الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع العشرون: معرفة المدرج
وهو أن تزاد لفظة في متن الحديث من كلام الراوي، فيحسبها من يسمعها مرفوعة للحديث، فيرويها كذلك، وقد وقع من ذلك كثير في الصحاح والحسان والمسانيد وغيرها، وقد يقع الإدراج في الإسناد، ولذلك أمثلة كثيرة، وقد صنف في ذلك الحافظ أبو بكر الخطيب في ذلك كتابا حافلا سماه:"فصل الوصل لما أدرج في النقل" وهو مفيد جدا.
نعم، هذا الموضوع الذي هو الإدراج، عرفه ابن كثير رحمه الله أن تزاد
…
يعني هو في كلامه أنه قسمه إلى قسمين:
القسم الأول الذي هو مدرج المتن قال فيه: أن تزاد لفظة في متن الحديث من كلام الراوي، يعني: من كلام أحد رواته، قد يكون الصحابي، وقد يكون التابعي، أو حتى من بعد التابعي، فيحسبها من يسمعها منه مرفوعة في الحديث فيرويها كذلك.
مراده بهذا أن بعض الرواة تكون بعض الكلمات
…
بعض ألفاظ الحديث من كلام أحد رواته، فيأتي في رواية تأتي هذه الكلمات أو هذه اللفظة أو هذه العبارة في بعض روايات الحديث من ضمن المتن يعني: مرفوعة إلى من؟ إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فالعلماء رحمهم الله وصفوا هذا النوع بالإدراج، يعني يقولون: ما أدخل في متن الحديث ما ليس منه، هذا هو القسم الأول الذي هو مدرج المتن، أمثلته كثيرة جدا، يمثلون لذلك بحديث: ? من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ?.
أول الحديث ما هو؟ في معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بآثار الوضوء: ? يأتون يوم القيامة غرا محجلين ? في نهايته: ? من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ? هذه الكلمة يحتمل أن تكون من كلام من؟ من كلام أبي هريرة يعقب بها على حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
من أمثلته كذلك حديث: ? أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار ? فإن أصل الحديث فقط هو: ? ويل للأعقاب من النار ? ورواه بعضهم، وأما كلمة:"أسبغوا الوضوء" فهي من كلام من؟ من كلام أبي هريرة يعني: أورد الحديث من أجلها.
وله أمثلة أيضا كما ذكر ابن كثير رحمه الله أن الخطيب البغدادي ألف مؤلفا في ذلك، وتوجد هذه الألفاظ مدرجة في بعض الروايات في الصحاح، كما ذكر ابن كثير رحمه الله، قد توجد في الصحاح أيضا ألفاظ مدرجة يعني: صورتها أنها من كلام من؟ من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وعند التحقيق يتبين أنها من كلام أحد الرواة.
وذكر النوع الثاني وهو الإدراج في الإسناد، والإدراج في الإسناد قسموه إلى أقسام، لكن من أهم أقسامه: أن يزاد شخص في الإسناد يترجح أن الصواب حذفه؛ هذا خلاصة أهم أنواع الإدراج في الإسناد: أن يزاد في الإسناد شخص أو راو أو أكثر يترجح أن الصواب حذفه، فهذا يصفونه -يقولون عنه- بأنه مدرج الإسناد.
يقول ابن كثير رحمه الله: إن الخطيب البغدادي صنف في هذا النوع كتابا سماه: "فصل الوصل لما أدرج في النقل"، وهو مفيد جدا.
أسأل الآن: لو نظرنا الآن في الإدراج نحن نقول: الإدراج كما وصفوه بأنه زيادة في متن الحديث ليست منه، أو زيادة في إسناد الحديث. إذن هو أتى في بعض الروايات، وفي بعضها ليس فيه هذه الزيادة، من أين عرفنا، أولا من أين عرفنا أن هذه اللفظة مدرجة في متن الحديث؟
لو جاءك الحديث كله مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أين تعرف أن بعضه مدرج؟ تعرفه من الطرق الأخرى من الروايات الأخرى.
إذن -انتبهوا يا إخوان- إذن هذا الأمر الذي هو الإدراج يعود في حقيقته إلى المعلل، إذا كان الذي أدرجها ثقة، ولكن هذا المعلل في الحديث كله أو في بعض الحديث؟ في بعض الحديث بالنسبة للمتن، أو في راو معين بالنسبة للإسناد.
إذن يعود هذا الموضوع الذي هو الإدراج إلى موضوع سبق أيضا وهو زيادة الثقة؛ لأنه في الحقيقة الذي أدرجها زاد في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم هذه اللفظة، وأيضا كذلك -انتبهوا- بالنسبة للإدراج، بالنسبة للإدراج هذا مثل زيادة الثقة خاضع للحكم بالإدراج، يخضع لأي شيء؟ لاجتهاد الإمام، مثله مثل المعلل؛ المعلل أيضا يخضع لاجتهاد الإمام.
قد يرى هذا الإمام أن هذا الحديث المعلل العلة قادحة، وقد يراه الإمام أنه غير معلل، كذلك بالنسبة للإدراج بينه وبين زيادة الثقة شيء من الترابط، وبينه وبين المعلل أيضا شيء من الترابط، فلو أردت أن تمثل للمعلل يمكنك أن تمثل بالمدرج، ويمكنك أن تمثل أيضا لزيادة الثقة، تمثل بأي شيء؟ بالإدراج.
غاية ما في الإدراج إذا ترجح الإدراج أنه زيادة ثقة عرفنا مصدرها، عرفنا من قالها، بل كل زيادة ثقة في الحقيقة ترجح عندك أنها زيادة ثقة، فهي داخلة في الإدراج إلا أن بعضها تستطيع أن تقول هذا من كلام فلان، وقد لا تستطيع أن تقول إنه من كلامه.
لهذا السبب -انتبهوا- ما ذكرته قبل فترة الآن الخطيب البغدادي سمى الكتاب: "فصل الوصل لما أدرج في النقل" يعني: يذكر لك أحاديث ويبين لك أن هذه اللفظة أدرجت فيه، ويبين بالطرق الأخرى، وهو قد رجح فيما مضى أن زيادة الثقة ما حكمها؟ أخذنا فيما مضى وفي تعارض الوصل والإرسال قد رجح رحمه الله أن زيادة الثقة مقبولة، وهذا هو الذي جعل الأئمة يقولون: إنه في كتبه يخالف مصدره في كتابه الكفاية.
ففي كتبه في هذا الكتاب والكتاب الآخر: "تمييز المزيد في متصل الأسانيد ومبهم المراسيل" صار في هذه الكتب -بحمد الله تعالى- على ما شرح الآن على طريقة أئمة الحديث في -يعني- إعمال القرائن والترجيح وما إلى ذلك.
وفي هذا الكتاب في الإدراج يذكر رأيه هو، وقد يكون لبعض الأئمة اجتهاد مثلا هويقول -ابن كثير-: وقد وقع من ذلك كثير في الصحاح والسنن والمسانيد. نعم، وقع في صحيح البخاري وصحيح مسلم، ولكن بعض هذه الأحكام المدرجة يكون الإمام مثلا: البخاري يرى أنها مدرجة أو غير مدرجة؟ يرى أنها غير مدرجة مثل حديث: ? فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة ?.
البخاري أخرج هذا اللفظ من ضمن حديث جابر، ويراه أنه كله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الأئمة -مثل أبي حاتم- يرى أن هذا اللفظ من كلام جابر يعقب به على الحديث: ? الجار أحق بصقبه ?.
المقصود من هذا الكلام أن الإدراج فن من فنون علوم الحديث، اهتم به الأئمة -رحمهم الله تعالى- وهو مندرج تحت علم العلل، فالإمام يجمع الطرق وينظر فيها، ثم يقول: هذه اللفظة من كلام الزهري، أو من كلام
…
وقد اشتهر بعض الرواة بإدخال التعقيب على بعض الأحاديث، أو شرحها بكلمة أو نحو ذلك: منهم الزهري، ومنهم عبد الله بن وهب، و
…
يدرجون
…
وفي الصحابة أبو هريرة رضي الله عنه يذكر حديثا -شيئا يريد أن يستدل به-، ثم يذكر المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد يروى الجميع من كلامه صلى الله عليه وسلم هذا هو الإدراج، وهو يعني
…
نعم. اقرأ النوع الحادي والعشرين.