الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأصل في هذا هو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (1) الأصل هو التعارف والتواصل وصلة الرحم، وأما ما عدا ذلك فهو من الجاهلية، فهؤلاء الموالي كان لهم فضل كبير على نشر الإسلام، وعلى حفظه، ويعني
…
نعم هذا الفصل متعلق بهذا، الفصل الأخير أو النوع الأخير. نعم.
النوع الخامس والستون: معرفة أوطان الرواة وبلدانهم
النوع الخامس والستون: معرفة أوطان الرواة وبلدانهم: وهو مما يعتني به كثير من علماء الحديث، وربما ترتب عليه فوائد مهمة: منها معرفة شيخ الراوي، وربما اشتبه بغيره، فإذا عرفنا بلده تعين غالبا، وهذا مهم جليل، وقد كانت العرب إنما ينسبون إلى القبائل والعمائر والعشائر والبيوت، والعجم إلى شعوبها ورساتيقها وبلدانها، وبنو إسرائيل إلى أسباطها، فلما جاء الإسلام وانتشر الناس في الأقاليم، نسبوا إليها، أو إلى مدنها أو قراها، فمن كان من قرية فله الانتساب إليها بعينها، وإلى مدينتها إن شاء أو إقليمها، ومن كان من بلدة ثم انتقل منها إلى غيرها، فله الانتساب إلى أيهما شاء، والأحسن أن يذكرها، فيقول مثلًا: الشامي ثم العراقي. أو الدمشقي ثم المصري. ونحو ذلك.
وقال بعضهم: "إنما يصوغ الانتساب إلى البلد، إذا أقام فيه أربع سنين فأكثر". وفي هذا نظر والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وهذا آخر ما يسره الله -تعالى- من اختصار علوم الحديث، وله الحمد والمنة، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
نعم هذا الموضوع الخامس والستون: معرفة أوطان الرواة وبلدانهم. وممن اعتنى بذلك
…
، أو ذكر ابن كثير -رحمه الله تعالى- في بداية كلامه الفائدة منه، والفائدة منه: هو تمييز الرواة، يعني إذن هذا الفن داخل في تمييز الرواة، فيُقال مثلًا: البغدادي، يُقال: المكي، يُقال: المدني.
(1) - سورة الحجرات آية: 13.....
وكثيرا ما يُفرق المحدثون أو الأئمة، بين فلان وفلان، في أنه يأتي بالإسناد المدني، ويأتي ذاته في الإسناد الكوفي، فيفرق العلماء، ونحن نستفيد من هذا أيضا في تمييز الرواة، ومعرفة هذا من هذا، وقد يعني العلماء ألفوا
…
من أجلّ ما أُلِف في هذا
…
شرح ابن كثير قبل هذا، شرح ابن كثير أن العرب كانوا يُنسبون أولًا إلى قبائلهم، فيُقال: التيمي القرشي الأسدي
…
إلى آخره، ثم لما جاء الإسلام
…
غير العرب يُنسبون إلى الشعوب: التركي، الفارسي مثلًا، وإلى رساتيقها وبلدانها، يعني: إلى أقاليمها والبلدان، فلما جاء الإسلام وانتشر الناس في الأقاليم، يُقال: العراقي، ويُقال: الكوفي، ونُسبوا إلى البلدان.
ومن أجّلّ ما أُلف في ذلك: كتاب "الأنساب" للسمعاني، هذا كتاب حافل، ولكنه ليس خاصا بالنسبة إلى البلدان، يعني فيه النسب إلى القبيلة، وإلى البلد، وإلى الحرفة، وإلى غير ذلك.
ثم ذكر ابن كثير قاعدة في هذا: أنه إذا كان الرجل يسكن في قرية فله أن ينتسب إليها، وله أن ينتسب إلى ما حولها من مدينة كبيرة، وله أن ينتسب إلى الإقليم أيضا، وهذا أمر شائع لا إشكال فيه، وهذا آخر ما ذكره، وهذا هو آخر الأنواع في كتاب "اختصار علوم الحديث"، وقد -يعني- علقت عليه بما يسر، والغرض منه -إن شاء الله تعالى- أن أستفيد ويستفيد منه السامع، وأسأل الله -تعالى- أن يجزي الحاضرين خيرا على حسن استماعهم، وعلى أدبهم، وعلى أسئلتهم، وأن ينفعهم بما تعلّموا، وأن يزيدهم علما، وأن لا يجعل هذا وبالًا علينا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.