الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن الْفرس الَّذِي حمله عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فِي سَبِيل الله أَنه كَانَ حملاناً وَلم يكن حَبِيسًا، إِذْ لَو كَانَ حَبِيسًا لم يكن يجوز بَيْعه. وَقَوله أَيْضا:(لَا تعد فِي صدقتك) يدل على أَنه لم يكن حَبِيسًا، وَإِنَّمَا كَانَ حملاناً، والْحميدِي، بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة: عبد الله بن الزبير بن عِيسَى بن عبيد الله، ونسبته إِلَى حميد أحد أجداده، وَقد تكَرر ذكره، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَزيد بن أسلم يروي عَن أَبِيه أسلم مولى عمر بن الْخطاب الْعَدوي. والْحَدِيث مضى فِي الزَّكَاة وَفِي الْهِبَة، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.
1792 -
حدَّثنا إسْمَاعِيلُ قَالَ حدَّثني مالِكٌ عنْ عبْدِ الله بنِ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما أَن عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ حَمَلَ علَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ الله فوَجَدَهُ يُبَاعُ فأرَادَ أنْ يَبْتَاعَهُ فَسألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَا تَبْتَعْهُ ولَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ..
هَذَا مثل الحَدِيث الَّذِي قبله، غير أَن الروَاة مُخْتَلفَة وَالْكَلَام فِيهِ مضى. قَوْله:(يُبَاع)، على صِيغَة الْمَجْهُول فِي مَحل النصب على أَنه الْمَفْعُول الثَّانِي. قَوْله:(أَن يبتاعه) أَي: أَرَادَ أَن يَشْتَرِيهِ. قَوْله: (لَا تبتعه)، أَي: لَا تشتره.
2792 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ قَالَ حدَّثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ عنْ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ الأنصَارِيِّ قَالَ حدَّثنا أبُو صالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أبَا هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ قَالَ قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لَوْلا أنْ أشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا تَخَلَّفْتُ عنْ سَرِيَّةٍ ولاكِنْ لَا أجِدُ حُمُولَةً وَلَا أجِدُ مَا أحْمِلُهُمْ عليْهِ ويَشُقُّ علَيَّ أنْ يَتَخَلُّفوْا عَنِي ولَوَدِدْتُ أنِّي قاتَلْتُ فِي سَبِيلِ الله فقُتِلْتُ ثُمَّ أُحْيِيتُ ثُمَّ قُتِلْتُ ثُمَّ أُحْييتُ..
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (وَلَا أجد مَا أحملهم عَلَيْهِ) وَيحيى بن سعيد الأول هُوَ الْقطَّان، وَأَبُو صَالح ذكْوَان الزيات، والْحَدِيث تقدم فِي أَوَائِل الْجِهَاد فِي: بَاب تمني الشَّهَادَة، والحمولة الَّتِي يحمل عَلَيْهَا. قَوْله:(فقُتِلْتُ) إِلَى آخِره كُله على صِيغ الْمَجْهُول.
121 -
(بابُ مَا قِيلَ فِي لِوَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا قيل فِي لِوَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم اللِّوَاء، بِكَسْر اللَّام وبالمد، قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ: اللِّوَاء، مَا يعْقد فِي طرف الرمْح ويلوى مَعَه، وَبِذَلِك سمي لِوَاء، والراية ثوب يَجْعَل فِي طرف الرمْح ويخلى بهيئته تصفقه الرّيح، وَيُقَال: اللِّوَاء علم الْجَيْش، قيل: هُوَ دون الرَّايَة، وَقيل: اللِّوَاء عَلامَة كبكبة الْأَمِير يَدُور مَعَه حَيْثُ دَار، والراية هِيَ الَّتِي يتولاها صَاحب الْحَرْب. وَقيل: اللِّوَاء الْعلم الضخم، وَالْعلم عَلامَة لمحل الْأَمِير، كَمَا مر. وَفرق التِّرْمِذِيّ بَين اللِّوَاء والراية حَيْثُ ترْجم أَولا، وَقَالَ: بَاب الألوية، ثمَّ روى من حَدِيث جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم دخل مَكَّة وَلِوَاؤُهُ أَبيض، ثمَّ ترْجم ثَانِيًا وَقَالَ: بَاب فِي الرَّايَات، ثمَّ روى من حَدِيث الْبَراء، فَقَالَ حِين سُئِلَ عَن راية رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم: كَانَت سَوْدَاء مربعة من نمرة. وَأخرجه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ أَيْضا، وروى أَبُو يعلى فِي (مُسْنده) وَالطَّبَرَانِيّ فِي (الْكَبِير) من حَدِيث عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه، قَالَ: كَانَت راية رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم سَوْدَاء وَلِوَاؤُهُ أَبيض، وروى الشَّيْخ بن حَيَّان من حَدِيث عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، قَالَت: كَانَ لِوَاء رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم أَبيض، وروى أَبُو دَاوُد من رِوَايَة سماك بن حَرْب عَن رجل من قومه عَن آخر مِنْهُم، قَالَ: رَأَيْت راية رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، صفراء، وروى ابْن عدي من حَدِيث ابْن عَبَّاس، قَالَ: كَانَت راية رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم سَوْدَاء وَلِوَاؤُهُ أَبيض مَكْتُوب بِهِ: لَا إلاه إلَاّ الله مُحَمَّد رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، وروى الطَّبَرَانِيّ فِي (الْكَبِير) من حَدِيث جَابر: أَن راية رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم كَانَت سَوْدَاء. وروى ابْن أبي عَاصِم فِي (كتاب الْجِهَاد) من حَدِيث كرز بن أُسَامَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، أَنه عقد راية بني سليم حَمْرَاء، وروى أَيْضا من حَدِيث مزيدة، يَقُول: كنت جَالِسا عِنْد رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، فعقد راية الْأَنْصَار وَجعلهَا صفراء. قلت: مزيدة بِفَتْح الْمِيم وَكسر الزَّاي: الْعَبْدي من
عبد الْقَيْس، هُوَ جد هودة العصري الْعَبْدي. فَإِن قلت: مَا وَجه التَّوْفِيق فِي اخْتِلَاف هَذِه الرِّوَايَات؟ قلت: وَجه الِاخْتِلَاف باخْتلَاف الْأَوْقَات.
4792 -
حدَّثنا سَعيدُ بنُ أبِي مَرْيَمَ قَالَ حدَّثني اللَّيْثُ قَالَ أخبرَني عُقَيْلٌ عنِ ابنِ شِهَابٍ قَالَ أخْبَرَنِي ثَعْلَبَةُ بنُ أبِي مالِكٍ القُرَظِيُّ أنَّ قَيسَ ابْنَ سَعْدٍ الأنْصَارِيَّ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ وكانَ صاحِبَ لِواءِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم أرَادَ الحَجَّ فرَجَّلَ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وثعلبة بن أبي مَالك اسْمه عبد الله لَهُ رُؤْيَة من النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْقرظِيّ، وَيُقَال: الْكِنْدِيّ، وَقيس ابْن سعد بن عبَادَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو عبد الله الْمَدِينِيّ، لَهُ ولأبيه صُحْبَة.
وَهَذَا الحَدِيث مَوْقُوف، فَلذَلِك اقْتصر على هَذَا الْمِقْدَار، لِأَن غَرَضه هُوَ قَوْله:(وَكَانَ صَاحب لِوَاء رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم ، وَأخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ بِتَمَامِهِ من طَرِيق اللَّيْث، فَقَالَ بعد قَوْله: فَرجل أحد شقي رَأسه، فَقَامَ غُلَام لَهُ فقلد هَدْيه، فَنظر قيس هَدْيه وَقد قلد فَأهل بِالْحَجِّ وَلم يرجل شقّ رَأسه الآخر. قَوْله: (أَرَادَ الْحَج)، خبر قَوْله: أَن قيس بن سعد الْأنْصَارِيّ. وَقَوله: (وَكَانَ صَاحب لِوَاء رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم جملَة مُعْتَرضَة بَين إسم إِن وخبرها. قَوْله: (فرجَّل) ، بِالْجِيم من الترجيل، وَهُوَ: تَسْرِيح الشّعْر وتنظيفه وتحسينه بالمشط، قَالَ الْكرْمَانِي: وَفِي بعض الرِّوَايَة بِالْحَاء، قيل: إِنَّه خطأ، ومفعول: رجل، مَحْذُوف، أَي: رجَّل رَأسه، وَفِي بعض النّسخ غير مَحْذُوف.
5792 -
حدَّثنا قُتَيْبَةُ قَالَ حدَّثنا حاتِمُ بنُ إسْمَاعِيلَ عنْ يَزِيدَ بنِ أبِي عُبَيْدٍ عنْ سَلَمَةَ بنِ الأكْوَعِ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ قَالَ كانَ عَلِيٌّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ تخَلَّفَ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ وكانَ بهِ رمَدٌ فَقالَ أَنا أتَخَلَّفُ عنْ رَسوُلِ الله صلى الله عليه وسلم فخَرَجَ عَلِيٌّ فلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فلَمَّا كانَ مساءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فتَحَهَا فِي صَباحِهَا فَقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأعْطِيَنَّ الرَّايةَ أوْ قالَ ليَأخُذَنَّ غَداً رَجُلٌ يُحِبُّهُ الله ورسُولُهُ أوْ قالَ يحِبُّ الله ورسُولُهُ يَفْتَحُ الله عليهِ فَإِذا نَحْنُ بِعَلِيٍّ وَمَا نَرْجُوهُ فَقالوا هذَا عَليٌّ فأعْطَاهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ففتَحَ الله علَيْهِ.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (لَأُعْطيَن الرَّايَة) وحاتم بن إِسْمَاعِيل أَبُو إِسْمَاعِيل الْكُوفِي سكن الْمَدِينَة، وَيزِيد بن أبي عبيد مولى سَلمَة بن الْأَكْوَع، وَقد مر عَن قريب، وَقد مضى نَحوه عَن سهل بن سعد فِي الْجِهَاد فِي: بَاب دُعَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِلَى الْإِسْلَام.
وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث الْبَاب فِي فضل عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، عَن قُتَيْبَة أَيْضا، وَفِي الْمَغَازِي أَيْضا عَن القعْنبِي. وَأخرجه مُسلم فِي الْفَضَائِل عَن قُتَيْبَة عَن حَاتِم بن إِسْمَاعِيل.
قَوْله: (تخلف عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَعْنِي: لأجل رمد عَيْنَيْهِ، وَذَلِكَ فِي غَزْوَة خَيْبَر. قَوْله: (أَو قَالَ)، شكّ من الرَّاوِي. قَوْله:(فَإِذا نَحن بعلي) كلمة: إِذا، للمفاجأة أَي: فَإِذا نَحن بعلي قد حضر. قَوْله: (وَمَا نرجوه)، أَي: مَا كُنَّا نرجو قدومه فِي ذَلِك الْوَقْت للرمد الَّذِي بِهِ.
وَفِيه: فَضِيلَة عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، على غَايَة مَا يكون، ومعجزة للنَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي إخْبَاره بِالْغَيْبِ، وَقد وَقع كَمَا أخبر.
6792 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ العَلاءِ قَالَ حدَّثنا أَبُو أُسَامَةَ عنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ عنْ أبِيهِ عنْ نافِعِ ابنِ جُبَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ العَبَّاسَ يَقولُ لِلزُّبَيْرِ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا هاهُنَا أمَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ تَرْكُزَ الرَّايَةَ.
(الحَدِيث 6792 طرفه فِي: 0824) .
مطابقته للتَّرْجَمَة إِنَّمَا تتأتى على قَول من قَالَ: اللِّوَاء والراية وَاحِدَة، وَالصَّحِيح الْفرق بَينهمَا، كَمَا ذكرنَا، فعلى هَذَا وَجه الْمُطَابقَة من حَيْثُ إِلْحَاق الرَّايَة باللواء فِي كَونهمَا للنَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ الرشاطي: الرَّايَات إِنَّمَا كَانَت بِخَيْبَر، وَإِنَّمَا كَانَت