المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌في تأويل رؤيا الأجرام العلوية وما يتعلق بها في المنام كل مذهب حكماء - سرور النفس بمدارك الحواس الخمس

[أحمد بن يوسف التيفاشي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌مؤلف الكتاب

- ‌1 - نظرة في مصادر ترجمته

- ‌2 - موجز في سيرة المؤلف:

- ‌2 - شخصيته وثقافته:

- ‌4 - نظرة في حاله المعيشية بعد الهجرة:

- ‌5 - مؤلفات التيفاشي

- ‌تعريف بمرتب الكتاب ومهذبه

- ‌التعريف بالكتاب

- ‌1 - الكتاب الأصلي المسمى " فصل الخطاب

- ‌2 - سرور النفس وصلته بفصل الخطاب:

- ‌3 - ما مدى جهد ابن منظور في سرور النفس:

- ‌4 - مصادر الكتاب

- ‌5 - قيمة الكتاب:

- ‌6 - تحقيق الكتاب:

- ‌ملحق بالمقدمة

- ‌أشعار التيفاشي

- ‌الجزء الأول من هذا الكتاب سماه

- ‌نثار الأزهار في الليل والنهار، وأطايبأوقات الأصائل والأسحار، وسائر ما

- ‌الباب الأول

- ‌في الملوين الليل والنهار

- ‌الباب الثاني

- ‌فى أوصاف الليل وطوله وقصره واستطابته والاغتباق ومدحه وذم الاصطباح

- ‌الباب الثالث

- ‌فى الاصطباح ومدحه وذم شرب الليل وايقاظ النديم للاصطباح

- ‌الباب الرابع

- ‌فى الهلال فى ظهوره وامتلاء ربعه ونصفه وكماله، والليلة المقمرة

- ‌الباب الخامس

- ‌في انشقاق الفجر ورقة نسيم السحر وتغريد الطير في الشجر وصياح الديك

- ‌الباب السادس

- ‌في صفات الشمس في الشروق والضحى والارتفاع والطفل والمغيب والصحو والغيم

- ‌الباب السابع

- ‌في جملة الكواكب والسماء وآحاد الكواكب المشهورة

- ‌1 - الثريا:

- ‌2 - الجوزاء:

- ‌3 - الشعرى:

- ‌4 - سهيل:

- ‌5 - النسر

- ‌6 - الفرقدان:

- ‌7 - بنات نعش:

- ‌8 - المجرة:

- ‌9 - الدب:

- ‌10 - السماك الاعزل:

- ‌الكواكب السيارة:

- ‌1 - زحل:

- ‌2 - المشتري:

- ‌3 - المريخ:

- ‌4 - الزهرة:

- ‌5 - عطارد:

- ‌6 - الفلك الأعظم:

- ‌1 - الحمل:

- ‌2 - الثور:

- ‌3 - الجوزاء:

- ‌4 - السرطان:

- ‌5 - الأسد:

- ‌6 - السنبلة:

- ‌7 - الميزان:

- ‌8 - العقرب:

- ‌9 - القوس:

- ‌10 - الجدي:

- ‌11 - الدلو:

- ‌12 - الحوت:

- ‌1 - الشرطان:

- ‌2 - البطين:

- ‌3 - الثريا:

- ‌4 - الدبران:

- ‌5 - الهقعة والهنعة:

- ‌6 - الذراع:

- ‌7 - النثرة:

- ‌8 - الطرف:

- ‌9 - الجبلة:

- ‌10 - الخرتان

- ‌11 - الصرفة:

- ‌12 - العواء:

- ‌13 - السماك:

- ‌14 - الغفر:

- ‌15 - الزبانى:

- ‌16 - الاكليل:

- ‌17 - القلب:

- ‌18 - الشولة:

- ‌19 - النعائم:

- ‌20 - البلدة:

- ‌21 - سعد الذابح:

- ‌22 - سعد بلع:

- ‌23 - سعد السعود:

- ‌24 - سعد الاخبية:

- ‌25 - الفرغان:

- ‌26 - بطن الحوت:

- ‌الباب الثامن

- ‌في آراء المنجمين والفلاسفة الأقدمين في الفلك والكواكب

- ‌الباب التاسع

- ‌في شرح ما تشتمل عليه أسماء الأجرام العلوية وما يتصل بها واشتقاقه

- ‌الباب العاشر

- ‌في تأويل رؤيا الأجرام العلوية وما يتعلق بها في المنام كل مذهب حكماء

- ‌الجزء الثاني من الكتاب سماه

- ‌طل الأسحار على الجلنار في الهواء والنار، وجميع ما يحدث بين السماء

- ‌الباب الأول

- ‌في الفصول الأربعة بقول كلي في فصل الربيع والصيف والخربف والشتاء

- ‌الباب الثاني

- ‌في كَلَبَ البرد وشدّته ودفع القرّ بالجمر، ودلائل الصحو، ومعرفة الشتاء

- ‌الباب الثالث

- ‌في البرق وحنين العرب به لأوطانهم، والرعد والغيم والرباب وهالة القمر

- ‌الباب الرابع

- ‌في السحاب الثقال والاستسقاء والحجا؟ وهي القواقع التي يرسمها قطر المطر

- ‌الباب الخامس

- ‌في القول في الأنواء من الحظر والإباحة في الشرع ومعنى قولهم ناء الكوكب

- ‌الباب السادس

- ‌في الرياح الأربع والنكب والاعصار - وهى الزوبعة - والزلزلة وتغير الهواء

- ‌الباب السابع

- ‌في تقدمة المعرفة بالحوادث الكائنة في العالم السفلي من جهة كسوف

- ‌الباب الثامن

- ‌في النار ذات اللهب وما يتعلّق بها، ونار النفط، والصعاعقة، ونار الفحم

- ‌الباب التاسع

- ‌في أوصاف الشموع وقط الشمعة والفانوس والقناديل والطوافة والجلاّسات

- ‌الباب العاشر

- ‌في تعبير ما تشتمل عليه من الآثار العلوية وغيرها في المنام

الفصل: ‌في تأويل رؤيا الأجرام العلوية وما يتعلق بها في المنام كل مذهب حكماء

‌الباب العاشر

‌في تأويل رؤيا الأجرام العلوية وما يتعلق بها في المنام كل مذهب حكماء

الفلاسفة والإسلام

593 -

رؤيا النهار والليل:

قال حكماء اليونان: رويا النهار في النوم خير من رؤيا الليل، لأن النهار وقت المعاش والليل وقت البطالة والعطلة، إلا لمن يكون الليل أوفق له وأليقَ بحاله، مثل الهارب والآبق والمستتر المتواري ومن أشبهم، فإن رؤيا الليل أوفق له من رؤيا النهار.

594 -

رؤيا الشمس والقمر والسماء والكواكب (1) :

1 -

الشمس: تدل على السلطان وعلى جميع الحيوانات، لأنّ قواها بها، فمن رأى الشمس على أحوالها الطبيعية من الضياء والنور والسير وجهات الطلوع والغروب دلّ على انتظام أموره وصلاح معاشه، بواسطة سعادة السلطان؛ ومن كان في غمّ أو حيرة ورأى أن الشمس طالعة والعالم مستنير بنورها زال عنه الغمّ والتحير، وكذلك إذا رآها من يرجو شيئاً نال ما يرجوه ويؤمله.

وحكي أن رجلاً رأى أنه ينظر في الشمس فيرى صورته فيها؛ فرزق ابناً صار ملكاً عظيماً.

وكما أن طلوع الشمس جيد فغروبها رديء، لأنه يدل على اليأس والتحير. وكان رجل أرمد العين، فرأى في النوم أن الشمس غابت، فعمي بصره، لأن الشمس في العالم بمنزلة العين في الجسد.

وطلوع الشمس من جهة أخرى غير مشرقها رديء مذموم، وكذلك من رأى الشمس على لون غير لونها من السواد والحمرة والعتمة والظلمة دلَّ على الفساد والشر،

(1) قارن بما ورد عند ارطاميدورس: 289 عن الشمس، وص 292 عن القمر.

ص: 211

ومن رأى أنها أظلمت بحيث لا تضيء ألبتة أو غابت كان رديئاً، إلاّ إن كان هارباً أو عازماً على عمل شيء في الخفية؛ وكثرة الشموس في النوم رديء لأن كثرة الرؤساء تفسد النظام.

2 -

القمر: يدل على امرأة عظيمة القدر، وكما أن الشمس تدل على صاحب

البيت فكذلك القمر يدل على سيدة البيت، ويدل على السفر أيضاً لسرعة سيره.

ورأى رجل القمر فقال للمعبر: رأيت كأني قريب من القمر وكلمته، فقال له

المعبر: تسافر في البحر، فكان كما قال. ثم بعد سنة رأى هذا الرجل بعينه هذا المنام بعينه، فرجع إلى ذلك الموضع، فسأل المعبّر عن المنام فقال: تبتلى بحمى الدق، فقال صاحب المنام: سألتك عن تفسير هذا المنام قبل هذه السنة فقلت: تسافر في البحر فسافرت، والآن تعبره على حمى الدق، والمنام واحد، فما الفرق؟ فقال له المعبر: المنام الأول رأيته لخمس ليال خلون من الشهر والقمر على شكل السفينة، فلما قربت منه دلَّ على ركوب السفينة، والآن رأيت الهلال وقد بقي من الشهر ليلة واحدة، وهو في غاية الدقة والهزال، فيدل على أنك تصير مثله في الدقة، وإنما يكون ذلك بحمى الدق، فكان كما قال: وكل ما تدل عليه الشمس يدل عليه القمر أيضاً إلا أن ما يدلّ عليه القمر أقل وأنقص مما تدل عليه الشمس، ويكون ذلك الأمر الذي دل عليه القمر من جهة النساء.

3 -

رؤيا الكواكب (1) : قال اليونانيون: رؤيا الكواكب لمن ينوي السفر جيدة، ولمن يعمل عملاً في الخفية، لأن الكواكب إنما تظهر بعد غيبة الشمس، ولا تضيء إضاءة كثيرة، وأن السماء مثال البيت، فمن رأى أنه سقط عليه من السماء كوكب، سقط من أهل بيته أحد على حسب قدر الكوكب الذي رأى في المنام.

وحكي أن رجلاً رأى في المنام أنه يأكل النجوم، فاتفق أنه صار منجماً، وكان يتعيَّش بصناعة التنجيم.

ورأى رجل أنه ظهر في السماء شهب وكواكب كثيرة، فقال له المعبر: هذا يدلّ على أن السنة حارّة يابسة لأن هذه الآثار إنما تتولد في مثل هذه السنة، وقد جُرِّب ذلك فكان كما قال.

(1) قارن بما عند ارطاميدورس: 294.

ص: 212

آراء العرب في ذلك (1) : قالت العرب: الشمس تدلّ على السلطان الأعظم. فمن رأى أنه قرب من الشمس أو أخذ منها شعاعاً ونوراً دلَّ على قربه من السلطان. ونال منه مرتبة علية ودرجة رفيعة.

القمر (2) : يدل على وزير السلطان، والهلال على ولد مبارك، أو ولاية جليلة، أو ربح في تجارة. وقال جاماسف: ينصر على عدوه ويظفر به.

الزهرة: تدل على زوجة الملك، وعطارد يدل على كاتبه، والمريخ يدلّ على اسفهسلاّره، والمشتري يدلّ على خادمه، وزحل يدل على صاحب النقمة والعذاب؛ وكبار الكواكب تدل على الروساء، وصغارها تدل على العوام.

والقمر إذا رؤي على الأرض دلّ على الزوجة، وإذا رؤي في السماء دلّ على الوزير. ومن رأى القمر في بيته تزوّج بامرأة كبيرة القدر.

وكثيراً ما تدل الشمس على الأب، والقمر على الأم، والكواكب على الإخوة خصوصاً إذا كانوا تحت حُكْمِ الوالدين، مثل منام يوسف عليه السلام، فإن الشمس كان أباه، والقمر أمه، والكواكب إخوته الذين سجدوا له.

قال المصنف: ومن المجرّب أن من رأى أنه ينظر إلى السماء، والكواكب، والهواء صافٍ والكواكب نيّرة والسماء بادية، فإنه إن كان في كرب وغمّ فرج عنه كربه وغمه، ونال مسرة وانشراح صدر. وقد جرب ذلك مراراً.

595 -

رؤيا السماء (3) : من رأى أنه صعد إلى السماء وهو ينظر إلى الأرض فإنه ينال رفعةً، فإن رأى أنه دخل في السماء وغاب فيها فإنه يموت ويرجع إلى الآخرة. ومن رأى كأن سهيلاً طلع عليه دلّ على إدباره وخراب بيته. لأنه لا يطلع في البلدان العامرة بل في البراري، ومن طلعت عليه الزهرة نال الإقبالَ إلى آخر عمره، ومن طلع عليه المشتري ناله ملك ورفعة إلى آخر عمره. ومن رأى الفلك كأنه يدور تحوّل من حالٍ إلى حال أو من دار إلى دار أو من بلدٍ إلى بلد.

وقال أرطاميدورس (4) : من رأى الكواكب تحت السقف دلّ على خراب بيت

(1) انظر ابن سيرين بهامش تعطير الأنام (1: 160 - 162) وتعطير الأنام 2: 2.

(2)

ابن سيرين 1: 163 وتعطير الأنام 2: 150.

(3)

ابن سيرين 1: 156 وتعطير الأنام 1: 297.

(4)

انظر ارطاميدورس: 297.

ص: 213

صاحبها حين تكون الكواكب تدخل بيته، ويدل على موت رب البيت ودليل المنازل والكواكب ذوات الأذناب في الرؤيا مثل الذي تفعله إذا ظهرت في اليقظة.

وطلوع الفجر لمن رآه نور وهداية كما أن الليل لمن رآه ضلال وغمة. وكل ما رؤي في الشمس والقمر من حدوث كسف أو خسف فهي حوادث رديئة تحدث بالملك أو وزيره، وباقي الكواكب على التفسير المتقدم في حوادثها تدلّ على الحوادث فيمن عرفت به. ومن رأى الشمس استترت بالسحاب فإن الملك يعرض له مرضٌ يسير ويبرأ منه. وكذلك في القمر وبقية الدراري السبعة. كل درب منها يدل على من هو منسوب إليه في التعبير المتقدم، والله أعلم.

تمّ الجزء الأول

ص: 214