محاضرات الراغب (2: 248) .

(8)

الأزمنة والأمكنة 2: 96 وزهر الآداب: 196 منسوباً لحسان بن ثابت.

ص: 259

763 -

شاعر:

كأنَّ الربابَ الجونَ والفجرُ ساطعٌ

دخانُ حريقٍ لا يضيءُ له جَمْرُ 764 - منصور الهروي (1) :

روضةٌ غَضَّةٌ علاها ضبابٌ

قد تجلَّت خلالها الأّنوارُ

فهي تحكي مجامراً مذكياتٍ

قد علاها من البخور بخار 765 - الفضل بن الربيع (2) :

أمَا ترى اليومَ ما أحلى شمائِلَهُ

صحْوٌ وغيمٌ وإبراقٌ وإرْعادٌ

كأنه أنت يا من لا شبيهَ له

صدٌّ وهجرٌ وتقريبٌ وإبعادُ 766 - ابن طباطبا:

تراءَتْ من أماكنها صباحاً

غيومٌ مثلُ أرمدةِ الوقودِ

يُمَدُّ بها على الآفاقِ وشي

تحاكيه طيالسةُ الشهود

تسدّ فروجَها ريحٌ جنوبٌ

تعبّئها كتعبئةِ الجنودِ

لعسكرها سيوفٌ من بروق

تعارضها طبولٌ من رعود

وبيضُ سيوفها في كلِّ أفق

دوالقُ لا تمكن في الغمود 767 - أبو بكر الخالدي (3) :

وسحابٍ يجرُّ في الأرض ذيلي

مطرفٍ زرَّه على الأرضِ زرَّا

برقُه لمحةٌ ولكن له رع

دٌ بطيءٌ يكسو المسامعَ وقرا

كخليّ منافق للذي يهوا

هـ يبكي جهراً ويضحكُ سرا 768 - سعيد بن حميد (4) :

وترى السماءَ اذا أسَفَّ ربابُهَا

وكأنّها كُسِيَتْ جناحَ غرابِ

(1) اليتيمة 4: 349.

(2)

أكثر المصادر على أن البيتين لعلي بن الجهم، انظر ديوانه: 122 وحلبة الكميت: 289 وشرح المقامات 2: 383 وأحسن ما سمعت: 60 ومن غاب عنه المطرب: 63 وثمار القلوب: 184 والأغاني 10: 235.

(3)

اليتيمة 2: 190 وخاص الخاص: 123 ومن غاب عنه المطرب: 28 وديوانه: 54.

(4)

تشبيهات ابن أبي عون: 163. ومجموع شعره: 154.

ص: 260

769 -

أبو عامر القرطبي (1) :

يومٌ كأنَّ سحابه

ندّ على الآفاق ثابت

حُجِبَتْ به شمس الضحى

بمثالِ أجنحةِ الفواخت

والغيثُ يبكي فقدها

والبرقُ يضحكُ ضحكَ شامت

والرعدُ يخطبُ مُفْصحاً

والجوّ كالمحزونِ باهت 770 - كتب ابن عمار إلى المعتمد في يوم غيم احتجب فيه (2) :

تجهَّمَ وجهُ الافقِ واعتلَّتِ النفسُ

لئن لم تَلُحْ للعين أَنت ولا الشمسُ

فإن كان هذا منكما عن توافقٍ

وضمّكما أنسٌ فيهنيكما العرس 771 - الشريف الموسوي:

كأن السحبَ تكشفُ عن نجوم

تَرقرقُ مثلَ أحداقٍ مراضِ

كما سحبت لقومٍ يومَ عرس

ذيولُ الغانياتِ على الرياض 772 - الشريف الموسوي (3) :

ويوم دَجْن ذي ضميرٍ متَّهم

مثل سرور شابه عارضُ همّ

أو كمضيّ الرأي يقفةه الندم

يبرزُ في زيّ ذوي حَمْدٍ وذم

عبوسَ ذي اللؤم وبشرَ ذي الكرم

كقبحِ لا خالطه حسن نعم 773 - مسرور الهندي:

أرى اليومَ يوماً قد تكاثف غَيْمُهُ

ويوشكُ أنَّ الغيمَ ريَّانُ ماطرُ

وقد سترت شمسَ السماءِ غيومُها

كما سترت وردَ الخدود المعاجر

(1) هو أبو عامر ابن سلمة صاحب كتاب ((الارتياح في وصف الراح)) وهو من شعراء الذخيرة، وانظر أبياته في جذوة المقتبس: 145 والمطمح: 23 ونسبت لابن ذخيرة الصباغ في المغرب 1: 260 والنفح 3: 485 وجاءت في النفح 3: 545 لأبي عامر لأن النقل عن المطمح.

(2)

الخريدة 2: 80 ط (ط. تونس) وانب عمار (لصلاح خالص) : 231.

(3)

قد مر خذا منسوباً لابن طباطبا (ص: 36 من ترقيم المخطوط، الفقرة: 119) وابن طباطبا يميز دائماً بنسبة ((العلوي)) أو ((الأصبهاني)) أو هما معاً، وقد نبه إلى ذلك في هامش ص:38.

ص: 261

774 -

ابن طباطبا:

أما ترى الغيمَ مجموعاً ومفترقاً

يشيرُ هذا إلى هذا يعانقُهُ

كعاشقٍ زار معشوقاً

قبل الفراقِ فآلى لا يفارقه 775 - محمد بن مسدي الغرناطي (1) :

يومٌ تحاربَ شمسُهُ وضَبابهُ

فالجوُّ لا صاحٍ ولا ممطورُ

والشمسُ قد لبستْ غلائلَ زرقةٍ

قد شابَهنَّ الندُّ والكافور 776 - وله:

انضرْ إلى الجوِّ في غلائله

مختلساً ضِحْكَهُ من العَبَسِ

والشمسُ تسطو على الضَّبابِ كما

يسطو سنا فَجْرِها على الغَلَس 777 - السلامي في يوم دجن (2) :

نسبُ الرياض إلى الغمام شريفً

ومحلُّها عند النسيم لطيفُ

فأَدِرْ سُقيتَ الراحَ (3) جامك إنه

يومُ على قلب الزمان خفيف

أو ما ترى طُرُزَ البروق توسَّطَتْ

أفقاً كأَنَّ المزنَ فيه شنوف

واليومُ من خجلِ الشقيقِ مضرَّجٌ

خَجِلٌ ومن مرض النسيم ضعيف

والأرضُ طرسٌ والرياضُ سطوره

والزهرُ شكلٌ بينها وحروف 778 - السري الموصلي (4) :

قم فانتصفْ من صروفِ الدَّهرِ والنُّوَبِ

واجمعْ بكأسكَ شَمْلَ اللهوِ والطربِ

أما ترى الغيم (5) قد قامتْ عساكره

كأنما الجوُّ (6) منها قلبُ ذي رعب

(1) هو الحافظ جمال الدين أبو بكر محمد بن يوسف بن موسى الأندلسي ويعرف بابن مسدي (- 663) قتل غيلة بمكة. وله معجم في ثلاثة مجلدات. انظر ترجمته في الوافي 5: 254 وتذكرة الحفاظ: 1448 والشذرات 5: 313 والنفح 2: 112.

(2)

اليتيمة 2: 412.

(3)

اليتيمة: فاشرب وثقل وزن جامك.

(4)

اليتيمة 2: 173.

(5)

اليتيمة: الصبح.

(6)

اليتيمة: البرق.

ص: 262

والفجرُ يختالُ في حُجْبٍ ممسَّكَةٍ

في الشرق تنشرُ أَعلاماً من الذهب

جريتُ في حَلْبَةِ الأهواءِ مجتهداً

وكيف أقصرُ والأيامُ في طلبي

توِّجْ بكاسك قبلَ الحادثاتِ يدي

فالكاسُ تاجُ يدِ المثري من الأدب 779 - الفضل بن عيسى:

ألستَ ترى طيبَ يومِ الخميس

بدا في تلون زيِّ العروسِ

غيومٌ تجولُ وقَطْرٌ يسيلُ

وبينهما لَمَعانُ الشموسِ

فزرنا ترى زمناً مونقاً

يذكّرُ أيامَ دينِ المجوس 780 - الصنوبري (1) :

ويومٍ تكللُهُ بالشموسِ

صفاء الهوا في صفاء الهواء

فشمسُ الجنانِ وشمسُ الدنان

وشمسُ القناني وشمسُ السماء

وأسحم ينثرُ من طَلِّه

على دُرِّ نواره دُرَّ ماء

وأصبح ركضُ صَبَاه يثيرُ

عجاجة كافورهِ في الفضاء

تظلُّ به الطيرُ مشغولةً

تطارحُ فيه صروفَ الغناء

تروقك بالصوتِ من غيرِ عود

وتصيبكَ بالزَّمْرِ من غير ناء

فقمْ نشتمل برداءِ الزمان

فإنَّ الزمانَ أنيقُ الرداء 781 - الوأواء (2) :

ويومٍ ستارتُهُ غيمةٌ

وقد طرزت رَفْرفيها البروقُ

جعلنا البخورَ دخاناً له

ومن شرر النارِ فيه حريقُ

تظلُّ به الشمسُ محجوبةً

كأن اصطباحك (3) فيه غَبوق 782 - السري الموصلي (4) :

ألا عُدْ لي بباطيةٍ وكاس

وَزُعْ همي بإبريقٍ وطاس

(1) ديوان الصنوبري: 448 (وأكثرها مأخوذ عن سرور النفس) .

(2)

اليتيمة 1: 240 وديوانه: 157.

(3)

ص: اصباحك.

(4)

اليتيمة 2: 178.

ص: 263

وذكِّرني بشعرِ أبي (1) نواس

على روض كشعر أبي نواس

وغيمٍ مرهفاتُ البرقِ فيه

عوارٍ والرياضُ به كواسي

وقد سَلَّتْ جيوشُ الفطرِ فيه

على شهر الصيام سيوفَ باسي

ولاح لنا الهلال كشطرِ طوقٍ

على لبّاتِ زرقاء اللباس 783 - ابن الرومي (2) :

يَوْمُنَا (3) للنديمِ يومُ سرورٍ

والتذاذٍ ونعمةٍ وابتهاجِ 784 - آخر:

ويومٍ كساه الغيمِ ثوباً مصندلاً

وصاغَتْ طرازَيْهِ يدُ الروضِ عسجدا

كأنَّ السما والرعد فيه تذكرا

هوىً لهما فاستعبرتْ وتنهدا 785 - شاعر:

يومُ دجنٍ قد تناهى طيبُهُ

وحليقٌ أن يجينا بالمطر

والثلاثاء ننادي غدوةً

ما للهوٍ بعد هذا منتظر

هل يجوزُ الصَّحْوُ في أثنائِهِ

إنَّ هذا الرأيَ من إحدى الكبر 786 - كان (4) عبيد الله بن عبد الله بن طاهر جالساً في منتزه له شرف في يوم غيم، فرأى ماني الموسوس ماراً في الطريق، فأمر بإحضاره فحضر، فقال له: يا ماني ما تقول في هذا اليوم؟ فقال له: ما يقول الأمير؟ فقال:

أرى غيماً تؤلّفه جنوبٌ

ويوشكُ أنْ سيأتينا بِهَطْلِ

فحزمُ الرأي أن تدعو برطلٍ

فنشربه وتأمر لي برطل

(1) اليتيمة: أبي فراس.

(2)

اليتيمة 2: 238 ومن غاب عنه المطرب: 63 وديوانه: 489.

(3)

الديوان: يومها.

(4)

معاهد التنصيص 2: 253.

ص: 264

فقال له ما هكذا قال الشاعر، إنما قال:

أرى غيماً تؤلفه جنوبٌ

أراه على مساءَتنا حريصا

فحزمُ الرأي أن تدعو برطلٍ

فتشربه وتكسوني قميصا فقال له: أنا أكسوك جبّة وقميصاً وعمامةً وجورباً على أن تجلس معي يومي هذا تنادمي فيه، فقال: أفعل، وكساه ونادمه يومه ذلك.

787 -

ومثل هذا أن قوماً دعوا جحظة البرمكيّ إلى مجلس شراب وقالوا له: اقترحْ ما نطبخُ لك اليوم، فكتب إليهم (1) :

وجماعةٍ نشطتْ لشربِ مُدامةٍ

بعثوا رسولهمُ إلي خصوصا

قالوا اقترح شيئاً يجاد طبيخه

قلتُ اطبخوا لي جبّةً وقميصا قوس قزح:

788 -

سمّي بذلك (2) لتقزحه، أي تلونه، يقال: قزحت القدر أي أبزرتها وجعلت فيها توابل مختلفة الألوان. ومن خرافات العرب قالوا: قزح اسم شيطان، وزعموا أن الظاهر في أيام الربيع قوسه، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" لا تقولوا قوس قزح، ولكن قولوا قوس الله ".

789 -

وفي التوراة أن الطوفان لما نضب عن الأرض أطلع الله عز وجل قوس قزح، وأوحى إلى نوح عليه السلام أن هذه علامة أماني: أنْ لا أُهلكَ الأرضَ بالطوفانِ آخر الدهر، فلذلك يسمى قوس الأمان، وهو إيذان بالصّحو متى ظهر.

790 -

شاعر (3) :

ولاحَ قوسُ اللهِ من تلقائها

في أفقِ الشمسِ يروقُ مَنْ نَظَرْ

قد طُلِيتْ بحمرةٍ وخضرةٍ

وصفرةٍ كأنها بُرْدُ حِبَرْ

(1) خاص الخاص: 110 ومعاهد التنصيص 2: 252 منسوبة لأبي الرقعمق أحمد بن محمد الأنطاكي.

(2)

محاضرات الراغب (2: 244) وقارن بالأزمنة 2: 108.

(3)

محاضرات الراغب (2: 244) .

ص: 265

791 -

سيف الدولة (1) :

وساقٍ صبيحٍ للصبوحِ دعوتُهُ

فقام وفي أجفانه سِنةُ الغمضِ

يطوفُ بكاساتِ العقار كأنجم

فمن بين منقضٍّ علينا ومنفضّ

وقد نثرتْ أيدى الجنوب مطارفاً

على الجوّ دُكناً والحواشي على الأرض

وطرّزها قوسُ السماءِ بأصفر

على أحمرٍ في أخضرٍ تحت مبيض

كأذيالِ خودٍ أقبلتْ في غلائل

مصبَّغةٍ والبعضُ أقصرُ من بعض 792 - الوأواء (2) :

سقياً ليومٍ ترى قوسَ الغمام به

والشمسُ مصفرَّةٌ والبرقُ خَلاّسُ

كأنها قوسُ رامٍ والبروقُ لها

رشقُ السهامِ وعينُ الشمسِ برجاس 793 - السريّ الرفاء (3) :

وصاحبٍ يقدحُ لي

نارَ السرور في القدح

في روضةٍ قد لبست

من لؤلؤ الطلِّ سبح

والجوّ في ممسَّكٍ

طرازهُ قوسُ قزح

يبكي بلا حزنٍ كما

يضحكُ من غير فرح آراء الفلاسفة في قوس قزح وهالة القمر:

794 -

الآثار العلوية (4) منها حقيقة وغير حقيقة، فالحقيقة كل ما يحدث من الأمطار والغيوم والريح والبرد والجليد وما أشبهه؛ وغير الحقيقة هي ما تحدث من إشراق أحد النيرات على الأجرام السحابية إذا حصل لها أدنى صقالة بالرطب من الآثار والألوان المخلفة في نظر الناظر إليها، ويختلف ذلك باختلاف موقع السحاب بين الناظر

(1) اليتيمة 1: 31 وغرائب التنبيهات: 47 واثنان منها في محاضرات الراغب (2: 244) لابن المعتز، ونسبت في معاهد التنصيص 1: 109 لابن الرومي وقال: وبعضهم ينسبها لسيف الدولة، وانظر ابن خلكان 3: 302 وربيع الأبرار، الورقة: 18/أونهاية الأرب 1: 94.

(2)

البيت الثانيفي محاضرات الراغب (2: 244) وهما في نهاية الأرب 1: 94.

(3)

اليتيمة 2: 169 ومعاهد التنصيص 2: 208 والثالث والرابع في غرائب التنبيهات: 48.

(4)

قارن بالأزمنة والأمكنة 2: 109.

ص: 266

والنيّر، فإن كان السحاب متوسطاً بين الناظر والنير عند كون النيِّر أَوْجيّاً، رأيتَ الهالة وهي الدائرة التي يرى في وسطها القمر محتاطاً ببياض محبوس بظلمة السحاب المترطب، وربما وقعت سحابة تحت سحابة أخرى فتولَّد منها هالة أخرى، تكون أكبر من التي فوقها ومثلها من الناظر، وكلّما يكون من الشمس لقوتها على تحليل ذلك السحاب لخفته؛ وقد يستدل بشدّة ما يحيط بالهالة من الظلام على المطر، وبحفته على عدمه، وبسرعة تفرُّقِها على الريح الجنوبية؛ وإن كان الناظر متوسطاً بين السحاب والنيّر عند كون النير أفقياً، رأى نصف دائرةٍ مختلفة الألوان ضرورة، لكون النير في الأفق، وهي المسماة بقوس قزح، وعلى قدر ارتفاع النير في الأفق وانخفاضه يكون اتساع القوس وصغرها، ولأجل كون النير أفقياً قلّ ما يرى ذلك منتصف نهار الصيف، بخلاف الشتاء، ولا يُتَصوَّر (1) ذلك إلا بأن يكون وراء السحاب الصقيل شيءٌ مظلم من سحاب أو غيره، ليؤدي السحاب الصقيل ما ينطبع فيه إلى الناظر بتوسط المشف كالمرآة.

795 -

قال (2) ابن أبي علقمة لسالم المازني، وكان لسالم المازني مولى ندَّاف يُنْسَب إليه: والله لو وضعت إحدى رجليك على ثبير والأخرى على حراء (3) ، وتناولت قوس الله وندفت به السحاب لكنت أنت أنت (4) .

796 -

الشريف الطوسي في الهالة:

أرى هالةَ البدر وَسْطَ السماء

وسيفَ الدجى قابلاً دوسهُ

كأنّ غلاماً من التركِ أحوى

أدارَ على وجهه قَوْسَهُ

(1) ص: يقضون.

(2)

وردت القصة في البصائر 2/3: 509.

(3)

البصائر: يمين رجليك على حراء. ويسراها على بئر زمزم.

(4)

البصائر: ما كنت إلا كلباً.

ص: 267

فراغ

ص: 268