الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الخمسون: معرفة الأسماء والكُنَى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال -رحمه الله تعالى-: معرفة الأسماء والكُنَى: وقد صنف في ذلك جماعة من الحفاظ منهم: علي بن المديني، ومسلم، والنسائي، والدولابي، وابن منده، والحاكم، وأبو أحمد الحافظ، وكتابه في ذلك مفيد جدا كثير النفع.
وطريقتهم أن يذكروا الكنية، وينبهوا على اسم صاحبها، ومنهم من لا يُعرف اسمه، ومنهم من يُختلف فيه.
وقد قَسَّمهم الشيخ أبو عمرو بن الصلاح إلى أقسام عدة:
أحدها: من ليس له اسم سوى الكنية: كأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي المدني، أحد الفقهاء السبعة، ويكنى بأبي عبد الرحمن أيضا. وهكذا أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم المدني، يُكَنَّى بأبي محمد أيضا.
قال الخطيب البغدادي: ولا نظير لهما في ذلك. وقيل: لا كنية لابن حزم هذا. وممن ليس له اسم سوى كنيته فقط: أبو بلال الأشعري عن شريك وغيره، وكذلك كان يقول: اسمي كنيتي. وأبو حصين بن يحيى بن سليمان الرازي شيخ أبي حاتم وغيره.
القسم الثاني: من لا يُعرف بغير كنيته، ولم يوقف على اسمه، منهم:
أبو أناس -بالنون- الصحابي.
أبو مُويهبة، صحابي.
أبو شيبة الخدري المدني، قُتل في حصار القسطنطينية، ودفن هناك رحمه الله.
أبو الأبيض، عن أنس.
أبو بكر بن نافع، شيخ مالك.
أبو النجيب -بالنون مفتوحة-، ومنهم من يقول: بالتاء مثناة من فوق مضمومة، وهو مولى عبد الله بن عمرو أبو حرب بن أسود.
وأبو حريز الموقفي، شيخ ابن وهب، والموقف محلة بمصر.
الثالث: من له كنيتان؛ إحداهما لقب، مثاله: علي بن أبي طالب، كنيته أبو الحسن، ويُقال أبو تراب أيضا، يقال له: أبو تراب لقبا.
أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، يكنى بأبي عبد الرحمن، وأبو الزناد لقب، حتى قيل: إنه كان يغضب من ذلك.....
أبو الرجال، محمد بن عبد الرحمن، يُكَنَّى بأبي عبد الرحمن، وأبو الرجال لقب له؛ لأنه كان له عشرة أولاد رجال، عشرة أولاد رجال.
وأبو ثميلة يحيى بن واضح، كنيته أبو محمد.
وأبو الآذان الحافظ عمر بن إبراهيم، يُكنى بأبي بكر، ولُقب بالآذان لكبر أذنيه.
أبو الشيخ الأصبهاني الحافظ، هو عبد الله بن محمد، وكنيته أبو محمد، وأبو الشيخ لقب.
أبو حازم العبدري الحافظ عمر بن أحمد، كنيته أبو حفص، وأبو حازم لقب، قاله الفلكي في "الألقاب".
الرابع: من له كنيتان: كابن جريج، كان يُكَنَّى بأبي خالد وأبي الوليد، وكان عبد الله العمري يُكَنَّى بأبي القاسم، فتركها واكْتَنَى بأبي عبد الرحمن.
قلت: وكان السُهيلي يُكَنَّى بأبي القاسم وأبي عبد الرحمن.
قال ابن الصلاح: وكان لشيخنا منصور بن أبي المعارم النيسابوري حفيد الفراوي ثلاث كُنى: أبو بكر، وأبو الفتح، وأبو القاسم، والله أعلم.
الخامس: من له اسم معروف ولكن اختلف في كنيته فاجتمع له كنيتان وأكثر، مثاله زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اختلف في كنيته فقيل: أبو خارجة، وقيل: أبو زيد، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد، وهذا كثير يطول استقصاؤه.
السادس: من عرفت كنيته واختلف في اسمه كأبي هريرة رضي الله عنه اختلف في اسمه واسم أبيه على أزيد من عشرين قولا، واختار ابن إسحاق أنه:عبد الرحمن بن صخر، وصحح ذلك أبو أحمد الحاكم، وهذا كثير في الصحابة ومن بعدهم.
وأبو بكر بن عياش: اختلف في اسمه على أحد عشر قولا، وصحح أبو زرعة وابن عبد البر أنه اسمه شعبة، ويقال: إن اسمه كنيته، ورجحه ابن الصلاح قال: بأنه روي عنه أنه كان يقول ذلك.
السابع: من اختلف في اسمه وفي كنيته وهو قليل كسفينة، قيل: اسمه مهران، وقيل: عمير، وقيل: صالح، وكنيته قيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو البختري.
الثامن: من اشتهر باسمه وكنيته كالأئمة الأربعة: أبو عبد الله مالك والشافعي، وأحمد بن حنبل، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت، وهذا كثير.
التاسع: من اشتهر بكنيته دون اسمه وكان اسمه معينا معروفا، كأبي إدريس الخولاني، عائد الله بن عبد الله أبو مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب أبو إسحاق التبيعي عمر بن عبد الله أبو الضحى مسلم بن صبيح، أبو الأشعر الصنعاني شراحيل بن آدم، أبو حازم سلمة بن دينار وهذا كثير جدا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا النوع الخمسون: معرفة الأسماء والكنى، يُقصد به أو يَقصِد به العلماء تعيين اسم الراوي أو اسم العالم واسم كنيته، أو تعيين اسم العالم أو الراوي وتعيين كنيته، فإن كان له
…
أو إن كان اختلف في اسمه ذكروا ذلك أيضا، وإن اختُلف في كنيته ذكروا ذلك أيضا، وإن كان له عدة كنى أيضا حصروا ذلك، وإن كان لا يُعرف إلا بكنيته أو اشتهر بكنيته وله اسم معروف أو اختلف في اسمه كل هذا ضبطوه.
والغرض من ذلك
…
أو نستفيد من ذلك شيئين:
الأول: إذا وردت الأسانيد تارة باسمه وتارة بكنيته يُعرف أنه شخص واحد وأنه ليس
…
يعني ليس بمتابع أي لا نستفيد منه من عدد الطرق أو من الاعتضاض ونحو ذلك وهذا التضليل كثيرا ما يقع فيه الباحثون.
يعني من أسباب الخطأ في تمييز الرواة أن يأتي مرة مكنى ومرة
…
مثل أن يقول الإمام أحمد مثلا: حدثنا أبو معاوية، ثم يأتي نفس هذا الراوي -يعني يروي عنه شخص آخر- فيقول: حدثنا محمد بن حازم، فيظن -ولاسيما بالنسبة للطلبة المبتدئين- أن هذا متابع لأبي معاوية، فينبه العلماء -رحمهم الله تعالى- إلى أن من مهام طالب العلم
…
من المهمات التي ينبغي أن يعرفها طالب العلم في تمييز الأسانيد وفي تمييز الرواة معرفة كناهم وأسمائهم.
الشيء الثاني: بالنسبة للبحث عن اسمه في كتب الرواة للبحث عن شخصه أو عن ترجمته في كتب الرواة.
العلماء -رحمهم الله تعالى- يقسّمون كتبهم في الرواة إلى أسماء وإلى كنى وإلى ألقاب وإلى منسوبين إلى مدنهم، وكل هذا تيسيرا على الباحث؛ لكي يقف على ترجمة الراوي مثال ذلك:
مثلا من لا يعرف إلا بكنيته، يترجمون له مثل أبي مسلم عبد الرحمن، أبي سلمة بن عبد الرحمن، أبي بكر بن عياش يترجمون له في الكنى، إذا كان له اسم معروف أعادوك إلى اسمه.
وكذلك في كتب الأتراك ونحوها، فالباحث -يعني- يفتش عن الاسم إن لم يجده بحث في الكنية
…
قد يكون اختلف في كنيته أو له أكثر من كنية فيبحث في المواضع كلها وهكذا.
هذا هو الغرض من تمييز كنى الرواة، وفيه كتب كثيرة كما ذكر ابن كثير، ذكر كتب علي بن المديني ومسلم والنسائي والدولابي وابن منده والحاكم كل هذه كتب
…
وغالبها موجود، كتاب مسلم مطبوع، وكتاب الدولابي مطبوع، وكتاب الحاكم أيضا وجد أكثر وهو مطبوع، ويوجد أيضا كتاب لابن عبد البر وهو مطبوع، وكتاب للذهبي أيضا.
نعم. هذا المقصود بهذا الفن وبهذا النوع من علوم الحديث.