المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أُمُّكم هاجَرُ يَا بَنِي ماءِ السَّمَاءِ ؛ يُرِيدُ - لسان العرب - جـ ١٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ن

- ‌حرف النون

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ه

- ‌حرف الهاء

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌ فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: أُمُّكم هاجَرُ يَا بَنِي ماءِ السَّمَاءِ ؛ يُرِيدُ

وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: أُمُّكم هاجَرُ يَا بَنِي ماءِ السَّمَاءِ

؛ يُرِيدُ العربَ لأَنهم كَانُوا يَتَّبعون قَطْرَ السَّمَاءِ فَيَنْزِلُونَ حَيْثُ كَانَ، وأَلفُ الماءِ منقَلبةٌ عَنْ وَاوٍ. وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: بَاتَتِ الشَّاءُ ليلَتَها مَاءْ مَاءْ وَمَاهْ مَاهْ، وَهُوَ حِكَايَةُ صوتها.

ميه: ماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَمِيهُ مَيْهاً وَمَاهَةً ومِيْهَةً: كَثُرَ مَاؤُهَا، ومِهْتُها أَنا. ومِهْتُ الرجلَ: سَقَيْتُهُ مَاءً، وَبَعْضُ هَذَا مُتَّجِهٌ عَلَى الْوَاوِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. المُؤرِّجُ: مَيَّهْتُ السيفَ تَمْييهاً إِذَا وَضَعْتَهُ فِي الشَّمْسِ حَتَّى ذهب ماؤه.

‌فصل النون

نبه: النُّبْه: القيامُ والانْتِباهُ مِنَ النَّوْمِ، وَقَدْ نَبَّهَهُ وأَنْبَهَهُ مِنَ النَّوْمِ فتَنَبَّه وانْتَبَه، وانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ: استَيقَظ، وَالتَّنْبِيهُ مِثْلُهُ؛ قَالَ:

أَنا شَماطِيطُ الَّذِي حُدِّثْتَ بهْ،

مَتَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ،

حَتَّى يقالَ سَيِّدٌ، ولستُ بِهْ

وَكَانَ حُكْمُهُ أَن يَقُولَ أَتَنَبَّه لأَنه قَالَ أُنَبَّه، وَمُطَاوِعُ فعَّلَ إِنَّمَا هُوَ تَفَعَّلَ، لَكِنَّ لَمَّا كَانَ أُنَبَّه فِي مَعْنَى أُنْبَه جَاءَ بِالْمُطَاوِعِ عَلَيْهِ، فَافْهَمْ، وَقَوْلُهُ ثُمَّ أُنَزِّ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ أَنْتَبِهْ، احْتَمَلَ الخَبْنَ فِي قَوْلِهِ زِ حَوْلَهُ، لأَن الأَعرابي الْبَدَوِيَّ لَا يُبَالِي الزِّحافَ، وَلَوْ قَالَ زِي حَوْلَهُ لكَمَلَ الوزنُ وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ زِحافٌ، إِلَّا أَنه مِنْ بَابِ الضَّرُورَةِ، وَلَا يَجُوزُ القطعُ فِي أُنَزِّي فِي بَابِ السَّعَةِ وَالِاخْتِيَارِ لأَن بَعْدَهُ مَجْزُومًا، وَهُوَ قَوْلُهُ وأَحْتَبِهْ، وَمُحَالٌ أَن تَقْطَعَ أَحد الْفِعْلَيْنِ ثُمَّ تَرْجِعَ فِي الْفِعْلِ الثَّانِي إِلَى الْعِطْفِ، لَا يَجُوزُ إنْ تأْتني أُكْرِمُك وأُفْضِلْ عَلَيْكَ بِرَفْعِ أُكْرِمك وَجَزْمِ أُفضل، فَتَفَهَّم. وَفِي حَدِيثِ الْغَازِي:

فَإِنَّ نَوْمَهُ ونَبَهَه خيرٌ كلُّه

؛ النَّبَهُ: الِانْتِبَاهُ مِنَ النَّوْمِ. أَبو زَيْدٍ: نَبِهْتُ للأَمر أَنْبَهُ نَبَهاً فَطِنْتُ، وَهُوَ الأَمر تَنْسَاهُ ثُمَّ تَنْتَبِهُ لَهُ. ونَبَّهَهُ مِنَ الْغَفْلَةِ فانْتَبَه وتَنَبَّهَ: أَيقظه. وتَنَبَّه عَلَى الأَمر: شَعَرَ بِهِ. وَهَذَا الأَمر مَنْبَهَهٌ عَلَى هَذَا أَي مُشْعِرٌ بِهِ، ومَنْبَهَةٌ لَهُ أَي مُشْعِرٌ بِقَدْرِهِ ومُعْلٍ لَهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: الْمَالُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، ويُسْتَغْنى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ. ونَبَّهْتُهُ عَلَى الشَّيْءِ: وَقَّفْتُهُ عَلَيْهِ فَتَنَبَّه هُوَ عَلَيْهِ. وَمَا نَبِهَ لَهُ نَبَهاً أَي مَا فَطِنَ، وَالِاسْمُ النُّبْهُ. والنَّبَهُ: الضَّالَّةُ تُوجَدُ عَنْ غَفْلَةٍ لَا عَنْ طَلَبٍ. يُقَالُ: وَجَدْتُ الضَّالَّةَ نَبَهاً عَنْ غَيْرِ طَلَبٍ، وأَضْلَلتُهُ نَبَهاً لَمْ تَعْلَمْ مَتَى ضَلَّ. الأَصمعي: يُقَالُ أَضَلُّوه نَبَهاً لَا يَدْرُونَ مَتَى ضَلَّ حَتَّى انْتَبَهوا لَهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ظَبْياً قَدِ انْحَنى فِي نَوْمِهِ فَشَبَّهَهُ بدُمْلُجٍ قَدِ انْفَصَمَ:

كأَنه دُمْلُجٌ، مِنْ فِضَّةٍ، نَبَهٌ،

فِي مَلْعَبٍ مِنْ عَذارَى الحَيّ، مَفْصومُ

إِنَّمَا جَعَلَهُ مَفْصُومًا لتَثَنِّيهِ وَانْحِنَائِهِ إِذَا نَامَ، ونَبَهٌ هُنَا بَدَلٌ مِنْ دُمْلُجٍ. وأَضَلَّهُ نَبَهاً: لَمْ يَدْرِ مَتَى ضَلَّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الْبَيْتُ شَاهِدٌ عَلَى النَّبَهِ الشيءِ المشهورِ، قَالَ: شَبَّه وَلَدَ الظَّبْيَةِ حِينَ انْعَطَفَ لِمَا سَقَتْه أُمُّه فَرَوِيَ بدُمْلُجٍ فضةٍ نبَهٍ أَي بدُملُجٍ أَبيض نَقيٍّ كَمَا كَانَ وَلَدُ الظَّبيةِ كَذَلِكَ، وَقَالَ فِي مَلْعَبٍ مِنْ عَذارَى الْحَيِّ لأَن مَلْعَب الْحَيِّ قَدْ عُدِلَ بِهِ عَنِ الطَّرِيقِ الْمَسْلُوكِ، كَمَا أَن الظَّبْيَةَ قَدْ عَدَلَت بِوَلَدِهَا عَنْ طَرِيقِ الصَّيَّادِ، وَقَوْلُهُ مَفْصوم وَلَمْ يَقُلْ مَقْصوم لأَن الفَصْمَ الصَّدْعُ والقَصْمَ الْكَسْرُ والتَّبَرِّي، وَإِنَّمَا يُرِيدُ أَن الخِشْفَ لَمَّا جمَع رأْسه إِلَى

ص: 546

فَخْذِهِ وَاسْتَدَارَ كَانَ كدُمْلُجٍ مَفْصوم أَي مَصْدُوعٍ مِنْ غَيْرِ انْفِرَاجٍ. وأَنْبَه حاجتَه: نَسِيَهَا. قَالَ الأَصمعي: وَسَمِعْتُ مِنْ ثِقَةٍ أَنْبَهْتُ حَاجَتِي نسيتُها، فَهِيَ مُنْبَهَةٌ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ ذهَب لهمُ الشَّيْءُ لَا يَدْرُونَ مَتى ذهَب: قَدْ أَنْبَهوه إنْباهاً. والنَّبَه: الضَّالَّةُ لَا يُدْرى مَتَى ضَلَّتْ وأَين هِيَ. يُقَالُ: فَقَدْتُ الشَّيْءَ نَبَهاً أَي لَا عِلْمَ لِي كَيْفَ أَضللته؛ قَالَ: وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

كأَنه دُمْلُجٌ مِنْ فضةٍ نَبَهٌ

وَضَعَهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يَقُولَ كأَنه دُمْلُجٌ فُقِدَ نَبَهاً. وَقَالَ شَمِرٌ: النَّبَهُ المَنْسِيُّ المُلْقَى السَّاقِطُ الضالُّ. وَشَيْءٌ نَبَهٌ ونَبِهٌ أَي مَشْهُورٌ. وَرَجُلٌ نَبِيهٌ: شَريف. ونَبُهَ الرجلُ، بِالضَّمِّ: شرُفَ وَاشْتَهَرَ نَباهَةً فَهُوَ نَبِيهٌ ونابِهٌ، وَهُوَ خِلَافُ الْخَامِلِ. ونَبَّهْتُه أَنا: رَفَعْتُهُ مِنَ الْخُمُولِ. يُقَالُ: أَشِيعوا بالكُنى فَإِنَّهَا مَنْبَهَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَإِنَّهُ مَنْبَهةٌ لِلْكَرِيمِ

أَي مَشْرَفَةٌ ومَعْلاةٌ مِنَ النَّباهَة. يُقَالُ: نَبُهَ يَنْبُه إِذَا صَارَ نَبِيهاً شَرِيفًا. والنَّباهَةُ: ضِدُّ الخُمُولِ، وَهُوَ نَبَهٌ. وَقَوْمٌ نَبَهٌ كَالْوَاحِدِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كأَنه اسْمٌ لِلْجَمْعِ. وَرَجُلٌ نَبَهٌ ونَبِيهٌ إِذَا كَانَ مَعْرُوفًا شَرِيفًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَة يَمْدَحُ رَجُلًا:

كامِلٌ يَجْمَعُ آلاءَ الفَتَى،

نَبَهٌ سَيِّدُ ساداتٍ خِضَمّ

ونَبَّه بِاسْمِهِ: جَعْلُهُ مَذْكُورًا. وَإِنَّهُ لمَنْبوه الِاسْمِ: معروفُهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَمرٌ نابهٌ: عظيمٌ جَلِيلٌ. أَبو زَيْدٍ: نَبِهْتُ للأَمر، بِالْكَسْرِ، أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وبَهاً، وَهُوَ الأَمر تَنْسَاهُ ثُمَّ تتنَبَّهُ لَهُ. ونابِهٌ ونُبَيْهٌ ومُنَبِّه: أَسماء. ونَبْهانُ: أَبو حَيٍّ مِنْ طَيٍّ، وَهُوَ نَبْهانُ بن عمرو.

نجه: النَّجْهُ: استقبالُك الرجلَ بِمَا يَكْرَهُ ورَدُّكَ إِيَّاهُ عَنْ حَاجَتِهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَقبح الرَّدِّ؛ أَنشد ثَعْلَبُ:

حَيّاكَ ربُّكَ أَيُّها الوَجْهُ،

ولغَيْرِكَ البَغْضاءُ والنَّجْهُ

نجَهَهُ يَنْجَهُهُ نَجْهاً وتنَجَّهَهُ: اللَّيْثُ: نجَهْتُ الرجلَ نَجْهاً إِذَا اسْتَقْبَلْتُهُ بِمَا يُنَهْنِهُهُ وَيَكُفُّهُ عَنْكَ فيَنْقدِعُ عَنْكَ. وَفِي الحديث:

بعد ما نَجَهَها عُمر

أَي بَعْدَ مَا رَدَّها وَانْتَهَرَهَا. والنَّجْهُ: الزَّجْرُ والرَّدْعُ. يُقَالُ: انْتَجَهْتُ الرجلَ وتنَجَّهْتُهُ؛ قَالَ رؤْبة:

كَعْكَعْتُه بالرَّجْمِ والتَّنَجُّهِ،

أَو خَافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ

وَيُرْوَى: كَفْكَفْته؛ يَقُولُ رَدَدْت الْخَصْمَ. وَرَجُلٌ ناجِهٌ إِذَا دَخَلَ بَلَدًا فكَرِهَه. ونجَهَ عَلَى الْقَوْمِ: طَلَع. وَفِي النَّوَادِرِ: فُلَانٌ لَا يَنْجَعُهُ وَلَا يَهْجَؤُهُ وَلَا يَهْجَأُ فِيهِ شَيْءٌ وَلَا يَنْجَهُهُ شَيْءٌ وَلَا يَنْجَه فِيهِ شَيْءٌ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ رَغِيباً مُسْتَوْبِلًا لَا يَشْبَعُ وَلَا يَسْمَنُ عَنْ شَيْءٍ.

نده: النَّدْهُ: الزَّجْرُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَالطَّرْدُ عَنْهُ بالصِّياح. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّدْهُ الزَّجْرُ عَنِ الحَوْض وَعَنْ كُلِّ شَيْءٍ إِذَا طُرِدَتِ الإِبلُ عَنْهُ بِالصِّيَاحِ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: نَدَهَ الرجلُ يَنْدَهُ نَدْهاً إِذَا صَوَّتَ، ونَدَهْتُ البعيرَ إِذَا زَجَرْتَهُ عَنِ الْحَوْضِ وَغَيْرِهِ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: لَوْ رأَيت قاتِلَ عُمَرَ فِي الحَرَمِ مَا ندَهْتُهُ

أَي مَا زَجَرْتُهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: والنَّدْهُ الزَّجْرُ بِصَه ومَه. ونَدَهَ الإِبلَ يَنْدَهُها نَدْهاً: سَاقَهَا وَجَمَعَهَا وَلَا يَكُونُ إِلَّا لِلْجَمَاعَةِ مِنْهَا، وَرُبَّمَا اقْتاسُوا مِنْهُ لِلْبَعِيرِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا رأَوْهُ جَريئاً عَلَى مَا أَتى أَو المرأَةِ إِحْدَى نَوادِهِ البَكْرِ. والنَّدْهَة

ص: 547

والنُّدْهَةُ، بِفَتْحِ النُّونِ وَضَمِّهَا: الْكَثْرَةُ مِنَ الْمَالِ مِنْ صامِتٍ أَو مَاشِيَةٍ؛ وأَنشد قَوْلَ جمِيل:

فكيْفَ، وَلَا تُوفِي دماؤُهمُ دَمِي،

وَلَا مالُهُمْ ذُو نَدْهَةٍ فيَدُونِي؟

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عِنْدَهُ نَدْهَةٌ مِنْ صامِتٍ وماشيةٍ ونُدْهَةٌ، وَهِيَ الْعِشْرُونَ مِنَ الْغَنَمِ ونحوِها، والمائةُ مِنَ الإِبل أَو قُرَابتُها، والأَلف مِنَ الصَّامِتِ أَو نَحْوِهِ. الأَصمعي: وَكَانَ يُقَالُ للمرأَة فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا طُلِّقَت إذْهَبي فَلَا أَنْدَهُ سَرْبَكِ، فَكَانَتْ تَطْلُقُ، قَالَ: والأَصل فِيهِ أَنه يَقُولُ لَهَا اذْهَبي إِلَى أَهلِك فَإِنِّي لَا أَحفظ عَلَيْكِ مالكِ وَلَا أَرُدُّ إبلَكِ عَنْ مَذْهَبِهَا، وَقَدْ أَهملتها لِتَذْهَبَ حَيْثُ شَاءَتْ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي لَا أَرُدُّ إِبِلَكَ لِتَذْهَبَ حيث شاءت.

نزه: النُّزْهَةُ: مَعْرُوفَةٌ. والتَّنَزُّهُ: التَّبَاعُدُ، والإِسم النُّزْهةُ. ومكانٌ نَزِهٌ ونَزِيهٌ، وَقَدْ نَزِهَ نَزَاهَةً ونَزَاهِيةً، وَقَدْ نَزِهَتِ الأَرضُ، بِالْكَسْرِ وأَرضٌ نَزْهَةٌ ونَزِهَةٌ بَعِيدَةٌ عَذْبَةٌ نَائِيَةٌ مِنَ الأَنْداءِ والمياهِ والغَمَقِ. الْجَوْهَرِيُّ: وَخَرَجْنَا نتَنَزَّهُ فِي الرِّياضِ، وأَصله مِنَ البُعْدِ، وقد نَزِهَتِ الأَرضُ، بالكسر. وَيُقَالُ: ظَلِلْنا مُتَنَزِّهِينَ إِذَا تَبَاعَدُوا عَنِ الْمِيَاهِ. وَهُوَ يتنَزَّهُ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا تباعد عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: الجابِيَةُ أَرضٌ نَزِهَةٌ

أَي بَعِيدَةٌ عَنِ الوَباء. والجابِيَةُ: قَرْيَةٌ بدمشْقَ. ابْنُ سِيدَهْ: وتنزَّهَ الإِنسانُ خَرَجَ إِلَى الأَرض النَّزِهَةِ، قَالَ: وَالْعَامَّةُ يَضَعُونَ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ ويَغْلَطُونَ فَيَقُولُونَ خَرَجْنَا نتَنزَّهُ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْبَسَاتِينِ فَيَجْعَلُونَ التَّنزُّهَ الخروجَ إِلَى الْبَسَاتِينِ والخُضَر والرِّياض، وَإِنَّمَا التَّنزُّهُ التباعدُ عَنِ الأَرياف وَالْمِيَاهِ حَيْثُ لَا يَكُونُ ماءٌ وَلَا نَدىً وَلَا جَمْعُ ناسٍ، وَذَلِكَ شِقُّ الْبَادِيَةِ، وَمِنْهُ قِيلَ: فلانٌ يتَنَزَّهُ عن الأَقذار ويُنَزِّهُ نفْسَه عَنْهَا أَي يُباعد نَفْسَهُ عَنْهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أُسامة بْنُ حَبِيبٍ الْهُذَلِيُّ:

كأَسْحَمَ فَرْدٍ عل حافةٍ،

يُشَرِّدُ عَنْ كَتِفيْهِ الذُّبابا

أَقَبَّ رَباعٍ بِنُزْهِ الفَلاةِ،

لَا يَرِدُ الماءَ إِلَّا ائتِيابا

وَيُرْوَى: إِلَّا انْتِيابا، يُرِيدُ مَا تَبَاعَدَ مِنَ الْفَلَاةِ عَنِ الْمِيَاهِ والأَرياف. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا: صنَعَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، شَيْئًا فرَخَّصَ فِيهِ فتَنَزَّهَ عَنْهُ قومٌ

أَي تَرَكُوهُ وأَبعدوا عَنْهُ ولم يَعْمَلوا بالرُّخْصة فِيهِ. وَقَدْ نَزُهَ نَزاهةً وتَنَزَّهَ تنَزُّهاً إِذَا بَعُدَ. وَرَجُلٌ نَزْهُ الخُلُقِ ونَزِهُهُ ونازِهُ النَّفْس: عَفِيفٌ مْتكَرِّمٌ يَحُلُّ وحْدَهُ وَلَا يُخَالِطُ الْبُيُوتَ بِنَفْسِهِ وَلَا مَالِهِ، وَالْجَمْعُ نُزَهاءُ ونَزِهُونَ ونِزَاهٌ، والاسمُ النَّزْهُ والنَّزاهةُ. ونَزَّهَ نفْسَه عَنِ الْقَبِيحِ: نَحّاها. ونزَّهَ الرجلَ: بَاعَدَهُ عَنِ الْقَبِيحِ. والنَّزاهةُ: الْبُعْدُ عَنِ السُّوءِ. وَإِنَّ فُلَانًا لنَزِيهٌ كريمٌ إِذَا كَانَ بَعِيدًا مِنَ اللُّؤْمِ، وَهُوَ نزِيهُ الخُلُقِ. وَفُلَانٌ يتَنزَّهُ عَنْ مَلائمِ الأَخلاق أَي يتَرَفَّعُ عَمَّا يُذَمُّ مِنْهَا. الأَزهري: التَّنَزُّهُ رَفْعُه نفْسَه عَنِ الشَّيْءِ تكَرُّماً وَرَغْبَةً عَنْهُ. والتَّنزِيهُ: تَسْبِيحُ اللَّهِ عز وجل وإبعادُهُ عَمَّا يَقُولُ الْمُشْرِكُونَ. الأَزهري: تَنْزِيهُ اللَّهِ تبعيدُه وتقديسُه عَنِ الأَنداد والأَشباه، وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْفَلَاةِ الَّتِي نأَتْ عَنِ الرِّيفِ وَالْمِيَاهِ نزِيهةٌ لِبُعْدِهَا عَنْ غَمَقِ الْمِيَاهِ وذِبّانِ القُرى وومَدِ الْبِحَارِ وَفَسَادِ الْهَوَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَلَا يَمُرُّ بآيةٍ فِيهَا تَنْزِيهُ اللَّهِ إِلَّا نزَّهَهُ

؛ أَصل النُّزْهِ البعدُ، وتَنْزِيهُ اللَّهِ تبعيدُه عَمَّا لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ مِنَ النَّقَائِصِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي تَفْسِيرِ سُبْحَانَ اللَّهِ:

ص: 548

هُوَ تَنْزِيهُهُ أَي إِبْعَادُهُ عَنِ السُّوءِ وَتَقْدِيسُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه: الإِيمانُ نَزِهٌ

أَي بَعِيدٌ عَنِ الْمَعَاصِي. وَفِي حَدِيثِ المُعَذَّبِ فِي قَبْرِهِ:

كَانَ لَا يسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ

أَي لَا يَسْتبرئ وَلَا يَتَطَهَّرُ وَلَا يَسْتَبْعِدُ مِنْهُ. قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ هُمْ قومٌ أَنْزاهٌ أَي يتَنزَّهُونَ عَنِ الْحَرَامِ، الْوَاحِدُ نزِيهٌ مِثْلَ مَلِيءٍ وأَملاءٍ. وَرَجُلٌ نزيهٌ ونَزِهٌ: وَرِعٌ. ابْنُ سِيدَهْ: سَقى إبلَهُ ثُمَّ نَزَهَها نَزْهاً بَاعَدَهَا عَنِ الْمَاءِ. وَهُوَ بنُزْهةٍ عَنِ الْمَاءِ أَي بُعْد. وَفُلَانٌ نزِيهٌ أَي بَعِيدٌ. وتنَزَّهُوا بحُرَمِكْم عَنِ الْقَوْمِ: تَبَاعَدُوا. وَهَذَا مَكَانٌ نزِيهٌ: خَلاء بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ فِيهِ أَحد فأَنزلوا فِيهِ حُرَمَكُمْ. ونُزْهُ الفَلا: مَا تَبَاعَدَ مِنْهَا عَنِ المياه والأَرياف.

نفه: نَفِهَتْ نفسي: أَعْيَتْ وكَلَّتْ. وَبَعِيرٌ نافِهٌ: كالٌّ مُعْيٍ، وَالْجَمْعُ نُفَّهٌ؛ ونَفَّهَهُ: أَتعبه حَتَّى انْقَطَعَ؛ قَالَ:

ولِلَّيْلِ حَظٌّ مِنْ بُكانا ووَجْدِنا،

كَمَا نَفَّهَ الهَيْماءَ فِي الذَّوْدِ رَادِعُ

وَيُرْوَى فِي الدُّورِ. وأَنْفَهَ فلانٌ إبلَهُ ونَفَّهَها: أَكَلَّهَا وأَعياها، وَجَمَلٌ مُنَفَّهٌ وناقةٌ مُنَفَّهَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

رُبَّ هَمّ جَشَمْتُهُ فِي هَواكُمْ،

وبَعيرٍ مُنَفَّهٍ مَحْسُورِ

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

فَقَامُوا يَرْحَلْونَ مُنَفَّهَاتٍ،

كأَنَّ عُيونَهَا نُزُحُ الرَّكيِ

والنافهُ: الكالُّ المُعْيي مِنَ الإِبل وَغَيْرِهَا. وَرَجُلٌ مَنْفُوهٌ: ضَعِيفُ الْفُؤَادِ جبانٌ، وَمَا كَانَ نَافِهًا وَقَدْ نَفَهَ نُفُوهاً ونَفِهَ. والنُّفُوهُ: ذِلَّةٌ بَعْدَ صُعُوبَةٍ. وأَنْفَهَ ناقتَهُ حَتَّى نَفِهَتْ نَفْهاً شَدِيدًا. وَفِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ ذَكَرَ لَهُ قيامَ اللَّيْلِ وصيامَ النَّهَارِ: إِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ عَيْناك ونَفِهَتْ نَفْسُكَ

؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ نَفِهَتْ، وَالْكَلَامُ، نَفَهَتْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَا لُغَتَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: نَفَهَتْ تَنْفَهُ نُفُوهاً ونَفِهَتْ نفسُه إِذَا ضَعُفَتْ وَسَقَطَتْ؛ وأَنشد:

والعَزَبَ المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا

وَرَوَى أَصحاب أَبي عُبَيْدٍ عَنْهُ: نَفِهَ يَنْفَهُ، بِكَسْرِ الْفَاءِ مِنْ نَفِهَ، وَفَتْحُهَا مِنْ يَنْفَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ

نَفِهَتْ نَفْسُك

أَي أَعيت وكَلَّتْ. وَيُقَالُ للمُعْيي: مُنَفَّهٌ ونافِهٌ، وجمعُ النَّافِهِ نُفَّهٌ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِرُؤْبَةَ:

بِنَا حَرَاجِيجُ المَهَارِي النُّفَّهِ

يَعْنِي المُعْيِيَة، وَاحِدَتُهَا نافِهٌ ونافِهَةٌ، وَالَّذِي يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا مُنَفِّهٌ، وَقَدْ نَفَّهَ البعيرَ.

نقه: نَقِهَ يَنْقَهُ: مَعْنَاهُ فَهِمَ يَفْهَمُ، فَهُوَ نَقِهٌ سَرِيعُ الفِطْنَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فانْقَهْ إِذًا

أَي افْهَمْ. يُقَالُ: نَقِهْتُ الحديثَ مِثْلُ فَهِمْتُ وفَقِهْتُ، وأَنْقَهَهُ اللَّهُ تَعَالَى. ونَقِهَ الكلامَ، بِالْكَسْرِ، نَقْهاً ونَقَهَهُ، بِالْفَتْحِ، نَقْهاً أَي فَهِمَهُ. ونَقِهْتُ الخبرَ والحديثَ، مَفْتُوحٌ مَكْسُورٌ، نَقْهاً ونُقُوهاً ونَقاهةً ونَقَهاناً وأَنا أَنْقَهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: نَقِهَ الرَّجُلُ نَقَهاً واسْتَنْقَهَ فَهِمَ؛ وَيُرْوَى بيتُ المُخَبَّلِ:

إِلَى ذِي النُّهَى واسْتَنْقَهَتْ للمُحَلِّمِ

أَي فَهِمُوهُ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وَالْمَعْرُوفُ: واسْتَيْقَهَتْ. وَرَجُلٌ نَقِهٌ وناقِهٌ: سَرِيعُ الْفَهْمِ، ونَقِهَ الحديثَ ونَقَهَهُ: لَقِنَهُ، وَفُلَانٌ لَا يَفْقَهُ وَلَا يَنْقَهُ. والاسْتِنْقاهُ: الِاسْتِفْهَامُ. وأَنْقِهْ لِي سَمْعَكَ أَي

ص: 549

أَرْعِنِيهِ. وَفِي النَّوَادِرِ: انْتَقَهْتُ مِنَ الْحَدِيثِ ونَقِهْتُ وأْتَقَهْتُ أَي اشْتَفَيْتُ. ونَقِهَ مِنْ مَرَضِهِ، بِالْكَسْرِ، ونَقَهَ يَنْقَهُ نَقْهاً ونُقُوهاً فِيهِمَا: أَفاق وَهُوَ فِي عَقِبِ علَّتِهِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: نَقَهَ مِنَ الْمَرَضِ يَنْقَهُ، بِالْفَتْحِ، وَرَجُلٌ ناقِهٌ مِنْ قَوْمٍ نُقَّهٍ. الْجَوْهَرِيُّ: نَقِهَ مِنْ مَرَضِهِ، بِالْكَسْرِ، نَقَهاً مثالِ تَعِب تَعَباً، وَكَذَلِكَ نَقَهَ نُقُوهاً مِثْلُ كَلَحَ كُلُوحاً، فَهُوَ ناقِهٌ إِذَا صَحَّ وَهُوَ فِي عَقِبِ عِلَّتِهِ، وَالْجَمْعُ نُقَّهٌ، وَفِي الْحَدِيثِ:

قَالَتْ أُمُّ المُنْذِرِ دَخَلَ عَلَيْنَا رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ عَلِيٌّ وَهُوَ ناقِهٌ

؛ هُوَ إِذَا بَرَأَ وأَفاق وَكَانَ قَرِيبَ العَهْدِ بِالْمَرَضِ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ كمالُ صِحَّتِهِ وقُوَّتِهِ.

نكه: النَّكْهَةُ: رِيحُ الْفَمِ. نَكَهَ لَهُ وَعَلَيْهِ يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً: تَنَفَّسَ عَلَى أَنفه. ونَكَهَهُ نَكْهاً ونَكِهَهُ واسْتَنْكَهَهُ: شَمَّ رَائِحَةَ فَمِهِ، وَالِاسْمُ النَّكْهَةُ؛ وأَنشد:

نَكِهْتُ مُجالِداً فَوَجَدْتُ مِنْهُ

كَرِيحِ الكَلْبِ ماتَ حَدِيثَ عَهْدِ

وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: نَكِهْتُ مجاهِداً؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ مُجَالِدًا، وَقَدْ رَوَاهُ فِي فَصْلِ نَجَا: نَجَوْتُ مُجَالِدًا. ونَكَهَ هُوَ يَنكِهُ ويَنكَهُ: أَخرج نَفَسَهُ إِلَى أَنفي. ونَكِهْتُه: شَمَمْتُ رِيحَهُ. واسْتَنْكَهْتُ الرجلَ فَنَكَهَ فِي وَجْهِي يَنْكِهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً إِذَا أَمره بأَن يَنْكَهَ لِيَعْلَمَ أَشارِبٌ هُوَ أَم غَيْرُ شاربٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قولُ الأُقَيْشِرِ:

يَقُولُونَ لِي: انْكَهْ قَدْ شَرِبْتَ مُدَامَةً

فَقُلْتُ لَهُمْ: لَا بَلْ أَكَلْتُ سَفَرْجَلا

وَفِي حَدِيثِ شَارِبِ الْخَمْرِ:

اسْتَنْكهُوهُ

أَي شُمُّوا نَكْهَتَهُ ورائحةَ فَمِه هَلْ شرِب الْخَمْرَ أَم لَا. ونُكِهَ الرجلُ: تَغَيَّرَتْ نَكْهَتُهُ مِنَ التُّخَمَةِ. وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ للإِنسان: هُنِّيتَ وَلَا تُنْكَهْ أَي أَصَبْتَ خَيْراً وَلَا أَصابك الضُّرُّ. والنُّكَّهُ مِنَ الإِبل: الَّتِي ذَهَبَتْ أَصواتها مِنَ الضَّعْفِ، وَهِيَ لُغَةُ تَمِيمٍ فِي النُّقَّهِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِرُؤْبَةَ:

بَعْدَ اهتِضام الراغِياتِ النُّكَّهِ

نمه: نَمِهَ نَمَهاً، فَهُوَ نَمِةٌ ونامِهٌ: تَحَيَّرَ، يَمَانِيَةٌ.

نهنه: النَّهْنَهَةُ: الكَفُّ. تَقُولُ نَهْنَهْتُ فُلَانًا إِذَا زَجَرْتَهُ فَتَنَهْنَهَ أَي كَفَفْتَهُ فَكفَّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

نَهْنِهْ دُموعَكَ، إنَّ مَنْ

يَغْتَرُّ بالحِدْثانِ عاجِزْ

كأَن أَصله مِنَ النَّهْي. وَفِي حَدِيثِ

وَائِلٍ: لَقَدِ ابْتَدَرَها اثْنَا عَشَرَ مَلَكاً فَمَا نَهْنَهَها شيءٌ دُونَ العَرْشِ

أَي مَا مَنَعَهَا وكَفَّها عَنِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ. ونَهْنَهَهُ عَنِ الشَّيْءِ: زَجَره؛ قَالَ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَليّ:

فَنَهْنَهْتُ أُولى القومِ عَنْهُمْ بِضَرْبَةٍ

تَنَفَّسَ عَنْهَا كلُّ حشْيانَ مُجْحَر

وَقَدْ تَنَهْنَهَ. ونَهْنَهْتُ السَّبُعَ إِذَا صِحْتَ بِهِ لتَكُفَّه، والأَصل فِي نَهْنَهَ نَهْهَهَ، بِثَلَاثِ هاءَات، وإِنما أَبدلوا مِنَ الْهَاءِ الْوُسْطَى نُونًا لِلْفَرْقِ بَيْنَ فَعْلَلَ وفَعَّلَ، وَزَادُوا النُّونَ مِنْ بَيْنِ الْحُرُوفِ لأَن فِي الْكَلِمَةِ نُونًا. وَثَوْبٌ نَهْنَهٌ: رَقِيقُ النسجِ. الأَحمر: النَّهْنَهُ واللَّهْلَهُ الثوب الرقيق النسج.

نوه: نَاهَ الشيءُ يَنُوهُ: ارْتَفَعَ وَعَلَا؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، فَهُوَ نائِهٌ. ونُهْتُ بِالشَّيْءِ نَوْهاً ونَوَّهْتُ بِهِ ونَوَّهْتُهُ تَنْوِيهاً: رَفَعْتُهُ. ونَوَّهْتُ بِاسْمِهِ: رَفَعْتُ ذكْرَهُ. وناهَ النباتُ: ارْتَفَعَ. وناهَتِ الهامَةُ نَوْهاً: رَفَعَتْ

ص: 550