الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذلك بالنسبة للكتابة أيضا موجود لكن كما ذكرت الأكثر والأعم والأغلب في عصر الرواية إنما هي كانت الرواية بأي طريقة؟ إما بالسماع من لفظ الشيخ، أو بالقراءة على الشيخ، والذي ينبغي الاهتمام به هي صيغ الأداء: حدثنا، أخبرنا، عن، قال، ذكر، لقضايا الإرسال والتدليس، وهذا هو الذي ينبغي الاهتمام به.
أمَّا كيف تحمل الشيخ فهذا يعني كما ذكرت نحتاج إليه في القسمين الأولين بالنسبة لعصر الرواية، وبالنسبة كذلك للكتابة، والمناولة على شيء قليل مع الإجازة بالنسبة للمناولة.
وأما ما عدا ذلك فكما ترون النقل عن الأصوليين، وكذلك شرح ما عليه المتأخرون، هذا المتعلق بطرق التحمل لا بأس.
النوع الخامس والعشرون: كتابة الحديث وضبطه وتقيده
اختلاف السلف في كتابة الحديث وعدم كتابته
النوع الخامس والعشرون: كتابة الحديث وضبطه وتقيده:
قد ورد في صحيح مسلم عن أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه- مرفوعا: ? من كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحُه ?.
قال ابن الصلاح: وممن روينا عنه كراهة ذلك عمر وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبو موسى وأبو سعيد في جماعة آخرين من الصحابة والتابعين.
قال: وممن روينا عنهم إباحة ذلك أو فعله -عليّ وابنه الحسن وأنس وعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهم- في جماعة آخرين من الصحابة والتابعين.
قلت: وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ? اكتبوا لأبي شاة ? وقد تحرر هذا الفصل في أوائل كتابنا (المقدمات) -ولله الحمد-.
قال البيهقي وابن الصلاح وغير واحد: لعل النهي عن ذلك كان حين يُخاف التباسه بالقرآن، والإذن فيه حين أُمِن ذلك، والله أعلم.
وقد حكي إجماع العلماء في العصائر المتأخرة على تسويغ كتابة الحديث، وهذا أمر مستفيض شائع ذائع من غير نكير.
هذا بالنسبة لكتابة الحديث وضبطه وتقيده من النوع الخامس والعشرون ابتدأه ابن كثير تبعا لابن الصلاح رحمه الله في قضية اختلاف السلف -رضوان الله عليهم- في كتابة الحديث أو عدم كتابته، نحن نعرف ورد الحديث المشهور "لا تكتبوا عني" حديث أبي سعيد الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه:"ولا تكتبوا عني" قوله صلى الله عليه وسلم ? لا تكتبوا عني غير القرآن، ومن كتب عني غير القرآن فليمحُه ?.
فهذا الحديث جاء ما يعارضه وهو قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الوداع: ? اكتبوا لأبي شاة ? وقول أبي هريرة رضي الله عنه ? ليس هناك أحد من أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم أكثر رواية مني غير عبد الله بن عمرو بن العاص؛ فإنه كان يكتب ولا أكتب ?.
فهذان الحديثان وأمثالهما أيضا أحاديث أخرى تدل على وقوع الكتابة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم للحديث، وجمع العلماء بين النهي وبين الإذن بجموع مختلفة، منهم من يجعل الحديث -حديث أبي سعيد- هذا موقوفا عليه من كلامه.
ومنهم من يقول: النهي عن الكتابة إنما هو لمن كتب الحديث مع القرآن في صحفة واحدة، أي: خشية في أول الأمر أن يختلط الحديث بالقرآن الكريم.
ومنهم من يقول -وهذا عول عليه كثير من العلماء-: أن النهي كان في أول الأمر من أجل أن يحفظوا القرآن ويضبط القرآن ويكتب، ثم بعد ذلك أذن بالكتابة.
هذا ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وبالنسبة للصحابة، وأيضا منهم من كره الكتابة، منهم عمر، ونقل أيضا عن ابن مسعود وزيد بن ثابت وأبي موسى نهيهم عن الكتابة، ومنهم من إذا رأى ابنه أو غيره يكتب مزق الكتاب.
وورد الإذن بالكتابة عن بعض الصحابة: علي كان له صحيفة في سيفه التي فيها العقل وفكاك الأسير، وكذلك أيضا عبد الله بن عمرو بن العاص، هناك صحيفة تسمى الصحيفة الصادقة، وكذلك أيضا بعض الصحابة، وكذلك استمر الصراع، أو مثل ما تقول: الاختلاف في الكتابة، حتى بعد عصر الصحابة في عصر التابعين، حتى من بعدهم كان بعض السلف ينهي عن الكتابة، ولهم في ذلك أسباب، منها: خشوا أن يضعف الحفظ، وأن يعتمد الناس على الكتابة، ويقولون لهم عبارات:
العلم ما حواه الصدر لا ما حواه القِمَطر.
ويقول أيضا: إن الكتابة تؤدي إلى أن ينتشر العلم عند من يستحقه، حتى نقل عن الأوزاعي أنه يقول: كان العلم في صدور الرجال، أي معنى قوله: مهيبا أو كذا فلما صار إلى الكتب أبتذل، أو نحو ذلك.
فاختلاف نهي هؤلاء عن الكتابة له أسباب عديدة لكن كما قال ابن كثير رحمه الله: ما زالت الكتابة تزحف، والإذن بها بكثير حتى استقر الإجماع على تجويز الكتابة، ولا سيما كما قاله بعض العلماء بعد أن تأخر الزمن عن رسول صلى الله عليه وسلم وطالت الأسانيد، وخشي من الغلط، فصارت الكتابة هي المتعينة كما تقدم قبل قليل أن بعض العلماء لا يحدث إلا من كتاب فضلا عن الإذن في الكتابة، لا بد من الكتابة لطول الأسانيد والخشية من الغلط.
يقول ابن كثير: إجماع العلماء في الأعصار المتأخرة على تسويغ كتابة الحديث، والنهي عن الكتابة أيا كان سببه انتهى، معنى زمنه: سواء كان في عصر الرسول أو في عصر الصحابة، أو في عصر من بعدهم.
نعم، الآن سيدخل في بعض القضايا المتعلقة بالكتابة، إرشادات أكثرها نمر عليها مرورا، ولكنها قد تفيد في عملنا نحن، وفي بحوثنا وفي كتابتنا نحن.
ما ينبغي لكاتب الحديث أو غيره
فإذا تقرر هذا فينبغي لكاتب الحديث أو غيره من العلوم أن يضبط ما يُشْكِلُ عليه، أو قد يشكل على بعض الطلبة في أصل الكتاب لفظا وشكلا وإعرابا على ما هو مصطلح عليه بين الناس، ولو قيد في الحاشية لكان حسنا وينبغي توضيحه.
ويكره التدقيق والتعليق بالكتاب بغير عذر، قال الإمام أحمد لابن عمه حنبل وقد رآه يكتب دقيقا: لا تفعل فإنه يكون كأحوج ما تكون إليه.
هذه بعض الإرشادات بالنسبة للكاتب، منها: أن يضبط العلماء، والضبط على قسمين: منهم من يحب أن يضبط كل شيء، يضبط كتابته.
فنجد بعض المخطوطات مضبوطة، كل الكلمات مضبوطة ولكن هذا قليل، ومنهم من لا يضبط شيئا، نجد في المخطوطات كتابة فقط، بل بعض المخطوطات يعرفها الطلاب المتخصصون في المخطوطات كل زمن له مصطلحاته بالنسبة للكتابة.
بعض المخطوطات لا تجد منها نقط أصلا، فقط حروف كلمات، ولا تجد نقط ولا شكل، وبعض العلماء يقول: اضبط ما يُشْكِل. تجد بعض العلماء في بعض المخطوطات التي كتبها الأئمة يضبطون إذا كانت الكلمة مشكلة يضبطونها بالشكل.
وهذا هو الذي ينبغي هذا هو الوسط؛ لأن كثرة الضبط قد تؤدي إلى الغلط. أنا لاحظت هذا بعض من يبالغ في الضبط غالبا ما يقع في الغلط، قد يضبط كلمةً غلطا، فإذا كان الضبط على ما يشكل فقط كان أجود، وبعضهم يزيد.
الضبط يسمونه
…
الضبط ضبطان: ضبط بالقلم الذي هو شكل فقط، وضبط بالحروف، أي: يقول هو كذا وكذا وكذا، أي: بكسر العين أو بالمعجمة أو بالمهملة أو بكذا، هذا يسمونه الضبط بالحروف.
والنوع الأول الضبط بالشكل، والسائد هو الضبط بالحروف، فيوجد أحيانا وبعضهم يضبط بطريقة ثالثة، وهي أن ينقل الكلمة إلى الحاشية مفصولة الحروف كذا لمزيد الضبط، وهذا يدركه من يعاني أو يقرأ في المخطوطات، أو يقوم بتحقيق كتاب.
نعم، ويقول: ينبغي توضيحه. توضيح ماذا؟ توضيح الخط، يكره التدقيق والتعليق. التدقيق ما هو؟ الخط الدقيق.
أما التعليق فهذه طريقة لبعض العلماء، التعليق اضطروا إليه أثناء الرواية، أثناء تحديث الشيخ يسرع في الكتابة يسمونها التعليق، فتأتي الكلمات مثل أي لغة التي هي مشبوكة، بعض اللغات غير العربية، لكن بالعربية أيضا أحيانا يشبكون الكلمات.
كان ابن تيمية رحمه الله يقولون: يمسك القلم من أول السطر ولا يطلقه، ما يرفعه إلا في آخر السطر.
يقول: إن هذا يؤدي إلى عُسر القراءة، ولكن يضطره أحيانا هو كما تعرفون ألَّف الواسطية يقولون: بين صلاة الظهر وبين صلاة العصر، بعض رسائله كتبها كلها إجابة في مجلس واحد، يضطر إلى السرعة يسمونه التعليق، التعليق يعني: شبك الكلمات، والتدقيق: هو دقة الكتابة.
ويقولون: يكره أن تكتب
…
حتى قال بعض الإخوان لما رأى الخط دقيق قال: هذا ما يصلح ترويه علم، ولكن الآن -بحمد الله- جاء التكبير، واستجدت أمور.
فكما ذكر هنا التدقيق، يقول الإمام أحمد:"يخونك أحوج ما تكون إليه" ما معنى كلامه؟ يقول: إنه تقدم بك العمر وضعفت قواك ومنها البصر، فإن ما كتبته في شبابك قد لا تستطيع قراءته في كبرك، فيُنصح بتوضيح الكتابة. نعم.
إرشادات لكاتب الحديث
قال ابن الصلاح: وينبغي أن يجعل بين كل حديثين دائرة، وممن بلغنا عنه ذلك: أبو الزناد، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم الحارذي، وابن جرير الطبري.
قلت: قد رأيته في خط الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى-، قال الخطيب البغدادي: وينبغي أن يترك الدائرة غفلا، فإذا قابلها نقَطَ نُقطة.
قال ابن الصلاح: ويكره أن يكتب عبد الله بن فلان فيجعل عبد في آخر سطر والجلالة في أول السطر، بل يكتبها في سطر واحد.
قال: وليحافظ على الثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله، وأن تكرر فلا يسأم فإن فيه خيرا كثيرا.
قال: وما وُجد من خط الإمام أحمد من غير صلاة فمحمول على أنه أراد الرواية.
قال الخطيب: وبلغني أنه كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم نطقا لا خطا.
قال ابن الصلاح: وليكتب الصلاة والتسليم مجددة لا رمزا، قال: ولا يقتصر على قوله: عليه السلام، يعني: وليكتب صلى الله عليه وسلم واضحة كاملة.
وقال: وليقابل أصله بأصل معتمد ومع نفسه، أو غيره موثوق به ضابط، قال: ومن الناس من شدّد وقال: لا يقابل إلا مع نفسه، وهذا مرفوض مردود.
قد تكلم الشيخ أبو عمر على ما يتعلق بالتخريج والتضبيب والتصحيح وغير ذلك من الاصطلاحات المطردة الخاصة ما أطال الكلام فيه جدا، وتكلم على كتابة "حاء" بين الإسنادين، وأنها حاء مهملة من التحويل، أو الحائل بين الإسناد، أو عبارة عن قوله الحديث.
قلت: ومن الناس من يتوهم أنها خاء معجمة أي: إسناد آخر، والمشهور الأول، وحكى بعضهم الإجماع عليه.
هذه بعض التعليمات من ابن الصلاح، وابن الصلاح يعتبر مرجع في هذا الجانب الذي هو بالنسبة لتعليمات أو إرشادات للكتابة، ويستفيد أكثر ما يستفيد منها نحن في قراءة المخطوطات ولا سيما ما حذفه ابن كثير من قوله ما يتعلق بالتخريج والتضببيب والتصحيح، وغير ذلك من الاصطلاحات، هذه الاصطلاحات لهم حين يصححون أو حين يضربون على كلمة، أو حين يريد أن يبين أنها صواب أو يبين أنها خطأ أو يشكك فيها، أو حين يريد أن يكتب شيئا في الحاشية.
وذكر من الاصطلاحات أن يفصل بين كل حديثين، هذه تعتبر نوعا من تنسيق الكتابة، استجد الآن أمور منها: علامات الترقيم، ومنها علامات التنصيص بين قوسين، ومنها علامات البيان أي: النقطتين البيانيتين، ومنها مثلا بين الشرطتين الكلمات المعترضة، هذه اصطلاحات.
وكان عندهم اصطلاح أن يضعوا بين كل حديثين
…
يفصل بين كل حديثين بدائرة، وقال الخطيب: يحسن أن يتركها فراغ من أجل أنه عند المقابلة يضع نقطة من أجل أن يعرف أين بلغ في المقابلة.
وكذلك اصطلاح -مثلا- يقول: لا يحسن أن تكتب "عبد" في آخر السطر ولفظ الجلالة في أول السطر التالي، أو تكتب مثلا الدارقطني فتكتب "الدار" في آخر السطر و"قطني" في أول السطر، أي: الكلمات المركبة تكتب جميعا لئلا يقع فيها غلط.
وكذلك بالنسبة للصلاة على النبي والتسلم والترضية على الصحابة لا ينبغي أن يرمز لها، أو أن تغفل، بعضهم يكتب "ص" أو "و" أو يكتب "صلعم" حتى بعضهم يقرأها "صلعم" هكذا.
هذا ما يصح لو افترضنا أنها كُتبت رمزا فنُطْقًا عند القراءة ينبغي أن تقرأ؛ لأنه بعضهم يخفف أيام احتاجوا إلى الورق، وكذا ربما يرمزون لها رمزا فيقولون: ينبغي أن يقرأها نطقا إذا كان يقرأ قراءة.
وكذلك بالنسبة للمقابلة إذا كتب الراوي نسخة من الأصل، يقولون: ينبغي أن يقابل على هذا الأصل إما بنفسه كما يشدد بعضهم ويشترط هذا، أو عن طريق شخص آخر، ونسميها المقابلة.
هذه من أعظم ما يكون بالنسبة للإرشادات، يقولون: الكتاب إذا نُسخ ثم لم يعارض، ثم نُسخ ثم لم يعارض، يعني: نَسْخٌ وراء نَسخٍ ما يلبث أن يخرج كتاب آخر غير الكتاب الأول.
وهذا صحيح أنت الآن أكتب
…
لو قيل لك: انقل هذه الصفحة إذا نقلتها ثم قرأتها مع شخص ستجد أنه سقط منك كلمة كذا، وكلمة كذا، فيلحقونها ويسمون هذه المقابلة.
ويكتب بعضهم "بلغ" بلغ مقابلةً، هذه اصطلاحات يشاهدها من يقرأ في المخطوطات، وكثير ما يسمونه سبق النظر أو انتقال البصر، أحيانا تأتيك كلمة في سطر وكلمة لها مشابهة بعد سطر أو سطرين، فالبصر ينتقل إلى الكلمة الثانية فتسقط، هذا كثير جدا في المخطوطات.
عند المقابلة يتبين أن بعض الخطاطين وبعض الكتاب أسقط سطرين أو ثلاثة وسببه ما ذكرت، بل وقع هذا في الرواية
…
عند الرواية، وهذا من عيوب التحديث من الكتاب، هذا موضوع طويل.
المهم أنه هذا بالنسبة للمقابلة ضرورية جدا، أنت الآن لو تقدم معروض لدائرة أو لشخص أو لمؤسسة لا بد من إعادة قراءته والتدقيق فيه، فستجد أنك أخطأت في كلمة أو سقط منك كلمة، فهذا هو الذي يسمونه المقابلة.
هناك فيه مصطلح عند العلماء كتابة "ح" هذه بين الإسنادين، وهذه استخدمها الإمام مسلم كثير والبخاري أحيانا وأبو داود، وموجودة في صحيح ابن خزيمة، موجودة في غالب كتب السنة، هذه يسمونها حاء التحويل.
منهم من يقول: إنها مختصرة من حائل: تحُول بين إسنادين، ومنهم من يقول: مختصرة من صح أي: أن الإسناد الثاني صحيح، لا تظنه غلطا، لا تظن فيه تسقطا؛ فأنا تعمدت ذلك أن أحيل إسناد على إسناد.
ومنهم من يقول: مختصرة من كلمة الحديث؛ فإن الإسناد الأول إذا قطعه كأنه يقول: الحديث الحديث، وبعضهم يقول: إن بعض الناس توهم أنها خاء معجمة أي: إسناد آخر، وليس هذا بصحيح، إنها حاء وهي تفيد التحويل أي: يقول -مثلا- مسلم: حدثنا إسحاق بن إبراهيم -مثلا- عن أبي معاوية ح وحدثنا محمد بن بشار عن مثلا يحيى بن سعيد القطان ح، أو يقول: كلهم عن الأعمش.
فبدل أن يقول: حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود، يذكر الإسناد في كل مرة يقطعه ويكتب كلمة أو حرف ح، ويجمع الجميع عند الأعمش، هذا يسمونه التحويل، نبه عليه ابن كثير رحمه الله.
س: أحسن الله إليكم ما صحة حديث: "من كان به شعر فليُكْرِمْهُ" وما معناه؟
ج: أما صحته ما أدري -والله- الآن وأستحضر، لكن بالنسبة لمعناه هو أنه يقول: الشخص إذا ترك شعره فلا ينبغي له أن يتركه يتشعث ويعلق به الغبار والعرق يكرمه؛ ولهذا الإمام أحمد نقل عنه أنه كان يقول: لو استطعنا
…
الشعر يحتاج إلى مئونة، يعني يقول: إنه يحتاج إلى مئونة، يعتذر هو عن قص شعره؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان له جُمة، كان له شعر، يطيل شعر رأسه، ولكنه يعتني به يدهنه، هذا هو إكرام الشعر العناية به، وعدم تركه -يعني- يتشعث ويغبر ويتّسخ هذا هو إكرام الشعر
س: أحسن الله إليكم، يقول السائل: ما هو الراجح لديكم في حديث: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله".
ج: أما بالنسبة لصحة الحديث فجمهور العلماء يرون أنه لا يصح، والتكلف في هذا الباب لا ينبغي، لا يصح، هذا الحديث لم يصح.
س: أحسن الله إليكم، ما هي الكتب التي يُعتمد عليها في تمييز الصحيح من الضعيف
ج: الكتب التي يعتمد عليها في التمييز هذا ما هو معروف عند العلماء، أهم كتابين ما مر بنا وهما صحيح البخاري وصحيح مسلم، اعتن بهما وتفقه فيهما، وستجد فيهما خيرا كثيرا.
ثم ما بعد ذلك هناك كتب اهتمت بالصحيح كما تقدم يوجد فيها زوائد على البخاري ومسلم، مثل: المستخرجات ومثل صحيح ابن حبان وصحيح ابن خزيمة هذه الكتب التي يعتمد عليها في التصحيح والتضعيف نعم.
س: أحسن الله إليكم، أفيدونا عمن يقول: لا فائدة من أخذ الإجازات في هذه الأزمان
ج: إذا أردت فائدة، ما في فائدة، ما ينبغي أن نكون نغمض أعيننا، المهم ما في فائدة، الإجازة ليس فيها فائدة علمية، ولكن فيها ارتباط وحنين إلى الماضي، وتشبُّه بالأئمة، ويعني: التصاق بكتب السنة.
وبالمناسبة ليس الذي يُروى ليس كتب السُّنة فقط كتب التفسير، وكتب اللغة، وكتب الأدب، والدواوين كلها تُروى بالإجازات.
معروف عند العلماء رحمهم الله أنهم مثلا الخطيب البغدادي عندما ألَّف كتابه يحدثه تحديثا، يحدّث به تحديثا ويُروى عنه، فلم تقتصر الرواية فقط على كتب السنة.
فالمقصود أن الإجازات رأيي فيها أنها من هذا الباب، وليس فيها فائدة علمية لا من جهة ضبط الكتب، ولا من جهة الصحة والضعف.
س: أحسن الله إليكم، هل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله قبل بعثته من سنته.
ج: لا، ما كان قبل بعثته ليس من السنة، إنما السنة ما بُعث به صلى الله عليه وسلم هذا الذي يظهر لي
س: أحسن الله إليكم، ما الشرط الذي اشترطه النسائي وليس عند البخاري ومسلم
ج: ما في شرط عند النسائي اشترطه وليس عند البخاري ومسلم ما في شرط، لكن كان رحمه الله له رأي في بعض المحدثين، هذا الذي جعل مثل هذه الكلمة تشتهر، له رأي في بعض المحدثين ربما يخالف فيه البخاري، ربما يتكلم في بعض رجال البخاري، وإلا ليس له شرط غير ما اشترطه البخاري ومسلم.
س: أحسن الله إليكم، السؤال الأخير يقول: هل لديكم فضيلة الشيخ إجازات في الحديث؟
لا، ما لدي إجازات في الحديث
أحسن الله إليكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.
سبحانك وبحمدك أستغفرك اللهم وأتوب إليك اللهم صلّ على سيدنا محمد.