المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌6 - الفلك الأعظم: - سرور النفس بمدارك الحواس الخمس

[أحمد بن يوسف التيفاشي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌مؤلف الكتاب

- ‌1 - نظرة في مصادر ترجمته

- ‌2 - موجز في سيرة المؤلف:

- ‌2 - شخصيته وثقافته:

- ‌4 - نظرة في حاله المعيشية بعد الهجرة:

- ‌5 - مؤلفات التيفاشي

- ‌تعريف بمرتب الكتاب ومهذبه

- ‌التعريف بالكتاب

- ‌1 - الكتاب الأصلي المسمى " فصل الخطاب

- ‌2 - سرور النفس وصلته بفصل الخطاب:

- ‌3 - ما مدى جهد ابن منظور في سرور النفس:

- ‌4 - مصادر الكتاب

- ‌5 - قيمة الكتاب:

- ‌6 - تحقيق الكتاب:

- ‌ملحق بالمقدمة

- ‌أشعار التيفاشي

- ‌الجزء الأول من هذا الكتاب سماه

- ‌نثار الأزهار في الليل والنهار، وأطايبأوقات الأصائل والأسحار، وسائر ما

- ‌الباب الأول

- ‌في الملوين الليل والنهار

- ‌الباب الثاني

- ‌فى أوصاف الليل وطوله وقصره واستطابته والاغتباق ومدحه وذم الاصطباح

- ‌الباب الثالث

- ‌فى الاصطباح ومدحه وذم شرب الليل وايقاظ النديم للاصطباح

- ‌الباب الرابع

- ‌فى الهلال فى ظهوره وامتلاء ربعه ونصفه وكماله، والليلة المقمرة

- ‌الباب الخامس

- ‌في انشقاق الفجر ورقة نسيم السحر وتغريد الطير في الشجر وصياح الديك

- ‌الباب السادس

- ‌في صفات الشمس في الشروق والضحى والارتفاع والطفل والمغيب والصحو والغيم

- ‌الباب السابع

- ‌في جملة الكواكب والسماء وآحاد الكواكب المشهورة

- ‌1 - الثريا:

- ‌2 - الجوزاء:

- ‌3 - الشعرى:

- ‌4 - سهيل:

- ‌5 - النسر

- ‌6 - الفرقدان:

- ‌7 - بنات نعش:

- ‌8 - المجرة:

- ‌9 - الدب:

- ‌10 - السماك الاعزل:

- ‌الكواكب السيارة:

- ‌1 - زحل:

- ‌2 - المشتري:

- ‌3 - المريخ:

- ‌4 - الزهرة:

- ‌5 - عطارد:

- ‌6 - الفلك الأعظم:

- ‌1 - الحمل:

- ‌2 - الثور:

- ‌3 - الجوزاء:

- ‌4 - السرطان:

- ‌5 - الأسد:

- ‌6 - السنبلة:

- ‌7 - الميزان:

- ‌8 - العقرب:

- ‌9 - القوس:

- ‌10 - الجدي:

- ‌11 - الدلو:

- ‌12 - الحوت:

- ‌1 - الشرطان:

- ‌2 - البطين:

- ‌3 - الثريا:

- ‌4 - الدبران:

- ‌5 - الهقعة والهنعة:

- ‌6 - الذراع:

- ‌7 - النثرة:

- ‌8 - الطرف:

- ‌9 - الجبلة:

- ‌10 - الخرتان

- ‌11 - الصرفة:

- ‌12 - العواء:

- ‌13 - السماك:

- ‌14 - الغفر:

- ‌15 - الزبانى:

- ‌16 - الاكليل:

- ‌17 - القلب:

- ‌18 - الشولة:

- ‌19 - النعائم:

- ‌20 - البلدة:

- ‌21 - سعد الذابح:

- ‌22 - سعد بلع:

- ‌23 - سعد السعود:

- ‌24 - سعد الاخبية:

- ‌25 - الفرغان:

- ‌26 - بطن الحوت:

- ‌الباب الثامن

- ‌في آراء المنجمين والفلاسفة الأقدمين في الفلك والكواكب

- ‌الباب التاسع

- ‌في شرح ما تشتمل عليه أسماء الأجرام العلوية وما يتصل بها واشتقاقه

- ‌الباب العاشر

- ‌في تأويل رؤيا الأجرام العلوية وما يتعلق بها في المنام كل مذهب حكماء

- ‌الجزء الثاني من الكتاب سماه

- ‌طل الأسحار على الجلنار في الهواء والنار، وجميع ما يحدث بين السماء

- ‌الباب الأول

- ‌في الفصول الأربعة بقول كلي في فصل الربيع والصيف والخربف والشتاء

- ‌الباب الثاني

- ‌في كَلَبَ البرد وشدّته ودفع القرّ بالجمر، ودلائل الصحو، ومعرفة الشتاء

- ‌الباب الثالث

- ‌في البرق وحنين العرب به لأوطانهم، والرعد والغيم والرباب وهالة القمر

- ‌الباب الرابع

- ‌في السحاب الثقال والاستسقاء والحجا؟ وهي القواقع التي يرسمها قطر المطر

- ‌الباب الخامس

- ‌في القول في الأنواء من الحظر والإباحة في الشرع ومعنى قولهم ناء الكوكب

- ‌الباب السادس

- ‌في الرياح الأربع والنكب والاعصار - وهى الزوبعة - والزلزلة وتغير الهواء

- ‌الباب السابع

- ‌في تقدمة المعرفة بالحوادث الكائنة في العالم السفلي من جهة كسوف

- ‌الباب الثامن

- ‌في النار ذات اللهب وما يتعلّق بها، ونار النفط، والصعاعقة، ونار الفحم

- ‌الباب التاسع

- ‌في أوصاف الشموع وقط الشمعة والفانوس والقناديل والطوافة والجلاّسات

- ‌الباب العاشر

- ‌في تعبير ما تشتمل عليه من الآثار العلوية وغيرها في المنام

الفصل: ‌6 - الفلك الأعظم:

وكأنما المريخُ يتلو المشتري

بين الثريا والهلال المعتم

ملكٌ وقد بسطت له يد معدم

فرمى بدينارٍ إليه ودرهم

‌4 - الزهرة:

487 -

ابن طباطبا:

لاح الهلالُ فُوَيْقَ مغربه

والزهرةُ الغراءُ لم تغبِ

وهوى دُوَيْنَ مغيبها فهوت

تبكي بدمعٍ غيرِ منسكب

فكأنها أسماءُ باكيةً

عند انفصامِ سوارِها الذهب

‌5 - عطارد:

488 -

الشريف الموسوي:

أرى كلَّ نجمٍ عارياً وعطاردٌ

إذا ما بدا شبهُ الغلامِ المدرَّعِ

وتحتَ شعاعِ الشمس إذ راح سارياً

كلؤلؤةٍ في كأسِ خمرٍ مشعشع

‌6 - الفلك الأعظم:

المحيط بالأفلاك المسس بأطلس، وسمي بذلك لأنه لاكواكب فيه:

489 -

الشريف الموسوي:

الفلكُ الأولُ المعلَّى

يشبه إذ حاز ما يحوزُهْ

لفظاً بديعاً له معانٍ

يجول فيه ولا يجوزه 490 - ومن أوصاف النجوم ما قاله أبو الاصبغ محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك الأموى، وكان من أفصح المحدثين وأوصفهم للأزمنة والنجوم، ولما سمع المأمون هذه القصيدة التي سنوردها له قال: هذا شعر رجلٍ كأنه صعد الفلك فعلم ما فيه. قال الصولي: ولا أعلم شاعراً تشبَّه به وتبعه في وصف النجوم والأزمنة فأحسن إلا محمد بن أحمد العلوي المعروف بابن طباطبا، فإنه مجيد في ذلك وهو أكثر بديعاً، والمسلمي أفصح منه. قال محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد الملك ابن مروان (1) :

(1) الأزمنة والأمكنة 2: 236.

ص: 146

لما تراءى زُحلٌ

ذاتَ العشاء فَمَتَعْ

ولحق النّسرين شَخْ

صُ الردفِ بالخيل الدرع

أطارَ نسراً واقعاً

بطائرٍ ليس يقع

رنَّقَ ذا في سيره

وسار هذا فشع

وعنّ سعدٌ ذابحٌ

يتبعه سعدُ بُلَعْ

وسعدُ سعدٍ بعده

لسعدِ سَعْديه تعب

ذا مع ذا، ذاك وذا

دافَعَهُ ذا فاندفع

أمامها رامٍ إِذا

أَغرق ذا فُوقٍ نزع

يقفو نعاماً وارداً

وصادراً حيث سكع

يطيرُ ما طِرْنَ فإنْ

وقعنَ في الأفقِ وقع

وعقربٍ يقدمها

إكليلها حين دسع

لها مصابيحُ دجىً

تحكي مصابيح البيع

تتلو الزبانى فاذا

جدَّ بها السيرُ ظلع

تتابُعَ الخيلِ جَرَتْ

منها مُسِنٌّ وَجَذع

حتى إذا ما الدلوُ في

حوضٍ من الحوت كرع

ووازن الكفَّ التي

فيها خضابٌ قد نصع

قال الدليلُ: عَرِّسُوا

فليس في صبحٍ طمع

هذا ظلامٌ راكدٌ

ما للسُّرى فيه نجع

والعيسُ في داوَّيةِ

تُعْمِلُ فيها وتدع

ممتدَّةٌ أعناقُها

للوردِ عن غبِّ النسع

كأنها شقائقُ

تدلُجُ في الموجِ الدُّفَع

فقلت سدِّدْ نَحْرَها

لا كنتَ من نِكْسٍ ورع

أما ترى غُفْرَ الزبا

نى ساجداً وقد ركع

وقبل ذاك ماخبا

ضوءُ السماكِ فخشع

وانتثرتْ عوّاؤُهُ

تَناثُرَ العقدِ انقطع

حتى إذ الكبشُ ارتقى

في مُرْتَقَى ثم طلع

هتَّكَ جلبابَ الدجى

صَدْعٌ من الفجر انصدع

نقَّبَ في حافاتِهِ

هنيهةً ثم سطع

ص: 147

كلمعةِ البرقِ اليما

نيِّ إذا البرقُ لمع

أو سلَّةِ السيفِ انتضى

سلَّته القينُ الصنع

ثم تنمى صاعداً

ذا جَلَحٍ بادي الصلع

في نقبة ينسجها

بيضاء ما فيها لمع

فراح شكّ العين إذ

جاد البلاد واتسع

وانهزمت خيل الدجى

تركض من غير فزع

والضوء في عراصها

يخب طوراً ويضع

فقلت إذ طار الكرى

عن العيون فانقشع

لمائد في رحله

نشوان من غير جُرع

ليس المذكّى سنُّه

في الصبر كالغمر الضرع 491 - وقال أيضاً:

ياليلُ مالك صُبْحٌ

يرتاحُ فيه العميدُ

طال انتظاري لِبُلْقٍ

تنجابُ عنهنَّ سود

فباتَ همي قريني

كأنّني مورود

أرعى النجومَ فمنها

غوارب وركود

وسانحٌ وبريحٌ

وذابحٌ وقعيد

أقولُ للدَّلْوِ صوبي

حتَّامَ هذا الصعود

ما ترقبين وسعدٌ

قد شَرَّدَتْهُ السعود

وقبل ذاك نعامٌ

مولَّهٌ مطرود

للقوسِ في كفِّ رامٍ

سهمٌ إليها سديد

مررن شفعاً وَوِتراً

كما تمرُّ الوفود

وانقضَّ منهنَّ نَسْرٌ

للأُخرياتِ طرود

كأنه حين أهوى

لهن بازٍ صيود

ومرَّ آخرُ يهوي

فقلتُ أين تريد

ميامناً لغؤور

والغورُ منه بعيد

فالفرقدانِ سميرا

يَ والعيونُ هجود

ص: 148

وآل نعشٍ ركوعٌ

طوراً طوراً سجود

كأنهنَّ نشاوى

للراح فيها وئيد

والجدي في منكبِ القُ

طْبِ كالحصان يرود

لو رام عنه براحاً

لعاقه تقييد

وفي الثريا عن الشَّرْ

طِ والبُطَيْنِ صدود

كأنها بنتُ ماء

أَسْفَتْ عليها الرعود

تحيَّرَتْ واستدارتْ

فسرها تأويد

تسعى هوينا على إث

رها اللياحُ الفريد

والتوأمانِ فهذا

لاهٍ وذاك طريد

ثم استقلَّتْ فباتت

جوزاؤها تستزيد

كأنَّ شعلةَ نارٍ

تشبُّ فيها الوقود

شعرى العبور وأخرى

في الضوء منها خمود

ومستقلٌّ من الاف

ق نؤوه محمود

موصَلٌ بذراعي

هـ حَبْلُهُ المعقود

سما فصاعدَ حتى

ساوى بهِ التصعيد

كأنه ليثُ غابٍ

تخشى أذاهُ الأسود

وفي يمينِ شمال ال

عّوا سماكٌ عتيد

مُسَدَّدٌ صدرَ رمحٍ

فيه سنانٌ رصيد

ورامحٌ مستعدّ

وأعزلٌ مستفيد

سَلْمٌ مَدَى الدهرِ هذا

وذاك قِرْنٌ عنيد

فصرفةُ الليثِ عنه

ذاتَ اليسار تحيد

كأنها شاةُ وحشٍ

فؤادها مزؤود

فطال ذلك حَتَّى

نفى الكرى التسهيد

فقلتُ والليلُ داجٍ

خصاصهُ مسدود

مفصَّلٌ بالفيافي

رواقُهُ الممدود

له بكلِّ فضاءٍ

عساكرٌ وجنود

وقد تمطَّى بصلبٍ

تزلُّ عنه اللبود

لا يمتطي الهولَ فيه

إلا الشجاعُ الجليد

ما للظلام انحسارٌ

وما يكرُّ جديد

ص: 149

ولا أرى ساطع الفج

ر مشرقيّاً يعود

لئن أنابَ لعيني

إني إذاً لسعيد

فلم يَرُعْنِي وللصب

ر مُسْتَغَبٌّ حميد

إلا وغفرُ الزبانى

يلوحُ فيه العمود

كأنه قُرَشِيٌّ

تهفو عليه البنود 492 - وقال أيضاً:

فخرجتُ حين بدا سهيلٌ طالعاً

يُسْرى المصلَّى قائماً يتنفَّلُ

والجديُ كالفرسِ الحصانِ شددته

بالسرج إلا أنه لا يصهل

والثور في جوِّ السماء محلِّق

خلفَ الثريا حائرٌ متململ

وامتد للجوزاءِ نظمُ قطارها

وتلاحقتْ فقطارها مستعمل

فإذا استمرَّ مريرها وتحلحلتْ

فبقدرِ ذلك نورها يتحلحل 493 - محمد بن أحمد العلوي ابن طباطبا:

ربَّ ليلٍ كأنّه عَقِبُ البغ

ي طويلُ المدى من التعقيبِ

لاحتِ الزاهرات فيه كَزُهْرٍ

يتلالا غبَّ السحاب السكوب

أو كَزُرْقِ الرماح في النَّقْعِ تبدو

أو كبيضِ القطا بروض قشيب

والثريا كأنها فضلةُ الدر

عِ أو العقربُ البطيءُ الدبيب

وكأن الجوزاء خَوْدٌ تَبَدَّتْ

في وشاحٍ من لؤلؤ مثقوب

أو كمثل الغريقِ يسبحُ في زا

خرِ يمٍّ أو أقطعٍ مصلوب

وكأنَّ المريخَ جذوةُ نارٍ

حين يبدو وضوؤه كاللهيب

وسهيلٌ كأنه قلبُ صبٍّ

فاجأَتهُ بالحوتِ عينُ الرقيب

وكأنَّ الهلالَ لما تبدَّى

شطرُ طوق المرآة ذو التذهيب

أو كقوس قد أحنيتْ أو كنؤيٍ

أو كنونٍ في مُهْرَقٍ مكتوب

شاخصاتٍ إلى السماء فما تط

رفُ أجفانها من التعذيب 494 - وقال (1) :

وبتُّ أُراعي كوكباً بعد كوكبٍ

أوانَ أُفولِ حائن وطلوعِ

إذا سرن سَيْراً واحِداً خلتَ بعضها

إلى بعضها مشدودةً بنسوع

(1) ورد بعض أبياتها في زهر الآداب: 756 - 757.

ص: 150

كأن موشَّى الجوّ عند اكتمالها

جلودُ أَفاعٍ أو نسيجُ دروع

كأن سهيلاً والنجومُ وراءه

يعارضُها راعٍ وراءَ قطيع

إذا قام من مرقاته قلت راهبٌ

أطال انتصاباً بعد طول ركوع

وقد لاحت الشعرى العبورُ كأنها

تقلُّبُ طَرْف بالدموعِ هموع

وأصبحتِ الجوزاءُ في أفق غربها

تميلُ كنشوانٍ هناك صريع

وراحت تمدُّ الباعَ حتى كأنما

يقال لها قيسي السماء وبوعي

إلى أن أجابَ الليلُ داعيَ صبحه

وكان ينادي منه غير سميع 495 - وقال:

كأنَّ السماء استكستِ الليلَ حُلّةً

منمنمةً حيكت عليها بأوزار

كأنَّ اخضرار الجوِّ تحتَ نجومه اخ

ضرارُ رياضٍ نشِّرت بين أنوار

كأن نجوماً سائرات نهارَهَا

ووافتْ عشاءً وهي أنضاءُ أسفار 496 - وله:

أَرَقي لبرقٍ لائحٍ في جوّه

لألاؤه كمهنداتٍ تلمعُ

والليلُ قد حجبَ الصباحَ كأنه

مترهبٌ بمسوحِهِ متدرع

وترى الثريا مثل كفِّ خريدةٍ

تومي بها أو عقربٌ تتسمَّع

وكأن ثوبَ الجوّ صرحٌ لائحٌ

ونجومُهُ درٌّ عليه تُرَصَّع

أو كالدراهمِ فوق أرضِ بنفسج

أو نرجسٍ من سوسن يتطلع 497 - علي بن محمد الكوفي (1) :

نجومٌ أراعي طولَ ليلي بروجها

وهنَّ لبعد السيرِ ذاتُ لغوبُ

خوافق في جنحِ الظلامِ كأنها

قلوبٌ معنّاةٌ بطولِ وجيب

ترى حُوتها في الشرقِ ذات سباحةٍ

وعقربها في الغربِ ذاتَ دبيب

إذا ما هوى الإكليلُ منها حَسِبْتَهُ

تهدُّلَ غُصْنٍ في الرياضِ رطيب

كأن التي (2) حول المجرة أَورِدَتْ

لتكرعَ في ماءٍ هناكَ صبيب

(1) انظر الذخيرة 1/2: 510 وزهر الآداب: 753 وشرح المختار: 251 ومعاهد التنصيص 4: 258 والبيتان السابع والثامن في حلبة الكميت: 308 واعتقد أن الشاعر هو العلوي الحماني ولكن جامع شعره لم يورد هذه الأبيات.

(2)

ص: الذي.

ص: 151

كأن رسولَ الصُّبح يَخْلِطُ في الدَجى

شجاعةَ مقدامٍ بجبنِ (1) هيوب

كأن اخضرارَ الجوِّ صَرْحٌ ممرَّدٌ

وفيه لآلِ لم تُشَنْ بثقوب

كأنَّ سوادَ الليلِ في ضوء صبحِهِ

سوادُ شبابٍ في بياضِ مشيب

كأن نذير الشمسِ يحكي ببشرِهِ

علي بن هرونٍ (2) أخي ونسيبى 498 - التهامي (3) :

وللمجرَّةِ فوق الأفقِ (4) مُعْتَرَكٌ

كأنها حَبَبٌ يطفو على نَهَرِ

وللثريا ركودٌ فوق أرحلنا

كأنها قطعة من جلدةِ النمر

كأنّ أنجمه والصبحُ يُغْمِضُها

قسراً عيونٌ غَفَتْ من شدَّة السهر

فروَّع (5) السرب لما ابتلَّ أكرعه

في جدول من خليج الفجر منفجر

ولو قدرتُ وَثَوْبُ الليلِ مُنْخَرِقٌ

بالصبحِ رَقَّعْتُهُ منهنَّ بالشعر 499 - الشريف الموسوي ابن دفتر خوان:

كأنَّ بروقَ الجو في حَجَراته

سلاسلُ تبرٍ قُطِّعَتْ من سلاسلِ

كأن النجومَ الزهر لاحتْ بأفقها

نواهدُ من نسجِ الضحى في غلائل

كأن التي حول المجرَّةِ أينقٌ

أقامَ بها الحادون حولَ مناهل

كأن الثريا ظبيةٌ نَصَبَتْ لها

يدٌ أنجمَ الجوزاء شبهَ حبائل

كأن نجومَ الرَّجْمِ خيلٌ تقابَلَتْ

فوارسها، والشهبُ مثل العوامل

كأن شبابَ الليلِ وافاه شَيْبُهُ

فأَسفرَ عن حَقٍّ يشابُ بباطل

كأن الصباحَ صارمٌ سلَّهُ الدجى

من البرقِ لم تلمسهُ أيدى الصياقل 500 - وله:

ولاحتْ بأرجاءِ السماءِ كواكبٌ

كما جُرَّ للحرب العوانِ جحافلُ

وكرَّتْ بها شُهْبٌ على الدُّهْم، والدجى

لها حومةٌ في الكرِّ، وهي عوامل

وقد لمعتْ فيها النجومُ كأَنها

من الروم في روضٍ جوارٍ مطافل

(1) الذخيرة: بجري.

(2)

الذخيرة: علي بن داود.

(3)

ديوان التهامي: 42 والشريشي 2: 304 (بولاق) .

(4)

ص: الأرض معترض.

(5)

الديوان: الشرب.

ص: 152

كأن نجومَ الغَفْرِ وهي ثلاثةٌ

أَثافيُّ خلَاّها على الدارِ راحل

كأن بها سربَ النعائم راعه

قنيصٌ فمنه واردٌ وَمُواِئل

كأن بها الإكليلَ تاجُ مُتَوَّجٍ

ومن حوله بالبيضِ جَيْشٌ مقاتل

كأن بها نهرَ المجرة مَنْهَلٌ

له قافلٌ نالَ الورودَ ونازل

ويخفق فيها القلبُ كالقلبِ في الهوى

إذا صَدَعَتْهُ بالملامِ العواذل 501 - سليمان بن اسماعيل المسيحي المارديني:

ربَّ ليلٍ شربتُ فيه وقد با

تَ سُهاه منادمي وسميري

والثريا كالكأسِ يظهرُ فيها

حَبَبٌ مثلُ لؤلؤٍ منثور

وكأن النجومَ سَرْحٌ وقد نف

رها طلعةُ الهزبرِ الهصور

وترى الزهر في المجرة كالزه

ر طفا فوق جدول وغدير

ونجوم الجوزاء كالعقد في نح

ر فتاةٍ قد زينت بالشذور

شاخصاتٍ في الغرب مائلةٍ ته

وي نشاوى كالشارب المخمور 50 - محمد بن هانئ المغربي (1) :

أليلتنا إذا أرسلتْ وارداً وَحْفَا

وبتنا نرى الجوزاءَ في أُذْنها شِنفا

وبات لنا ساقٍ يقوم على الدجى

بشمعة صبح ما تُقَطُّ ولا تطفا

أَغَنُّ غضيضٌ خفَّفَ اللينُ قدَّه

وثقّلَتِ الصهباءُ أَجفانَهُ الوُطفا

فلم يُبْقِ إرعاش المدامِ له يداً

ولم يُبْق إِعناتُ التثني له عطفا

يقولون حقفٌ فوقه خيزرانةٌ

أما يعرفون الخيزرانةَ والحقفا

جعلنا حشايانا ثيابَ مدامنا

وَقَدَّتْ لنا الظلماء من جلدها لحفا

فمن كبدٍ يوحي إلى كبدٍ هوى

ومن شفةٍ تُهدي إلى شفةٍ رشفا

بعيشكَ نبِّهْ كأسَهُ وجفونَهُ

فقد نبَّهَ الابريق من بعد ما أغفى

وقد فكَّتِ الظلماء بعضَ قيودها

وقد قام جيشُ الفجرِ لليلِ واصطفا

وولَّتْ نجومٌ للثريا كأنها

خواتيمُ (2) تبدو في بنانِ يدٍ تَخْفَى

كأن بني نعشٍ ونعشاً مَطافلٌ

بِوَجْرَةَ قد أَضللنَ في مهمهٍ خِشْفا

(1) ديوان ابن هانئ: 238 وزهر الآداب: 755 - 756 ومعاهد التنصيص 4: 255.

(2)

ص: خواتم.

ص: 153

كأن سهيلاً في مطالع أفقه

مُفارقُ إِلفٍ لم يجدْ غيرَهُ إلفا

كأن سُهاها عاشقٌ بين عُوَّدٍ

فآونةً يبدو وآونةً يخفى

كأن ظلامَ الليلِ إذ مالَ مَيْلَةً

صريعُ مُدامٍ بات يشربها صِرفا

كأنَّ عمودَ الفجرِ خاقانُ معشرٍ

من الترك نادى بالنجاشي فاستخفى

كأن لواء الفجرِ غُرَّةُ جعفرٍ

رأى الوفدَ فازدادت طلاقته ضِعْفا 503 - الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المغربي:

الليلُ مَيْدانُ الهوى

والكأسُ مجموع الأَرَبْ

يا ربّ ليلٍ قد قصر

نا طولَهُ فيما نُحِبّ

لما هززناه تلا

قى طرفاهُ بالطرب

يلعبُ في الخسران والطا

عةِ ساعاتِ اللعب

تحكي ثريَّاه لِمَن

يرنو إليها من كَثَبْ

خريطةً من أبيضِ الد

يباجِ ما فيها عَذب

والدَّبَران خَلْفَها

كفتحِ بركارِ ذهب

وَهَقْعَةُ الجوزاء فس

طاط عمودٍ منتصب

ومنكبٌ كوجهِ مب

ثورٍ للحظ المرتقب

وَهَنْعَةٌ كأنّها

قوسٌ لندَّافِ عطب

وَزُبْرَةٌ كأنّها

رُخَّانِ في خشتٍ ذرب

ثم الذراعُ شمعةٌ

تشعل رأساً وذنب

ونثرةٌ كَوَسطِ مق

لاعٍ كبير مُنْتَخَبْ

والطرفُ طرفا أسدٍ

في عينه كحلُ الغضب

وجبهةٌ باديةٌ

كمنبرٍ لمختطب

وصرفةٌ تخالها

في الجوِّ مسماراً ضرب

وتحسبُ العوَّاءَ في

آفاقها لاماً كُتب

ثم السماكُ مفرداً

كغرةِ الطَّرْفِ الأَقَب

كأنه والغفرُ مي

زانُ إِمام يحتسبُ

يدنو إليه عرشُهُ

يريكَ تابوتاً نُصِب

ثم الزبانى عاشقا

ن ذا إلى هذاكَ صَبّ

ص: 154

تكالما من بُعُدٍ

وحاذرا من مرتقب

ونظم الأكليلَ والقل

(1) بُ جوارٍ تقترب

كمشعلين رُفعا

مختلفين في النصب

وشولة تخبر عن

قرب الصباح بالعجب

كجانبٍ من عَقْدِ أَر

جوحةِ حَبْلٍ مضطرب

وبعدها نعائمٌ

مختلفاتٌ في الطلب

فهذه صادرةٌ

وهذه تبغي القَرَبْ

كمضجعي غانيت

ين يلعبانِ في الترب

فغادرا من بددِ ال

حليِ كجمرٍ ملتهب

وبلدةٍ مثل شنا

نٍ فارغٍ لما يجب

كأنها صدرٌ سلا

من بعد ما كان أحبّ

وجاء سعدٌ ذابحٌ

وبلعٌ على العقب

كأن ذا قوسٌ وذا

سهمٌ عن القوس ذهب

وذو السعودِ نائبٌ

عن ذابحٍ إذا غرب

وبعد ذو أخبيةٍ

خُنْسٍ قصيرات الطنب

كجؤجؤ البطَّةِ مَعْ

منقارها إذا انتصب

وأَسْفَرَ الفرغانِ عن

أربعةٍ من الشهب

كأنها أركانُ قصل

رٍ عزهن قد خَرِبَ

والحوتُ يطفو فإذا

وما طفح الفجرُ رسب

والشرطان (2) الصولجا

ن عند لعَّاب درب

ثم البُطَيْنُ بعده

مثلُ أثافيِّ اللهب

كأنما الحادي له

في صحّةِ التقدير أبْ

تجزعها مَجَرَّةٌ

من قُطُبٍ إلى قطب

كأنها جسرٌ على

دجلةَ مبيضُّ الخشب

أعطيتُ ريعانَ الصبا

من المجونِ ما أحبّ

ثم رجعتُ سائلاً

لذي المعالي والحجب

(1) ص: ترتقب.

(2)

ص: والشرطين.

ص: 155