الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا -يعني- يوجد أيضا في الصحابة، قد يذكر بعض العلماء فلانا في الصحابة لأنه قال: عن رسول الله، أو قال: قال رسول الله، أو ربما: سمعت رسول الله، ويكون هذا خطأ من بعض الرواة، وإنما هو ليس بصحابي، وهذا يوجد كثير.
فالاختلاف إذن في قوله: "بحسب مبلغهم من العلم"، يعني: أن هذا مرده إلى أمرٍ اجتهادي. نعم.. الذي بعده.
النوع الحادي والأربعون: معرفة رواية الأكابر عن الأصاغر
النوع الحادي والأربعون: معرفة رواية الأكابر عن الأصاغر: قد يروي كبير القدر أو السن أو هما عما دونه في كل منهما أو فيهما، ومن أجلّ ما يُذكر في هذا الباب ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته عن تميم الداري، بما أخبره به عن رؤية الدجال في تلك الجزيرة التي في البحر، والحديث صحيح.
وكذلك في صحيح البخاري رواية معاوية بن أبي سفيان، عن مالك بن يخامر، عن معاذ، وهم بالشام، في حديث: ? لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ?.
قال ابن الصلاح: وقد روى العبادلة عن كعب الأحبار.
وقلت: وقد حكى عنه عمر وعلي وجماعة من الصحابة.
وقد روى الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري عن مالك، وهما من شيوخه، وقد روى عن عمرو بن شعيب جماعة من الصحابة والتابعين، قيل: عشرون، ويقال: بضع وسبعون، فالله أعلم.
ولو سردنا جميع ما وقع من ذلك لطال الفصل جدا.
قال ابن الصلاح: وفي التنبيه على ذلك من الفائدة معرفة الراوي من المروي عنه.
قال: وقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ? أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم ?.
نعم، هذا النوع في معرفة رواية الأكابر عن الأصاغر، وذكر ابن كثير أنه على قسمين:
يعني: الكبر قد يكون سنا، وقد يكون قدرا وفضلا، وهذا بلا إشكال، ولكن المقصود الأول هنا أيهما؟ المقصود الأول هو رواية الأكابر سنا عن الأصاغر سنا، وهذا يحدث كثيرا في الرواة، والغرض منه......
مثّل ابن كثير بأمثلة كثيرة سردها، منها رواية بعض الصحابة عن التابعين، وراوية النبي صلى الله عليه وسلم عن تميم الداري، ورواية الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري عن مالك، وهما من شيوخه.
وفائدة ذلك، ما فائدته من جهة دراسة الأسانيد؟ هو أن الطالب -يعني- يتنبه، فلا يظن أن في الإسناد قلبا، مثلا: ابن المبارك من كبار، أو من أصحاب سفيان الثوري، قد يروي سفيان الثوري عن ابن المبارك، قد يروي مثلا سفيان بن عيينة عن بعض..، قد يروي البخاري عن الترمذي، فلا يظن الظانّ أن في الإسناد قلبا، أو أن في الإسناد غلطا، هذا فائدة رواية الأكابر عن الأصاغر، أنه ترى هذا موجودا، ولا يُشكل أن يروي كبير عن صغير، أو أن يروي صحابي عن تابعي، وإن لم يكن بالكثير.
جمع بعضهم حوالي، يعني: بعض الأئمة حوالي، يعني: يذكر الشيخ أحمد شاكر أن العراقي جمع من ذلك نحوا من عشرين حديثا فيها رواية صحابي عن تابعي.
ومما يُشكل هنا -ما أدري هل نسخه عندي-، وكذلك روى عن عامر بن شعيب جماعة من الصحابة والتابعين، قيل: عشرون. هكذا عندكم؟
هذه الصحابة ما تصح؛ لأن عامر بن شعيب ليس هو بتابعي، فضلا عن أن يروي عنه مَنْ؟ الصحابة.
إذن، هذه الكلمة لا تصح، هذه إما من سبق قلم، أو أنها من أخطاء النسَّاخ، يعني: وكذا روى عن عامر بن شعيب جماعة من التابعين، هذه -يعني- الأقرب إلى الصواب. نعم.. نعم الذي بعده يا شيخ، معرفة المُدَبَّج..