الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن سليمان حدث عن هشام ببواطل لا أصل لها، منها هذا الحديث، وقال ابن عدي: ما حدث بهذا الحديث عن هشام إلا ضعيف، وحدث به عن هشام خالد ابن الوليد المخزومي، وهو أضعف من ابن أبي كريمة.
وقد تعقب السيوطي ابن الجوزي كعادته، فذكر في " اللآليء "(2 / 174) أن له طريقين آخرين عن هشام، وشاهدا من حديث أبي بكرة، لكن في أحد الطريقين خلف بن محمد بن إسماعيل، وهو ساقط الحديث، كما تقدم عن الحاكم في الحديث (422) ، وقد أخرجه من هذه الطريق أبو بكر المقري الأصبهاني في " الفوائد "(12 / 192 / 2) وأبو أحمد البخاري في جزء من حديثه (2 / 1) .
وفي الطريق الأخرى أبو البختري واسمه وهب بن وهب وضاع مشهور.
وأما الشاهد، فهو مع ضعف سنده مخالف لهذا اللفظ، وهو الآتى بعده.
وفاته شاهد آخر، أخرجه ابن عساكر (5 / 327 / 2) من حديث جابر مرفوعا باللفظ الأول، وفيه جماعة لا يعرفون، وعلي بن أحمد بن زهير التميمي.
قال الذهبي: ليس يوثق به، وأما الشاهد عن أبي بكرة فهو:
436
- " هلكت الرجال حين أطاعت النساء ".
ضعيف.
أخرجه ابن عدي (38 / 1) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان "(2 / 34) وابن ماسي في آخر " جزء الأنصاري "(11 / 1) والحاكم (4 / 291) ،
وأحمد (5 / 45) من طريق أبي بكرة، بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه، عن أبي بكرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر خيل له، ورأسه في حجر عائشة، فقام فحمد الله تعالى ساجدا، فلما انصرف أنشأ يسأل الرسول، فحدثه، فكان فيما حدثه من أمر العدو، وكانت تليهم امرأة، وفي رواية أحمد: أنه ولي أمرهم امرأة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
قلت: وهذا ذهول منه عما ذكره في ترجمة بكار هذا من " الميزان ":
قال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن عدي: هو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم، وقال في " الضعفاء ": ضعيف مشاه ابن عدي.
قلت: وأنا أظن أن هذا الحديث عن أبي بكرة له أصل بلفظ آخر، وهو ما أخرجه البخاري في " صحيحه " (13 / 46 - 47) عنه: لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال: " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ".
وأخرجه الحاكم أيضا، وأحمد (5 / 38، 43، 47، 50، 51) من طرق عن أبي بكرة، هذا هو أصل الحديث، فرواه حفيده عنه باللفظ الأول فأخطأ، والله أعلم.
وبالجملة، فالحديث بهذا اللفظ ضعيف لضعف راويه، وخطئه فيه.