الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1292 -
حدَّثنا مسَدَّدٌ قَالَ حدَّثنا يَحْيَى عنْ شُعْبَةَ قَالَ أخبرَنِي قَتادَةُ أنَّ أنَساً حدَّثَهُمْ قَالَ رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَبْدِ الرَّحْمانِ بنِ عَوْفٍ والزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ فِي حَرِيرٍ..
هَذَا طَرِيق آخر عَن مُسَدّد عَن يحيى الْقطَّان عَن شُعْبَة
…
إِلَى آخِره. قَوْله: (فِي حَرِير) أَي: فِي لبس حَرِير، وَلم يذكر فِيهِ الْعلَّة وَالسَّبَب وَهِي مَحْمُولَة على الرِّوَايَة الَّتِي بَين فِيهَا السَّبَب الْمُقْتَضِي للترخيص.
2292 -
حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ قَالَ حدَّثنا غُنْدَر قَالَ حدَّثنا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتادَةَ عنْ أنَسٍ قَالَ وخَصَّ أوْ رُخِّصَ لِحَكَّةٍ بِهِمَا..
هَذَا طَرِيق آخر خَامِس فِي حَدِيث أنس عَن مُحَمَّد بن بشار بِالْبَاء الْمُوَحدَة عَن غنْدر، بِضَم الْغَيْن وَسُكُون النُّون، وَهُوَ مُحَمَّد بن جَعْفَر الْبَصْرِيّ عَن شُعْبَة بن الْحجَّاج. قَوْله:(رخص) على صِيغَة الْمَعْلُوم أَي: رخص رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم. قَوْله:(أَو رخص)، على صِيغَة الْمَجْهُول شكّ من الرَّاوِي. قَوْله:(لحكه)، أَي: لأجل حكة. قَوْله: (بهما) أَي: بِعَبْد الرَّحْمَن ابْن عَوْف، وَالزُّبَيْر بن الْعَوام.
29 -
(بابُ مَا يُذْكَرُ فِي السِّكِّينِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا يذكر فِي أَمر السكين من جَوَاز إستعماله.
3292 -
حدَّثنا عبْدُ العَزِيزِ بنُ عبْدِ الله قَالَ حدَّثني إبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدٍ عنِ ابنِ شِهابٍ عنْ جَعْفَرِ بنِ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ عنْ أبِيهِ قَالَ رأيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يأكُلُ مِنْ كَتِفٍ يَحْتَزُّ مِنْهَا ثُمَّ دُعِيَ إلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى ولَمْ يَتَوَضَّأْ..
مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من معنى الحَدِيث لِأَن احتزازه صلى الله عليه وسلم من كتف الشَّاة كَانَ بالسكين، وَيشْهد لَهُ الطَّرِيق الآخر الَّذِي يَأْتِي، وَفِيه فَألْقى السكين وَوجه إِدْخَال هَذَا الْبَاب بَين أَبْوَاب الْجِهَاد من حَيْثُ إِن السكين أَيْضا من أَنْوَاع السِّلَاح.
وَعبد الْعَزِيز ابْن عبد الله بن يحيى أَبُو الْقَاسِم الْقرشِي الأويسي الْمدنِي، وَإِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَبُو إِسْحَاق الزُّهْرِيّ الْمدنِي كَانَ على قَضَاء بَغْدَاد، وَابْن شهَاب هُوَ مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ، وجعفر بن عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي الْمدنِي يروي عَن أَبِيه عَمْرو بن أُميَّة بن خويلد الضمرِي الصَّحَابِيّ، وَهَذَا الْإِسْنَاد كُله مدنيون.
قَوْله: (من كتف)، من كتف شَاة. قَوْله:(يحتز)، بِالْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الزَّاي: من الحز، وَهُوَ الْقطع. والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْوضُوء فِي: بَاب من لم يتَوَضَّأ من لحم الشَّاة، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.
حدَّثنا أَبُو اليَمانِ قَالَ أخبرَنا شُعَيْبٌ عنِ الزُّهْرِيِّ وزَادَ فألْفَى السِّكِّينَ
هَذَا طَرِيق آخر فِي حَدِيث عَمْرو بن أُميَّة عَن أبي الْيَمَان الحكم بن نَافِع
…
إِلَى آخِره. قَوْله: (وَزَاد) يجوز أَن يكون الْفَاعِل فِيهِ هُوَ الزُّهْرِيّ، وَيجوز أَن يكون جَعْفَر ب عَمْرو، وَيجوز أَن يكون شيخ البُخَارِيّ.
وَفِيه: اسْتِعْمَال السكين، وَجَوَاز قطع اللَّحْم الْمَطْبُوخ بالسكين وَغير الْمَطْبُوخ أَيْضا. فَإِن قلت: روى أَبُو دَاوُد النَّهْي عَن قطعه بهَا. قلت: هُوَ مُنكر قَالَ النَّسَائِيّ، وَقيل: إِنَّمَا يكره قطع الْخبز بالسكين.
39 -
(بابُ مَا قِيلَ فِي قِتالِ الرُّومِ)
أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا قيل فِي قتال الرّوم من الْفضل، وَالروم هم من ولد الرّوم بن عيصو، قَالَه الْجَوْهَرِي، وَقَالَ الرشاطي: الرّوم ابْن لنطا بن يونان بن يافث بن نوح، عليه السلام، وَهَؤُلَاء الرّوم من اليونانيين، وَيُقَال: إِن الرّوم الثَّانِيَة غلبت على هَؤُلَاءِ، وهم منسوبون إِلَى جدهم، رومي بن لنطا من ولد عيصون إِن إِسْحَاق بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، عليهم السلام، وَيُقَال لَهُ: روماس، وَهُوَ باني مَدِينَة رُومِية.
4292 -
حدَّثني إسْحَاقُ بنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ قالَ حدَّثنا يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ قَالَ حدَّثني ثَوْرُ ابنُ يَزِيدَ عنْ خالِدِ بنِ مَعْدَانَ أنَّ عُمَيْرَ بنَ الأسْوَدِ العَنْسِيِّ: حدَّثَهُ أنَّهُ أتَى عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ وهْوَ نازِلٌ فِي ساحِلِ حِمْصَ وهْوَ فِي بِناءٍ لِ ومَعَهُ أُمُّ حَرَامٍ قَالَ عُمَيْرٌ فحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ أنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ أوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ البَحْرَ قدْ أوْجَبُوا قالَتْ أُمُّ حَرَامٍ قُلْتُ يَا رسولَ الله أنَا فِيهِمْ قَالَ أنْتِ فِيهِمْ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَر مَغْفُورٌ لَهُمْ فَقُلْتُ أنَا فِيهِمْ يَا رسولَ الله قَالَ لَا..
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (يغزون الْبَحْر) لِأَن المُرَاد من غَزْو الْبَحْر هُوَ قتال الرّوم الساكنين من وَرَاء الْبَحْر الْملح. وَفِي قَوْله: (يغزون مَدِينَة قَيْصر) لِأَن المُرَاد بهَا الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَالْمَشْهُور عِنْدهم أَنَّهَا تسمى: اصطنبول.
ذكر رِجَاله وهم سَبْعَة: الأول: إِسْحَاق بن يزِيد من الزِّيَادَة وَقد مر فِي أول الزَّكَاة. الثَّانِي: يحيى بن حَمْزَة، بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي، الْحَضْرَمِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن قَاضِي دمشق إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة. الثَّالِث: ثَوْر بِلَفْظ الْحَيَوَان الْمَشْهُور ابْن يزِيد من الزِّيَادَة الْحِمصِي. الرَّابِع: خَالِد بن معدان، بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة، مر فِي البيع، كَانَ يسبح فِي الْيَوْم أَرْبَعِينَ ألف تَسْبِيحَة. الْخَامِس: عُمَيْر بِالتَّصْغِيرِ ابْن الْأسود الْعَنسِي، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون، وَقيل: بِفَتْحِهَا أَيْضا وبالسين لمهملة نِسْبَة إِلَى عنس، وَهُوَ زيد بن مذْحج بن أدد والعنسي النَّاقة الصلبة، وَقَالَ ابْن بطال: بَنو عنس، بالنُّون بِالشَّام، وَبَنُو عبس بِالْبَاء الْمُوَحدَة بِالْكُوفَةِ، وَبَنُو عَيْش بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف، وبالشين الْمُعْجَمَة بِالْبَصْرَةِ. السَّادِس: عبَادَة بن الصَّامِت. السَّابِع: أم حرَام بنت ملْحَان، زوج عبَادَة بن الصَّامِت، وَأُخْت أم سليم وَخَالَة أنس بن مَالك، قَالَ أَبُو عمر: وَلَا أَقف لَهَا. على اسْم صَحِيح.
ذكر لطائف إِسْنَاده فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْإِفْرَاد فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع وبصيغة الْجمع فِي مَوضِع وَاحِد. وَفِيه: السماع. وَفِيه: العنعنة فِي مَوضِع وَاحِد. وَفِيه: القَوْل فِي موضِعين. وَفِيه: أَن شَيْخه من أَفْرَاده ونسبته إِلَى جده، لِأَنَّهُ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ابْن يزِيد أَبُو النَّضر. وَفِيه: أَن الْإِسْنَاد كُله شَامِيُّونَ. وَفِيه: أَن عُمَيْر بن الْأسود لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ إلَاّ هَذَا الحَدِيث عِنْد من يفرق بَينه وَبَين أبي عِيَاض عَمْرو بن الْأسود وَالرَّاجِح التَّفْرِقَة. وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ أنس عَن أم حرَام بأتم من هَذَا فِي أَوَائِل الْجِهَاد فِي: بَاب الدُّعَاء بِالْجِهَادِ، وَهَذَا الحَدِيث من مُسْند أم حرَام.
ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (أول جَيش من أمتِي يغزون الْبَحْر) أَرَادَ بِهِ جَيش مُعَاوِيَة، وَقَالَ الْمُهلب: مُعَاوِيَة أول من غزا الْبَحْر، وَقَالَ ابْن جرير: قَالَ بَعضهم: كَانَ ذَلِك فِي سنة سبع وَعشْرين، وَهِي غَزْوَة قبرص فِي زمن عُثْمَان بن عَفَّان، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: كَانَ ذَلِك فِي سنة ثَمَان وَعشْرين، وَقَالَ أَبُو معشر: غَزَاهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَكَانَت أم حرَام مَعَهم، وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي (جَامع المسانيد) : أَنَّهَا غزت مَعَ عبَادَة بن الصَّامِت فوقصتها بغلة لَهَا شهباء، فَوَقَعت فَمَاتَتْ، وَقَالَ هِشَام ابْن عمار: رَأَيْت قبرها ووقفت عَلَيْهِ بالسَّاحل بفاقيس. قَوْله: (قد أوجبوا)، قَالَ بَعضهم: أَي: وَجَبت لَهُم الْجنَّة. قلت: هَذَا الْكَلَام لَا يَقْتَضِي هَذَا الْمَعْنى، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: أوجبوا اسْتِحْقَاق الْجنَّة، وَقَالَ الْكرْمَانِي: قَوْله: أوجبوا أَي: محبَّة لأَنْفُسِهِمْ. قَوْله: (أول جَيش من أمتِي يغزون مَدِينَة قَيْصر) ، أَرَادَ بهَا الْقُسْطَنْطِينِيَّة كَمَا ذَكرْنَاهُ، وَذكر أَن يزِيد بن مُعَاوِيَة غزا بِلَاد الرّوم حَتَّى بلغ قسنطينية، وَمَعَهُ جمَاعَة من سَادَات الصَّحَابَة مِنْهُم: ابْن عمر، وَابْن عَبَّاس وَابْن الزبير وَأَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ، وَكَانَت وَفَاة أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ هُنَاكَ قَرِيبا من سور الْقُسْطَنْطِينِيَّة وقبره هُنَاكَ تستسقي بِهِ الرّوم إِذا قحطوا. وَقَالَ صَاحب (الْمرْآة) : وَالأَصَح أَن يزِيد بن مُعَاوِيَة غزا القسنطينية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين، وَقيل: سير مُعَاوِيَة جَيْشًا كثيفاً مَعَ سُفْيَان بن عَوْف إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة فأوغلوا فِي بِلَاد الرّوم، وَكَانَ فِي ذَلِك الْجَيْش ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَابْن الزبير وَأَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَتُوفِّي أَبُو أَيُّوب فِي مُدَّة الْحصار. قلت: الْأَظْهر أَن هَؤُلَاءِ السادات من الصَّحَابَة كَانُوا مَعَ سُفْيَان هَذَا وَلم يَكُونُوا مَعَ يزِيد بن مُعَاوِيَة، لِأَنَّهُ