الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لكن هذا بالنسبة للكتاب، وهناك
أسئلة
، نعم في أسئلة.
أحسن الله إليكم، وجزاكم الله خيرا.
السؤال يقول: فضيلة الشيخ، نفع الله بعلمكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:....
س: فهل مطابقة الحديث الضعيف إلى الأمر الواقع، في أي مكان أو زمان، دليلُ على تقويته أو رفعه إلى رتبة الحسن، كحديث: ? تقاتلون اليهود على نهر بالأردن، وأنتم شرقيه وهم غربيه ? يقول الراوي:"ولا أدري ما نهر الأردن". وقد عُرِف الآن؟
ج: ليس هذا قاعدة، ليس مطابقة الحديث للأمر الواقع دليلا على صحته أو على تقويته، أو على أنه يعتقد بهذا، لا يصح هذا، وهو أمر مذلة أقدام هذا الأمر، يعني إذا تأملت فيه تجد أنه مذلة أقدام؛ لأن تفسير الحديث وتطبيقه على الواقع، ربما وقع فيه اجتهاد، ولا يكون الأمر على حقيقته، ولا أخص هذا الحديث بالكلام، وإنما هو هذا على العموم، مثل حديث مثلًا، يضربون مثالا لذلك: إن مثلًا هذا البحر ماء، وتحته نار، وتحت النار ماء، إلى سبعة أبحر.
بعض الذين يكتبون في الإعجاز العلمي، يميلون إلى تقوية الحديث؛ لأن الكشوف العلمية يعني أثبتت أن هذا الحديث واقع، وقريب من الواقع، لكن هذا لا يفيد شيئا بالنسبة لتقوية الحديث، لا يفيد شيئا لأنه قد يكون إسرائيليا، قد يكون مذكورا في بعض الكتب، قد يكون يعني كلاما موافقا، أو كلاما وافق واقعا.
فالمقصود أن موافقة الحديث بواقع أو بإعجاز
…
وهذا يدخل أيضا في الإعجاز العلمي، ووُلع بعض الباحثين بجمع الأحاديث، وصار يطبقها على كشوفات علمية أو جغرافية أو نحو ذلك، وفي هذا أظنه -يعني حسب ما أرى- أنه مذلة أقدام والله أعلم.
س: يقول السائل: هل يمكن أن يُنسب الراوي إلى حرفته أو صنعته أو سكة بيته؟ وكيف تُقبل روايته؟
ج: يُنسب إلى صنعته، يُقال له: الحناط. حتى بعض الرواة انتقل في صنعات متعددة، فكلما انتقل قيل له الخياط، وقيل له الحداد، وقيل له الحناط، اشتغل بمثل هذه الشغلات، ومثل: البزار والبزاز، هذه شغلات كثيرة، النشائي هذا نسب إلى النابرة، يُنسب إلى النشا؛ لأنه كان يشتغل بالنشا في كوى الملابس، ويعني في صناعتها هذا النوع
…
قديمة هذا معروف، ونُسِبوا إلى حرف كثيرة: السماك الزيات الحوات نُسِبوا إلى هذه الحرف، ولا صلة لها بضعف الراوي أو قوته، لا صلة لنسبته ولا لاسمه، يعني لا تلازم أو لا صلة للنسب، بين الاسم أو اللقب بدرجة الراوي. نعم.
أحسن الله إليكم، يقول:
س: كيف يُفرق بين الرواة المتفقين في الاسم، إذا وقع الاسم غير منسوب؟
ج: كما ذكرت، ما أحببت أن أطيل في مسألة وسائل تمييز الرواة، هناك وسائل عديدة يسلكها العلماء، منها: النظر في الشيوخ والتلاميذ، ومنها البحث عن طرق أخرى للحديث، ومنها -يعني- عدد من الطرق، وهي لا يغني بعضها عن بعض، وربما الباحث كما ذكرت يحتاج إليها كلها، وربما يحتاج إلى بعضها، فهناك وسائل من أهمها معرفة الراوي الشيخ، ومعرفة التلميذ،يعني بهذا يميز العلماء، ولكن هناك طرق أخرى، بعضها أدق من هذا، وبعضها يعني يحتاج إلى بحث. نعم.
أحسن الله إليكم.
س: ما معنى قول ابن كثير: "ورساتيقها"؟
ج: نعم، الآن لا يحضرني، هناك أحد يقول ما معنى الرستاق؟ لكن يبدو -والله أعلم- أنه يعني مثلما تقول جهة أو مقاطعة، ما أدري إن كان له معنى دقيق الرستاق، يمكن أن نقول يعني نوع
…
ما أدري، لعله جهة أو
…
مكتوب ماذا؟ يعني: مجموعة من القرى، مثلما نقول: أرياف. يعني: قرى، مجموعة من القرى تسمى
…
نعم.
السؤال الأخير: أحسن الله إليكم يقول:
س: هل من وصية جامعة لطلبة الحديث خصوصا، ولطلاب العلم عموما، في نهاية هذا الدرس؟ وما هي الكتب التي تنصحون بدراستها بعد هذا الكتاب؟
ج: بالنسبة للكتاب الذي بعد هذا، هو أصله، كما تلاحظون أن ابن كثير -رحمه الله تعالى- يختصر، وربما بعض الأنواع هي بحاجة إلى الاختصار، ولكن ابن كثير ولا سيما مع الأخيرة، بعضها قابل للاختصار، ولكن ابن كثير يعني تركها، لم يختصر فيها كثيرا، واختصر أنواعا سابقة، وربما هي بحاجة إلى شيء من التفصيل، وربما وقع فيه بعض الكلام من الاختصار، يعني يحتاج إلى الرجوع إلى الأصل.
فبعد كتاب ابن كثير هذا، الأصل كتاب ابن الصلاح، لا إشكال في ذلك، يقرأه الطالب على هدوء، ويعني يستفيد منه، ويكون كتاب ابن كثير هذا هو الأصل، وحين يقرأ كتاب ابن الصلاح، يكون لديه معلومات أخذها من "اختصار علوم الحديث"، ويبدأ يفهم كلام ابن الصلاح، ثم بعد ذلك ينتقل إلى رحاب الكتب المطولة، التي زادت على كتاب ابن الصلاح، وليس اختصرته، مثل:"تدريب الراوي"، ومثل "الفتح المبين"، هذا يعني
…
أما بالنسبة للإرشادات، فقد أطلت عليكم البارحة واليوم، ويعني أنتم -بحمد الله- كل يوم تسمعون، ومر بنا في آداب المحدث وآداب طالب الحديث، غرر من توجيهات الحافظ ابن الصلاح وابن كثير، بالنسبة لطالب العلم، جهة تصحيح النية، ومن جهة يعني إفاده زملائه، يعني ذكروا عددا من الجوانب تتعلق بطالب العلم.
والمشايخ -بحمد الله- في افتتاح الدروس وفي نهايتها، يُصون الطلبة بأشياء عديدة، منها: عدم الاستعجال، يعني لا يستعجل الإنسان الحصيلة، ومنها عدم الانقطاع، يعني لا ينقطع في أثناء الطريق؛ لأن العلم كما يقولون:"إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه". ويعني أنت على غرر أيضا، من أن يُعطيك بعضه، احتمال لا يعطيك إلا النذر اليسير، فهذه مواهب، والمقصود الإنسان لا ينقطع، وأيضا يبتدأ بالأخف فالأخف.
وأيضا من الوصايا التي في الحقيقة، أُوصي بها طلبة الحديث خصوصا، والطلبة عموما: أنه ينبغي على طالب العلم أن يبتدأ بالواضح من علمه، ويتجنب المشكلات، معروف أن لكل علم مشكلاته، كل علم له مشكلاته حتى العلوم المادية، يعني كل علم له مشكلاته، يعني له أمور صعبة، حتى كتاب الله -تعالى- فيه آيات محكمات وأُخر متشابهات، فالإنسان يبدأ بالمحكم من علمه، وهناك -بحمد الله- أمور كثيرة جدا جدا، يمكن يفنى الإنسان عمره وهو ما احتاج إلى المشكلات، يعني ما ينبغي لطالب العلم أن يبدأ مثلًا بتدريس ابن الزبير، أن يبدأ بالعنعنة بين البخاري.
هذه الأمور الصعبة التي أعيت العلماء بالتدليس في الصحيحين، بأمور عظيمة جدا كبيرة، وهو أمامه أن يتعرف على كتب الحديث، أن يتعرف على أئمته، أن يعرف بعض مصطلحاتهم، أن يُتقن كيف ينقل، أن يُتقن كيف يتتبع القول، أن يحرر القول: هل هو صواب أو خطأ؟ أن يوازن بين الروايات، يعني أمامه عمل كثير جدا قبل أن يحتاج إلى المشكلات، وقبل أن يصل إلى المشكلات، وهناك أمور أخرى، يعني لعل في هذا كفاية.
أسأل الله عز وجل أن يجعل لكم بكل كلمة قلتموها، وبكل خطوة خطوتموها، وبكل جهد بذلتموه، أضعافا مضاعفة في ميزان حسناتكم، وأن يُجزيكم عنا خير الجزاء، وصلى الله وسلم على نبينا
…
، وأنتم كذلك.