المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌في صفات الشمس في الشروق والضحى والارتفاع والطفل والمغيب والصحو والغيم - سرور النفس بمدارك الحواس الخمس

[أحمد بن يوسف التيفاشي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌مؤلف الكتاب

- ‌1 - نظرة في مصادر ترجمته

- ‌2 - موجز في سيرة المؤلف:

- ‌2 - شخصيته وثقافته:

- ‌4 - نظرة في حاله المعيشية بعد الهجرة:

- ‌5 - مؤلفات التيفاشي

- ‌تعريف بمرتب الكتاب ومهذبه

- ‌التعريف بالكتاب

- ‌1 - الكتاب الأصلي المسمى " فصل الخطاب

- ‌2 - سرور النفس وصلته بفصل الخطاب:

- ‌3 - ما مدى جهد ابن منظور في سرور النفس:

- ‌4 - مصادر الكتاب

- ‌5 - قيمة الكتاب:

- ‌6 - تحقيق الكتاب:

- ‌ملحق بالمقدمة

- ‌أشعار التيفاشي

- ‌الجزء الأول من هذا الكتاب سماه

- ‌نثار الأزهار في الليل والنهار، وأطايبأوقات الأصائل والأسحار، وسائر ما

- ‌الباب الأول

- ‌في الملوين الليل والنهار

- ‌الباب الثاني

- ‌فى أوصاف الليل وطوله وقصره واستطابته والاغتباق ومدحه وذم الاصطباح

- ‌الباب الثالث

- ‌فى الاصطباح ومدحه وذم شرب الليل وايقاظ النديم للاصطباح

- ‌الباب الرابع

- ‌فى الهلال فى ظهوره وامتلاء ربعه ونصفه وكماله، والليلة المقمرة

- ‌الباب الخامس

- ‌في انشقاق الفجر ورقة نسيم السحر وتغريد الطير في الشجر وصياح الديك

- ‌الباب السادس

- ‌في صفات الشمس في الشروق والضحى والارتفاع والطفل والمغيب والصحو والغيم

- ‌الباب السابع

- ‌في جملة الكواكب والسماء وآحاد الكواكب المشهورة

- ‌1 - الثريا:

- ‌2 - الجوزاء:

- ‌3 - الشعرى:

- ‌4 - سهيل:

- ‌5 - النسر

- ‌6 - الفرقدان:

- ‌7 - بنات نعش:

- ‌8 - المجرة:

- ‌9 - الدب:

- ‌10 - السماك الاعزل:

- ‌الكواكب السيارة:

- ‌1 - زحل:

- ‌2 - المشتري:

- ‌3 - المريخ:

- ‌4 - الزهرة:

- ‌5 - عطارد:

- ‌6 - الفلك الأعظم:

- ‌1 - الحمل:

- ‌2 - الثور:

- ‌3 - الجوزاء:

- ‌4 - السرطان:

- ‌5 - الأسد:

- ‌6 - السنبلة:

- ‌7 - الميزان:

- ‌8 - العقرب:

- ‌9 - القوس:

- ‌10 - الجدي:

- ‌11 - الدلو:

- ‌12 - الحوت:

- ‌1 - الشرطان:

- ‌2 - البطين:

- ‌3 - الثريا:

- ‌4 - الدبران:

- ‌5 - الهقعة والهنعة:

- ‌6 - الذراع:

- ‌7 - النثرة:

- ‌8 - الطرف:

- ‌9 - الجبلة:

- ‌10 - الخرتان

- ‌11 - الصرفة:

- ‌12 - العواء:

- ‌13 - السماك:

- ‌14 - الغفر:

- ‌15 - الزبانى:

- ‌16 - الاكليل:

- ‌17 - القلب:

- ‌18 - الشولة:

- ‌19 - النعائم:

- ‌20 - البلدة:

- ‌21 - سعد الذابح:

- ‌22 - سعد بلع:

- ‌23 - سعد السعود:

- ‌24 - سعد الاخبية:

- ‌25 - الفرغان:

- ‌26 - بطن الحوت:

- ‌الباب الثامن

- ‌في آراء المنجمين والفلاسفة الأقدمين في الفلك والكواكب

- ‌الباب التاسع

- ‌في شرح ما تشتمل عليه أسماء الأجرام العلوية وما يتصل بها واشتقاقه

- ‌الباب العاشر

- ‌في تأويل رؤيا الأجرام العلوية وما يتعلق بها في المنام كل مذهب حكماء

- ‌الجزء الثاني من الكتاب سماه

- ‌طل الأسحار على الجلنار في الهواء والنار، وجميع ما يحدث بين السماء

- ‌الباب الأول

- ‌في الفصول الأربعة بقول كلي في فصل الربيع والصيف والخربف والشتاء

- ‌الباب الثاني

- ‌في كَلَبَ البرد وشدّته ودفع القرّ بالجمر، ودلائل الصحو، ومعرفة الشتاء

- ‌الباب الثالث

- ‌في البرق وحنين العرب به لأوطانهم، والرعد والغيم والرباب وهالة القمر

- ‌الباب الرابع

- ‌في السحاب الثقال والاستسقاء والحجا؟ وهي القواقع التي يرسمها قطر المطر

- ‌الباب الخامس

- ‌في القول في الأنواء من الحظر والإباحة في الشرع ومعنى قولهم ناء الكوكب

- ‌الباب السادس

- ‌في الرياح الأربع والنكب والاعصار - وهى الزوبعة - والزلزلة وتغير الهواء

- ‌الباب السابع

- ‌في تقدمة المعرفة بالحوادث الكائنة في العالم السفلي من جهة كسوف

- ‌الباب الثامن

- ‌في النار ذات اللهب وما يتعلّق بها، ونار النفط، والصعاعقة، ونار الفحم

- ‌الباب التاسع

- ‌في أوصاف الشموع وقط الشمعة والفانوس والقناديل والطوافة والجلاّسات

- ‌الباب العاشر

- ‌في تعبير ما تشتمل عليه من الآثار العلوية وغيرها في المنام

الفصل: ‌في صفات الشمس في الشروق والضحى والارتفاع والطفل والمغيب والصحو والغيم

‌الباب السادس

‌في صفات الشمس في الشروق والضحى والارتفاع والطفل والمغيب والصحو والغيم

والكسوف

378 -

للشمس أسماء (1) وهي: الشمس وذكاء بالمدّ، وذكا بالقصر، وحول - مضمومة غير معجمة، وإلاهة وألاهة بكسر الهمزة وفتحها، والإلاهة بالتعريف، والجونة والجارية والغزالة والفتاة والسراج والضحّ والبيضاء وبرح وبراء - كقطام وحذام - والمهاة والقرص والفتاق، سميت بذلك لأنها تفتق بنورها الغيم وكل شيء. والعرب تقول لمن تصفه بالحسن: أحسن من الفتاق، والشَّرقة والشَّرق، والشرق اسمها (2) إذا طلعت، ولا تسمى به عند الغروب، يقال لا آتيك ما طلع الشرق، ولا يقال ما غرب الشرق؛ ويوح والضَّحاء - بفتح الضاد - والنيِّر والأثير الأصغر والآية المشرقة وأحد القمرين واقليدس، وهو اسمها باليونانية وقد تكلموا به. ويقال لنور الشمس الداخل من كوة البيت: الشِّعرارة وجمعها شعارير - بكسر الشين في الواحد وفتحها في الجمع -، ويقال لما يرى فيه من الهباء المنبث: الهباء والذر - معجمة الذال - وقيل أنه المراد بقوله عز وجل: (ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شّرّاً يَرَةْ) وذرور الشمس ظهور ضوئها وشعاعها؛ وشَرَقتِ الشمس - بفتح الراء - إذا طلعت، وشَرِقت - بكسر الراء - إذا قربت من الغروب، وأشرقت: إذا صفا ضوؤها وأنار.

379 -

وقد أجاد القاضي التنوخي في وصف الشمس فقال:

ويومٍ كأنَّ الشمسَ من تحتِ غَيْمِهِ

مفاخرُ قد غطيتها بعيوبِ

(1) قارن بالمخصص 9: 18 والأزمنة 2: 39 والأنواء: 136.

(2)

ص: أسماء.

ص: 123

إذا طلعت من فرجةٍ فيه خِلْتُها

مَخْيلةَ جَدْوى من خلالِ جدوب

وقد مدَّ ستراً فوفها فكأنما

يغطِّي بكفرانٍ ثوابَ مثيب قال مصنف الكتاب: إني لينغّصُ عليّ إحسان هذا الرجل - مع كثرته - ما أخذ به نفسه من تشبيه الأظهر بالأخفى، وهو شيء كرهه أكابر العلماء ونصُّوا عليه، وهو قد أُغريَ به لا يكاد يُخْلي منه تشبيهاته، وهذه الثلاثة أبيات من هذا القبيل شبّه فيها الأظهر بالأخفى.

380 -

أبوالعلاء في شفقها في الطلوع (1) :

ربَّ ليلٍ كأنه الصبحُ في الحُسْ

نِ وإن كان أسودَ الطيلسانِ

قد ركضنا فيه إلى اللهوِ لما

وقف النجمُ وِقْفَةَ الحيران

ثم شاب الدُّجى وخاف من الهَجْرِ

فغطَّى المشيبَ بالزعفران 381 - الطغرائي يصف الشمس في طلوعها والبدر في غروبه (2) :

وكأنما الشمسُ المنيرةُ إذ بَدَتْ

والبدرُ يجنحُ للغروبِ وما غربُ

متحاربان لذا مِجَنٌّ صاغه

من فضةٍ، ولذا مِجَنّ من ذهب 382 - قال أبو الحسن علي بن موسى الغرناظي (3) : ضمَّني وأبا يحيى الكاتب مجلس أُنسٍ، فتذاكرنا ما قيل في معاقرة الشراب في الشيب، فأنشدني لنفسه:

لاموا على حبِّ الصِّبا والكاسِ

لما بدا زَهَرُ المشيبِ براسي

والغصنُ أحوجُ ما يكون لشربه

إبان يبدو بالأَزاهرِ كاسي ثم قال: هل سمعت في هذا المعنى شيئاً لغيرى؟ قلت: لا، ثم أعملت خاطرى حتى عملت فيه، وهو معنىً غريب:

يلومونني أَنْ شِبْتُ في الخمرِ ضَلَّةً

وإني إذا وافى المشيبُ بها أحق

إذا شاب رأسُ الليلِ بالفجر قُرِّبَتْ

له أكؤسُ الصهباءِ من حمرة الشفق 383 - سليمان المارديني:

(1) شروح السقط: 426، 438.

(2)

نهاية الأرب 1: 45 والغيث 1: 28.

(3)

انظر اختصار القدح المعلى: 89 - 90 ونفح الطيب 3: 35. والغزولي: 159.

ص: 124

ربَّ ليلٍ تخالُ فيه الدراري

زَهَرَ الروض والمجرةَ نهرا

والثريا كأنها كأسُ خمرٍ

أطلعتْ فوقها الفواقعَ درّا

وتخالُ السماء حُلَّةَ خزٍّ

نُثِرَتْ فوقها الدراهمُ نثرا

وكأن الصباحَ جامُ لجينٍ

ملأته أشعةُ الشمسِ خمرا 384 - شاعر في الشفق، هو المعري (1) :

وعلى الدهرِ من دماءِ الشهيدي

ن عليٍّ ونجلِهِ شاهدانِ

فهما في أوائلِ الليلِ فجرا

ن وفي أخرياتِهِ شفقان 385 - أعرا بي (2) :

مُخَبَّأَةٌ أَما إذا الليلُ جَنَّها

فتخفى وأَما بالغدوِّ فتظهرُ

إذا انشقَّ عنها ساطعُ الفجرِ وانجلى

دجى الليلِ وانجابَ الحجابُ المستّر

وأُلبس عرضُ الأرضِ لوناً كأنه

على الأُفُقِ الشرقيِّ ثوبٌ معصفر

بلونٍ كزرع الزعفران يشوبُهُ

شعاعٌ يلوحُ فهو أَزهرُ أصفر

إلى أنْ علت وانشقَّ منها اصفرارها

فلاحَتْ كما لاح (3) المنيحُ المشهَّر

ترى الظلَّ يُطْوى حين تعلو وتارةً

تراه إذا مالتْ إلى الأرض ينشر

وتدنف حتى ما يكادُ شعاعها

يبينُ إذا غابتْ لمن يتبصر

فأفنتْ قروناً وهي في ذاك لم تزلْ

تموتُ وتحيا كلَّ يومٍ وتنشر 386 - الباخرزي:

توارتِ الشمسُ تحت الدَّجْنِ واحتجبتْ

حتى تشاب مُمْساها ومُصْبَحُهَا

فتلك منسيّةٌ والآن لو طلعت

فجاءَةً لحسبتَ الكلبَ ينبحها 387 - شاعر في النيرين:

وسائرةٍ لا ينقضي الدهرَ سيرها

وليست على حيٍّ من الناسِ تنزلُ

لها صاحبٌ لم تَلْقَهُ مرّة

على إِثْرٍ ما تمشي يسيرُ ويَعْجَل

(1) شروح السقط: 441.

(2)

ديوان المعاني 1: 359 وزهر الآداب: 765 - 766 وجمع الجواهر: 365 والغيث المسجم 2: 154 ونهاية الأرب 1: 45.

(3)

ص والعسكري: وحالت كما حال (صوابه: وجالت كما جال) .

ص: 125

388 -

العسكري (1) :

ملأ العيونَ غضارةً ونضارةً

صحوٌ يطالعنا بوجهٍ مونقِ

والشمسُ واضحةُ الجبينِ كأنها

وجهُ المليحةِ في الخمارِ الأزرقِ

وكأنها غيداءُ مِسْكُ شعاعِها

تبرٌ يذوبُ على فروع المشرق

جَرَّتْ إذا بكرت ذيولَ معصفر

وتجرُّ إنْ راحتْ ذيولَ ممشق

فشربتها عذراءَ من يدِ مثلها

تحكي الصباح مع الصباح المشرقِ 389 - ابن المعتز (2) :

(3)

كأن الشمسَ يوم الغيم لحظٌ

مريضٌ مدنفٌ من خلفِ ستْرِ

تحاول فتقَ غيمٍ وهو يأبى

كعنّينٍ يريدُ نكاحَ بكر 390 - الوزير المهلبي (4) :

يومٌ كأن سماءَهُ

شِبهُ الحصانِ الأَبرشِ

وكأنَّ زهرةَ روضهِ

فُرِشَتْ بأحْسَنِ مفرش

والشمسُ تظهر تارةً

وتغيبُ كالمتوحش

شّبَّهْتُ حمرةَ عينها

بخمارِ عينِ (5) المنتشي 391 - شاعر:

فكأنَّ الشمسَ بِكْرٌ حُجِبت

وكأن العغيمَ سترٌ مُسْدَلُ 392 - ابن طاهر الخباز الكرخي:

أما ترى الأفقَ كيف قد ضَرَبَ ال

غيمُ عليه من مُزْنِهِ قُبَبَا

(1) ديوان المعاني 1: 360 ومجموع شعره: 128.

(2)

ديوانه (السامرائي) 2: 580، وانظر ديوان المعاني 1: 360 ومحاضرات الراغب 4: 538 (2: 240) والغيث 2: 152، ونهاية الأرب 1: 46 وحلبة الكميت: 290 وتشبيهات ابن أبي عون: 11 والشريشي 1: 184.

(3)

العسكري والديوان: تظل الشمس ترمقنا بلحظ.

(4)

البيتان الأولان في اليتيمة 2: 238 وكلها في من غاب عنه المطرب: 65 وشعر الوزير المهلبي (المورد: 2/ 1974) : 15؛ والوزير المهلبي هو الحسن بن محمد وله ترجمة في اليتيمة ومعجم الأدباء 9: 118 والمصادر التاريخية.

(5)

ص: كحمار بن.

ص: 126

وحاجبَ الشمسِ من رفارفها

يضرمُ فيها بنوره لهبا

كأنه فضةٌ مطرَّقَةٌ

أطرافها قد تَطَوَّسَتْ ذهبا 393 - حضر أبو عُنين مع الملك المعظم بدمشق. ومملوكٌ خاص قائم يستر الشمس عنه. فقال لإبن عنين: قل في هذا شيئاً فقال (1) :

وغصنِ بانٍ قلوبُ الناسِ قاطبةً

منه على خطرٍ إنْ ماسَ أوخطرا

بدا فأبدى برؤياه لنا قمراً

فيه من الحسن ما للعقل قد قمرا

هو الغزالُ ولكنّي عجبتُ له

من الغزالةِ إذْ زارته ان نفرا

وظل مستتراً منها ومحتجباً

عنها ونورهما في الناس قد ظهرا

فقلتُ حَسْبُكَ لا تخشَ اجتماعكما

فالشمسُ لا ينبغي أنْ تدركَ القمرا 394 - جلس المعتمد بن عباد ملك إشبيلية بقصره. فبلغت الشمس إليه، فقامت جارية من حظاياه لتحجب عنه الشمس فقال (2) :

قامتْ لتحجبَ قُرْصَ الشمس قامتها

عن مقلتي حُجِبَتْ عن أعينِ الغِيرِ

علماً لعمرك منها أنها قمرٌ

هل يَحْجُبُ الشمسَ إلا صفحةَ القمر 395 - ابن التلميذ في الظل (3) :

وشيءٍ من الأجسام غيرِ مجسَّمٍ

له حركاتٌ تارةً وسكون

إذا بانتِ الأنوارُ بان لناظري

وأما إذا بانت فليس يبين

يتمُّ أواني كونهِ وفسادِهِ

وفي وَسْطِ مَحْياهُ المحاقُ يكون 396 - خرج القاضي (4) أبو حفص عمر قاضي قرطبة واشبيلية مع أبي ذرّ النحوي لفرجة، ورجعا عشاء وقد أثرت الشمس في وجه القاضي، وكان وسيماً، فقال أبو ذر:

(1) ديوان ابن عنين: 242.

(2)

ديوان المعتمد: 15 والخريدة 2: 43 والحلة السيراء 2: 60 والذخيرة 1/2: 45 ورايات المبرزين: 37 (ط. مصر) .

(3)

ابن أبي أصيبعة 1: 272 وترجمة ابن التلميذ موفق الملك أمين الدولة أبو الحسن هبة الله بن أبي العلاء صاعد (- 560) في المصدر المذكور 1: 259) .

(4)

انظر نفح الطيب 4: 162 وأبو ذر هو مصعب بن محمد الخشني النحوي (604) انظر المغرب 2: 55 وبغية الوعاة 2: 287 والتكلمة: 700) .

ص: 127

وَسَمَتْكَ الشمسُ يا عمرُ

سمةً لم يَعْدُهَا القَمَرُ

عرفتْ قدرَ الذي صنعتْ

فأتت صفراءَ تعتذر 397 - شاعر في الكسوف:

قلتُ لها إذ كُسِفَتْ شمسنا

قومي أخرجي قد غابتِ الضرَّهْ

فأعرضت تيهاً وقالتْ لقد

قابلتني ظلماً بما أَكره

حاشايَ أنْ أظهرَ بين الورى

أو أنْ تراني مثلها شُهْرَهْ 398 - الحسين بن علي الوزير (1) :

لمثلِ ذا اليوم يا معذّبتي

كانت ترجّيك أُخْتُكِ الشمسُ

قومي اخلفيها لدى الكسوفِ (2) ففي

وجهك منها إن أوحشتْ أنس

وغلّطي صاحبَ الكسوفِ فإن

لحتِ وغابتْ أصابهُ لَبْسُ 399 - الوزير المغربي:

رأت الغزالةُ في السماءِ غزالةً

تسعفه النفس حُسْنُها الأَلبابا

فاستحسنتها في النقابِ وقد بَدَتْ

وقتاً فصيرت الكسوفَ نقابا 400 - هبة الله بن التلميذ في ولده (3) :

أشكو إلى الله صاحبا شرسا

تسعفه النفس وهو يعسفها

كأننا الشمس والهلال معاً

تكسبه النور وهو يكسفها 401 - والطفل عند غيبوبة الشمش إذا اصفرت وضعف ضؤوها، يقال: طفلت تطفيلاً، وتطفلت تطفلاً، وذلك حين تجنح للغروب، وجنوحها حين تهم بالوجوب، وهو الأصيل وجمعه آصال. وفي التنزيل العزيز:(يُسَبِّحُ له فيها بالغدو والآصالِ) وأزبَّت الشمس وزبَّت وضرعت ودنَّفت كل ذلك دنت

(1) هو الوزير المغربي (370 - 418) وله ترجمة في الذخيرة 2/4: 475 (وفيها هذه الأبيات) والمنتظم 8: 32 ومعجم الأدباء 10: 79 وابن عساكر 4: 309 وانظر حاشية الذخيرة حيث ذكرت مصادر أخرى لترجمته.

(2)

الذخيرة: وغالطي حاسب النجوم.

(3)

ابن أبي أصيبعة 1: 263، وانظر الفقرة السابقة:395.

ص: 128

للغروب، ودلوك الشمس زوالها، وقيل غروبها، والغروب أكثر، والشعراء يصفون الشمس عند مغيبها باصفرار اللون وأنها كالملاء المعصفر، وكأنها نفضت ورساً على الآكام والقيعان.

402 -

أبن الرومي (1) :

إذا طَفَّلَتْ شمسُ الأصيل ونفَّضَتْ

على الجانبِ الغربيِّ وَرْساً مُذعذعا

وودَّعتِ الدنيا لتقضيَ نحبها

وصوَّحَ باقي عمرها وتسعسعا

ولاحظتِ النوارَ وهي مريضةٌ

وقد وضعت خدّاً على الأرضِ أضرعا

كما لحظتْ عوّادَهُ عينُ مُدْنَفٍ

توجَّعَ من أوصابِهِ ما توجعا

وقد ضربتْ في خضرة الروضِ (2) صفرة

من الشمس فاخضر اخضرارا مشعشعا 403 - عبد الصمد بن المعذل (3) :

لما رأيتُ البدرَ في

أُفُقِ السماءِ وقد تدلَّى

ورأيتُ قَرْنَ الشمسِ في

أُفُقِ المغيبِ وقد تولَّى

شبَّهْتُ ذاك وهذه

وأرى شبيههما أجلا

وَجْهَ الحبيب إذا بدا

وقفا الحبيب إذا تولى 404 - أعرابية في السحب (4) :

تُطَالِعُني الشمسُ من دونها

طلوعَ فتاةٍ تخافُ اشتهارا

تخافُ الرقيبَ عل سرِّها

وتحذرُ من زوجها أنْ يغارا

فتستر غرتها بالخمارِ

طوراً وطوراً تزيلُ الخمارا

(1) ديوان المعاني 1: 361 وتشبيهات ابن أبي عون: 11 - 12 وزهر الآداب: 742 والشريشي 1: 183 وبعضها في الغيث 2: 154 وديوانه: 1475.

(2)

ص: اللون.

(3)

انظر طبقات ابن المعتز: 370 والديوان: 142 ووردت الأبيات في تشبيهات ابن أبي عون: 343 منسوبة لابن المعتز.

(4)

ديوان المعاني 1: 359 - 360.

ص: 129

405 -

نشو الملك (1) :

وعشاءٍ كأنما الجوُّ فيه

لا زوردٌ مضمَّخٌ بنُضَارِ

قلتُ لما هَوَتْ لمغربها الشمسُ

ولاح الهلالُ للنظّار

أَقرضَ الشرقُ صِنْوَهُ الغربَ دينا

راً فأَعطاه الرهنَ نصفَ سوار 406 - عبد العزيز القرطبي (2) :

إني أرى شمسَ الأصيلِ عليلةً

ترتادُ من ليلِ (3) المغاربِ مغربا

مالتْ لتحجبَ شَخْصَها فكأنها

مدَّتْ على الدنيا بساطاً مذهبا 407 - ابن المعتز في الظل المنحرف (4) :

والآلُ ينزو بالصحارى مَوْجُهُ

نَزْوَ القطا الكدريِّ في الأشراكِ

والظلُّ مقرونٌ بكلِّ مطيَّةٍ

مشيَ المهاري الدُّهْمِ بين رِماكِ 408 - الأسعد بن بليطة (5) :

لو كنتَ شاهدنا عشيّةَ أَمْسِنَا

والمزنُ يبكينا بعينَيْ مُذْنِبِ

والشمسُ قد مَدَّتْ أديمَ شعاعها

في الأرضِ إلا أنها لم تغرب

قلتَ الرذاذُ به بُرادةُ فضةٍ

قد غُرْبِلَتْ من فوقِ نِطْعٍ مذهب

(1) هو علي بن مفرج المعري، انظر ابن خلكان 3: 197 والبدر السافر: 205 والخريدة (قسم مصر) 1: 168 (حيث سماه نشو الدولة) والمغرب (قسم القاهرة) : 345 ومفرج الكروب 2: 48 وحسن المحاضرة 1: 565 وصفحات متفرقة من بدائع البدائه، وأبياته في هذا الأخير: 244 وغرائب التنبيهات: 13.

(2)

نهاية الأرب 1: 45 منسوبة (لأحمد به عبد العزيز القرطبي) والصواب أنه أبو أحمد عبد العزيز بن خيرة القرطبي المعروف بالمنفتل وقد وردت له ترجمة في الذخيرة 2/1: 754 (وفيها البيتان: 756) والمغرب 2: 99 وراجع الذخيرة ففيه ذكر لمصادر أخرى.

(3)

الذخيرة: من بين.

(4)

وردا في ديوانه (تحقيق د. يونس أحمد السامرائي) 2: 375 وديوان المعاني 2، 129 ونهاية الأرب 1: 217 وتشبيهات ابن أبي عون: 72.

(5)

الذخيرة 2/1: 791.

ص: 130