الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَضَن: المِيضَنَة كالجُوَالِق.
ضين: الضِّينُ والضَّيْنُ: لُغَتَانِ فِي الضأْن، فإِما أَن يَكُونَ شَاذًّا، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ لَفْظِ آخَرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصحيح عندي.
فصل الطاء المهملة
طبن: الطَّبَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: الفِطْنَةُ. طَبِنَ الشيءَ وطَبِنَ لَهُ وطَبَنَ، بِالْفَتْحِ، يَطْبَنُ طَبَناً وطَبانةً وطبَانية وطُبُونة: فطِنَ لَهُ. وَرَجُلٌ طَبِنٌ: فَطِنٌ حاذِقٌ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الأَعشى:
واسْمَعْ فإِني طَبِنٌ عالمٌ،
…
أَقْطَعُ مِنْ شِقْشِقَة الهَادِرِ
. وَكَذَلِكَ طابنٌ وطُبُنَّةٌ؛ قِيلَ: الطَّبَنُ الفِطْنَةُ لِلْخَيْرِ، والتَّبَنُ للشَّرِّ. أَبو زَيْدٍ: طَبِنْتُ بِهِ أَطْبَنُ طَبَناً وطَبَنْتُ أَطْبِنُ طَبَانَة، وَهُوَ الخَدْعُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الطَّبَانَةُ والتَّبانة وَاحِدٌ، وَهُمَا شدَّة الفِطْنة. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الطَّبانة والطَّبانيَة والتَّبانَة والتَّبانِيَةُ واللَّقانَة واللَّقانِيَة واللَّحانة واللَّحانِية، مَعْنَى هَذِهِ الْحُرُوفِ وَاحِدٌ. وَرَجُلٌ طَبِنٌ تَبِنٌ: لَقِنٌ لَحِنٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن حَبَشِيّاً زُوِّجَ رُومِيَّةً فَطَبِنَ لَهَا غُلامٌ رُوميٌّ، فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ كأَنه وَزَغَة
؛ قَالَ شَمِرٌ: طَبَنَ لَهَا غلام أَي خَيَّبَها وخَدَعها؛ وأَنشد:
فقُلْتُ لَهَا: بَلْ أَنتِ حَنَّةُ حَوْقَلٍ،
…
جَرى بالفِرَى، بَيْنِي وَبَيْنَكِ، طابِنُ
. أَي رفيقٌ داهٍ خَبٌّ عَالِمٌ بِهِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: الطَّبانَةُ الفِطْنة. طَبِنَ لِكَذَا طَبانَةً فَهُوَ طَبِنٌ أَي هَجَمَ عَلَى بَاطِنِهَا وخَبَرَ أَمرها وأَنها مِمَّنْ تُوَاتيه عَلَى المُراوَدة، قَالَ: هَذَا إِذا رُوِيَ بِكَسْرِ الْبَاءِ، وإِن رُوِيَ بِالْفَتْحِ كَانَ مَعْنَاهُ خَيَّبَهَا وأَفسدها. والطَّبْنُ: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ. والطَّبْنُ: الخَلْقُ. يُقَالُ: مَا أَدري أَيُّ الطَّبْنِ هُوَ، بِالتَّسْكِينِ، كَقَوْلِكَ: مَا أَدري أَيّ النَّاسِ هُوَ، وَاخْتَارَ ابْنُ الأَعرابي مَا أَدري أَيُّ الطَّبَنِ هُوَ، بِالْفَتْحِ. وَجَاءَ بالطَّبْنِ أَي الْكَثِيرِ. والطِّبْنُ: البيتُ. والطِّبْنُ: مَا جَاءَتْ بِهِ الرِّيحُ مِنَ الْحَطَبِ والقَمْشِ، فإِذا بُنِيَ مِنْهُ بَيْتٌ فَلَا قوَّة لَهُ. والطِّبْنُ: القِرْقُ. والطُّبْنُ والطِّبْنُ والطَّبْنُ: خَطٌّ مُسْتَدِيرٌ يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ يُسَمُّونَهُ الرَّحَى؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
مِنْ ذِكْرِ أَطْلالٍ ورَسْمٍ ضَاحِي،
…
كالطِّبْنِ فِي مُخْتَلَفِ الرِّياحِ
. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: كالطَّبْلِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الطَّبْنُ والطِّبْنُ هَذِهِ اللُّعْبَةُ الَّتِي تُسَمَّى السُّدَّرَ؛ وأَنشد:
يَبِتْنَ يَلْعَبنَ حَوالَيَّ الطَّبَنْ
الطَّبَنُ هُنَا: مَصْدَرٌ لأَنه ضَرْبٌ مِنَ اللَّعِبِ، فَهُوَ مِنْ بَابِ اشْتَمَلَ الصَّمّاء. والطُّبَنُ: اللُّعَبُ. الْجَوْهَرِيُّ: والطُّبْنَةُ لُعْبَةٌ يُقَالُ لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ سِدَرَهْ، وَالْجَمْعُ طُبَنٌ مِثْلُ صُبْرَة وصُبَرٍ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:
تَدَكَّلَتْ بَعْدِي وأَلْهَتْها الطُّبَنْ،
…
ونَحْنُ نَعْدُو فِي الخَبَارِ والجَرَنْ
. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَذَا أَنشده أَبو عَمْرٍو تَدَكَّلَتْ، بِالْكَافِ؛ قَالَ: والتَّدَكُّلُ ارتفاعُ الرَّجُلِ فِي نَفْسِهِ، والطُّبَنُ وَاحِدَتُهَا طُبْنَةٌ. ابنُ بَرِّيٍّ: والطَّبَانةُ أَن يَنْظُرَ الرَّجُلُ إِلى حَلِيلَتِهِ، فإِما أَن يَحْظُلَ أَي يَكُفَّهَا عَنِ الظُّهُورِ، وإِما أَن يَغْضَبَ ويَغارَ؛ وأَنشد لِلْجَعْدِيِّ:
فَمَا يُعْدِمْكِ لَا يُعْدِمْكِ مِنْهُ
…
طَبانيةٌ، فيَحْظُلُ أَو يَغارُ.
وَطَبَنَ النارَ يَطْبِنُها طَبْناً: دَفَنَهَا كَيْ لَا تَطْفَأ، والطّابُون: مَدْفِنُها. وَيُقَالُ: طابِنْ هَذِهِ الحَفِيرَة وطامِنْها. واطْبَأَنَّ قَلْبُهُ واطْبَأَنَّ الرَّجُلُ: سَكَنَ، لُغَةٌ فِي اطْمَأَنَّ. وطأْبَنَ ظَهرَه: كطأْمَنَهُ، وَهِيَ الطُّمَأْنينة والطُّبَأْنِينة، والمُطْبَئِنُّ مِثْلُ المُطْمَئِنِّ. ابْنُ الأَعرابي: الطُّبْنَةُ صوتُ الطُّنْبُور، وَيُقَالُ للطنْبُور: طُبْنٌ؛ وأَنشد:
فإِنَّكَ مِنّا، بينَ خَيْلٍ مُغِيرَةٍ
…
وخَصْمٍ، كعُودِ الطُّبْنِ لا يَتَغَيَّبُ.
طبرزن: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ طبرزذ: الطَّبَرْزَذُ السُّكَّرُ، فارسي مُعَرَّبٌ، وَحَكَى الأَصمعي طَبْرزَل وطبرْزَن لهذا السكر، بالنون وَاللَّامِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: طَبَرْزُل وطَبَرْزُن، قَالَ: وَهُوَ مِثَالٌ لَا أَعرفه. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُهُمْ طَبَرْزَل وطَبَرْزَن لستَ بأَن تَجْعَلَ أَحدَهما أَصلًا لِصَاحِبِهِ بأَوْلى مِنْكَ بِحَمْلِهِ عَلَى ضِدِّه، لِاسْتِوَائِهِمَا في الاستعمال.
طجن: الطاجِنُ: المِقْلَى، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ تَابَهْ. والطَّجْنُ: قَلْوُك عَلَيْهِ، دَخيل. قَالَ اللَّيْثُ: أُهملت الْجِيمُ وَالطَّاءُ فِي الثُّلَاثِيِّ الصَّحِيحِ، وَوَجَدْنَاهَا مُسْتَعْمَلَةً بَعْضُهَا عَرَبِيَّةٌ وَبَعْضُهَا معرَّبة، فَمِنَ الْمُعَرَّبِ قَوْلُهُمْ طَجْنَةُ بَلَدٌ مَعْرُوفٌ، وَقَوْلُهُمْ للطابِقِ الَّذِي يُقْلَى عَلَيْهِ اللَّحْمُ الطاجِنُ، وقَلِيَّةٌ مُطَجَّنة، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ مُطَنْجنة. الْجَوْهَرِيُّ: الطَّيْجَنُ والطاجِنُ يُقْلى فِيهِ، وَكِلَاهُمَا معرَّب لأَن الطَّاءَ وَالْجِيمَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي أَصل كلام العرب.
طحن: الأَزهري: الطِّحْنُ الطَّحِينُ المَطْحُونُ، والطَّحْنُ الْفِعْلُ، والطِّحَانةُ فِعْلُ الطَّحّانِ. وَفِي إِسلام عُمَرَ، رضي الله عنه:
فأَخرَجَنا رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فِي صَفَّينِ لَهُ كَدِيدٌ ككَدِيدِ الطَّحِينِ
؛ ابْنُ الأَثير: الكَدِيدُ الترابُ النَّاعِمُ، والطَّحينُ المَطْحُون، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. ابْنُ سِيدَهْ: طَحَنَه يَطْحَنُه طَحْناً، فَهُوَ مَطْحُون وطَحِينٌ، وطَحَّنَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
عَيْشُها العِلْهزُ المُطَحَّنُ بالفَثِّ
…
، وإِيضاعُها القَعُودَ الوَسَاعا
والطِّحْنُ، بِالْكَسْرِ: الدَّقِيقُ. والطَّاحُونة والطَّحّانة: الَّتِي تَدُورُ بِالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ الطَّواحِينُ. والطَّحّان: الَّذِي يَلي الطَّحِينَ، وحِرْفته الطِّحانةُ. الْجَوْهَرِيُّ: طَحَنَتِ الرَّحَى تَطْحَنُ وطَحَنْتُ أَنا البُرَّ، والطَّحْنُ الْمَصْدَرُ، والطَّاحونة الرَّحَى. وَفِي الْمَثَلِ: أَسمَعُ جَعْجَعَةً وَلَا أَرى طِحْناً. والطَّواحِنُ: الأَضراسُ كُلُّهَا مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ عَلَى التَّشْبِيهِ، وَاحِدَتُهَا طاحِنَة. الأَزهري: كُلُّ سنٍّ مِنَ الأَضراس طاحِنَة. وكَتِيبة طَحُون: تَطْحَنُ كُلَّ شَيْءٍ. والطُّحَنُ: عَلَى هَيْئَةِ أُم حُبَيْن، إِلا أَنَّها أَلطف مِنْهَا، تَشْتَالُ بذَنَبِها كَمَا تَفْعَلُ الخَلِفَة مِنَ الإِبل، يَقُولُ لَهَا الصِّبْيَانُ: اطْحَني لَنَا جِرَابنا، فتَطْحَنُ بِنَفْسِهَا فِي الأَرض حَتَّى تَغِيبَ فِيهَا فِي السَّهْلِ وَلَا تَراها إِلا فِي بَلُّوقَةٍ مِنَ الأَرض. والطُّحَنُ: لَيْثُ عِفِرِّينَ؛ وَقَوْلُهُ:
إِذا رَآنِي وَاحِدًا، أَو فِي عَيَنْ
…
يَعْرِفُني، أَطْرَقَ إِطْراقَ الطُّحَنْ
. إِنما عَنَى إِحدى هَاتَيْنِ الْحَشَرَتَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّجَزُ لجَندَلِ بْنِ المُثَنَّى الطُّهَوِيِّ. الأَزهري: الطُّحَنة دُويبة كالجُعَل، وَالْجَمْعُ الطُّحَنُ. قَالَ: والطُّحَنُ
يَكُونُ فِي الرَّمْلِ، وَيُقَالُ إِنه الحُلَكُ وَلَا يُشْبِهُ الجُعَلَ، وَقَالَ: قَالَ أَبو خَيْرَةَ الطُّحَنُ هُوَ لَيْثُ عِفِرِّين مِثْلُ الفُستُقة، لَوْنُهُ لَوْنُ التُّرَابِ يَندَسُّ فِي التُّرَابِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ عَلَى هَيْئَةِ العِظَاية يَشتالُ بِذَنَبِهِ كَمَا تفعلُ الخَلِفَة مِنَ الإِبل، وَحَكَى الأَزهري عَنِ الأَصمعي قَالَ: الطُّحَنة دَابَّةٌ دُونَ القُنفُذ، تَكُونُ فِي الرَّمْلِ تَظْهَرُ أَحياناً وَتَدُورُ كأَنها تَطْحَنُ، ثُمَّ تَغُوص، وَتَجْتَمِعُ صِبْيَانُ الأَعراب لَهَا إِذا ظَهَرَتْ فَيَصِيحُونَ بِهَا: اطْحَني جِراباً أَو جِرابَين. ابنُ سِيدَهْ: والطُّحَنَة دُوَيْبَّةٌ صُفيراءُ طرفِ الذَّنَبِ حَمراء، لَيْسَتْ بِخَالِصَةِ اللَّوْنِ، أَصغر رأْساً وجَسَداً مِنَ الحِرْباءِ، ذَنَبُهَا طُول إِصبع، لَا تَعَضُّ. وطَحَنَتِ الأَفْعَى الرملَ إِذا رَقَّقَته وَدَخَلَتْ فِيهِ فَغَيَّبَتْ نَفْسَهَا وأَخرجت عَيْنَهَا، وتسمَّى الطَّحُون. والطّاحِنُ: الثَّوْرُ الْقَلِيلُ الدَّوَران الَّذِي فِي وَسَطِ الكُدْسِ. والطَّحّانةُ والطَّحُونُ: الإِبل إِذا كَانَتْ رِفاقاً وَمَعَهَا أَهلها؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الطَّحُون مِنَ الْغَنَمِ ثَلَثُمِائَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعلم أَحداً حَكَى الطَّحُونَ فِي الْغَنَمِ غَيْرَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الطَّحَّانة والطَّحُون الإِبل الْكَثِيرَةُ. والطُّحَنَةُ: الْقَصِيرُ فِيهِ لُوثة؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ. الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: إِذا كَانَ الرَّجُلُ نِهَايَةً فِي القِصَرِ فَهُوَ الطُّحَنة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما الطَّوِيلُ الَّذِي فِيهِ لُوثَةٌ فَيُقَالُ لَهُ عُسْقُدٌ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ أَقْصَرُ القِصَارِ الطُّحَنَةُ، وأَطول الطِّوالِ السَّمَرْطُولُ. وَحَرْبٌ طَحُونٌ: تَطْحَنُ كُلَّ شَيْءٍ. الأَزهري: والطَّحُون اسْمٌ لِلْحَرْبِ، وَقِيلَ: هِيَ الْكَتِيبَةُ مِنْ كَتَائِبِ الْخَيْلِ إِذا كَانَتْ ذَاتَ شَوْكَةٍ وَكَثْرَةٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
حَواه حاوٍ، طالَ مَا اسْتَبَاثَا
…
ذُكورَها والطُّحَّنَ الإِناثا «2»
. الْجَوْهَرِيُّ: الطَّحُون الْكَتِيبَةُ تَطْحَنُ مَا لَقِيَتْ، قَالَ: وَحَكَى النَّضْرُ عَنِ الجَعْدِي قَالَ: الطاحِنُ هُوَ الراكِسُ مِنَ الدَّقُوقَة الَّتِي تَقُومُ فِي وَسَطِ الكُدْسِ. الْجَوْهَرِيُّ: طَحَنَتِ الأَفْعَى تَرَحَّتْ وَاسْتَدَارَتْ، فَهِيَ مِطْحانٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
بخَرْشاءَ مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِيحَها،
…
إِذا فَزِعَتْ، ماءٌ هُرِيقَ عَلَى جَمْرِ
. والطَّحَّانُ إِن جَعَلْتَهُ مِنَ الطَّحْن أَجريته، وإِن جَعَلْتَهُ مِنَ الطَّحِّ أَو الطَّحاءِ، وَهُوَ الْمُنْبَسِطُ مِنَ الأَرض، لَمْ تُجْره؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَا يَكُونُ الطَّحَّان مَصْرُوفًا إِلا مِنَ الطَّحْنِ، وَوَزْنُهُ فَعَّال، وَلَوْ جَعَلْتَهُ مِنَ الطَّحاءِ لَكَانَ قياسُه طَحْوان لَا طَحَّان، فإِن جَعَلْتَهُ مِنَ الطَّحِّ كَانَ وَزْنُهُ فَعْلان لا فَعَّال.
طرن: الطُّرْنُ والطَّارُونِيُّ: ضَرْبٌ مِنَ الخَزِّ. اللَّيْثُ: الطُّرْنُ الْخَزُّ، والطَّارُونيُّ ضَرْبٌ مِنْهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: طَرْيَنَ الشَّرْبُ وطَرْيَمُوا إِذا اخْتَلَطُوا مِنَ السُّكْرِ، والله أَعلم.
طرخن: الطَّرْخُون: بَقْلٌ طَيِّبٌ يطبخ باللحم.
طسن: قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَالَتِ العامَّة فِي جَمْعِ طس وحم طَواسِينُ وحَوامِيم، قَالَ: وَالصَّوَابُ ذَواتُ طس وَذَوَاتُ حم وَذَوَاتُ الم؛ وأَنشد بَيْتَ الْكُمَيْتُ:
وجَدْنا لَكُمْ فِي آلِ حم آيَةً،
…
تَأَوَّلها مِنَّا تَقِيٌّ ومَعْرِبُ
طعن: طَعَنه بالرُّمْحِ يَطْعُنه ويَطْعَنُه طَعْناً، فَهُوَ مَطْعُون وطَعِينٌ، مِنْ قَوْمٍ طُعْنٍ: وخَزَه بحربة
(2). قوله [والطحن الإِناثا] كذا بالأَصل مضبوطاً، ولم نجد الرجز في عبارة الأَزهري ولذلك لم ينطبق الشاهد على ما قبله
وَنَحْوِهَا، الْجَمْعُ عَنْ أَبي زَيْدٍ وَلَمْ يَقُلْ طَعْنى. والطَّعْنة: أَثر الطَّعْنِ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ:
فإِنَّ ابنَ عَبْسٍ، قَدْ عَلِمْتُمْ مَكَانَهُ،
…
أَذاعَ بِهِ ضَرْبٌ وطَعْنٌ جَوائِفُ
الطَّعْنُ هَاهُنَا: جَمْعُ طَعْنة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ جَوَائِفُ. وَرَجُلٌ مِطْعَنٌ ومِطْعانٌ: كَثِيرُ الطَّعْنِ للعَدُوِّ، وَهُمْ مطاعينُ؛ قَالَ:
مَطاعِينُ فِي الهَيْجا مَكاشِيفُ للدُّجَى،
…
إِذا اغْبَرَّ آفاقُ السَّمَاءِ مِنَ القَرْصِ
. وطاعَنه مُطاعَنةً وطِعاناً؛ قَالَ:
كأَنه وَجْهُ تُرْكِيَّيْنِ قَدْ غَضِبا،
…
مُسْتَهْدِفٌ لطِعَان فِيهِ تَذْبِيبُ
وتَطَاعَنَ القومُ فِي الْحُرُوبِ تَطَاعُناً وطِعِنَّاناً، الأَخيرة نَادِرَةٌ، واطَّعَنُوا عَلَى افْتَعَلوا، أَبدلت تَاءَ اطْتَعَنَ طَاءً البتةَ ثُمَّ أَدغمتها. قَالَ الأَزهري: التَّفاعلُ وَالِافْتِعَالُ لَا يَكَادُ يَكُونُ إِلا بِالِاشْتِرَاكِ مِنَ الفاعلين منه مِثْلَ التَّخَاصم والاخْتِصام والتَّعاوُرِ والاعْتِوارِ. وَرَجُلٌ طِعِّينٌ: حَاذِقٌ بالطِّعَانِ فِي الْحَرْبِ. وطَعَنَه بِلِسَانِهِ وطَعَنَ عَلَيْهِ يَطْعُنُ ويَطَعَنُ طَعْناً وطَعَنَاناً: ثَلَبَهُ، عَلَى المَثَل، وَقِيلَ: الطَّعْن بِالرُّمْحِ، والطَّعَنَانُ بِالْقَوْلِ؛ قَالَ أَبو زُبيد:
وأَبى المُظْهِرُ العَدَاوةِ إِلا،
…
طَعَناناً وقولَ مَا لَا يُقَالُ «1»
ففرَق بَيْنَ الْمَصْدَرَيْنِ، وَغَيْرُ اللَّيْثِ لَمْ يَفْرِقْ بَيْنَهُمَا، وأَجاز لِلشَّاعِرِ طَعَناناً فِي الْبَيْتِ لأَنه أَراد أَنهم طَعَنُوا فأَكْثَرُوا فِيهِ وتطاوَل ذَلِكَ مِنْهُمْ، وفَعَلانٌ يَجِيءُ فِي مَصَادِرِ مَا يُتَطَاوَلُ فِيهِ ويُتَمادَى وَيَكُونُ مُنَاسِبًا للمَيْل والجَوْر؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَالْعَيْنُ مِنْ يَطْعُنُ مَضْمُومَةٌ. قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ يَطْعُن بِالرُّمْحِ، ويَطْعَن بِالْقَوْلِ، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ اللَّيْثُ: وَكِلَاهُمَا يَطْعُنُ؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَمْ أَسمع أَحداً مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ يَطْعَنُ بِالرُّمْحِ وَلَا فِي الحَسَب إِنما سَمِعْتُ يَطْعُن، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ أَنا يَطْعَنُ بِالرُّمْحِ، وَرَجُلٌ طَعَّانٌ بِالْقَوْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا يَكُونُ المؤمنُ طَعَّاناً
أَي وَقَّاعاً فِي أَعراض النَّاسِ بِالذَّمِّ وَالْغَيْبَةِ وَنَحْوِهِمَا، وَهُوَ فَعَّال مَنْ طَعَن فِيهِ وَعَلَيْهِ بِالْقَوْلِ يَطْعَن، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، إِذا عَابَهُ، وَمِنْهُ الطَّعْنُ فِي النَّسَب؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
رَجَاء بْنِ حَيْوَة: لَا تُحَدِّثْنا عَنْ مُتَهارِتٍ وَلَا طَعَّانٍ.
وطَعَنَ فِي الْمَفَازَةِ وَنَحْوِهَا يَطْعُن: مَضَى فِيهَا وأَمْعَنَ، وَقِيلَ: ويَطْعَنُ أَيضاً ذَهَبَ وَمَضَى؛ قَالَ دِرْهَمُ بْنُ زَيْدٍ الأَنصاري:
وأَطْعَنُ بالقَوْمِ شَطْرَ الملُوكِ،
…
حَتَّى إِذا خَفَقَ المِجْدَحُ،
أَمَرْتُ صِحَابِي بأَن يَنْزِلُوا،
…
فباتُوا قَلِيلًا، وَقَدْ أَصْبَحُوا
. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَرَوَاهُ الْقَالِي وأَظْعَنُ، بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:
وطَعْني إِليك الليلَ حِضْنَيْه إِنني
…
لِتِلك، إِذا هابَ الهِدَانُ، فَعُولُ
. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَراد وطَعْني حِضْنَيِ اللَّيْلِ إِليك. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ طَعَنَ فِي جَنَازَتِهِ إِذا أَشرف عَلَى الْمَوْتِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
ويْلُ امِّ قومٍ طَعَنْتُم فِي جَنازَتِهم،
…
بَنِي كِلابٍ، غَدَاةَ الرَّوْعِ والرَّهَقِ
(1). قوله [وأَبى المظهر إِلخ] كذا في الأَصل والجوهري والمحكم، والذي في التهذيب:
وأَبى الكاشحون يا هند إِلا،
…
طَعَنَانًا وَقَوْلَ مَا لا يقال.
وَيُرْوَى: والرَّهَب أَي عَمِلْتُمْ لَهُمْ فِي شَبِيهٍ بِالْمَوْتِ وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وَاللَّهِ لوَدَّ معاويةُ أَنه مَا بَقِيَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ نافِخُ ضَرَمةٍ إِلا طَعَنَ فِي نَيْطِه
؛ يُقَالُ: طَعَنَ فِي نَيْطِه أَي فِي جَنَازَتِهِ. وَمَنِ ابتدأَ بِشَيْءٍ أَو دَخَلَهُ فَقَدْ طَعَنَ فِيهِ، وَيُرْوَى طُعِنَ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ؛ والنَّيْطُ: نِياطُ القَلْبِ وَهُوَ عِلاقَتُه. وطَعَن الليلَ: سَارَ فِيهِ، كُلِّهِ عَلَى الْمَثَلِ. قَالَ الأَزهري: وطَعَنَ غُصْنٌ مِنْ أَغصان هَذِهِ الشَّجَرَةِ فِي دَارِ فُلَانٍ إِذا مَالَ فِيهَا شَاخِصًا؛ وأَنشد لمُدْرِك بْنِ حِصْنٍ يُعَاتِبُ قَوْمَهُ:
وَكُنْتُمْ كأُمٍّ لَبَّةٍ طَعَنَ ابْنُها
…
إِليها، فَمَا دَرَّتْ عَلَيْهِ بساعِدِ
. قَالَ: طَعَنَ ابنُها إِليها أَي نَهَضَ إِليها وشَخَص برأْسه إِلى ثَدْيِهَا كَمَا يَطْعَنُ الحائطُ فِي دَارِ فُلَانٍ إِذا شَخَص فِيهَا، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ ظَعَنَ، بِالظَّاءِ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي تَرْجَمَةِ سَعَدَ. وَيُقَالُ: طَعَنَتِ المرأَة فِي الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ أَي دَخَلَتْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الطَّعْنُ الدخولُ فِي الشيءِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ إِذا خُطِبَ إِليه بعضُ بَنَاتِهِ أَتى الخِدْرَ فَقَالَ: إِن فَلَانًا يَذْكُرُ فُلَانَةً، فإِن طَعَنَتْ فِي الخِدْرِ لَمْ يُزَوِّجْها
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي طَعَنَتْ بإِصبعها وَيَدِهَا عَلَى السِّتْرِ المَرْخِيِّ عَلَى الخِدْرِ، وَقِيلَ: طَعَنَتْ فِيهِ أَي دَخَلَتْهُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الراءِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَنه طَعَنَ بإِصبعه فِي بَطْنِه
أَي ضَرْبَهُ برأْسها. وطَعَن فلانٌ فِي السِّنِّ يَطْعُنُ، بِالضَّمِّ، طَعْناً إِذا شَخَص فِيهَا. وَالْفَرَسُ يَطْعُنُ فِي العِنانِ إِذا مَدَّه وتَبَسَّط فِي السَّيْرِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
تَرْقى وتَطْعُنُ فِي العِنانِ وتَنْتَحي
…
وِرْدَ الحَمامةِ، إِذْ أَجَدَّ حَمامُها
أَي كوِرْدِ الحَمامة، وَالْفَرَّاءُ يُجِيزُ الْفَتْحَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ والطاعُون: دَاءٌ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ الطَّواعِينُ. وطُعِنَ الرجلُ وَالْبَعِيرُ، فَهُوَ مَطْعون وطَعِين: أَصابه الطاعُون. وَفِي الْحَدِيثِ:
نزلتُ عَلَى أَبي هَاشِمِ بْنِ عُتْبة وَهُوَ طَعين.
وَفِي الْحَدِيثِ:
فَنَاءُ أُمتي بالطَّعْنِ والطاعُون
؛ الطَّعْنُ: الْقَتْلُ بِالرِّمَاحِ، والطَّاعُون: الْمَرَضُ الْعَامُّ والوَباء الَّذِي يَفْسُد لَهُ الْهَوَاءُ فَتَفْسُدُ بِهِ الأَمْزِجة والأَبدان؛ أَراد أَن الْغَالِبَ عَلَى فَناء الأُمة بِالْفِتَنِ الَّتِي تُسْفَك فِيهَا الدِّماءُ وبالوباء.
طعثن: ابْنُ الأَعرابي: الطَّعْثَنَة المرأَة السَّيِّئَةُ الخُلُق؛ وأَنشد:
يَا رَبّ، مَنْ كَتَّمَني الصِّعادَا،
…
فهَبْ لَهُ حَليلَةً مِغْدادَا،
طَعْثَنَةً تَبَلَّعُ الأَجْلادا.
أَي تَلْتَهِمُ الأُيُورَ بهَنها.
طفن: الطَّفانِيَة: نعتُ سَوْء فِي الرَّجُلِ والمرأَة، وَقِيلَ: والمرأَة الْعَجُوزُ. ابْنُ الأَعرابي: الطَّفْنُ الحَبْس. يُقَالُ: خَلَّ عَنْ ذَلِكَ المَطْفُون، قَالَ: والطَّفانينُ الحَبْسُ والتَّخَلُّف. وَقَالَ المُفَضَّلُ: الطَّفْنُ الْمَوْتُ، يُقَالُ: طَفَنَ إِذا مَاتَ؛ وأَنشد:
أَلْقى رَحى الزَّوْرِ عَلَيْهِ فَطَحَنْ
…
قَذْفاً وفَرْثاً تَحْتَهُ حَتَّى طَفَنْ
ابْنُ بَرِّيٍّ: الطَّفانِينُ الْكَذِبُ وَالْبَاطِلُ؛ قَالَ أَبو زُبَيد:
طَفانِينُ قَوْلٍ فِي مَكانٍ مُخَنَّقِ.
طلحن: الطَّلْحَنَة: التَّلَطُّخُ بِمَا يكره، طَلْحَنَهُ وطَلْخَنَهُ.
طلخن: الطَّلْخَنة: التَّلَطُّخُ بِمَا يُكْرَهُ، طَلْخَنه وطَلْحَنَه، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ أَيضاً.
طمن: طَأْمَنَ الشيءَ: سَكَّنه. والطُّمَأْنِينَةُ: السُّكونُ. واطْمَأَنَّ الرَّجُلُ اطْمِئناناً وطُمَأْنينة أَي سَكَن، ذَهَبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَن اطْمَأَنَّ مَقْلُوبٌ، وأَن أَصله مِنْ طَأْمَنَ، وَخَالَفَهُ أَبو عَمْرٍو فرأَى ضِدَّ ذَلِكَ، وَحُجَّةُ سِيبَوَيْهِ أَن طَأْمَن غَيْرُ ذِي زِيَادَةٍ، واطْمَأَنَّ ذُو زِيَادَةِ، والزيادةُ إِذا لَحِقَتِ الْكَلِمَةَ لَحِقَهَا ضَرْبٌ مِنَ الوَهْنِ لِذَلِكَ، وَذَلِكَ أَن مخالطتها شيء لَيْسَ مِنْ أَصلها مُزاحَمةٌ لَهَا وَتَسْوِيَةٌ فِي الْتِزَامِهِ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ، وَهُوَ وإِن تبلغ الزيادةُ على الأُصول فَحُشَ الحذفُ مِنْهَا، فإِنه عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى صَدَدٍ مِنَ التَّوْهين لَهَا، إِذ كَانَ زِيَادَةً عَلَيْهَا يَحْتَاجُ إِلى تَحَمُّلِهَا كَمَا تَتَحَامَلُ بِحَذْفِ مَا حُذِفَ مِنْهَا، وإِذا كَانَ فِي الزِّيَادَةِ حَرْفٌ مِنَ الإِعلال كَانَ «1»
…
أَن يَكُونَ الْقَلْبُ مَعَ الزِّيَادَةِ أَولى، وَذَلِكَ أَن الْكَلِمَةَ إِذا لَحِقَهَا ضَرْبٌ مِنَ الضَّعْفِ أَسرع إِليها ضَعْفٌ آخَرُ، وَذَلِكَ كَحَذْفِهِمْ يَاءَ حَنِيفَةَ فِي الإِضافة إِليها لِحَذْفِ يَائِهَا فِي قَوْلِهِمْ حَنَفِيّ، وَلَمَّا لَمْ يَكُنْ فِي حَنِيفٍ تَاءٌ تُحْذَفُ فَتُحْذَفُ ياؤُها، جَاءَ فِي الإِضافة إِليها عَلَى أَصله فَقَالُوا حَنِيفِيٌّ، فإِن قَالَ أَبو عَمْرٍو جَرْيُ المصدرِ عَلَى اطْمَأَنَّ يَدُلُّ عَلَى أَنه هُوَ الأَصل، وَذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ الاطْمئنان، قِيلَ قَوْلُهُمْ الطَّأْمَنة بإِزاء قَوْلِكَ الِاطْمِئْنَانُ، فمَصْدَرٌ بمصدرٍ، وَبَقِيَ عَلَى أَبي عَمْرٍو أَن الزِّيَادَةَ جَرَتْ فِي الْمَصْدَرِ جَرْيَهَا فِي الْفِعْلِ، فَالْعِلَّةُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَاحِدَةٌ، وَكَذَلِكَ الطُّمَأْنينة ذَاتُ زِيَادَةٍ، فَهِيَ إِلى الِاعْتِلَالِ أَقرب، وَلَمْ يُقْنِع أَبا عَمْرٍو أَن قَالَ إِنهما أَصلان مُتَقَارِبَانِ كجَذَبَ وجَبَذَ حَتَّى مَكَّنَ خلافَه لِصَاحِبِ الْكِتَابِ بأَن عَكَسَ عَلَيْهِ الأَمْرَ. وَقَوْلُهُ عز وجل: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ
؛ مَعْنَاهُ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ بِوَحْدَانِيَّتِهِ آمَنُوا بِهِ غَيْرَ شاكِّين. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ مُسْتَوْطِنين فِي الأَرض. واطْمَأَنَّت الأَرضُ وتَطَأْمَنَتْ: انْخَفَضَتْ. وطَمْأَنَ ظَهْرُهُ وطَأْمَنَ بِمَعْنًى، عَلَى الْقَلْبِ. التَّهْذِيبُ فِي الثُّلَاثِيِّ: اطْمَأَنَّ قَلْبُهُ إِذا سَكَنَ، واطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ، وَهُوَ مُطْمَئِنّ إِلى كَذَا، وَذَلِكَ مُطْمَأَنٌّ، واطْبَأَنَّ مِثْلُهُ عَلَى الإِبدال، وَتَصْغِيرُ مُطْمَئِنٍّ طُمَيْئِنٌ، بِحَذْفِ الْمِيمِ مِنْ أَوله وإِحدى النُّونَيْنِ مِنْ آخِرِهِ. وَتَصْغِيرُ طُمَأْنِينَةُ طُمَيْئِنَةٌ بِحَذْفِ إِحدى النُّونَيْنِ مِنْ آخِرِهِ لأَنها زَائِدَةٌ. وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
؛ هِيَ الَّتِي قَدِ اطمَأَنَّتْ بالإِيمانِ وأَخْبَتَتْ لِرَبِّهَا. وقولُه عز وجل: وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
؛ أَي لِيَسْكُنَ إِلى الْمُعَايَنَةِ بَعْدَ الإِيمان بِالْغَيْبِ، وَالِاسْمُ الطمَأْنينة. وَيُقَالُ: طَامَنَ ظَهْرَهُ إِذا حَنى ظَهْرَهُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ لأَن الْهَمْزَةَ الَّتِي فِي اطْمَأَنَّ أُدخلت فِيهَا حِذَارَ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ. قَالَ أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ
؛ أَي إِذا سَكَنَتْ قُلُوبُكُمْ، يُقَالُ: اطْمَأَنَّ الشيءُ إِذا سَكَنَ، وطَأْمَنْتُه وطَمْأَنْتُه إِذا سكَّنْته، وَقَدْ رُوِيَ اطْبَأَنَّ. وطَأْمَنْتُ مِنْهُ: سَكَّنْت. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: اطْمَأَنَّ، الْهَمْزَةُ فِيهَا مُجْتَلَبة لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ إِذا قُلْتَ اطْمَأَنَّ، فإِذا قُلْتَ طامَنْتُ عَلَى فاعَلْتُ فَلَا هَمْزَ فِيهِ، وَاللَّهُ أَعلم، إِلَّا أَن يَقُولَ قَائِلٌ: إِن الْهَمْزَةَ لَمَّا لَزِمَتِ اطْمَأَنَّ، وهمزوا الطُّمَأْنينةَ، همزوا كُلَّ فِعْلٍ فِيهِ، وطَمَنَ غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ فِي الْكَلَامِ، والله أَعلم.
طنن: الإِطْنانُ: سُرْعة القَطْع. يُقَالُ: ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ فأَطْنَنْتُ بِهِ ذِراعَه، وَقَدْ طَنَّت، تَحْكِي بِذَلِكَ صَوْتَهَا حِينَ سَقَطَتْ. وَيُقَالُ: ضَرَبَ رجلَه فأَطَنَّ ساقَه وأَطَرَّها وأَتَنَّها وأَتَرَّها بمعنى واحد
(1). كذا بياض بالأَصل
أَي قَطَعَهَا. وَيُقَالُ: يُرَادُ بِذَلِكَ صَوْتُ الْقَطْعِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: ضَرَبَهُ فأَطَنَّ قِحْفَه
أَي جَعَلَهُ يَطِنُّ مِنْ صَوْتِ الْقَطْعِ، وأَصله مِنَ الطَّنين، وَهُوَ صَوْتُ الشيءِ الصُّلْب. وَفِي حَدِيثِ
مُعَاذِ بْنِ الجَموح قَالَ: صَمَدْتُ يَوْمَ بدْرٍ نحوَ أَبي جَهْلٍ، فَلَمَّا أَمكَنَني حَمَلْتُ عَلَيْهِ وَضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً أَطنَنْتُ قدَمَه بِنِصْفِ سَاقِهِ، فَوَاللَّهِ مَا أُشَبِّهُها حِينَ طاحتْ إِلَّا النَّواةَ تَطيحُ مِنْ مِرْضَخةِ النَّوى
؛ أَطنَنْتُها أَي قَطَعْتُهَا اسْتِعَارَةٌ مِنَ الطَّنين صوْت الْقَطْعِ، والمِرْضَخة الَّتِي يُرْضَخ بِهَا النَّوَى أَي يُكْسَر. وأَطَنَّ ذِرَاعَهُ بِالسَّيْفِ فطَنَّت: ضَرَبَهَا بِهِ فأَسرع قَطْعَهَا. والطَّنِينُ: صَوْتُ الأُذن والطَّسّ وَالذُّبَابِ وَالْجَبَلِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، طَنَّ يَطِنُّ طَنّاً وطَنِيناً؛ قَالَ:
وَيْلٌ لبَرْنِيِّ الجِرابِ مِنِّي؛
…
إِذا الْتَقَتْ نَواتُها وسِنِّي
تَقولُ سِنِّي للنَّوَاةِ: طِنِّي.
قَالَ ابْنُ جِنِّي: الرَّوِيُّ فِي هَذِهِ الأَبيات الْيَاءُ وَلَا تَكُونُ النُّونُ أَلْبَتَّةَ، لأَنه لَا يُمْكِنُ إِطلاقها، وإِذا لَمْ يَجُزْ إِطلاق هَذِهِ الْيَاءِ لَمْ يَمْتَنِعْ سِنِّي أَن يَكُونَ رَوِيًّا. والبَطَّةُ تَطِنُّ إِذا صَوَّتَتْ. وأَطنَنْتُ الطَّسْتَ فَطَنَّتْ. والطَّنْطَنة: صَوْتُ الطُّنْبور وَضَرْبِ الْعُودِ ذِي الأَوتار، وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ فِي الذُّبَابِ وَغَيْرِهِ. وطَنين الذُّبَابِ: صَوْتُهُ. وَيُقَالُ: طَنْطَنَ طَنْطَنة ودَندَنَ دَنْدَنة بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وطَنَّ الذبابُ إِذا مَرِجَ فَسَمِعْتُ لِطَيَرَانِهِ صَوْتًا. وَرَجُلٌ ذُو طَنْطانٍ أَي ذُو صَخَبٍ؛ وأَنشد:
إِنَّ شَرِيبَيْك ذَوا طَنْطانِ،
…
خاوِذْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدانِ
والطَّنْطَنة: كَثْرَةُ الكلام والتصويت بِهِ. والطَّنْطنة: الْكَلَامُ الْخَفِيُّ. وطَنَّ الرجلُ: مَاتَ، وَكَذَلِكَ لَعِقَ إِصْبعَه. والطُّنُّ: الْقَامَةُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِبَدَنِ الإِنسان وَغَيْرِهِ مِنْ سَائِرِ الْحَيَوَانِ طُنٌّ وأَطنانٌ وطِنان، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فُلَانٌ لَا يَقُومُ بطُنِّ نَفْسِهِ فَكَيْفَ بِغَيْرِهِ؟ والطُّنُّ، بِالضَّمِّ: الحُزْمة مِنَ الْحَطَبِ والقَصَب؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبها عَرَبِيَّةً صَحِيحَةً، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْعَامَّةِ قَامَ بطُنِّ نَفْسِهِ، لَا أَحسبها عَرَبِيَّةً. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الطُّنُّ مِنَ الْقَصَبِ وَمِنَ الأَغصان الرَّطْبةُ الوَريقةُ تُجْمع وتحزَم وَيُجْعَلُ فِي جَوْفِهَا النَّوْرُ أَو الجَنى. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْقَصَبَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الحُزْمة طُنَّة. والطُّنُّ: العِدْل مِنَ القُطن الْمَحْلُوجِ؛ عَنِ الهَجَريِّ؛ وأَنشد:
لَمْ يَدْرِ نَوَّامُ الضُّحى مَا أَسْرَيْنْ،
…
وَلَا هِدانٌ نَامَ بَيْنَ الطُّنَّيْنْ
أَبو الْهَيْثَمِ: الطُّنُّ العِلاوة بَيْنَ العِدْلَين؛ وأَنشد:
بَرَّحَ بالصِّينيِّ طُولُ المَنِّ،
…
وسَيْرُ كُلِّ راكِبٍ أَدَنِ
مُعْتَرِضٍ مِثْلِ اعْتراض الطُّنِ
والطُّنِّيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الْعَظِيمُ الْجِسْمِ. والطُّنُّ والطَّنُّ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ أَحمر شَدِيدُ الْحَلَاوَةِ كَثِيرُ الصَّقَر «2» . وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ سِيرِينَ: لَمْ يَكُنْ عليٌّ يُطَّنُّ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ
أَي يُتَّهَم، وَيُرْوَى بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فَمَنْ تَطَّنُ
أَي مَنْ تتَّهمُ، وأَصله تَظْتَنُّ مِنَ الظِّنَّة التُّهَمة، فأَدغم الظاء في التَّاءِ ثُمَّ أَبدل مِنْهَا طَاءً مُشَدَّدَةً كَمَا يُقَالُ مُطّلم فِي مُظطلم، وَاللَّهُ أَعلم.
طهن: الطَّهَنانُ: البَرَّادةُ.
(2). قوله [كثير الصقر] يقال لصقره السيلان، بكسر السين، لأَنه إِذا جمع سال سيلًا من غير اعتصار لرطوبته