الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الخامس
في انشقاق الفجر ورقة نسيم السحر وتغريد الطير في الشجر وصياح الديك
وإيذانه بالصباح
265 -
الفجر أول ضوء تراه من الصباح ويقال له ابن ذكاء، وذكاء من أسماء الشمس؛ قال الراجز (1) :
وردُتهُ قبلَ انبلاجِ الفجرِ
…
وابنُ ذكاءٍ كامنٌ في كَفْرِ والكفر ما غطاه، يعني به الليل، والفجر مأخوذ من انفجار الماء، لأنه ينفجر كالماء شيئاً بعد شيء، وهما فجران: الأول منهما ذَنَبُ السرحان تشبيها له بذلك وهو الذي لا يحرم الطعام على الصائم، ويسمى الفجر الكاذب، لأنه يلوح ثم يخفى؛ والثاني هو الفجر الصادق وهو الذي يحرم الطعام على الصائم.
266 -
والذي يلي الفجر من الليل هو السحر، يقال: أتيته بسحرٍ وبسحرة، وبالسحر الأعلى لآخر السحر، وسحيراً لأوله.
267 -
والسدفة: ظلمة يخالطها ضوء يكون من أول الليل ومن آخره يذهب إلى بقايا الشفق، لأن الشفق في أول الليل كالفجر في آخره.
268 -
ويقال انبلج الصبح انبلاجاً فهو أبلج، وتبلج يتبلج، وساح يسيح، وانساح ينساح انسياحاً، وانفسح ينفسح، وانصاح ينصاح انصياخاً، - كل ذلك إذا اتسع وانبسط - وتنفس يتنفس، وفي التزيل العزيز (والصبح إذا تنفّس) وصاح يصيح إذا علا وظهر؛ قال الفرزدق:
والشيبُ ينهض في الشباب كأنه
…
ليلٌ يصيح بجانبيه نهارُ
(1) الأنواء: 136 والحيوان 5: 130 واللسان (ذكا، كفر) .