المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ذون: الْكِسَائِيُّ فِي الذَّآنين: مِنْهُمْ مَنْ لَا يَهْمِزُ فَيَقُولُ ذُونُون - لسان العرب - جـ ١٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ن

- ‌حرف النون

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ه

- ‌حرف الهاء

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌ فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: ذون: الْكِسَائِيُّ فِي الذَّآنين: مِنْهُمْ مَنْ لَا يَهْمِزُ فَيَقُولُ ذُونُون

ذون: الْكِسَائِيُّ فِي الذَّآنين: مِنْهُمْ مَنْ لَا يَهْمِزُ فَيَقُولُ ذُونُون وذَوَانين لِلْجَمْعِ، قَالَ: والذُّونون فِي هَيْئَةِ الهِلْيَوْن مَسْمُوعٌ مِنَ الْعَرَبِ. ابْنُ الأَعرابي: التَّذَوُّن النَّعْمة، والذَّانُ والذَّيْنُ العيب.

ذين: الذَّيْنُ والذَّانُ: الْعَيْبُ. وذَامَه وذَانه وذابَه إِذَا عَابَهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الذَّيْمُ والذَّامُ والذانُ والذابُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطيم الأَنصاري:

أَجَدَّ بعَمْرَةَ غُنْيانُها،

فتَهْجُر أَم شأْنُنا شأْنُها؟

ردَدْنا الكَتِيبةَ مَفلولةً،

بِهَا أَفْنُها وَبِهَا ذَانُها.

وَقَالَ كِنازٌ الجَرْميّ:

رَدَدْنا الكتيبةَ مَفْلولةً،

بِهَا أَفْنُها وَبِهَا ذابُها

ولستُ، إِذَا كنتُ فِي جانبٍ،

أَذُمُّ العَشيرةَ، أَغْتابُها

ولكنْ أُطاوِعُ ساداتِها،

وَلَا أَتَعَلَّمُ أَلْقابَها.

وَفِي شِعْرِهِ إقواءٌ فِي الْمَرْفُوعِ وَالْمَنْصُوبِ. والمُذانُ: لُغَةٌ فِي المُذال.

‌فصل الراء

رأن: ابْنُ بَرِّيٍّ: الأُرانَى نَبْتٌ، والبُوصُ ثَمَرُهُ، والقُرْزُحُ حَبُّه، هَكَذَا وَجَدْتُ فِي كِتَابِ ابْنِ بَرِّيٍّ، وَذَكَرَ فِي تَرْجَمَةِ أَرن: الأَرانيةُ نَبْتٌ مِنَ الحَمْض لَا يَطُولُ سَاقُهُ، والأُرانَى جَناةُ الضَّعَة وغير ذلك.

ربن: الرَّبُونُ والأُربونُ والأُرْبانُ: العَرَبُونُ، وَكَرِهَهَا بَعْضُهُمْ. وأَرْبَنه: أَعطاه الأُرْبونَ، وَهُوَ دَخِيلٌ، وَهُوَ نَحْوُ عُرْبون؛ وأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ:

مُسَرْوَل فِي آلِه مُرَبَّن

ومُرَوْبَن، فإِنما هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبه الَّذِي يسمَّى الرَّانَ. التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو المُرْتَبِنُ الْمُرْتَفِعُ فَوْقَ الْمَكَانِ، قَالَ: والمُرْتَبِئُ مِثْلُهُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:

ومُرْتَبِنٍ فوقَ الهِضابِ لفَجْرةٍ

سَمَوْتُ إِلَيْهِ بالسِّنانِ فأَدْبرَا

ورُبّان كُلِّ شَيْءٍ: مُعْظَمُهُ وَجَمَاعَتُهُ، وأَخذتُه برُبّانِه ورِبّانِه. ورُبّانُ السَّفِينَةِ: الَّذِي يُجْرِيها، وَيُجْمَعُ رَبِابِين؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَظنه دخيلًا.

رتن: الرَّتْنُ: الْخَلْطُ، وَمِنْهُ المُرَتَّنَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّتْنُ خَلْطُ الْعَجِينِ بِالشَّحْمِ، والمُرَتَّنَةُ الخُبْزَة المُشَحَّمَة، وَنَسَبُ الأَزهري هَذَا الْقَوْلَ إِلَى اللَّيْثِ وَقَالَ: حَرَصْتُ عَلَى أَن أَجِدَ هَذَا الحرفَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ فَلَمْ أَجِدْ لَهُ أَصلًا، قَالَ: وَلَا آمَنُ أَن يَكُونَ الصَّوَابُ المُرَثَّنة، بِالثَّاءِ، مِنَ الرَّثَانِ وَهِيَ الأَمطار الْخَفِيفَةُ فكأَنَّ تَرْثِينَها تَرْوِيَتُها بالدَّسمِ.

رثن: الرَّثَانُ: قِطَار الْمَطَرِ يَفْصِلُ بَيْنَهَا سكونٌ. وَقَالَ ابْنُ هَانِي: الرَّثَانُ مِنَ الأَمطار القِطار الْمُتَتَابِعَةُ يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ سَاعَاتٌ، أَقَلُّ مَا بَيْنَهُنَّ سَاعَةٌ وأَكثر مَا بَيْنَهُنَّ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ. وأَرض مُرَثَّنَةٌ تَرْثِيناً ومُرَثَّمَة ومُثَرَّدةٌ كُلُّ ذَلِكَ إِذَا أَصابها مَطَرٌ ضَعِيفٌ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: أَرض مَرْثُونة أَصابتها رَثْنَة أَي مَرْكُوكة، وأَصابها رَثَانٌ ورِثامٌ، وَقَدْ رُثِّنَتِ الأَرضُ تَرْثِيناً؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْقِيَاسُ رُثِنَتْ كطُلَّتْ وبُغِشَتْ ورُثِنَتْ «2» . وطُشَّتْ وَمَا أَشبه ذَلِكَ. الأَزهري: قَالَ بَعْضُ مَنْ لَا أَعتمده:

(2). قوله [ورثنت] هكذا في الأَصل، ولعلها ورشت

ص: 175

تَرَثَّنَتِ المرأَةُ إِذَا طَلَتْ وجهها بغُمْرة.

رثعن: ارْثَعَنَّ المطرُ: كثرَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ «1» .:

كأَنه بعدَ رياحٍ تَدْهَمُه،

ومُرْثَعِنَّاتِ الدُّجُون تَثِمُهْ.

الأَزهري: المُرْثَعِنُّ مِنَ الْمَطَرِ المُسْتَرْسِل السَّائِلُ؛ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِ النَّابِغَةِ:

وكُلُّ مُلِثٍّ مُكْفَهِرٍّ سحابُه،

كَمِيش التَّوالي، مُرْثَعِنِّ الأَسافِلِ.

قَالَ: مُرْثَعنّ مُتَسَاقِطٍ لَيْسَ بِسَرِيحٍ، وَبِذَلِكَ يُوصَفُ الْغَيْثُ. وارْثَعَنَّ الْمَطَرُ إِذَا ثَبَتَ وجادَ، وَهُوَ يَرْثَعِنُّ ارْثِعْنَاناً. والمُرْثَعِنُّ: السَّيْلُ الْغَالِبُ. والمُرْثَعِنُّ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ الْمُسْتَرْخِي. وارْثَعَنَّ: اسْتَرْخَى. وَكُلُّ مُسْتَرْخٍ مُتَسَاقِطٍ مُرْثَعِنّ. وَيُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ مُرْثَعِنّاً ساقطَ الأَكتاف أَي مُسْتَرْخِيًا. والارْثِعْنانُ: الِاسْتِرْخَاءُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ أَبي الأَسود العِجْلي:

لَمَّا رَآهُ جَسْرباً مُجِنّاً،

أَقْصَرَ عَنْ حَسْناء وارْثَعَنَّا

. والمُرْثَعِنُّ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي لَا يَمضي على هَوْلٍ.

رجن: رَجَنَ بِالْمَكَانِ، وَفِي نُسْخَةٍ: رَجَنَ الرجلُ بِالْمَكَانِ يَرْجُن رُجوناً إِذَا أَقام بِهِ. والرَّاجِنُ: الْآلِفُ مِنَ الطَّيْرِ وَغَيْرِهِ مِثْلُ الداجِنِ. وَشَاةٌ راجنٌ: مُقِيمَةٌ فِي الْبُيُوتِ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. رَجَنَتْ تَرْجُن رُجُوناً وأَرْجَنَتْ ورَجَنها هُوَ يَرْجُنها رَجْناً: حَبَسَهَا عَنِ الْمَرْعَى عَلَى غَيْرِ عَلَف، فإِن أَمسكها عَلَى عَلَفٍ قِيلَ رَجَّنها تَرْجيناً. ورَجَنَ الدابَّة يَرْجُنها رَجْناً، فَهِيَ مَرْجُونَةٌ إِذَا حَبَسَهَا وأَساء عَلَفَهَا حَتَّى تُهْزَل، ورَجَنَتْ هِيَ بِنَفْسِهَا رُجُوناً، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. ابْنُ شُمَيْلٍ: رَجَنَ القومُ رِكابَهم، ورَجَنَ فلانٌ رَاحِلَتَهُ رَجْناً شَدِيدًا فِي الدَّارِ وَهُوَ أَن يَحْبِسَهَا مُناخَةً لَا يَعْلِفُهَا، ورَجَنَ البعيرُ فِي النَّوى والبِزْرِ رُجُوناً، ورُجُونُه اعْتلافُه. الْفَرَّاءُ: رَجَنَت الإِبل ورَجِنَت أَيضاً بِالْكَسْرِ وَهِيَ رَاجِنَةٌ، الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ رَجَنتُها أَنا وأَرْجَنْتُها إِذَا حَبَسْتَهَا لِتَعْلِفَهَا وَلَمْ تُسَرّحْها. وارْتَجَنَ الزُّبْدُ: طُبِخَ فَلَمْ يَصْفُ وَفَسَدَ. وارْتَجَنت الزُّبْدَةُ: تَفَرَّقَتْ فِي المِمْخَض. اللِّحْيَانِيُّ: رَجَن فِي الطَّعَامِ ورَمَكَ إِذَا لَمْ يَعَفْ مِنْهُ شَيْئًا. ورَجَنَ البعيرُ فِي العَلَف رُجوناً إِذَا لَمْ يَعَفْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ وَغَيْرِهَا. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه كَتَبَ فِي الصَّدَقَةِ إِلَى بَعْضِ عُمَّاله كِتَابًا فِيهِ: وَلَا تَحْبس الناسَ أَوَّلهم عَلَى آخِرِهِمْ فإِن الرَّجْنَ لِلْمَاشِيَةِ عَلَيْهَا شديدٌ وَلَهَا مُهْلِكٌ

؛ مِنَ الرَّجْنِ: الإِقامة بالمكانِ. ورَجَنْتُ الرجلَ أَرْجُنه رَجْناً إِذَا اسْتَحْيَيْتَ مِنْهُ؛ وَهَذَا مِنْ نَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ. وارْتَجَنَ عَلَيْهِمْ أَمرهم: اخْتَلَطَ، أُخذ مِنَ ارْتِجانِ الزُّبْد إِذَا طُبِخ فَلَمْ يَصْفُ وَفَسَدَ، وأَصله مِنَ ارْتِجانِ الإِذْوَابة، وَهِيَ الزُّبْدَةُ تَخْرُجُ مِنَ السِّقَاءِ مُخْتَلِطَةً بِالرَّائِبِ الْخَاثِرِ فَتُوضَعُ عَلَى النَّارِ، فإِذا غَلَى ظَهَرَ الرائبُ مُخْتَلِطًا بِالسَّمْنِ فَذَلِكَ الارْتِجانُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَإِيَّاهُ عَنَى بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ بِقَوْلِهِ:

فَكُنْتُمْ كذاتِ القِدْرِ لَمْ تَدْرِ،

إذْ غَلَتْ، أَتُنْزِلُها مَذْمُومَةً أَم تُذِيبُها؟

وَهُمْ فِي مَرْجُونة أَي اخْتِلَاطٍ لَا يَدْرُونَ أَيقيمون أَم يَظْعَنُونَ. والرَّجَّانَةُ: الإِبل الَّتِي تَحْمِلُ المَتاعَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ فِعْلًا، وَعِنْدِي أَنه اسم كالجَبَّانة.

رجحن: ارْجَحَنَّ الشيءُ: اهْتَزَّ. وارْجَحَنَّ: وَقَعَ بِمَرَّةٍ. وارْجَحَنَّ: مالَ؛ قال:

(1). قوله [ذو الرمة] الذي في المحكم: قال رؤبة

ص: 176

وشَرَاب خُسْرَوانيّ إِذَا

ذَاقَهُ الشيخُ تَغَنَّى وارْجَحَنّ

وَفِي الْمَثَلِ: إِذَا ارْجَحَنَّ شاصِياً فارْفَعْ يَداً أَي إِذَا مَالَ رَافِعًا وَسَقَطَ وَرَفَعَ رِجْلَيْهِ، يَعْنِي إِذَا خَضَعَ لَكَ فاكْفُفْ عَنْهُ. الأَصمعي: المُرْجَحِنُّ الْمَائِلُ؛ قَالَ الأَزهري: وأَنشدتني أَعرابية بفَيْدَ:

أَيا أُخْتَ عَدَّ، أَيا شبيهةَ كَرْمةٍ

جَرَى السيلُ فِي قُرْيانِها فارْجَحَنَّت

أَراد أَنها أُوقِرَتْ حَتَّى مَالَتْ مِنْ كَثْرَةِ حَمْلِهَا. وَيُقَالُ: أَنا فِي هَذَا الأَمر مُرْجَحِنٌّ لَا أَدري أَيَّ فَنَّيْه أَركب وأَيَّ صَرْعَيْه وصَرْفَيْه ورُوقَيْه أَركب. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِي دُنْيا مُرْجَحِنَّة أَي وَاسِعَةٍ كَثِيرَةٍ. وامرأَة مُرْجَحِنَّة إِذَا كَانَتْ سَمِينَةً، فإِذا مَشَتْ تَفَيَّأَتْ فِي مِشْيتها. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام: فِي حُجُراتِ القُدُس مُرْجَحِنِّين

؛ مِنَ ارْجَحَنَّ الشيءُ إِذَا مَالَ مِنْ ثِقَله وتحرَّك؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي صِفَةِ السَّحَابِ: وارْجَحَنَّ بَعْدَ تَبَسُّقٍ

أَي ثَقُل وَمَالَ بَعْدَ علُوِّه، وَهَذَا الْحَرْفُ أَورده ابْنُ سِيدَهْ والأَزهري وَالْجَوْهَرِيُّ جَمِيعُهُمْ فِي حَرْفِ النُّونِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَورده الْجَوْهَرِيُّ فِي حَرْفِ النُّونِ عَلَى أَنَّ النُّونَ أَصلية، قَالَ: وَغَيْرُهُ يَجْعَلُهَا زَائِدَةً مَنْ رَجَحَ الشَّيْءُ يَرْجَحُ إِذَا ثَقُلَ. وَجَيْشٌ مُرْجَحِنٌّ ورَحًى مُرْجَحِنَّة: ثَقِيلَةٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

إِذَا رَجَفَتْ فيهِ رَحًى مُرْجَحِنَّةٌ،

تَبَعَّجَ ثَجَّاجاً غَزِيرَ الحَوافِلِ

. وَلَيْلٌ مُرْجَحِنٌّ: ثَقِيلٌ وَاسِعٌ. وارْجَحَنَّ السرابُ: ارْتَفَعَ؛ قَالَ الأَعشى:

تَدُرُّ عَلَى أَسْوُقِ المُمْتَرِينْ

رَكَضْنا إِذَا ما السَّرابُ ارْجَحَنّ.

رجعن: ارْجَعَنَّ أَي انْبَسَطَ. وارْجَعَنَّ كارْجَحَنَّ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ضَرَبَهُ فارْجَعَنَّ أَي اضْطَجَعَ وأَلقى بِنَفْسِهِ. وَفِي الْمَثَلِ: إِذَا ارْجَعَنَّ شاصِياً فَارْفَعْ يَدًا؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ يُقَاتِلُ الرَّجُلَ، يَقُولُ: إِذَا غَلَبْتَهُ فَاضْطَجَعَ وَوَقَعَ وَرَفَعَ رِجْلَيْهِ فكُفِّ يدَك عَنْهُ؛ وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ:

فَلَمَّا ارْجَعَنُّوا واسْتَرَيْنا خيارَهُمْ،

وصارُوا جَمِيعًا فِي الحَديدِ مُكَلَّدا

. أَي فَلَمَّا اضْطَجَعُوا وغُلِبوا، وَحَمَلَ مُكَلَّدًا عَلَى لَفْظِ جَمِيعٍ لأَن لَفْظَهُ مُفْرَدٌ، وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى وَاحِدًا. الأَصمعي: اجَرَعَنَّ وارْجَعَنَّ واجْرَعبَّ واجْلَعَبَّ إِذَا صُرِعَ وامتدَّ عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَيُقَالُ: ضَرَبْنَاهُمْ بقحازِننا فارْجَعَنُّوا أَي بعِصِيّنا.

ردن: الرُّدْنُ، بِالضَّمِّ: أَصل الكُمّ. يُقَالُ: قَمِيصٌ وَاسِعُ الرُّدْن. ابْنُ سِيدَهْ: الرُّدْن مُقَدَّمُ كُمِّ الْقَمِيصِ، وَقِيلَ: هُوَ أَسفله، وَقِيلَ: هُوَ الْكُمُّ كُلُّهُ، وَالْجَمْعُ أَرْدانٌ وأَرْدِنَة. وأَرْدَنْتُ القميصَ ورَدّنْته تَرْديناً: جَعَلْتُ لَهُ رُدْناً، وَفِي الْمُحْكَمِ: جَعَلْتُ لَهُ أَرْداناً؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم الأَنصاري:

وعَمْرَةُ مِنْ سَرَواتِ النِّساءِ

تَنْفَحُ بالمسكِ أَرْدانُها

والأَرْدَنُ: ضَرْبٌ مِنَ الْخَزِّ الأَحمر. والرَّدَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: القَزّ، وَقِيلَ: الخَزّ، وَقِيلَ: الْحَرِيرُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:

وَلَقَدْ أَلْهُو ببِكْرٍ شادِنٍ،

مَسُّها أَلْيَنُ من مسِّ الرَّدَنْ

. وَقَالَ الأَعشى:

يَشُقُّ الأُمورَ ويَجْتابُها،

كشقِّ القَرارِيّ ثَوْبَ الرَّدَنْ

ص: 177

الْقَرَارِيُّ: الْخَيَّاطُ. وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ الْبَيْتِ: الرَّدَنُ الْخَزُّ الأَصفر، والرَّدَنُ الْغَزْلُ يُفْتَلُ إِلَى قُدَّامٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْغَزْلُ الْمَنْكُوسُ. وَثَوْبٌ مَرْدُونٌ: مَنْسُوجٌ بِالْغَزْلِ المَرْدُونِ. والمِرْدَنُ: المِغْزَلُ الَّذِي يَغْزِلُ بِهِ الرَّدَنُ. والمُرْدِنُ: المُظْلم. وَلَيْلٌ مُرْدِنٌ: مُظْلِمٌ. وعَرَقٌ مُرْدِنٌ ومَرْدُون: قَدْ نَمَّسَ الجسدَ كُلَّهُ؛ وأَما قَوْلُ أَبي دُواد:

أَسْأَدَتْ لَيْلَةً وَيَوْمًا، فَلَمَّا

دخَلَتْ فِي مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ

فَإِنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: أَراد بِالْمَرْدُونِ المَرْدومَ، فأَبدل مِنَ الْمِيمِ نُونًا. والمُسَرْبَخ: الْوَاسِعُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المَرْدُونُ الْمَوْصُولُ. وَقَالَ شَمِرٌ: المَرْدُونُ الْمَنْسُوجُ، قَالَ: والرَّدَنُ الْغَزْلُ، أَراد بِقَوْلِهِ فِي مُسَرْبِخِ مَرْدُونِ الأَرض الَّتِي فِيهَا السَّرَابُ، وَقِيلَ: الرَّدَنُ الْغَزْلُ الَّذِي لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ. وأَرْدَنَتِ الحُمَّى: مِثْلُ أَرْدَمَتْ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رَدِنَ جلدُه، بِالْكَسْرِ، يَرْدَنُ رَدَناً إِذَا تَقَبَّضَ وَتَشَنَّجَ. وَجَمَلٌ رادِنيّ؛ جَعْدُ الوَبر كَرِيمٌ جَمِيلٌ يَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ قَلِيلًا. والرَّادِنيّ أَيضاً مِنَ الإِبل: الشديدُ الْحُمْرَةِ؛ قَالَ الأَصمعي: وَلَا أَدري إِلَى أَي شَيْءٍ نُسِبَ، قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَقَدْ يَكُونُ مِنْ بَابِ قُمْرِيّ وبُخْتِيّ فَلَا يَكُونُ مَنْسُوبًا إِلَى شَيْءٍ. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: إِذَا خَالَطَ حُمْرةَ الْبَعِيرِ صفرةٌ كالوَرْسِ قِيلَ أَحمر رادِنيّ وبعير رَادِنِيٌّ، وَنَاقَةٌ رادِنيّة إِذَا خَالَطَتْ حُمْرَتُهَا صُفْرَةً كَالْوَرْسِ. وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذَا خَالَطَ حُمْرَتَهُ صُفْرَةٌ: أَحمرُ رادِنيّ. والرَّدَنُ: الغِرْسُ الَّذِي يَخْرُجُ مَعَ الْوَلَدُ فِي بَطْنِ أُمه. تَقُولُ الْعَرَبُ: هَذَا مِدْرَعُ الرَّدَنِ. ورَدَنْتُ المَتاعَ رَدْناً: نَضَدْتُه. والرَّدْنُ: صوتُ وَقْع السِّلَاحِ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. وأَرْمَكُ رادِنيّ: بالَغُوا بِهِ كَمَا قَالُوا أَبيضُ ناصِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ورُدَيْنة: اسْمُ امرأَة، والرِّماحُ الرُّدَيْنِيَّةُ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا. الْجَوْهَرِيُّ: القناةُ الرُّدَيْنيَّة وَالرُّمْحُ الرُّدَيْنيُّ زَعَمُوا أَنه مَنْسُوبٌ إِلَى امرأَة السَّمْهَرِيّ، تُسَمَّى رُدَيْنة، وَكَانَا يُقَوِّمانِ القَنا بخَطِّ هَجَرَ. قَالَ: وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ خَطِّيَّة رُدْنٌ وَرِمَاحٌ لُدْنٌ. والرَّادِنُ: الزَّعْفَرَانُ؛ وَيُنْشِدُ للأَغلب:

وأَخَذَتْ مِنْ رَادِنٍ وكُرْكُمِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنْشَادِهِ بِالْفَاءِ؛ وَهُوَ:

فبَصُرَتْ بعَزَبٍ مُلأَّمِ،

فأَخَذَتْ مِنْ رادِنٍ وكُرْكُمِ

ابْنُ السِّكِّيتِ: الأُرْدُنُّ النُّعاس الْغَالِبُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ فِعْلٌ. ونَعْسَةٌ أُرْدُنّ: شَدِيدَةٌ؛ قَالَ أَبّاقٌ الدُّبيري:

قَدْ أَخْذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ،

ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بِهَا مُصِنُ

. قَوْلُهُ: مُبز أَي قَوِيٍّ عَلَيْهَا؛ يَقُولُ: إِنَّ مَوْهَباً صَبُورٌ عَلَى دَفْعِ النَّوْمِ وَإِنْ كَانَ شَدِيدَ النُّعَاسِ؛ قَالَ: وَبِهِ سُمِّيَ الأُرْدُنُّ البلدُ. والأُرْدُنُّ: أَحد أَجناد الشَّامِ، وَبَعْضُهُمْ يُخَفِّفُهَا. التَّهْذِيبِ: الأُرْدُنّ أَرض بِالشَّامِ.

الْجَوْهَرِيُّ: الأُرْدُن اسْمُ نَهْرٍ وكُورةٍ بأَعلى الشَّامِ، والله أَعلم.

رذن: رَاذانُ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

وَقَدْ عَلِمَتْ خيلٌ بِراذانَ أَنني

شَدَدْتُ، وَلَمْ يَشْدُدْ مِنَ الْقَوْمِ فارِسُ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن قُلْتَ كَيْفَ تَكُونُ نُونُهُ أَصلًا وَهُوَ فِي هَذَا الشِّعْرِ الَّذِي أَنشدته غَيْرُ مَصْرُوفٍ؟ قِيلَ: قَدْ يَجُوزُ أَن يُعْنى بِهِ البُقْعة فَلَا يَصْرِفُهُ، وَقَدْ يَجُوزُ

ص: 178

أَن تَكُونَ نُونُهُ زَائِدَةً، فإِن كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ باب رَوَذَ أَو رَيَ ذَ إِما فَعَلاناً أَو فَعْلاناً رَوَذان أَو رَوْذان، ثُمَّ اعْتَلَّ اعْتِلَالًا شَاذًّا.

رزن: الرَّزينُ: الثَّقِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَرَجُلٌ رَزِينٌ: سَاكِنٌ، وَقِيلَ: أَصيل الرأْي، وَقَدْ رَزُنَ رَزَانة ورُزوناً. ورَزَن الشيءَ يَرْزُنه رَزْناً: رازَ ثِقَله وَرَفَعَهُ لِيَنْظُرَ مَا ثِقَلُه مِنْ خِفَّتِهِ. وَشَيْءٌ رَزِين أَي ثَقِيلٌ، وَقِيلَ: رَزَنَ الْحَجَرَ رَزناً أَقَلَّه مِنَ الأَرض. وَيُقَالُ: شَيْءٌ رَزِين، وَقَدْ رَزَنْتُه بِيَدِي إِذَا ثقَلْته. وامرأَة رَزانٌ إِذَا كَانَتْ ذَاتَ ثباتٍ ووَقارٍ وعفافٍ وَكَانَتْ رَزِينة فِي مَجْلِسِهَا؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَمْدَحُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا:

حَصانٌ رَزانٌ لَا تُزَنُّ بريبةٍ،

وتُصْبِحُ غَرْثى مِنْ لُحُومِ الغوافِل

. والرَّزانةُ فِي الأَصل: الثِّقَلُ. والرَّزْن والرِّزْنُ: أَكمة تُمْسِكُ الْمَاءَ، وَقِيلَ: نُقَرٌ فِي حَجَر أَو غَلْظٍ فِي الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ مَكَانٌ مُرْتَفِعٌ يَكُونُ فِيهِ الْمَاءُ، وَالْجَمْعُ أَرْزانٌ ورُزونٌ ورِزانٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة يَصِفُ بَقَرَ الْوَحْشِ:

ظلَّتْ صَوافِنَ بالأَرْزانِ صادِيَةً،

فِي ماحِقٍ مِنْ نهارِ الصيفِ مُحْتَرِقِ «1»

. وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:

أَحْقَبَ مِيفاءٍ عَلَى الرُّزُونِ،

حَدَّ الربيعِ أَرِنٍ أَرُونِ

لَا خَطِل الرَّجْعِ، وَلَا قَرُونِ

لاحِقِ بَطْنٍ بقَرًى سَمينِ

. وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: هُوَ الرِّزْنُ، بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَبَيْتُ سَاعِدَةَ مِمَّا يَدُلُّ أَنه رِزْنٌ، لأَن فَعْلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى أَفعال إِلَّا قَلِيلًا. وَقَدْ تَرَزَّن الرَّجُلُ فِي مَجْلِسِهِ إِذَا تَوَقَّر فِيهِ. والرَّزانة: الْوَقَارُ، وَقَدْ رَزُنَ الرَّجُلُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ رَزِين أَي وَقُور. والرِّزانُ: مَنَاقِعُ الْمَاءِ، وَاحِدَتُهَا رِزْنة، بِالْكَسْرِ. والرُّزُونُ: بَقَايَا السَّيْلِ فِي الأَجْرافِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: حَتَّى إذا حُزَّتْ مِيَاهُ رُزُونِه. الأَصمعي: الرُّزُون أَماكن مُرْتَفِعَةٌ يَكُونُ فِيهَا الْمَاءُ، وَاحِدُهَا رَزْنٌ. وَيُقَالُ: الرَّزْنُ الْمَكَانُ الصُّلْبُ، وَقِيلَ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ، وَقِيلَ الْمَكَانُ الصُّلْبُ وَفِيهِ طُمأْنينة تَمْسِكُ الْمَاءَ؛ وَقَالَ أَبو ذؤَيب فِي الرُّزُونِ أَيضاً:

حَتَّى إذا حُزَّت مياهُ رُزُونِه،

وبأَيِّ حَزِّ مَلاوَةٍ يَتَقَطَّعُ

والرَّزْنُ: مَكَانٌ مُشْرِفٌ غَلِيظٌ إِلَى جَنْبِهِ، وَيَكُونُ مُنْفَرِدًا وَحْدُهُ، ويَقُود عَلَى وَجْهِ الأَرض للدَّعْوَةِ حِجَارَةً لَيْسَ فِيهَا مِنَ الطِّينِ شَيْءٌ لَا يُنْبِتُ، وَظَهْرُهُ مُسْتَوٍ. والرَّوْزَنة: الكُوَّة، وَفِي الْمُحْكَمِ: الْخَرْقُ فِي أَعلى السقْف. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ للكُوَّة النَّافِذَةِ الرَّوْزَن، قَالَ: وأَحسبه معرَّباً، وَهِيَ الرَّوَازِن تَكَلَّمَتْ بِهَا الْعَرَبُ. اللَّيْثُ: الأَرْزَن شَجَرٌ صُلْب تُتَّخَذُ مِنْهُ عِصِيٌّ صُلْبة؛ وأَنشد:

ونَبْعَة تَكْسِر صُلْبَ الأَرْزَن

وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

إنِّي وجَدِّك مَا أَقْضِي الغَرِيمَ، وإِنْ

حانَ القَضاءُ، وَلَا رَقَّتْ لَهُ كَبدِي

إلَّا عَصَا أَرْزَنٍ طَارَتْ بُرَايَتُها،

تَنُوءُ ضرْبَتُها بالكَفّ والعَضُدِ.

(1). قوله [محترق] الذي في مادة محق من الصحاح محتدم

ص: 179

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:

أَعْدَدْتُ للضِّيفانِ كلْباً ضارِياً

عِنْدِي، وفَضْلَ هِراوَةٍ مِنْ أَرْزَنِ

ومَعاذِراً كَذِبًا، ووجْهاً باسِراً،

وتَشَكّياً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ.

رسن: الرَّسَنُ: الْحَبْلُ. والرَّسَنُ: مَا كَانَ مِنَ الأَزِمَّة عَلَى الأَنف، وَالْجَمْعُ أَرْسانٌ وأَرْسُنٌ، فأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: لَمْ يكسَّر عَلَى غَيْرِ أَفعال. وَفِي الْمَثَلِ: مَرَّ الصَّعاليكُ بأَرْسان الْخَيْلِ؛ يُضْرَبُ للأَمرْ يُسرع وَيَتَتَابَعُ. وَقَدْ رَسَنَ الدابَّة وَالْفَرَسَ وَالنَّاقَةَ يرْسِنُها ويَرْسُنُها رَسْناً وأَرْسَنَها، وَقِيلَ: رَسَنَها شدَّها، وأَرْسَنَها جَعَلَ لَهَا رَسَناً، وحَزَمْتُه: شَدَدْتُ حِزامه، وأَحْزَمْته: جَعَلْتُ لَهُ حِزاماً، ورَسَنت الْفَرَسَ، فَهُوَ مَرْسُون، وأَرْسَنْته أَيضاً إِذَا شَدَدْتُهُ بالرَّسَنِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

هَرِيتٌ قَصِيرُ عِذَارِ اللِّجَامْ،

أَسِيلٌ طَوِيلُ عِذارِ الرَّسَن

. قَوْلُهُ: قَصِيرٌ عِذَارُ اللِّجَامِ، يُرِيدُ أَن مَشَقَّ شِدْقَيه مُسْتَطِيلٌ، وَإِذَا طَالَ الشَّق قَصُر عِذَارُ اللِّجَامِ، وَلَمْ يَصِفْهُ بِقُصْرِ الْخَدِّ وَإِنَّمَا وَصَفَهُ بِطُولِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ: طَوِيلُ عِذَارُ الرَّسَن. وَفِي حَدِيثِ

عُثْمَانَ: وأَجْرَرْتُ المَرْسُونَ رَسَنَه

؛ المَرْسُون: الَّذِي جُعِلَ عَلَيْهِ الرَّسَن وَهُوَ الْحَبَلُ الَّذِي يُقَادُ بِهِ الْبَعِيرُ وَغَيْرُهُ؛ وَيُقَالُ: رَسَنْت الدَّابَّةَ وأَرْسَنْتها؛ وأَجررته أَي جَعَلْتُهُ يَجُرُّهُ، يُرِيدُ خَلَّيْتُهُ وأَهملته يَرْعَى كَيْفَ شَاءَ، الْمَعْنَى أَنه أَخبر عَنْ مُسامَحته وسَجَاحَةِ أَخلاقه وَتَرْكِهِ التَّضْيِيقَ عَلَى أَصحابه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: قَالَتْ لِيَزِيدَ بْنِ الأَصم ابْنِ أُخت مَيْمونة وَهِيَ تُعاتِبه: ذَهَبَتْ وَاللَّهِ مَيْمونَةُ ورُمِي برَسَنِك عَلَى غَارِبِكَ

أَي خُلِّيَ سَبِيلُكَ فَلَيْسَ لَكَ أَحد يَمْنَعُكَ مِمَّا تُرِيدُ. والمَرْسِنُ والمَرْسَنُ: الأَنف، وَجَمْعُهُ المَراسِنُ، وأَصله فِي ذَوَاتِ الْحَافِرِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ للإِنسان. الْجَوْهَرِيُّ: المَرْسِنُ، بِكَسْرِ السِّينِ، موضعُ الرَّسَنِ مِنْ أَنف الْفَرَسِ، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ مَرْسِن الإِنسان. يُقَالُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ عَلَى رَغْمِ مَرْسِنه ومِرْسَنه، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ السِّينِ أَيضاً؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

وجَبْهةً وحاجِباً مزَجَّجا،

وفَاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا

وَقَوْلُ الجَعْدِيّ:

سلِس المَرْسَن [المِرْسَن] كالسِّيدِ الأَزَلّ

أَراد هُوَ سَلِس القِياد لَيْسَ بِصَلِبِ الرأْس، وَهُوَ الخُرْطوم. والرَّاسَن: نَبَاتٌ يُشْبِهُ نَبَاتَ الزَّنْجَبِيلِ. وَبَنُو رَسْن: حَيٌّ.

رسطن: الرَّساطون: شَرَابٌ يُتَّخَذُ مِنَ الْخَمْرِ وَالْعَسَلِ، أَعجمية لأَن فَعالُولًا وفَعالُوناً لَيْسَا مِنْ أَبنية كَلَامِهِمْ. قَالَ اللَّيْثُ: الرَّساطُونُ شَرَابٌ يَتَّخِذُهُ أَهل الشأْم مِنَ الْخَمْرِ وَالْعَسَلِ؛ قَالَ الأَزهري: الرَّسَاطُونُ بِلِسَانِ الرُّومِ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ.

رشن: الرَّشْنُ، بِسُكُونِ الشِّينِ: الفُرْضَة مِنَ الْمَاءِ. والرَّاشِنُ: الدَّاخِلُ عَلَى الْقَوْمِ الْآتِي ليأْكل، رَشَنَ يَرْشُن رُشُوناً. أَبو زَيْدٍ: رَشَنَ الرجلُ يَرْشُنُ رُشوناً، فَهُوَ رَاشِنٌ، وَهُوَ الَّذِي يَتَعَهَّدُ مَوَاقِيتَ طَعَامِ الْقَوْمِ فيَغْتَرُّهم اغْتِرَارًا، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الطُّفَيلي. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّاشِن الَّذِي يأْتي الْوَلِيمَةَ وَلَمْ يُدْعَ إِلَيْهَا، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الطُّفَيْلي، وأَما الَّذِي يَتَحَيَّنُ وَقْتَ الطَّعَامِ فَيَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ

ص: 180

يأْكلون فَهُوَ الوَارِشُ. وَيُقَالُ: رَشَنَ الرَّجُلُ إِذَا تَطَفَّل وَدَخَلَ بِغَيْرِ إِذْنٍ. وَيُقَالُ لِلْكَلْبِ إِذَا وَلَغَ فِي الإِناء: قَدْ رَشَنَ رُشُوناً؛ وأَنشد:

لَيْسَ بِقصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ،

عِنْدَ البيوتِ، راشِنٍ مِقَمِّ «2»

. ورَشَنَ الكلبُ فِي الإِناء يَرْشُنُ رَشْناً ورُشُوناً: أَدخل رأْسه فِيهِ ليأْكل وَيَشْرَبَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

تَشْرَبُ مَا فِي وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ،

تُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ

والرَّوْشَنُ: الرَّفُّ. أَبو عَمْرٍو: الرَّفيفُ الرَّوْشَنُ، والرَّوْشَنُ الكُوَّة.

رصن: رَصُنَ الشيءُ، بِالضَّمِّ، رَصانَةً، فَهُوَ رَصِين: ثَبَتَ، وأَرصَنه: أَثبته وأَحكمه. ورَصَنه: أَكمله. الأَصمعي: رَصَنْتُ الشيءَ أَرْصُنه رَصْناً أَكْملته. والرَّصِين: الْمُحْكَمُ الثَّابِتُ. أَبو زَيْدٍ: رَصَنْتُ الشيءَ مَعْرِفَةً أَي عَلِمْتُهُ. وَرَجُلٌ رَصِينٌ: كرَزِينٍ، وَقَدْ رَصُنَ. ورَصَنْتُ الشيءَ: أَحكمته، فَهُوَ مَرْصُون؛ قَالَ لَبِيدٌ:

أَو مُسْلِم عَمِلَتْ لَهُ عُلْوِيَّةٌ،

رَصَنَتْ ظهورَ رَواجِبٍ وبَنانِ

أَراد بِالْمُسْلِمِ غُلَامًا وشَمتْ يَدَهُ «3» امرأَة مِنْ أَهل الْعَالِيَةِ. وَفُلَانٌ رَصِينٌ بِحَاجَتِكَ أَي حَفِيٌّ بِهَا. ورَصَنْتُه بِلِسَانِي رَصْناً: شَتَمْتُهُ. وَرَجُلٌ رَصِين الْجَوْفِ أَي مُوجَع الْجَوْفِ؛ وَقَالَ:

يَقُولُ إِنِّي رَصِينُ الجوفِ فاسْقُوني

والرَّصِينانِ فِي رُكْبَةِ الْفَرَسِ: أَطرافُ القَصَب الْمُرَكَّبِ في الرَّضْفَة.

رضن: المَرْضونُ: شِبْه المَنْضُود مِنَ الْحِجَارَةِ وَنَحْوِهَا يُضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فِي بِنَاءٍ أَو غَيْرِهِ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: رُضِنَ عَلَى قَبْرِهِ وضُمِدَ ونُضِدَ ورُثِدَ كله واحد.

رطن: رَطَنَ الْعَجَمِيُّ يَرْطُنُ رَطْناً: تَكَلَّمَ بِلُغَتِهِ. والرَّطَانة والرِّطَانة والمُراطَنة: التَّكَلُّمُ بِالْعَجَمِيَّةِ، وَقَدْ تَراطَنا. تَقُولُ: رأَيت أَعجمين يتراطَنان، وَهُوَ كَلَامٌ لَا يَفْهَمُهُ الْعَرَبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

كَمَا تَراطَنَ فِي حافاتِها الرُّومُ

وَيُقَالُ: مَا رُطَّيْناك هَذِهِ أَي مَا كَلَامُكَ، وَمَا رُطَيْناكَ، بِالتَّخْفِيفِ أَيضاً. وَتَقُولُ: رَطَنْتُ لَهُ رَطانة ورَاطَنْته إِذَا كَلَّمْتُهُ بِالْعَجَمِيَّةِ. وتَراطَنَ القومُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؛ وَقَالَ طَرَفة بْنُ الْعَبْدِ:

فأَثارَ فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً

أَصواتُهم كتَراطُنِ الفُرْسِ

. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتت امرأَة فَارِسِيَّةٌ فَرَطَنَتْ لَهُ

؛ قَالَ: الرَّطانة، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا، والتَّراطُنُ كَلَامٌ لَا يَفْهَمُهُ الْجُمْهُورُ، وَإِنَّمَا هُوَ مُواضَعةٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ أَو جَمَاعَةٍ، وَالْعَرَبُ تَخُصُّ بِهَا غَالِبًا كَلَامَ الْعَجَمِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفَر وَالنَّجَاشِيِّ: قَالَ لَهُ عَمْرٌو أَما تَرَى كَيْفَ يَرْطُنون بِحزْب اللَّهِ

أَي يَكْنُونَ وَلَمْ يُصَرّحوا بأَسمائهم. والرَّطَّانة والرَّطُون، بِالْفَتْحِ: الإِبل إِذَا كَانَتْ رِفاقاً وَمَعَهَا أَهلوها، زَادَ الأَصمعي: إِذَا كَانَتْ كَثِيرًا؛ قَالَ: وَيُقَالُ لَهَا الطَّحّانة والطَّحُون أَيضاً، وَمَعْنَى الرِّفاق أَي نَهَضوا عَلَى الإِبل مُمتارين مِنَ القُرى كلُّ جَمَاعَةٍ رُفْقة؛ وأَنشد الجوهري:

(2). قوله [حلسم] كذا بضبط الأَصل هنا وكذلك في المحكم، وضبط في مادة ح ل س م بفتح اللام المشددة وسكون السين وتخفيف الميم عكس ما هنا ومثله في التكملة وغيرها

(3)

. قوله [وشمت يده إلخ] ومنه ساعد مرصون أي موشوم كما في التكملة، قال: والمرصن كمنبر حديدة تكوى بها الدواب

ص: 181

رَطَّانَة مَنْ يَلْقَها يُخَيَّب.

رعن: الأَرْعَنُ: الأَهْوَجُ فِي مَنْطِقِهِ المُسْتَرْخي. والرُّعُونة: الحُمْقُ والاسْتِرْخاء. رَجُلٌ أَرْعَنُ وامرأَة رَعْناء بَيِّنا الرُّعُونة والرَّعَن أَيضاً، وَمَا أَرْعَنه، وَقَدْ رَعُن، بِالضَّمِّ، يَرْعُن رُعُونة ورَعَناً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا

؛ قِيلَ: هِيَ كَلِمَةٌ كَانُوا يَذْهَبُونَ بِهَا إِلَى سَبِّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، اشْتَقُّوه مِنَ الرُّعُونة؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا نَهَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ لأَن الْيَهُودَ كَانَتْ تَقُولُ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، رَاعِنَا أَو رَاعُونَا، وَهُوَ مِنْ كَلَامِهِمْ سَبٌّ، فأَنزل اللَّهُ تَعَالَى: لَا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا

مَكَانَهَا انْظُرْنا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن فِي لُغَةِ الْيَهُودِ راعُونا عَلَى هَذِهِ الصِّيغَةِ، يُرِيدُونَ الرُّعُونة أَو الأَرْعَن، وُقَدْ قدَّمت أَن راعُونا فاعِلُونا مِنْ قَوْلِكَ أَرْعِنِي سَمْعَك.

وقرأَ الْحَسَنُ: لَا تَقُولُوا راعِناً

، بِالتَّنْوِينِ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ لَا تَقُولُوا كَذِباً وسُخْريّاً وحُمْقاً، وَالَّذِي عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ رَاعِنَا، غَيْرُ منوَّن؛ قَالَ الأَزهري: قِيلَ فِي رَاعِنَا غَيْرَ منوَّن ثَلَاثَةُ أَقوال، ذُكِرَ أَنه يُفَسِّرُهَا فِي الْمُعْتَلِّ عِنْدَ ذِكْرِ الْمُرَاعَاةِ وَمَا يُشْتَقُّ مِنْهَا، وَهُوَ أَحق بِهِ مِنْ هَاهُنَا، وَقِيلَ: إِن رَاعِنَا كَلِمَةٌ كَانَتْ تُجْرَى مُجْرَى الهُزءِ، فَنُهِيَ الْمُسْلِمُونَ أَن يَلْفِظُوا بِهَا بِحَضْرَةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، وَذَلِكَ أَن الْيَهُودَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ كَانُوا اغْتَنَمُوهَا فَكَانُوا يَسُبُّونَ بِهَا النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فِي نُفُوسِهِمْ وَيَتَسَتَّرُونَ مِنْ ذَلِكَ بِظَاهِرِ المُراعاة مِنْهَا، فأُمروا أَن يُخَاطِبُوهُ بِالتَّعْزِيزِ وَالتَّوْقِيرِ، وَقِيلَ لَهُمْ: لَا تَقُولُوا رَاعِنَا، كَمَا يَقُولُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَقُولُوا انْظُرْنَا. والرَّعَنُ: الِاسْتِرْخَاءُ. ورَعَنُ الرحلِ: اسْتِرْخَاؤُهُ إِذَا لَمْ يُحْكَمْ شَدُّهُ؛ قَالَ خِطَامٌ المُجاشِعيّ، وَوَجَدَ بِخَطِّ النَّيْسَابُورِيِّ أَنه للأَغْلَب العِجْلي:

إِنَّا عَلَى التَّشواقِ مِنَّا والحَزَنْ

مِمَّا نَمُدُّ للمَطِيِّ المُسْتَفِنْ

نسُوقُها سَنّاً، وبعضُ السَّوْقِ سَنّ،

حَتَّى تَراها وكأَنَّ وكأَنْ

أَعْناقها مَلَزَّزاتٌ فِي قَرَنْ،

حَتَّى إِذَا قَضَّوْا لُباناتِ الشجَنْ

وكلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ،

قَامُوا فشَدُّوها لِمَا يُشقي الأَرِنْ

ورَحَلُوها رِحْلَةً فِيهَا رَعَنْ،

حَتَّى أَنَخْناها إِلَى مَنٍّ وَمَنْ.

قَوْلُهُ: رِحْلَةٌ فِيهَا رَعَنٌ أَي استرخاءٌ لَمْ يُحْكَمْ شَدُّهَا مِنَ الْخَوْفِ وَالْعَجَلَةِ. وَرَعَنَتْهُ الشمسُ: آلَمَتْ دِمَاغَهُ فَاسْتَرْخَى لِذَلِكَ وغُشِيَ عَلَيْهِ. ورُعِنَ الرجلُ، فَهُوَ مَرْعُون إِذَا غُشِيَ عَلَيْهِ؛ وأَنشد:

باكَرَهُ قانِصٌ يَسْعَى بأَكْلُبِه،

كأَنه مِنْ أُوارِ الشمسِ مَرْعونُ

. أَي مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ فِي إِنْشَادِهِ مَمْلُول عِوَضًا عَنْ مَرْعُون، وَكَذَا هُوَ فِي شِعْرِ عَبْدة بْنِ الطَّبِيبِ. والرَّعنُ: الأَنف الْعَظِيمُ مِنَ الْجَبَلِ تَرَاهُ مُتَقَدِّماً، وَقِيلَ: الرَّعْنُ أَنف يَتَقَدَّمُ الْجَبَلَ، وَالْجَمْعُ رِعانٌ ورُعُون، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْجَيْشِ الْعَظِيمِ أَرْعَنُ. وَجَيْشٌ أَرْعَنُ: لَهُ فُضول كرِعانِ الْجِبَالِ، شُبِّهَ بالرَّعْن مِنَ الْجَبَلِ. وَيُقَالُ: الجيشُ الأَرْعَنُ هو الْمُضْطَرِبُ لِكَثْرَتِهِ؛ وَقَدْ جَعَلَ الطِّرِمّاحُ ظلمةَ اللَّيْلِ رَعُوناً، شَبَّهَهَا بِجَبَلٍ مِنَ الظَّلَامِ فِي قَوْلِهِ يَصِفُ نَاقَةً تَشُقُّ بِهِ ظلمةَ اللَّيْلِ:

ص: 182

تَشُقُّ مُغَمِّضاتِ الليلِ عَنْهَا،

إذا طَرَقَتْ بمِرْداسٍ رَعُونِ

وَمُغَمِّضَاتُ اللَّيْلِ: دَياجير ظُلَمِها. بِمِرْدَاسِ رَعُونٍ: بِجَبَلٍ مِنَ الظَّلَامِ عَظِيمٍ، وَقِيلَ: الرَّعُون الْكَثِيرَةُ الْحَرَكَةِ. وَجَبَلٌ رَعْنٌ: طَوِيلٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

يَعْدِلُ عَنْهُ رَعْنُ كُلِّ صُدِّ

. وَقَالَ اللَّيْثُ: الرَّعْنُ مِنَ الْجِبَالِ لَيْسَ بِطَوِيلٍ، وَجَمْعُهُ رُعُون. والرَّعْناء: البَصْرة، قَالَ: وَسُمِّيَتِ الْبَصْرَةُ رَعْناء تَشْبِيهًا برَعْنِ الْجَبَلِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

لَوْلَا أَبو مالِكِ المَرْجُوُّ نائِلُه،

مَا كَانَتِ البصرةُ الرَّعْناء لِي وَطنا

. ورُعَيْنٌ: اسْمُ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ فِيهِ حِصْنٌ. وَذُو رُعَيْن: مَلِكٌ يُنْسَبُ إِلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ذُو رُعَين مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَر، ورُعَيْن حِصْنٌ لَهُ، وَهُوَ من ولد الحرث بْنِ عَمْرِو بْنِ حِمْيَر بْنِ سبَإ وَهُمْ آلُ ذِي رُعَيْن وشَعْبُ ذِي رُعَيْن؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

جاريةٌ مِنْ شَعْبِ ذِي رُعَيْنِ،

حَيّاكةٌ تَمْشِي بعُلْطَتَيْنِ

. والرَّعْناء: عِنَبٌ بِالطَّائِفِ أَبيض طَوِيلُ الْحَبِّ. ورُعَين: قَبِيلَةٌ. والرَّعْن: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

غَداةَ الرَّعْنِ والخَرْقاءِ نَدْعُو،

وصَرَّحَ باطلُ الظَّنِّ الكذوبِ

خَرْقاء: مَوْضِعٌ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جُبَير فِي قَوْلِهِ عز وجل: أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ؛ أَي رَغَنَ. يُقَالُ: رَغَنَ إِلَيْهِ وأَرْغَنَ إِذَا مَالَ إِلَيْهِ ورَكَنَ؛ قَالَ الخَطَّابي: الَّذِي جاءَ فِي الرِّوَايَةِ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ غَلَطٌ.

رعثن: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: قَالَ اللَّيْثُ وَغَيْرُهُ الرَّعْثَنَةُ التَّلْتَلَة تُتَّخَذُ مِنْ جُفّ الطَّلْعة فيشرب منها.

رغن: رَغَنَ إِليه وأَرْغنَ: أَصْغَى إِليه قَابِلًا رَاضِيًا بِقَوْلِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ

وأُخْرَى تُصَفِّقُها كلُّ ريحٍ

سريعٍ لَدَى الحَوْرِ إِرْغانُها

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ؛ أَي رَغَنَ.

يُقَالُ رَغَن إِليه وأَرْغَنَ إِذا مَالَ ورَكنَ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الَّذِي جاءَ فِي الرِّوَايَةِ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَهُوَ غَلَطٌ. وأَرْغَنَ إِلى الأَمر وَالصُّلْحِ: مَالَ إِليه وَسَكَنَ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

مُرغِناتٌ لأَخلج الشِّدْقِ سِلْعامٍ

مُمَرٍّ مفتولةٍ عَضُدُهْ

قَالَ: مُرغِنات مُطِيعَاتٍ، يَصِفُ كِلَابَ الصَّيْدِ. والرَّغْنُ: الإِصغاءُ إِلى الْقَوْلِ وَقَبُولُهُ، والإِرغانُ مِثْلُهُ. والرَّغْنَة: السَّهْلة، يَمَانِيَّةٌ. ابْنُ الأَعرابي: يومُ رَغْنٍ إِذا كَانَ ذَا أَكلٍ وشربٍ وَنَعِيمٍ، ويومُ مُزْنٍ إِذا كَانَ ذَا فِرارٍ مِنَ العَدُوّ، وَيَوْمٌ سَعْنٍ إِذا كَانَ ذَا شرابٍ صافٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا تُرْغِنَنَّ لَهُ فِي ذَلِكَ أَي لَا تُطِعْهُ فِيهِ. اللِّحْيَانِيُّ: تقول العرب لعلك لَعَنَّك ورَعَنَّك ورَغَنَّك بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَعَنَّ ولَغَنَّ ورَعَنَّ ورَغَنَّ بِمَعْنَى لعلَّ. ويقال: رَعَنَّه عِنْدَ اللَّهِ، قَالَ: يُرِيدُ لَعَلَّهُ عِنْدَ اللَّهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: لَوَنَّ بِمَعْنَى لعلَّ، قَالَ وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ لَونَّها تَرْكَبُ يُرِيدُونَ لعلَّها تَرْكَبُ.

رفن: فَرَسٌ رِفَنٌّ، كرِفَلٍّ: طَوِيلُ الذَّنَبِ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ. وَبَعِيرٌ رِفَنٌّ: سَابِغُ الذَّنَبِ ذَيَّالُه؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدي:

ص: 183

وَهُمْ دَلَفُوا بِهُجْرٍ فِي خَميسٍ

رَحِيبِ السِّربِ [السَّربِ]، أَرْعَن مُرْجَحِنّ

بكلِّ مُجَرِّبٍ كالليثِ يَسْمُو

إِلَى أَوصالِ ذَيَّالٍ رِفَنِّ «4»

. أَراد رِفَلًّا، فَحوَّل اللَّامَ نُونًا. ابْنُ الأَعرابي: الرَّفْنُ النَّبض. والرَّافِنَة: الْمُتَبَخْتِرَةُ فِي بَطَرٍ. الأَصمعي: المُرْفَئِنُّ الَّذِي نَفَرَ ثُمَّ سَكَنَ؛ وأَنشد:

ضَرْباً وِلاءً غيرَ مُرْثَعِنِّ

حَتَّى تَرِنِّي، ثُمَّ تَرْفَئِنِّي

وارْفأَنَّ الرجلُ، عَلَى وَزْنِ اطْمَأَنَّ، أَي نَفَرَ ثُمَّ سَكَنَ. يُقَالُ: ارفَأَنَّ غَضَبِي؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ:

حَتَّى ارْفَأَنَّ الناسُ بَعْدَ المَجْوَلِ

. المَجْوَلُ، مَفْعَل: مِنَ الجَوَلان. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَيْهِ التَّعَزُّبَ فَقَالَ: عَفِّ شعرَك، فَفَعَلَ فارْفَأَنَ

أَي سَكَنَ مَا كَانَ بِهِ. يُقَالُ: ارْفَأَنَّ عَنِ الأَمر وارْفَهَنَّ. قَالَ ابْنُ الأَثير: ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي رفأَ عَلَى أَن النُّونَ زَائِدَةٌ، وَذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي حَرْفِ النُّونِ عَلَى أَنها أَصلية، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَقُّ رُفَهْنِية أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ رَفَهَ فِي بَابِ الْهَاءِ، لأَنَّ الأَلف وَالنُّونَ زَائِدَتَانِ، وَهِيَ مُلْحَقَةٌ بخُبَعْثِنَة، قَالَ: وَلَيْسَ لِرَفْهَنَ هُنَا وَجْهٌ وَذَكَرَهَا فِي فَصْلِ رَفَهَ، وَقَالَ: هِيَ ملحقة بالخماسي.

رفغن: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: البُلَهْنِيَة والرُّفَهنِيَة سَعَةُ العَيش وكثرة الرُّفَغنِية.

رفهن: قَالَ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: البُلَهْنِيَةُ والرُّفَهنِيَةُ سَعَةُ الْعَيْشِ وَكَثْرَةُ الرُّفَغْنِية. يُقَالُ: هُوَ فِي رُفَهنِية مِنَ الْعَيْشِ أَي فِي سَعَةٍ ورَفَاغِية، وَهُوَ مُلْحَقٌ بِالْخُمَاسِيِّ بأَلف فِي آخِرِهِ، وَإِنَّمَا صَارَتْ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قَبْلَهَا.

رقن: الرِّقَانُ والرَّقُونُ والإِرْقانُ: الحِنَّاء، وَقِيلَ: الرَّقُون والرِّقَانُ الزَّعْفَرَانُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ومُسْمِعَة إِذَا مَا شئتَ غَنَّتْ

مُضَمَّخَة الترائِب بالرِّقَانِ

. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الرِّقانُ والرَّقُونُ الزَّعْفَرَانُ والحنَّاء. وَفِي الْحَدِيثِ:

ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهم الْمَلَائِكَةُ، مِنْهُمُ المُتَرَقِّن بِالزَّعْفَرَانِ

أَي الْمُتَلَطِّخُ بِهِ. والرَّقْنُ والتَّرَقُّنُ والارْتِقانُ: التَّلَطُّخُ بِهِمَا. وَقَدْ رَقَّنَ رأْسه وأَرْقَنه إِذَا خَضَّبَهُ بِالْحِنَّاءِ. والرَّاقِنَة: الْمُخْتَضِبَةُ، وَهِيَ الْحَسَنَةُ اللَّوْنِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

صَفْراءُ راقِنَةٌ كأَنَّ سُمُوطَها

يَجْرِي بِهِنَّ، إِذَا سَلِسْنَ، جَدِيلُ

وَيُقَالُ: امرأَة رَاقِنَةٌ أَي مُخْتَضِبَةٌ بِالْحِنَّاءِ؛ قَالَ أَبو حَبِيبٍ الشَّيْباني:

جاءَت مكَمْثِرَةً تَسْعَى ببَهْكَنةٍ

صَفْراءَ راقِنةٍ كالشَّمْسِ عُطْبُولِ

ورَقَنَتِ الجاريةُ ورَقَّنَتْ وتَرَقَّنَتْ إِذَا اخْتَضَبَتْ بِالْحِنَّاءِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

غِياثُ، إِنْ مُتُّ وعِشْتَ بعدِي،

وأَشْرَفَتْ أُمُّكَ للتَّصَدِّي،

وارْتَقَنتْ بالزَّعْفرانِ الوَرْدِي

فاضْرِبْ، فِداكَ والدِي وجَدِّي،

بَيْنَ الرِّعاثِ ومَناطِ العِقْدِ،

ضَرْبَةَ لَا وانٍ وَلَا ابْنِ عَبدِ

. وأَرْقَنَ الرجلُ لِحْيَتَهُ، والتَّرْقينُ مِثْلُهُ. وتَرَقَّنَ

(4). قوله [وهم دلفوا إلخ] مثله في الصحاح، قال الصاغاني: وهو تصحيف ومداخلة، والرواية:

وهم ساروا لحجر في خميس

وكانوا يوم ذلك عند ظني

غَدَاةَ تَعَاوَرَتْهُ ثُمَّ بِيضٌ

رفعن إِلَيْهِ فِي الرَّهْجِ الْمُكِنِّ

وهم زحفوا لغسان بزحف

رَحِيبِ السَّرب أَرْعَنَ مُرْجَحِنِّ

ويروى: مرثعن وحجر بضم فسكون والمكن بضم فكسر

ص: 184

بِالطِّيبِ واسْتَرْقَنَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: كَمَا تَقُولُ تَضَمَّخَ. ورَقَّنَ الْكِتَابَ: قَارَبَ بَيْنَ سُطُورِهِ، وَقِيلَ: رَقَّنَه نَقَّطَه وأَعجمه لِيَتَبَيَّنَ. والمَرْقُون: مِثْلُ المَرْقُوم. والتَّرْقِين فِي كِتَابِ الحُسْبانات: تَسْوِيدُ الْمَوْضِعِ لِئَلَّا يُتَوَهَّمَ أَنه بُيِّضَ كَيْلَا يَقَعَ فِيهِ حِسَابٌ. اللَّيْثُ: التَّرْقِين تَرْقِين الْكِتَابِ وَهُوَ تَزْيِينُهُ، وَكَذَلِكَ تَزْيِينُ الثَّوْبِ بِالزَّعْفَرَانِ وَالْوَرْسِ؛ وأَنشد:

دَارٌ كَرَقْمِ الْكَاتِبِ المُرَقِّنِ

والمُرَقِّنُ: الْكَاتِبُ، وَقِيلَ: المُرَقِّن الَّذِي يُحَلِّق حَلَقاً بَيْنَ السُّطور كتَرْقِين الْخِضَابِ. ورَقَّن الشيءَ: زَيَّنَهُ. والرُّقُون: النُّقوش. والرَّقِينُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَرَفْعِ النُّونِ: الدِّرْهَمُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ للتَّرْقِين الَّذِي فِيهِ، يَعْنُونَ الخَطَّ؛ عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ وِجْدَانُ الرَّقِين يُغَطِّي أَفْنَ الأَفِين. وأَما ابْنُ دُرَيْدٍ فَقَالَ: وِجْدانُ الرِّقِين يَعْنِي جَمْعَ رِقَةٍ، وَهِيَ الوَرِقُ.

ركن: رَكِنَ إِلَى الشيءِ ورَكَنَ يَرْكَنُ ويَرْكُنُ رَكْناً ورُكوناً فِيهِمَا ورَكانَةً ورَكانِيَةً أَي مَالَ إِلَيْهِ وَسَكَنَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رَكَنَ يَرْكَن، بِفَتْحِ الْكَافِ فِي الْمَاضِي وَالْآتِي، وَهُوَ نَادِرٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ عَلَى الْجَمْعِ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ. قَالَ كُرَاعٌ: رَكِنَ يَرْكُنُ، وَهُوَ نَادِرٌ أَيضاً، وَنَظِيرُهُ فَضِلَ يَفْضُل وحَضِرَ يَحْضُر ونَعِمَ يَنْعُم؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا

؛ قُرِئَ بِفَتْحِ الْكَافِ مِنْ رَكِنَ يَرْكَنُ رُكوناً إِذَا مَالَ إِلَى الشَّيْءِ واطمأَنَّ إِلَيْهِ، وَلُغَةٌ أُخرى رَكَنَ يَرْكُنُ، وَلَيْسَتْ بِفَصِيحَةٍ. ورَكِنَ إِلَى الدُّنْيَا إِذَا مَالَ إِلَيْهَا، وَكَانَ أَبو عَمْرٍو أَجاز رَكَنَ يَرْكَنُ، بِفَتْحِ الْكَافِ مِنَ الْمَاضِي وَالْغَابِرِ، وَهُوَ خِلَافُ مَا عَلَيْهِ «1». الأَبنية فِي السَّالِمِ. ورَكِنَ فِي الْمَنْزِلِ يَركَنُ ركْناً: ضَنَّ بِهِ فَلَمْ يُفَارِقْهُ. ورُكْن الشَّيْءِ: جَانِبُهُ الأَقوى. والرُّكْنُ: النَّاحِيَةُ الْقَوِيَّةُ وَمَا تَقَوَّى بِهِ مِنْ مَلِكٍ وجُنْدٍ وَغَيْرِهِ، وَبِذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ عز وجل: فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ

، وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: أَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ

؛ أَي أَخذناه ورُكْنَه الَّذِي تَوَلَّى بِهِ، وَالْجَمْعُ أَرْكان وأَرْكُنٌ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِرُؤْبَةَ:

وزَحْمُ رُكْنَيْكَ شدِيدَ الأَرْكُنِ

. ورُكْنُ الإِنسانِ: قُوَّتُهُ وَشِدَّتُهُ، وَكَذَلِكَ رُكْنُ الْجَبَلِ وَالْقَصْرِ، وَهُوَ جَانِبُهُ. ورُكْنُ الرَّجُل: قَوْمُهُ وعَدَدُه وَمَادَّتُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ

؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه عَلَى الْمَثَلِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الرُّكْنُ الْعَشِيرَةُ؛ والرُّكْنُ: الأَمر الْعَظِيمُ فِي بَيْتِ النَّابِغَةِ:

لَا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لَا كِفاءَ لَهُ

. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ

؛ إِنَّ الرُّكْن القُوَّة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْكَثِيرِ الْعَدَدِ: إِنَّهُ ليأْوي إِلَى رُكْن شَدِيدٍ. وَفُلَانٌ رُكْنٌ مِنْ أَركان قَوْمِهِ أَي شَرِيفٌ مِنْ أَشرافهم، وَهُوَ يأْوي إِلَى رُكْن شَدِيدٍ أَي عِزٍّ ومَنَعة. وَفِي الْحَدِيثِ

أَنه قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ لُوطاً إن كان لَيأْوي إِلَى رُكْن شَدِيدٍ

أَي إِلَى اللَّهِ عز وجل الَّذِي هُوَ أَشَدُّ الأَركان وأَقواها، وَإِنَّمَا تَرَحَّمَ عَلَيْهِ لِسَهْوِهِ حِينَ ضَاقَ صَدْرُهُ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى قَالَ: أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ

، أَراد عِزَّ الْعَشِيرَةِ الَّذِينَ يَسْتَنِدُ إِلَيْهِمْ كَمَا يَسْتَنِدُ إِلَى الرُّكْنِ مِنَ الْحَائِطِ. وَجَبَلٌ ركِينٌ: لَهُ أَركان عَالِيَةٌ، وَقِيلَ: جَبَل

(1). قوله [وَهُوَ خِلَافُ مَا عَلَيْهِ إلخ] أي لأَن باب فعل يفعل بفتحتين أن يكون حلقيّ العين أَو اللام انتهى. مصباح

ص: 185

رَكِينٌ شَدِيدٌ. وَفِي حَدِيثِ الْحِسَابِ:

وَيُقَالُ لأَرْكانه انْطقي

أَي لِجَوَارِحِهِ. وأَركانُ كُلِّ شَيْءٍ: جَوانبه الَّتِي يَسْتَنِدُ إِلَيْهَا وَيَقُومُ بِهَا. وَرَجُلٌ رَكِين: رَميز وَقُور رَزِينٌ بَيّنُ الرَّكانة، وَهِيَ الرَّكانة والرَّكانِيَةُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ سَاكِنًا وَقُورًا: إِنَّهُ لرَكِينٌ، وَقَدْ رَكُنَ، بِالضَّمِّ، رَكانة. وَنَاقَةٌ مُرَكَّنَةُ الضَّرْع، والمُرَكَّنُ مِنَ الضُّرُوعِ: الْعَظِيمُ كأَنه ذُو الأَركان. وَضَرْعٌ مُرَكَّنٌ إِذَا انْتَفَخَ فِي مَوْضِعِهِ حَتَّى يَمْلأَ الأَرفاغ، وَلَيْسَ بحَدّ طويلٍ؛ قَالَ طَرَفَةُ:

وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ

وقال أَبو عَمْرٍو: مُرَكَّنَة مُجَمَّعَة. والمِرْكَن: شِبْهُ تَوْرٍ مِنْ أَدَمٍ يُتَّخَذُ لِلْمَاءِ أَو شِبْهُ لَقَن. والمِرْكَنُ، بِالْكَسْرِ: الإِجَّانة الَّتِي تُغْسَلُ فِيهَا الثِّيَابُ وَنَحْوُهَا. وَمِنْهُ حَدِيثُ

حَمْنَةَ: أَنها كَانَتْ تَجْلِسُ فِي مِرْكَن لأُختها زَيْنَبَ وَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ

، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَهِيَ الَّتِي تَخُصُّ الْآلَاتِ. والرَّكْنُ: الفَأْرُ ويُسَمَّى رُكَيْناً عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ. والأُرْكُون: الْعَظِيمُ مِنَ الدَّهاقين. والأُرْكون: رَئِيسُ الْقَرْيَةِ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه دَخَلَ الشَّامَ فأَتاه أُرْكُونُ قَرْيةٍ فَقَالَ لَهُ: قَدْ صنعتُ لَكَ طَعَامًا

؛ رواه محمد بن إسحق عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَسلم؛ أُرْكُون الْقَرْيَةِ: رَئِيسُهَا ودِهْقانها الأَعظم، وَهُوَ أُفْعُول مِنَ الرُّكُون السُّكُونُ إِلَى الشَّيْءِ وَالْمَيْلُ إِلَيْهِ، لأَن أَهلها يَرْكَنُون إِلَيْهِ أَي يَسْكُنُونَ وَيَمِيلُونَ. ورُكَيْنٌ ورُكَانٌ ورُكانَةُ: أَسماء. قَالَ:

ورُكانَة، بِالضَّمِّ، اسْمُ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَهُوَ الَّذِي طَلَّق امرأَته الْبَتَّةَ فَحَلَّفَهُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه لَمْ يُرِدِ الثلاثَ.

رمن: الرُّمَّانُ: حَمْلُ شَجَرَةٍ مَعْرُوفَةٍ مِنَ الْفَوَاكِهِ، وَاحِدَتُهُ رُمَّانة. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ سِيبَوَيْهِ سأَلته، يَعْنِي الْخَلِيلَ، عَنِ الرُّمان إِذَا سُمِّيَ بِهِ فَقَالَ: لَا أَصرفه فِي الْمَعْرِفَةِ وأَحمله عَلَى الأَكثر إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مَعْنًى يُعْرَفُ بِهِ أَي لَا يُدْرَى مَنْ أَي شَيْءٍ اشْتِقَاقُهُ فَيَحْمِلُهُ عَلَى الأَكثر، والأَكثر زِيَادَةُ الأَلف وَالنُّونِ؛ وَقَالَ الأَخفش: نُونُهُ أَصلية مِثْلُ قُرَّاصٍ وحُمَّاض، وفُعَّال أَكثر مِنْ فُعْلانٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَقُلْ أَبو الْحَسَنِ إِنَّ فُعَّالًا أَكثر مِنْ فُعْلان بَلِ الأَمر بِخِلَافِ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا قَالَ إِنَّ فُعَّالًا يَكْثُرُ فِي النَّبَاتِ نَحْوُ المُرَّان والحُمَّاض والعُلَّام، فَلِذَلِكَ جَعَلَ رُمَّاناً فُعَّالًا. وَفِي حَدِيثِ

أُم زَرْعٍ: يَلْعَبان مِنْ تَحْتِ خَصْرِها برُمَّانَتين

أَي أَنها ذاتُ رِدْفٍ كَبِيرٍ، فإِذا نَامَتْ عَلَى ظَهْرِهَا نَبا الكَفَلُ بِهَا حَتَّى يَصِيرَ تَحْتَهَا مُتَّسَعٌ يَجْرِي فِيهِ الرُّمان، وَذَلِكَ أَن وَلَدَيْهَا كَانَ مَعَهُمَا رُمَّانتان، فَكَانَ أَحدهما يَرْمِي بِرُمَّانَتِهِ إِلَى أَخيه، وَيَرْمِي أَخوه الأُخرى إِلَيْهِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا. ورُمَّانة الْفَرَسِ: الَّذِي فِيهِ عَلَفُهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَكَرْتُهُ هَاهُنَا لأَنه ثُلَاثِيٌّ عِنْدَ الأَخفش، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي رَمَمَ عَلَى ظَاهِرِ رأْي الْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ، وَذَكَرَهُ الأَزهري هُنَا أَيضاً. وَقَوْلُهُ فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي صِفَةِ الْجِنَانِ: فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ

؛ دَلَّ بِالْوَاوِ عَلَى أَن الرُّمَّانَ وَالنَّخْلَ غَيْرُ الْفَاكِهَةِ لأَن الْوَاوَ تَعْطِفُ جُمْلَةً عَلَى جُمْلَةً، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا جَهْلٌ بِكَلَامِ الْعَرَبِ وَالْوَاوُ دَخَلَتْ لِلِاخْتِصَاصِ، وَإِنْ عُطِفَ بِهَا، وَالْعَرَبُ تَذْكُرُ الشَّيْءَ جُمْلَةً ثُمَّ تَخُصُّ مِنَ الْجُمْلَةِ شَيْئًا تَفْصِيلًا لَهُ وَتَنْبِيهًا عَلَى مَا فِيهِ مِنَ الْفَضِيلَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عز وجل: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى؛ فَقَدْ أَمرهم بِالصَّلَاةِ جُمْلَةً ثُمَّ أَعاد الْوُسْطَى تَخْصِيصًا لَهَا بِالتَّشْدِيدِ والتأْكيد، وَكَذَلِكَ أَعاد النَّخْلَ وَالرُّمَّانَ تَرْغِيبًا لأَهل الْجَنَّةِ فِيهِمَا،

ص: 186

وَمِنْ هَذَا قَوْلِهِ عز وجل: مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ؛ فَقَدْ عُلِمَ أَن جِبْرِيلَ وَمِيكَالَ دَخَلَا فِي الْجُمْلَةِ وأُعيد ذِكْرُهُمَا دَلَالَةً عَلَى فَضْلِهِمَا وَقُرْبِهِمَا مِنْ خَالِقِهِمَا. وَيُقَالُ لمَنْبِتِ الرُّمان مَرْمَنة إِذَا كَثُرَ فِيهِ أُصوله. والرُّمانة تُصَغَّرُ رُمَيْمينة. ورَمَّان، بِفَتْحِ الرَّاءِ: مَوْضِعٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: جَبَلٌ لطيِء. وإِرْمينِيَةُ، بِالْكَسْرِ: كُورة بِنَاحِيَةِ الرُّوم، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا أَرْمَنِيّ، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْمِيمِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ قَوْلَ سَيَّارة بْنِ قَصِير:

فَلَوْ شَهِدَتْ أُمُّ القُدَيْدِ طِعانَنا،

بمَرْعَشَ خَيْلَ الأَرْمَنِيِّ، أَرَنَّتِ «1» .

رمعن: ارْمَعَنَّ الشيءُ: كارْمَعلَّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ لُغَةً فِيهِ، وأَن تَكُونَ النُّونُ بَدَلًا مِنَ اللَّامِ. الأَزهري: ارْمَعَلَّ الدمعُ وارْمَعَنَّ سَالَ، فَهُوَ مُرْمَعِلّ ومُرْمَعِنّ.

رنن: الرَّنَّةُ: الصَّيْحَةُ الحَزِينةُ. يُقَالُ: ذُو رَنَّةٍ. والرَّنِينُ: الصِّيَاحُ عِنْدَ الْبُكَاءِ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّنَّةُ والرَّنِينُ والإِرْنانُ الصَّيْحَةُ الشَّدِيدَةُ وَالصَّوْتُ الْحَزِينُ عِنْدَ الْغِنَاءِ أَو الْبُكَاءِ. رَنَّت تَرِنُّ رَنيناً ورَنَّنَتْ تَرْنيناً وتَرْنِيَة وأَرَنَّتْ: صَاحَتْ. وَفِي كَلَامِ أَبي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ: شَجْراؤُه مُغِنَّة، وأَطيارُه مُرِنَّة؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

عَمْداً فَعَلْتُ ذاكَ، بَيْدَ أَني

أَخافُ إِنْ هَلَكْتُ لَمْ تُرِنِّي

وَقِيلَ: الرَّنِين الصَّوْتُ الشَّجِيُّ. والإِرْنانُ: الشَّدِيدُ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّنَّة صَوْتٌ فِي فَرَحٍ أَو حُزْنٍ، وَجَمْعُهَا رَنَّات، قَالَ: والإِرْنان صوتُ الشَّهيقِ مَعَ الْبُكَاءِ. وأَرَنَّ فُلَانٌ لِكَذَا وأَرَمَّ لَهُ ورَنَّ لِكَذَا واسْتَرَنَّ لِكَذَا وأَرْناه كَذَا وَكَذَا «2» . أَي أَلْهَاهُ. وأَرَنَّت القوسُ فِي إنباضِها، والمرأَةُ فِي نَوْحِهَا، والنساءُ فِي مَناحَتها، والحمامةُ فِي سَجْعها، وَالْحِمَارُ فِي نَهيقه، وَالسَّحَابَةُ فِي رَعْدِهَا، وَالْمَاءُ فِي خَريره، وأَرَنَّتِ المرأَة تُرِنّ ورَنَّتْ تَرِنّ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

كلَّ يومٍ مَنَعُوا حامِلَهُم

ومُرِنَّاتٍ كآرامٍ تُمَلّ

وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ قَوْسًا:

تُرِنُّ إرْناناً إِذَا مَا أُنْضِبا،

إِرْنانَ مَحْزونٍ إِذَا تَحَوَّبا

أَراد أُنْبِضَ فَقَلَبَ. ورَنَّنْتها أَنا تَرْنيناً. والمُرِنَّة: القوسُ، والمِرْنان مِثْلُهُ. وَقَوْسٌ مُرِنٌّ ومِرْنانٌ، وَكَذَلِكَ السَّحَابَةُ، وَيُقَالُ لَهَا المِرْنانُ عَلَى أَنها صِفَةٌ غَلَبَتْ غَلَبَةَ الِاسْمِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرَنَّتِ القَوْس وَهُوَ فَوْقَ الْحَنِينِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَتَلَقَّاني أَهلُ الْحَيِّ بالرَّنين

؛ الرَّنينُ: الصَّوْتُ، وَقَدْ رَنَّ يَرِنّ رَنِينًا. والرَّنَنُ: شَيْءٌ يَصِيحُ فِي الْمَاءِ أَيام الصَّيْفِ؛ وَقَالَ:

وَلَمْ يَصْدَحْ لَهُ الرَّنَنُ

والرَّنَنُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ، والرَّبَب: الْمَاءُ الْكَثِيرُ. والرُّنَّاءُ: الطَّرَبُ عَلَى بَدَلِ التَّضْعِيفِ، رَوَاهُ ثَعْلَبٌ بِالتَّشْدِيدِ، وأَبو عُبَيْدٍ بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ أَقيس لِقَوْلِهِمْ رَنَوْتُ أَي طَرِبْتُ وَمَدَدْتُ صَوْتِي، وَمَنْ قَالَ رَنَوْتُ فالرُّنَّاءُ عِنْدَهُ مُعْتَلٌّ. وَيَوْمٌ أَرْوَنانٌ: شَدِيدٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ، أَفْوَعالٌ مِنَ الرَّنِين فِيمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ الأَعرابي، وَهُوَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ أَفْعَلانٌ مِنْ قَوْلِكَ: كَشَفَ اللَّهُ عَنْكَ رُونَةَ هذا

(1). قوله [بمرعش] اسم موضع كما أَنشده ياقوت فيه

(2)

. قوله [وأرناه كذا وكذا إلخ] ذكره المجد وغيره في المعتل

ص: 187

الأَمر أَي غُمَّته وَشِدَّتَهُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. أَبو عَمْرٍو: الرُّنَّى شَهْرُ جُمادى «3» . وَجَمْعُهَا رُنَنٌ. والرُّنَّى: الخَلْقُ. يُقَالُ: مَا فِي الرُّنَّى مِثْلُهُ. قَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: يُقَالُ لِجُمَادَى الْآخِرَةِ رُنَّى، وَيُقَالُ رُنَةُ، بِالتَّخْفِيفِ؛ وأَنه قَالَ:

يَا آلَ زَيْدٍ، احْذَرُوا هَذِي السَّنَهْ

مِنْ رُنَةٍ حَتَّى تُوافِيها رُنَهْ

قَالَ: وأَنكر رُبَّى، بِالْبَاءِ، وَقَالَ: هُوَ تَصْحِيفٌ إِنَّمَا الرُّبَّى الشَّاةُ النُّفَساء؛ وَقَالَ قطْرُبٌ وَابْنُ الأَنباري وأَبو الطَّيِّبِ عَبْدُ الْوَاحِدِ وأَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: هُوَ بِالْبَاءِ لَا غَيْرُ؛ قَالَ أَبو القسم الزَّجَّاجِيُّ: لأَن فِيهِ يُعْلَمُ مَا نُتِجَتْ حُرُوبُهم إِذَا مَا انْجَلَتْ عَنْهُ، مأْخوذ مِنَ الشَّاةِ الرُّبَّى؛ وأَنشد أَبو الطَّيِّبِ:

أَتَيْتُك فِي الحَنِين فقلتَ: رُبَّى

وَمَاذَا بَيْنَ رُبَّى والحَنِينِ؟

والحَنِينُ: اسم لجمادى الأُولى.

رهن: الرَّهْنُ: مَعْرُوفٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الرَّهْنُ مَا وُضِعَ عِنْدَ الإِنسان مِمَّا يَنُوبُ مَنَابَ مَا أُخذ مِنْهُ. يُقَالُ: رَهَنْتُ فُلَانًا دَارًا رَهْناً وارْتَهنه إِذَا أَخذه رَهْناً، وَالْجَمْعُ رُهون ورِهان ورُهُنٌ، بِضَمِّ الْهَاءِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ رُهُن جمعَ رِهان لأَن رِهاناً جَمْعٌ، وَلَيْسَ كُلُّ جَمْعٍ يُجْمَعُ إِلَّا أَن يُنَصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ أَن لَا يَحْتَمِلَ غَيْرَ ذَلِكَ كأَكْلُب وأَكالِب وأَيْدٍ وأَيادٍ وأَسْقِية وأَساقٍ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي فِي جَمْعِهِ رَهين كعَبْدٍ وعَبيدٍ، قَالَ الأَخفش فِي جَمْعِهِ عَلَى رُهُنٍ قَالَ: وَهِيَ قَبِيحَةٌ لأَنه لَا يُجْمَعُ فَعْل عَلَى فُعُل إِلَّا قَلِيلًا شَاذًّا، قَالَ: وَذَكَرَ أَنهم يَقُولُونَ سَقْفٌ وسُقُفٌ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ رُهُنٌ جَمْعًا لِلرِّهَانِ كأَنه يُجْمَعُ رَهْن عَلَى رِهان، ثُمَّ يُجْمَعُ رِهان عَلَى رُهُن مِثْلُ فِراشٍ وفُرُش. والرَّهينة: وَاحِدَةُ الرَّهائن. وَفِي الْحَدِيثِ:

كُلُّ غُلَامٍ رَهينة بِعَقِيقَتِهِ

؛ الرَّهينة: الرَّهْنُ، وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ كالشَّتيمة والشَّتْم، ثُمَّ اسْتُعْمِلَا فِي مَعْنَى المَرْهون فَقِيلَ: هُوَ رَهْن بِكَذَا ورَهِينة بِكَذَا، وَمَعْنَى قَوْلِهِ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ أَن الْعَقِيقَةَ لَازِمَةٌ لَهُ لَا بُدَّ مِنْهَا، فَشَبَّهَهُ فِي لُزُومِهَا لَهُ وَعَدَمِ انْفِكَاكِهِ مِنْهَا بالرَّهْن فِي يَدِ المُرْتَهِن. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي هَذَا وأَجود مَا قِيلَ فِيهِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَحمد بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: هَذَا فِي الشَّفَاعَةِ، يُرِيدُ أَنه إِذَا لَمْ يُعَقَّ عَنْهُ فَمَاتَ طِفْلًا لَمْ يَشْفَعْ فِي وَالِدَيْهِ، وَقِيلَ: معناه أَنه مَرْهُونٌ بأَذى شَعْره، وَاسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ:

فأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذى

، وَهُوَ مَا عَلِقَ بِهِ مِنْ دَمِ الرَّحِمِ. ورَهَنَه الشيءَ يَرْهَنه رَهْناً ورَهَنَه عِنْدَهُ، كِلَاهُمَا: جَعَلَهُ عِنْدَهُ رَهْناً. قَالَ الأَصمعي: وَلَا يُقَالُ أَرْهَنتُه. ورَهَنَه عَنْهُ: جَعَلَهُ رَهْناً بَدَلًا مِنْهُ؛ قَالَ:

ارْهَنْ بَنِيكَ عنهمُ أَرْهَنْ بَني

أَراد أَرْهَن أَنا بَنِيَّ كَمَا فَعَلْتَ أَنت، وَزَعَمَ ابْنُ جِنِّي أَن هَذَا الشِّعْرَ جَاهِلِيٌّ. وأَرْهَنته الشَّيْءَ: لُغَةٌ؛ قَالَ هَمَّام بْنُ مُرَّةَ، وَهُوَ فِي الصِّحَاحِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ السَّلُولي:

فَلَمَّا خَشِيتُ أَظافيرَهُمْ،

نَجَوْتُ وأَرْهَنْتُهم مَالِكَا

غَريباً مُقِيماً بِدَارِ الهَوانِ،

أَهْوِنْ علَيَّ بِهِ هالِكا

وأَحْضَرتُ عُذْرِي عليه الشُّهُودَ،

إنْ عَاذِرًا لِي، وَإِنْ تَارِكَا

وَقَدْ شَهِدَ الناسُ، عند الإِمامِ،

أَني عَدُوٌّ لأَعْدَائكا

(3). قوله [الرنى شهر جمادى] الذي في القاموس: ورنى، بلا لام، شهر جمادى

ص: 188

وأَنكر بَعْضُهُمْ أَرهنته، وَرُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ: وأَرْهَنُهُم مَالِكَا، كَمَا تَقُولُ: قُمْتُ وأَصُكُّ عَيْنَهُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: الرُّواة كُلُّهُمْ عَلَى أَرْهَنْتُهم، عَلَى أَنه يَجُوزُ رَهَنْتُه وأَرْهَنْته، إلَّا الأَصمعي فَإِنَّهُ رَوَاهُ وأَرْهَنُهم مَالِكَا عَلَى أَنه عَطَفَ بِفِعْلٍ مُسْتَقْبَلٍ عَلَى فِعْلٍ مَاضٍ، وَشَبَّهَهُ بِقَوْلِهِمْ قمتُ وأَصُكُّ وجهَه، وَهُوَ مَذْهَبٌ حَسَنٌ لأَن الْوَاوَ واو حَالٌ، فَيَجْعَلُ أَصُك حَالًا لِلْفِعْلِ الأَول عَلَى مَعْنَى قُمْتُ صَاكًّا وَجْهَهُ أَي تَرَكْتُهُ مُقِيمًا عِنْدَهُمْ، لَيْسَ مِنْ طَرِيقِ الرَّهْنِ، لأَنه لَا يُقَالُ أَرْهَنْتُ الشَّيْءَ، وَإِنَّمَا يُقَالُ رَهَنْتُه، قَالَ: وَمَنْ رَوَى وأَرهنتهم مَالِكًا فَقَدْ أَخطأَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ رَهَنْته الشيءَ بَيْتُ أُحَيْحة بْنِ الجُلاح:

يُراهِنُني فيَرْهَنُني بَنِيهِ،

وأَرْهَنُه بَنِيَّ بِمَا أَقُولُ

. وَمِثْلُهُ للأَعشى:

آلَيْتُ لَا أُعطيه مِنْ أَبنائنا

رُهُناً فيُفْسِدُهم كَمَنْ قَدْ أَفْسَدا

حَتَّى يُفِيدَك مِنْ بَنِيهِ رَهِينةً

نَعْشٌ، ويَرْهَنك السِّماك الفَرْقدا

. وَفِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى جَمْعِ رَهْنٍ عَلَى رُهُنٍ. وأَرْهَنْتُه الثوبَ: دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ ليَرْهَنه. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَهَنْتُه لِسَانِي لَا غَيْرَ، وأَما الثَّوْبُ فرَهَنْتُه وأَرْهَنْتُه مَعْرُوفَتَانِ. وَكُلُّ شَيْءٍ يُحْتَبَس بِهِ شَيْءٌ فَهُوَ رَهِينه ومُرْتَهَنه. وارْتَهَن مِنْهُ رَهْناً: أَخذه. والرِّهانُ والمُراهَنة: المُخاطرة، وَقَدْ راهَنه وَهُمْ يَتَراهنُون، وأَرْهَنُوا بَيْنَهُمْ خَطَراً: بَدَلُوا مِنْهُ مَا يَرْضى بِهِ الْقَوْمُ بَالِغًا مَا بَلَغَ، فَيَكُونُ لَهُمْ سَبَقاً. وراهَنْتُ فُلَانًا عَلَى كَذَا مُراهنة: خَاطَرْتُهُ. التَّهْذِيبُ: وأَرْهَنْتُ ولَدي إِرْهَانًا أَخطرتهم خَطَراً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ

؛ قرأَ نَافِعٌ وَعَاصِمٌ وأَبو جَعْفَرٍ وشَيْبةُ: فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ

، وقرأَ أَبو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ:

فرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ

، وَكَانَ أَبو عَمْرٍو يَقُولُ: الرِّهانُ فِي الْخَيْلِ؛ قَالَ قَعْنَب:

بَانَتْ سُعادُ، وأَمْسَى دُونها عَدَنُ،

وغَلِقَتْ عندَها مِنْ قَبْلِكَ الرُّهُنُ

. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَنْ قرأَ

فَرُهُن

فَهِيَ جَمْعُ رِهانٍ مِثْلُ ثُمُرٍ جَمْعِ ثِمارٍ، والرُّهُنُ فِي الرَّهْنِ أَكثر، والرِّهانُ فِي الْخَيْلِ أَكثر، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ

؛ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: الرَّهْنُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ هُوَ الشَّيْءُ الْمُلْزَمُ. يُقَالُ: هَذَا راهِنُ لَكَ أَي دَائِمٌ مَحْبُوسٌ عَلَيْكَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ

وكُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ

؛ أَي مُحْتَبَس بِعَمَلِهِ، ورَهِينة مَحْبُوسَةٌ بِكَسْبِهَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الرَّهْن يُجْمَعُ رِهاناً مِثْلُ نَعْلٍ ونِعال؛ ثُمَّ الرِّهانُ يُجْمَعُ رُهُناً. وَكُلُّ شَيْءٍ ثَبَتَ وَدَامَ فَقَدْ رَهَنَ. والمُراهَنَةُ والرهانُ: الْمُسَابَقَةُ عَلَى الْخَيْلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وأَنا لَكَ رَهْنٌ بالرِّيّ وَغَيْرِهِ أَي كَفيل؛ قَالَ:

إِنِّي ودَلْوَيَّ لَهَا وصاحبِي،

وحَوْضَها الأَفْيَحَ ذَا النصائبِ،

رَهْنٌ لَهَا بالرِّيّ غَيْرِ الكاذِبِ

وأَنشد الأَزهري:

إِنَّ كَفِّي لَكَ رَهْنٌ بالرِّضا

. أَي أَنا كَفِيلٌ لَكَ. وَيَدِي لَكَ رَهْنٌ: يُرِيدُونَ بِهِ الْكَفَالَةَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

والمَرْءُ مَرْهُونٌ، فَمَنْ لَا يُخْتَرَمْ

بعاجِلِ الحَتْفِ، يُعاجَلْ بالهَرَمْ

قَالَ: أَرْهَنَ أَدامَ لَهُمْ. أَرْهَنْتُ لَهُمْ طَعَامِي وأَرْهَيْته أَي أَدمته لَهُمْ. وأَرْهَى لَكَ الأَمر أَي

ص: 189

أَمْكنك، وَكَذَلِكَ أَوْهَب. قَالَ: والمَهْوُ والرَّهْوُ والرخَفُ وَاحِدٌ، وَهُوَ اللِّينُ. وَقَدْ رَهَنَ فِي الْبَيْعِ وَالْقَرْضِ، بِغَيْرِ أَلف، وأَرْهَنَ بالسلْعة وَفِيهَا: غالَى بِهَا وَبَذَلَ فِيهَا مَالَهُ حَتَّى أَدركها؛ قَالَ: وَهُوَ مِنَ الْغَلَاءِ خَاصَّةً: قَالَ:

يَطْوي ابنُ سَلْمَى بِهَا مِنْ راكبٍ بُعُداً

عِيديَّةً أُرْهِنَتْ فيه الدَّنانيرُ «1»

. وَيُرْوَى صَدْرُ الْبَيْتِ:

ظَلَّتْ تَجُوبُ بِهَا البُلْدانَ ناجيةٌ

. والعِيديّة: إِبِلٌ مَنْسُوبَةٌ إِلَى الْعِيدِ، والعيدُ: قَبِيلَةٌ مِنْ مَهْرة، وإِبلُ مَهْرة مَوْصُوفَةٌ بِالنَّجَابَةِ؛ وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا عَلَى قوله أَرْهَنَ فِي كَذَا وَكَذَا يُرْهِنُ إِرْهاناً إِذَا أَسلف فِيهِ. وَيُقَالُ: أَرْهَنت فِي السِّلْعَةِ بِمَعْنَى أَسلفت. والمُرْتَهِنُ: الَّذِي يأْخذ الرَّهْنَ، وَالشَّيْءُ مَرْهُونٌ ورهِين، والأُنثى رَهِينة. والراهِنُ: الثَّابِتُ. وأَرْهَنه لِلْمَوْتِ: أَسلمه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَرْهَنَ الميتَ قَبْرًا: ضَمَّنه إِيَّاهُ، وَإِنَّهُ لرَهِينُ قبرٍ وبِلىً، والأُنثى رَهِينة. وَكُلُّ أَمر يُحْتبس بِهِ شَيْءٌ فَهُوَ رَهِينه ومُرْتَهَنه، كَمَا أَن الإِنسان رَهِينُ عَمَلِهِ. ورَهَنَ لَكَ الشيءُ: أَقام وَدَامَ. وَطَعَامٌ راهِنٌ: مُقِيمٌ؛ قَالَ:

الخُبْزُ واللَّحْمُ لَهُمْ راهِنٌ،

وقَهْوَةٌ راوُوقُها ساكِبُ

. وأَرْهَنه لَهُمْ ورَهَنه: أَدامه، والأَول أَعلى. التَّهْذِيبُ: أَرْهَنْتُ لَهُمُ الطَّعَامَ والشرابَ إِرْهَانًا أَي أَدمته. وَهُوَ طَعَامٌ راهِنٌ أَي دَائِمٌ؛ قَالَهُ أَبو عَمْرٍو؛ وأَنشد للأَعشى يَصِفُ قَوْمًا يَشْرَبُونَ خَمْرًا لَا تَنْقَطِعُ:

لَا يَسْتَفِيقُونَ مِنْهَا، وَهِيَ راهِنَةٌ،

إِلَّا بهاتِ، وَإِنْ عَلُّوا وَإِنْ نَهِلُوا

. ورَهَنَ الشيءُ رَهْناً: دَامَ وَثَبَتَ. وراهِنةٌ فِي الْبَيْتِ: دَائِمَةٌ ثَابِتَةٌ. وأَرْهَنَ لَهُ الشرَّ: أَدامه وأَثبته لَهُ حَتَّى كَفَّ عَنْهُ. وأَرْهَنَ لَهُمْ مَالَهُ: أَدامه لَهُمْ. وَهَذَا راهنٌ لَكَ أَي مُعَدٌّ. والراهِنُ: الْمَهْزُولُ المُعْيي مِنَ النَّاسِ والإِبل وَجَمِيعِ الدَّوَابِّ، رَهَنَ يَرْهَنُ رُهُوناً؛ وأَنشد الأُمَوِيّ:

إِمَّا تَرَيْ جِسْمِيَ خَلًّا قَدْ رَهَنْ

هَزْلًا، وَمَا مَجْدُ الرِّجالِ فِي السِّمَنْ

. ابْنُ شُمَيْلٍ: الرَّاهِنُ الأَعْجَفُ مِنْ رُكُوبٍ أَو مَرَضٍ أَو حَدَث؛ يُقَالُ: رَكِبَ حَتَّى رَهَنَ. الأَزهري: رأَيت بِخَطِّ أَبي بَكْرٍ الإِيادي: جَارِيَةٌ أُرْهُونٌ أَي حَائِضٌ؛ قَالَ: وَلَمْ أَره لِغَيْرِهِ. والرَّاهنة مِنَ الْفَرَسِ: السُّرَّة وَمَا حَوْلَهَا. والرَّاهُونُ: اسْمُ جَبَلٍ بِالْهِنْدِ، وَهُوَ الَّذِي هَبَطَ عَلَيْهِ آدَمُ، عليه السلام. ورُهْنانُ: مَوْضِعٌ. ورُهَيْنٌ والرَّهِينُ: اسْمَانِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

عَرَفْتُ الدِّيارَ لأُمِّ الرَّهِينِ

بَيْنَ الظُّباءِ فَوادِي عُشَرْ.

رهدن: الرَّهْدَنُ: الرَّجُلُ الجَبانُ شبِّه بِالطَّائِرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الرَّهْدَنُ والرَّهْدَنةُ والرُّهْدُونُ كالرَّهْدَلِ الَّذِي هُوَ الطَّائِرُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والرَّهادِنُ: طَيْرٌ بِمَكَّةَ أَمثال الْعَصَافِيرِ، الْوَاحِدُ رَهْدَنٌ. الأَصمعي وَغَيْرُهُ: الرَّهادِنُ والرَّهادِلُ وَاحِدُهَا رَهْدَنَةٌ ورَهْدَلَةٌ، وَهُوَ طَائِرٌ شَبِيهٌ بالقُبَّرة إِلَّا أَنه لَيْسَتْ لَهُ قُنْزُعة، وَفِي الصِّحَاحِ: طَائِرٌ يُشْبِهُ الحُمَّر إِلَّا أَنه أَدْبَسُ، وَهُوَ أَكبر مِنَ الحُمَّر؛ وقال:

(1). قوله [من راكب] كذا في الأَصل، والذي في المحكم: في راكب، وفي التهذيب: عن

ص: 190

تَذَرَّيْننا بالقولِ حَتَّى كأَنه

تَذَرِّيَ وِلْدَانٍ يَصِدْنَ رَهادنا

والرَّهْدَنُ: الأَحمق كالرَّهْدَلِ؛ قَالَ:

قُلْتُ لَهَا: إياكِ أَن تَوَكَّنِي

عنديَ فِي الجلْسةِ، أَوْ تَلَبَّنِي

عليكِ، مَا عشتِ، بذاكَ الرَّهْدَنِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّهْدَنُ الأَحمق. والرَّهْدَنُ: الْعُصْفُورُ الصَّغِيرُ أَيضاً، وَقَدْ تُبْدَلُ النُّونُ لَامًا فَيُقَالُ الرَّهْدَلُ، كَمَا قَالُوا طَبَرْزَن وطَبَرْزَلٌ وطَبَرْزَذ، وجمعُ الرَّهْدَنِ الأَحمقِ الرَّهَادِنَةُ مِثْلُ الفَراعِنة. والرُّهْدُونُ: الْكَذَّابُ. والرَّهْدَنَة: الإِبْطاء، وَقَدْ رَهْدَنَ؛ وَرُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه أَنشده لِرَجُلٍ فِي تَيْس اشْتَرَاهُ مِنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ سَكَن:

رأَيتُ تَيْساً راقَنِي لسَكَنِ،

مُخَرْفَجَ الغِذَاءِ غيرَ مُجْحَنِ،

أَهْدَبَ مَعْقُودَ القَرَا خُبَعْثِنِ،

فقُلْتُ: بِعنيه، فَقَالَ: أَعْطِني

فقُلْتُ: نَقْدِي ناسئٌ فأَضْمَنِ،

فنَدَّ حَتَّى قُلْتُ: مَا إِن يَنْثَنِي

فجئتُ بالنَّقْدِ وَلَمْ أُرَهْدِنِ

أَي لَمْ أُبْطِئْ وَلَمْ أَحْتَبِس بِهِ. التَّهْذِيبُ: والأَزْدُ تُرَهْدِنُ فِي مشْيتها كأَنها تستدير.

رون: الرُّونُ: الشِّدَّة، وَجَمْعُهَا رُوُون. والرُّونَة: الشِّدَّة. ابْنُ سِيدَهْ: رُونة الشَّيْءِ شِدَّته ومُعْظَمُه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

إِنْ يُسْرِ عَنْكَ اللهُ رُونَتَها،

فعَظِيمُ كُلِّ مُصيبةٍ جَلَلُ

وَكَشَفَ اللَّهُ عَنْكَ رُونَة هَذَا الأَمر أَي شدَّته وغُمَّته وَيُقَالُ: رُونَةُ الشَّيْءِ غَايَتُهُ فِي حَرٍّ أَو بَرْدٍ أَو غَيْرِهِ مِنْ حُزْنٍ أَو حَرْبٍ وَشَبَهَهُ؛ وَمِنْهُ يومٌ أَرْوَنانٌ «1» . وَيُقَالُ: مِنْهُ أُخذتِ الرُّنَةُ اسْمٌ لِجُمَادَى الْآخِرَةِ لِشِدَّةِ بَرْدِهِ. والرَّوْن: الصِّيَاحُ والجَلَبة، يُقَالُ مِنْهُ: يومٌ ذُو أَرْوَنان وزَجَلٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فَهِيَ تُغَنِّيني بأَرْوَنانِ

أَي بصياحٍ وَجَلَبَةٍ. والرَّوْن أَيضاً: أَقصى المَشارَةِ؛ وأَنشد يُونُسُ:

والنَّقْبُ مِفْتَحُ مَائِهَا والرَّوْن

ويومٌ أَرْوَنانٌ وأَرْوَنانيٌّ: شَدِيدُ الْحَرِّ وَالْغَمِّ، وَفِي الْمُحْكَمِ: بَلَغَ الْغَايَةَ فِي فَرَحٍ أَو حُزْنٍ أَو حَرٍّ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ فِي كُلِّ شيءٍ مِنْ حَرٍّ أَو بَرْدٍ أَو جَلَبَةٍ أَو صِيَاحٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْديّ:

فظَلَّ لنِسوَةِ النُّعمانِ مِنَّا،

عَلَى سَفَوانَ، يومٌ أَرْوَنانُ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده سِيبَوَيْهِ، وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ يومٌ أَرْوناني لأَنَّ الْقَوَافِيَ مَجْرُورَةٌ؛ وَبَعْدَهُ:

فأَرْدَفْنا حَليلتَه، وجِئْنا

بِمَا قَدْ كَانَ جَمَّعَ مِنْ هِجانِ

وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ أَرْوَناناً أَفْوَعَالٌ مِنَ الرَّنين؛ التَّهْذِيبُ: أَراد أَرْوَنانيّ بِتَشْدِيدِ يَاءِ النِّسْبَةَ كَمَا قَالَ الْآخَرُ:

لَمْ يَبْقَ مِنْ سُنَّة الفارُوق تعرفه

إلَّا الدُّنَيْنيُّ وإلَّا الدِّرَّةُ الخَلَقُ «2»

. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنَّمَا كَسَرَ النُّونَ عَلَى أَن أَصله أَرْونانيّ عَلَى النَّعْتِ فَحُذِفَتْ يَاءُ النسبة؛ قال الشاعر:

(1). قوله [أرونان] يجوز إضافة اليوم إليه أيضاً كما في القاموس، وسيشير إليه المؤلف فيما بعد

(2)

. قوله [الدنيني] كذا بالأَصل

ص: 191

وَلَمْ يَجِبْ وَلَمْ يَكَعْ وَلَمْ يَغِبْ

عَنْ كلِّ يومٍ أَرْوَنانيّ عَصِبْ

وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:

حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ،

فاليومُ مِنْهَا يومُ أَرْوَنانِ

فَيَحْتَمِلُ الإِضافة إِلَى صِفَتِهِ وَيَحْتَمِلُ مَا ذَكَرْنَا. وَلَيْلَةٌ أَرْوَنانة وأَرْوَنانيَّة: شَدِيدَةُ الْحَرِّ وَالْغَمِّ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: رَانَتْ ليلَتَنا اشتدَّ حَرُّهَا وَغَمُّهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا حَمَلْنَاهُ عَلَى أَفَعَلان، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْهِ، دُونَ أَن يَكُونَ أَفْوَعالًا مِنَ الرَّنَّةِ الَّتِي هِيَ الصَّوْتُ، أَو فَعْوَلاناً مِنَ الأَرَنِ الَّذِي هُوَ النَّشَاط، لأَن أَفْوَعالًا عَدَمٌ وإِنَّ فَعْوَلاناً قَلِيلٌ، لأَن مِثْلَ جَحْوَش لَا يَلْحَقُهُ مِثْلُ هَذِهِ الزِّيَادَةِ، فَلَمَّا عَدِمَ الأَول وقلَّ هَذَا الثَّانِي وصحَّ الِاشْتِقَاقُ حَمَلْنَاهُ عَلَى أَفْعَلان. التَّهْذِيبُ عَنْ شَمِرٍ قَالَ: يومٌ أَرْوَنان إِذَا كَانَ نَاعِمًا؛ وأَنشد فِيهِ بَيْتًا لِلنَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ:

هَذَا ويومٌ لَنَا قَصِيرٌ،

جَمُّ المَلاهِي أَرْوَنانُ

صَوَابُهُ جمٌّ مَلَاهِيهِ؛ قَالَ: وَهَذَا مِنَ الأَضداد، فَهَذَا الْبَيْتُ فِي الْفَرَحِ، وَكَانَ أَبو الْهَيْثَمِ يُنْكِرُ أَن يَكُونَ الأَرْوَنان فِي غَيْرِ مَعْنَى الْغَمِّ والشدَّة، وأَنكر الْبَيْتُ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ شَمِرٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: يومٌ أَرْوَنانٌ مأْخوذ مِنَ الرَّوْنِ، وَهُوَ الشِّدَّةُ، وَجَمْعُهُ رُوُون. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، طُبَّ أَي سُحِرَ ودُفِنَ سِحْرُه فِي بِئْرِ ذِي أَرْوانَ

؛ قَالَ الأَصمعي: هِيَ بِئْرٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يُخْطِئُ فَيَقُولُ ذَرْوَانَ. والأَرْوَنانُ: الصَّوْتُ؛ وَقَالَ:

بِهَا حاضِرٌ مِنْ غيرِ جِنٍّ يَرُوعُه؛

وَلَا أَنَسٍ ذُو أَرْونانٍ وذُو زَجَلْ

ويومٌ أَرْوَنان وَلَيْلَةٌ أَرْوَنانة: شَدِيدَةٌ صَعْبَةٌ. وأَرْوَنان مُشْتَقٌّ مِنَ الرَّون وَهُوَ الشِّدَّةُ. ورَانَ الأَمْرُ رَوْناً أَي اشتد.

رين: الرَّيْنُ: الطَّبَعُ والدَّنَسُ. والرَّيْن: الصَّدأُ الَّذِي يَعْلُو السيفَ والمِرآة. ورَانَ الثوبُ رَيْناً: تَطَبَّعَ. والرَّيْنُ: كالصَّدَإ يَغْشى الْقَلْبَ. ورَانَ الذَّنْبُ عَلَى قَلْبِهِ يَرِينُ رَيْناً ورُيُوناً: غَلَبَ عَلَيْهِ وَغَطَّاهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ مَا كانُوا يَكْسِبُونَ

؛ أَي غَلَبَ وطَبَعَ وخَتَم؛ وَقَالَ الْحَسَنُ: هُوَ الذَّنْب عَلَى الذَّنْبِ حَتَّى يسوادَّ الْقَلْبُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

مخافَةَ أَن يَرِينَ النَّوْمُ فِيهِمْ،

بسُكْرِ سِناتِهم، كلَّ الرُّيونِ

. ورِينَ عَلَى قَلْبِهِ: غُطِّي. وَكُلُّ مَا غَطَّى شَيْئًا فَقَدْ رانَ عَلَيْهِ. ورانَتْ عَلَيْهِ الْخَمْرُ: غَلَبَتْهُ وَغَشِيَتْهُ، وَكَذَلِكَ النُّعاس وَالْهَمُّ، وَهُوَ مَثَل بِذَلِكَ، وَقِيلَ: كُلُّ غَلَبَةٍ رَيْنٌ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي الْآيَةِ: كَثُرَتِ الْمَعَاصِي مِنْهُمْ وَالذُّنُوبُ فأَحاطت بِقُلُوبِهِمْ فَذَلِكَ الرَّيْن عَلَيْهَا. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ:

أَن عُمَرَ، رضي الله عنه، قَالَ فِي أُسَيْفِع جُهَينة لَمَّا رَكِبَهُ الدَّيْن: قَدْ رِينَ بِهِ

؛ يَقُولُ قَدْ أَحاط بِمَالِهِ الدَّيْنُ وَعَلَّتْهُ الدُّيُونُ، وَفِي رِوَايَةٍ:

أَن عُمَرَ خَطَبَ فَقَالَ: أَلا إِنَّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَينة قَدْ رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وأَمانته بأَن يُقَالَ سَبَقَ الْحَاجُّ فادَّانَ مُعْرِضاً وأَصْبَحَ قَدْ رِينَ بِهِ

؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ رِينَ بِالرَّجُلِ رَيْناً إِذَا وَقَعَ فِيمَا لَا يَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ مِنْهُ وَلَا قِبَل لَهُ بِهِ، وَقِيلَ: رِينَ به انقُطِعَ به، وَقَوْلُهُ فادَّان مُعْرِضاً أَي اسْتَدَانَ

ص: 192