الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1982 -
حدَّثني إسْحَاقُ بنُ نَصْرٍ قَالَ حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عنْ مَعْمَرٍ عنْ هَمَّامٍ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ كُلُّ سُلامَى عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ يُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ يحامِلُهُ علَيْهَا أوْ يَرْفَعُ علَيْهَا مَتاعَهُ صَدَقَةٌ والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ وكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ ودلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ.
(انْظُر الحَدِيث 7072 وطرفه) .
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (يعين الرجل فِي دَابَّته) إِلَى قَوْله: (والكلمة الطّيبَة) . فَإِن قلت: لَيْسَ فِيهِ ذكر السّفر. قلت: إِطْلَاق هَذَا الْكَلَام يتَنَاوَل حَالَة السّفر بِالطَّرِيقِ الأولى.
وَإِسْحَاق بن نصر هُوَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نضر السَّعْدِيّ النجاري، كَانَ ينزل بِالْمَدِينَةِ بِبَاب بني سعد، فَالْبُخَارِي تَارَة يَقُول: إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نصر، وَتارَة يَقُول: إِسْحَاق بن نصر، فينسبه إِلَى جده، وَعبد الرَّزَّاق بن همام بن نَافِع الصَّنْعَانِيّ الْيَمَانِيّ، وَمعمر بِفَتْح الميمين: ابْن رَاشد، وَهَمَّام هُوَ ابْن مُنَبّه الْأَنْبَارِي الصَّنْعَانِيّ، وَقد مر فِي الصُّلْح فِي: بَاب فضل الْإِصْلَاح بَين النَّاس، بِهَذَا الْإِسْنَاد بعض هَذَا الحَدِيث عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم: كل سلامى من النَّاس عَلَيْهِ صَدَقَة، وَفِيه زِيَادَة على حَدِيث الْبَاب. وَهِي قَوْله: كل يَوْم تطلع فِيهِ الشَّمْس يعدل بَين اثْنَيْنِ صَدَقَة.
قَوْله: (كل سلامى)، بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف اللَّام وَفتح الْمِيم وبالألف: عِظَام الْأَصَابِع، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ فِي الْبَاب الْمَذْكُور. قَوْله:(كل يَوْم) نصب على الظَّرْفِيَّة. قَوْله: (ويعين) مُبْتَدأ على تَقْدِير الْمصدر نَحْو: تسمع بالمعيدي. يَعْنِي: وَأَن تعين، و: أَن، مَصْدَرِيَّة تَقْدِيره: وإعانتك الرجل. وَقَوله: (صَدَقَة) خَبره. قَوْله: (يحامله عَلَيْهَا) أَي: يساعده فِي الرّكُوب وَفِي الْحمل على الدَّابَّة. قَوْله: (وكل خطْوَة) الخطوة، بِفَتْح الْخَاء: الْمرة الْوَاحِدَة، وبالضم: مَا بَين الْقَدَمَيْنِ، وَقَالَ ابْن التِّين: وَضبط فِي البُخَارِيّ بِالضَّمِّ. قَوْله: (وَدلّ الطَّرِيق) بِفَتْح الدَّال وَتَشْديد اللَّام: بِمَعْنى الدّلَالَة لمن يحْتَاج إِلَيْهِ.
37 -
(بابُ فَضْلِ رِبَاطَ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ الله)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان فضل رِبَاط يَوْم، الرِّبَاط بِكَسْر الرَّاء وبالباء الْمُوَحدَة الْخَفِيفَة: مُلَازمَة الْمَكَان الَّذِي بَين الْمُسلمين وَالْكفَّار لحراسة الْمُسلمين مِنْهُم. قلت: الرِّبَاط هِيَ المرابطة، وَهِي مُلَازمَة ثغر الْعَدو، وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: أصل الرِّبَاط والمرابطة: أَن يرْبط هَؤُلَاءِ خيولهم وَهَؤُلَاء خيولهم فِي الثغر كل يعد لصَاحبه، وَقَالَ ابْن التِّين: بِشَرْط أَن يكون غير الوطن، قَالَه ابْن حبيب عَن مَالك وَفِيه نظر لِأَنَّهُ قد يكون وَطنه يَنْوِي بِالْإِقَامَةِ فِيهِ دفع الْعَدو، وَيُقَال: الرِّبَاط المرابطة فِي نَحْو الْعَدو وَحفظ ثغور الْإِسْلَام وصيانتها عَن دُخُول الْأَعْدَاء إِلَى حوزة بِلَاد الْمُسلمين.
وقَوْلِ الله تَعَالَى {يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا} (آل عمرَان: 02) . إِلَى آخِرِ الْآيَة
وَقَوله، مجرور عطفا على قَوْله: فضل رِبَاط، وَتَمام الْآيَة:{وَصَابِرُوا وَرَابطُوا وَاتَّقوا الله لَعَلَّكُمْ تفلحون} (آل عمرَان: 02) . قَالَ زيد بن أسلم: اصْبِرُوا على الْجِهَاد وَصَابِرُوا الْعَدو وَرَابطُوا الْخَيل على الْعَدو، وَعَن الْحسن وَقَتَادَة: اصْبِرُوا على طَاعَة الله وَصَابِرُوا أَعدَاء الله وَرَابطُوا فِي سَبِيل الله، وَعَن الْحسن أَيْضا: اصْبِرُوا على المصائب وَصَابِرُوا على الصَّلَوَات الْخمس، وَقَالَ مُحَمَّد ابْن كَعْب: إصبروا على دينكُمْ وَصَابِرُوا لوعدي الَّذِي وعدتكم عَلَيْهِ وَرَابطُوا عدوي وَعَدُوكُمْ حَتَّى يتْرك دينه لدينكم واتقوني فِيمَا بيني وَبَيْنكُم لَعَلَّكُمْ تفلحون غَدا إِذا لقيتموني. وَفِي (تَفْسِير ابْن كثير) : قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ: أمروا أَن يصبروا على دينهم الَّذِي ارْتَضَاهُ الله لَهُم، وَهُوَ الْإِسْلَام، وَلَا يَدعُوهُ لسراء وَلَا لضراء وَلَا لشدَّة وَلَا لرخاء حَتَّى يموتوا مُسلمين، وَأَن يصابروا الْأَعْدَاء الَّذين يملون دينهم. وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه: حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد أخبرنَا مُوسَى بن إِسْحَاق أخبرنَا أَبُو جُحَيْفَة عَليّ بن يزِيد الْكُوفِي أخبرنَا ابْن أبي كَرِيمَة عَن مُحَمَّد بن يزِيد عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ: أقبل أَبُو هُرَيْرَة يَوْمًا فَقَالَ: يَا ابْن أخي! أَتَدْرِي فِيمَا أنزلت هَذِه الْآيَة: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} (آل عمرَان: 02) . الْآيَة؟ قلت: لَا. قَالَ:
أما أَنه لم يكن فِي زمَان النَّبِي صلى الله عليه وسلم غَزْو يرابطون فِيهِ، وَلكنهَا نزلت فِي قوم يعمرون الْمَسَاجِد وَيصلونَ الصَّلَاة فِي مواقيتها ثمَّ يذكرُونَ الله فِيهَا فَعَلَيْهِم أنزلت:{اصْبِرُوا} (آل عمرَان: 02) . أَي على الصَّلَوَات الْخمس {وَصَابِرُوا} (آل عمرَان: 02) . أَنفسكُم وهواكم {وَرَابطُوا} (آل عمرَان: 02) . فِي مَسَاجِدكُمْ {وَاتَّقوا الله} فِيمَا علمكُم {لَعَلَّكُمْ تفلحون} (آل عمرَان: 02) . وَهَكَذَا روى الْحَاكِم أَيْضا فِي (مُسْتَدْركه) .
2982 -
حدَّثنا عبْدُ الله بنُ مُنير قَالَ سَمِعَ أبَا النَّضْرِ قَالَ حدَّثنا عبْدُ الرَّحْمانِ بنُ عَبْدِ الله بنِ دِينارٍ عنْ أبِي حازِمٍ عنْ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ رِباطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ الله خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ومَوْضِعُ سَوْطٍ أحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا والرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ الله أَو الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَعبد الله بن مُنِير، بِضَم الْمِيم وَكسر النُّون أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمروزِي، وَهُوَ من أَفْرَاده، وَأَبُو النَّضر، بِفَتْح النُّون وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة واسْمه هَاشم بن الْقَاسِم التَّمِيمِي، وَيُقَال: اللَّيْثِيّ الْكِنَانِي، خراساني سكن بَغْدَاد وَمَات بهَا يَوْم الْأَرْبَعَاء غرَّة ذِي الْقعدَة سنة سبع وَمِائَتَيْنِ، وَأَبُو حَازِم الْأَعْرَج سَلمَة بن دِينَار، وَسَهل بن سعد بن مَالك السَّاعِدِيّ الْأنْصَارِيّ.
والْحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ فِيهِ عَن أبي بكر بن أبي النَّضر.
قَوْله: (سمع أَبَا النَّضر)، التَّقْدِير أَنه سمع أَبَا النَّضر. قَوْله:(رِبَاط يَوْم)، قد مر تَفْسِير الرِّبَاط عَن قريب. قَوْله:(وَمَا عَلَيْهَا)، أَي: على الدُّنْيَا وَفَائِدَة الْعُدُول عَن قَوْله: وَمَا فِيهَا، هُوَ أَن معنى الاستعلاء أَعم من الظَّرْفِيَّة وَأقوى فقصده زِيَادَة الْمُبَالغَة. قَوْله:(وَمَوْضِع سَوط أحدكُم) . إِلَى قَوْله: (عَلَيْهَا) ، لِأَن الدُّنْيَا فانية وكل شَيْء فِي الْجنَّة باقٍ، وَإِن صغر فِي التَّمْثِيل لنا، وَلَيْسَ فِيهِ صَغِير، فَهُوَ أدوم وَأبقى من الدُّنْيَا الفانية المنقطعة فَكَانَ الدَّائِم الْبَاقِي خيرا من الْمُنْقَطع. قَوْله:(والروحة) إِلَى آخِره، وَتَفْسِير الغدوة والروحة مر فِي أَوَائِل كتاب الْجِهَاد فِي: بَاب الغدوة والروحة، لِأَنَّهُ أخرج هُنَاكَ عَن سهل بن سعد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:(الروحة والغدوة فِي سَبِيل الله أفضل من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) . فَإِن قلت: روى أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه من حَدِيث عُثْمَان، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، (رِبَاط يَوْم فِي سَبِيل الله خير من ألف يَوْم فِيمَا سواهُ من الْمنَازل) . قلت: لَا تعَارض، لِأَنَّهُ باخْتلَاف العاملين أَو باخْتلَاف الْعَمَل بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْكَثْرَة والقلة.
106 -
(حَدثنَا قُتَيْبَة قَالَ حَدثنَا يَعْقُوب عَن عَمْرو عَن أنس بن مَالك رضي الله عنه أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ لأبي طَلْحَة التمس لي غُلَاما من غِلْمَانكُمْ يخدمني حَتَّى أخرج إِلَى خَيْبَر فَخرج بِي أَبُو طَلْحَة مردفي وَأَنا غُلَام راهقت الْحلم فَكنت أخدم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - إِذا نزل فَكنت أسمعهُ كثيرا يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْهم والحزن وَالْعجز والكسل وَالْبخل والجبن وضلع الدّين وَغَلَبَة الرِّجَال ثمَّ قدمنَا خَيْبَر فَلَمَّا فتح الله عَلَيْهِ الْحصن ذكر لَهُ جمال صَفِيَّة بنت حييّ بن أَخطب وَقد قتل زَوجهَا وَكَانَت عروسا فاصطفاها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - لنَفسِهِ فَخرج بهَا حَتَّى بلغنَا سد الصَّهْبَاء حلت فَبنى بهَا ثمَّ صنع حَيْسًا فِي نطع صَغِير ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - آذن من حولك فَكَانَت تِلْكَ وَلِيمَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - على صَفِيَّة ثمَّ خرجنَا إِلَى الْمَدِينَة قَالَ فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - يحوي لَهَا وَرَاءه
بعباءة ثمَّ يجلس عِنْد بعيره فَيَضَع ركبته فتضع صَفِيَّة رجلهَا على رُكْبَتَيْهِ حَتَّى تركب فسرنا حَتَّى إِذا أَشْرَفنَا على الْمَدِينَة نظر إِلَى أحد فَقَالَ هَذَا جبل يحبنا ونحبه ثمَّ نظر إِلَى الْمَدِينَة فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أحرم مَا بَين لابتيها بِمثل مَا حرم إِبْرَاهِيم مَكَّة اللَّهُمَّ بَارك لَهُم فِي مدهم وصاعهم) مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله التمس لي غُلَاما إِلَى قَوْله فَكنت أخدم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ - وَيَعْقُوب هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَارِي بِالتَّشْدِيدِ من القارة حَلِيف بني زهرَة أَصله مدنِي سكن الْإسْكَنْدَريَّة وَعَمْرو بن أبي عَمْرو مولى الْمطلب والْحَدِيث يشْتَمل على عدَّة أَحَادِيث الأول حَدِيث التمس لي غُلَاما الثَّانِي حَدِيث الِاسْتِعَاذَة أخرجه فِي الدَّعْوَات أَيْضا عَن قُتَيْبَة الثَّالِث حَدِيث صَفِيَّة أخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْبيُوع وَفِي الْمَغَازِي عَن عبد الْغفار بن دَاوُد وَفِي الْمَغَازِي أَيْضا عَن أَحْمد وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْخراج عَن سعيد بن مَنْصُور عَن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بِبَعْضِه الرَّابِع حَدِيث أحد وَحَدِيث لابتي الْمَدِينَة أخرجه أَيْضا فِي الْجِهَاد عَن عبد الْعَزِيز بن عبد الله وَفِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام عَن القعْنبِي وَفِي الْمَغَازِي عَن عبد الله بن يُوسُف وَفِي الِاعْتِصَام عَن إِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَأخرجه مُسلم فِي الْمَنَاسِك عَن قُتَيْبَة وَيحيى بن أَيُّوب وَعلي بن حجر وَعَن قُتَيْبَة وَسَعِيد بن مَنْصُور كِلَاهُمَا عَن يَعْقُوب وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي المناقب عَن الْأنْصَارِيّ وَهُوَ إِسْحَق بن مُوسَى (ذكر مَعْنَاهُ) قَوْله " لأبي طَلْحَة " زوج أم أنس واسْمه زيد بن سهل الْأنْصَارِيّ وَقد مر غير مرّة قَوْله " يخدمني " بِالْجَزْمِ لِأَنَّهُ جَوَاب الْأَمر وَيجوز الرّفْع على تَقْدِير هُوَ يخدمني قَوْله " مردفي " من الإرداف وَالْوَاو فِي قَوْله وَأَنا غُلَام للْحَال قَوْله " راهقت الْحلم " أَي قاربت الْبلُوغ قَوْله " من الْهم والحزن " قَالَ الْخطابِيّ أَكثر النَّاس لَا يفرقون بَين الْهم والحزن وهما على اخْتِلَافهمَا فِي الِاسْم يتقاربان فِي الْمَعْنى إِلَّا أَن الْحزن إِنَّمَا يكون على أَمر قد وَقع والهم إِنَّمَا هُوَ فِيمَا يتَوَقَّع وَلم يكن بعد وَقَالَ الْقَزاز الْهم هُوَ الْغم والحزن تَقول أهمني هَذَا الْأَمر وأحزنني وَيحْتَمل أَن يكون من همه الْمَرَض إِذا أذابه وأنحله مَأْخُوذ من هم الشَّحْم إِذا أذابه وَالشَّيْء مهموم أَي مذاب قَوْله " وضلع الدّين " بِفَتْح الضَّاد الْمُعْجَمَة وَاللَّام أَي ثقل الدّين وَأمر مضلع أَي مثقل قَوْله " وَغَلَبَة الرِّجَال " قَالَ الْكرْمَانِي عبارَة عَن الْهَرج والمرج وَيُقَال غَلَبَة الرِّجَال عبارَة عَن توَحد الرجل فِي أمره وتغلب الرِّجَال عَلَيْهِ قَوْله " صَفِيَّة بنت حييّ " بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْيَاء آخر الْحُرُوف المخففة وَتَشْديد الْيَاء الْأَخِيرَة وأخطب بِسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الطَّاء الْمُهْملَة وشذ بالمهملتين وَحَدِيث صَفِيَّة قد مر فِي كتاب الْبيُوع فِي بَاب هَل يُسَافر الرجل بالجارية قبل أَن يَسْتَبْرِئهَا فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن عبد الْغفار بن دَاوُد عَن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن أنس بن مَالك قَالَ قدم النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - خَيْبَر الحَدِيث إِلَى قَوْله حَتَّى تركب وَقد مر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ مُسْتَوْفِي قَوْله " عروسا " نعت يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذكر والمؤنث مادام فِي تعريسهما أَيَّامًا وَالْأَحْسَن أَن يُقَال للرجل معرس لِأَنَّهُ قد أعرس أَي اتخذ عرسا قَوْله " سد الصهبا " اسْم مَوضِع قَوْله " حَيْسًا " بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره سين مُهْملَة وَهُوَ طَعَام يتَّخذ من التَّمْر والأقط وَالسمن وَقد يَجْعَل عوض الأقط الدَّقِيق أَو الفتيت قَوْله " فِي نطع " بِفَتْح النُّون وَكسرهَا وَسُكُون الطَّاء وَفتحهَا أَربع لُغَات قَوْله " يحوي " أَي يَجْعَل العباءة لَهَا حوية يَجْعَلهَا حول سَنَام الْبَعِير وَفِي الْعين الحوية مركب يهيأ للْمَرْأَة وَيُقَال الحوية كسَاء محشو قَوْله " هَذَا جبل يحبنا " قد مر عَن قريب فِي بَاب فضل الْخدمَة فِي الْغَزْو وَكَذَلِكَ حَدِيث لابتي الْمَدِينَة قيل فِي صدر هَذَا الحَدِيث إِشْكَال قَالَه الدَّاودِيّ وَغَيره وَهُوَ أَن الظَّاهِر أَن ابْتِدَاء خدمَة أنس للنَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - من كَانَ أول مَا قدم الْمَدِينَة وَأَنه صَحَّ عَنهُ أَنه قَالَ خدمت النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - تسع سِنِين وَفِي رِوَايَة عشر سِنِين وخيبر كَانَت سنة سبع فَيلْزم أَن يكون إِنَّمَا خدم أَربع سِنِين وَأجِيب بِأَن معنى قَوْله لأبي طَلْحَة التمس لي غُلَاما من غلمانك تعْيين من خرج مَعَه فِي تِلْكَ السفرة فعين لَهُ أَبُو طَلْحَة أنسا فينحط الالتماس على الاسْتِئْذَان فِي المسافرة بِهِ لَا فِي أصل الْخدمَة فَإِنَّهَا