الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال تعالى: (وَأَلّوِ اسْتَقَامُواْ عَلَى الطّرِيقَةِ لأسْقَيْنَاهُم مّآءً غَدَقاً)[الجن: 16]
قال أبو سليمان الداراني: «من صفى صفي له، و من كدر كدر عليه، و من أحسن في ليلة كوفىء في نهاره، و من أحسن في نهاره كوفىء في ليله» . و كان شيخ يدور في المجالس، و يقول: من سره أن تدوم له العافية، فليتق الله عز وجل.
وكان الفضيل بن عياض يقول: «إني لأعصي الله، فأعرف ذلك في خلق دابتي، و جاريتي» .
[*] • وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه التبصرة:
كان في مسجد أبي مسلم الخولاني سوط يخوف به نفسه فإذا فتر ضربها بالسوط وكان مصلى وهب بن منبه فراشه أربعين سنة وبقي أربعين سنة يصلي الفجر بوضوء العشاء وكان أويس القرني يقول لأعبدن الله تعالى عبادة الملائكة فيقطع ليلة قائماً وليلة راكعاً وليلة ساجداً، وكان علي بن عبد الله بن العباس يسجد كل يوم ألف سجدة فسمي السجاد، وكان كرز بن وبرة يعصب رجليه بالخرق لكثرة صلاته فازدحم الناس على جسر فنزل يصلي لئلا يبطل، ودخلوا على زجلة العابدة وكانت قد صامت حتى اسودت وبكت حتى عميت وصلت حتى أقعدت فذاكروها شيئاً من العفو فشهقت ثم قالت علمي بنفسي قرح فؤادي وكلم كبدي والله لوددت أن الله تعالى لم يخلقني فقيل لها أرفقي بنفسك فقالت إنما هي أيام قلائل تسرع من فاته شيء اليوم لم يدركه غداً ثم قالت يا إخوتاه لأصلين لله ما أقلتني جوارحي ولأصومن له أيام حياتي ولأبكين ما حملت الماء عيناي أيكم يحب أن يأمر عبده بأمر فيقصر فهذه والله صفات المجتهدين وهذه خصال المبادرين فانتبهوا يا غافلين.
[*] • وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه التبصرة:
كان الأسود بن يزيد يصوم حتى يصفر ويخضر وحج ثمانين حجة، وصام منصور بن المعتمر أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي طول الليل فقالت له أمه يا بني لعلك قتلت قتيلاً فيقول أنا أعلم بما صنعت نفسي.
باب ذكر الشيطان وكيده ومحاربته للإنسان:
[*] • عناصر الباب:
•
التحذير من كيد الشيطان:
• الشيطان لابن آدم بالمرصاد:
• كيف ندفع شر الشياطين:
• على من يتسلط الشيطان:
وهاك تفصيل ذلك في إيجازٍ غير مُخِّل:
• التحذير من كيد الشيطان:
[*] • قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه إغاثة اللهفان:
من تأمل القرآن والسنة وجد اعتناءهما بذكر الشيطان وكيده ومحاربته أكثر من ذكر النفس، فإن النفس المذمومة ذكرت في قوله:{إِن النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: 53].
واللوامة في قوله: {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللوَّامَةِ} [القيامة: 2].
وذكرت النفس المذمومة في قوله: {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات: 40].
وأما الشيطان فذكر في عدة مواضع، وأفردت له سورة تامة. فتحذير الرب تعالى لعباده منه جاء أكثر من تحذيره من النفس، وهذا هو الذي لا ينبغي غيره، فإن شر النفس وفسادها ينشأ من وسوسته، «فهي مَرْكَبَه وَمَوضِعَ شره، ومحل طاعته» ، وقد أمر الله سبحانه بالاستعاذة منه عند قراءة القرآن وغير ذلك، وهذا لشدة الحاجة إلى التعوذ منه، ولم يأمر بالاستعاذة من النفس في موضع واحد، وإنما جاءت الاستعاذة من شرها في خطبة الحاجة في قوله صلى الله عليه وسلم:"وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا".
وقد جمع النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بين الاستعاذة من الأمرين.
- ثم ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله الحديث الآتي:
(حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أنه قال: يارسول الله، مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت، وإذا أمسيت قال:"" قل: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شىء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، «أعوذ بك من شر نفسي، وشرِ الشيطان وَشِرْكِهِ» ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِى سُوءًا أَوْ أَجرهُ إِلَى مُسْلِمٍ،"" قال:"" قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ.
- ثم قال رحمه الله تعالى:
فقد تضمن هذا الحديث الشريف الاستعاذة من الشر وأسبابه وغايته، «فإن الشر كله إما أن يصدر من النفس أو من الشيطان» ، وغايته: إما أن تعود على العامل. أو على أخيه المسلم، فتضمن الحديث مصدري الشر اللذين يصدر عنهما وغايتيه اللتين يصل إليهما.
- وقال أيضاً رحمه الله تعالى:
قال الله تعالى إخبارا عن عدوه إبليس، لما سأله عن امتناعه عن السجود لآدم واحتجاجه بأنه خير منه وإخراجه من الجنة أنه سأله أن يُنْظِره، فأنظره، ثم قال عدو الله: