المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌في أوصاف الشموع وقط الشمعة والفانوس والقناديل والطوافة والجلاسات - سرور النفس بمدارك الحواس الخمس

[أحمد بن يوسف التيفاشي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌مؤلف الكتاب

- ‌1 - نظرة في مصادر ترجمته

- ‌2 - موجز في سيرة المؤلف:

- ‌2 - شخصيته وثقافته:

- ‌4 - نظرة في حاله المعيشية بعد الهجرة:

- ‌5 - مؤلفات التيفاشي

- ‌تعريف بمرتب الكتاب ومهذبه

- ‌التعريف بالكتاب

- ‌1 - الكتاب الأصلي المسمى " فصل الخطاب

- ‌2 - سرور النفس وصلته بفصل الخطاب:

- ‌3 - ما مدى جهد ابن منظور في سرور النفس:

- ‌4 - مصادر الكتاب

- ‌5 - قيمة الكتاب:

- ‌6 - تحقيق الكتاب:

- ‌ملحق بالمقدمة

- ‌أشعار التيفاشي

- ‌الجزء الأول من هذا الكتاب سماه

- ‌نثار الأزهار في الليل والنهار، وأطايبأوقات الأصائل والأسحار، وسائر ما

- ‌الباب الأول

- ‌في الملوين الليل والنهار

- ‌الباب الثاني

- ‌فى أوصاف الليل وطوله وقصره واستطابته والاغتباق ومدحه وذم الاصطباح

- ‌الباب الثالث

- ‌فى الاصطباح ومدحه وذم شرب الليل وايقاظ النديم للاصطباح

- ‌الباب الرابع

- ‌فى الهلال فى ظهوره وامتلاء ربعه ونصفه وكماله، والليلة المقمرة

- ‌الباب الخامس

- ‌في انشقاق الفجر ورقة نسيم السحر وتغريد الطير في الشجر وصياح الديك

- ‌الباب السادس

- ‌في صفات الشمس في الشروق والضحى والارتفاع والطفل والمغيب والصحو والغيم

- ‌الباب السابع

- ‌في جملة الكواكب والسماء وآحاد الكواكب المشهورة

- ‌1 - الثريا:

- ‌2 - الجوزاء:

- ‌3 - الشعرى:

- ‌4 - سهيل:

- ‌5 - النسر

- ‌6 - الفرقدان:

- ‌7 - بنات نعش:

- ‌8 - المجرة:

- ‌9 - الدب:

- ‌10 - السماك الاعزل:

- ‌الكواكب السيارة:

- ‌1 - زحل:

- ‌2 - المشتري:

- ‌3 - المريخ:

- ‌4 - الزهرة:

- ‌5 - عطارد:

- ‌6 - الفلك الأعظم:

- ‌1 - الحمل:

- ‌2 - الثور:

- ‌3 - الجوزاء:

- ‌4 - السرطان:

- ‌5 - الأسد:

- ‌6 - السنبلة:

- ‌7 - الميزان:

- ‌8 - العقرب:

- ‌9 - القوس:

- ‌10 - الجدي:

- ‌11 - الدلو:

- ‌12 - الحوت:

- ‌1 - الشرطان:

- ‌2 - البطين:

- ‌3 - الثريا:

- ‌4 - الدبران:

- ‌5 - الهقعة والهنعة:

- ‌6 - الذراع:

- ‌7 - النثرة:

- ‌8 - الطرف:

- ‌9 - الجبلة:

- ‌10 - الخرتان

- ‌11 - الصرفة:

- ‌12 - العواء:

- ‌13 - السماك:

- ‌14 - الغفر:

- ‌15 - الزبانى:

- ‌16 - الاكليل:

- ‌17 - القلب:

- ‌18 - الشولة:

- ‌19 - النعائم:

- ‌20 - البلدة:

- ‌21 - سعد الذابح:

- ‌22 - سعد بلع:

- ‌23 - سعد السعود:

- ‌24 - سعد الاخبية:

- ‌25 - الفرغان:

- ‌26 - بطن الحوت:

- ‌الباب الثامن

- ‌في آراء المنجمين والفلاسفة الأقدمين في الفلك والكواكب

- ‌الباب التاسع

- ‌في شرح ما تشتمل عليه أسماء الأجرام العلوية وما يتصل بها واشتقاقه

- ‌الباب العاشر

- ‌في تأويل رؤيا الأجرام العلوية وما يتعلق بها في المنام كل مذهب حكماء

- ‌الجزء الثاني من الكتاب سماه

- ‌طل الأسحار على الجلنار في الهواء والنار، وجميع ما يحدث بين السماء

- ‌الباب الأول

- ‌في الفصول الأربعة بقول كلي في فصل الربيع والصيف والخربف والشتاء

- ‌الباب الثاني

- ‌في كَلَبَ البرد وشدّته ودفع القرّ بالجمر، ودلائل الصحو، ومعرفة الشتاء

- ‌الباب الثالث

- ‌في البرق وحنين العرب به لأوطانهم، والرعد والغيم والرباب وهالة القمر

- ‌الباب الرابع

- ‌في السحاب الثقال والاستسقاء والحجا؟ وهي القواقع التي يرسمها قطر المطر

- ‌الباب الخامس

- ‌في القول في الأنواء من الحظر والإباحة في الشرع ومعنى قولهم ناء الكوكب

- ‌الباب السادس

- ‌في الرياح الأربع والنكب والاعصار - وهى الزوبعة - والزلزلة وتغير الهواء

- ‌الباب السابع

- ‌في تقدمة المعرفة بالحوادث الكائنة في العالم السفلي من جهة كسوف

- ‌الباب الثامن

- ‌في النار ذات اللهب وما يتعلّق بها، ونار النفط، والصعاعقة، ونار الفحم

- ‌الباب التاسع

- ‌في أوصاف الشموع وقط الشمعة والفانوس والقناديل والطوافة والجلاّسات

- ‌الباب العاشر

- ‌في تعبير ما تشتمل عليه من الآثار العلوية وغيرها في المنام

الفصل: ‌في أوصاف الشموع وقط الشمعة والفانوس والقناديل والطوافة والجلاسات

‌الباب التاسع

‌في أوصاف الشموع وقط الشمعة والفانوس والقناديل والطوافة والجلاّسات

وثريّا المساجد والمشعل والسراج والمسرجة.

1117 -

سيف الدولة علي بن حمدان التغلبي:

وبتُّ تُسْعدني صفراءْ ناحلةٌ

كأنها تجدُ السقم الذي أجِدُ

باتت تحاكي زفيري في تلهبها

لكن بي كمداً إذْ ما بها كمد

ففي حرارةِ أنفاسي تشاركني

وفي دموعي على الخدَّين تطَّرد

تذري دموعاً إذا أحشاؤها اضطرمت

وذاب منها بنيرانِ الحشا الجسد

كذاك نارٌ بأحشائي يفيضُ لها

دمعي وينحلُّ جسمي حينَ تتقد 1118 - النامي (1) :

وصفراءَ تؤنِسُ جُلَاّسَهَا

تكادُ تقطِّع أَنفاسَهَا

تبيت تقضِّي لباناتنا

وتُلْقي على جسمها باسها

ولم أرَ من قبلها غيرها

تعيشُ إذا قَطَعُوا رأسها 1119 - أبو إسحاق الصابي (2) :

وليلةٍ من مُحاقِ الشَّهْرِ مُدْجِنَةٍ

لا النجمُ يهدي السُّرى فيها ولا القمرُ

تسربلتْ بحدادٍ من حنادسها

كثاكلٍ غَيَّبَتْ أحبابَها الحُفَر

(1) لم ترد في ديوانه المجموع، وهي في الذخيرة 1/ 2: 781 منسوبة لابن المعتز وعن الذخيرة أدرجت في ملحقات ديوانه 3: 303.

(2)

بعض أبياتها في اليتيمة 2: 267 والشريشي 2: 224 (تحقيق أبو الفضل إبراهيم) .

ص: 377

أو كالبهيم تجافَتْ عن قوائمه

حُجُولُهُ ونأتْ عن وجهه الغُرر

أرسى الظلامُ عليها من حنادسها

فما لعينٍ بها عينٌ ولا أثر

كلَّفْتُ نفسي بها الإدلاجَ ممتطياً

عزماً هو الصارم الصمصامةُ الذكر

إلى حبيبٍ له في القلبِ منزلة

ما حلَّ في مثلها (1) سمعٌ ولا بصر

ولا دليلَ سوى هيفاءَ مخْطَفَةٍ

تَهْدي الركابَ وَجُنْحَ الليلِ معتكر

مثلُ الفتاةِ التي في رِدْفِها فَعَمٌ

وفي مجاري وشاحِ الصدر مُضْطَّمَرُ

فيها شكولٌ من العشاقِ ظاهره

تصعيدُ أنفاسها والدَّمعُ منحدر

قد أُرضِعَتْ بلبانِ الأري ناشئةً

فنشرها عَبِقٌ وطيبها عطر

تديرُ طرفاً كثير الغمز تحسبُهُ

يومي إلى موعدٍ بالوصل ينتظر

غُصْنٌ من الذَّهَبِ الإبريز أثمر في

علياهُ ياقوتة حمراء (2) تستعر

ترنو بعينٍ لها نُورٌ تصرّفه

كأنه من عمودِ الصبح منفجر

حتى إذا قُرنت كان الجلاءُ لها

فَقْأَ السّوادِ فعاد النور ينتشر

تأتيكَ ليلاً كما يأتي المريبُ فإن

لاح الصباحُ طواها دونك الحَذَر 1120 - آخر:

وباكيةٍ من غيرِ جَفْنٍ بأدمعٍ

تذوبُ لها أحشاؤُها حينَ تَنْهَمِلْ

دموعاً إذا رُدَّتْ إليها بكتْ بها

ولم أرَ دمعاً قبلها رُدَّ في المقل 1121 - ابن العميد:

وباكيةٍ دمعها أصفرٌ

يبيتُ على خدِّها جامدا

فإن جمعوا دَمْعَها صيروا

مثالاً لها مثلها عائداً

إذا اضطجعتْ لم تُرِدْهَا، بلى

ترى قدَّها قائماً قاعدا

تريكَ شبيهَ الضحى في الدجى

إذا لم يبتْ طرفها راقدا

وتحيا إذا قطعوا رأسها

وتبصرُ نُقْصانَها زائدا 1122 - الوزير المهلبي (3) :

ومشبهةٍ جسمَ امرئٍ ذي صبابةٍ

جفاه حبيبٌ أو عراهُ تَبَرُّح

(1) اليتيمة والشريشي: ما حلها قبله.

(2)

اليتيمة والشريشي: صفراء.

(3)

لم ترد في مجموع شعره بمجلة المورد (1974) .

ص: 378

بدقتها واللونِ والنار والبكا

فدمعتها من قلبها الدهر تسفح

ترى دمعها من نارها متلقحاً

ونيرانها من دمعها تتلقح

حكت ذابلاً وقت الهجيرة واقفاً

عليه سنانٌ فوقه يتلوح 1123 - أبو محمد عبد الرزاق بن الحسين المعروف بابن أبي الثياب - بالثاء والياء بعدها والباء آخراً - احترازاً من أبي البنات - بالباء والنون والتاء آخراً -:

ومجدولةٍ تاجُها يلمعُ

بلا حَزَنٍ عينها تَدْمَعُ

فتاةٌ تذوبُ لفرطِ الحيا

وتُسْلِبُ حيناً فلا تجزع

تقومُ إذا ما تبدَّى الظلامُ

على فَرْدِ ساقٍ فلا تَهْجَعُ

وتألفُ مضجعَهَا بالنهارِ

وبالليلِ ينبو بها المضجع

تجزّ مواشطُها شَيْبَهَ

فتسودُّ من بعد ما تقطع

تحدَّر من حقوها مئزرٌ

لها من ذلالة مربع

وكم بذوائبها عُلِّقَتْ

فما راعها الحادثُ المفزع

فكم مجلسٍ حضرتْ في الدجى

بشمسٍ على رأسها تطلع

إذا برزتْ خلتها سروةً

من التبرِ أَبدعها المبدع

وان جلستْ فدوامُ الجلوس

يغيبها حيثُ لا ترجع 1124 - شاعر (1) :

وهيفاءَ مثلِ قوامِ الألفْ

لها في دجى الليلِ دمعٌ يَكِفْ

تموتُ إذا ما (2) علا رأسُها

وتحيا سريعاً إذا ما قُطِف 1125 - آخر:

وساهرةٍ مثلِ القناةِ ترى لها

سناناً يضيءُ اللّيلَ واللّيلُ مسودُّ

دقيقاً كأنَّ الليلَ أَخلص صَقْلَهُ

وليس له بالدَّوْسِ علمٌ ولا عهد

تّحَيَّلْتُهُ تحتَ الشعاعِ كأنه

أخو صَبْوةٍ قد كاد يُتْلِفُهُ الوجد

أضرَّ به الكتمانُ حتى تمرَّضَتْ

حُشاشتُهُ واصفرَّ من قربه الوجد

ويبكي من الليلِ الطويلِ بأدمعٍ

كمثلِ حبالِ الطَّلع فهي له عقد

(1) حلبة الكميت: 182.

(2)

الحلبة: إذا نكست.

ص: 379

1126 -

شاعر:

شموعٌ كقاماتِ الغواني مواثلٌ

تَمايَلُ أَمثالَ الغصونِ النواضرِ

رياحٌ من التبرِ المذابِ وفوقها

أكاليلُ نارٍ كالنجومِ الزواهر 1127 - الوزيرالمغربي (1) :

وَصُفْرٍ كأطرافِ العوالي قدودُهَا

قيامٌ على أعلى كراسٍ من التبرِ

تلبَّسْنَ من شمسِ الأصيلِ غلائلاً

وأَشْرَقْنَ في الظلماء في الخِلَعِ الصُّفْرِ

عرائسُ يجلوها الدُّجى لمماتها

وتحيا إذا أذرتْ دموعاً من الجمر

إذا ضُرِبَتْ أعناقُها في رضى الدجى

أَعارَتْهُ من أنوارها خِلَعَ الفجر

وتبكي على أجسامها بجسومها

فأدْمُعُها أجسامها أبداً تجري

عليها ضياءٌ عاملٌ في حياتها

كما تعملُ الأيّامُ في قِصَرِ العمر 1128 - الميكالي (2) :

وليلٍ كلونِ الهَجْرِ أو ظلمةِ الحبرِ

نصبنا لداجيهِ عموداً من التبرِ

يشقُّ جلابيبَ الدجى فكأنّما

نرى بينَ أيدينا عموداً من الفجر

يُحاكي رواءَ العاشقين بلونه

وذوبَ حشاهُمْ بالدموع التي تجري

خلا أن جاري الدمع يَنْحَلُهُ قوىً

وعهدي بدمعِ الصبِّ يُنْحِلُ إذ يجري

تبدَّى لنا كالغُصْنِ قدَاً وفوقه

شعاعٌ كأنّا منه في ليلةِ القَدْرِ

تحمَّل نوراً حَتْفُهُ فيه كامِنٌ

وفيه حياةُ الأُنْسِ واللهو لو تدري

إذا ما عَلَتْهُ جذَّ رأسه

فيختالُ في ثوبٍ جديدٍ من العمر 1129 - الصنوبري (3) :

مجدولةٌ في قَدِّها

تحكي لنا قدَّ الأَسَلْ

كأنَّها عمرُ الفتى

والنارُ فيها كالأجل 1130 - الصاحب بن عباد (4) :

(1) هي لأبي الفرج الببغاء في النشوار 2: 306.

(2)

زهر الآداب: 692 والذخيرة 1/ 2: 781.

(3)

ديوان الصنوبري: 485 (نقلاً عن سرور النفس) وحلبة الكميت: 182 ومعاهد التنصيص 3: 44 وربيع الأبرار، الورقة: 23/ أوهي للسري في نهاية الأرب 1: 123.

(4)

اليتيمة 3: 266 ونهاية الأرب 1: 123 (باختلاف كثير) .

ص: 380

ورائقِ اللونِ مستَحَبِّ

يجمعُ أوصافَ كلِّ حُبِّ

سهادُ ليلٍ ودمعُ عينٍ

ولونُ حِبّ (1) وحرُّ قلب شبَّه أربعة بأربعة

ولأبي الصَّلت يشبه خمسة بخمسة (2) :

وناحلةٍ صفراءَ لم تدرِ ما الهوى

تبكّى لهجرٍ أو لطولِ بعادِ

حَكَتْهُ نحولاً واصفراراً وَحُرْقةً

وفيضَ دموعٍ واتصالَ سهاد 1132 - وللمهذب بي الزبير وأتى بسبعة (3) :

ومصفرةٍ لا من هوىً غير أنَّها

تحوزُ صفاتِ المستهامِ المعذَّبِ

شحوبٌ وسقم واصطبارٌ ودمعة

ووجدٌ وتسهيدٌ (4) وفرطُ تلهُّب

إذا لابستها (5) الريحُ كانت كمعصمٍ

ترد سلاماً بالبنيانِ المخضَّب 1133 - أبو العلاء المعري (6) :

وصفراءَ لونِ التبر مثلي جليدةٌ

على نُوَبِ الأيّام والعيشةِ الضَّنْكِ

تريكَ ابتساماً دائماً وتجلّداً

وصبراً على ما نالها وهي في الهُلْكِ

ولو نطقتْ يوماً لقالتْ أظنكم

تخالون أنّي من حذارِ الردى أبكي

فلا تحبسوا دمعي لوجدٍ وجدته

فقد تدمعُ العينانِ (7) من شِدَّةِ الضحك 1134 - عباس البصري:

وشمعةٍ ظلتُ أناجيها

أبيتُ تبكيني وأبكيها

كأنّما صُفْرَتُها صفرتي

ومدمعي دمعُ مآقيها

أعارَهَا قلبيَ من نارهِ

فمثلُ ما فيه كذا فيها 1135 - محمد بن أبي البنات - بالباء والنون والتاء آخراً (8) :

(1) اليتيمة: صفرة لون وسكب دمع، وذوب جسم.

(2)

الخريدة (قسم المغرب) 1: 213 وديوان الحكيم امية: 83.

(3)

الخريدة (قسم مصر) 1: 225.

(4)

الخريدة: شحوباً وسقماً واصطباراً وأدمعاً وخفقاً وتسهيداً.

(5)

الخريدة: جمشتها.

(6)

شروح السقط: 1723 والذخيرة 1/ 2: 285.

(7)

السقط: الأحداق.

(8)

وردت في اليتيمة 4: 137 في ترجمته ابن أبي الثياب، وهي للمأموني في ربيع الأبرار، الورقة: 25/ أ. وانظر نهاية الأرب 1: 122.

ص: 381

ومجدولةٍ مثلِ صَدْرِ القناةِ

تعرت وباطِنُها مكتسِ

إذا غَازَلَتْها الصَّبا حَرَّكَتْ

لساناً من الذهبِ الأملس

فنحن من النورِ في أَسْعُدٍ

وتلك من النارِ في أَنْحُسِ 1136 - الأرّجاني يصف شمعة (1) :

لها غرائبُ تبدو من محاسنها

إذا تَفَكَّرْتَ يوماً في معانيها

فالوجنةُ الوردُ إلاّ في تناولها

والقامةُ الغصنُ إلاّ في تثنيها

قد أثمرتْ وردةً حمراءَ طالعةً

تجني على الكف إنْ أهويتَ تجنيها

وردٌ تُشَاكُ به الأيدي إذا قطفت

وما على غُصْنها شوكٌ يوقيها

صفرٌ غلائلها حمرٌ (2) غدائرها

سودٌ ترائبها (3) بيضٌ لياليها

كصعدةٍ في حشا الظلماءِ طاعنةٍ

تسقي أسافلها ريّا أعاليها 1137 - شاعر:

وشمعةٍ في حُسْنِها آيةٌ

تُعْجِزُ وصفَ المنطقِ الصائبِ

فجسمها من ذهبٍ جامدٍ

ورأسُها من ذهبٍ ذائبِ 1138 - الميكالي (4) :

يا ربَّ غُصْنٍ نوره

يُزري بنورِ الشَّفقِ

يظلُّ طولَ عمره

يبكي بجفنٍ أرق

نارُ المحبِّ في الحشا

ونارُهُ في المفرق 1139 - المعري من قصيدة، وناسب بين الشمعة وبين القلم:

يا ضَرَّةَ الشمسِ قد أبديتِ معلنة

من قطِّ رأسٍ به أحييتما نَسَبا

والدمعُ بعد جمودٍ ذائبٌ أترى

لِمْ دَمْعُهَا جامدٌ من بعدِ ما انسكبا 1140 - المأموني (5) :

(1) ديوان الأرجاني: 426 والغزولي 1: ومعاهد التنصيص 2: 43 ونهاية الأرب ظ: 121. وحلبة الكميت: 178.

(2)

الديوان: عمائمها.

(3)

الديوان: ذوائبها.

(4)

زهر الآداب: 693 والذخيرة 1/ 2: 783.

(5)

اليتيمة 4: 173.

ص: 382

وطاعنةٍ جلبابَ كلِّ دجنّةٍ

(1) بماضي سنانٍ في ذؤابة عاملِ

ويقري عيونَ الناظرين ضياؤها

وقد قُيِّدَتْ ألحاظُها بالأصائل

تجودُ على أهل النديِّ بنفسها

وما بعد جودِ النفس بذلٌ (2) لباذل 1141 - في شمع مذهبة لابن رفاعة:

كأنَّها من بناتِ الهندِ مُثْقَلَةٌ

بالحَلْى تُجْلَى لكي تُهْدى إلى النارِ 1142 - أبو الحسن علي بن سعيد في إهداء شمعةٍ وأجاد:

أهديتها مولايَ نحوك ضامناً

عنكَ القبولَ مودةً وصفاءَ

لتقومَ بين يديك عنِّي خِدْمةً

وتنوبَ عنّي إذ قعدتُ حياء

تُبْدي لوجهك من بشائر وصلها

ضحكاً ومن خوفِ الفراقِ بكاء

وكأنّها نابتْ عن الشمسِ التي

قد ودَّعتك إلى الصباحِ ضياء 1143 - الشيخ شرف الدين التيفاشي المصنّف:

وساهرةٍ جُنْحَ الظلامِ أَلِفْتُها

وبيني وبين الإِلف بيدٌ وفَدْفَدُ

عروسٌ لها نِطْعٌ بديعٌ مُسَرْدَقٌ

تراه لها قبلَ الزفافِ يمهَّد

لها غُرَّةٌ يجلو الدجى نُورُ وجهها

وقدٌّ كغصنِ البانِ أهيفُ أملد

وجسمٌ كرقراقِ الشرابِ غضارةً

وردفٌ ثقيلٌ ثابتٌ متأيّد

تنوءُ بأقدامٍ لطافٍ مليحة

لهن على طُولِ القيام تجلّد

تقومُ علينا في المحافل كلّما

قعدنا ولكنَّا نقومُ ونقعد

لديها وصيفٌ من بني الهندِ قائمٌ

عليها لإيقاظٍ لها مترصّد

يقومُ إذا نامَتْ لإيقاظِ طَرْفِها

فيوقظها من نومها ثم يرقد

على وجهها من لونِ وجهيَ صفرةٌ

وأحشايَ من أحشائها تتوقد

إذا لَفَحَتْها زفرةٌ ظلَّ دَمْعُهَا

يسيلُ وَيَخْشَى من رقيبٍ فيجمد

أمشبهتي في السُّهدِ واللونِ والضنى

وذوبي ونيراني وَدَمْعٍ يشرد

أَمَا سهرتْ عيني لفقد أحبّتي

فمن لم يذقْ طعمَ الكرى كيف يسهد

(1) اليتيمة: ذابل.

(2)

اليتيمة: وما فوق

جود.

ص: 383

وحاكيتُ مَنْ أهوى قواماً ونظرةً

وضوءَ جبينٍ نورُهُ ليس يجحد

أرى لكِ أحشاءً تذوبُ لطافةً

فما لحشا حبّي غدا وهو جلمد

ولما أناخَ الليلُ منها بكلكلٍ

تجلَّتْ فولَّى الليلُ وهو مشرد

وأقبلَ في جيشٍ من الزنج حاملاً

فقابله منها سنانٌ مسدّد

وكيف يبات الليل وهو ضريبة

إذا كافَحَتْهُ وهي سيف مجرّد

أضاءَتْ لها ندري أَدُرّيُّ كوكبٍ

تلألأ أم قلبُ الدجنّةِ يرعد

ولاحت فلا ندري وقد غَسَقَ الدجى

أأومض برق أم تبصَّص أسود 1144 - المأموني (1) :

وحديقةٍ تهتزُّ فيها دوحةٌ

لم تُنمها تربٌ ولا أمطارُ

فصعيدها صُفْرٌ ونامي غصنها (2)

شَمْعٌ وما قد أثمرته نار 1145 - يعقوب ملغزاً فيها:

أُحاجيكَ ما صفراءُ فوق سريرها

على رأسها تاجُ الإمارةِ يلتهبْ

لها دلُّ معشوقٍ لها ذُلُّ عاشقٍ

لها ضِحْكُ مسرورٍ لها دمعُ مكتئبْ 1146 - سيف الدين ابن سابق الدين ابن قزل (3) :

ولم أرَ قبل شمعتنا عروساً

تجلَّتْ في الدجى ما بين جَمْعِ

نصبناها لخفض (4) العيشِ جزماً

فآذن لَيْلُنَا منها برفع

كأنَّ (5) عقودَ أَدْمُعِها عليها

سلاسلُ فضَّةٍ أو قُضْبَ طَلْع 1147 - أبو الحسن ابن عبد الكريم:

طعنتُ الدّجى لما ادلهمَّ ظلامُهُ

وقد كاد قلبُ النجمِ من فوقه يَجِبْ

(1) اليتيمة 4: 173.

(2)

ص: وباقي جسمها.

(3)

هو سيف الدين علي بن سابق بن قزل كان مشداً، قدمه صاحب مصر على أعمالها ثم على أعمال دمشق وكانت وفاته سنة 655 أو في التي تليها، انظر ترجمته في المغرب (قسم القاهرة) : 233 وفي الحاشية ذكر لمصادر أخرى. وأبياته في المصدر المذكور: 235.

(4)

ص: لحفظ.

(5)

المغرب: سلوك.

ص: 384

ومزَّقتُ من أَنوار شمعي إِهابَهُ

بأرماحِ كافورٍ أسنَّتُها ذهب

فليس احمرارُ الأفقِ من شفَقٍ

ولكن دمُ الظلماءِ في أُفقها انسكب 1148 - الحاجب ذو الرياستين أبو مروان (1) :

ربَّ صفراءَ تردَّتْ

برداءِ العاشقينا

مثلَ فِعْلِ النارِ فيها

تفعلُ الآجالُ فينا 1149 - ابن حمديس (2) :

قناة من الشمع مركوزةٌ

لها حَرْبَةٌ طُبِعَتْ من لهبْ

تحرَّقُ بالنارِ أحشاؤُها

فتدمعُ مُقْلَتَها بالذهب

تمشذَى لنا نورها في الدجى

كما يتمشَّى الرضى في الغضب

فأَعْجِبْ (3) بآكلةٍ جِسْمَها

بروحٍ تشاركها في العطب 1150 - أبو إسماعيل إبراهيم بن غانم الكاتب الأفريقي ملغزاً (4) :

وصفراءَ تنشرُ في رأسها

ذوائبَ صفراً على المجلسِ

تُريكَ إذا حَدَّقَتْ عينها

عيوناً من الزهرِ والنرجس

تعمُّ الندامى بها كسوةٌ

فكلُّ نديمٍ بها مكتسي

تمازجُ مشروبهم رقةً

فتأتي شعاعاً على الأكؤس

وتُهدي إذا حضرت مجلساً

بساطاً وأنساً إلى الأنفس 1151 - وله فيها (5) :

وفوارةٍ ماؤها رقةٍ

يفيضُ على كلِّ راءٍ لها

إذا قابَلَتْهُ كسا الحاضرين

كساها عموماً وما إن لها

(1) هو حسام الدولة عبد الملك بن رزين صاحب السهلة (436 - 496) له ترجمته في الذخيرة 3/ 1: 109 والقلائد: 51 والمغرب 2: 428 والحلة السيراء 2: 108 وفي حاشية الذخيرة ذكر لمصادر أخرى. وبيتاه هذان في القلائد: 56 والمغرب 2: 429.

(2)

ديوان ابن حمديس: 24 ومسالك الأبصار 11: 291.

(3)

الديوان: عجبت لآكلة.

(4)

أحد شعراء الأنموذج، انظر المسالك 11: والوافي 6: 78.

(5)

البيت الأول والثالث حتى الخامس في المسالك.

ص: 385

يفيضُ عليهم بمثلِ الغمام

أتبعَ وأبلُها طلَّها

يصوبُ فتعرقُ أثوابهُمْ

ويخرجُ منها وما بلَّها

يمازِجُ كاساتِهِمْ رقةً

ويظهرُ فيها وما حلّها

وليس بملحٍ ولا بالفراتِ

يُروى العطاشَ إذا علّها

صفاتٌ يظلُّ لها ذو النهى

كليلَ القريحةِ مختلَّها

إذا ما اهتدى لطريقٍ أرته

أُخرى فعادَ وقد ضَلَّها 1152 - ابن حمديس (1) :

وَقُضبٍ من الشمع مصفرةٍ

تريكَ من النُّورِ نوارها

تذيبُ بياقوتةٍ درَّةً

وتغمسُ في مائها نارها

تُقلُّ الظلامَ على رأسها

وتهتكُ بالدَّمعِ (2) أستارها

كأنا نسلِّطُ آجالها

عليها فتمحقُ أعمارها 1153 - شاعر:

أقولُ لصاحبي والراحُ روحٌ

لجسمِ الكأس في كف النديمِ

وقد حَبَسَ الدُّجى عنا بواكٍ

تسيلُ نفوسها فوقَ الجسوم

شموعك والكؤوسُ مع الندامى

نجومٌ في نجومٍ في نجوم 1154 - آخر (3) :

أعددتُ لليل إذا الليلُ غَسَقْ

وقَيَّدَ الألحاظَ من دون الطُّرُقْ

أغصانَ (4) تبرٍ عَرِيَتْ من الورقْ

أثمارُهَا مثلُ مصابيحِ الأفق

يُغْني النَّدَامى ضوءُها عن الفَلَقْ

شفاؤها إن مَرِضَتْ ضربُ العنق 1155 - أبو عبد الله الوضاحي:

عرائسُ تستضيء بها الكؤوسُ

كأنّ ضياءَ أوجهها الشموسُ

لها من حُسْنها أبداً نعيمٌ

لها منه مَدَى الأيامِ بوس

تذوقُ الموتْ ما سَلِمَتْ وتحيا

إذا ما قُطِّعَتْ منها الروؤس

(1) ديوان ابن حمديس: 182 ولم يرد فيه البيت الثاني.

(2)

الديوان: تقل الدياجي على هامها.. بالنور.

(3)

الذخيرة 1/ 2: 783 (عدا الشطر الرابع) منسوبة للميكالي.

(4)

الذخيرة: قضبان.

ص: 386

1156 -

كشاجم (1) :

وصفرٍ من بنات النَّحْلِ تُكْسي

بواطنها وأظهرها عواري

عذارى يُقْتَضَضْنَ من الأعالي

إذا اقتضَت من السفلِ العذاري

وليست تنتجُ الأضواءَ حتى

تُلَقَّح في ذوائبها بنار

كواكبُ لَسْنَ عنك بآفلاتٍ

إذا ما أشرقت شمشُ العقار 1157 - علي بن عبد الرحمن الصقلي (2) :

ثم قامتْ مع السقاةِ علينا

ناحلاتُ الجسوم صفر الذوائبْ

جَمَدَتْ من دموعها عبراتٌ

فهي مثل الحليِّ فوقَ الترائب

بليت إذ بكتْ وكلُّ محبٍّ

هكذا جِسْمُهُ من الدَّمعِ ذائب 1158 - الحصفكي في مقطوط الشمعة:

شكت رسيسَ الهوى بصفرتها

فما أصابتْ لديَّ انكارا

فشيعَتْ حين أظلمتْ وبكتْ

وألهبتْ فوق رأسها نارا

ومزقَتْ ثوبها وأحسبُهُ

رامتْ به أن تشدَّ نارا

وكلُّ مَنْ جاءَها يعاقبها

من فمها نَاوَلَتْهُ دينارا 1159 - أبو المعالي ابن إسرائيل:

وغُصُنٍ من فِضَّةٍ

أمسى بتبرٍ مثمرا

يجني المِقَطُّ وردةً

منه وَيُلقي عنبرا 1160 - شهاب الدين بن عبد المنعم الخيمي، وأجاد:

وشمعةٍ مزَّقَتْ ثوبَ الظلامِ بما

بثَّتْ من النورِ في الأرجاء متسعا

وأحرقَتْ نارُها ما مَزَّقَتْ فترى ال

مقطّ يُخرِجُهُ من نارها قِطَعا 1161 - جلال الدين المكرم والدي:

غصن لجيني بدت في رأسه

صفراءُ عَزَّتْ أنْ تُلامِسَها اليدُ

نَعِسَتْ فأيقظها الغلامُ بقرصةٍ

فأبانَ منها كوكباً يتوقَّدُ

(1) ديوان كشاجم: 235 وزهر الآداب: 693.

(2)

أغلب الظن أنه ابن أبي البشر (أو البشائر) الذي افتتح العماد به ذكر الصقليين في الخريدة (قسم المغرب) 1: 5.

ص: 387

ورمى به وبه بقيَّةُ ناره

فكأنه زنبورُ صيفٍ أَسْودُ 1162 - وله:

غُصُنٌ من فضَّةٍ في رأسه

دُرَّهٌ تجلو غياهيبَ الدجى

ما لها يوماً إذا ما مَرِضَتْ

غيرُ قَطْعِ الرأس بِرٌّ يُرْتَجَى

يجتنى منها عقيقاً أصفراً

ثم يُلْقَى فتراه سَبَجا 1163 - وله:

نديمي شمعةٌ إن غاب عني

أنيسي في الدجى كانتْ أنيسي

إذا ما قام مُصْلِحُهَا إليها

ليضحكَ نورها بعد العبوس

جَنَى من رأسها أزهارَ عاجٍ

وألقاها خريطةَ أبنوس 1164 - شرف الدين أبو طالب النابلسي:

يا سيِّداً قد فاق كلَّ الورى

بفضله يا حَسَنَ المنظرِ

قد شبَّه المملوكُ ما قُطَّ من

فتيلةِ الشمعةِ للمبصرِ

بقطعةٍ من عنبرٍ أسودٍ

وبعضُها من ذهبٍ أحمرِ 1165 - وله:

وشمعةٍ قُطَّ منها رَأْسُها

ما قُطَّ أسودَ فيه بعضُ لألاءِ

يحكي سويداء قلبي واللهيبُ به

لهيبهُ عند تذكارِ الأحباء 1166 - الزكي بن أبي الاصبع (1) :

ومجلسِ أنسٍ دُعينا له

لنرتعَ فيه رياض الأدبْ

دُخَانُ الألوَّةِ فيه السّما

من الشمعِ قد زُيِّنَتْ بالشهب

كأنَّ الذي قُطَّ منها إذا

أُميطَ وفيه بقايا اللهب

فراشُ الربيعِ أرانا الشذورَ

من الندِّ قد فُصِّلَتْ بالذهب

(1) هو عبد العظيم بن عبد الواحد الشاعر المصري (- 654) له ترجمة في الفوات 2: 363 والمغرب (قسم القاهرة) : 318 والنجوم الزاهرة 7: 37 وحسن المحاضرة 1: 567 وانظر مقدمة كتابه ((تحرير التحبير)) وكتابه ((بديع القرآن)) .

ص: 388

1167 -

محمد عبد الله بن الشيخ جريك:

وشموعٍ مثلِ المعاصمِ بيضٍ

رَفَعَتْ أكؤساً من الصهباءِ

وكأنَّ المقطوطَ منها احمراراً

لونُ خدٍّ مضرَّجٍ بالدماء

وإذا ما انطفا يحاكي عياناً

قطعةً من ذؤابةٍ سوداء 1168 - سليمان المسيحي المارديني:

عاشتِ الشمعةُ لما قطعوا

حَنَقاً من نحرها ذاك الودَجْ

فاعجبوا كيف وقد ماتتْ أتى

من مضيقِ الموت ذَيَّاكَ الفرج

صار تبرُ النورِ في دائرةِ ال

فضة البيضاءِ في الحالِ سَبَجْ 1169 - قال أبو الحسن علي بن سعيد الغماري: ضمني بتونس مجلس أنسٍ مع الأديب أبي إسحاق إبراهيم الغساني، فقام غلام جميل إلى الشمعة فقطعها بإصبعه، فصنعنا في ذلك أبياتاً بيتاً ببيت، وهو الأول:

وَرَخْصِ البَنَانِ تصدَّى لأَنْ

يقط السراج بمثل العنم

فلم تذهب [

] في قطه

ولا احتاج في قطعه للجلم

وما ذاك إلا لسكناه في

فؤادي على ما به من ضرم

تعوَّدَ فيه بحرِّ اللهيب

فليس به من لهيبٍ أَلَمْ 1170 - الزكي بن أبي الاصبع:

بيضاءُ تحسبها من لؤلؤٍ خُلِقَتْ

تفترُّ عن لؤلؤٍ رَطْبٍ قد اتسقا

قامتْ إلى شمعةٍ بيضاءَ تُصْلِحُها

بلا مقطٍّ فطارت مهجتي فرقا

فأدركتني وقالتْ لا تخف لهباً

على بنانٍ من الياقوت قد خلقا

فطال ما أُصْلِيَ الياقوتُ جمرَ غضاً

ثم انطفا الجمرُ والياقوتُ ما احترقا 1171 - شرف الدين المصنف:

ومكحول اللحاظِ كَغُصْنِ بانِ

من الولدانِ فرَّ من الجنانِ

تناولَ شمعةً ليقطَّ منها

بمثل الدر من رَخْصِ البنان

فقمتُ إليه أنهاه فولَّى

وقال إليكَ يا مَنْ قد نهاني

أَلَسْتُ ربيتُ في جنّاتِ عدنٍ

فجسمي من سعيرٍ في أمان

ص: 389

1172 -

سيف الدين بن سابق الدين في الفانوس (1) :

وكأنّما الفانوسُ في غَسَقِ الدجى

دَنِفٌ براه شَوْقُهُ وسهادُهُ

حُنِيَتْ أضالعُهُ ورقَّ أديمه

وَجَرَتْ مدامعُهُ وذابَ فؤاده 1173 - شرف الدين الصنيعة:

ومحنيِّ الضلوعِ على لهيبٍ

توقُّدُهُ يذوبُ به حَشَاهُ

عليه غلالةٌ رقَّتْ لتجلو

محاسِنَهُ وقد سَتَرَتْ هواه

ويخْفي دَمْعهُ الجاري اشتياقاً

فلا يدري به أحدٌ سواه 1174 - جلال الدين المكرم والدي:

أقولُ لشمعةٍ ها إنّ حالي

كحالِكِ في العيانِ لمن يفيقُ

دموعٌ في الهوى تجري وَسُهْدٌ

وجسمٌ ذائبٌ وحشاً حريقُ

على جسدي المسلسلِ حين أضحى

أسيراً فاضَ مدمعيَ الطليق

تحنُّ أضالعي ناراً وبيني

وبين عواذلي سِتْرٌ رقيق

إذا التهبتْ بدا أمري ويخبو

فيجهله عدوي والصديق

إلى طُرُقِ المحبة يُهْتَدَى بي

ففي الطلماء تُهْدَى بي الطريق 1175 - أبو الحسن ابن عبد الكريم (2) :

كأنما الليلُ وفانوسُهُ

يجلو دجى الظلمةِ للحسِّ

لُجَّةُ بحرٍ قد طما مَوْجُهُ

تسبحُ فيه كُرةُ الشمس 1176 - وله:

يا ربَّ شمسٍ في الدياجيرِ

مشرقةِ الأرجاءِ بالنورِ

راح بها من عَجَبٍ جمعنا

ما بين تسبيحٍ وتكبير

وقال بعض القوم من كيسه

كأس من الصهباء كافوري

وأعربَ الفانوسُ عن نَفْسِهِ

بأنه خركاةُ بلّور

(1) حلبة الكميت: 183 والشاعر هو ابن قزل المشد، انظر الفقرة: 1146 في ما تقدم.

(2)

حلبة الكميت: 183 للوجيه المناوي.

ص: 390

1177 -

ابن عبد المنعم الخيمي (1) :

ومسامري في الليلِ مثلي ناحلٌ

متصعدُ الزَّفَراتِ ملتهبُ الحشا

أضحى كما حكم الهوى ولهيبُهُ

ذا أضلعٍ ما فوقها إلا الغشا 1178 - وله:

يا حبَّذا الفانوسُ يحمل كَلَّهُ

أبداً وَيُرْسِلُ نَفْعَهُ للجارِ

فتراه يُمْسِكُ حَرَّه ودخانُهُ

فيه ويبذلُ خالص الأنوار

وحكى من الراووقِ أكثر شكله

فكأنه راووقُ نورِ النار 1179 - محمد بن عبد الله في فانوس غشاؤه أحمر:

ولما دجى الديجورُ واسود جُنْحُهُ

أتينا بفانوسٍ جلا ظلمةَ الغَسَقْ

كأن ضياءَ النور تحتَ غشائه ال

معصفر بَدْرُ التِمِّ في حُمْرَةِ الشفق 1180 - شرف الدين المصنّف:

أو ما ترى الفانوسَ يجمعُ شكلُهُ

إلفَيْ هوىً من شمعِهِ وضيائِهِ

وجه الحبيبِ يلوحُ تحتَ نقابه

وحشا المحبِّ يذوبُ من بُرَحَائِهِ 1181 - الشريف أبو الحسن في الطوافة:

ليِّنَة الأعطافِ لا

يُجْهَلُ حَقُّ قَدْرِهَا

يَنْهَبُ مهما توجو

هـ رأسُها من عمرها

حياتُها في طَيِّها

وَمَوْتُها في نشرها 1182 - أبو ابن عبد الكريم:

وطوافةٍ في ليلها ونهارها

وإن لم يغبْ جثمانها مكانِهَا

تضمُّ يدي من جسمها شكلَ حَيَّةٍ

إذا ما انطوتْ راعت فؤادَ جنانها

تراها بجنح الليلِ ترفعُ رأسها

تنضنضُ تجلو جُنْحَهُ بلسانها 1183 - ابن إسرائيل في الجلاّسة والقنديل:

ربَّ ليلٍ قطعت ما بين قطري

هـ غريقاً في لُجَّةِ الأفكارِ

(1) حلبة الكميت: 183.

ص: 391

وَمُعِيني على سُهاديَ كأسٌ

من زجاجٍ أرقُّ من أشعاري

قد أحاطَ الهواءُ منه بماءٍ

وعلى الماءِ فيه كوكبُ نار

فتراه في حُسْنِ سوسنةٍ بيضا

ءَ من تحتِ زهرةٍ من بهار

وعليه بالزيتِ طوفٌ رقيقٌ

هو فيه كمعصمٍ في سوار 1184 - وله:

انظرْ مصابيحَ القصو

ر واقضِ منهنَّ العَجَبْ

كأنما ماءُ الخلي

ج وسناها الملتهب

صَرْحُ زجاجٍ تحته

دعائمٌ من الذهب 1185 - شاعر ملغزاً:

مملوكةٌ من جوهرٍ جامدٍ

وفي حشاها جوهرٌ جارِ

في جوفها ماءٌ ونارٌ وهل

يجتمعُ الماءُ مع النار 1186 - محمد بن عبد الله:

أيا ربَّ قنديلٍ جلا الليلَ ضَوْءُهُ

تراه كأَنْ قَدْ صيغ من جوهرِ البدرِ

صفا مثلَ دمعِ العاشقين وَقَلْبُهُ

وأحشاؤُهُ فيها لهيبٌ من الجمر

تراه نحيلَ الجسمِ من سَهَرِ الدجى

يراقبُ نجمَ الليلِ شوقاً إلى الفجرِ 1187 - شاعر في القنديل:

وقنديلٍ يكادُ سناهُ يجلو

دياجيرَ الظلامِ بغيرِ نارِ

فكيف وقد حوى قَبَسا منيراً

تراهُ تخاله بعضَ الدّراري 1188 - شاعر في قنديل وَسْطَ ياسمين:

كأن قنديلنا في الياسمينِ وقد

بدا بنورٍ على أعلاهُ ملتهبِ

أرضٌ سن الفضةِ البيضاءِ قبتها

بلّورةٌ فوقها طَيْرٌ من الذهب 1189 - شرف الدين المصنّف في ثريّا جامع دمشق:

ومسجدٍ في مشاكيه بجنحِ دجىً

نورٌ يكشِّفُ عن أبصارنا الظُّلَما

ترى الثريّا ثريَّا فيه طالعة

حُسْناً وما فيه من سُرْجٍ نجومَ سما

تمرُّ فيه ظباءُ الإِنس راتعةً

على المحاريبِ من أشكالهنَّ دُمى

ص: 392

1190 -

شاعر في القصبة المعوجّة التي تطفأ بها القناديل (1) :

طفَّايةٌ تبعثُ في

وَسْطِ القناديلِ هَبَا

كأنها نعامةٌ

تلقطُ منها لهبا 1191 - العمادُ السَّلماسي (2) في المشعل:

وشخصٍ على كلِّ الملوك مقدَّمٍ

له خَدَمٌ تحظى لديه وَتَعْبَثُ

فيودِعُ في أحشائِهِ النارَ دائماً

ومقدمها من رأسِهِ حين ينفث

ولكنّ مَنْ يدنيه منهم مفسّقٌ

يَمِينُ وفي أَيْمانه الدهرَ يَحْنَثُ

له أعينٌ من كلِّ صوبٍ ووجهةٍ

وليس له عينٌ إذا مات يُورَثُ

لتعميمه بالنفعِ أبناءَ آدمٍ

يوحدُ فيهم تارةً ويثلَّتُ السراج والمسرجة:

1192 -

في التنزيل العزيز: (لله نورُ السَّمواتِ والأرضِ مَثَلُ نوره كَمِشْكاةٍ فيها مِصْباحٌ المِصْباحُ في زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كأنَّها كوكبٌ دريٌّ يوقدُ من شَجَرةٍ مُبَارَكةٍ زيتونةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غربيّةٍ، يكادُ زِيْتَها يُضيءُ ولو لم تَمْسَسْهُ نارٌ، نورُ على نورٍ يَهْدي الله لنوره من يشاءُ، ويضربُ اللهُ الأمثالَ للنّاسِ، واللهُ بكلِّ شيءٍ عليم) .

قوله: (الله نور السموات والأرض) فيه أربعة أقوال: هادي السموات والأرض، ومدبر السموات والأرض، وضياء السموات والأرض، ومنور السموات والأرض، شمسها وقمرها ونجومها.

(مَثَلُ نوره) فيه ثلاثة أقوال: مثل نوره، أو مثل نور محمد صلى الله عليه وسلم، أو مثل المؤمن، فمن قال: مثل نور المؤمن فيعني في قلب نفسه، ومن قال نور محمد صلى الله عليه وسلم فيعني في قلب المؤمن؛ ومن قال مثل نوره ففيه قولان يعني في قلب محمد صلى الله عليه وسلم أو في قلب المؤمن.

(1) هو جعفر بن أحمد العلوي، كما في الفوات 1:286.

(2)

هو العماد بن السلماسي، عثمان بن إسماعيل بن خليل، أبوه من سلماس إحدى مدن أذربيجان، انتقل منها إلى القاهرة وولد فيها العماد سنة 584 وبها نشأ وتنقل في البلاد الشامية والجزيرية كاتب درج أو كاتب ديوان، وكانت وفاته سنة 644 (المغرب - قسم القاهرة: 291) .

ص: 393

(كمشكاة فيها مصباح) فيه خمسة أقوال: أحدها أنّ المشكاة لا منفذ لها، والمصباح: السراج، الثاني: المشكاة: القنديل، والمصباح: الفتيلة، الثالث: المشكاة: موضع الفتيلة من القنديل الذي هو كالأنبوب والمصباح للضوء، الرابع: المشكاة: الحديد الذي يُعلَّق به القنديل، وهي السلسلة، والمصباح: هو القنديل، الخامس: المشكاة: صدر المؤمن، والمصباح: القرآن الذي فيه، وقيل المشكاة الكوَّة بلسان الحبشة، وقيل أن كلّ كوّة كوَّةٍ نافذةٍ مشكاة.

(المصباح في زجاجة) فيه قولان: أحدهما أن نار المصباح في زجاجة القنديل لأنه فيه أضوأ، والثاني: المصباح هو العِلْمُ والإيمان والزجاجة قلب المؤمن.

(ودرّي) فيه أربع قراءات: دُرّيء - بالضم والهمز - أي مضيء، ودِرّيء - بالكسر والهمز - أي متدافع، من درأ أي دفع، ودِرِّي - بالكسر وترك الهمز - أي جارٍ كالنجوم والدّراري الجارية، من درا الوادي إذا جرى ودُرِيٌّ - بالضم وترك الهمزة.

(يوقد من شجرةٍ مباركةٍ) فيه قولان: أحدهما الشجرة المباركة إبراهيم، والزجاجة التي كأنها كوكب درّي محمّد صلوات الله عليهما وسلامه، الثاني: أنه صفة لضياء المصباح الذي ضرب به مثلاً، يعني أن المصباح يشتعل من دهن شجرة زيتونة مباركة. وفي جعلها مباركة وجهان: أحدهما أن الله عز وجل بارك في زيتون الشام وهو أبرك من غيره، الثاني: أن الزيتون يورق غصنه من أوله إلى آخره، وليس له في الشجر مِثْلٌ إلا الرّمان.

وقوله: (لا شرقية ولا غربية) فيه ستة أقوال: أحدها يعني أنّها ليست من شجر الشرق دون الغرب ولا من شجر الغرب دون الشرق لأن ما اختص بأحد الجهتين كان أقلّ زيتاً وأضعف ضوءاً، ولكنّها من شجر ما بين الشرق والغرب كالشام لاجتماع القوتين فيه. الثاني: ليست بشرقيَّة تستتر عن الشمس في وقت الغروب، ولا بغربيّة تستترعن الشمس في وقت الطلوع، بل هي بارزة للشمس من وقت الطلوع إلى وقت الشروق، يكون زيتها أضوأ وأقوى. الثالث: يعني أنّها وسط الشجر لا تنالها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت، وذلك أجود لزيتها. الرابع: يعني أنه ليس في خر الشرق ولا في الغرب مثلها. الخامس: يعني ليست من شجر الدنيا التي تكون شرقية أو غربية وإنما هي من شجر الجنّة. السادس: يعني أنها مؤمنة لا شرقية أي ليست بنصرانية تصلِّي إلى المشرق، ولا غربية أي ليست يهودية تصلي إلى المغرب.

(يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار) فيه قولان: الأول: يعني أن ضياء زيتها

ص: 394

كضوء النهار وإن لم تمسه نار، الثاني: أنّ قلب المؤمن يكادُ أن يعرف الحقّ قبل أن يبين له لموافقته له.

(نور على نور) فيه قولان: أحدهما يعني في ضوء النهار على ضوء الزيت على ضوء الزجاجة؛ الثاني: معناه هي من نسل نبي.

(يهدي الله لنوره من يشاء) فيه وجهان: أحدهما يهدي الله لدينه من يشاء من أوليائه، الثاني: يهدي الله إلى دلائل هدايته من يشاء من أهل طاعته (يضرب الله الأمثال للناس) وهذا مَثَلٌ ضربه الله للمؤمن لوضوح الحق له فيه.

1193 -

وفي الأخبار أن شهر بن حوشب قال (1) : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجَنِّبوا صبيانهم فحمة العشاء، وأن يطفئوا المصابيح، وأن يوكئوا الأسقية، وأن يُغلقوا الأبواب، وأن يخمِّروا الآنية، فقام رجل فقال: يا رسول الله لا بد لنا من المصابيح للمرأة النُّفَساءِ وللمريض وللحاجة تكون، فقال: لا بأس إذا، إن المصباح مَطْرَدَةٌ للشيطان، مَذبَّةٌ للهوام، مدلَّة على اللصوص - وفي رواية أخرى في السراج بذال معجمة واسقاط على - وأن الفويسقة تضرم على الناس بيوتهم. الفويسقة: الفأرة.

1194 -

وقالت الحكماء: إن الطفل لا يُناغي مضيئاً ولا يُسَرُّ به كما يناغي بالمصباح ويُسَرُّ به، قالوا: وسرور الطفل ومناغاته منفعة له في تحريك القوّة النفسانية، لما في النار من الطبيعة المودعة في ذلك.

1195 -

ومن أسماء السراج: القرط والسراج والمصباح والنبراس والمسرج.

1196 -

ويقال لما يسقط من السرج أيضاً القرط والقراط - بكسر القاف والف بعد الراء - وكذلك ما يخرج من حوافر الخيل إذا صدمت الصخور من النيران، وكذلك ما يخرج من بين الحجرين، ومن بين الحديد والحجر، والأنثى والذكر من الخشب والقصب والحديد، كل ذلك يسمى قراطاً - بكسر القاف وأسقاطاً، واحدها قُرط - بضم القاف - وسَقْطٌ وسُقْطٌ - بفتح السين وضمّها. ويقال لموضع النار من الفتيلة الزِّهْلِقُ - بكسر الزاي واللام - والجمع زَهالِقُ؛ ويقال ما بالدار وابصةٌ، يراد بها ما بها نار، وكذلك ما في الدار نافخُ ضرمة أي نافخ نار، وضوء الزيت أنورُ من ضوء كل شيء غيره مما يُسْتَصْبَحُ به وأقل دخاناً، وأعني بالزيت زيت الزيتون، ولا سيما إذا كان في الزجاج. ولو علم الله عز وجل شيئاً أنورَ منه لضربه لنورة مثلاً؛ قال النابعة الجعديّ يصف امرأة:

(1) قارن بارشاد الساري 9: 169.

ص: 395

تضيء كضوءِ سراجِ السَّليطِ

لم يجعلِ الله فيه نُحاسا السليط: الزيت، والنحاس: الدخان.

1197 -

ابن الرومي في السراج (1) :

وحيَّةٍ في رأسها دُرَّةٌ

تسبحُ في بحرٍ قصيرِ المدى

إذا تولَّت فالعمى حاضرٌ

وإن تجلَّتْ بان طُرْقُ الهدى 1198 - ابن قلاقس في مثله:

وهيفاءَ فيها إن تأملتَ أمرَهَا

عجائبُ لا يبدي سوى الكفرِ سِرَّها

تقومُ ولكنْ ليس تنقل رِجْلَها

وترنو ولكن ليس تُطْبِقُ شفرها

إذا نظرتَ فيها النواظرُ دوحةً

رأتْ بأعاليها من النارِ نَوْرها 1199 - ابن طباطبا:

وليلةِ وصلٍ قد عَصَيْتُ عذولَها

وخاتلتُ من ضوءِ السراج ختولَها

وصابَرْتُهُ حتى تمحَّقَ ضوءُه

وذكَّرتُ نفسي من سناه ذحولَها

كأنيَ والمصباحُ يُطْفَأُ صائمٌ

يراقبُ من شمسِ العشيِّ أفولَها

إذا اخذَ المصباحُ في النَّزْعِ طيبت

...ونالت منّيَ النفسُ سُولها

يعذّبني طوراً بطولِ ضيائه

فيا مدّةً أشكو إلى النفسِ طولها

كذي سنة يُغفي ويرفعُ طَرْفَه

يلمُّ بعينيه فيأبى قبولها

يروعني ما لاحَ منها كَشَيْبَةٍ

مخضبة أبصرتُ منها نصولها

كما أسبلتْ ذاتُ الحدادِ قناعها

على مُقْلَةٍ عبرى وَحَلَّتْ ذيولها

فيا ظلمةً كانت ضياءَ لذي الهوى

فحلَّلَ عن أسري الرقيبُ كبولها

ويا ضوءَ مصباحٍ دهاني ونقمةٌ

تعوَّذتُ منها إذا رأيت حُلُولَها

وكم أعينٍ

أورثها العمى

وعوّدت منها قبل ذلك حُؤولَها 1200 - وله، وكانت في السراج فتيلتان فأمر الغلام بإطفاء إحداهما:

اجعل الزوجَ في سراجك فردا

واقتصدْ يا غلامُ فالقصدُ أجدى

إن يكنْ فقدك الضياءَ رديئاً

فافتقادي للبزر أردى وأردى

(1) حلبة الكميت: 184 والغزولي 1: 88 وربيع الأبرار، الورقة 23/ أ.

ص: 396

1201 -

أبو الحسن القزويني (1) :

وقالوا كيف أنت فقلت حيٌّ

تَقَضَّى حاجةٌ وتفوتُ حاجُ

إذا ازدحمتْ همومٌ في صدورٍ

عسى يوماً يكونُ لها انفراج

نديمي هِرَّتي وأنيسُ بيتي

دفاترُ لي ومعشوقي السراج 1202 - ابن الحدّاد (2) :

سامحْ أخاك إذا أتاك بزلَّةٍ

فخلوصُ شيءٍ قلَّما يتمكَّنُ

في كلِّ شيء آفةٍ موجودةٌ

إنَّ السراجَ على سَناهُ يدخِّن 1203 - قال شرف الدين المصنّف (3) : رأيت فيما يرى النائم قائلاً يقول لي: ما تقول في السراج والمسرجة؟ فأنشدته شعر ابن الرومي:

وحيَّةٍ في رأسها دُرَّةٌ

وقد تقدم البيتان،. فقال: هذا في الذّبالة، وأنا سألتك عن السراج والمسرجة، فأنشدته للصنوبري (4) :

له سراجٌ نوره ظلمة

كأنما يُوقَدُ من قلبي

الحبُّ أضناني فما باله

يضنى فما يشكو جوى الحب فقال لي: هذا في السراج، وأنا سألتك عن السراج والمسرجة، فصمتُّ، فقال لي: أراك سكت (5)، فقلت له ما تحفظ فيهما أنت؟ فأنشد:

مسرجةٌ تُسْرَجُ من فوقها

ذبالةٌ في جَوْفِ مصباحِ

كأنها مسرجةٌ فوقها

تفاحةٌ في غُصْنِ تفاح فاستيقظت وأنا أحفظهما.

(1) هو ابن فارس اللغوي، وشعره في اليتيمة 3: 405 والأنباء 1: 93 وابن خلكان 1: 120.

(2)

الذخيرة 1/ 2: 729 ونفح الطيب 3: 504 وابن الحداد هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحداد، شاعر أندلسي، له ترجمته في الذخيرة 1/ 2: 691 وفي الحاشية ذكر لكثير من مصادر ترجمته.

(3)

نقله الغزولي 1: 88.

(4)

ديوان الصنوبري: 461 ومحاضرات الراغب (2: 379) والغزولي 1: 88.

(5)

ص: بردت بهذا.

ص: 397

قال المصنّف (1) : وهذا التشبيه في المسرجة جيد في مسارج العرب، فإن مسرجتهم قضيب أملس أشبه شيء بقضيب التفاح.

1204 -

جلس أبو الطيّب المتنبي ليلة عند ابن عبد الوهاب، وابن عبد الوهاب إلى جانب السراج، فأنشد أبو الطيب (2) :

أما ترى ما أراه أيها الملكُ

كأنّنا في سماءٍ ما لها حُبُكُ

الفرقدُ ابنك والمصباحُ صاحبه

وأنت بدرُ الدجى والمجلسُ الفلكُ جعل ابنه وهو قريب من المصباح كالفرقدين.

1205 -

كان أبو جعفر أحمد بن البنّي (3) معاصراً لليكي (4) ، وكلاهما عَلَمٌ في زمانه في الأدب، وكان كل واحد منهما يتمنّى لقاء صاحبه، فرحل كل منهما للقاءِ صاحبه، فاتفق أن وصل البنّي في ليلةٍ مطيرةٍ ذات برد وريح إلى الجزيرة الخضراء بِعَدْوَةِ الأندلس، وقد أمسى، فقصد خاناً وقد أغلق الخاني بابه، فقرع الباب فلم يَفْتَحْ له، ولم يكن قدومه متوقعاً في ذلك الوقت على تلك الحال من المطر والظلام، وألحَّ في طلب البيات، وسأله التجّار أن يفتح له ففتح له، فدخل فلم يجد موضعاً سوى بيت لا عهد له بساكن مدة طويلة، فكنس له فيه موضعاً وأغلق بابه عليه ونام، ثم دُقَّ الباب على الخاني، وإذا بآخر في مثل حاله قد قَذَفَ به الليل والسيل إلى الخان، فضجَّ الخاني، وأقسم أن لا يفتح، وضجَّ الوارد من السيل والمطر وألحّ، ورحمه التجار ورغبوا إليه أن يفتح له، فدخل فأرشده إلى البيت الذي فيه الوارد الأول، فدخل عليه وسلّم وهما في الظلام، فقام له الأول وآثرة بموضعه الذي كنسه لنفسه، وهيّأ له غيره، فعندما أخذا مضجعهما اجتاز بهما الخاني والسراجُ في يده يطوف به زوايا الخان، فدخل عليهما ضوء السراج، فتحركت القوَّةُ الشعرية للبني فقال بديهة (5) :

(1) في الغزولي: قال شهاب بن أبي حجلة.

(2)

ديوان المتنبي: 51.

(3)

هو أبو جعفر أحمد بن عبد الولي البني نسبة غلى بنة من قرى بلنسية، حرقة السيد الكنبيطور سنة 488 انظر ترجته في المغرب 2: 357 والتكملة: 24 والقلائد: 298 والمطمع: 91.

(4)

أبو بكر يحيى بن سهل اليكي عرف بالهجاء، ويكة المنسوب إليها من حصون مرسية (المغرب 2: 266، وصفحات من نفح الطيب) .

(5)

القصة والبيتان في الشريشتي 1: 311 - 312 (باختلاف) والبيتان في الحلبة: 184 والغزولي 1: 92.

ص: 398

ومصباحٍ كأنَّ النورَ فيه

محيَّا من أحِبُّ وقد تجلَّى فبدر صاحبه، وقال على الفور مجيزاً له:

أشار إلى الدُّجى بلسانِ أفعى

فشمر ذيله جَزَعاً وولَّى فنهض البني وقال: تكون اليكّي؟! فتبسم اليكّي وقال: تكون البنّي؟ فتعانقا وتعارفا، فسمع بهما تجار الخان فعرفوهما، فلم يُصْبِحا إلاّ على حالةِ رفاهيةٍ من المال والقماش مما جَمَعَ لهما التجار، وسمع بهما والي المدينة، فأوسعَ لهما وأحسن إليهما، وأقاما مدّة مجتمعين ثم افترقا على أحسن حال.

1206 -

قال مسرور: قام الرشيد هارون يوماً من فراشه إلى صلاة الغداة فصلّى وخرج إلى موضع جلوسه، فرأى في بعض دهاليز القصر قنديلاً مسرجاً من الليل لم يُطْفأ إلى أن طلعت عليه الشمس، فأمر بإحضار الفرّاشين وضربهم في ذلك الموضع، فعجبت وقلت: ما عسى أن يكون قد ضاع من البزر في بقاه هذا القنديل مسرجاً إلى هذا الوقت؟! ثم أخذ مجلسه، ورفعت إليه الأشغال، فرفع إليه مٌشْرِف مطبخِهِ ورقة فيها: إن الطّباخ طلب منه عطراً لتطييب القدور بمبلغٍ كبير، وناولنيها فأشفقتُ من أمرها لما وقفت عليه في صَدْرِ يومي من نظره في القنديل، ودافعتُ المشرف، وأمير المؤمنين يلحظني ولا أشعر، ولم يكن لي بدٌّ من رفعها، فرفعتها إليه، فوقَّع فيها دون أن ينظرها، فعجبت من تفاوت حاليه، فلمّا قام من موضعه وأنا خلفه التفت إليّ وأمسك بأذني وقال: قد رأيت ما فعلته بالفراش في هذا الموضع فأنكرته، وقلت في نفسك: ما عسى أن يكون ضاع من البزر في هذا القنديل؟! ثم حضرت ورقة المشرف فاستكثرتها، ولم يكن ما فعلتُهُ بخلاً بما ضاع في القنديل والبزر، وإنما كان تأديباً للخدّام في أن لا يغفلوا بما يجب عليهم من الخدمة فيما دقّ وجلّ، بحيث لا يتعطّل شغل من الأشغال.

1207 -

قال رجاء بن حيوة: كنت مع عمر بن عبد العزيز فَضَعُفَ السراج، فقال: يا رجاء أما ترى؟ فقلت: أقومُ فأُصْلِحُه، فقال: إنه للؤمٌ بالرجل أن يستخدم ضيفه، وقام وأخذ البطّة فزاد في دُهْنِ السراج ثم رجع وقال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز.

ص: 399

1208 -

قام (1) أبو بكر بن قزمان الزَّجال في مجلس شراب، فمال على السراج فانطفأ، فقال:

يا أهل ذا المجلس السامي سرادقُهُ

ما ملتُ لكنني مالت بيَ الراحُ

فإن أكن مطفئاً مصباحَ بيتكمُ

فكلُّ مَنْ فيكمُ في البيت مصباحُ خواص في السرج:

1209 -

قال ساغون: إذا أسرجتَ سراجين أحدُهما بشحمِ أسد والآخرُ بشحمِ كبش ووضعتهما قريباً بعضهما من بعض، فإن نار أحدهما تثبُ نحو نار الآخر، كأنهما يقتتلان.

1210 -

قال كيماوس: إذا خُلِطَ شحم الأسد مع كبريتٍ أصفر مسحوق وجُعِلَ في مصباح حديد أخضر أرى عجباً.

1211 -

فال أرسطو: شحمُ التمساح إذا عُجِن بالشمع وجُعِلَ في فتيلةٍ وأُسْرِجَ في نهر أو أَجَمَةٍ لم تَصِحْ ضفادع ذلك الموضع ما دامَتْ الفتيلةُ مُسْرَجةً.

1212 -

قال ماسرجويه: إنْ ذُوِّبَ شحم الدّلفين وجُعل في مصباح نحاس، وأُخِذَت خرقةُ كتّانٍ ونُثِرَ عليها زنجار ولُفَّتْ فتيلةً، وجعلت في ذلك المصباح مع ذلك الشحم المذاب، وأُسرجت، فإن كلّ من يكون في ذلك البيت الذي يُسرج فيه بين بدي السراج لا يُبصِر شيئاً من نوره، وكل من وراء ذلك المصباح يرى كلّ شيء.

1213 -

قال كيماوس: إنْ جُفِّفَ دم سُلحفاة وسُحِقَ وطُلِيَ به مسرجة، فكل من أسرجها ضرط.

1214 -

مجرب: إنْ دُقَّ ملح وأُلقي في شراب صِرْفٍ وخُضْخِضَ، وملأتَ به قنينة وجعلتَ في فمها قطعة شمع، وأوقدتها، فإن النار تتصل بالشراب ويفنى الشمع ويبقى الشراب، والنار متّصلة تُسْرَجُ بغير دخانٍ كالشمعة في عنق القنينة زماناً أضوأَ سراج وأنوره يغني عن الشمع والسراج.

(1) حلبة الكميت: 184 والغزولي 1: 89 والبيتان أيضاً في الاحاطة 2: 496 (تحقيق عنان) .

ص: 400

دلائل السُّرُجِ على الأنواءِ:

1215 -

قال أرسطو: إنْ ظهر حول السراج شبهٌ بقوس قزح دلّ على المطر، وإن ظهر في فتيلته شيء شبيه بروؤس القطر دلّت على ريحٍ كائنة بحسب كبرها وصغرها، فإنها إذا كانت صغاراً صافية شبيهةً بحبّ الدخن دلّت على رياحٍ، وإن كانت عظيمة ليست صافية دلّت على المطر. وإذا كان التهاب السراج مضطرباً يندفع من ناحية إلى ناحية دلّ على مطر، وإن وقعت منه شرارات كثيرة ولها صرير دلّ على مطر.

1215 -

صفة سراج صنعه أرسطاطاليس للإسكندر، لما أراد دخول الظلمات، لا يطفأ بماءٍ ولا مطرٍ ولا ريح ولا تراب ولا غير ذلك مما تُطفأ به النيران، بل يزداد وقوداً وضياءً: يؤخذ أبدان الذراريح التي يقال لها اليراع، تُسْرَج بالليل كالنار المشتعلة، فإن قدرت عليها فهي أجود، وهي توجد في زمان الباقلاّ، فإن أعوزت خُذْ أبدان الذراريح الحمر الموجودة في كلّ وقت وتربي أجنحة، أيّ نوعٍ أخذ، وتُسحق بزيتٍ رصاصيٍ خالص، وإن كان دهن زنبق فلا تبال، وصيِّرهُ في قارورةٍ نقيّة، وشدَّ رأسها بصاروج، وهو كلس معجون بزيت وقطنٍ مقطع من فوق وملح محرّق، وأحكم به وصل القارورة وادفنها في الزبل شهراً. تجدد الزبل كلّ خمسةِ أيامٍ مرّة، وأخرجه تّجده قد صار دهناً أحمر كلون الذهب، فلا تمسّه بيدك فهو سمّ، فإذا أردت العمل به فاتّخذ أُكْرَةً، ثم تأخذ قُنّة ونَوْرَةً لم يصبها الماء، تسحق النورة وتعجنها مع القنّة بمرارةِ سلحفاة بحرية أو نهرية، والبحرية أجود، فإذا أردت استعماله فاطلِ الكرة منه طلياً جيداً وجفّفها، ثم اطل فوقها بالدواء، ثم أشعل فيها النار، فإنها لا تنطفىء بشيء من المائعات ولا بالتراب الذي يطفئ النار، بل تزداد اشتعالاً، وليكن طليُكَ للدواء بريشة أو قلم شعر فإنه سمٌّ قاتلٌ باللّمس والذوق. وهذا الذي يطفئها إذا طُلي به البدن أو الخشب فكلّ ما يُطْلى به لا يبالي بالنار ولا تعلق به ولا تفعل فيه شيئاً، وهو رطل طَلْقٍ ورطلُ صمغٍ عربي وأربعة أرطال مَغْرةٍ حمراء ورطلان حنس، وما شئت من دقيق حواري وما شئت من بياض بيض، يُدَقُّ الصمغ والطَّلق والمغرة: كل واحد على حدته، ويخلط الجميع، ثم تأخذ خلّ خمرٍ حاذقٍ تمزجه بالماء حتى تكسر حمضه، وتخلط الجميع وتعجنه شديداً وتدهن به ما شئت، ولو طليت به خشبة لم تحترق وهي مدفونة في النار أبداً، فإذا أردت تطفيء الأُكرة المذكورة فخُذ لبّاداً بلَّه بالدواء مرة ومرة ثم والِهِ عليها ولفَّها به سريعاً فإنها تنطفيء.

ص: 401

فراغ

ص: 402