الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي السّنة عَن ابْن نمير بِهِ.
قَوْله: (مَا حجبني النَّبِي صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أسلمت)، أَي: مَا مَنَعَنِي مِمَّا التمست مِنْهُ أَو من دُخُول الدَّار، وَلَا يلْزم مِنْهُ النّظر إِلَى أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ. قَوْله:(فِي وَجْهي) ، هَذَا هَكَذَا فِي رِوَايَة السَّرخسِيّ والكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيرهمَا: فِي وَجهه، وَفِي الْتِفَات من التَّكَلُّم إِلَى الْغَيْبَة. قَوْله:(وَلَقَد شَكَوْت) إِلَى آخِره، مضى فِي: بَاب حرق الدّور والنخيل عَن قريب.
وَفِيه: أَن الرجل الْوَجِيه فِي قومه لَهُ حُرْمَة ومكانة على من هُوَ دونه، لِأَن جَرِيرًا كَانَ سيد قومه. وَفِيه: أَن لِقَاء النَّاس بالتبسم وطلاقة الْوَجْه من أَخْلَاق النُّبُوَّة، وَهُوَ منَاف للتكبر وجالب للمودة. وَفِيه: فضل الفروسية وَأَحْكَام ركُوب الْخَيل، فَإِن ذَلِك مِمَّا يَنْبَغِي أَن يتعلمه الرجل الشريف والرئيس. وَفِيه: أَنه لَا بَأْس للْإِمَام أَو للْعَالم إِذا أَشَارَ إِلَيْهِ إِنْسَان فِي مُخَاطبَة أَو غَيرهَا أَن يضع عَلَيْهِ يَده وَيضْرب بعض جسده، وَذَلِكَ من التَّوَاضُع واستماله النُّفُوس. وَفِيه: بركَة دَعوته، صلى الله عليه وسلم، لِأَنَّهُ جَاءَ فِي الحَدِيث أَنه مَا سقط بعد ذَلِك من الْخَيل.
361 -
(بابُ دَوَاءِ الجَرْحِ بإحْرَاقِ الْحَصِيرِ وغَسْلِ المَرْأةِ عنْ أبِيها الدَّمَ عنْ وَجْهِهِ وحَمْلِ المَاءِ فِي التُّرْسِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا جَاءَ من دَوَاء الْجرْح إِلَى آخِره. قَوْله: (وَحمل المَاء)، مَعْطُوف على قَوْله:(دَوَاء الْجرْح) أَي وَفِي بَيَان مَا جَاءَ من حمل الرجل المَاء فِي الترس لأجل غسل الدَّم، وَهَذِه التَّرْجَمَة مَأْخُوذَة من معنى حَدِيث الْبَاب، لِأَن المُرَاد من الْمَرْأَة هِيَ فَاطِمَة بنت رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي داوت جرح النَّبِي صلى الله عليه وسلم، بالحصير المحرق بالنَّار بعد غسلهَا الدَّم عَن وَجه النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَذَلِكَ لإزدياد الدَّم بِالْغسْلِ بِالْمَاءِ وَعدم انْقِطَاعه. وَأما حمل المَاء فَكَانَ من عَليّ بن أبي طَالب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، على مَا يَجِيء بَيَانه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
7303 -
حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله قَالَ حدَّثنا سُفْيَانُ قَالَ حدَّثنا أبُو حَازِمٍ قَالَ سألُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ بِأيِّ شَيءٍ دُووِيَ جُرْحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ أحَدٌ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي كانَ عَلِيٌّ يَجِيءُ بالْمَاءِ فِي تُرْسِهِ وكانَتْ يَعْنِي فَاطِمَةَ تَغْسِلُ الدَّمَ عنْ وَجْهِهِ وأُخِذَ حَصِيرٌ فأُحْرِقَ ثُمَّ حُشِيَ بِهِ جُرْحُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَعلي بن عبد الله هُوَ ابْن الْمَدِينِيّ، وسُفْيَان هُوَ: ابْن عُيَيْنَة، وَأَبُو حَازِم سَلمَة بن دِينَار الْأَعْرَج. والْحَدِيث بِعَيْنِه مضى فِي كتاب الطَّهَارَة فِي: غسل الْمَرْأَة أَبَاهَا الدَّم عَن وَجهه، غير أَنه هُنَاكَ أخرجه عَن مُحَمَّد عَن سُفْيَان
…
إِلَى آخِره، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ. قَوْله:(جرح النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَي: الَّذِي وَقع يَوْم أحد من شج رَأسه الْمُبَارك. قَوْله: (مَا بَقِي) ، لِأَنَّهُ آخر من مَاتَ من الصَّحَابَة بِالْمَدِينَةِ.
461 -
(بابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّنَازُعِ والاخْتِلافُ فِي الحَرْبِ وعقُوبَةِ منْ عَصَي إمَامَهُ)
أَي: هَذ بَاب فِي بَيَان مَا يكره إِلَى آخِره. قَوْله: (فِي الْحَرْب)، أَي: من الْمُقَاتلَة فِي أَحْوَال الْحَرْب. قَوْله: (وعقوبة)، أَي: وَفِي بَيَان عُقُوبَة من عصى إِمَامه، يَعْنِي: بالهزيمة وحرمان الْغَنِيمَة، وَفِي (التَّوْضِيح) : التَّنَازُع هُوَ الِاخْتِلَاف. قلت: لَيْسَ كَذَلِك، لِأَنَّهُ يلْزم عطف الشَّيْء على نَفسه فِي التَّرْجَمَة، وَلَا يُقَال: إِنَّه عطف بَيَان لِأَن التَّنَازُع مَعْلُوم فَلَا يحْتَاج إِلَى الْبَيَان، والتنازع هُوَ التخاصم والتجادل، وَالِاخْتِلَاف أَن يذهب كل وَاحِد مِنْهُم إِلَى رَأْي، وَالِاخْتِلَاف سَبَب الْهَلَاك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، لِأَن الله عز وجل قد عبر فِي كِتَابه بِالْخِلَافِ الَّذِي قضى بِهِ على عباده عَن الْهَلَاك فِي قَوْله:{وَلَو شَاءَ الله مَا اخْتلفُوا} (الْأَنْفَال: 64) . ثمَّ قَالَ: وَلذَلِك خلقهمْ، يَعْنِي: ليكونوا فريقين: فريق فِي الْجنَّة وفريق فِي السعير، من أجل اخْتلَافهمْ.
وَقَالَ الله تَعَالى {ولَا تَنَازَعُوا فتَفْشَلُوا وتَذْهَبُ رِيحُكُمْ} (الْأَنْفَال: 64) .
أول الْآيَة: {وَأَطيعُوا الله وَرَسُوله وَلَا تنازعوا} (الْأَنْفَال: 64) . وَقبلهَا، خَاطب الْمُؤمنِينَ بقوله: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا لَقِيتُم فِئَة فاثبتوا
واذْكُرُوا الله كثيرا لَعَلَّكُمْ تفلحون} (الْأَنْفَال: 54) . فَأمروا بالثبات عِنْد ملاقاتهم الْأَعْدَاء، وَالصَّبْر على مبارزتهم، ثمَّ أَمرهم بِذكرِهِ فِي تِلْكَ الْحَال وَلَا ينسونه بل يستعينون بِهِ ويوكلون عَلَيْهِ ويسألونه النَّصْر عَلَيْهِم، ثمَّ أَمرهم بإطاعة الله وَرَسُوله فِي حَالهم ذَلِك، فَمَا أَمرهم بِهِ ايتمروا وَمَا نَهَاهُم عَنهُ انزجروا، وَلَا يتنازعون فِيمَا بَينهم فيفشلون، من الفشل: وَهُوَ الْفَزع والجبن والضعف. قَوْله: {وَتذهب ريحكم} (الْأَنْفَال: 64) . أَي: قوتكم وحدتكم وَمَا كُنْتُم فِيهِ من الإقبال {واصبروا إِن الله مَعَ الصابرين} (الْأَنْفَال: 64) . قَوْله: (يَعْنِي الْحَرْب) ، هَكَذَا وَقع فِي رِوَايَة الْكشميهني وَحده.
وقَالَ قَتَادَةُ الرِّيحُ الحَرْبُ
هَذَا هُوَ الَّذِي وَقع فِي هَذَا الْموضع فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ، قَالَ قَتَادَة: الرّيح الْحَرْب، وَهَذَا وَصله عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره عَن معمر عَن قَتَادَة بِهِ، وَقَالَ مُجَاهِد: الرّيح النَّصْر، وَقيل: الدولة، شبهت فِي نُفُوذ أمرهَا وتمشيه بِالرِّيحِ وهبوبها، فَقيل: هبت ريَاح فلَان: إِذا دالت لَهُ.
8303 -
حدَّثنا يَحْيَى قَالَ حدَّثنا وَكِيعُ عنْ شُعْبَةَ عنْ سَعِيدِ بنِ أبِي بُرْدَةَ عنْ أبِيهِ عنْ جَدِّهِ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعَثَ مُعاذَاً وَأَبا مُوسَى إِلَى اليَمَنِ قَالَ يَسِّرَا ولَا تُعَسِّرَا وبَشِّرَا ولَا تُنَفِّرَا وتَطاوَعَا ولَا تَخْتَلِفَا..
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَلَا تختلفا) .
ذكر رِجَاله وهم سِتَّة: الأول: يحيى، قيل: هُوَ يحيى بن جَعْفَر بن أعين أَبُو زَكَرِيَّاء البُخَارِيّ البيكندي، وَقيل: يحيى بن مُوسَى بن عبد ربه أَبُو زَكَرِيَّاء السّخْتِيَانِيّ الْبَلْخِي، يُقَال لَهُ: خت، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وبالتاء الْمُثَنَّاة من فَوق، وكل مِنْهُمَا سمع وكيعاً. وَقَالَ الْكرْمَانِي فِي يحيى بن جَعْفَر الْبَلْخِي: وَلَيْسَ إلَاّ البُخَارِيّ، وَقَالَ فِي يحيى بن مُوسَى الختي بِالنِّسْبَةِ إِلَى خت، وَلَيْسَ كَذَلِك، فَإِن خت لقبه وَمَا هُوَ بمنسوب إِلَيْهِ. الثَّانِي: وَكِيع، وَقد تكَرر ذكره. الثَّالِث: شُعْبَة، كَذَلِك. الرَّابِع: سعيد بن أبي بردة، بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة: واسْمه عَامر. الْخَامِس: أَبُو عَامر. السَّادِس: جده أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ، واسْمه عبد الله بن قيس، وَالضَّمِير فِي: جده، رَاجع إِلَى سعيد لَا إِلَى الْأَب، يَعْنِي: روى سعيد عَن عَامر عَن عبد الله.
ذكر تعدد مَوْضِعه وَمن أخرجه غَيره: أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْأَدَب عَن إِسْحَاق، وَفِي الْأَحْكَام عَن مُحَمَّد بن بشار، وَفِي الْمَغَازِي عَن مُسلم بن إِبْرَاهِيم وَعَن إِسْحَاق بن شاهين أَيْضا. وَأخرجه مُسلم فِي الْأَشْرِبَة عَن قُتَيْبَة وَإِسْحَاق وَعَن مُحَمَّد بن عباد وَعَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد بن أَحْمد وَعَن زيد بن أبي أنيسَة وَفِي الْمَغَازِي عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَعَن مُحَمَّد بن عباد وَعَن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم وَابْن أبي خلف. وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْحُدُود فِي قصَّة الْيَهُودِيّ الَّذِي أسلم. ثمَّ ارْتَدَّ. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الْأَشْرِبَة وَفِي الْوَلِيمَة عَن أَحْمد بن عبد الله وَعبد الله بن الْهَيْثَم. وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي الْأَشْرِبَة عَن مُحَمَّد بن بشار.
ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (يسرا)، بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَالسِّين الْمُهْملَة مَعْنَاهُ: خذا بِمَا فِيهِ التَّيْسِير. قَوْله: (وَلَا تعسرا)، من التعسير وَهُوَ التَّشْدِيد والتعصيب. قَوْله:(وبشرا)، بِالْبَاء الْمُوَحدَة والشين الْمُعْجَمَة: من التبشير، وَهُوَ إِدْخَال السرُور من بشرت الرجل أُبَشِّرهُ بشرا وبشوراً من الْبُشْرَى. قَوْله:(وَلَا تنفرا) ، من التنفير، يَعْنِي: لَا تذكرا شَيْئا يهربون مِنْهُ، وَلَا تقصدا إِلَى مَا فِيهِ الشدَّة. قَوْله:(وتطاوعا) أَي: تحابا. قَوْله: (وَلَا تختلفا) ، فَإِن الِاخْتِلَاف يُورث الاختلال.
9303 -
حدَّثنا عَمْرُو بنُ خالِدٍ قَالَ حدَّثنا زُهَيْرٌ حَدَّثنا أَبُو إسْحاق قَالَ سَمِعْتُ البَرَاءَ بنَ عازِبٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا يُحَدَّثُ قَالَ جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم علَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ وكانُوا خَمْسِينَ رَجُلاً عَبْدَ الله بنَ جُبَيْرٍ فَقالَ إنْ رَأيْتُمُونَا تخْطَفُنا الطَّيْرُ فَلا تَبْرَحُوا مَكانَكُمْ هَذا حتَّى أُرْسِلَ إلَيْكُمْ وإنْ رَأيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وأوْطَاْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حتَّى أُرْسلَ إلَيْكُمْ فَهَزَمُوهُمْ قالَ فأنَا وَال لَهُ
رأيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ قدْ بدَتْ خَلاخِلُهُنَّ وأسُوُقُهُنَّ رافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ فَقالَ أصْحَابُ عَبْدِ الله ابنِ جُبَيْرٍ الغَنِيمَةَ أيْ قَوْمُ الغَنِيمَةَ ظَهَرَ أصْحَابُكُمْ فَما تَنْتَظِرُونَ فَقال عبْدُ الله بنُ جُبَيْرٍ أنَسِيتُمْ مَا قالَ لَكُمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قالُوا وَالله لَنَأتِيَنَّ النَّاسَ فلَنَّصيبَنَّ مِنَ الغَنِيمَةِ فلَمَّا أتَوْهُمْ صُرفَتْ وُجُوهُهُمْ فأقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ فذَاكَ إذْ يَدْعُوهُمْ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ فلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاٍ فأصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ وكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأصْحَابُه أصابَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أرْبَعِينَ ومائَةً سَبْعِينَ أسِيراً وسَبْعِينَ قَتِيلاً فَقال أبُو سُفْيانَ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ ثَلاثَ مَرَّاتِ فنَهَاهُمْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ يُجِيبُوهُ ثُمَّ قالَ أَفِي القَوْمِ ابنُ أبِي قُحَافَةَ ثَلاثَ مَرَّاتَ ثُمَّ قالَ أَفِي القَوْمِ ابنُ الخَطَّابِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ رجَعَ إِلَى أصْحَابِهِ فَقَالَ أمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا فَما مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ كَذَبْتَ وَالله يَا عَدُوَّ الله إنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لأحْياءٌ كُلُّهُمْ وقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ قَالَ يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ والحَرْبُ سِجَالٌ إنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي القَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا ولَمْ تَسُؤْنِي ثُمَّ أخَذَ يَرْتَجِزُ أُعْلُ هُبَلْ أُعْلُ هُبَلْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ألَا تُجِيبُوا لَهُ قَالُوا يَا رسولَ الله مَا نَقُولُ قَالَ قُولُوا ألله أعْلَى وأجَلُّ قَالَ إنَّ لَنا العُزَّى ولَا عُزَّي لَكُمْ فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ألَا تُجِيبُوا قَالَ قَالُوا يَا رسولَ الله مَا نَقولُ قَالَ قُولُوا ألله مَوْلانَا ولَا مَوْلَى لَكُمْ..
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (أَصْحَاب عبد الله بن جُبَير) فَإِن الْهَزِيمَة وَقعت بِسَبَب مخالفتهم.
وَعَمْرو بن خَالِد بن فروخ الْحَرَّانِي الْجَزرِي وَهُوَ من أَفْرَاده، وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة، وَأَبُو إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْمَغَازِي وَفِي التَّفْسِير عَن عَمْرو بن خَالِد أَيْضا. وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْجِهَاد عَن عبد الله بن مُحَمَّد النُّفَيْلِي. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي السّير عَن زِيَاد بن يحيى وَعَمْرو بن يزِيد وَفِي التَّفْسِير عَن هِلَال بن الْعَلَاء.
ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (يحدث) ، جملَة فِي مَحل النصب على الْحَال من الْبَراء، لِأَن الصَّحِيح أَن: سَمِعت، لَا يتَعَدَّى إلَاّ إِلَى مفعول وَاحِد. قَوْله:(على الرجالة)، بِفَتْح الرَّاء وَتَشْديد الْجِيم: جمع راجل، على خلاف الْقيَاس. قَوْله:(يَوْم أحد) ، نصب على الظّرْف، وَكَانَ يَوْم أحد يَوْم السبت فِي منتصف شَوَّال من سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة، وَكَانَ السَّبَب فِي غَزْوَة أحد مَا قَالَه ابْن إِسْحَاق: لما أُصِيب يَوْم بدر من كفار قُرَيْش أَصْحَاب القليب وَرجع فَلهم إِلَى مَكَّة، مَشى عبد الله بن أبي ربيعَة وَعِكْرِمَة بن أبي جهل وَصَفوَان بن أُميَّة فِي رجال من قُرَيْش مِمَّن أُصِيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم يَوْم بدر وكلموا أَبَا سُفْيَان بن حَرْب أَن يخرج بهم لَعَلَّهُم يدركوا آثَارهم، فاجتمعت قُرَيْش لِحَرْب رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم بأحابيشها وَمن أطاعها من قبائل كنَانَة وَأهل تهَامَة، فَخَرجُوا وَأَبُو سُفْيَان قائدهم وَمَعَهُ زَوجته هِنْد بنت عتبَة بن ربيعَة، وَمِنْهُم ظعائن التمَاس الحفيظة، وهم ثَلَاثَة آلَاف وَمَعَهُمْ مِائَتَا فَارس قد جنبوها، فعلى الميمنة خَالِد بن الْوَلِيد، وعَلى الميسرة عِكْرِمَة بن أبي جهل بن هِشَام، وعَلى الْخَيل صَفْوَان بن أُميَّة، وَقيل: عَمْرو بن الْعَاصِ، وعَلى الرماء عبد الله بن ربيعَة، وَكَانُوا مائَة وَفِيهِمْ سَبْعمِائة دارع، والظعن خَمْسَة عشر، وَخرج رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، فِي ألف من أَصْحَابه وَنزل على أحد وَرجع عَنهُ عبد الله بن أبي بن سلول فِي ثَلَاثمِائَة، فَبَقيَ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، فِي سَبْعمِائة. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: وَكَانَ فِي أَصْحَاب رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، مائَة دارع، وَلم يكن مَعَهم من الْخَيل سوى فرسين: فرس لرَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، وَفرس لأبي بردة، وأمَّر رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، على الرُّمَاة يَوْمئِذٍ عبد الله بن جُبَير، وَهُوَ قَول الْبَراء: جعل النَّبِي صلى الله عليه وسلم، على الرجالة يَوْم أحد، وَكَانُوا خمسين رجلا عبد الله بن جُبَير، وَهُوَ مَنْصُوب بقوله: جعل،
وَعبد الله بن جُبَير، بِضَم الْجِيم وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة: ابْن النُّعْمَان بن أُميَّة بن أمرىء الْقَيْس، واسْمه: البرك بن ثَعْلَبَة بن عَمْرو ابْن عَوْف الْأنْصَارِيّ، شهد الْعقبَة ثمَّ شهد بَدْرًا، وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا، وَقَالَ أَبُو عمر: لَا أعلم لَهُ رِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. قَوْله: (تخطفنا الطير) من خطف يخْطب من بَاب نصر ينصر، وَيُقَال من بَاب ضرب يضْرب، وَهُوَ قَلِيل، ومصدره خطف وَهُوَ: استلاب الشَّيْء وَأَخذه سرعَة. وَقَالَ الْخطابِيّ: هَذَا مثل يُرِيد بِهِ الْهَزِيمَة يَقُول صلى الله عليه وسلم: (إِن رَأَيْتُمُونَا قد زلنا عَن مَكَاننَا وولينا منهزمين فَلَا تَبْرَحُوا أَنْتُم وَهَذَا كَقَوْلِهِم: فلَان سَاكن الطير، إِذا كَانَ هادياً وقوراً وَلَيْسَ هُنَاكَ طير، وَأَيْضًا فالطير لَا يَقع إِلَّا على الشَّيْء السَّاكِن، وَيُقَال للرجل إِذا أسْرع وخف: قد طَار طيره، وَقَالَ الدَّاودِيّ: مَعْنَاهُ إِن قتلنَا وأكلت الطير لحومنا فَلَا تَبْرَحُوا مكناكم. قَوْله: (وأوطأناهم) قَالَ ابْن التِّين: يُرِيد مشينا عَلَيْهِم وهم قَتْلَى على الأَرْض، وَقَالَ الْكرْمَانِي: الْهمزَة فِي (أوطأناهم) للتعريض أَي: جعلناهم فِي معرض الدوس بالقدم. قَوْله: (قَالَ: فَإنَّا وَالله) أَي: قَالَ الْبَراء. قَوْله: (يشتددن) أَي: على الْكفَّار، يُقَال: شدّ عَلَيْهِ فِي الْحَرْب أَي: حمل عَلَيْهِ، وَيُقَال: مَعْنَاهُ يعدون، والاشتداد الْعَدو، ويروى: يسندن، قَالَ ابْن التِّين: هِيَ رِوَايَة أبي الْحسن، وَمَعْنَاهُ: يَمْشين فِي سَنَد الْجَبَل يردن أَن يرقين الْجَبَل. قَوْله: (قد بَدَت)، جملَة حَالية أَي: قد ظَهرت. قَوْله: (وأسوقهن)، جمع سَاق. قَوْله:(رافعات)، حَال من الضَّمِير الَّذِي فِي: يشتددن. وَقَوله: (ثيابهن)، مَنْصُوب بِهِ. قَوْله:(الْغَنِيمَة)، نصب على الإغراء. قَوْله:(أَي قوم)، يَعْنِي: يَا قوم، وَهُوَ منادى. قَوْله:(ظهر)، أَي: غلب. قَوْله: (أنسيتم؟) الْهمزَة فِيهِ للاستفهام على سَبِيل الْإِنْكَار. قَوْله: (صرفت وُجُوههم)، يَعْنِي: قلبت وحولت إِلَى مَوضِع جاؤوا مِنْهُ، وَذَلِكَ عُقُوبَة لعصيانهم قَول رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم. قَوْله:(منهزمين)، حَال من الضَّمِير الَّذِي فِي: أَقبلُوا. قَوْله: (فَذَاك إِذْ يَدعُوهُم) أَي: حِين يَقُول لَهُم رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم:(إِلَى يَا عباد الله إِلَيّ يَا عباد الله أَنا رَسُول الله من يكر فَلهُ الْجنَّة) . قَوْله: (فِي أخراهم) أَي: فِي جَمَاعَتهمْ الْمُتَأَخِّرَة. قَوْله: (فَلم يبْق مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم غير اثْنَي عشر) ، وَكَذَا قَالَ مقَاتل، وَقَالَ ابْن سعد: وَثَبت رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم وَمَا زَالَ يَرْمِي عَن قوسه حَتَّى صَارَت شظايا، وَثَبت مَعَه عِصَابَة من أَصْحَابه أَرْبَعَة عشر رجلا: سَبْعَة من الْمُهَاجِرين فيهم أَبُو بكر الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَسَبْعَة من الْأَنْصَار، حَتَّى تحاجزوا. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ وَابْن إِسْحَاق ومُوسَى بن عقبَة وَغَيرهم: لما انهزم الْمُسلمُونَ بَقِي رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم، فِي نفر يسير. وَقَالَ هِشَام: كَانُوا تِسْعَة: سَبْعَة من الْأَنْصَار وَرجلَيْنِ من الْمُهَاجِرين. وَقَالَ البلاذري: ثَبت مَعَه من الْمُهَاجِرين: أَبُو بكر وَعمر وَعلي وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَسعد بن أبي وَقاص وَطَلْحَة بن عبيد الله وَالزُّبَيْر بن الْعَوام وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، وَمن الْأَنْصَار: الْحباب بن الْمُنْذر وَأَبُو دُجَانَة وَعَاصِم بن ثَابت بن أبي الْأَفْلَح والْحَارث بن الصمَّة وَأسيد ابْن حضير وَسعد بن معَاذ. وَقيل: وَسَهل بن حنيف. قَوْله: (فَأَصَابُوا منا سبعين)، وَذكر ابْن إِسْحَاق: أَنهم خَمْسَة وسون، واستدرك علية ابْن هِشَام خَمْسَة أُخْرَى فصاروا على قَوْله: سبعين، وَهُوَ رِوَايَة البُخَارِيّ أَيْضا.
قَالَ ابْن إِسْحَاق: اسْتشْهد من الْمُسلمين يَوْم أحد مَعَ رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم من الْمُهَاجِرين أَرْبَعَة نفر وهم: حَمْزَة بن عبد الْمطلب، قَتله وَحشِي غُلَام جُبَير بن مطعم. وَعبد الله بن جحش. وَمصْعَب بن عُمَيْر، قَتله ابْن قمئة. وشماس بن عُثْمَان وَمن الْأَنْصَار: عَمْرو بن معَاذ. والْحَارث بن أنس. وَعمارَة بن زِيَاد. وَسَلَمَة بن ثَابت بن وقش. وَعمر بن ثَابت بن وقش. وثابت أَبوهُمَا. وَرِفَاعَة بن وقش. وحسيل بن جَابر أَبُو حُذَيْفَة. وَصَيْفِي بن قيظي. وخباب بن قيظي. وَعباد بن سهل. والْحَارث بن أَوْس بن معَاذ. وَإيَاس بن أَوْس. وَعبيد ابْن التيهَان. وحبِيب بن زيد، وَيزِيد بن حَاطِب. وَأَبُو سُفْيَان بن الْحَارِث. وحَنْظَلَة بن أبي عَامر. وأنيس بن قَتَادَة. وَأَبُو حَيَّة ابْن عَمْرو بن ثَابت. وَعبد الله بن جُبَير، أَمِير الرُّمَاة. وخيثمة أَبُو سعد. وَعبد الله بن مسلمة. وسبيع بن حَاطِب. وَعَمْرو بن قيس. وَأَبوهُ قيس بن عَمْرو. وثابت بن عَمْرو. وعامر بن مخلد. وَأَبُو هُبَيْرَة بن الْحَارِث. وَعَمْرو بن مطرف. وَأَوْس بن ثَابت أَخُو حسان بن ثَابت. وَأنس بن النَّضر. وَقيس بن مخلد. وكيسان، عبد بني مَازِن. وسليم بن الْحَارِث. ونعمان بن عبد عَمْرو. وخارجة بن زيد. وَسعد بن الرّبيع. وَأَوْس بن الأرقم. وَمَالك بن سِنَان، أَبُو أبي سعيد الْخُدْرِيّ. وَسَعِيد بن سُوَيْد. وَعتبَة ابْن ربيع. وثعلبة بن سعد. وثقف بن فَرْوَة. وَعبد الله بن عَمْرو بن وهب. وضمرة، حَلِيف بني طريف. وَنَوْفَل بن عبد الله