الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سُورَة الرُّوم
1 -
قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَسِيرُ وا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كيْفَ كانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ. .) .
قاله هنا، وفي فاطر، وأول المؤمن بالواو، وفي آخرها بالفاء، لأنَّ ما هنا موافقٌ لما قبله وهو " أولم يتفكَّرُوا " ولما بعده وهو " وأثاروا الأرضَ " وما في فاطر موافقٌ أيضاًِ لما قبلَه وهو " ولنْ تَجِدَ لسُنَّةِ الله تحويلًا " ولما بعده وهو " وما كانَ الله ليعجزه " وما في أول المؤمن موافقٌ لما قبلَه وهو " والّذينَ تَدْعُونَ من دُونهِ " وما في آخرها موافقٌ لما قبله وهو " فأيَّ آياتِ الله تُنْكِرونَ " وما بعده وهو " فما أَغْنَى عنهمْ ما كَانُوا يَكْسِبُونَ " فناسبَ فيه الفاء، وفي الثلاثةِ قبلَه الواوُ.
2 -
قوله تعالى: (فَيَنْظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً. .) .
قاله هنا بحذف " كانوا " قبل قولِه " مِنْ قبلِهِمْ " وحذفِ الواوِ بعده، وقاله في فاطر بحذف " كانوا " أيضاً وبذكر الواو.
وفي أوائل غافر بذكرِ " كانوا " دون الواو، وزيادة " هم " وفي أواخرها بحذف الجميع، لأن ما في أوائلها، وقع فيه قصةُ نوح وهي مبسوطة فيه، فناسب فيه البسطُ، وحذفَ الجميع في أواخرها اختصاراً، لدلالة ذلكَ عليه، وما هنا وفي فاطر موافقةً لذكرها قبلُ وبعدُ.
3 -
قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا. .) الآية.
ختمها بقوله: " لقومِ يتفكرون " لأن الفكر يؤدّي إلى الوقوف على المعاني المطَلوبة، من التَّوانسِ والتّجانسِ بين الأشياء كالزوجين.
ثم قال: " ومن آياتِه خلقُ السمواتِ والأرضِ " الآية وختمها بقوله " لآياتٍ للعالمِينَ " لأن الكل يُظلّهم
السماء، وُيقلِّهم الأرضُ، وكُلّ منهم متميِّزٌ بلطيفة يمتاز بها عن غيره، وهذا يشترك في معرفته جميع العالمين. ثم قال:" ومِنْ آياتِهِ منامُكُمْ بِاللَّيْلِ والنهارِ)) وختمها بقوله " لآياتٍ لقومٍ يَسْمَعُونَ " لأن من يسمع سماع تدبّرٍ، أن النوم من صنع الله الحكيم، لا يقدر على اجتلابه إذا امتنع، ولا على رفعه إذا ورد، يعلم أنَ له صانعاً مدبّراً. ثم قال: " ومِنْ آياتِهِ يريكُمُ البَرْقَ خَوْفاً وطَمَعاً " وختمها بقوله " لآياتٍ لقوم يعقلون " لأن العقل مِلاكُ الأمر، وهو المؤدي إلى العلم - فيما ذُكر - وغيره.
4 -
قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ. .) الآية، الضميرُ فيه مع أنه راجعٌ إلى الِإعادة، المأخوذة من لفظ " يُعيدُه " في قوله (وهو الذي يَبْدأ الخَلْقَ ثُم يُعيدُه) نظراً إلى المعنى دون اللفظ، وهو رجعُه أو ردُّه، كما نُظر إلى المعنى في قوله " لنُحْييَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً " أي مكاناً ميتاً.
5 -
قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ وْا أَنَّ الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ. .) الآية.
قاله هنا بلفظ " أَوَلم يَرَوْا " وفي الزمر بلفظ " أولمْ
يعلَمُوا " لأنَّ بسط الرزق ممَّا يُرى، فناسب ذكرُ الرؤية، وما في الزمر تقدَّمه " أوتيتُهُ على علمٍ " فناسب ذكر العلم.
6 -
قوله تعالى: (وَلِتَجْرِيَ الفُلْكُ بِأَمْرِهِ. .)
قال ذلك هنا، وقال في الجاثية بزيادة " فيه "، لأنَّ ما هنا لم يتقدّمه مرجعُ الضميرِ، وثَمَّ تقدَّم له مرجعٌ وهو البحر، حيث قال (الله الذي سخَّر لكم البحْرَ) .
7 -
قوله تعالى: (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) .
فائدة ذكرِ " منْ قَبْلِهِ " بعد قوله " من قبل " التأكيدُ، وقيل: الضميرُ لإِرسال الرياح أو للسحاب فلا تكرار.
8 -
قوله تعالى: (الله الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ. .) الآية.
إن قلتَ: كيف قال ذلك، مع أن الضَّعْفَ صفةٌ، والمخاطبون لم يخلقوا من صفةٍ بل من عينٍ، وهي الماءُ أو الترابُ؟
قلتُ: المرادُ بالضعفِ " الضعيفُ "، من إطلاقِ المصدر على اسم الفاعل، كقولهم: رجلٌ عدْلٌ أي:
عادل، فمعناه من ضعيف وهو النطفة.
9 -
قوله تعالى: (وَقَالَ آلَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَالِإيمَانَ لَقَدْ لَبَثْتُمْ فِي كِتَابِ الله. .) ، أي لبثتم في قبوركم في علم كتاب الله، أو في خبره، أو في قضاء الله.
15 -
قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) ، أي لا يُطلب منهم الِإعتاب أي الرجوع إلى الله تعالى.
إن قلتَ: كيف قال ذلك، مع قوله في فصّلت:(وإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ المُعْتَبِين) حيث جعلهم مطلوباً منهم الِإعتابُ، وثَمَّ طالبينَ له؟!
قلت: معنى قوله (وَلَا هُمْ يُسْتَعْتبونَ) أي ولا هم يُقالون عثَراتِهم، بالردِّ إلى الدنيا، ومعنى قوله " وإِن يَسْتعتِبُوا فَمَا هم من المُعْتَبينَ " أي إن يستقيلوا فما هم من المُقَالين، فلا تنافي.
" تَمَّتْ سُورَةُ الروم "