الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رجلٌ يُقَالُ لَهُ الجَهْجاه
، كأَنه مُرَكَّبٌ مِنْ هَذَا، وَيُرْوَى الجَهْجَلُ، وَاللَّهُ أَعلم.
جوه: جُهْتُه بشرٍّ وأَجَهْتُه. وَالْجَاهُ: الْمَنْزِلَةُ والقَدْرُ عِنْدَ السُّلْطَانِ، مَقْلُوبٌ عَنْ وَجْهٍ، وإِن كَانَ قَدْ تَغَيَّرَ بِالْقَلْبِ فتَحَوَّلَ مِنْ فَعْلٍ إِلى فَعَلٍ فإِن هَذَا لَا يُسْتَبْعَدُ فِي الْمَقْلُوبِ وَالْمَقْلُوبِ عَنْهُ وَلِذَلِكَ لَمْ يَجْعَلْ أَهل النَّظَرِ مِنَ النَّحْوِيِّينَ وزنَ لاهِ أَبوك فَعْلًا، لِقَوْلِهِمْ لَهْيَ أَبوك، إِنما جَعَلُوهُ فَعَلًا وَقَالُوا إِن الْمَقْلُوبَ قَدْ يَتَغَيَّرُ وَزْنُهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ الْقَلْبِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَن الجاهَ لَيْسَ مَنْ وَجُهَ، وإِنما هُوَ مِنْ جُهْتُ، وَلَمْ يُفَسِّرْ مَا جُهْتُ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: كَانَ سبيلُ جاهٍ، إِذ قُدِّمَت الْجِيمُ وأُخرت الْوَاوُ، أَن يَكُونَ جَوْه فَتُسَكَّنُ الْوَاوُ كَمَا كَانَتِ الْجِيمُ فِي وَجْه سَاكِنَةٌ، إِلا أَنها حُرِّكَتْ لأَن الْكَلِمَةَ لَمَّا لَحِقَهَا الْقَلْبُ ضَعُفَتْ، فَغَيَّرُوهَا بِتَحْرِيكِ مَا كَانَ سَاكِنًا إِذ صَارَتْ بِالْقَلْبِ قَابِلَةً لِلتَّغَيُّرِ، فَصَارَ التَّقْدِيرُ جَوَهٌ، فَلَمَّا تحرَّكت الْوَاوُ وَقَبْلَهَا فَتْحَةٌ قُلِبَتْ أَلفاً، فَقِيلَ جاهٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَيضاً: جاهٌ وجاهَةٌ وجاهْ جاهْ وجاهِ جاهِ وجاهٍ جاهٍ. الْجَوْهَرِيُّ: فُلَانٌ ذُو جَاهٍ وَقَدْ أَوْجَهْتُه أَنا ووَجَّهْتُه أَنا أَي جَعَلْتُهُ وَجِيهاً، وَلَوْ صَغَّرْتَ قُلْتَ جُوَيْهَة. قَالَ أَبو بَكْرٍ: قَوْلُهُمْ لِفُلَانٍ جاهٌ فِيهِمْ أَي مَنْزِلَةٌ وقَدْرٌ، فأَخرت الْوَاوُ مِنْ مَوْضِعِ الْفَاءِ وَجُعِلَتْ فِي مَوْضِعِ الْعَيْنِ، فَصَارَتْ جَوْهاً، ثُمَّ جَعَلُوا الْوَاوَ أَلفاً فَقَالُوا جَاهٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَوْجَهُ مِنْ فُلَانٍ، وَلَا يُقَالُ أَجْوَه. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْبَعِيرِ: جاهِ لَا جُهْتَ «1» . وَهُوَ زَجْرٌ لِلْجَمَلِ خَاصَّةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وجُوهْ جُوهْ «2» . ضربٌ مِنْ زَجْرِ الإِبل. الْجَوْهَرِيُّ: جاهِ زَجْرٌ لِلْبَعِيرِ دُونَ النَّاقَةِ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَرُبَّمَا قَالُوا جاهٍ بِالتَّنْوِينِ؛ وأَنشد:
إِذا قُلتُ جاهٍ، لَجَّ حَتَّى تَرُدَّهُ
…
قُوَى أَدَمٍ، أَطْرافُها فِي السَّلَاسِلِ
وَيُقَالُ: جاهَهُ بِالْمَكْرُوهِ جَوْهاً أَي جَبَهَهُ.
فصل الحاء المهملة
حيه: حَيْهِ: مِنْ زَجْرِ المِعْزَى؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَمَا أَنتَ بحَيْه؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وَلَمْ يُفَسِّرْهُ. وَمَا عِنْدَهُ حَيْهٌ وَلَا سَيْهٌ وَلَا حِيهٌ وَلَا سِيهٌ؛ عَنْهُ أَيضاً وَلَمْ يُفَسِّرْهُ، وَالسَّابِقُ أَن مَعْنَاهُ مَا عِنْدَهُ شيء.
فصل الدال المهملة
دبه: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: دَبَّهَ الرجلُ إِذا وَقَعَ فِي الدَّبَهِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الْكَثِيرُ الرَّمْلِ، ودَبّه إِذا لَزِمَ الدُّبَّهَ، وَهِيَ طَرِيقَةُ الْخَبَرِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا حُمِدَ دَباهِ دَباهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ دَبَهٍ، بِفَتْحِ الدَّالِ وَالْبَاءِ الْمُخَفَّفَةِ، بَيْنَ بَدْرٍ والأَصافِرِ، مرَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فِي مَسِيرِهِ إِلى بَدْرٍ.
دجه: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: دَجَّهَ الرجلُ إِذا نَامَ فِي الدُّجْيَة، وَهِيَ قُتْرَةُ الصائد.
دره: دَرَه عَلَى القَوم: هَجَم ابْنُ الأَعرابي: دَرَهَ فلانٌ عَلَيْنَا ودَرَأَ إِذا هَجَمَ مِنْ حَيْثُ لَمْ نَحْتَسِبْه. ودارِهاتُ الدَّهْرِ: هَواجِمُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
عَزِيرٌ عَليَّ فَقْدُه فَفَقَدْتُه،
…
فبانَ وخَلَّى دارِهاتِ النوائبِ
(1). قوله [لا جهت] أي لا مشيت كذا في التكملة
(2)
. قوله [وجوه جوه] كذا بضبط الأصل والمحكم بضم الجيمين وسكون الهاءين وضبط في القاموس بفتح الجيمين وكسر الهاءين
دارِهاتُها: هاجماتُها. وَيُقَالُ: إِنه لَذُو تُدْرَإِ وَذُو تُدْرَهٍ إِذا كَانَ هَجَّاماً عَلَى أَعدائه مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ:
سُبِّي الحَماةَ وادْرَهِي عَلَيْهَا
إِنما مَعْنَاهُ: اهْجُمِي عَلَيْهَا وأَقْدِمِي. ودَرَهْتُ عَنِ الْقَوْمِ: دَفَعْتُ عَنْهُمْ مِثْلُ دَرَأْتُ، وَهُوَ مُبْدَلٌ مِنْهُ نَحْوَ هَراقَ الماءَ وأَراقَهُ. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ أُمِيتَ فِعْلُه إِلا قَوْلُهُمْ رَجُلٌ مِدْرَهُ حَرْبٍ، ومِدْرَهُ الْقَوْمِ هُوَ الدافعُ عَنْهُمْ. ابْنُ سِيدَهْ: المِدْرَه السَّيِّدُ الشَّرِيفُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَقْوَى عَلَى الأُمور ويَهْجُم عَلَيْهَا، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. والمِدْرَهُ: المُقَدَّم فِي اللِّسَانِ وَالْيَدِ عِنْدَ الْخُصُومَةِ وَالْقِتَالِ، وَقِيلَ: هُوَ رأْس الْقَوْمِ وَالدَّافِعُ عَنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ
شَدَّاد بْنِ أَوْسٍ: إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ هُوَ مِدْرَهُ قومِه
؛ المِدْرَهُ: زَعِيمُ الْقَوْمِ وَخَطِيبُهُمْ وَالْمُتَكَلِّمُ عَنْهُمْ وَالَّذِي يَرْجِعُونَ إِلى رأْيه، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَالْجَمْعُ المَدارِهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَصبغ:
يَا ابنَ الجَحاجحةِ المَدارِهْ،
…
والصابرينَ عَلَى المَكارِهْ
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: المِدْرَهُ لِسَانُ الْقَوْمِ وَالْمُتَكَلِّمُ عَنْهُمْ؛ وأَنشد غَيْرُهُ:
وأَنتَ فِي الْقَوْمِ أَخُو عِفَّةٍ،
…
ومِدْرَهُ القومِ غَداةَ الخِطاب
وَقَالَ لَبِيدٌ:
ومِدْرَه الكتيبةِ الرَّدَاحِ
ودَرَه لِقَوْمِهِ يَدْرَه دَرْهاً: دَفَع. وَهُوَ ذُو تُدْرَهِهم أَي الدافعُ عَنْهُمْ؛ قَالَ:
أَعْطَى، وأَطرافُ العَوالي تَنُوشُه
…
مِنَ القومِ، مَا ذُو تُدْرَهِ القومِ مانِعُهْ
وَلَا يُقَالُ: هُوَ تُدْرَهُهُم حَتَّى يُضَافَ إِليه ذُو، وَقِيلَ: الْهَاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ لأَن الدَّرْءَ الدفعُ، وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ بَلْ هُمَا أَصلان؛ قَالُوا: دَرَأَ وَدَرَه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَمَّا وَجَدْنَا الْهَاءَ فِي كُلِّ ذَلِكَ مُسَاوِيَةً لِلْهَمْزَةِ عَلِمْنَا أَن إِحداهما لَيْسَتْ بَدَلًا مِنَ الأُخرى، وأَنهما لُغَتَانِ. ودَرَهَ القومَ: جَاءَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَن يَشْعُروا بِهِ. وسِكِّينٌ دَرَهْرَهَةٌ: مُعْوَجَّةُ الرأْس. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الْمَبْعَثِ:
فأَخْرَجَ عَلَقَةً سَوْدَاءَ ثُمَّ أَدخل فِيهِ الدَّرَهْرَهَة
، وَفِي طَرِيقٍ: فَجَاءَهُ الْمَلَكُ بِسِكِّينٍ دَرَهْرَهة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الْمُعْوَجَّةُ الرأْس الَّتِي تُسَمِّيهَا الْعَامَّةُ المِنْجَلَ، قَالَ: وأَصلها مِنْ كَلَامِ الْفُرْسِ دَرَهْ، فعرَّبتها الْعَرَبُ بِالزِّيَادَةِ فِيهِ؛ وَفِي رِوَايَةٍ:
البَرَهْرَهَة
، بِالْبَاءِ. الأَزهري: أَبو عَمْرٍو الدَّرَهْرَهةُ المرأَة القاهرةُ لِبَعْلِهَا. قَالَ: والسَّمَرْمَرَة الغُول، قَالَ: وَيُقَالُ للكَوْكَبة الوَقَّادة بِنُورها تَطْلُع مِنَ الأُفُق دَارِئَةً دَرَهْرَهةٌ.
دفه: الأَزهري: أَهمله اللَّيْثُ، وَرَوَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: الدافِهُ الْغَرِيبُ؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه بِمَعْنَى الدَّاهِفِ والْهادِفِ.
دله: الدَّلْهُ والدَّلَهُ: ذهابُ الفُؤاد مِنْ هَمٍّ أَو نَحْوِهِ كَمَا يَدْلَهُ عَقْلُ الإِنسان مِنْ عِشْقٍ أَو غَيْرِهِ، وَقَدْ دَلَّهَهُ الهَمُّ أَو العِشْقُ فتَدَلَّه. والمرأَةُ تَدَلَّهُ عَلَى وَلَدِهَا إِذا فَقَدَتْه. ودُلِّهَ الرجلُ: حُيِّرَ، ودُلِّهَ عقلُه تَدْلِيهاً. والمُدَلَّهُ: الَّذِي لَا يَحْفَظُ مَا فَعل وَلَا مَا فُعِلَ بِهِ. والتَّدَلُّه: ذهابُ الْعَقْلِ مِنَ الهَوى؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
مَا السِّنُّ إِلا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ
وَيُقَالُ: دَلَّهَهُ الحُبُّ أَي حَيَّره وأَدْهَشَه، ودَلِه
هُوَ يَدْلَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: ودَلَهَ يَدْلَهُ دُلُوهاً سَلا. والدَّلُوه مِنَ الإِبل: الَّتِي لَا تَكَادُ تَحِنُّ إِلَى إلْفٍ وَلَا وَلَدٍ، وَقَدْ دَلَهَتْ عَنْ إلْفِها وَوَلَدِهَا تَدْلَهُ دُلُوهاً، وَذَهَبَ دَمُه دَلْهاً، بِالتَّسْكِينِ، أَي هَدَراً. أَبو عُبَيْدٍ: رَجُلٌ مُدَلَّه إِذَا كَانَ سَاهِيَ الْقَلْبِ ذَاهِبَ الْعَقْلِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: رَجُلٌ مُتَلَّه ومُدَلَّه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ دَالِهٌ ودالِهَةٌ: ضَعِيفُ النَّفْس. وَفِي حَدِيثِ
رُقَيْقَة: دَلَّهَ عَقْلِي
أَي حَيَّره وأَذْهبه.
دمه: «1» . دَمِهَ يومُنا دَمَهاً، فَهُوَ دَمِهٌ وَدَامِهٌ: اشْتَدَّ حَرُّهُ. والدَّمَهُ: شِدَّةُ حَرِّ الشَّمْسِ. ودَمَهَتْه الشمسُ: صَخَدَتْه. والدَّمَهُ: شِدَّة حَرِّ الرَّمْلِ والرَّمْضاء، وَقَدْ دَمِهَتْ دَمَهاً وادْمَوْمَهَتْ. وَيُقَالُ: ادْمَوْمَه الرملُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
ظَلَّتْ عَلَى شُزُنٍ فِي دَامِهٍ دَمِهٍ،
…
كأَنه مِنْ أُوارِ الشمسِ مَرْعُونُ
دهده: دَهْدَهْتُ الْحِجَارَةَ ودَهْدَيْتُها إِذَا دَحْرَجْتَها فتَدَهْدَه الْحَجَرُ وتَدَهْدَى؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
دَهْدَهْنَ جَوْلانَ الحَصَى المُدَهْدَهِ
وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا:
فيَتَدَهْدَى الحجرُ فيَتْبَعُه فيأْخُذُه
أَي يَتَدَحْرَجُ. والدَّهْدَهَةُ: قَذْفُك الحجارةَ مِنْ أَعلى إِلَى أَسفل دَحْرجةً؛ وأَنشد:
يُدَهْدِهْنَ الرُّؤوسَ، كَمَا تُدَهْدِي
…
حَزاوِرَةٌ، بأَبْطَحِها، الكُرينَا
حَوَّلَ الْهَاءَ الأَخيرة يَاءً لِقُرْبِ شَبَهِهَا بِالْهَاءِ، أَلا تَرَى أَن الْيَاءَ مَدَّةٌ وَالْهَاءَ نَفَسٌ؟ وَمِنْ هُنَاكَ صَارَ مَجْرَى الْيَاءِ وَالْوَاوِ وَالْأَلِفِ وَالْهَاءِ فِي رَوِيِّ الشِّعْرِ شَيْئًا وَاحِدًا نَحْوَ قَوْلِهِ:
لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازلُهْ
فَاللَّامُ هُوَ الرَّوِيُّ، وَالْهَاءُ وَصْلُ الرَّوِيِّ، كَمَا أَنها لَوْ لَمْ تَكُنْ لَمَدَّتِ اللَّامَ حَتَّى تَخْرُجَ مَنْ مَدَّتها وَاوٌ أَو يَاءٌ أَو أَلف لِلْوَصْلِ نَحْوَ مَنَازِلِي وَمَنَازِلَا وَمَنَازِلُو، وَاللَّهُ أَعلم. ابْنُ سِيدَهْ: دَهْدَه الشيءَ فتَدَهْدَه حَدَرَه مِنْ عُلْوٍ إِلَى سُفْلٍ تَدَحْرُجاً. ودَهْدَهَهُ: قَلَب بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ دَهْداهُ دِهْداءً ودَهْداةً، الْيَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْهَاءِ لأَنها مَثَلُهَا فِي الْخَفَاءِ، كَمَا أُبدلت هِيَ مِنْهَا فِي قَوْلِهِمْ: ذِهِ أَمَةُ اللَّهِ. الْجَوْهَرِيُّ: دَهْدَهْتُ الْحَجَرَ فَتَدَهْدَه دَحْرَجْتُهُ فَتَدَحْرَجَ؛ وَقَدْ تُبَدَّلُ مِنَ الْهَاءِ يَاءً فَيُقَالُ تَدَهْدَى الْحَجَرُ وَغَيْرُهُ تَدَهْدِياً إِذَا تَدَحْرجَ، ودَهْدَيْتُه أَنا أُدَهْديه دَهْدَاةً ودَهْدَأَةً إِذَا دَحْرَجْتَهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التقريبُ أَو خَبَبٌ،
…
كَمَا تَدَهْدَى مِنَ العَرْضِ الجَلاميدُ
والدُّهْديَةُ: الخُرْءُ الْمُسْتَدِيرُ الَّذِي يُدَهْدِيه الجُعَل. ودُهْدُوَةُ الجعَل «2» . ودُهْدُوَّتُه ودُهْدِيَّتُه، عَلَى الْبَدَلِ، ودُهْدِيَتُه، بِالتَّخْفِيفِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: مَا يُدَهْدِيه. ابْنُ بَرِّيٍّ: الدُّهْدُوهَةُ كالدُّحْرُوجَةِ، وَهُوَ مَا يَجْمَعُهُ الْجُعَلُ مِنَ الخُرْء. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَمَا يُدَهْدِهُ الجُعَلُ خَيْرٌ مِنَ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ
؛ هُوَ مَا يُدَحْرِجُه مِنَ السِّرْجين. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
كَمَا يُدَهْدِهُ الجُعَلُ النَّتْنَ بأَنفه.
الْجَوْهَرِيُّ: الدَّهْدَهانُ الْكَبِيرُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ: وأَنشد أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ حِيلَةٍ ومَحالة للأَغَرِّ:
(1). قوله [دمه إلخ] قال الأَزهري بعد هذه العبارة: ولم أسمع دمه لغير الليث ولا أعرف الْبَيْتُ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ انتهى. زاد في القاموس كالتكملة: وادمومه الرجل إذا غشي عليه. والدمه أي محركاً لعبة للصبيان
(2)
. قوله [ودهدوة الجعل] هذه مخففة الواو آخرها تاء مربوطة كما في التكملة والمحكم لا بالهاء كما وقع في نسخ القاموس الطبع
لَنِعْمَ سَاقِي الدَّهْدَهانِ ذِي العَدَدْ،
…
الجِلَّة الكُومِ الشِّرَابِ فِي العَضُدْ
الجِلَّةُ: المَسَانُّ مِنَ الإِبل، والكُومُ، جَمْعُ أَكْوَمَ وكَوْماءَ: الْعِظَامُ الأَسْنِمةِ؛ والشِّرَاب: جَمْعُ شَارِبٍ، وعَضُدُ الْحَوْضِ: مِنْ إِزَائِهِ إِلَى مؤَخره. ابْنُ سِيدَهْ: والدَّهْداهُ صِغَارُ الإِبل؛ قَالَ:
قَدْ رَوِيَتْ، غيرَ الدُّهَيْدِهينا،
…
قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا «1»
. جمَع الدَّهْداهَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَحَذَفَ الْيَاءَ مِنَ الدُّهَيْدِيهينا لِلضَّرُورَةِ كَمَا قَالَ:
والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا
فَحَذَفَ الْيَاءَ مِنَ الْعَطَامِيسِ، وَهُوَ جَمْعُ عَيْطَمُوسٍ، لِلضَّرُورَةِ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كأَنه جَمَعَ الدَّهْداهَ عَلَى دَهادِهَ، ثُمَّ صَغَّرَ دَهاده فَقَالَ دُهَيْدِه، ثُمَّ جَمَعَ دَهِيدَهَا بِالْيَاءِ وَالنُّونِ، وَكَذَلِكَ أَبْكُر جَمْعُ بَكْرٍ ثُمَّ صَغَّرَ فَقَالَ أُبَيْكِر، ثُمَّ جَمَعَهُ بِالْيَاءِ وَالنُّونِ. ابْنُ سِيدَهْ: الدَّهْداه والدَّهْدَهانُ والدُّهَيدِهان الْكَثِيرُ مِنَ الإِبل. أَبو الطُّفَيْل: الدَّهْداه الْكَثِيرُ مِنَ الإِبل حَواشيَ كُنَّ أَو جِلَّةً؛ وأَنشد:
إِذَا الأُمُورُ اصْطَكَّتِ الدَّواهي،
…
مارَسْنَ ذَا عَقْبٍ وَذَا بُدَاهِ،
يَذُودُ يومَ النَّهَلِ الدَّهْداهِ
أَي النَّهل الْكَثِيرِ. وَيُقَالُ: مَا أَدْري أَيُّ الدَّهْدا هُوَ أَي أَيُّ النَّاسِ، وَيُقَالُ: أَيُّ الدَّهْداءِ هُوَ، بِالْمَدِّ. وَقَوْلُهُمْ: إلَّا دَهٍ، مَعْنَاهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا الأَمر الْآنَ فَلَا يَكُونُ بَعْدَ الْآنِ، وَلَا يُدْرَى مَا أَصْلُه؛ قَالَ الجوهري: وإني لأَظنها فارسية، يَقُولُ: إِنْ لَمْ تَضْرِبْه الْآنَ فَلَا تَضْرِبْهُ أَبداً، وأَنشد قَوْلَ رُؤْبَةَ:
فاليومَ قَدْ نَهْنَهَني تَنَهْنُهي
…
وقُوَّلٌ: إلَّا دَهٍ فَلَا دَهِ
يُقَالُ: إِنَّهَا فَارِسِيَّةٌ حَكَى قولَ ظِئْرِه. والقُوَّلُ: جَمْعُ قَائِلٍ مِثْلُ رَاكِعٍ ورُكَّعٍ. وَفِي حَدِيثِ الْكَاهِنِ:
إلَّا دَهْ فَلَا دَهْ
؛ هَذَا مَثَلٌ مِنْ أَمثال الْعَرَبِ قَدِيمٌ، مَعْنَاهُ: إِنْ لَمْ تَنَلْه الْآنَ لَمْ تَنَلْهُ أَبداً، وَقِيلَ: أَصله فَارِسِيٌّ معرَّب أَي إِنْ لَمْ تُعْطَ الْآنَ لَمْ تُعْطَ أَبداً. الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ دَهْ كَلِمَةٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بِهَا، يَرَى الرجلُ ثأْره فَتَقُولُ لَهُ يَا فُلَانُ إلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ أَي أَنك إِنْ لَمْ تَثْأَرْ بِفُلَانٍ الْآنَ لَمْ تَثْأَرْ بِهِ أَبداً. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ طَلَبِ الْحَاجَةِ يَسْأَلُها فيُمْنَعُها فَيَطْلُبُ غَيْرَهَا: مِنْ أَمثالهم فِي هَذَا: إلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ؛ يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يَقُولُ أُريد كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ قِيلَ لَهُ: لَيْسَ يُمْكِنُ ذَاكَ، قَالَ: فَكَذَا وَكَذَا. وَكَانَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ يُخْبِرُ عَنْ بَعْضِ الكُهّان: أَنه تَنَافَرَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالَا أَخْبِرْنا فِي أَيِّ شيءٍ جِئْناك؟ فَقَالَ: فِي كَذَا وَكَذَا، فَقَالَا: إلَّا دَهٍ أَي انْظُرْ غَيْرَ هَذَا النَّظَرِ، فَقَالَ: إلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ، ثُمَّ أَخبرهما بِهَا. وَقَالَ الأَصمعي فِي مَعْنَى قَوْلِهِ إِلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ: أَيْ إِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا فَلَا يَكُونُ ذَاكَ. وَيُقَالُ: لَا دَهٍ فَلَا دَهٍ، يَقُولُ: لَا أَقبل وَاحِدَةً مِنَ الخَصْلَتين اللَّتَيْنِ تَعْرِضُ. أَبو زَيْدٍ: تَقُولُ إلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ يَا هَذَا، وَذَلِكَ أَن يُوتَر الرجلُ فيلقَى واتِرَه فَيَقُولُ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِنْ لَمْ تضربه الآن فإنك لا تَضْرِبُهُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا الْقَوْلُ يَدُلُّ عَلَى أَن دِه فَارِسِيَّةٌ مَعْنَاهَا الضَّرْبُ، تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَمرته
(1). قوله [قد رويت غير إلخ] الذي في الصحاح والتهذيب: قد رويت إلا إلخ قال في التكملة الرواية:
قَدْ رَوِيَتْ إِلَّا دُهَيْدِهِينَا
…
إلا ثلاثين وأربعينا
أبيكرات وأبيكرينا
قال: والرجز من الأصمعيات