المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل العين المهملة - لسان العرب - جـ ١٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ن

- ‌حرف النون

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ه

- ‌حرف الهاء

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌ فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: ‌فصل العين المهملة

وَالْمَاءُ الظَّنُونُ: الَّذِي تَتَوَهَّمُهُ وَلَسْتُ عَلَى ثِقَةٍ مِنْهُ. والظِّنَّةُ: الْقَلِيلُ مِنَ الشَّيْءِ، وَمِنْهُ بِئْرٌ ظَنُون: قَلِيلَةُ الْمَاءِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:

يَجُودُ ويُعْطِي المالَ مِنْ غَيْرِ ظِنّة،

ويَحْطِمُ أَنْفَ الأَبْلَجِ المُتَظَلِّمِ

. وَفِي الْمُحْكَمِ: بِئْرٌ ظَنُون قَلِيلَةُ الْمَاءِ لَا يُوثَقُ بِمَائِهَا. وَقَالَ الأَعشى فِي الظَّنُون، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي لَا يُدْرَى أَفيها مَاءٌ أَم لَا:

مَا جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الَّذِي

جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ

مِثْلَ الفُراتِيِّ، إِذا مَا طَما

يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ

وَفِي الْحَدِيثِ:

فَنَزَلَ عَلَى ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيْبية ظَنُون الْمَاءِ يَتَبَرَّضُه تَبَرُّضاً

؛ الْمَاءُ الظَّنُون: الذي تتوهمه وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ، فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي يُظَنُّ أَن فِيهَا مَاءً. وَفِي حَدِيثِ

شَهْرٍ: حَجَّ رجلٌ فَمَرَّ بماءِ ظَنُونٍ

، قَالَ: وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى الظَّنِّ وَالشَّكِّ والتُّهَمَةِ. ومَشْرَبٌ ظَنُون: لَا يُدْرَى أَبِهِ مَاءٌ أَم لَا؛ قَالَ:

مُقَحَّمُ السَّيرِ ظَنُونُ الشِّرْبِ

ودَيْن ظَنُون: لَا يَدْرِي صاحبُه أَيأْخذه أَم لَا. وَكُلُّ مَا لَا يُوثَقُ بِهِ فَهُوَ ظَنُونٌ وظَنِينٌ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام، أَنه قَالَ: فِي الدَّيْنِ الظَّنُونِ يُزَكِّيهِ لِمَا مَضَى إِذا قَبَضَهُ

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الظَّنُون الَّذِي لَا يُدْرَى صَاحِبُهُ أَيَقْضيه الَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ أَم لَا، كأَنه الَّذِي لَا يَرْجُوهُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: لَا زَكَاةَ فِي الدَّيْنِ الظَّنُونِ

؛ هُوَ الَّذِي لَا يَدْرِي صَاحِبُهُ أَيصل إِليه أَم لَا، وَكَذَلِكَ كَلُّ أَمر تُطالبه وَلَا تَدْرِي عَلَى أَيِّ شَيْءٍ أَنت مِنْهُ فَهُوَ ظَنونٌ. والتَّظَنِّي: إِعمال الظَّنِّ، وأَصله التَّظَنُّنُ، أُبدل مِنْ إِحدى النُّونَاتِ يَاءً. والظَّنُون مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي لَهَا شَرَفٌ تُتَزَوَّجُ طَمَعًا فِي وَلَدِهَا وَقَدْ أَسَنَّتْ، سُمِّيَتْ ظَنُوناً لأَن الْوَلَدَ يُرْتَجى مِنْهَا. وَقَوْلُ أَبي بِلَالِ بنِ مِرْداسٍ وَقَدْ حَضَرَ جِنَازَةً فَلَمَّا دُفِنَتْ جَلَسَ عَلَى مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ ثُمَّ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ وَقَالَ: كلُّ مَنِيَّةٍ ظَنُونٌ إِلا القتلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ لَمْ يُفَسِّرِ ابْنُ الأَعرابي ظَنُوناً هَاهُنَا، قَالَ: وَعِنْدِي أَنها الْقَلِيلَةُ الْخَيْرِ والجَدْوَى. وطَلَبَه مَظانَّةً أَي ليلًا ونهاراً.

ظين: أَديم مُظَيَّنٌ: مَدْبُوغٌ بالظَّيَّانِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والظَّيَّانُ: ياسَمِينُ البَرِّ، وَهُوَ نَبْتٌ يُشْبِه النِّسْرينَ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

بمُشْمَخِرٍّ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ.

‌فصل العين المهملة

عبن: جَمَلٌ عَبَنٌّ وعَبَنَّى وعَبَنَّاةٌ: ضَخْمُ الْجِسْمِ عَظِيمٌ، وَنَاقَةٌ عَبَنَّةٌ وعَبَنَّاةٌ، وَالْجَمْعُ عَبَنَّياتٌ؛ قَالَ حُميد:

أَمِينٌ عَبَنُّ الخَلْقِ مُخْتلِفُ الشَّبا،

يقولُ المُماري طالَ مَا كانَ مُقْرَما

. وأَعْبَنَ الرجلُ: اتَّخَذَ جَمَلًا عَبَنَّى، وَهُوَ القَويُّ. والعُبْنةُ: قُوَّةُ الْجَمَلِ وَالنَّاقَةِ. والعُبُنُ مِنَ النَّاسِ: السِّمان المِلاح. وَرَجُلٌ عَبَنَّى: عَظِيمٌ. وَنَسْرٌ عَبَنَّى: عَظِيمٌ، وَقِيلَ: عَظِيمٌ قَدِيمٌ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: نسْرٌ عَبَنٌّ، مُشَدَّدُ النُّونِ، عَظِيمٌ. والعُبْنُ مِنَ الدَّوَابِّ: القَويّاتُ عَلَى السَّيْرِ، الْوَاحِدُ عَبَنَّى. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: جَمَلٌ عَبَنٌّ وعَبَنَّى مُلْحَقٌ بفَعَلَّى إِذا وَصَلْتَهُ يُؤنث؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ مُلْحَقٌ بفَعَلَّلٍ وَوَزْنُهَا فعَنْلى؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ:

ص: 275

هَانَ عَلَى عَزَّة بنْتِ الشَّحَّاحْ،

مَهْوَى جِمالِ مالكٍ فِي الإِدْلاجْ،

بالسَّير أَرْزاءُ وجِيفُ الحُجَّاجْ

كلَّ عَبَنَّى بالعَلاوَى هَجَّاجْ،

بحيثُ لَا مُسْتَوْدَعٌ وَلَا ناجْ

. والعَبْنُ: الغِلَظُ فِي الْجِسْمِ والخُشونة، ورجل عَبَنُّ الخَلْق.

عتن: عَتَلَه إِلى السجْن وعَتَنَه يَعْتِنُه ويَعْتُنه عَتْناً إِذا دَفَعَهُ دَفْعًا عَنِيفًا، وَقِيلَ: حَمَلَهُ حَمْلًا عَنِيفًا وَرَجُلٌ عَتِنٌ: شَدِيدُ الْحَمْلَةِ. وَحَكَى يَعْقُوبُ: أَن نُونَ عتَن بَدَلٌ مِنْ لَامِ عَتَل. ابْنُ الأَعرابي: العُتُن الأَشِدَّاء، جَمْعُ عَتُون وعاتِن. وأَعْتَنَ إِذا تَشَدَّدَ عَلَى غريمه وآذاه.

عثن: العُثانُ والعَثَن: الدُّخان، وَالْجَمْعُ عَواثِن عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَكَذَلِكَ جَمْعُ الدُّخان دَواخِنُ، والعَواثِنُ والدَّواخِنُ لَا يُعْرَفُ لَهُمَا نَظِيرٌ، وَقَدْ عَثَنَ يَعْثُن عَثْناً وعُثاناً. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ

وسُراقة بْنِ مَالِكٍ: أَنه طَلَبَ النبي، صلى الله عليه وسلم، وأَبا بَكْرٍ حِينَ خَرَجَا مُهاجِرَين، فَلَمَّا بَصُرَ به دعا إِليه النبي، صلى الله عليه وسلم، فساختْ قوائمُ فَرَسِهِ فِي الأَرض، فسأَلهما أَن يُخَلِّيَا عَنْهُ فَخَرَجَتْ قَوَائِمُهَا وَلَهَا عُثانٌ

، قَالَ ابْنُ. الأَثير: أَي دُخان، قَالَ الأَزهري: وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ العُثانُ أَصله الدُّخَانُ، وأَراد بالعُثان هَاهُنَا الغُبار شَبَّهَهُ بالدُّخان، قَالَ: كَذَلِكَ قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا سَمَّوُا الْغُبَارَ عُثاناً. وعَثَنَتِ النارُ تَعْثُنُ، بِالضَّمِّ، عُثاناً وعُثوناً وعثَّنَت إِذا دَخَّنَت. وعَثَّنَ الشيءَ: دَخَّنه بِرِيحِ الدُّخْنة. وعَثِنَ هُوَ: عَبِقَ. وَطَعَامٌ مَعْثُون وعَثِنٌ ومَدْخونٌ ودَخِنٌ إِذا فَسَدَ لِدُخَّانٍ خَالَطَهُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَوْقد بِحَطَبٍ رَدِيءٍ ذِي دُخان: لَا تُعَثِّنْ عَلَيْنَا. وعَثَنَ فِي الْجَبَلِ يَعْثُنُ عَثْناً: صَعَّدَ مِثْلُ عَفَنَ، أَنشد يَعْقُوبُ:

حَلَفْتُ بِمَنْ أَرْسى ثَبيراً مكانَه

أَزُورُكُم، مَا دَامَ للطَّوْد عاثِنُ

يُرِيدُ: لَا أَزورُكُم مَا دَامَ لِلْجَبَلِ صاعدٌ فِيهِ، وَرُوِيَ: مَا دَامَ للطَّوْد عَافِنٌ. يُقَالُ: عَثَنَ وعَفَن بِمَعْنًى، قَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ عَلَى الْبَدَلِ. وعَثَّنْتُ ثَوْبِي بالبَخور تَعْثيناً. والعُثْنُونُ مِنَ اللِّحْيَةِ: مَا نَبَتَ عَلَى الذَّقَن وَتَحْتِهِ سِفْلًا، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَا فَضَل مِنَ اللِّحْيَةِ بَعْدَ العارِضَين مِنْ بَاطِنِهِمَا، وَيُقَالُ لِمَا ظَهَرَ مِنْهَا السَّبَلة، وَقَدْ يُجْمَعُ بَيْنَ السبَلة والعُثْنون فَيُقَالُ لَهُمَا عُثْنُونٌ وسَبَلة، وَقِيلَ: اللِّحْيَةُ كُلُّهَا، وَقِيلَ: عُثْنون اللِّحْيَةِ طُولها وَمَا تَحْتَهَا مِنْ شَعْرِهَا، عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُعْجِبُنِي، وَقِيلَ: عُثْنون اللِّحْيَةِ طَرَفُهَا. وَرَجُلٌ مُعَثَّنٌ: ضَخْمُ العُثْنون. وَفِي الْحَدِيثِ:

وَفِّروا العَثانِين

، هِيَ جَمْعُ عُثْنون، وَهُوَ اللِّحْيَةُ. والعُثْنون: شُعَيرات عِنْدَ مَذْبَحِ الْبَعِيرِ والتَّيْسِ، وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ ذُو عَثانِينَ عَلَى قَوْلِهِ:«3» قَالَ العواذِلُ: مَا لِجَهْلِكَ بعدَ ما شابَ المَفارِقُ، واكْتَسَينَ قَتِيرا؟ والعُثْنون: شُعَيرات طِوالٌ تَحْتَ حَنَكِ الْبَعِيرِ. يُقَالُ: بَعِيرٌ ذُو عَثانِينَ، كَمَا قَالُوا لمَفْرِق الرأْس مَفارِق. أَبو زَيْدٍ: العَثانِينَ المَطر بَيْنَ السَّحَابِ والأَرض مِثْلُ السَّبَل، وَاحِدُهَا عُثْنون، وعُثْنون السَّحَابِ: مَا وَقَعَ عَلَى الأَرض منها، قال

(3). 1 قوله" على قوله" أي على حد قوله حيث جمع المفرق الذي هو وسط الرأس كأنه جعل كُلَّ مَوْضِعٍ مِنْهُ مَفْرِقًا فجمعه وكذلك العثنون كأنه جعل كل شعرة منه عثنوناً.

ص: 276

:

بِتْنا نُراقِبُه وباتَ يَلُفُّنا،

عِنْدَ السَّنامِ، مُقَدِّماً عُثْنونا

يَصِفُ سَحَابًا. وعَثانين السَّحَابِ: مَا تَدَلَّى مِنْ هَيْدَبها. وعُثْنون الرِّيح: هَيْدَبُهَا إِذا أَقبلت تَجُرُّ الْغُبَارَ جَرًّا، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وعُثْنُونُ الرِّيحِ وَالْمَطَرِ أَولهما، وعَثانينها أَوائلها، وَمِنْهُ قَوْلُ جِرَانِ الْعَوْدِ:

وبالخَطِّ نَضَّاحُ العَثانين وَاسِعٌ

وَيُقَالُ: عَثَنَتِ المرأَةُ بدُخْنتِها إِذا اسْتَجْمَرَتْ. وعَثَنْتُ الثوبَ بالطِّيب إِذا دَخَّنْتَه عَلَيْهِ حَتَّى عَبِق بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن مُسَيلمة لَمَّا أَراد الإِعْراسَ بسَجاح قَالَ عَثِّنوا لَهَا

أَي بَخِّروا لَهَا البَخُور. والعَثَنُ: الصَّنَمُ الصَّغِيرُ والوَثَنُ الْكَبِيرُ، وَالْجَمَاعَةُ الأَعثانُ والأَوْثانُ. وعَثَّنَ فلانٌ تَعْثيناً أَي خَلَّط وأَثار الْفَسَادَ. وَقَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ البكريَّ يَقُولُ: الْعَرَبُ تدعُو أَلوانَ الصُّوفِ العِهْنَ غَيْرَ بَنِي جَعْفَرٍ فإِنهم يَدْعُونَهُ العِثْنَ، بِالثَّاءِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُدْرِك بْنَ غَزْوان الجعْفريَّ وأَخاه يَقُولَانِ: العِثْنُ ضَرْبٌ مِنَ الخُوصة يَرْعَاهُ الْمَالُ إِذا كَانَ رَطْباً، فإِذا يَبِسَ لَمْ يَنْفَعْ، وَقَالَ مُبْتكِرٌ: هِيَ العِهْنة، وَهِيَ شَجَرَةٌ غَبْرَاءُ ذَاتُ زَهَرٍ أَحمر.

عجن: عَجَنَ الشيءَ يَعْجِنُه عَجْناً، فَهُوَ مَعْجُونٌ وعَجِين، واعْتَجَنه: اعْتَمَدَ عَلَيْهِ بجُمْعه يَغْمِزُه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

يَكْفيك مِنْ سَوْداءَ واعْتِجانِها،

وكَرِّكَ الطَّرْفَ إِلى بَنانِها،

ناتِئةُ الجَبْهةِ فِي مكانِها،

صَلْعاءُ لَوْ يُطْرَحُ فِي مِيزانِها

رِطْلُ حديدٍ، شالَ مِنْ رُجْحانها

. والعاجِنُ مِنَ الرِّجَالِ: المُعْتَمِدُ عَلَى الأَرض بجُمْعه إِذا أَراد النُّهوضَ مِنْ كِبَرٍ أَو بُدْنٍ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ:

رأَتْني كأَشْلاءِ اللِّجامِ، وبَعْلُها

مِنَ المَلْءِ أَبْزَى عاجنٌ مُتَباطِنُ

وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ:

مِنَ الْقَوْمِ أَبْزَى مُنْحَنٍ مُتَباطِنُ

. وعَجَنتِ الناقةُ. وناقةٌ عاجِنٌ: تضْرِبُ بِيَدَيْهَا إِلى الأَرض فِي سَيْرِهَا. ابْنُ الأَعرابي: العُجُنُ أَهل الرَّخاوة مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. يُقَالُ لِلرَّجُلِ عَجِينة وعَجِينٌ، وللمرأَة عَجِينة لَا غَيْرَ، وَهُوَ الضَّعِيفُ فِي بَدَنِهِ وَعَقْلِهِ. والعُجُنُ: جَمْعُ عاجِنٍ، وَهُوَ الَّذِي أَسَنَّ، فإِذا قَامَ عَجَنَ بِيَدَيْهِ. يُقَالُ: خَبَز وعَجَنَ وثَنَّى وثَلَّثَ ووَرَّصَ كُلُّهُ مِنْ نَعْتِ الْكَبِيرِ. وعَجَنَ وأَعْجَنَ إِذا أَسَنَّ فَلَمْ يَقُمْ إِلَّا عاجِناً؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فأَصْبَحْتُ كُنْتيّاً، وهَيَّجْتُ عاجِناً،

وشَرُّ خِصَالِ المرءِ كُنْتٌ وعاجِنُ «4»

. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَعْجِنُ فِي الصَّلَاةِ فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: رأَيت رسولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَعْجِنُ فِي الصَّلَاةِ

أَي يَعْتَمِدُ عَلَى يَدَيْهِ إِذا قَامَ كَمَا يَفْعَلُ الَّذِي يَعْجِنُ العَجينَ. قَالَ اللَّيْثُ: والعَجّانُ الأَحمق، وَكَذَلِكَ العَجِينة. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا ليَعْجِنُ بمِرْفَقَيْه حُمْقاً. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ لِآخَرَ يَا عَجّان إِنك لتَعْجِنُه، فَقُلْتُ لَهُ: مَا يَعْجِنُ وَيْحَكَ فَقَالَ: سَلْحه، فأَجابه الْآخَرُ: أَنا أَعْجِنُه وأَنت تَلْقَمُه، فأَفْحَمه. وأَعْجَنَ إِذا جَاءَ بولدٍ عَجِينةٍ، وَهُوَ الأَحمق. والعَجِينُ: المَجْبُوسُ مِنَ الرجال.

(4). قوله [كنت وعاجن] بتنوين كنت بالأَصل والصحاح في موضعين، ونونها الصاغاني مرة وترك التنوين أَخرى، والبيت روي بروايات مختلفة

ص: 277

وعَاجِنةُ المكانِ: وسَطُه؛ وأَنشد الأَخطل:

بعاجنةِ الرَّحُوبِ فَلَمْ يَسيروا «1»

. وعَجِنَتِ النَّاقَةُ تَعْجَنُ عَجَناً وَهِيَ عَجْناء: كَثُرَ لَحْمُ ضَرْعها وسَمِنَتْ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا صَعِدَ نَحْوَ حَيائها، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ وَالْبَقَرَةُ. والعَجَنُ أَيضاً: عَيْبٌ، وَهُوَ وَرِمَ حَيَاءُ النَّاقَةِ مِنَ الضَّبَعَة، وَقِيلَ: هُوَ وَرَمٌ يُصِيبُهَا فِي حَيائها وَدُبُرُهَا، وَرُبَّمَا اتَّصَلَا، وَقِيلَ: هُوَ وَرَمٌ فِي حَيَائِهَا كالثُّؤْلول، وَهُوَ شَبِيهٌ بالعَفَل يَمْنَعُهَا اللِّقاحَ، عَجِنَتْ عَجَناً، فَهِيَ عَجِنة وعَجْناء، وَقِيلَ: العَجْناء النَّاقَةُ الْكَثِيرَةُ لَحْمِ الضَّرْع مَعَ قِلَّةِ لَبَنِهَا بَيِّنةُ العَجَن. والعَجْناء أَيضاً: الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ. والعَجْناء والمُعْتَجِنةُ: المُنْتَهيةُ فِي السِّمَنِ. والمُتَعَجِّنُ: البعيرُ المُكْتَنِزُ سِمَناً كأَنه لَحَمٌ بِلَا عَظْمٍ. وَبَعِيرٌ عَجِنٌ: مُكْتَنِز سِمَناً. وأَعْجَنَ الرجلُ إِذا رَكِبَ العَجْناء، وَهِيَ السَّمِينَةُ، وَمِنَ الضُّرُوع الأَعْجَنُ. والعَجَنُ: لُحْمَةٌ غَلِيظَةٌ مِثْلُ جُمْع الرَّجُلِ حِيالَ فِرْقَتَي الضَّرَّة، وَهُوَ أَقلها لبَناً وأَحسنها مَرْآةً. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَكُونُ العَجْناء غَزِيرة وَتَكُونُ بَكيئة. والعَجْنُ: مَصْدَرُ عَجَنْتُ العَجينَ. والعجينُ مَعْرُوفٌ. وَقَدْ عَجَنَتِ المرأَةُ، بِالْفَتْحِ، تَعْجِنُ عَجِيناً واعْتَجَنتْ بِمَعْنًى أَي اتَّخَذَتْ عَجِيناً. والعِجَانُ: الاسْتُ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَضِيبُ الْمَمْدُودُ مِنَ الخُصْيَةِ إِلى الدُّبُرِ، وَقِيلَ: هُوَ آخِرُ الذَّكَرِ مَمْدُودٌ فِي الْجِلْدِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الخُصية والفَقْحَة. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن الشيطانَ يأْتي أَحدكم فيَنْقُرُ عِنْدَ عِجانه

؛ العِجان: الدُّبُرُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الْقُبُلِ وَالدُّبُرِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: أَن أَعجميّاً عَارَضَهُ فَقَالَ: اسكتْ يَا ابنَ حَمْرَاءِ العِجان

هُوَ سَبٌّ كَانَ يَجْرِي عَلَى أَلسنة الْعَرَبِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

يَمُدُّ الحَبْلَ مُعْتَمِداً عَلَيْهِ،

كأَنَّ عِجَانَه وتَرٌ جَدِيدُ

. وَالْجَمْعُ أَعْجِنةٌ وعُجُنٌ. وعَجَنه عَجْناً: ضربَ عِجَانه. وعِجانُ المرأَة: الوَتَرَةُ الَّتِي بَيْنَ قُبُلِها وثَعْلَبَتِها. وأَعْجَنَ: وَرِمَ عِجانُه. والعِجان، بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ: العُنق؛ قَالَ شَاعِرُهُمْ يَرْثِي أُمه وأَكلها الذئبُ:

فَلَمْ يبْقَ مِنْهَا غيرُ نِصْفِ عِجانِها،

وشُنْتُرَةٌ مِنْهَا، وإِحدى الذَّوائبِ

. وَقَالَ الشَّاعِرُ:

يَا رُبَّ خَوْدٍ ضَلْعَةِ العِجانِ،

عِجانُها أَطْوَلُ مِنْ سِنانِ

. وأُمُّ عَجِينَةَ: الرَّخَمةُ.

عجهن: الأَزهري: العُجاهِنُ صَدِيقُ الرَّجُلِ المُعْرِس الَّذِي يَجْرِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهله فِي إِعْراسه بالرَّسائل، فإِذا بَنى بِهَا فَلَا عُجاهنَ لَهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

ارْجِعْ إِلى بيتِكَ يَا عُجاهِنُ،

فَقَدْ مَضَى العُرْسُ، وأَنتَ واهِنُ

. والأُنثى بِالْهَاءِ. وتَعَجْهَنَ الرجلُ يَتَعَجْهَنُ تَعَجْهُناً إِذا لزِمَها حَتَّى يُبْنَى عَلَيْهَا. والعُجاهِنة: الماشِطة إِذا لَمْ تُفَارِقِ العَرُوسَ حَتَّى يُبْنَى بِهَا. والعُجاهِنُ، بِالضَّمِّ: الطَّبّاخ. والعُجاهِنُ: الْخَادِمُ، وَالْجَمْعُ العَجاهِنة، بِالْفَتْحِ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:

ويَنْصِبْنَ القُدُورَ مُشَمِّراتٍ،

يُنازِعْنَ العَجاهِنةَ الرِّئينا

. الرِّئين: جمعُ الرِّئة، جَمَعَهَا عَلَى النُّونِ كَقَوْلِهِمْ عِزِينَ

(1). صدره كما في التكملة: وسير غيرهم عنها فساروا

ص: 278

وثُبِينَ وكُرِينَ، والمرأَة عُجاهِنة؛ قَالَ: وَهِيَ صَديقة العَرُوسِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَدْ تعَجْهَنَ الرَّجُلُ لفلانٍ إِذا صَارَ لَهُ عُجاهِناً؛ وَقَالَ تأَبط شَرًّا:

ولكنَّني أَكْرَهْتُ رَهْطاً وأَهْلَه،

وأَرْضاً يكونُ العُوصُ فِيهَا عُجاهِنا

. وَيُرْوَى:

وكَرِّي إِذا أَكْرَهْتُ رَهْطاً وأَهله

. والعُجاهِنُ: الْقُنْفُذُ؛ حَكَاهُ أَبو حَاتِمٍ؛ وأَنشد:

فباتَ يُقاسي ليلَ أَنْقَدَ دَائِبًا،

ويَحْدُرُ بالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ

وَذَلِكَ لأَن الْقُنْفُذَ يَسْرِي لَيْلَهُ كُلَّهُ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الطَّبَّاخ لأَن الطباخ يختلف أَيضاً.

عدن: عَدَنَ فُلَانٌ بِالْمَكَانِ يَعْدِنُ ويَعْدُنُ عَدْناً وعُدُوناً: أَقام. وعَدَنْتُ البلدَ: تَوَطَّنْتُه. ومرْكَزُ كُلِّ شَيْءٍ مَعْدِنُه، وجنّاتُ عَدْنٍ مِنْهُ أَي جَنَّاتُ إِقامة لِمَكَانِ الخُلْد، وجناتُ عَدْنٍ بُطْنانُها، وبُطْنانها وسَطُها. وبُطْنانُ الأَودية: المواضعُ الَّتِي يَسْتَرْيضُ فِيهَا ماءُ السَّيْلِ فيَكْرُمُ نباتُها، وَاحِدُهَا بَطْنٌ. وَاسْمُ عَدْنان مُشْتَقٌّ مِنَ العَدْنِ، وَهُوَ أَن تَلْزَمَ الإِبلُ المكانَ فتأْلَفَه وَلَا تَبْرَحَه. تَقُولُ: تَرَكْتُ إِبل بَنِي فُلَانٍ عَوادِنَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا؛ قَالَ: وَمِنْهُ المَعْدِن، بِكَسْرِ الدَّالِ، وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي يَثْبُتُ فِيهِ النَّاسُ لأَن أَهله يُقِيمُونَ فِيهِ وَلَا يتحوَّلون عَنْهُ شِتَاءً وَلَا صَيْفًا، ومَعْدِنُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، ومَعْدِنُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ سُمِّيَ مَعْدِناً لإِنْبات اللَّهِ فِيهِ جَوْهَرَهُمَا وإِثباته إِياه فِي الأَرض حَتَّى عَدَنَ أَي ثَبَتَ فِيهَا. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَعْدِنُ مَكَانُ كُلِّ شَيْءٍ يَكُونُ فِيهِ أَصله ومَبْدَؤه نَحْوُ مَعْدِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ والأَشياء. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَعَنْ معادِنِ الْعَرَبِ تسأَلوني؟ قَالُوا: نَعَمْ

، أَي أُصولها الَّتِي يُنْسَبُونَ إِليها وَيَتَفَاخَرُونَ بِهَا. وَفُلَانٌ مَعْدِنٌ لِلْخَيْرِ وَالْكَرْمِ إِذا جُبِل عَلَيْهِمَا، عَلَى المَثَل؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِ المُخَبَّل:

خَوَامِسُ تَنْشقُّ العَصا عَنْ رُؤوسها،

كَمَا صَدَعَ الصَّخْرَ الثِّقالَ المُعَدِّنُ

قَالَ: المُعَدِّنُ الَّذِي يُخْرِجُ مِنَ المَعْدنِ الصخرَ ثُمَّ يَكْسِرُها يَبْتَغِي فِيهَا الذَّهَبَ. وَفِي حَدِيثِ

بِلَالِ بْنِ الحرث: أَنه أَقطعه مَعادِن القَبَلِيَّةِ

؛ المَعادِنُ: الْمَوَاضِعُ الَّتِي يُسْتَخْرَجُ مِنْهَا جَوَاهِرُ الأَرض. والعَدَانُ: مَوْضِعُ العُدُونِ. وعَدَنَتِ الإِبل بِمَكَانِ كَذَا تَعْدِنُ وتَعْدُنُ عَدْناً وعُدُوناً: أَقامت فِي المَرْعَى، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الإِقامة فِي الحَمْضِ، وَقِيلَ: صَلَحَتْ واسْتَمْرأَت المكانَ ونَمَتْ عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَلَا تَعْدِنُ إِلا فِي الحَمْضِ، وَقِيلَ: يَكُونُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ نَاقَةٌ عادِنٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ. والعَدَنُ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً عَدَنُ أَبْيَنَ، نُسِبَ إِلى أَبْيَنَ رجلٍ مِنْ حِمْير لأَنه عَدَنَ بِهِ أَي أَقام؛ قَالَ الأَزهري: وَهِيَ بَلَدٌ عَلَى سِيف الْبَحْرِ فِي أَقصى بِلَادِ الْيَمَنِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ

ذِكْرُ عَدَنِ أَبْيَنَ

؛ هِيَ مَدِينَةٌ مَعْرُوفَةٌ بِالْيَمَنِ أُضيفت إِلى أَبْيَنَ بِوَزْنِ أَبيض، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ. أَبو عُبَيْدٍ: العِدَّانُ الزَّمَانُ؛ وأَنشد بَيْتَ الْفَرَزْدَقِ يُخَاطِبُ مِسْكيناً الدَّارِمِيَّ لَمَّا رَثَى زِيَادًا:

أَتَبْكي عَلَى عِلْجٍ، بِمَيْسانَ، كافِرٍ

ككِسْرَى عَلَى عِدّانِه، أَو كَقَيْصَرا؟

وَفِيهِ يَقُولُ هَذَا الْبَيْتَ:

أَقولُ لَهُ لما أَتاني نَعِيُّه:

بِهِ لَا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرا.

ص: 279

وَقَالَ أَبو عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ:

وَلَا عَلَى عِدّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ

أَي عَلَى زَمَانِهِ وإِبَّانِه. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ أَعرابياً مِنْ بَنِي سَعْدٍ بالأَحْساءِ يَقُولُ: كَانَ أَمْرُ كَذَا وَكَذَا عَلَى عِدَّانِ ابن بُور؛ وابنُ بُور كَانَ وَالِيًا بالبَحْرَيْن قَبْلَ اسْتِيلَاءِ القَرامِطَة عَلَيْهَا، يُرِيدُ كَانَ ذَلِكَ أَيام وِلَايَتِهِ عَلَيْهَا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كَانَ ذَلِكَ عَلَى عِدَّانِ فِرْعَوْنَ، قَالَ الأَزهري: مَنْ جَعَلَ عِدَّانَ فِعْلاناً فَهُوَ مِنَ العَدِّ والعِدَادِ، وَمَنْ جَعَلَهُ فِعلالًا فَهُوَ مِنْ عَدَنَ، قَالَ: والأَقرب عِنْدِي أَنه مِنَ العَدِّ لأَنه جُعِلَ بِمَعْنَى الْوَقْتِ. والعَدَان، بِفَتْحِ الْعَيْنِ: سَبْعُ سِنِينَ، يُقَالُ: مَكَثْنا فِي غَلاء السِّعْرِ عَدَانَيْنِ، وَهُمَا أَربع عَشْرَةَ سَنَةً، الْوَاحِدُ عَدَانٌ، وَهُوَ سَبْعُ سِنِينَ. والعَدَانُ: موضعُ كُلِّ ساحلٍ، وَقِيلَ: عَدَان الْبَحْرِ، بِالْفَتْحِ، سَاحِلُهُ؛ قَالَ يَزيدُ بنُ الصَّعِقِ:

جَلَبْنَ الخيلَ مِنْ تَثْلِيثَ، حَتَّى

وَرَدْنَ عَلَى أُوَارةَ فالعَدَانِ

. والعدانُ: أَرض بِعَيْنِهَا مِنْ ذَلِكَ؛ وأَما قَوْلُ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَامِرِيِّ:

وَلَقَدْ يَعْلَمُ صَحْبي كُلُّهُمْ،

بعَدَانِ السِّيفِ صَبْرِي ونَقَلْ

. فإِن شَمِرًا رَوَاهُ: بعَدَانِ السِّيفِ، وَقَالَ: عَدَانُ مَوْضِعٌ عَلَى سِيفِ الْبَحْرِ، وَرَوَاهُ أَبو الْهَيْثَمِ: بعِدان السِّيفِ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، قَالَ: وَيُرْوَى بعَدَاني السِّيفِ، وَقَالَ: أَراد جَمْعَ العَدِينَة، فَقَلَبَ الأَصل بعَدَائِن السِّيفِ فأَخَّرَ الْيَاءَ وَقَالَ: عَداني، وَقِيلَ: أَراد عَدَنَ فَزَادَ فِيهِ الأَلف لِلضَّرُورَةِ، وَيُقَالُ: هُوَ مَوْضِعٌ آخَرُ: ابْنُ الأَعرابي: عَدَانُ النَّهَرِ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، ضَفَّتُه، وَكَذَلِكَ. عَبْرَتُه [عِبْرَتُه] ومَعْبَرُه وبِرْغِيلُه. وعَدَنَ الأَرضَ يَعْدِنُها عَدْناً وعَدَّنَها: زبَّلَها. والمِعْدَنُ: الصاقُورُ. والعَدِينَة: الزِّيَادَةُ الَّتِي تُزادُ فِي الغَرْبِ، وَجَمْعُ العَدِينَة عدَائن. يُقَالُ: غَرْبٌ مُعَدَّنٌ إِذا قُطِعَ أَسفله ثُمَّ خُرِزَ بِرُقْعَةٍ؛ وَقَالَ:

والغَرْبَ ذَا العَدِينَة المُوَعَّبا

. المُوَعَّبُ: المُوَسَّعُ الموَفَّر. أَبو عَمْرٍو: العَدِينُ عُرًى مُنَقَّشَة تَكُونُ فِي أَطراف عُرَى المَزادة، وَقِيلَ: رُقْعَة مُنَقَّشَة تَكُونُ فِي عُرْوة الْمَزَادَةِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الغَرْب يُعَدَّنُ إِذا صَغُر الأَديم وأَرادوا تَوْفِيرَه زَادُوا لَهُ عَدِينَةً أَي زَادُوا لَهُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ رُقْعَة. والخُفُّ يُعَدَّنُ: يُزَادُ فِي مُؤَخَّرِ السَّاقِ مِنْهُ زِيَادَةً حَتَّى يَتَّسِعَ، قَالَ: وَكُلُّ رُقْعة تُزاد فِي الْغَرْبِ فَهِيَ عَدِينَة، وَهِيَ كالبَنِيقَةِ فِي الْقَمِيصِ. وَيُقَالُ: عَدَّنَ بِهِ الأَرض وعَدَّنه ضَرَبَهَا بِهِ. يُقَالُ: عَدَّنْتُ بِهِ الأَرضَ ووَجَنْتُ بِهِ الأَرضَ ومَرَّنْتُ بِهِ الأَرضَ إِذا ضَرَبت بِهِ الأَرض. وعَدَّنَ الشاربُ إِذا امتلأَ، مِثْلُ أَوَّنَ وعَدَّلَ. والعَيْدانُ: النَّخْلُ الطِّوال؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ لِابْنِ مُقْبل قَالَ:

يَهْزُزْنَ للمَشْيِ أَوْصالًا مُنَعَّمَةً،

هَزَّ الجَنُوبِ، ضُحًى، عَيْدانَ يَبْرِينَا

. قَالَ أَبو عَمْرٍو: العَدَانَة الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، وَجَمْعُهُ عَدانات؛ وأَنشد:

بَنِي مالكٍ لَدَّ الحُضَيْنُ، ورَاءكُمْ،

رِجالًا عَدَاناتٍ وخَيْلًا أَكاسِما

. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رِجَالٌ عَدَاناتٌ مُقيمون، وَقَالَ: رَوْضَةٌ أُكْسُومٌ إِذا كَانَتْ مُلْتَفَّةً بِكَثْرَةِ النَّبَاتِ.

ص: 280

والعَدَان: قَبِيلَةٌ مِنْ أَسد؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

بَكِّي عَلَى قَتْلى العَدانِ، فإِنهم

طالتْ إِقامَتُهم ببَطْنِ بَرَامِ [بِرَامِ]«1»

. والعَدَانات: الفِرَق مِنَ النَّاسِ. وعَدْنانُ بْنُ أُدٍّ: أَبو مَعَدٍّ. وعَدَانُ وعُدَيْنَة: من أَسماء النساء.

عدشن: العَيْدَشُونُ: دُوَيْبَّة.

عذن: العَذَّانَة: الاسْتُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: كَذَبَتْ عَذَّانَتُه وكَدَّانَتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ابْنُ الأَعرابي: أَعْذَنَ الرَّجُلُ إِذا آذَى إِنساناً بالمخالفة.

عرن: العَرَنُ والعُرْنَةُ: دَاءٌ يأْخُذُ الدَّابَّةَ فِي أُخُرِ رِجْلِهَا كالسَّحَج فِي الْجِلْدِ يُذْهِبُ الشَّعر، وَقِيلَ: هُوَ تَشَقُّق يُصِيبُ الخَيْل فِي أَيديها وأَرجلها، وَقِيلَ: هُوَ جُسُوء يَحْدُثُ فِي رُسْغِ رِجْلِ الْفَرَسِ وَالدَّابَّةِ وَمَوْضِعِ ثُنَّتِها مِنْ أُخُرٍ لِلشَّيْءِ يُصِيبُهُ فِيهِ مِنَ الشُّقاقِ أَو المَشَقَّة مِنْ أَن يَرْمَحَ جَبَلًا أَو حَجَرًا، وَقَدْ عَرِنَتْ تَعْرَنُ عَرَناً، فَهِيَ عَرِنة وعَرُونٌ، وَهُوَ عَرِنٌ؛ وعَرِنَتْ رجلُ الدَّابَّةِ، بِالْكَسْرِ، والعَرَنُ أَيضاً: شَبِيهٌ بالبَثْرِ يَخْرُجُ بالفِصال فِي أَعناقها تَحْتكُّ مِنْهُ، وَقِيلَ: قَرْحٌ يَخْرُجُ فِي قَوَائِمِهَا وأَعناقها، وَهُوَ غَيْرُ عَرَنِ الدَّوَابِّ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ. وأَعْرَنَ الرجلُ إِذا تشَقَّقتْ سيقانُ فُصْلانه، وأَعْرَنَ إِذا وقَعَتِ الحِكَّة فِي إِبله؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ قَرْحٌ يأْخذه فِي عُنُقِهِ فَيَحْتَكُّ مِنْهُ وَرُبَّمَا بَرَكَ إِلى أَصل شَجَرَةٍ واحْتَكَّ بِهَا، قَالَ: وَدَوَاؤُهُ أَن يُحْرَقَ عَلَيْهِ الشحمُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:

يَحُكُّ ذِفْراهُ لأَصحابِ الضَّفَنْ،

تَحَكُّكَ الأَجرَبِ يأْذَى بالعَرَنْ

والعَرَنُ: أَثرُ المَرَقة فِي يَدِ الْآكِلِ؛ عَنِ الهَجريِّ. والعِرَانُ: خَشَبَةٌ تُجْعَلُ فِي وَتَرةِ أَنف الْبَعِيرِ وَهُوَ مَا بَيْنَ المَنْخِرَين، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ للبَخاتيِّ، وَالْجَمْعُ أَعْرِنة. وعَرَنَه يَعْرُنُه ويَعْرِنُه عَرْناً: وَضَعَ فِي أَنفه العِرَانَ، فَهُوَ مَعْرُونٌ. وعُرِنَ عَرْناً: شَكَا أَنفه مِنَ العِرَان. الأَصمعي: الخِشاشُ مَا يَكُونُ مِنْ عُود أَو غَيْرِهِ يُجْعَلُ فِي عَظْمِ أَنف الْبَعِيرِ، والعِرانُ مَا كَانَ فِي اللَّحْمِ فَوْقَ الأَنف؛ قَالَ الأَزهري: وأَصل هَذَا مِنَ العَرَنِ والعَرِين، وَهُوَ اللَّحْمُ. والعِرانُ: المِسْمارُ الَّذِي يَضُمُّ بَيْنَ السِّنانِ والقَناة؛ عَنِ الهَجريِّ. والعَرِينُ: اللَّحْمُ؛ قَالَتْ غادِيَةُ الدُّبيريَّةُ:

مُوَشَّمةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِينُها

. وَهَذَا الْعَجُزُ أَورده ابْنُ سِيدَة والأَزهري مَنْسُوبًا لغاديةَ الدُّبيرية كَمَا ذَكَرْنَاهُ، وأَورده الْجَوْهَرِيُّ مُهْمَلًا لَمْ يَنْسُبْهُ إِلى أَحد، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لمُدْرِكِ بْنِ حِصْنٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ وَجُمْلَةُ الْبَيْتِ:

رَغا صاحِبي، عندَ البُكاءِ، كَمَا رَغَتْ

مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرِينُها

. قَالَ: وأَنشده أَبو عُبَيْدَةَ فِي نَوَادِرِ الأَسماء؛ وأَنشد بَعْدَهُ:

مِنَ المُلْحِ لَا يُدْرَى أَرجْلُ شِمالِها،

بِهَا الظَّلْعُ لَمَّا هَرْوَلتْ، أَم يمينُها

. وَفِي شِعْرِهِ: مُوَشَّمَةُ الْجَنْبَيْنِ؛ وأَراد بالمُوشَّمة الصَّبْغَ، والأَمْلَحُ: بَيْنَ الأَبيض والأَسود، والتَّوشُّمُ: بياضٌ وَسَوَادٌ يَكُونُ فِيهِ كَهَيْئَةِ الوَشْمِ فِي يَدِ المرأَة، والرَّخْصُ: الرَّطْبُ النَّاعِمُ، وَقِيلَ: العَرِينُ اللَّحْمُ

(1). قوله [قال الشاعر بكي إِلخ] عبارة ياقوت: عدان السيف، بالفتح، ضفته؛ قال الشاعر: بكي إِلخ. وبعده:

كانوا على الأَعداء نار محرّق

ولقومهم حرماً من الأَحرام

لا تهلكي جزعاً فإني واثق

برماحنا وعواقب الأَيام

ص: 281

المَطْبُوخ. ابْنُ الأَعرابي: أَعْرَنَ إِذا دَامَ عَلَى أَكل العَرَنِ، قَالَ: وَهُوَ اللَّحْمُ الْمَطْبُوخُ. والعَرِينُ والعَرِينَةُ: مأْوى الأَسد الَّذِي يأْلفه. يُقَالُ: ليثُ عرينَةٍ وليْثُ غابةٍ، وأَصلُ العَرين جَمَاعَةُ الشَّجر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العَرينة مأْوى الأَسد وَالضَّبْعِ وَالذِّئْبِ وَالْحَيَّةِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ رَحْلًا:

أَحَمَّ سَراةِ أَعْلى اللَّوْنِ مِنْهُ،

كلَوْنِ سَرَاةِ ثُعْبانِ العَرينِ

. وَقِيلَ: العَرينُ الأَجَمةُ هَاهُنَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ومُسَرْبلٍ حَلَقَ الحديدِ مُدَجِّجٍ،

كاللَّيْثِ بَيْنَ عَرينَةِ الأَشْبالِ

. هَكَذَا أَنشده أَبو حَنِيفَةَ: مُدَجِّجٍ، بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ عُرُنٌ. والعَرينُ: هَشيمُ العِضاهِ. والعرينُ: جَمَاعَةُ الشَّجر والشَّوْكِ والعِضاهِ، كَانَ فِيهِ أَسد أَو لَمْ يَكُنْ. والعَرينُ والعِرَانُ: الشَّجر المُنْقاد المُسْتطيل. والعَرين: الفِناء. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن بَعْضَ الخُلفاء دُفِنَ بعَرينِ مَكَّةَ

أَي بِفِنَائِهَا، وَكَانَ دُفِنَ عِنْدَ بِئْرِ مَيْمُون. والعَرينُ فِي الأَصل: مأْوى الأَسد، شُبِّهَتْ بِهِ لِعِزِّهَا ومَنَعتِها، زَادَهَا اللَّهُ عِزًّا ومَنَعةً. والعَرينُ: صياحُ الْفَاخِتَةِ؛ أَنشد الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عزهل:

إِذا سَعْدانةُ السَعفاتِ ناحَتْ

عَزَاهِلُها، سَمِعْتَ لَهَا عَرِينا

. العَرينُ: الصوتُ. والعِرَانُ: القِتالُ. والعِرانُ: الدَّارُ الْبَعِيدَةُ. والعِرانُ: البُعْدُ وبُعْدُ الدَّارِ. يُقَالُ: دَارُهُمْ عارِنَة أَي بَعِيدَةٌ. وعَرَنَتِ الدارُ عِراناً: بَعُدَتْ وَذَهَبَتْ جِهَةً لَا يُرِيدُهَا مَنْ يُحِبُّهُ. ودِيارٌ عِرَانٌ: بَعِيدَةٌ، وُصِفَتْ بِالْمَصْدَرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَتْ عِنْدِي بِجَمْعٍ كَمَا ذَهَبَ إِليه أَهل اللُّغَةِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَلا أَيُّها القلْبُ الَّذِي بَرَّحَتْ بِهِ

منازِلُ مَيٍّ، والعِرانُ الشَّواسِعُ

. وَقِيلَ: العِرَان فِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ هَذَا الطُّرُقُ لَا وَاحِدَ لَهَا. وَرَجُلٌ عِرْنةٌ: شَدِيدٌ لَا يُطَاقُ، وَقِيلَ: هُوَ الصِّرِّيعُ. الْفَرَّاءُ: إِذا كَانَ الرَّجُلُ صِرِّيعاً خَبِيثًا قِيلَ: هُوَ عِرْنةٌ لَا يُطاق؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ ضَعْفَه:

ولسْتُ بِعِرْنةٍ عَرِكٍ، سِلَاحِي

عَصاً مَثْقُوفَةٌ تَقِصُ الحِمارَا

. يَقُولُ: لَسْتُ بقَوِيٍّ، ثُمَّ ابتدأَ فَقَالَ: سِلَاحِي عَصًا أَسوق بِهَا حِمَارِي وَلَسْتُ بمُقْرِنٍ لقِرْني. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي العِرْنةِ الصِّرِّيعِ، قَالَ: هُوَ مِمَّا يُمْدَحُ بِهِ، وَقَدْ تَكُونُ العِرْنةُ مِمَّا يُذَم بِهِ، وَهُوَ الْجَافِي الكَزّ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبانيّ: هُوَ الَّذِي يَخْدُمُ البيوتَ. ورُمْحٌ مُعَرَّنٌ: مُسَمَّرُ السِّنانِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: رُمْحٌ مُعَرَّنٌ إِذا سُمِّر سِنانُه بالعِرانِ، وَهُوَ المِسمارُ. والعَرَنُ: الغَمَرُ. والعَرَنُ: رَائِحَةُ لَحْمٍ لَهُ غَمَرٌ؛ حَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَجِدُ رَائِحَةَ عَرَنِ يَدَيْكَ أَي غَمَرَهما، وَهُوَ العَرَمُ أَيضاً. والعَرَنَ والعِرْنُ: رِيحُ الطَّبِيخِ؛ الأُولى عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ عَرِنٌ: يلزَم الياسِرَ حَتَّى يَطْعَمَ مِنَ الجَزُورِ. وعِرْنَينُ كُلِّ شَيْءٍ: أَوَّله. وعِرْنينُ الأَنف: تَحْتَ مُجْتَمَع الْحَاجِبَيْنِ، وَهُوَ أَول الأَنف حَيْثُ يَكُونُ فِيهِ الشَّمَمُ. يُقَالُ: هُمْ شُمُّ العَرانينِ، والعِرْنينُ الأَنف كُلُّهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا صَلُبَ مِنْ عَظْمِه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

تَثْني النِّقابَ عَلَى عِرْنِينِ أَرْنَبةٍ

شَمّاءَ، مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثُومُ

ص: 282

وَفِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم: أَقْنى العِرْنينِ

أَي الأَنف، وَقِيلَ: رأْس الأَنف. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام: مِنْ عَرانين أُنوفها

؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ:

شُمُّ العَرانينِ أَبْطالٌ لَبُوسُهُمُ

وَاسْتَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ لِلدَّهْرِ فَقَالَ:

وأَصبَحَ الدهرُ ذُو العِرْنين قَدْ جُدِعا

. وَجَمْعُهُ عَرانينُ. وعَرانِينُ النَّاسِ: وُجوهُهم. وعَرانِينُ الْقَوْمِ: سَادَتُهُمْ وأَشرافُهم عَلَى المَثل؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَذْكُرُ جَيْشًا:

تَهْدي قُداماهُ عَرانِينُ مُضَرْ

. والعُرانية: مَدُّ السَّيْلِ: قَالَ عَديُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ:

كانتْ رياحٌ، وماءٌ ذُو عُرانيةٍ،

وظُلْمةٌ لَمْ تَدَعْ فَتْقاً وَلَا خَلَلا

وَمَاءٌ ذُو عُرانية إِذا كَثُرَ وَارْتَفَعَ عُبابُه. والعُرانية، بِالضَّمِّ: مَا يرْتفع فِي أَعالي الْمَاءِ مِنْ غَوارِب المَوْج. وعَرانينُ السَّحَابِ: أَوائلُ مَطَرِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ يَصِفُ غَيْثًا:

كأَنَّ ثَبِيراً فِي عَرانِينَ وَدْقِه،

مِنَ السَّيل والغُثَّاءِ، فلكةُ مِغْزل «2»

. والعِرْنةُ: عُروق العَرَتُنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: عُروق العَرَنْتُنِ. والعِرْنة: شجرُ الظِّمْخِ يَجِيءُ أَديمه أَحمر. وسِقاءٌ معْرون ومُعَرَّنٌ: دُبِغَ بالعِرْنة، وَهُوَ خَشَبُ الظِّمخ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ شَجَرٌ يُشْبِهُ الْعَوْسَجَ إِلا أَنه أَضخم مِنْهُ، وَهُوَ أَثِيثُ الفَرْعِ وَلَيْسَ لَهُ سُوقٌ طِوالٌ، يُدَقُّ ثُمَّ يُطبَخ فَيَجِيءُ أَديمه أَحمر. وَقَالَ شَمِرٌ: العَرَتُنُ، بِضَمِّ التَّاءِ، شَجَرٌ، وَاحِدَتُهَا عَرَتُنة. وَيُقَالُ: أَديم مُعَرْتَنٌ. قَالَ الأَزهري: الظِّمْخُ وَاحِدَتُهَا ظِمْخةٌ، وَهُوَ العِرْنُ، وَاحِدَتُهَا عِرْنة، شَجَرَةٌ عَلَى صُورَةِ الدُّلْب تُقْطع مِنْهُ خُشُب القصَّارين الَّتِي تُدْفن، وَيُقَالُ لِبَائِعِهَا: عَرَّانٌ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ: العِرْنة الْخَشَبَةُ الْمَدْفُونَةُ فِي الأَرض الَّتِي يَدُقُّ عَلَيْهَا الْقَصَّارُ، وأَما الَّتِي يَدُقُّ بِهَا فَاسْمُهَا المِئجَنة والكِدْنُ. وعُرَيْنة وعَرينٌ: حَيَّانِ. قَالَ الأَزهري: عُرَينة حيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. وعَرين: حَيٌّ مِنْ تَمِيمٍ؛ وَلَهُمْ يَقُولُ جَرِيرٌ:

عَرِينٌ مِنْ عُرَيْنةَ لَيْسَ مِنَّا،

بَرِئْتُ إِلى عُرَيْنَةَ مِنْ عَرينِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عَرينُ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنُ يَرْبوع بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: وَقَالَ القَزّاز عَرين فِي بَيْتِ جَرِيرٍ هَذَا اسْمُ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ. وَقَالَ الأَخفش: عَرينٌ فِي الْبَيْتِ هُوَ ثَعْلَبَةُ بْنُ يَرْبُوعٍ، ومَعْرونٌ اسْمٌ، وَكَذَلِكَ عُرَّان. وَبَنُو عَرين: بَطْنٌ مِنْ تَمِيمٍ. وعُرَينة، مُصَغَّرٌ: بَطْنٌ مِنْ بَجيلة. وعُرونة وعُرَنة: مَوْضِعَانِ. وعُرَنات: مَوْضِعٌ دُونَ عَرَفَاتٍ إِلى أَنصاب الحرَم؛ قَالَ لَبِيدٌ:

والفِيلُ يومَ عُرَناتٍ كَعْكَعا،

إِذ أَزْمَعَ العُجْمُ بِهِ مَا أَزْمَعا

. وعِرْنانُ: غَائِطٌ وَاسِعٌ مُنْخَفِضٌ مِنَ الأَرض؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

كأَني ورَحْلي فوقَ أَحْقَبَ قارحٍ

بشُرْبةَ، أَوْ طاوٍ بعِرْنان مُوجِسِ.

وعِرانُ البَكْرة: عُودها ويُشَدُّ فِيهِ الخُطَّافُ. ورَهْطٌ مِنَ العُرَنِيِّين، مِثَالُ الجُهَنِيِّين: ارْتَدُّوا فَقَتَلَهُمُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم. وعِرْنانُ: اسْمُ جَبَلٍ بالجَناب دُونَ وَادِي القُرى إِلى فَيْدٍ. وعِرْنان:

(2). ويروى: وبله بدل ودقه والمعنى واحد

ص: 283

اسْمُ وَادٍ مَعْرُوفٍ. وبطْنُ عُرَنة: وَادٍ بِحِذَاءِ عَرَفَاتٍ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ:

وارْتفعُوا عَنْ بطنِ عُرَنة

؛ هُوَ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، مَوْضِعٌ عِنْدَ الْمَوْقِفِ بِعَرَفَاتٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

اقْتُلوا مِنَ الْكِلَابِ كلَّ أَسوَدَ بَهِيمٍ ذِي عُرْنَتين

؛ العُرْنَتان: النُّكْتتان اللَّتَانِ تُكُونَانِ فَوْقَ عَيْنِ الكلب.

عربن: العُرْبُون والعَرَبُونُ والعُرْبانُ: الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَامَّةُ الأَرَبُون، تَقُولُ مِنْهُ: عَرْبَنْتُه إِذا أَعطيته ذَلِكَ. وَيُقَالُ: رمَى فلانٌ بالعَرَبُون إِذا سَلَح.

عرتن: العَرَنْتُنُ والعَرَنْتَنُ والعَرَنْتِنُ والعَرَتُنُ والعَرَتَنُ مَحْذُوفَانِ مِنَ العَرَنْتُنِ والعَرَنْتَنِ والعَرْتَنُ والعَرَتْنُ، كُلُّ ذَلِكَ: شَجَرٌ يُدبغ بِعُرُوقِهِ، وَالْوَاحِدَةُ عَرْتُنةٌ. والعِرْنةُ عُروق العرَتَن، وَهُوَ شَجَرٌ خشِنٌ يُشْبِهُ العوْسج إِلا أَنه أَضخم، وَهُوَ أَثِيثُ الفرْع، وَلَيْسَ لَهُ سُوقٌ طِوالٌ، يُدَقُّ ثُمَّ يُطبخ فَيَجِيءُ أَديمه أَحمر. وعَرْتَنَ الأَديمَ: دَبغه بالعَرَتُن. وأَديم مُعرْتَن: مَدْبُوغٌ بالعَرْتَن. وعُرَيْتِناتٌ: مَوْضِعٌ، وَقَدْ ذكِر صرْفه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي تَرْجَمَةِ عَثْلَطَ: جَاءَ فَعَلُلٌ مثالٌ واحدٌ عَرَتُنٌ مَحْذُوفٌ مِنْ عَرَنْتُنٍ؛ قَالَ الْخَلِيلُ: أَصله عَرَنْتُنٌ مِثْلُ قَرَنْفُل، حُذِفَتْ مِنْهُ النُّونُ وتُرِكَ عَلَى صُورَتِهِ. وَيُقَالُ: عَرْتَنٌ مثل عَرْفج.

عرجن: أَبو عَمْرٍو: العُرْهونُ والعُرْجُونُ والعُرْجُد كلُّه الإِهانُ، والعُرْجُون العِذْقُ عامَّة، وَقِيلَ: هُوَ العِذْقُ إِذا يَبس واعْوجَّ، وَقِيلَ: هُوَ أَصل العِذْق الَّذِي يعْوَجُّ وتُقْطع مِنْهُ الشَّمَارِيخُ فَيُبْقَى عَلَى النَّخْلِ يَابِسًا، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ عُود الكِباسة. قَالَ الأَزهري: الْعُرْجُونُ أَصْفرُ عَرِيضٌ شَبَّهَ اللَّهُ بِهِ الهلالَ لَمَّا عَادَ دَقِيقًا فَقَالَ سبحانه وتعالى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ

؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فِي دِقَّتِه واعْوِجاجِه؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ:

فِي خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ

يَشْهَدُ بِكَوْنِ نُونِ عُرْجون أَصلًا، وإِن كَانَ فِيهِ مَعْنَى الِانْعِرَاجِ، فَقَدْ كَانَ الْقِيَاسُ عَلَى هَذَا أَن تَكُونَ نُونُ عُرْجون زَائِدَةً كَزِيَادَتِهَا فِي زَيتون، غَيْرَ أَن بَيْتَ رُؤْبَةَ هَذَا مَنَعَ ذَلِكَ وأَعلم أَنه أَصل رُباعي قَرِيبٌ مِنْ لَفْظِ الثُّلَاثِيِّ كسِبَطْرٍ مِنْ سَبِطٍ ودِمَثْرٍ مِنْ دَمِثٍ، أَلا تَرَى أَنه لَيْسَ فِي الأَفعال فَعْلَنَ، وإِنما هُوَ فِي الأَسماء نَحْوَ عَلْجَنٍ وخَلْبَنٍ؟ وعَرْجَنه بِالْعَصَا: ضَرَبَهُ. وعَرْجَنه: ضَرَبَهُ بالعُرْجون. والعُرْجون: نَبْتٌ أَبيض. والعُرْجون أَيضاً: ضَرْبٌ مِنَ الكمأَة قدْرُ شِبْرٍ أَو دُوَينُ ذَلِكَ، وَهُوَ طيِّبٌ مَا دَامَ غَضّاً، وَجَمْعُهُ العَراجِينُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العُرْجون كالفُطر يَيْبَس وَهُوَ مُسْتَدِيرٌ؛ قَالَ:

لتَشْبَعَنَّ العامَ، إِن شيءٌ شَبِعْ

مِنَ العَراجِين، وَمِنْ فَسْو الضَّبُعْ

. الأَزهري: العَراهِين والعَراجينُ وَاحِدُهَا عُرْهون وعُرْجون، وَهِيَ العَقائلُ، وَهِيَ الكمأَة الَّتِي يُقَالُ لَهَا الفُطْرُ. الأَزهري: العَرْجَنةُ تَصْوِيرُ عَراجِين النَّخْلِ. وعَرْجَنَ الثوبَ: صَوَّر فِيهِ صُوَرَ العَراجين؛ وأَنشد بَيْتَ رُؤْبَةَ:

فِي خِدْرِ مَيَّاسِ الدُّمَى مُعَرْجَنِ

أَي مُصوَّرٍ فِيهِ صُوَرُ النخل والدُّمى.

عرضن: الأَزهري فِي رُبَاعِيِّ الْعَيْنِ: اللَّيْثُ العِرَضْنة والعِرَضْنى عَدْوٌ فِي اشْتِقَاقٍ؛ وأَنشد:

تَعْدُو العِرَضْنى خَيْلُهم حَراجِلا

. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: العِرَضْنى فِي اعْتِرَاضٍ ونَشاط، وحَراجِلَ وعَرَاجِلَ: جماعاتٍ. أَبو عُبَيْدٍ: العِرَضْنةُ

ص: 284

الاعتراضُ فِي السَّيْرِ مِنَ النَّشاطِ، وَلَا يُقَالُ نَاقَةٌ عِرَضْنة. وامرأَة عِرَضْنة: ضَخْمَةٌ قَدْ ذَهَبَتْ عَرْضاً مِنْ سِمَنِها.

عرهن: العُراهِنُ: الضَّخْمُ مِنَ الإِبل. الْفَرَّاءُ: بَعِيرٌ عُراهِنٌ وعُراهِمٌ وجُرَاهِمٌ عَظِيمٌ. أَبو عَمْرٍو: العُرْهُون والعُرْجُون والعُرْجُدُ كُلُّه الإِهانُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: العُرْهُونُ، وَجَمْعُهُ عَراهِينُ، شيءٌ يُشْبِهُ الكمأَةَ فِي الطَّعْم. قال: وعُرْهانُ موضع.

عزن: ابْنُ الأَعرابي: أَعْزَنَ الرجلُ الرجلَ إِذا قَاسَمَ نَصِيبَهُ، فأَخذ هَذَا نَصِيبَهُ، وَهَذَا نَصِيبَهُ؛ قَالَ الأَزهري: وكأَن النُّونَ مُبْدَلَةً مِنَ اللَّامِ فِي هَذَا الْحَرْفِ.

عسن: العَسَنُ: نُجُوعُ العَلَف والرِّعْي فِي الدَّوَابِّ. عَسِنتِ الدابةُ، بِالْكَسْرِ، عَسَناً: نَجَعَ فِيهَا العَلَف والرِّعْيُ، وَكَذَلِكَ الإِبل إِذا نَجَعَ فِيهَا الكلأُ وسَمِنتْ. أَبو عَمْرٍو: أَعْسَنَ إِذا سَمِنَ سِمَناً حَسَنًا. وَدَابَّةٌ عَسِنٌ: شَكُورٌ، وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ عَسِنة وعاسِنةٌ. والعُسُنُ: الشَّحْمُ الْقَدِيمُ مِثْلُ الأُسُنِ؛ قَالَ القُلاخُ:

عُراهِماً خَاظِي البَضِيع ذَا عُسُن

. وَقَالَ قَعْنبُ بْنُ أُمِّ صَاحِبٍ:

عَلَيْهِ مُزْنِيُّ عامٍ قَدْ مَضَى عُسُنُ

. وسَمِنتِ النَّاقَةُ عَلَى عُسْنٍ وعِسْنٍ وعُسُنٍ وأُسُنٍ؛ الأَخيرة عَنْ يَعْقُوبَ حَكَاهَا فِي الْبَدَلِ، أَي عَلَى سِمَنٍ وشَحْمٍ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العُسُنُ أَن يَبْقَى الشحمُ إِلى قَابِلٍ ويَعْتُقَ. والأُسُنُ والعُسُنُ والعُسْنُ: أَثرٌ يَبْقَى مِنْ شَحْمِ النَّاقَةِ وَلَحْمِهَا، وَالْجَمْعُ أَعْسانٌ وآسانٌ، وَكَذَلِكَ بَقِيَّةُ الثَّوْبِ؛ قَالَ العُجَيرُ السَّلوليُّ:

يَا أَخَوَيَّ مِنْ تميمٍ، عَرِّجا

نَسْتَخْبِرِ الرَّبْعَ كأَعْسانِ الخَلَقْ

. ونوقٌ مُعْسِناتٌ: ذَواتُ عُسُنٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

فخُضْتُ إِلى الأَنْقاءِ مِنْهَا، وَقَدْ يَرى

ذَواتُ النَّقايا المُعْسِناتِ مَكانيا

. والعُسُنُ: جَمْعُ أَعْسَنَ وعَسُونٍ، وَهُوَ السَّمِينُ، وَيُقَالُ للشَّحْمةِ عُسْنةٌ، وَجَمْعُهَا عُسَنٌ. والتَّعْسِينُ: قِلَّةُ الشَّحْمِ فِي الشَّاةِ. والتَّعْسِينُ أَيضاً: قِلَّةُ الْمَطَرِ. وكلأٌ مُعَسَّنٌ ومُعَسِّنٌ: الْكَسْرُ عَنْ ثَعْلَبٍ: لَمْ يُصِبْهُ مَطَرٌ، ومكانٌ عاسِنٌ: ضَيِّقٌ؛ قَالَ:

فإنَّ لَكُمْ مآقِطَ عاسِناتٍ،

كيوْمَ أَضَرَّ بالرُّؤَساءِ إِيرُ

. أَبو عَمْرٍو: العَسْنُ الطُّولُ مَعَ حُسْن الشَّعْرِ وَالْبَيَاضِ، وَهُوَ عَلَى أَعْسانٍ مِنْ أَبيه أَي طَرَائِقَ، وَاحِدُهَا عِسْنٌ. وتعَسَّنَ أَباه وتأَسَّنهُ وتأَسَّلَه: نَزَعَ إِليه فِي الشَّبَه. والعِسْنُ: العُرْجُون الرَّدِيءُ، وَهِيَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنه العِسْقُ، وَهِيَ رَدِيئَةٌ أَيضاً. وعَسْنٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

كأَنَّ عليهمُ، بجَنُوبِ عَسْنٍ،

غَماماً يَسْتَهِلُّ ويسْتَطِيرُ

. وَرَجُلٌ عَوْسَنٌ: طَوِيلٌ فِيهِ جَنَأٌ. وأَعْسانُ الشَّيْءِ: آثَارُهُ وَمَكَانُهُ. وتعَسَّنْتُه: طَلَبْتُ أَثرَه وَمَكَانَهُ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الأَعراب يَقُولُ: فُلَانٌ عِسْلُ مالٍ وعِسْنُ مَالٍ إِذا كَانَ حَسَنَ الْقِيَامِ عَلَيْهِ.

عشن: عَشَنَ واعْتَشَنَ: قَالَ برأْيه، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَعْشَنَ واعْتَشَنَ؛ عَنِ الْفَرَّاءِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العاشِنُ المُخمِّنُ، والعُشانة الكَرَبَةُ، عُمانية، وَحَكَاهَا كُرَاعٌ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً، وَنَسَبَهَا إِلى الْيَمَنِ. والعُشانةُ: مَا يَبْقَى فِي أُصول السَّعَفِ مِنَ التَّمْرِ. وتعَشَّنَ النخلةَ: أَخذَ عُشانتَها. يُقَالُ: تعَشَّنْتُ النَّخْلَةَ واعْتَشَنْتُها إِذا تتبَّعْتَ كُرابتَها فأَخذته.

ص: 285

والعُشانة: اللُّقاطة مِنَ التَّمْرِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِمَا بَقِيَ فِي الكِباسَة مِنَ الرُّطَبِ إِذا لُقِطت النَّخْلَةُ العُشانُ والعُشانةُ، والغُشانُ والبُذَارُ مِثْلُهُ، والعُشانة: أَصلُ السَّعَفة، وَبِهَا كُنِّيَ أَبو عُشانة.

عشزن: العَشْزَنةُ: الْخِلَافُ. والعَشَوْزَنُ: الشَّدِيدُ الخَلْق كالعَشَنْزَر. والعَشَوْزَنُ: العَسِرُ الخُلُق مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقِيلَ: هُوَ المُلْتوي العَسِر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وعَشْزَنَتُه: خِلافُه، والأُنثى عَشَوْزَنة، وَجَمْعُ العَشَوْزَنِ عَشاوِزُ، وَنَاقَةٌ عَشَوْزنة؛ وأَنشد:

أَخْذَكَ بالمَيْسُورِ والعَشَوْزَنِ

. وَيَجُوزُ أَن يُجمع عَشوْزَنٌ عَلَى عَشازِنَ، بِالنُّونِ. الْجَوْهَرِيُّ: العَشَوْزنُ الصُّلْبُ الشَّدِيدُ الْغَلِيظُ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كلثُوم يَصِفُ قَنَاةً صُلْبة:

إِذا عَضَّ الثِّقافُ بِهَا اشْمأَزَّتْ،

ووَلَّتْهُمْ عَشَوْزَنَةً زَبُونا

عَشوْزَنَةً إِذا غُمِزَتْ أَرَنَّتْ،

تشُجُّ قَفَا المُثَقِّفِ والجَبِينا

. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عَمْرٍو: العَشوْزَنُ الأَعْسَرُ، وَهُوَ عَشوْزَنُ المِشْية إِذا كان يَهُزُّ عَضُدَيه.

عصن: أَعْصَنَ الرجلُ إِذا شَدَّدَ عَلَى غَرِيمِهِ وتمكَّكَه، وَقِيلَ: أَعْصَنَ الأَمرُ إِذا اعْوَجَّ وعَسُر.

عطن: العَطَنُ للإِبل: كالوَطَنِ لِلنَّاسِ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى مَبْرَكِها حولَ الْحَوْضِ، والمَعْطَنُ كَذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَعْطانٌ. وعَطَنتِ الإِبلُ عَنِ الماءِ تَعْطِنُ وتعْطُنُ عُطُوناً، فَهِيَ عَواطِنُ وعُطُونٌ إِذا رَوِيَتْ ثُمَّ بَرَكتْ، فَهِيَ إِبل عَاطِنَةٌ وعَوَاطن، وَلَا يُقَالُ إِبل عُطّانٌ. وعَطَّنتْ أَيضاً وأَعْطَنَها: سَقَاهَا ثُمَّ أَناخها وَحَبَسَهَا عِنْدَ الْمَاءِ فَبَرَكَتْ بَعْدَ الْوُرُودِ لِتَعُودَ فَتَشْرَبَ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

عافَتا الماءَ فَلَمْ نُعْطِنْهما،

إِنما يُعْطِنُ أَصحابُ العَلَلْ

. وَالِاسْمُ العَطَنةُ. وأَعْطَنَ القومُ: عَطَنتْ إِبلُهم. وَقَوْمٌ عُطّانٌ وعُطُونٌ وعَطَنةٌ وعاطِنونَ إِذا نَزَلُوا فِي أَعْطان الإِبل. وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا:

رَأَيْتُني أَنْزِعُ عَلَى قَلِيب فجاءَ أَبو بَكْرٍ فاسْتَقَى وَفِي نَزْعِه ضعْفٌ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، فجاءَ عُمَرُ فَنَزَعَ فاسْتحالَتِ الدَّلْوُ فِي يَدِهِ غَرْباً، فأَرْوَى الظَّمِئةَ حَتَّى ضَرَبَتْ بعَطَنٍ

؛ يُقَالُ: ضَرَبَتِ الإِبلُ بعطَنٍ إِذا رَوِيَتْ ثمَّ بَرَكَتْ حَوْلَ الْمَاءِ، أَو عِنْدَ الْحِيَاضِ، لتُعادَ إِلى الشُّرْبِ مَرَّةً أُخرى لِتَشْرَبَ عَلَلًا بَعْدَ نَهَلٍ، فَإِذَا اسْتَوْفَتْ ردَّت إِلى الْمَرَاعِي والأَظْماءِ؛ ضَرَب ذلكَ مَثَلًا لِاتِّسَاعِ النَّاسِ فِي زَمَنِ عُمَرَ وَمَا فُتِحَ عَلَيْهِمْ مِنَ الأَمصار. وَفِي حَدِيثِ الاستِسقَاء:

فَمَا مَضَتْ سَابِعَةٌ حَتَّى أَعْطَنَ الناسُ فِي العُشْب

؛ أَراد أَن الْمَطَرَ طَبَّقَ وعَمَّ البُطونَ والظُّهورَ حَتَّى أَعْطَنَ الناسُ إِبلَهم فِي الْمَرَاعِي؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

أُسامة: وَقَدْ عَطَّنُوا مَواشِيَهُم

أَي أَراحوها؛ سُمِّي المُراحُ، وَهُوَ مأْواها، عَطَناً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى خَيْرًا وانْقُشُوا لَهُ عَطَنَه

أَي مُرَاحَه. وَقَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ مَبْرَكٍ يَكُونُ مَأْلَفاً للإِبل فَهُوَ عَطَنٌ لَهُ بِمَنْزِلَةِ الوَطَن لِلْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، قَالَ: وَمَعْنَى مَعاطِنِ الإِبل فِي الْحَدِيثِ مواضعُها؛ وأَنشد:

وَلَا تُكَلِّفُني نَفْسي، وَلَا هَلَعِي،

حِرْصاً أُقِيمُ به في مَعْطَنِ [مَعْطِنِ] الهُونِ

. وَرُوِيَ

عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: أَنه نَهَى عَنِ الصَّلاة فِي أَعْطان الإِبل.

وَفِي الْحَدِيثِ:

صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ وَلَا تُصَّلُوا فِي أَعْطان الإِبل

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: لَمْ يَنْهَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا مِنْ جِهَةِ النَّجَاسَةِ فإِنها

ص: 286

مَوْجُودَةٌ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَقَدْ أَمر بِالصَّلَاةِ فِيهَا وَالصَّلَاةُ مَعَ النَّجَاسَةِ لَا تَجُوزُ، وإِنما أَراد أَن الإِبل تَزْدَحِمُ فِي المَنْهَل، فإِذا شَرِبَتْ رَفَعَتْ رؤُوسها، وَلَا يُؤْمَنُ مِنْ نِفارها وتَفَرُّقها فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، فتُؤْذي المُصَلِّيَ عِنْدَهَا أَو تُلْهيه عَنْ صَلَاتِهِ أَو تَنَجِّسُهُ برَشَاشِ أَبوالها. قَالَ الأَزهري: أَعْطان الإِبل ومَعاطِنُها لَا تَكُونُ إِلَّا مَبارِكَها عَلَى الْمَاءِ، وإِنما تُعْطِنُ العربُ الإِبلَ عَلَى الماءِ حِينَ تَطْلُع الثُّرَيَّا وَيَرْجِعُ النَّاسُ مِنَ النُّجَعِ إِلى المَحاضِرِ، وإِنما يُعْطِنُونَ النَّعَم يَوْمَ وِرْدِها، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ إِلى وَقْتِ مَطْلَع سُهَيْل فِي الْخَرِيفِ، ثُمَّ لَا يُعْطِنُونها بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهَا تَرِدُ الماءَ فَتَشْرَبُ شَرْبَتها وتَصْدُر مِنْ فَوْرِهَا؛ وَقَوْلُ أَبي مُحَمَّدٍ الحَذلَمِيّ:

وعَطَّنَ الذِّبَّانُ فِي قَمْقَامِها

. لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَطَّنَ اتَّخَذَ عَطَناً كَقَوْلِكَ: عَشَّش الطَّائِرُ اتَّخَذَ عُشّاً. والعُطُونُ: أَن تُراحَ النَّاقَةُ بَعْدَ شُرْبِهَا ثُمَّ يَعْرِضُ عَلَيْهَا الْمَاءَ ثَانِيَةً، وَقِيلَ: هُوَ إِذا رَوِيَتْ ثمَّ بَرَكَتْ؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ يَصِفُ الحُمُرَ:

ويَشْرَبْنَ مِنْ بارِدٍ قَدْ عَلِمْنَ

بأَن لَا دِخَالَ، وأَنْ لَا عُطونا

. وَقَدْ ضَرَبَتْ بعَطَنٍ أَي بَرَكَتْ؛ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ لَجَأٍ:

تَمْشِي إِلى رِوَاءِ عاطِنَاتِها

. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَتَقُولُ هَذَا عَطَنُ الغَنم ومَعطِنُها لمَرابضها حولَ الْمَاءِ. وأَعْطَنَ الرجلُ بعيرَه: وَذَلِكَ إِذا لَمْ يَشْرَبْ فَرَدَّه إِلى العَطَن يَنْتَظِرُ بِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

فَهَرَقْنا لَهُمَا فِي دَاثِرٍ،

لضَواحِيه نَشِيشٌ بالبَلَلْ

راسِخ الدِّمْنِ عَلَى أَعضادِهِ،

ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسبَلْ

عافَتا الماءَ فَلَمْ نُعْطِنْهما،

إِنما يُعْطِنُ مَنْ يَرْجُو العَلَلْ

. وَرَجُلٌ رَحْبُ العَطَنِ وَوَاسِعُ العَطَن أَي رَحْبُ الذِّراعِ كَثِيرُ الْمَالِ وَاسِعُ الرَّحْل. والعَطَنُ: العِرْضُ؛ وأَنشد شَمِرٌ لعَدِيِّ بْنُ زَيْدٍ:

طاهِرُ الأَثوابِ يَحْمِي عِرْضَه

مِنْ خَنَى الذِّمَّةِ، أَو طَمثِ العَطَنْ

. الطَّمْث: الفَسادُ. والعَطَنُ: العِرْض، وَيُقَالُ: مَنْزِلُهُ وَنَاحِيَتُهُ. وعَطِنَ الْجِلْدُ، بِالْكَسْرِ، يَعْطَنُ عَطَناً، فَهُوَ عَطِنٌ وانْعَطَنَ: وُضِعَ فِي الدِّبَاغِ وتُرِكَ حَتَّى فَسَدَ وأَنْتَنَ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُنضح عَلَيْهِ الْمَاءُ ويُلَفَّ وَيُدْفَنَ يَوْمًا وَلَيْلَةً لِيَسْتَرْخِيَ صُوفُهُ أَو شَعْرُهُ فَيُنْتَفَ وَيَلْقَى بَعْدَ ذَلِكَ فِي الدِّبَاغِ، وَهُوَ حِينَئِذٍ أَنتن مَا يَكُونُ، وَقِيلَ: العَطْنُ، بِسُكُونِ الطَّاءِ، فِي الْجِلْدِ أَن تُؤخذ غَلْقَةٌ، وَهُوَ نَبْتٌ، أَو فَرْثٌ أَو مِلْحٌ فَيُلْقَى الْجِلْدُ فِيهِ حَتَّى يُنْتِنَ ثمَّ يُلْقَى بَعْدَ ذَلِكَ فِي الدِّباغ، وَالَّذِي ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ قَالَ: أَن يؤْخذ الغَلْقَى فَيُلْقَى الْجِلْدُ فِيهِ ويُغَمَّ لِيَنْفَسِخَ صُوفُهُ وَيَسْتَرْخِيَ، ثُمَّ يَلْقَى فِي الدِّبَاغِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الغَلْقَى لَا يُعْطَنُ بِهِ الْجِلْدُ، وإِنما يُعْطَنُ بالغَلْقَة نبتٍ مَعْرُوفٌ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَخذت إِهاباً مَعْطُوناً فأَدخلته عُنُقي

؛ المَعْطُون: المُنْتِنُ المَنْمَرِقُ الشعرِ، وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وَفِي الْبَيْتِ أُهُبٌ عَطِنة

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العَطِنَةُ المُنْتِنة الرِّيحِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُسْتَقْذَر: مَا هُوَ إِلَّا عَطِنَةٌ

ص: 287

مِنْ نَتْنِه. قَالَ أَبو زَيْدٍ: عَطِنَ الأَديمُ إِذا أَنتن وَسَقَطَ صُوفُهُ فِي العَطْنِ، والعَطْنُ: أَن يُجْعَلَ فِي الدِّبَاغِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: مَوْضِعُ العَطْنِ العَطَنَةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: انْعَطَنَ الْجِلْدُ اسْتَرْخَى شَعْرُهُ وَصُوفُهُ مِنْ غَيْرِ أَن يَفْسُدَ، وعَطَنه يَعْطُنُه عَطْناً، فَهُوَ مَعْطُون وعَطِين، وعَطَّنه: فَعَل بِهِ ذَلِكَ. والعِطَانُ: فَرْثٌ أَو مِلْحٌ يُجْعَلُ فِي الإِهاب كَيْلَا يُنْتِنَ. وَرَجُلٌ عَطِينٌ: مُنْتِنُ الْبَشَرَةِ. وَيُقَالُ: إِنما هُوَ عَطِينة إِذا ذُمَّ فِي أَمر أَي مُنْتِنٌ كالإِهابِ المَعْطُون.

عظن: ابْنُ الأَعرابي: أَعْظَنَ الرجلُ إِذا غَلُظَ جِسْمُهُ.

عفن: عَفِنَ الشيءُ يَعْفَنُ عَفَناً وعُفُونةً، فَهُوَ عَفِنٌ بَيِّنُ العُفونة، وتَعَفَّنَ: فَسَد مِنْ نُدُوَّةٍ وَغَيْرِهَا فَتَفَتَّتَ عِنْدَ مَسِّه. قَالَ الأَزهري: هُوَ الشيءُ الَّذِي فِيهِ نُدُوَّةٌ ويُحْبَس فِي مَوْضِعٍ مَغْمُومٍ فَيَعْفَنُ ويَفْسُد. وعَفِنَ الحَبْلُ، بِالْكَسْرِ، عَفَناً: بَلِيَ مِنَ الْمَاءِ. وَفِي

قِصَّةِ أَيوب، عليه السلام: عَفِنَ مِنَ الْقَيْحِ وَالدَّمِ جَوْفِي

أَي فَسَدَ مِنِ احْتِبَاسِهِمَا فِيهِ. وعَفَنَ فِي الجَبَل عَفْناً كعَثَنَ: صَعَّد؛ كِلْتَاهُمَا عَنْ كُرَاعٍ؛ أَنشد يَعْقُوبُ:

حَلَفْتُ بِمَنْ أَرْسَى ثَبيراً مكانَه

أَزُورُكُمُ، مَا دامَ للطَّوْدِ عافِنُ.

عفهن: ناقةُ عُفاهِنٌ: قَوِيَّةٌ، في بعض اللغات.

عقن: قَالَ الأَزهري: أَما عَقَنَ فإِني لَمْ أَسمع مِنْ مُشْتقاته شَيْئًا مُسْتَعْمَلًا إِلا أَن يَكُونَ العِقْيَانُ فِعْيالًا مِنْهُ، وَهُوَ الذَّهَبُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فِعْلاناً مِنْ عَقَى يَعْقِي، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ.

عكن: العُكَنُ والأَعْكان: الأَطْواء فِي البَطْن مِنَ السِّمَن. وَجَارِيَةٌ عَكْناءُ ومُعَكَّنَة: ذَاتُ عُكَنٍ، وَاحِدَةُ العُكَنِ عُكْنَة. وتَعَكَّنَ البطنُ: صَارَ ذَا عُكَن. وَيُقَالُ: تَعَكَّنَ الشيءُ تَعَكُّناً إِذا رُكِمَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ وانْثَنى. وعُكَنُ الدِّرْع: مَا تثَنِّى مِنْهَا. يُقَالُ: دِرْعٌ ذَاتُ عُكَنٍ إِذا كَانَتْ وَاسِعَةً تَنْثَنِي عَلَى اللَّابِسِ مِنْ سَعَتها؛ قَالَ يَصِفُ دِرْعًا:

لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً،

وتَهْزأُ بالمعابِلِ والقِطاعِ

. أَي تَسْتَخِفُّها. وَنَاقَةٌ عَكْناءُ: غَلِيظَةُ لَحْمِ الضَّرَّة والخِلْفِ، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ. والعَكَنانُ والعَكْنانُ: الإِبلُ الْكَثِيرَةُ الْعَظِيمَةُ. ونَعَمٌ عَكْنانٌ وعَكَنانٌ أَي كَثِيرَةٌ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَة السَّعْدِيّ:

هَلْ باللِّوَى مِنْ عَكَرٍ عَكْنانِ،

أَم هَلْ تَرَى بالخَلِّ مِنْ أَظْعانِ؟

وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ:

وصَبَّحَ الماءَ بِورْدٍ عَكَنان.

علن: العِلانُ والمُعالَنة والإِعْلانُ: المُجاهرة. عَلَن الأَمْرُ يَعْلُنُ عُلُوناً ويَعْلِنُ وعَلِنَ يَعْلَنُ عَلَناً وعَلانية فِيهِمَا إِذا شَاعَ وَظَهَرَ، واعْتَلَنَ؛ وعَلَّنه وأَعْلَنه وأَعْلَن بِهِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:

حَتَّى يَشُكَّ وُشاةٌ قَدْ رَمَوْك بِنَا،

وأَعْلَنُوا بِكَ فِينَا أَيَّ إِعْلانِ

وَفِي حَدِيثِ المُلاعنة:

تِلْكَ امرأَة أَعْلَنَتْ

؛ الإِعْلانُ فِي الأَصل: إِظهار الشَّيْءِ، وَالْمُرَادُ بِهِ أَنها كَانَتْ قَدْ أَظهرت الْفَاحِشَةَ. وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ:

لَا يَسْتَعْلِنُ بِهِ وَلَسْنَا بمُقِرِّين لَهُ

؛ الاسْتِعْلانُ أَي الْجَهْرُ بدِينه وقِراءته. واسْتَسَرَّ الرجلُ ثُمَّ اسْتَعْلَنَ أَي تَعَرَّض لأَنْ يُعْلَنَ بِهِ. وعالَنَه: أَعْلَنَ إِليه الأَمْرَ؛ قَالَ قَعْنَبُ بْنُ أُمِّ صَاحِبٍ:

ص: 288

كلٌّ يُداجِي عَلَى البَغْضاءِ صاحِبَه،

ولَنْ أُعالِنَهُمْ إِلا كَمَا عَلَنُوا

. والعِلانُ والمُعالَنة إِذا أَعْلَن كُلُّ وَاحِدٍ لِصَاحِبِهِ مَا فِي نَفْسِهِ؛ وأَنشد:

وكَفِّي عَنْ أَذَى الجِيرانِ نَفْسِي،

وإِعْلاني لِمَنْ يَبْغِي عِلاني

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للطّرِمّاحِ:

أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي بَشِيراً

عَلانِيةً، ونِعْمَ أَخُو العِلانِ

وَيُقَالُ: يَا رَجُلُ اسْتَعْلِنْ أَي أَظْهِرْ. واعْتَلَنَ الأَمرُ إِذا اشْتُهِرَ. والعَلانية، عَلَى مِثال الكَراهِيَة والفَرَاهِية: خلافُ السِّر، وَهُوَ ظُهُورُ الأَمر. وَرَجُلٌ عُلَنَةٌ: لَا يَكْتُم سِرَّه ويَبُوح بِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ عَلانِيَة وَقَوْمٌ عَلانُونَ، وَرَجُلٌ عَلانيٌّ وَقَوْمٌ عَلانِيُّونَ، وَهُوَ الظَّاهِرُ الأَمر الَّذِي أَمره عَلانيَة. وعُلْوَانُ الْكِتَابِ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِعْلُه فَعْوَلْتُ مِنَ العَلانِيَة. يُقَالُ: عَلْوَنْتُ الْكِتَابَ إِذا عَنْوَنْته. وعُلْوَانُ الكتاب: عُنْوانُه.

علجن: نَاقَةٌ عَلْجَنٌ: صُلْبَةٌ كِنَازُ اللَّحْمِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ:

وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ

تَخْلِيطَ خَرْقاءِ اليَدَيْن خَلْبَنِ

وامرأَة عَلْجَنٌ: ماجِنَة؛ قَالَ:

يَا رُبَّ أُمٍّ لصَغِيرٍ عَلْجَنِ

تَسْرِقُ بالليلِ، إِذا لَمْ تَبْطَنِ

يَنْبُعُ، مِنْ ذَعْرَتِها والمَغْبِنِ،

كَرَزَغِ الحَمْأَةِ فوقَ المَعْطِنِ

ذُعْرَتُها: اسْتُها. الأَزهري فِي بَابِ مَا زَادَتْ فِيهِ الْعَرَبُ النُّونَ مِنَ الْحُرُوفِ: نَاقَةٌ عَلْجَنٌ، وَهِيَ الْغَلِيظَةُ الْمُسْتَعْلِيَةُ الْخُلُقِ الْمُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ، وَنُونُهُ زَائِدَةٌ. الأَزهري: نَاقَةٌ عُلْجُومٌ وعُلْجُونٌ أَي شَدِيدَةٌ، وَهِيَ العَلْجَنُ. قَالَ: وَقَالَ أَبو مَالِكٍ نَاقَةٌ عَلْجَنٌ غَلِيظَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: العَلْجَنُ المرأَة الحمقاء، واللام زائدة.

عمن: عَمَنَ يَعْمِنُ وعَمِنَ: أَقام. والعُمُنُ: الْمُقِيمُونَ فِي مَكَانٍ. يُقَالُ: رَجُلٌ عَامِنٌ وعَمُونٌ؛ وَمِنْهُ اشْتُقَّ عُمَان. أَبو عَمْرٍو: أَعْمَنَ دَامَ عَلَى المُقامِ بعُمان؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَعْمَنَ صَارَ إِلى عُمَان؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

مِنْ مُعْرِقٍ أَو مُشْئِمٍ أَو مُعْمِنِ

. والعَمِينَة: أَرض سَهْلَة، يَمَانِيَةٌ. وعُمان: اسْمُ كُورة، عربيةٌ. وعُمانُ، مُخَفَّفٌ: بَلَدٌ؛ وأَما الَّذِي فِي الشَّامِ فَهُوَ عَمَّان، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ. وَفِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ الحَوْض:

عِرَضُه مِنْ مَقامِي إِلى عَمَّان

؛ هِيَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، مَدِينَةٌ قَدِيمَةٌ بِالشَّامِ مِنْ أَرض البَلْقاء، وأَما بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ فَهُوَ مَوْضِعٌ عِنْدَ الْبَحْرِينِ، وَلَهُ ذِكْرٌ فِي الْحَدِيثِ. وعُمَان: مَدِينَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: عُمَانُ يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ، فَمَنْ جَعَلَهُ بَلَدًا صَرَفَهُ فِي حَالَتِي الْمُعَرَّفَةِ وَالنَّكِرَةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ بَلْدَةً أَلحقه بِطَلْحَةٍ؛ وأَما عَمَّانُ بِنَاحِيَةِ الشَّامِ مَوْضِعٌ، يَجُوزُ أَن يَكُونَ فِعْلَانِ مِنْ عَمَّ يَعُمّ، لَا يَنْصَرِفُ مَعْرِفَةً، وَيَنْصَرِفُ نَكِرَةً، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعَّالًا مِنْ عَمَنَ فَيَنْصَرِفُ فِي الْحَالَتَيْنِ إِذا عُنِيَ بِهِ البلدُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يَقَعْ فِي كَلَامِهِمُ اسْمًا إِلا لِمُؤَنَّثٍ، وَقِيلَ: عُمَان اسْمُ رَجُلٍ، وَبِهِ سُمِّيَ الْبَلَدُ. وأَعْمَنَ وعَمَّنَ: أَتى عُمَان؛ قَالَ العَبْدِي:

فَإِنْ تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلَافًا عليكُم،

وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِبي الحَرْبِ أُعْرِقِ.

ص: 289

وَقَالَ رُؤْبَةُ:

نَوَى شآمٍ بانَ أَو مُعَمِّنِ «3»

. والعُمانيَّة: نَخْلَةٌ بِالْبَصْرَةِ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا السَّنَةَ كُلَّهَا طَلْعٌ جديدٌ وكَبائسُ مُثْمرة وأُخَرُ مُرْطِبَةٌ.

عنن: عَنَّ الشيءُ يَعِنُّ ويَعُنُّ عَنَناً وعُنُوناً: ظَهَرَ أَمامك؛ وعَنَّ يَعِنُّ ويَعُنُّ عَنّاً وعُنوناً واعْتَنَّ: اعتَرَضَ وعَرَض؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:

فعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجه

. وَالِاسْمُ العَنَن والعِنانُ؛ قَالَ ابْنُ حِلزة:

عَنَناً باطِلًا وظُلْماً، كَمَا تُعْتَرُ

عَنْ حَجْرةِ الرَّبيضِ الظِّباءُ «4»

. وأَنشد ثَعْلَبٌ:

وَمَا بَدَلٌ مِنْ أُمِّ عُثمانَ سَلْفَعٌ،

مِنَ السُّود، وَرْهاءُ العِنان عَرُوبُ

. مَعْنَى قَوْلِهِ وَرْهاءِ العِنان أَنها تَعْتنُّ فِي كُلِّ كَلَامٍ أَي تعْترض. وَلَا أَفعله مَا عَنَّ فِي السَّمَاءِ نجمٌ أَي عَرَض مِنْ ذَلِكَ. والعِنَّة والعُنَّة: الِاعْتِرَاضُ بالفُضول. والاعْتِنانُ: الِاعْتِرَاضُ. والعُنُنُ: الْمُعْتَرِضُونَ بالفُضول، الْوَاحِدُ عانٌّ وعَنونٌ، قَالَ: والعُنُن جَمْعُ العَنين وَجَمْعُ المَعْنون. يُقَالُ: عُنَّ الرجلُ وعُنِّنَ وعُنِنَ وأُعْنِنَ «5» .، فَهُوَ عَنِينَ مَعْنونٌ مُعَنٌّ مُعَنَّنٌ، وأَعْنَنْتُ بعُنَّةٍ مَا أَدري مَا هِيَ أَي تعَرَّضتُ لِشَيْءٍ لَا أَعرفه. وَفِي الْمَثَلِ: مُعْرِضٌ لعَنَنٍ لَمْ يَعْنِه. والعَنَنُ: اعتراضُ الْمَوْتِ؛ وَفِي حَدِيثِ

سَطِيحٍ:

أَم فازَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ العَننْ.

وَرَجُلٌ مِعَنٌّ: يعْرِض فِي شَيْءٍ وَيَدْخُلُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ، والأُنثى بِالْهَاءِ. وَيُقَالُ: امرأَة مِعَنَّة إِذا كَانَتْ مَجْدُولَةً جَدْلَ العِنان غَيْرَ مُسْتَرْخِيَةِ الْبَطْنِ. وَرَجُلٌ مِعَنٌّ إِذا كَانَ عِرِّيضاً مِتْيَحاً. وامرأَة مِعَنَّة: تَعْتنُّ وتعْترض فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

إِنَّ لَنَا لَكَنَّه

مِعَنَّةً مِفَنَّه،

كَالرِّيحِ حَوْلَ القُنَّه

. مِفَنَّة: تَفْتَنُّ عَنِ الشَّيْءِ، وَقِيلَ: تَعْتَنُّ وتَفْتنُّ فِي كُلِّ شيءٍ. والمِعَنُّ: الْخَطِيبُ. وَفِي حَدِيثِ

طَهْفَةَ: بَرِئنا إِليك مِنَ الوَثَن والعَنن

؛ الوَثَنُ: الصَّنَمُ، والعَنن: الِاعْتِرَاضُ، مِنْ عَنَّ الشَّيْءُ أَي اعْتَرَضَ كأَنه قَالَ: بَرِئْنَا إِليك مِنَ الشِّرْكِ وَالظُّلْمِ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ الخلافَ وَالْبَاطِلَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

سَطِيحٍ:

أَم فازَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ العَننْ.

يُرِيدُ اعْتِرَاضَ الْمَوْتِ وسَبْقَه. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: دَهَمتْه المنيَّةُ فِي عَنَن جِماحه

؛ هُوَ مَا لَيْسَ بِقَصْدٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُهُ أَيضاً يذُمُّ الدُّنْيَا:

أَلا وَهِيَ المُتَصدِّيةُ العَنُونُ

أَي الَّتِي تَتَعَرَّضُ لِلنَّاسِ، وفَعول لِلْمُبَالَغَةِ. وَيُقَالُ: عَنَّ الرَّجُلُ يَعِنُّ عَنّاً وعَنَناً إِذا اعْتَرَضَ لَكَ مِنْ أَحد جَانِبَيْكَ مِنْ عَنْ يَمِينِكَ أَو مِنْ عَنْ شِمَالِكَ بِمَكْرُوهٍ. والعَنُّ: الْمَصْدَرُ، والعَنَنُ: الِاسْمُ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَعُنُّ فِيهِ العانُّ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ العِنانُ مِنَ اللِّجَامِ عِناناً لأَنه يَعْتَرِضُهُ مِنْ نَاحِيَتَيْهِ لَا يَدْخُلُ فمه منه شيء.

(3). قوله [وَقَالَ رُؤْبَةُ نَوَى شَآمٍ إِلخ] قبله كما في التكملة:

فهاج من وجدي حنين الحنن

وهم مهموم ضنين الأَضنن

بالدار لو عاجت قناة المقتني

نَوَى شَآمٍ بَانَ أَو معمِّن

القناة: عصا البين، والمقتني: المتخذ قناة

(4)

. قوله [عنناً باطلًا] تقدم إِنشاده في مادة حجر وربض وعتر: عنتا بنون فمثناة فوقية وكذلك في نسخ من الصحاح لكن في تلك المواد من المحكم والتهذيب عنناً بنونين كما أَنشداه هنا

(5)

. قوله [وأَعنن] كذا في التهذيب، والذي في التكملة والقاموس: وأَعنّ بالإِدغام

ص: 290

وَلَقِيَهُ عَيْنَ عُنَّة «1» . أَي اعْتِرَاضًا فِي السَّاعَةِ مِنْ غَيْرِ أَن يَطْلُبَهُ. وأَعطاه ذَلِكَ عَيْنَ عُنَّة أَي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ أَصحابه، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. والعِنان: المُعانَّة. والمُعانَّة: الْمُعَارَضَةُ. وعُناناك أَن تَفْعَلَ ذَاكَ، عَلَى وَزْنِ قُصاراك أَي جُهْدُكَ وَغَايَتُكَ كأَنه مِنَ المُعانَّة، وَذَلِكَ أَن تُرِيدَ أَمراً فيَعْرِضَ دُونَهُ عارِضٌ يَمْنَعُكَ مِنْهُ وَيَحْبِسُكَ عَنْهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَخفش هُوَ غُناماك، وأَنكر عَلَى أَبي عُبَيْدٍ عُناناك. وَقَالَ النَّجِيرَميُّ: الصَّوَابُ قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: الصَّوَابُ قَوْلُ الأَخفش؛ وَالشَّاهِدُ عَلَيْهِ بَيْتُ رَبِيعَةُ بْنُ مَقْرُومٍ الضَّبَّيُّ:

وخَصْمٍ يَرْكَبُ العَوصاءِ طاطٍ

عَنِ المُثْلى، غُناماهُ القِذاعُ

. وَهُوَ بِمَعْنَى الْغَنِيمَةِ. والقِذاعُ: المُقاذَعة. وَيُقَالُ: هُوَ لَكَ بَيْنَ الأَوْبِ والعَنَن إِمّا أَن يَؤُوبَ إِليك، وإِما أَن يعْرِضَ عَلَيْكَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

تُبْدي صُدوداً، وتُخْفي بَيْنَنَا لَطَفاً

يأْتي محارِمَ بينَ الأَوْبِ والعَنَن

. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بَيْنَ الطَّاعَةِ وَالْعِصْيَانِ. والعانُّ مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي يَعْتَرِضُ فِي الأُفُقِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَما قَوْلُهُ:

جَرَى فِي عِنان الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ

. فَمَعْنَاهُ جَرَى فِي عِراضِهما سَرابُ الأَماعِز حِينَ يشتدُّ الحرُّ بالسَّراب؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ:

كأَنَّ مُلاءَتَيَّ عَلَى هِزَفٍّ،

يعُنُّ مَعَ العَشِيَّةِ لِلرِّئالِ

. يَعُنُّ: يَعْرِض، وَهُمَا لُغَتَانِ: يَعِنُّ ويَعُنُّ. والتَّعْنِين: الحبْس، وَقِيلَ: الْحَبْسُ فِي المُطْبَق الطَّوِيلِ. وَيُقَالُ لِلْمَجْنُونِ: مَعْنون ومَهْرُوع وَمَخْفُوعٌ ومعتُوه وَمَمْتُوهٌ ومُمْتَهٌ إِذا كَانَ مَجْنُونًا. وَفُلَانٌ عَنَّانٌ عَنِ الْخَيْرِ وخَنَّاسٌ وكَزَّامٌ أَي بَطِيءٌ عَنْهُ. والعِنِّينُ: الَّذِي لَا يأْتي النِّسَاءَ وَلَا يُرِيدُهُنَّ بَيِّنُ العَنَانة والعِنِّينة والعِنِّينيَّة. وعُنِّنَ عَنِ امرأَته إِذا حَكَمَ الْقَاضِي عَلَيْهِ بِذَلِكَ أَو مُنعَ عَنْهَا بِالسِّحْرِ، وَالِاسْمُ مِنْهُ العُنَّة، وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّمَ كأَنه اعْتَرَضَهُ مَا يَحْبِسُه عَنِ النِّسَاءِ، وامرأَة عِنِّينة كَذَلِكَ، لَا تُرِيدُ الرِّجَالَ وَلَا تَشْتَهِيهِمْ، وَهُوَ فِعِّيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ خِرِّيج؛ قَالَ: وسُمِّيَ عِنِّيناً لأَنه يَعِنُّ ذكَرُه لقُبُل المرأَة مِنْ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ فَلَا يَقْصِدُهُ. وَيُقَالُ: تَعَنَّنَ الرَّجُلُ إِذا تَرَكَ النِّسَاءَ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ عِنِّيناً لثأْر يَطْلُبُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ وَرْقَاءَ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ قَالَهُ فِي خَالِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ:

تعَنَّنْتُ لِلْمَوْتِ الَّذِي هُوَ واقِعٌ،

وأَدركتُ ثأْري فِي نُمَيْرٍ وعامِرِ

. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الشَّرِيفِ الْعَظِيمِ السُّودَد: إِنه لَطَوِيلُ العِنان. وَيُقَالُ: إِنه ليأْخذ فِي كُلِّ فَنٍّ وعَنٍّ وسَنٍّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعِنانُ اللِّجَامِ: السَّيْرُ الَّذِي تُمسَك بِهِ الدَّابَّةُ، وَالْجَمْعُ أَعِنَّة، وعُنُنٌ نَادِرٌ، فأَما سِيبَوَيْهِ فَقَالَ: لَمْ يُكسَّر عَلَى غَيْرِ أَعِنَّة، لأَنهم إِن كسَّرُوه عَلَى بِنَاءِ الأَكثر لَزِمَهُمُ التَّضْعِيفُ وَكَانُوا فِي هَذَا أَحرى؛ يُرِيدُ إِذ كَانُوا قَدْ يَقْتَصِرُونَ عَلَى أَبنية أَدنى الْعَدَدِ فِي غَيْرِ الْمُعْتَلِّ، يَعْنِي بِالْمُعْتَلِّ الْمُدْغَمَ، وَلَوْ كَسَرُوهُ عَلَى فُعُل فَلَزِمَهُمُ التَّضْعِيفُ لأَدغموا، كَمَا حَكَى هُوَ أَن مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ فِي جَمْعِ ذُباب ذُبٌّ. وَفَرَسٌ قَصِيرُ العِنان إِذا ذُمَّ بِقصَر عُنُقِه، فَإِذَا قَالُوا قَصِيرُ العِذار فَهُوَ مَدْحٌ، لأَنه وُصِفَ حِينَئِذٍ بِسِعَةِ جَحْفلته. وأَعَنَّ اللجامَ: جَعَلَ له عِناناً،

(1). قوله [عين عنة] بصرف عنة وعدمه كما في القاموس

ص: 291

والتَّعْنينُ مِثْلُهُ. وعَنَّن الفرسَ وأَعَنَّه: حَبَسَهُ بِعِنَانِهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَعَنَّ الفارسُ إِذا مَدَّ عِنانَ دَابَّتِهِ ليَثْنِيَه عَنِ السَّيْرِ، فَهُوَ مُعِنٌّ. وعَنَّ دَابَّتَهُ عَنّاً: جَعَلَ لَهُ عِناناً، وسُمِي عِنانُ اللِّجَامِ عِناناً لِاعْتِرَاضِ سَيْرَيه عَلَى صَفْحَتيْ عُنق الدَّابَّةِ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ. وَيُقَالُ: مَلأَ فلانٌ عِنانَ دَابَّتِهِ إِذا أَعْداه وحَمَلَهُ عَلَى الحُضْر الشَّدِيدِ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ:

حَرْفٌ بعيدٌ مِنَ الْحَادِي، إِذا مَلأَتْ

شَمْسُ النهارِ عِنانَ الأَبْرَقِ الصَّخِبِ

. قَالَ: أَراد بالأَبْرَقِ الصَّخِبِ الجُنْدُبَ، وعِنانُه جَهْدُه. يَقُولُ: يَرْمَضُ فَيَسْتَغِيثُ بِالطَّيَرَانِ فَتَقَعُ رِجْلَاهُ فِي جَنَاحَيْهِ فَتَسْمَعُ لَهُمَا صَوْتًا وَلَيْسَ صَوْتَهُ مِنْ فِيهِ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ صَرَّ الجُنْدُب. وَلِلْعَرَبِ فِي العِنانِ أَمثال سَائِرَةٌ: يُقَالُ ذَلَّ عِنانُ فُلَانٍ إِذا انْقَادَ؛ وفُلانٌ أَبيُّ العِنانِ إِذا كَانَ مُمتنعاً؛ وَيُقَالُ: أَرْخِ مِنْ عنانِه أَي رَفِّه عَنْهُ؛ وَهُمَا يَجْريان فِي عِنانٍ إِذا اسْتَوَيَا فِي فَضْلٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:

سَيَعْلَمُ كُلُّهم أَني مُسِنٌّ،

إِذا رَفَعُوا عِناناً عن عِنانِ

. الْمَعْنَى: سَيَعْلَمُ الشُّعَرَاءُ أَني قَارِحٌ. وجَرى الفرسُ عِناناً إِذا جَرَى شَوْطًا؛ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ:

إِذا رَفَعُوا عِنَانًا عَنْ عَنَانِ

. أَي شَوْطًا بَعْدَ شَوْطٍ. وَيُقَالُ: اثْنِ عَليَّ عِنانَهُ أَي رُدَّه عليَّ. وثَنَيْتُ عَلَى الفرسِ عِنانه إِذا أَلجمته؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَذْكُرُ فَرَسًا:

وحاوَطَني حَتَّى ثَنَيْتُ عِنانَهُ،

عَلَى مُدْبِرِ العِلْباءِ رَيّانَ كاهِلُهْ

حاوَطَني أَي داوَرَني وعالَجَني، ومُدْبِرِ عِلْبائه: عُنُقُه أَراد أَنه طَوِيلُ الْعُنُقِ فِي عِلْبائِه إِدبار. ابْنُ الأَعرابي: رُبَّ جَوادٍ قَدْ عَثَرَ فِي اسْتِنانِه وَكَبَا فِي عِنانه وقَصَّرَ فِي مَيْدانه [مِيْدانه]. وَقَالَ: الْفَرَسُ يَجْري بعِتْقِه وعِرْقِه، فإِذا وُضِعَ فِي المِقْوَس جَرى بجَدِّ صَاحِبِهِ؛ كَبَا أَي عَثَر، وَهِيَ الكَبْوَةُ. يُقَالُ: لِكُلِّ جَوَادٍ كَبْوَة، وَلِكُلِّ عَالِمٍ هَفْوة، وَلِكُلِّ صَارِمٍ نَبْوَة؛ كَبَا فِي عِنانِه أَي عَثَرَ فِي شَوْطه. والعِنان: الْحَبْلُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

إِلى عِنانَيْ ضامِرٍ لَطيفِ

. عَنَى بالعِنانين هُنَا المَتْنَين، وَالضَّامِرُ هُنَا المَتْنُ. وعِنانا الْمَتْنِ: حَبْلاه. والعِنانُ والعانُّ: مِنْ صِفَةِ الْحِبَالِ الَّتِي تَعْتَنُّ مِنْ صَوْبك وَتَقْطَعُ عَلَيْكَ طَرِيقَكَ. يُقَالُ: بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا عانٌّ يَسْتَنُّ السَّابلَة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: إِنه طَرِفُ العِنان إِذا كَانَ خَفِيفًا. وعَنَّنَتِ المرأَةُ شعرَها: شَكَّلَتْ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ. وشِرْكَةُ عِنانٍ وشِرْكُ عِنانٍ: شَرِكَةٌ فِي شَيْءٍ خَاصٍّ دُونَ سَائِرِ أَموالهما كأَنه عَنَّ لَهُمَا شَيْءٌ أَي عَرَضَ فَاشْتَرَيَاهُ وَاشْتَرَكَا فِيهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:

وشارَكْنا قُرَيْشاً فِي تُقاها،

وَفِي أَحْسابها شِرْكَ العِنانِ

بِمَا وَلَدَتْ نساءُ بَنِي هِلالٍ،

وَمَا وَلَدَتْ نساءُ بَنِي أَبانِ

. وَقِيلَ: هُوَ إِذا اشْتَرَكَا فِي مَالٍ مَخْصُوصٍ، وبانَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِسَائِرِ مَالِهِ دُونَ صَاحِبِهِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الشِّرْكَة شِرْكَتانِ: شِرْكَةُ العِنان، وشَرِكَةُ الْمُفَاوَضَةِ، فأَما شَرِكَةُ العِنان فَهُوَ أَن يَخْرُجُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الشَّرِيكَيْنِ دَنَانِيرَ أَو دَرَاهِمَ مِثْلَ مَا يُخْرج صَاحِبُهُ ويَخْلِطاها، ويأْذَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ بأَن يَتَّجِرَ فِيهِ، وَلَمْ تَخْتَلِفِ الْفُقَهَاءُ فِي جَوَازِهِ وأَنهما إِن

ص: 292

رَبِحا فِي الْمَالَيْنِ فَبَيْنَهُمَا، وإِنْ وُضِعا فَعَلَى رأْس مَالِ كُلٍّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، وأَما شِرْكَةُ المُفاوضة فأَن يَشْتَرِكا فِي كُلِّ شَيْءٍ فِي أَيديهما أَو يَسْتَفيداه مِنْ بَعْدُ، وَهَذِهِ الشِّرْكَةُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ بَاطِلَةٌ، وَعِنْدَ النُّعْمَانِ وَصَاحِبَيْهِ جَائِزَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُعَارِضَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عِنْدَ الشِّرَاءِ فَيَقُولَ لَهُ: أَشْرِكني مَعَكَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَن يَستوجب العَلَقَ، وَقِيلَ: شَرِكة العِنانِ أَن يَكُونَا سَوَاءً فِي الغَلَق وأَن يَتَسَاوَى الشَّرِيكَانِ فِيمَا أَخرجاه مِنْ عَيْنٍ أَو وَرِقٍ، مأْخوذ مِنْ عِنانِ الدَّابَّةِ لأَن عِنانَ الدَّابَّةِ طَاقَتَانِ مُتَسَاوِيَتَانِ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَمْدَحُ قَوْمَهُ وَيَفْتَخِرُ:

وَشَارَكْنَا قُرَيْشًا فِي تُقاها «2»

. أَي سَاوَيْنَاهُمْ، وَلَوْ كَانَ مِنَ الِاعْتِرَاضِ لَكَانَ هِجَاءً، وَسُمِّيَتْ هَذِهِ الشركةُ شَرِكَةَ عِنانٍ لِمُعَارَضَةِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِمَالٍ مِثْلِ مَالِهِ، وَعَمَلُهُ فِيهِ مِثْلُ عَمَلِهِ بَيْعًا وَشِرَاءً. يُقَالُ: عانَّهُ عِناناً ومُعانَّةً، كَمَا يُقَالُ: عارَضَه يُعارضه مُعارَضةً وعِراضاً. وَفُلَانٌ قَصِيرُ العِنانِ: قَلِيلُ الْخَيْرِ، عَلَى الْمَثَلِ. والعُنَّة: الحَظِيرة مِنَ الخَشَبِ أَو الشَّجَرِ تُجْعَلُ للإِبل وَالْغَنَمِ تُحْبَسُ فِيهَا، وَقَيَّدَ فِي الصِّحَاحِ فَقَالَ: لتَتَدَرَّأَ بِهَا مِنْ بَرْدِ الشَّمال. قَالَ ثَعْلَبٌ: العُنَّة الحَظِيرَةُ تَكُونُ عَلَى بَابِ الرَّجُلِ فَيَكُونُ فِيهَا إِبله وَغَنَمُهُ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: لَا يَجْتَمِعُ اثْنَانِ فِي عُنَّةٍ، وَجَمْعُهَا عُنَنٌ؛ قَالَ الأَعشى:

تَرَى اللَّحْمَ مِنْ ذابِلٍ قَدْ ذَوَى،

ورَطْبٍ يُرَفَّعُ فَوْقَ العُنَنْ

. وعِنانٌ أَيضاً: مِثْلُ قُبَّةٍ وقِبابٍ. وَقَالَ البُشْتِيُّ: العُنَنُ فِي بَيْتِ الأَعشى حِبال تُشَدُّ ويُلْقَى عَلَيْهَا القَدِيدُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الصَّوَابُ فِي العُنَّة والعُنَنِ مَا قَالَهُ الْخَلِيلُ وَهُوَ الْحَظِيرَةُ، وَقَالَ: ورأَيت حُظُراتِ الإِبل فِي الْبَادِيَةِ يُسَمُّونَهَا عُنَناً لاعْتِنانِها فِي مَهَبِّ الشَّمالِ مُعْتَرِضة لِتَقِيهَا بَرْدَ الشَّمالِ، قَالَ: ورأَيتهم يَشُرُّون اللَّحْمَ المُقَدَّدَ فَوْقَهَا إِذا أَرادوا تَجْفِيفَهُ؛ قَالَ: وَلَسْتُ أَدري عَمَّنْ أَخذ البُشْتِيُّ مَا قَالَ فِي العُنَّة إِنه الْحَبْلُ الَّذِي يُمَدُّ، ومَدُّ الْحَبْلِ مِنْ فِعْلِ الْحَاضِرَةِ، قَالَ: وأُرى قائلَه رأَى فقراءَ الْحَرَمِ يَمُدُّون الْحِبَالَ بمِنًى فيُلْقُون عَلَيْهَا لُحومَ الأَضاحي والهَدْي الَّتِي يُعْطَوْنَها، فَفَسَّرَ قَوْلَ الأَعشى بِمَا رأَى، وَلَوْ شَاهَدَ الْعَرَبَ فِي بَادِيَتِهَا لَعَلِمَ أَن العُنَّة هِيَ الحِظَارُ مِنَ الشَّجَرِ. وَفِي الْمَثَلِ: كالمُهَدِّرِ فِي العُنَّةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يَتَهَدَّدُ وَلَا يُنَفِّذُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعُنَّةُ، بِالضَّمِّ أَيضاً، خَيْمة تُجْعَلُ مِنْ ثُمامٍ أَو أَغصان شَجَرٍ يُسْتَظَلُّ بِهَا. والعُنَّة: مَا يَجْمَعُهُ الرَّجُلُ مِنْ قَصَبٍ وَنَبْتٍ ليَعْلِفَه غَنَمه. يُقَالُ: جَاءَ بعُنَّةٍ عَظِيمَةٍ. والعَنَّةُ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ: العَطْفَة؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذا انصَرَفَتْ مِنْ عَنَّةٍ بَعْدَ عَنَّةٍ،

وجَرْسٍ عَلَى آثارِها كالمُؤَلَّبِ

والعُنَّةُ: مَا تُنْصَبُ عَلَيْهِ القِدْرُ. وعُنَّةُ القِدْر: الدِّقْدانُ؛ قَالَ:

عَفَتْ غيرَ أَنْآءٍ ومَنْصَبِ عُنَّةٍ،

وأَوْرَقَ مِنْ تحتِ الخُصاصَةِ هامِدُ

. والعَنُونُ مِنَ الدَّوَابِّ: الَّتِي تُباري فِي سَيْرِهَا الدوابَّ فتَقْدُمُها، وَذَلِكَ مِنْ حُمُر الْوَحْشِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

كأَنَّ الرَّحْلَ شُدَّ بِهِ خَنُوفٌ،

مِنَ الجَوْناتِ، هادِيةٌ عَنُونُ

. وَيُرْوَى: خَذُوفٌ، وَهِيَ السَّمِينَةُ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عَنَّانٌ عَلَى آنُفِ الْقَوْمِ إِذا كَانَ سَبَّاقاً لهم.

(2). البيتان

ص: 293

وَفِي حَدِيثِ

طَهْفة: وَذُو العِنانِ الرَّكُوبُ

؛ يُرِيدُ الْفَرَسَ الذَّلُولَ، نَسَبَهُ إِلى العِنانِ والرَّكوب لأَنه يُلْجَم ويُرْكَب. والعِنانُ: سَيْرُ اللِّجام. وَفِي حَدِيثِ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: كَانَ رجلٌ فِي أَرض لَهُ إِذ مَرَّتْ بِهِ عَنَانةٌ تَرَهْيَأُ

؛ العانَّة والعَنَانةُ: السَّحابة، وَجَمْعُهَا عَنَانٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَوْ بَلَغتْ خَطيئتُه عَنانَ السَّمَاءِ

؛ العَنَان، بِالْفَتْحِ: السَّحَابُ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ أَعْنان، بالأَلف، فإِن كَانَ الْمَحْفُوظُ أَعْنان فَهِيَ النَّوَاحِي؛ قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ؛ قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ: أَعْنانُ كُلِّ شَيْءٍ نَوَاحِيهِ، فأَما الَّذِي نَحْكِيهِ نَحْنُ فأَعْناءُ السَّمَاءِ نَوَاحِيهَا؛ قَالَهُ أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَرَّتْ بِهِ سحابةٌ فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا اسْمُ هَذِهِ؟ قَالُوا: هَذِهِ السحابُ، قَالَ: والمُزْنُ، قَالُوا: وَالْمُزْنُ، قال: والعَنان، قالوا: والعَنانُ

؛ وَقِيلَ: العَنان الَّتِي تُمْسِكُ الماءَ، وأَعْنانُ السَّمَاءِ نَوَاحِيهَا، وَاحِدُهَا عَنَنٌ وعَنٌّ. وأَعْنان السَّمَاءِ: صَفائحُها وَمَا اعترَضَ مِنْ أَقطارها كأَنه جَمْعُ عَنَنٍ. قَالَ يُونُسُ: لَيْسَ لمَنْقُوصِ الْبَيَانِ بَهاءٌ وَلَوْ حَكَّ بِيافُوخِه أَعْنان السَّمَاءِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: عَنان السَّمَاءِ، وَقِيلَ: عَنانُ السَّمَاءِ مَا عَنَّ لَكَ مِنْهَا إِذا نَظَرْتَ إِليها أَي مَا بَدَا لَكَ مِنْهَا. وأَعْنانُ الشَّجَرِ: أَطرافُه وَنَوَاحِيهِ. وعَنانُ الدَّارِ: جَانِبُهَا الَّذِي يَعُنُّ لَكَ أَي يَعْرِضُ. وأَما مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ

أَنه، صلى الله عليه وسلم، سُئِلَ عَنِ الإِبل فَقَالَ: أَعْنانُ الشَّياطين لَا تُقْبِلُ إِلَّا مُوَلِّية وَلَا تُدْبِرُ إِلَّا مُوَلِّية

، فإِنه أَراد أَنها عَلَى أَخلاق الشَّيَاطِينِ، وحقيقةُ الأَعْنانِ النَّوَاحِي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنه قَالَ كأَنها لِكَثْرَةِ آفَاتِهَا مِنْ نَوَاحِي الشَّيَاطِينِ فِي أَخلاقها وَطَبَائِعِهَا. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

لَا تصلوا في أَعْطانِ الإِبل لأَنها خُلِقَتْ مِنْ أَعْنانِ الشَّيَاطِينِ.

وعَنَنْتُ الكتابَ وأَعْنَنْتُه لِكَذَا أَي عَرَّضْتُه لَهُ وصرَفْته إِليه. وعَنَّ الكِتابَ يَعُنُّه عَنّاً وعَنَّنه: كَعَنْوَنَه، وعَنْوَنْتُه وعَلْوَنْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، مُشْتَقٌّ مِنَ المَعْنى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَنَّنْتُ الكتابَ تَعْنيناً وعَنَّيْتُه تَعْنِيَةً إِذا عَنْوَنْتَه، أَبدلوا مِنْ إِحدى النُّونَاتِ يَاءً، وسمي عُنْواناً [عِنْواناً] لأَنه يَعُنُّ الكِتابَ مِنْ ناحِيتيه، وأَصله عُنَّانٌ، فَلَمَّا كَثُرَتِ النُّونَاتُ قُلِبَتْ إِحداها وَاوًا، وَمَنْ قَالَ عُلْوانُ الْكِتَابِ جَعَلَ النُّونَ لَامًا لأَنه أَخف وأَظهر مِنَ النُّونِ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِي يُعَرِّض وَلَا يُصرِّحُ: قَدْ جَعَلَ كَذَا وَكَذَا عُنْواناً [عِنْواناً] لِحَاجَتِهِ؛ وأَنشد:

وتَعْرِفُ فِي عُنْوانِها بعضَ لَحْنِها،

وَفِي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهِيا

. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعُنْوانُ الأَثر؛ قَالَ سَوَّارُ بْنُ المُضرِّب:

وحاجةٍ دُونَ أُخرى قَدْ سنَحْتُ بِهَا،

جعلتُها لِلَّتِي أَخْفَيْتُ عُنْواناً

قَالَ: وَكُلَّمَا اسْتَدْلَلْتَ بشيءٍ تُظهره عَلَى غَيْرِهِ فَهُوَ عُنوانٌ لَهُ كَمَا قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَرْثِي عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ:

ضَحّوا بأَشْمطَ عُنوانُ السُّجودِ بِهِ،

يُقَطِّعُ الليلَ تَسْبِيحاً وقُرْآناً

. قَالَ اللَّيْثُ: العُلْوانُ لُغَةٌ فِي العُنْوان غَيْرُ جَيِّدَةٍ، والعُنوان، بِالضَّمِّ، هِيَ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ؛ وَقَالَ أَبو دُوَادَ الرُّوَاسِيّ:

لِمَنْ طَلَلٌ كعُنْوانِ الكِتابِ،

ببَطْنِ أُواقَ، أَو قَرَنِ الذُّهابِ؟

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لأَبي الأَسود الدُّؤَليّ:

ص: 294

نظَرْتُ إِلى عُنْوانِه [عِنْوانِه] فنبَذتُه،

كنَبْذِكَ نَعلًا أَخلقَتْ مِنْ نِعالكا

. وَقَدْ يُكْسَرُ فَيُقَالُ عِنوانٌ وعِنيانٌ. واعْتَنَّ مَا عِنْدَ الْقَوْمِ أَي أُعْلِمَ خَبَرَهم. وعَنْعَنةُ تَمِيمٍ: إِبدالُهم الْعَيْنَ مِنَ الْهَمْزَةِ كَقَوْلِهِمْ عَنْ يُرِيدُونَ أَنْ؛ وأَنشد يَعْقُوبُ:

فَلَا تُلْهِكَ الدُّنْيَا عَنِ الدِّينِ، واعْتَمِلْ

لآخرةٍ لَا بُدّ عنْ سَتَصِيرُها

. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَعَنْ تَرَسَّمْتَ مِنْ خَرْقَاءَ منْزِلةً،

ماءُ الصَّبَابةِ مِنْ عَينيكَ مَسْجُومُ

. أَراد أَأَن ترَسَّمْتَ؛ وَقَالَ جِرانُ العَوْدِ:

فَمَا أُبْنَ حَتَّى قُلْنَ يَا ليْتَ عَنَّنا

تُرابٌ، وعَنَّ الأَرضَ بالناسِ تُخْسَفُ

. قَالَ الْفَرَّاءُ: لُغَةُ قُرَيْشٍ وَمَنْ جَاوَرَهُمْ أَنَّ، وتميمٌ وقَيْس وأَسَدٌ وَمَنْ جَاوَرَهُمْ يَجْعَلُونَ أَلف أَن إِذا كَانَتْ مَفْتُوحَةً عَيْنًا، يَقُولُونَ: أَشهد عَنَّك رَسُولُ اللَّهِ، فإِذا كَسَرُوا رَجَعُوا إِلى الأَلف؛ وَفِي حَدِيثِ

قَيْلةَ: تَحْسَبُ عَنِّي نَائِمَةٌ

أَي تَحْسَبُ أَني نَائِمَةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

حُصَين بْنِ مُشَمِّت: أَخبرنا فُلَانٌ عَنَّ فُلَانًا حَدَّثه

أَي أَن فُلَانًا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنَّهم يفعلون لبَحَحٍ فِي أَصواتهم، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لأَنَّكَ ولعَنَّك، تَقُولُ ذَاكَ بِمَعْنَى لَعَلَّك. ابْنُ الأَعرابي: لعنَّكَ لِبَنِي تَمِيمٍ، وَبَنُو تَيْم اللَّهِ بْنُ ثَعْلبة يَقُولُونَ: رَعَنَّك، يُرِيدُونَ لَعَلَّكَ. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: رَعَنَّكَ ولغَنَّك، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، بِمَعْنَى لعَلَّكَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: كُنَّا فِي عُنَّةٍ مِنَ الكَلإِ وفُنَّةٍ وثُنَّةٍ وعانِكَةٍ مِنَ الكلإِ واحدٌ أَي كُنَّا فِي كَلاءٍ كَثِيرٍ وخِصْبٍ. وَعَنْ: مَعْنَاهَا مَا عَدَا الشيءَ، تَقُولُ: رَمَيْتُ عَنِ القوسْ لأَنه بِهَا قَذَفَ سَهْمَهُ عَنْهَا وعدَّاها، وأَطعمته عَنْ جُوعٍ، جَعَلَ الْجُوعَ مُنْصَرِفًا بِهِ تَارِكًا لَهُ وَقَدْ جَاوَزَهُ، وَتَقَعُ مِنْ مَوْقِعَهَا، وَهِيَ تَكُونُ حَرْفًا وَاسْمًا بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ مِنْ عَنْه؛ قَالَ القُطَامِيّ:

فقُلْتُ للرَّكْبِ، لِمَا أَنْ عَلا بهمُ،

مِنْ عَنْ يمينِ الحُبَيّا، نظرةٌ قَبَلُ

. قَالَ: وإِنما بُنِيَتْ لِمُضَارَعَتِهَا لِلْحَرْفِ؛ وَقَدْ تُوضَعُ عَنْ مَوْضِعَ بَعْدُ كَمَا قال الحرث بْنُ عُبَاد:

قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ مِنِّي،

لقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عَنْ حيالِ

. أَي بَعْدَ حِيَالِ؛ وَقَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ:

وتُضْحي فَتيتُ المِسكِ فوقَ فِراشِها،

نَؤُوم الضُّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ

. وَرُبَّمَا وُضِعَتْ مَوْضِعَ عَلَى كَمَا قَالَ ذُو الإِصبع الْعَدْوَانِيُّ:

لَاهِ ابنُ عمِّكَ لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَبٍ

عَني، وَلَا أَنتَ دَيّاني فتَخْزُوني

. قَالَ النَّحْوِيُّونَ: عَنْ سَاكِنَةَ النُّونِ حَرْفٌ وُضِعَ لمَعْنى مَا عَدَاكَ وَتَرَاخَى عَنْكَ. يُقَالُ: انصَرِفْ عنِّي وتنحَّ عَنِّي. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الْعَرَبُ تزيدُ عَنْكَ، يُقَالُ: خُذْ ذَا عَنْكَ، وَالْمَعْنَى: خُذْ ذَا، وَعَنْكَ زِيَادَةٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ يُخَاطِبُ لَيْلَى الأَخيلية:

دَعي عنكِ تَشْتامَ الرجالِ، وأَقبِلي

عَلَى أَذْلَعِيٍّ يَملأُ اسْتَكِ فَيْشَلا

. أَراد يملأُ اسْتَكِ فَيْشلُه فَخَرَجَ نَصْبًا عَلَى التَّفْسِيرِ، وَيَجُوزُ حَذْفُ النُّونِ مِنْ عَنْ لِلشَّاعِرِ كَمَا يَجُوزُ لَهُ حَذْفُ نُونِ مِنْ، وكأَنَّ حذْفَه إِنَّمَا هُوَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، إِلا أَن حَذْفَ نُونِ مِنْ فِي الشِّعْرِ أَكثر مِنْ حَذْفِ نُونِ عَنْ، لأَن دُخُولَ مِنْ فِي الْكَلَامِ أَكثر مِنْ دُخُولِ عَنْ.

ص: 295

وعَنِّي: بِمَعْنَى عَلِّي أَي لَعَلِّي؛ قَالَ القُلاخُ:

يَا صاحِبَيَّ، عَرِّجا قَلِيلا،

عَنَّا نُحَيِّي الطَّلَلَ المُحِيلا

. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَنَّا، قَالَ: قَالَ الْمُبَرِّدُ مِنْ وَإِلَى وَرُبَّ وَفِي وَالْكَافُ الزَّائِدَةُ وَالْبَاءُ الزَّائِدَةُ وَاللَّامُ الزَّائِدَةُ هِيَ حُرُوفُ الإِضافة الَّتِي يُضَافُ بِهَا الأَسماء والأَفعال إِلَى مَا بَعْدَهَا، قَالَ: فأَما مَا وَضَعَهُ النَّحْوِيُّونَ نَحْوُ عَلَى وَعَنْ وَقَبْلُ وبَعْدُ وبَيْن وَمَا كَانَ مثلَ ذَلِكَ فإِنما هِيَ أَسماء؛ يُقَالُ: جِئْتُ مِنْ عِنْدِه، وَمِنْ عَلَيْهِ، وَمِنْ عَنْ يَسَارِهِ، وَمِنْ عَنْ يَمِينِهِ؛ وأَنشد بَيْتَ الْقَطَامِيُّ:

مِنْ عَنْ يَمِينِ الحُبَيّا نظْرَةٌ قَبَلُ.

قَالَ: وَمِمَّا يَقَعُ الْفَرْقُ فِيهِ بَيْنَ مِنْ وَعَنْ أَن مِنْ يُضَافُ بِهَا مَا قَرُبَ مِنَ الأَسماء، وَعَنْ يُوصَل بِهَا مَا تَراخى، كَقَوْلِكَ: سَمِعْتُ مِنْ فُلَانٍ حَدِيثًا، وَحَدَّثَنَا عَنْ فُلَانٍ حَدِيثًا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ

؛ أَي مِنْ عِبَادِهِ. الأَصمعي: حدَّثني فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ، يُرِيدُ عَنْهُ. ولَهِيتُ مِنْ فُلَانٍ وَعَنْهُ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَهِيتُ عَنْهُ لَا غَيْرُ، وَقَالَ: الْهَ مِنْه وَعَنْهُ، وَقَالَ: عَنْكَ جَاءَ هَذَا، يُرِيدُ مِنْكَ؛ وَقَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيّةَ:

أَفَعنْك لَا بَرْقٌ، كأَنَّ ومِيضَهُ

غابٌ تَسَنَّمهُ ضِرامٌ مُوقَدُ؟

قَالَ: يُرِيدُ أَمِنْكَ بَرْقٌ، وَلَا صِلَةٌ؛ رَوَى جميعَ ذَلِكَ أَبو عُبَيْدٍ عَنْهُمْ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ تَكُونُ عَنْ بِمَعْنَى عَلَى؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الإِصبع الْعَدْوَانِيِّ:

لَا أَفضلْتَ فِي حَسَبٍ عَنِّي.

قَالَ: عَنِّي فِي مَعْنَى عَليَّ أَي لَمْ تُفْضِلْ فِي حَسَبٍ عَلَيَّ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ عَنْ بِمَعْنَى بَعْدُ؛ وأَنشد:

وَلَقَدْ شُبَّتِ الحُرُوبُ، فَمَا غَمَّرْتَ

فِيهَا، إِذْ قَلَّصَتْ عَنْ حِيالِ

أَيْ قلَّصَتْ بَعْدَ حِيالها؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ لَبِيَدٍ:

لِورْدٍ تَقْلِصُ الغِيطانُ عَنْهُ،

يَبُكُّ مسافَةَ الخِمْسِ الكَمالِ «3»

. قَالَ: قَوْلُهُ عَنْهُ أَي مِنْ أَجله. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: سِرْ عَنْكَ وانْفُذْ عَنْكَ أَي امضِ وجُزْ، لَا مَعْنَى لعَنْك. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه طَافَ بِالْبَيْتِ مَعَ يَعْلَى بْنِ أُميَّة، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الرُّكْنِ الغرْبيِّ الَّذِي يَلِي الأَسْودَ قَالَ لَهُ: أَلا تسْتَلِمُ؟ فَقَالَ لَهُ: انْفُذْ عَنْكَ فإِن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، لَمْ يسْتَلِمْه

؛ وَفِي الْحَدِيثِ: تَفْسِيرُهُ أَي دَعْه. وَيُقَالُ: جَاءَنَا الْخَبَرُ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَتَخْفِضُ النُّونَ. وَيُقَالُ: جَاءَنَا مِنَ الْخَيْرِ مَا أَوجب الشُّكْرَ فَتَفْتَحُ النُّونَ، لأَن عَنْ كَانَتْ فِي الأَصل عَنِي وَمِنْ أَصلها مِنَا، فَدَلَّتِ الْفُتْحَةُ عَلَى سُقُوطِ الأَلف كَمَا دَلَّتِ الْكَسْرَةُ فِي عَنْ عَلَى سُقُوطِ الْيَاءِ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ:

مِنَا أَنْ ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ، حَتَّى

أَغاثَ شَرِيدَهمْ مَلَثُ الظَّلامِ

. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: فِي إِعراب مِنَ الوقفُ إِلا أَنها فُتِحَتْ مَعَ الأَسماء الَّتِي تَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ كَقَوْلِكَ مِنَ النَّاسِ، النُّونُ مِنْ مِنْ سَاكِنَةٌ وَالنُّونُ مِنَ النَّاسِ سَاكِنَةٌ، وَكَانَ فِي الأَصل أَن تُكْسَرَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، وَلَكِنَّهَا فُتِحَتْ لِثِقَلِ اجْتِمَاعِ كَسْرَتَيْنِ لَوْ كَانَ مِنِ النَّاسِ لثَقُلَ ذَلِكَ، وأَما إِعراب عَنِ النَّاسِ فَلَا يَجُوزُ فِيهِ إِلا الْكَسْرُ لأَن أَول عَنْ مَفْتُوحٌ، قَالَ: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ الزَّجَّاجُ فِي الفرق بينهما.

(3). قوله [يبك مسافة إلخ] كذا أَنشده هنا كالتهذيب، وأَنشده في مادة قلص كالمحكم: يبذ مفازة الخمس الكلالا

ص: 296

عهن: العِهْنُ: الصُّوفُ المَصْبُوغُ أَلواناً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ

. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: أَنها فتَلَتْ قلائدَ هَدْيِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مِنْ عِهْنٍ

؛ قَالُوا: العِهْنُ الصُّوفُ المُلَوَّنُ، وَقِيلَ: العِهْنُ الصُّوفُ الْمَصْبُوغُ أَيَّ لَوْنٍ كَانَ، وَقِيلَ: كلُّ صُوفٍ عِهْنٌ، والقِطْعةُ مِنْهُ عِهْنةٌ، وَالْجَمْعُ عُهُونٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:

فاضَ مِنْهُ مِثْلُ العُهونِ مِنَ الرَّوْضِ،

وَمَا ضَنّ بالإِخاذِ غُدُرْ

. ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ عاهِنٌ أَي مُسْترخٍ كَسْلان؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: أَصلُ العاهِن أَن يَتَقَصَّفَ القضيبُ مِنَ الشَّجَرَةِ وَلَا يَبينَ فَيَبْقَى مُتَعَلِّقًا مُسْتَرْخِيًا. والعُهْنة: انكسارٌ فِي الْقَضِيبِ مِنْ غَيْرِ بَيْنونة، إِذَا نظرتَ إِلَيْهِ حَسِبْتَهُ صَحِيحًا، فَإِذَا هَزَزْتَهُ انْثَنَى، وَقَدْ عَهَن. والعاهِنُ: الْفَقِيرُ لِانْكِسَارِهِ. وعَهَن الشيءُ: دَامَ وَثَبَتَ. وعَهَن أَيضاً: حَضَرَ. ومالٌ عاهِن: حَاضِرٌ ثَابِتٌ، وَكَذَلِكَ نَقْدٌ عاهِنٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لَعاهِنُ الْمَالِ أَي حَاضِرُ النَّقْد؛ وَقَوْلُ كُثَيِّرٍ:

ديارُ ابنةِ الضَّمْريِّ إِذْ حَبْلُ وَصْلِها

مَتِينٌ، وإِذ مَعْرُوفُها لَكَ عاهِنُ

. يَكُونُ الْحَاضِرُ وَالثَّابِتُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لتأَبط شَرًّا:

أَلا تِلْكُمو عِرْسي مُنَيْعةُ ضُمّنتْ،

مِنَ اللَّهِ، أَيْماً مُسْتَسِرّاً وعاهِنا

. أَي مُقِيمًا حَاضِرًا. والعاهِنُ: الطَّعَامُ الْحَاضِرُ وَالشَّرَابُ الْحَاضِرُ. والعاهنُ: الْحَاضِرُ الْمُقِيمُ الثَّابِتُ. وَيُقَالُ: إِنه لَعِهْنُ مالٍ إِذَا كَانَ حَسَنَ الْقِيَامِ عَلَيْهِ. وعَهَن بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ. وأَعطاه مِنْ عاهِنِ مَالِهِ وآهِنه مُبْدَلٌ أَي مِنْ تِلاده. وَيُقَالُ: خُذْ مِنْ عاهِنِ الْمَالِ وآهِنه أَي مِنْ عَاجِلِهِ وَحَاضِرِهِ. والعَواهِنُ: جَرَائِدُ النَّخْلِ إِذَا يَبستْ، وَقَدْ عَهَنتْ تَعْهِنُ وتَعْهُنُ، بِالضَّمِّ، عُهوناً؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقِيلَ: العَواهِنُ السَّعَفاتُ اللَّوَاتِي يَلِينَ القِلَبَة، فِي لُغَةِ أَهل الْحِجَازِ، وَهِيَ الَّتِي يُسَمِّيهَا أَهل نَجْدٍ الخَوافي، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ جوارحُ الإِنسان عَواهِنَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

عُمَرَ: ائْتِنِي بِجَرِيدَةٍ واتَّقِ العَواهِنَ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ جَمْعُ عاهِنةٍ وَهِيَ السَّعفات الَّتِي يَلِينَ قُلْبَ النَّخْلَةِ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهَا إِشفاقاً عَلَى قُلْب النَّخْلَةِ أَن يَضُرَّ بِهِ قطعُ مَا قرُبَ مِنْهَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العَواهِن السَّعَفات اللَّوَاتِي دُونَ القِلَبة، مَدَنيَّةٌ، وَالْوَاحِدُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ عاهِنٌ وعاهِنة. ابْنُ الأَعرابي: العِهان والإِهان والعُرْهونُ والعُرْجونُ والفِتاقُ والعَسَقُ والطَّرِيدة واللَّعِينُ والضِّلَعُ والعُرْجُدُ وَاحِدٌ؛ قَالَ الأَزهري: كُلُّهُ أَصل الكِباسة. والعَواهِنُ: عُرُوقٌ فِي رحِمِ النَّاقَةِ؛ قَالَ ابنُ الرِّقاع:

أَوْكَتْ عَلَيْهِ مَضِيقاً مِنْ عَواهِنها،

كَمَا تَضَمَّنَ كشْحُ الحُرَّة الحَبَلا

. عَلَيْهِ: يَعْنِي الْجَنِينَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: عَواهِنُها مَوْضِعُ رَحِمِهَا مِنْ بَاطِنٍ كعَواهِن النَّخْلِ. وأَلْقى الْكَلَامَ عَلَى عَواهِنه: لَمْ يَتَدَبَّرْهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا لَمْ يُبَلْ أَصاب أَم أَخطأَ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا تَهَاوَنَ بِهِ، وَقِيلَ: هُوَ إِذَا قَالَهُ مِنْ قَبِيحِهِ وَحَسَنِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِنَّ السَّلَفَ كَانُوا يُرْسِلون الْكَلِمَةَ عَلَى عَواهِنها

أَي لَا يَزُمُّونها وَلَا يَخطِمونها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: العَواهِنُ أَن تأْخذ غيرَ الطَّرِيقِ فِي السَّيْرِ أَو الْكَلَامِ، جَمْعُ عاهِنة، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِكَ عَهِنَ لَهُ كَذَا أَي عجِلَ. وعَهِنَ الشيءُ إِذَا حَضَر أَي أَرسل الْكَلَامَ عَلَى مَا حضَر مِنْهُ وعَجِلَ مِنْ خطأٍ وَصَوَابٍ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ إِنَّهُ ليَحْدِسُ الكلامَ عَلَى عَواهنه،

ص: 297

وَهُوَ أَن يتعسَّف الكلامَ وَلَا يتأَنى. يُقَالُ: عَهَنتُ عَلَى كَذَا وَكَذَا أَعْهُنُ؛ الْمَعْنَى أَي أُثَبِّي مِنْهُ مَعْرِفَةً؛ وَيُقَالُ: أُثبِّي أُثْبِتُ مِنْ قَوْلِ لَبِيدٌ:

يُثَبِّي ثَناءً مِنْ كريمٍ

. وَقَوْلُهُ:

أَلا انْعَمْ عَلَى حُسْنِ التَّحيَّة واشْرب

. وعَهَنَ مِنْهُ خَيْرٌ يَعْهُنُ عُهوناً: خَرَجَ، وَقِيلَ: كُلُّ خَارِجٍ عاهِنٌ. والعِهْنة: بَقْلَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعِهْنة مِنْ ذُكُورِ البَقْل. قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي الْبَادِيَةِ شَجَرَةً لَهَا وَرْدَةٌ حَمْرَاءُ يُسَمُّونَهَا العِهْنة. وعُهَيْنة: قَبِيلَةٌ دَرَجَتْ. وعاهِنٌ: وَادٍ مَعْرُوفٌ. وعاهانُ بْنُ كَعْبٍ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، فِيمَنْ أَخذه مِنَ العِهْن، وَمَنْ أَخذه مِنَ الْعَاهَةِ فَبَابُهُ غير هذا الباب.

عون: العَوْنُ: الظَّهير عَلَى الأَمر، الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ فِيهِ سَوَاءٌ، وَقَدْ حُكِيَ فِي تَكْسِيرِهِ أَعْوان، وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِذَا جاءَتْ السَّنة: جَاءَ مَعَهَا أَعْوانها؛ يَعْنون بِالسَّنَةِ الجَدْبَ، وبالأَعوان الْجَرَادَ والذِّئاب والأَمراض، والعَوِينُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. أَبو عَمْرٍو: العَوينُ الأَعْوانُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِثْلُهُ طَسيسٌ جَمْعُ طَسٍّ. وَتَقُولُ: أَعَنْتُه إِعَانَةً واسْتَعَنْتُه واستَعَنْتُ بِهِ فأَعانَني، وإنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإِن لَمْ يَكُنْ تَحْتَهُ ثُلَاثِيٌّ مُعْتَلٌّ، أَعني أَنه لَا يُقَالُ عانَ يَعُونُ كَقام يَقُومُ لأَنه، وَإِنْ لَمْ يُنْطَق بثُلاثِيِّه، فإِنه فِي حُكْمِ الْمَنْطُوقِ بِهِ، وَعَلَيْهِ جاءَ أَعانَ يُعِين، وَقَدْ شَاعَ الإِعلال فِي هَذَا الأَصل، فَلَمَّا اطَّرَدَ الإِعلال فِي جَمِيعِ ذَلِكَ دَلَّ أَن ثُلَاثِيَّهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَعْمَلًا فإِنه فِي حُكْمِ ذَلِكَ، والإِسم العَوْن والمَعانة والمَعُونة والمَعْوُنة والمَعُون؛ قَالَ الأَزهري: والمَعُونة مَفْعُلة فِي قِيَاسِ مَنْ جَعَلَهُ مِنَ العَوْن؛ وَقَالَ ناسٌ: هِيَ فَعُولة مِنَ الماعُون، وَالْمَاعُونُ فَاعُولٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ مِنَ النَّحْوِيِّينَ: المَعُونة مَفْعُلة مِنَ العَوْن مِثْلُ المَغُوثة مِنَ الغَوْث، وَالْمَضُوفَةُ مِنْ أَضافَ إِذَا أَشفق، والمَشُورة مِنْ أَشارَ يُشير، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ الْهَاءَ فَيَقُولُ مَعُونٌ، وَهُوَ شَاذٌّ لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَفْعُل بِغَيْرِ هَاءٍ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: لَا يأْتي فِي الْمُذَكَّرِ مَفْعُلٌ، بِضَمِّ الْعَيْنِ، إلَّا حَرْفَانِ جاءَا نَادِرَيْنِ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِمَا: المَعُون، والمَكْرُم؛ قَالَ جميلٌ:

بُثَيْنَ الْزَمي لَا، إنَّ لَا إنْ لزِمْتِه،

عَلَى كَثْرة الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ

يَقُولُ: نِعْمَ العَوْنُ قَوْلُكِ لَا فِي رَدِّ الوُشاة، وَإِنْ كَثُرُوا؛ وَقَالَ آخَرُ:

ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ «1»

. وَقِيلَ: مَعُونٌ جَمْعُ مَعونة، ومَكْرُم جَمْعُ مَكْرُمة؛ قَالَهُ الْفَرَّاءُ. وتعاوَنوا عليَّ واعْتَوَنوا: أَعان بَعْضُهُمْ بَعْضًا. سِيبَوَيْهِ: صحَّت واوُ اعْتَوَنوا لأَنها فِي مَعْنَى تعاوَنوا، فَجَعَلُوا تَرْكَ الإِعلال دَلِيلًا عَلَى أَنه فِي مَعْنَى مَا لَا بُدَّ مِنْ صِحَّتِهِ، وَهُوَ تَعَاوَنُوا؛ وَقَالُوا: عاوَنْتُه مُعاوَنة وعِواناً، صَحَّتِ الْوَاوُ فِي الْمَصْدَرِ لِصِحَّتِهَا فِي الْفِعْلِ لِوُقُوعِ الأَلف قَبْلَهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ اعْتَوَنوا واعْتانوا إِذَا عاوَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

فكيفَ لَنَا بالشُّرْبِ، إنْ لَمْ يكنْ لَنَا

دَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ، وَلَا نَقْدُ؟

أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ، أَم يَنْبَري لَنَا

فَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيفِ، شِيمَتُه الحَمْدُ؟

(1). قوله [ليوم مجد إلخ] كذا بالأَصل والمحكم، والذي في التهذيب: ليوم هيجا

ص: 298

وتَعاوَنَّا: أَعان بَعْضُنَا بَعْضًا. والمَعُونة: الإِعانَة. وَرَجُلٌ مِعْوانٌ: حَسَنُ المَعُونة. وَتَقُولُ: مَا أَخلاني فُلَانٌ مِنْ مَعاوِنه، وَهُوَ جَمْعُ مَعُونة. وَرَجُلٌ مِعْوان: كَثِيرُ المَعُونة لِلنَّاسِ. واسْتَعَنْتُ بِفُلَانٍ فأَعانَني وعاونَني. وَفِي الدُّعَاءِ: رَبِّ أَعنِّي وَلَا تُعِنْ عَليَّ. والمُتَعاوِنة مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي طَعَنت فِي السِّنِّ وَلَا تَكُونُ إِلَّا مَعَ كَثْرَةِ اللَّحْمِ؛ قَالَ الأَزهري: امرأَة مُتَعاوِنة إِذَا اعْتَدَلَ خَلْقُها فَلَمْ يَبْدُ حَجْمُها. وَالنَّحْوِيُّونَ يُسَمُّونَ الْبَاءَ حَرْفَ الِاسْتِعَانَةِ، وَذَلِكَ أَنك إِذَا قُلْتَ ضَرَبْتُ بِالسَّيْفِ وَكَتَبْتُ بِالْقَلَمِ وبَرَيْتُ بالمُدْيَة، فكأَنك قُلْتَ اسْتَعَنْتُ بِهَذِهِ الأَدوات عَلَى هَذِهِ الأَفعال. قَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ شَيْءٍ أَعانك فَهُوَ عَوْنٌ لَكَ، كَالصَّوْمِ عَوْنٌ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَالْجَمْعُ الأَعْوانُ. والعَوانُ مِنَ الْبَقَرِ وَغَيْرِهَا: النَّصَفُ فِي سنِّها. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ

؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: انْقَطَعَ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ وَلا بِكْرٌ، ثُمَّ استأْنف فَقَالَ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ

، وَقِيلَ: الْعَوَانُ مِنَ الْبَقْرِ وَالْخَيْلِ الَّتِي نُتِجَتْ بَعْدَ بَطْنِهَا البِكْرِ. أَبو زَيْدٍ: عانَتِ الْبَقَرَةُ تَعُون عُؤُوناً إِذَا صَارَتْ عَواناً؛ والعَوان: النَّصَفُ الَّتِي بَيْنَ الفارِضِ، وَهِيَ المُسِنَّة، وَبَيْنَ الْبِكْرِ، وَهِيَ الصَّغِيرَةُ. وَيُقَالُ: فَرَسٌ عَوانٌ وَخَيْلٌ عُونٌ، عَلَى فُعْلٍ، والأَصل عُوُن فَكَرِهُوا إِلْقَاءَ ضَمَّةٍ عَلَى الْوَاوِ فَسَكَّنُوهَا، وَكَذَلِكَ يُقَالُ رَجُلٌ جَوادٌ وَقَوْمٌ جُود؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ:

تَحُلُّ سُهُولَها، فإِذا فَزَعْنا،

جَرَى منهنَّ بِالْآصَالِ عُونُ.

فَزَعْنا: أَغَثْنا مُسْتَغيثاً؛ يَقُولُ: إِذَا أَغَثْنا رَكِبْنَا خَيْلًا، قَالَ: وَمَنْ زَعَمَ أَن العُونَ هَاهُنَا جَمْعُ العانَةِ فَقَدْ أَبطل، وأَراد أَنهم شُجْعان، فإِذا اسْتُغيث بِهِمْ رَكِبُوا الْخَيْلَ وأَغاثُوا. أَبو زَيْدٍ: بَقَرة عَوانٌ بَيْنَ المُسِنَّةِ وَالشَّابَّةِ. ابْنُ الأَعرابي: العَوَانُ مِنَ الْحَيَوَانِ السِّنُّ بَيْنَ السِّنَّيْنِ لَا صَغِيرٌ وَلَا كَبِيرٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العَوَان النَّصَفُ فِي سِنِّها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تُعَلَّمُ العَوانُ الخِمْرَةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَي المُجَرِّبُ عَارِفٌ بأَمره كَمَا أَن المرأَة الَّتِي تَزَوَّجَتْ تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمار. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: العَوانُ مِنَ النِّسَاءِ التَّيِ قَدْ كَانَ لَهَا زَوْجٌ، وَقِيلَ: هِيَ الثيِّب، وَالْجَمْعُ عُونٌ؛ قَالَ:

نَواعِم بَيْنَ أَبْكارٍ وعُونٍ،

طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي.

تَقُولُ مِنْهُ: عَوَّنَتِ المِرأَةُ تَعْوِيناً إِذَا صَارَتْ عَواناً، وَعَانَتْ تَعُونُ عَوْناً. وحربٌ عَوان: قُوتِل فِيهَا مَرَّةً «1» . كأَنهم جَعَلُوا الأُولى بِكْرًا، قَالَ: وَهُوَ عَلَى المَثَل؛ قَالَ:

حَرْباً عَوَانًا لَقِحَتْ عَنْ حُولَلٍ،

خَطَرتْ وَكَانَتْ قَبْلَهَا لَمْ تَخْطُرِ

وحَرْبٌ عَوَان: كَانَ قبلها حرب؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَبي جَهْلٍ:

مَا تَنْقِمُ الحربُ العَوانُ مِنِّي؟

بازِلُ عَامَيْنِ حَدِيثٌ سِنِّي،

لمِثْل هَذَا وَلَدَتْني أُمّي.

وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كَانَتْ ضَرَباتُه مُبْتَكَراتٍ لَا عُوناً

؛ العُونُ: جَمْعُ العَوان، وَهِيَ الَّتِي وَقَعَتْ مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إِلَى المُراجَعة؛ وَمِنْهُ الْحَرْبُ العَوانُ أَي المُتَردّدة، والمرأَة العَوان وَهِيَ الثَّيِّبُ، يَعْنِي أَن ضَرَبَاتِهِ كَانَتْ قاطعة ماضية لا

(1). قوله: مرة، أي مرّةً بعد الأَخرى

ص: 299

تَحْتَاجُ إِلَى الْمُعَاوَدَةِ وَالتَّثْنِيَةِ. وَنَخْلَةٌ عَوانٌ: طَوِيلَةٌ، أَزْدِيَّة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَوَانَةُ النَّخْلَةُ، فِي لُغَةِ أَهل عُمانَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَوانَة النَّخْلَةُ الطَّوِيلَةُ، وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ، وَهِيَ الْمُنْفَرِدَةُ، وَيُقَالُ لَهَا القِرْواحُ والعُلْبَة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعَوَانة الباسِقَة مِنَ النَّخْلِ، قَالَ: والعَوَانة أَيضاً دُودَةٌ تَخْرُجُ مِنَ الرَّمْلِ فَتَدُورُ أَشواطاً كَثِيرَةً. قَالَ الأَصمعي: العَوانة دَابَّةٌ دُونَ القُنْفُذ تَكُونُ فِي وَسَطِ الرَّمْلة الْيَتِيمَةِ، وَهِيَ الْمُنْفَرِدَةُ مِنَ الرَّمْلَاتِ، فَتَظْهَرُ أَحياناً وَتَدُورُ كأَنها تَطْحَنُ ثُمَّ تَغُوصُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِهَذِهِ الدَّابَّةِ الطُّحَنُ، قَالَ: والعَوانة الدَّابَّةُ، سُمِّيَ الرَّجُلُ بِهَا. وبِرْذَوْنٌ مُتَعاوِنٌ ومُتَدارِك ومُتَلاحِك إِذَا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه. والعَانة: الْقَطِيعُ مِنْ حُمُر الْوَحْشِ. وَالْعَانَةُ: الأَتان، وَالْجَمْعُ مِنْهُمَا عُون، وَقِيلَ: وَعَانَاتٌ. ابْنُ الأَعرابي: التَّعْوِينُ كثرةُ بَوْكِ الْحِمَارِ لِعَانَتِهِ. والتَّوْعِينُ: السِّمَن. وَعَانَةُ الإِنسان: إِسْبُه، الشعرُ النابتُ عَلَى فَرْجِهِ، وَقِيلَ: هِيَ مَنْبِتُ الشَّعَرِ هُنَالِكَ. واسْتَعان الرجلُ: حَلَقَ عانَتَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

مِثْل البُرام غَدا فِي أُصْدَةٍ خَلَقٍ،

لَمْ يَسْتَعِنْ، وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ

. البُرام: القُرادُ، لَمْ يَسْتَعِنْ أَي لَمْ يَحْلِقْ عَانَتَهُ، وحَوامي الموتِ: حوائِمُه فَقَلَبَهُ، وَهِيَ أَسباب الْمَوْتِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ وَقَدْ عرَضَه رَجُلٌ عَلَى القَتْل: أَجِرْ لِي سَراويلي فإِني لَمْ أَسْتَعِنْ. وتَعَيَّنَ: كاسْتَعان؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَصله الْوَاوُ، فإِما أَن يَكُونَ تَعَيَّنَ تَفَيْعَلَ، وإِما أَن يَكُونَ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ كالصَّيَّاغ فِي الصَّوَّاغ، وَهُوَ أَضعف الْقَوْلَيْنِ إِذْ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لِوَجَدْنَا تَعَوَّنَ، فعَدَمُنا إِياه يَدُلُّ عَلَى أَن تَعَيَّنَ تَفَيْعَل. الْجَوْهَرِيُّ: العانَة شعرُ الركَبِ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الْعَانَةُ مَنْبِت الشَّعَرِ فَوْقَ القُبُل مِنَ المرأَة، وَفَوْقَ الذَّكَرِ مِنَ الرَّجُلِ، والشَّعَر النابتُ عَلَيْهِمَا يُقَالُ لَهُ الشِّعْرَةُ والإِسْبُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. وَفُلَانٌ عَلَى عانَة بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أَي جَمَاعَتِهِمْ وحُرْمَتِهم؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ قَائِمٌ بأَمرهم. والعانَةُ: الحَظُّ مِنَ الْمَاءِ للأَرض، بِلُغَةِ عَبْدِ الْقَيْسِ. وعانَةُ: قَرْيَةٌ مِنْ قُرى الْجَزِيرَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: قَرْيَةٌ عَلَى الفُرات، وَتَصْغِيرُ كُلِّ ذَلِكَ عُوَيْنة. وأَما قَوْلُهُمْ فِيهَا عاناتٌ فَعَلَى قَوْلِهِمْ رامَتانِ، جَمَعُوا كَمَا ثَنَّوْا. والعانِيَّة: الخَمْر، مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا. اللَّيْثُ: عاناتُ مَوْضِعٌ بِالْجَزِيرَةِ تُنْسَبُ إِلَيْهَا الْخَمْرُ العانِيَّة؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

كأَنَّ رِيقَتَها بَعْدَ الكَرى اغْتَبَقَتْ

مِنْ خَمْرِ عانَةَ، لَمَّا يَعْدُ أَن عَتَقا

. وَرُبَّمَا قَالُوا عاناتٌ كَمَا قَالُوا عَرَفَةُ وعَرَفات، وَالْقَوْلُ فِي صَرْفِ عَانَاتٍ كَالْقَوْلِ فِي عَرَفات وأَذْرِعات؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ عَانَاتِ قَوْلُ الأَعشى:

تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً،

ورَجَّى خَيرَها عَامًا فَعَامَا

. قَالَ: وَذَكَرَ الهرويُّ أَنه يُرْوَى بَيْتُ إِمرئ الْقَيْسِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: تَنَوَّرتُها مِنْ أَذرِعاتٍ بِالتَّنْوِينِ، وأَذرعاتِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وأَذرعاتَ بِفَتْحِ التَّاءِ؛ قَالَ: وَذَكَرَ أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ أَنه لَا يَجُوزُ فَتْحُ التَّاءِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وعَوْنٌ وعُوَيْنٌ وعَوانةُ: أَسماء. وعَوانة وعوائنُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ تأبَّط شَرًّا:

وَلَمَّا سمعتُ العُوصَ تَدْعو، تنَفَّرَتْ

عصافيرُ رأْسي مِنْ بَرًى فعَوائنا.

ص: 300

ومَعانُ: مَوْضِعٌ بِالشَّامِ عَلَى قُرب مُوتة؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحة:

أَقامتْ ليلَتين عَلَى مَعانٍ،

وأَعْقَبَ بعد فَتَرتها جُمومُ.

عين: العَيْنُ: حَاسَّةُ الْبَصَرِ وَالرُّؤْيَةِ، أُنثى، تَكُونُ للإِنسان وَغَيْرِهِ مِنَ الْحَيَوَانِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: العَينُ الَّتِي يُبْصِرُ بِهَا النَّاظِرُ، وَالْجَمْعُ أَعْيان وأَعْيُن وأَعْيُنات، الأَخيرة جَمْعُ الْجَمْعِ وَالْكَثِيرُ عُيون، قَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ المَدان:

ولكِنَّني أَغْدُو، عَليَّ مُفاضةٌ

دِلاصٌ، كأَعْيانِ الْجَرَادِ المُنظَّمِ

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

بأَعْيُنات لَمْ يُخالِطْها القَذى

وَتَصْغِيرُ الْعَيْنِ عُيَيْنةٌ، وَمِنْهُ قِيلُ ذُو العُيَيْنَتَين لِلْجَاسُوسِ، وَلَا تَقُلْ ذُو العُوَيْنَتين. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَيْنُ الَّذِي يُبْعث ليَتجسَّس الخبرَ، وَيُسَمَّى ذَا العَيْنَين، وَيُقَالُ تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ ذَا الْعَيْنَيْنِ وَذَا العُوَينتين، كُلُّهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَزَعَمَ اللِّحْيَانِيُّ أَن أَعْيُناً قَدْ يَكُونُ جَمْعَ الْكَثِيرِ أَيضاً، قَالَ اللَّهُ عز وجل: أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها

وإِنما أَراد الْكَثِيرَ وَقَوْلُهُمْ: بعَيْنٍ مَا أَرَيَنَّك، مَعْنَاهُ عَجِّل حَتَّى أَكون كأَني أَنظر إِليك بعَيْني. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن مُوسَى، عليه السلام، فَقَأَ عَينَ مَلَك الْمَوْتِ بصكَّةٍ صَكَّهُ

، قِيلَ: أَراد أَنه أَغلظ لَهُ فِي الْقَوْلِ، يُقَالُ: أَتيته فلَطَمَ وَجْهِي بِكَلَامٍ غَلِيظٍ، وَالْكَلَامُ الَّذِي قَالَهُ لَهُ مُوسَى قَالَ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَن تدْنوَ مِنِّي فإِني أُحرِّجُ دَارِي وَمَنْزِلِي، فَجَعَلَ هَذَا تَغْلِيظًا مِنْ مُوسَى لَهُ تَشْبِيهًا بفَقْء العَين، وَقِيلَ: هَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا يُؤمَنُ بِهِ وبأَمثاله وَلَا يُدخَل فِي كَيْفِيَّتِهِ. وَقَوْلُ الْعَرَبِ: إِذا سَقطت الجبْهةُ نظرتِ الأَرضَ بإِحدى عَيْنيْها، فإِذا سَقَطَتِ الصَّرْفةُ نَظَرَتْ بِهِمَا جَمِيعًا، إِنما جَعَلُوا لَهَا عَيْنين عَلَى الْمَثَلِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي

، فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: لتُرَبَّى مِنْ حَيْثُ أَراك. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا

، قَالَ ابْنُ الأَنباري: قَالَ أَصحاب النَّقْلِ والأَخذ بالأَثر الأَعْيُنُ يُرِيدُ بِهِ العَينَ، قَالَ: وعَينُ اللَّهِ لَا تُفَسَّرُ بأَكثر مِنْ ظَاهِرِهَا، وَلَا يَسَعُ أَحداً أَن يَقُولَ: كَيْفَ هِيَ، أَو مَا صِفَتُهَا؟ وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: بِأَعْيُنِنا

بإِبصارنا إِليك، وَقَالَ غَيْرُهُ: بإِشفاقنا عَلَيْكَ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي

، أَي لِتُغذَّى بإِشفاقي. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: عَلَى عَيْني قصدْتُ زَيْدًا، يُرِيدُونَ الإِشفاق. والعَيْنُ: أَن تصِيبَ الإِنسانَ بعينٍ. وعانَ الرجلَ يَعِينُه عَيْناً، فَهُوَ عَائِنٌ، وَالْمُصَابُ مَعِينٌ، عَلَى النَّقْصِ، ومَعْيونٌ، عَلَى التَّمَامِ: أَصابه بِالْعَيْنِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: المَعِينُ المُصابُ بِالْعَيْنِ، والمعْيون الَّذِي فِيهِ عينٌ، قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرداس:

قَدْ كَانَ قوْمُك يحْسَبونك سيِّداً،

وإِخالُ أَنك سَيِّدٌ مَعْيونُ

وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنك لَجَمِيلٌ وَلَا أَعِنْكَ وَلَا أَعِينُك، الْجَزْمُ عَلَى الدُّعَاءِ، وَالرَّفْعُ عَلَى الإِخبار، أَي لَا أُصيبك بِعَيْنٍ. وَرَجُلٌ مِعْيانٌ وعَيونٌ: شَدِيدُ الإِصابة بِالْعَيْنِ، وَالْجَمْعُ عُيُنٌ وعِينٌ، وَمَا أَعْيَنه. وَفِي الْحَدِيثِ:

الْعَيْنُ حَقٌّ وإِذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلوا.

يُقَالُ: أَصابت فُلَانًا عينٌ إِذا نَظَرَ إِليه عَدُوٌّ أَو حَسُودٌ فأَثرت فِيهِ فَمَرِضَ بِسَبَبِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ يُؤمَرُ العائنُ فيتوضأُ ثُمَّ يَغْتسِل مِنْهُ المَعِين.

وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَينٍ أَو حُمَةٍ

، تَخْصِيصُهُ الْعَيْنَ وَالْحُمَةَ لَا يَمْنَعُ جَوَازَ الرُّقْيَةِ فِي غَيْرِهِمَا مِنَ الأَمراض لأَنه أَمر بِالرُّقْيَةِ مُطْلَقًا، ورَقى بَعْضَ أَصحابه مِنْ غَيْرِهِمَا، وإِنما

ص: 301

مَعْنَاهُ لَا رُقْية أَولى وأَنفعُ مِنْ رُقية الْعَيْنِ والحُمَة. وتعَيَّنَ الإِبلَ واعْتانها: اسْتَشْرَفها ليَعِينها، وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

يَزِينُها للناظِرِ المُعْتانِ

خَيْفٌ قريبُ العهْدِ بالحَيْرانِ

أَي إِذا كَانَ عَهْدُهَا قَرِيبًا بِالْوِلَادَةِ كَانَ أَضخم لِضَرْعِهَا وأَحسن وأَشدّ امْتِلَاءً. وتعَيَّنَ الرجلُ إِذا تشَوَّهَ وتأَنى لِيُصِيبَ شَيْئًا بِعَيْنِهِ. وأَعلنها كاعْتانها. وَرَجُلٌ عَيونٌ إِذا كَانَ نَجيءَ الْعَيْنِ، يُقَالُ: أَتيت فُلَانًا فَمَا عَيَّنَ لِي بِشَيْءٍ وَمَا عَيَّنَني بِشَيْءٍ أَي مَا أَعطاني شَيْئًا. والعَيْنُ والمُعاينة: النَّظَرُ، وَقَدْ عايَنهُ مُعاينة وعِياناً. وَرَآهُ عِياناً: لَمْ يَشُكَّ فِي رُؤْيَتِهِ إِياه. ورأَيت فُلَانًا عِياناً أَي مُوَاجَهَةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَقِيَهُ عِياناً أَي مُعاينة، وَلَيْسَ فِي كُلِّ شَيْءٍ قِيلَ مِثْلُ هَذَا، لَوْ قُلْتَ لِحاظاً لَمْ يَجُزْ، إِنما يُحكى مِنْ ذَلِكَ مَا سُمِع. وتعَيَّنْتُ الشَّيْءَ: أَبصرته، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

تُخَلَّى فَلَا تَنْبُو إِذا مَا تعَيَّنَتْ

بِهَا شَبَحاً، أَعْناقُها كالسَّبائك

ورأَيتُ عَائِنَةً مِنْ أَصحابه أَي قَوْمًا عايَنوني. وَهُوَ عبدُ عَيْنٍ أَي مَا دُمْتَ تَرَاهُ فَهُوَ كالعَبد لَكَ، وَقِيلَ: أَي مَا دَامَ مَوْلَاهُ يَرَاهُ فَهُوَ فارِهٌ وأَما بَعْدَهُ فَلَا، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَكَذَلِكَ تُصَرِّفه فِي كُلُّ شيءٍ مِنْ هَذَا كَقَوْلِكَ هُوَ صديقُ عَيْنٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ يُظهِر لَكَ مِنْ نَفْسِهِ مَا لَا يَفِي بِهِ إِذا غَابَ: هُوَ عَبْد عَينٍ وصديقُ عَيْنٍ، قَالَ الشَّاعِرُ:

ومَنْ هُوَ عبْدُ العَينِ، أَما لِقاؤه

فَحُلْوٌ، وأَما غَيْبُه فظَنُونُ

ونَعِمَ اللَّهُ بِكَ عَيْناً أَي أَنْعَمها. وَلَقِيتُهُ أَدْنَى عائنةٍ أَي أَدْنى شَيْءٍ تدْركه العينُ. والعَيَنُ: عِظَمُ سوادِ الْعَيْنِ وسَعَتُها. عَيِنَ يَعْيَنُ عَيَناً وعِيْنَةً حَسَنَةً، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ أَعْيَنُ وإِنه لبَيِّنُ العِينةِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وإِنه لأَعْيَنُ إِذا كَانَ ضَخْمَ الْعَيْنِ واسعَها، والأُنثى عَيْناء، وَالْجَمْعُ مِنْهَا عِينٌ، وأَصله فُعْل بِالضَّمِّ، وَمِنْهُ قِيلَ لِبَقَرِ الْوَحْشِ عِينٌ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَحُورٌ عِينٌ

. وَرَجُلٌ أَعْيَنُ: وَاسِعُ العَين بَيِّنُ العَيَنِ، والعِينُ: جَمْعُ عَيْناء، وَهِيَ الْوَاسِعَةُ الْعَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ

إِن فِي الْجَنَّةِ لمُجْتَمَعاً لِلْحُورِ الْعِينِ.

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن رَسُولَ اللَّه، صلى الله عليه وسلم، أَمر بِقَتْلِ الْكِلَابِ العِينِ

، هِيَ جَمْعُ أَعْيَنَ. وَحَدِيثُ اللِّعَانِ:

إِن جَاءَتْ بِهِ أَعْيَنَ أَدْعَج.

والثورُ أَعْيَنُ وَالْبَقَرَةُ عَيْناء. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُقَالُ ثَوْرٌ أَعْيَنُ وَلَكِنْ يُقَالُ الأَعْيَنُ، غَيْرُ مَوْصُوفٍ بِهِ، كأَنه نُقِلَ إِلى حَدِّ الِاسْمِيَّةِ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ عَيِنَ الرجلُ يَعْيَنُ عَيَناً وعِينةً، وَهُوَ أَعْيَنُ. وعُيُون الْبَقَرِ: ضَرْبٌ مِنَ الْعِنَبِ بِالشَّامِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَخُصَّ بِالشَّامِ وَلَا بِغَيْرِهِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بعُيون الْبَقَرِ مِنَ الْحَيَوَانِ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ عِنَبٌ أَسود لَيْسَ بالحالِكِ، عِظامُ الحَبِّ مُدَحْرَجٌ يُزَبَّبُ، وَلَيْسَ بِصَادِقِ الْحَلَاوَةِ. وَثَوْبٌ مُعَيَّنٌ: فِي وَشْيِه ترابيعُ صِغار تُشَبَّه بعُيون الْوَحْشِ. وثوْرٌ مُعَيَّنٌ: بَيْنَ عَيْنَيْهِ سَوَادٌ، أَنشد سِيبَوَيْهِ:

فكأَنَّه لَهِقُ السَّراةِ، كأَنه

مَا حاجِبَيْهِ مُعَيَّنٌ بسَوَادِ «2»

والعِينةُ لِلشَّاةِ: كالمَحْجِرِ للإِنسانِ، وَهُوَ مَا حَوْلَ الْعَيْنِ. وَشَاةٌ عَيْناء إِذا اسوَدَّ عِينَتُها وابيضَّ سَائِرُهَا، وَقِيلَ: أَو كَانَ بِعَكْسِ ذَلِكَ. وعَيْنُ الرجل:

(2). قوله" ما حاجبيه إلخ" هكذا في الأصل والتهذيب.

ص: 302

مَنْظَرُه. والعَيْنُ: الَّذِي يَنْظُرُ لِلْقَوْمِ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه إِنَّمَا يَنْظُرُ بِعَيْنِهِ، وكأَنَّ نقْلَهُ مِنَ الْجُزْءِ إِلى الْكُلِّ وهو الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى تَذْكِيرِهِ، وإِلا فإِن حُكْمَهُ التأْنيثُ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيَاسُ هَذَا عِنْدِي أَن مَنْ حَمَلَهُ عَلَى الْجُزْءِ فَحُكْمُهُ أَن يُؤَنِّثَهُ، وَمَنْ حَمَلَهُ عَلَى الْكُلِّ فَحُكْمُهُ أَن يُذَكِّرَهُ، وَكِلَاهُمَا قَدْ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

وَلَوْ أَنَّني استَوْدَعْتُه الشمسَ لارْتقَتْ

إِليه المَنايا عَيْنُها ورَسُولُها

أَراد نَفْسَهَا. وَكَانَ يَجِبُ أَن يَقُولَ أَعينها وَرُسُلَهَا لأَن الْمَنَايَا جَمْعٌ، فَوَضَعَ الْوَاحِدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ، وَبَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ هَذَا اسْتَشْهَدَ بِهِ الأَزهري عَلَى قَوْلِهِ العَيْنُ الرَّقيب، وَقَالَ بَعْدَ إِيراد الْبَيْتِ: يُرِيدُ رَقِيبَهَا، وأَنشد أَيضاً لِجَمِيلٍ:

رَمى اللَّهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنةَ بالقَذَى،

وَفِي الغُرّ مِنْ أَنْيابها بالقَوادح

وَقَالَ: مَعْنَاهُ فِي رَقيبيها اللَّذَيْنِ يَرْقُبانها وَيَحُولَانِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، وَهَذَا مَكَانٌ يَحْتَاجُ إِلى محاقَقة «1» الأَزهري عَلَيْهِ، وإِلا فَمَا الْجَمْعُ بَيْنَ الدُّعَاءِ عَلَى رَقِيبَيْهَا وَعَلَى أَنيابها، وَفِيمَا ذَكَرَهُ تَكَلُّفٌ ظَاهِرٌ. وفلانٌ عَيْنُ الْجَيْشِ: يُرِيدُونَ رَئِيسَهُ. والاعْتِيانُ: الارْتِيادُ. وَبَعَثْنَا عَيْناً أَي طَلِيعَةً يَعْتانُنا ويَعْتانُ لَنَا أَي يأْتينا بِالْخَبَرِ. والمُعْتانُ: الَّذِي يَبْعَثُهُ الْقَوْمُ رَائِدًا. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ: ذَهَبَ فُلَانٌ فاعْتانَ لَنَا منْزِلًا مُكْلِئاً فعَدَّاه أَي ارْتادَ لَنَا مَنْزِلًا ذَا كَلَإٍ. وعانَ لَهُمْ: كاعْتانَ، عَنِ الهَجريّ، وأَنشد لِنَاهِضِ بن ثُومة الْكِلَابِيِّ:

يُقاتِلُ مَرَّةً ويَعِينُ أُخْرَى،

ففَرَّتْ بالصَّغارِ وبالهَوَانِ

واعْتانَ لَنَا فلانٌ أَي صَارَ عَيْناً أَي رَبيئةً، وَرُبَّمَا قَالُوا عانَ عَلَيْنَا فلانٌ يَعِينُ عِيانةً أَي صَارَ لَهُمْ عَيناً. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه بَعَثَ بسْبَسَةَ عَيْناً يومَ بَدْرٍ

أَي جَاسُوسًا. واعْتانَ لَهُ إِذا أَتاه بالخير. وَمِنْهُ حَدِيثِ الحُدَيْبية:

كانَ اللَّهُ قَدْ قطَعَ عَيْناً مِنَ الْمُشْرِكِينَ

أَي كَفَى اللَّه مِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَرْصُدُنا ويتَجَسَّسُ عَلَيْنَا أَخبارَنا. وَيُقَالُ: اذْهَبْ واعْتَنْ لِي مَنْزِلًا أَي ارْتَدْهُ. والعَيْنُ: الدَّيْدَبانُ والجاسوسُ. وأَعْيانُ الْقَوْمِ: أَشرافهم وأَفاضلهم، عَلَى المَثَل بشَرَفِ العَيْنِ الْحَاسَّةِ. وابْنا عِيانٍ: طَائِرَانِ يَزْجُرُ بِهِمَا العربُ كأَنهم يَرَوْنَ مَا يُتَوَقَّع أَو يُنْتَظَرُ بِهِمَا عِياناً، وَقِيلَ: ابْنا عِيانٍ خَطَّانِ يُخَطَّانِ فِي الأَرض يُزْجَرُ بِهِمَا الطَّيْرُ، وَقِيلَ: هُمَا خَطَّانِ يَخُطُّونهما للعِيافة ثُمَّ يَقُولُ الَّذِي يَخُطُّهما: ابْنَيْ عِيانْ، «2» أَسْرِعا البَيان، وَقَالَ الرَّاعِي:

وأَصْفَرَ عَطَّافٍ، إِذا راحَ رَبُّه

جَرَى ابْنا عِيانٍ بالشِّواء المُضَهَّبِ

وإِنما سُمِّيَا ابْنَيْ عِيَانٍ لأَنهم يُعايِنُونَ الفَوْزَ والطعامَ بِهِمَا، وَقِيلَ: ابْنَا عِيانٍ قِدْحانِ مَعْرُوفَانِ، وَقِيلَ: هُمَا طَائِرَانِ يُزْجَرُ بِهِمَا يَكُونَانِ فِي خَطِّ الأَرض، وإِذا عَلِمَ أَن الْقَامِرَ يَفُوزُ قِدْحُه قِيلَ: جرَى ابْنا عِيانٍ. والعَيْنُ: عَيْنُ الْمَاءِ. والعَيْنُ: التي يخرج منه الْمَاءُ. والعَيْنُ: يَنْبُوع الْمَاءِ الَّذِي يَنْبُع مِنَ الأَرض وَيَجْرِي، أُنْثى، وَالْجَمْعُ أَعْيُنٌ وعُيُونٌ. وَيُقَالُ: غارَتْ عَيْنُ الْمَاءِ. وعَينُ الرَّكِيَّة: مَفْجَرُ مَائِهَا ومَنْبَعُها. وَفِي الْحَدِيثِ:

خيرُ المالِ عَيْنٌ سَاهِرَةٌ لعَيْنٍ نائمةٍ

، أَراد عَينَ

(1). قوله: محاققة، هكذا في الأَصل، والأَفصح مُحاقَّة.

(2)

. قوله [ابني عيان إِلخ] كذا بالأصل، والذي في القاموس والمحكم: ابنا، بالألف.

ص: 303

الْمَاءِ الَّتِي تَجْرِي وَلَا تَنْقَطِعُ لَيْلًا وَنَهَارًا، وعَينُ صَاحِبِهَا نَائِمَةٌ فَجَعَلَ السَّهَرَ مَثَلًا لِجَرْيِهَا، وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

أُولئك عَيْنُ الماءِ فِيهِمْ، وعِنْدَهمْ،

مِنَ الخِيفَةِ، المَنْجاةُ والمُتحَوَّلُ

فَسَّرَهُ فَقَالَ: عينُ الْمَاءِ الْحَيَاةُ لِلنَّاسِ. وحفَرْتُ حَتَّى عِنْتُ وأَعْيَنْتُ: بلغْتُ العُيونَ، وَكَذَلِكَ أَعانَ وأَعْيَنَ: حَفَرَ فَبَلَغَ العُيونَ. وَقَالَ الأَزهري حفَرَ الحافرُ فأَعْيَنَ وأَعانَ أَي بَلَغَ العُيون. وعَيْنُ القَناةِ: مَصَبُّ مَائِهَا. وماءٌ مَعْيُونٌ: ظَاهِرٌ، تَرَاهُ العَينُ جَارِيًا عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَقَوْلُ بَدْرِ بْنِ عَامِرٍ الْهُذَلِيُّ:

ماءٌ يَجِمُّ لحافِرٍ مَعْيُون

قَالَ بَعْضُهُمْ: جَرَّه عَلَى الجِوارِ، وإِنما حُكْمُهُ مَعْيُونٌ بِالرَّفْعِ لأَنه نَعْتُ لِمَاءٍ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مَفْعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وَمَاءٌ مَعِينٌ: كَمعْيُونٍ، وَقَدِ اختُلِفَ فِي وَزْنِهِ فَقِيلَ: هُوَ مَفْعُول وإِن لَمْ يَكُنْ لَهُ فِعْلٌ، وَقِيلَ: هُوَ فَعِيلٌ مِنَ المَعْنِ، وَهُوَ الِاسْتِقَاءُ، وَقَدْ ذَكَرَ فِي الصَّحِيحِ. أَبو سَعِيدٍ: عَيْنٌ مَعْيُونة لَهَا مَادَّةٌ مِنَ الْمَاءِ، وَقَالَ الطِّرمَّاحُ:

ثُمَّ آلَتْ، وَهْيَ مَعْيُونَةٌ،

مِنْ بَطِيءِ الضَّهْلِ نُكْزِ المَهامي

أَراد أَنها طَمَتْ ثُمَّ آلَتْ أَي رَجَعَتْ. وعانَتِ البئرُ عَيْناً: كَثُرَ مَاؤُهَا. وعانَ الماءُ والدَّمْعُ يَعينُ عَيْناً وعَيَناناً، بِالتَّحْرِيكِ: جَرى وَسَالَ. وسِقاء عَيَّنٌ وعَيِّنٌ، وَالْكَسْرُ أَكثر، كِلَاهُمَا إِذا سَالَ مَاؤُهُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: العَيِّنُ والعَيَّنُ الْجَدِيدُ، طَائِيَّةٌ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

قَدِ اخْضَلَّ مِنْهَا كلُّ بالٍ وعَيِّنِ،

وجَفَّ الرَّوايا بالمَلا المُتَباطِنِ

وَكَذَلِكَ قِرْبَةٌ عَيَّنٌ: جَدِيدَةٌ، طَائِيَّةٌ أَيضاً، قَالَ:

مَا بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ العَيَّنِ

وَحَمَلَ سِيبَوَيْهِ عَيَّناً عَلَى أَنه فَيْعَل مِمَّا عَيْنُهُ يَاءٌ، وَقَدْ كَانَ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ فَوْعَلًا وفَعْوَلًا مِنْ لَفْظِ الْعَيْنِ وَمَعْنَاهَا، وَلَوْ حَكَمَ بأَحد هَذَيْنِ الْمِثَالَيْنِ لَحَمَلَ عَلَى مأْلوف غَيْرَ مُنْكَرٍ، أَلا تَرَى أَن فَعْوَلًا وفَوْعَلًا لَا مَانِعَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَن يَكُونَ فِي الْمُعْتَلِّ كَمَا يَكُونُ فِي الصَّحِيحِ؟ وأَما فَيْعَلُ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، مِمَّا عَيْنُهُ يَاءٌ فَعَزِيزٌ، ثُمَّ لَمْ تَمْنَعْهُ عِزَّةُ ذَلِكَ أَن حَكَمَ بِذَلِكَ عَلَى عَيَّنٍ، وعَدَلَ عَنْ أَن يَحْمِلَهُ عَلَى أَحد الْمِثَالَيْنِ اللَّذَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَا مَانِعَ لَهُ مِنْ كَوْنِهِ فِي الْمُعْتَلِّ الْعَيْنِ كونُه فِي الصَّحِيحِهَا، فَلَا نَظِيرَ لعَيَّنٍ، وَالْجَمْعُ عَيائن، هَمَزُوا لِقُرْبِهَا مِنَ الطَّرَف. الأَصمعي: عَيَّنْتُ الْقِرْبَةَ إِذا صَبَبْتَ فِيهَا مَاءً لِيَخْرُجَ مِنْ مَخارزها فَتَنْسَدَّ آثَارُ الخَرْزِ وَهِيَ جَدِيدَةٌ، وسَرَّبْتُها كَذَلِكَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: التَّعَيُّنُ أَن يكونَ فِي الْجِلْدِ دَوَائِرُ رَقِيقَةٌ، قَالَ القَطاميّ:

ولكنَّ الأَدِيمَ إِذا تَفَرَّى

بِلًى وتَعَيُّناً، غَلَبَ الصَّناعا

الْجَوْهَرِيُّ: عَيَّنْتُ القِرْبةَ صَبَبْتُ فيها ماءً لتنفتح عُيُونُ الخُرَز فَتَنْسَدَّ، قَالَ جَرِيرٌ:

بَلَى فارْفَضَّ دَمْعُك غيرَ نَزْرٍ،

كَمَا عَيَّنْتَ بالسَّرَب الطِّبابا

ابْنُ الأَعرابي: تَعَيَّنتْ أَخْفافُ الإِبل إِذا نَقِبَت مِثْلَ تَعَيُّنِ القِرْبة. وتَعَيَّنْتُ الشخصَ تَعَيُّناً إِذا رأَيته. وعَيْنُ القِبلة: حَقِيقَتُهَا. والعَيْنُ مِنَ السَّحَابِ: مَا أَقبل مِنْ نَاحِيَةِ القِبلة وَعَنْ يَمِينِهَا، يَعْنِي قِبْلَةَ الْعِرَاقِ. يُقَالُ: هَذَا مَطَرُ العَيْنِ، وَلَا يُقَالُ مُطِرْنا بالعَيْنِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِذا كَانَ الْمَطَرُ مِنْ نَاحِيَةِ الْقِبْلَةِ فَهُوَ مَطَرُ العَيْنِ، والعَيْنُ: اسْمٌ لِمَا عَنْ يَمِينِ قِبْلَةِ أَهل الْعِرَاقِ،

ص: 304

وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: إِذا نَشَأَتِ السَّحَابَةُ مِنْ قِبَلِ العَين فإِنها لَا تكادُ تُخْلِفُ أَي مِنْ قِبَلِ قِبْلَةِ أَهل الْعِرَاقِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثُمَّ تَشاءمت فتِلْك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ

، هُوَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَذَلِكَ أَخْلَقُ لِلْمَطَرِ فِي الْعَادَةِ، وَقَالَ: تَقُولُ الْعَرَبُ مُطِرْنا بالعَيْنِ، وَقِيلَ: العَيْنُ مِنَ السَّحَابِ مَا أَقبل عَنِ القِبْلة، وَذَلِكَ الصُّقْعُ يُسَمَّى العَيْنَ، وَقَوْلُهُ: تَشَاءَمَتْ أَي أَخذت نَحْوَ الشأْم، وَالضَّمِيرُ فِي تَشَاءَمَتْ لِلسَّحَابَةِ فَتَكُونُ بَحْرِيَّةٌ مَنْصُوبَةً، أَو لِلْبَحْرِيَّةِ فَتَكُونُ مَرْفُوعَةً «3». والعَيْنُ: مَطَرُ أَيام لَا يُقْلِعُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَطَرُ يَدُوم خَمْسَةَ أَيام أَو سِتَّةً أَو أَكثر لَا يُقْلِعُ، قَالَ الرَّاعِي:

وأَنْآءُ حَيٍّ تحتَ عَيْنٍ مَطِيرَةٍ

عِظامِ البُيوتِ يَنزلُون الرَّوابيا

يَعْنِي حَيْثُ لَا تَخْفى بيوتُهم، «4» يُرِيدُونَ أَن تأْتيهم الأَضياف. والعَيْن: النَّاحِيَةُ. والعَيْنُ: عَيْنُ الرُّكْبة. وعَيْنُ الرُّكْبَةِ: نُقْرة فِي مُقَدَّمها، وَلِكُلِّ رُكْبَةٍ عَيْنَانِ، وَهُمَا نُقْرَتَانِ فِي مُقَدَّمها عِنْدَ السَّاقِ. والعَيْنُ: عَيْنُ الشَّمْسِ، وعَيْنُ الشَّمْسِ: شُعاعها الَّذِي لَا تَثْبُتُ عَلَيْهِ العَيْن، وَقِيلَ: العَينُ الشَّمْسُ نَفْسُهَا. يُقَالُ: طَلَعَتِ العَيْنُ وَغَابَتِ العَيْن، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ. والعَينُ: المالُ العَتيدُ الْحَاضِرُ الناضُّ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: عَيْنٌ غَيْرُ دَيْنٍ. والعَيْن: النَّقْدُ، يُقَالُ: اشْتَرَيْتُ الْعَبْدَ بِالدَّيْنِ أَو بالعَيْنِ، والعَيْنُ الدِّينَارُ كَقَوْلِ أَبي المِقْدام:

حَبَشيٌّ لَهُ ثَمانون عَيْنًا،

بَيْنَ عَيْنَيْهِ قَدْ يَسُوق إِفالا

أَراد عَبْدًا حَبَشِيًّا لَهُ ثَمَانُونَ دِينَارًا، بَيْنَ عَيْنَيْهِ: بَيْنَ عَيْنَيْ رأْسه. والعَيْنُ: الذَّهَبُ عامَّةً. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا عَلَيْهِ مائةٌ عَيْناً، وَالرَّفْعُ الْوَجْهُ لأَنه يَكُونُ مِنَ اسْمِ مَا قَبْلَهُ، وَهُوَ هُوَ. الأَزهري: والعَيْنُ الدِّينَارُ. والعَيْنُ فِي الْمِيزَانِ: المَيْلُ، قِيلَ: هُوَ أَن تَرْجَحَ إِحدى كفَّتيه عَلَى الأُخْرى، وَهِيَ أُنثى. يُقَالُ: مَا فِي الْمِيزَانِ عَيْنٌ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فِي هَذَا الْمِيزَانِ عَيْنٌ أَي فِي لِسَانِهِ مَيْلٌ قَلِيلٌ أَو لَمْ يَكُنْ مُسْتَوِيًا. وَيَقُولُونَ: هَذَا دينارٌ عَيْنٌ إِذا كَانَ مَيَّالًا أَرْجَحَ بِمِقْدَارِ مَا يَمِيلُ بِهِ لِسَانُ الْمِيزَانِ. قَالَ الأَزهري: وعَيْنُ سبعةِ دنانيرَ نصفُ دانِقٍ. والعَيْنُ عِنْدَ الْعَرَبِ: حَقِيقَةُ الشَّيْءِ. يُقَالُ: جَاءَ بالأَمر مِنْ عَيْنٍ صافِيةٍ أَي مِنْ فَصِّه وَحَقِيقَتِهِ. وَجَاءَ بِالْحَقِّ بعَيْنه أَي خَالِصًا وَاضِحًا. وعَيْنُ كُلِّ شَيْءٍ: خِيَارُهُ. وعَيْنُ الْمَتَاعِ وَالْمَالِ وعِينَتُه: خِيارُه، وَقَدِ اعْتانَهُ. وخَرجَ فِي عِينَةِ ثيابهِ أَي فِي خِيَارِهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وعِينَةُ المالِ خيارُه مِثْلُ العِيمَةِ. وَهَذَا ثوبُ عِينَةٍ إِذا كَانَ حَسَناً فِي مَرْآةِ العَيْن. واعْتانَ فلانٌ الشيءَ إِذا أَخذ عِينَتَه وخِيارَه. والعِينَةُ: خِيَارُ الشَّيْءِ، جَمْعُهَا عِيَنٌ، قَالَ الرَّاجِزُ:

فاعْتانَ مِنْهَا عِينَةً فاخْتارَها،

حَتَّى اشْتَرى بعَيْنِه خِيارَها

واعْتانَ الرجلُ إِذا اشْتَرَى الشَّيْءَ بنَسِيئة. وعِينةُ الْخَيْلِ: جيادُها، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وعَيْنُ الشَّيْءِ: نَفْسُهُ وَشَخْصُهُ وأَصله، وَالْجَمْعُ أَعْيانٌ. وعَيْنُ كُلِّ شَيْءٍ: نَفْسُهُ وَحَاضِرُهُ وَشَاهِدُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبا

أَي ذَاتُهُ وَنَفْسُهُ. وَيُقَالُ: هُوَ هُوَ عَيناً، وَهُوَ هُوَ بِعَيْنِه، وَهَذِهِ أَعْيانُ دراهمِك ودراهِمُك بأَعْيانِها، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَلَا يُقَالُ فِيهَا أَعْيُنٌ ولا

(3). 1 قوله: أَوْ لِلْبَحْرِيَّةِ فَتَكُونُ مَرْفُوعَةً، هكذا أيضاً في النهاية.

(4)

. 2 قوله" حَيْثُ لَا تَخْفَى بُيُوتُهُمْ" الذي في المحكم: حيث لا تخفى نيرانهم.

ص: 305

عَيُون. وَيُقَالُ: لَا أَقبل إِلا دِرْهَمِي بعَيْنِه، وَهَؤُلَاءِ إِخوتك بأَعيانهم، وَلَا يُقَالُ فِيهِ بأَعينهم وَلَا عُيونهم. وعَيْنُ الرَّجُلِ: شاهِدُه، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: الفَرَسُ الجوَاد عَيْنُه فِرارُه [فُرارُه]، وفِرارُه [فُرارُه] إِذا رأَيته تفَرَّسْتَ فِيهِ الجَوْدَة مِنْ غَيْرِ أَن تَفِرَّه عَنْ عَدْوٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي الْمَثَلِ: إِن الجوادَ عَيْنُه فِرارُه [فُرارُه]. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا لكريمٌ عَيْنُ الْكَرَمِ. وَلَا أَطلُبُ أَثراً بَعْدَ عَيْنٍ أَي بَعْدَ مُعاينة، مَعْنَاهُ أَي لَا أَترك الشَّيْءَ وأَنا أُعاينه وأَطلب أَثره بَعْدَ أَن يَغِيبَ عَنِّي، وأَصله أَن رَجُلًا رأَى قاتلَ أَخيه، فَلَمَّا أَراد قَتْلَهُ قَالَ أَفْتَدي بِمِائَةِ نَاقَةٍ، فَقَالَ: لَسْتُ أَطلب أَثراً بعدَ عَيْنٍ، وَقَتَلَهُ. وَمَا بِهَا عَيْنٌ وعَيَنٌ، بِنَصْبِ الْيَاءِ، وَالْعَيْنُ وعائنٌ وعائِنةٌ أَي أَحد، وَقِيلَ: العَيَنُ أَهل الدَّارِ، قَالَ أَبو النَّجْمِ:

تَشْرَبُ مَا فِي وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ،

تُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ

والأَعيانُ: الإِخوة يَكُونُونَ لأَب وأُم وَلَهُمْ إِخْوَة لعَلَّاتٍ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: أَن أَعيان بَنِي الأُم يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي العَلَّاتِ

، قَالَ: الأَعيانُ وَلَدُ الرَّجُلِ مِنَ امرأَة وَاحِدَةٍ، مأْخوذ مِنْ عَيْنِ الشَّيْءِ وَهُوَ النَّفِيسُ مِنْهُ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذِهِ الأُخوَّة تُسَمَّى المُعايَنة. والأَقْرانُ: بَنُو أُمٍّ مِنْ رجالٍ شَتَّى، وَبَنُو العَلَّاتِ: بَنُو رَجُل مِنْ أُمهات شَتَّى، وَفِي النِّهَايَةِ: فإِذا كَانُوا لأُم وَاحِدَةٍ وآباءٍ شَتى فَهُمُ الأَخْياف، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَن الإِخوة مِنَ الأَب والأُم يَتَوَارَثُونَ دُونَ الإِخوة للأَب. وعَيْنُ الْقَوْسِ: الَّتِي يَقَعُ فِيهَا البُنْدُقُ. وعَيَّنَ عَلَيْهِ: أَخبر السلطانَ بمسَاويه، شَاهِدًا كَانَ أَو غَائِبًا. وعَيَّنَ فُلَانًا: أَخبره بِمَسَاوِيهِ فِي وَجْهِهِ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والعَيْنُ والعِينةُ: الرِّبا. وعَيَّنَ التاجرُ: أَخذ بالعِينةِ أَو أَعطى بِهَا. والعِينةُ: السَّلَفُ، تعَيَّنَ عِينةً وعَيَّنه إِياها. والعَيَنُ: الْجَمَاعَةُ، قَالَ جندلُ بْنُ المُثنَّى:

إِذا رَآنِي وَاحِدًا أَو فِي عَيَنْ

يَعْرِفُني، أَطرَق إِطراقَ الطُّحَنْ

الأَزهري: يُقَالُ عَيَّنَ التاجرُ يُعَيَّنُ تَعْييناً وعِينةً قَبيحة، وَهِيَ الِاسْمُ، وَذَلِكَ إِذا بَاعَ مِنْ رَجُلٍ سِلعةً بِثَمَنٍ مَعْلُومٍ إِلى أَجل مَعْلُومٍ، ثُمَّ اشْتَرَاهَا مِنْهُ بأَقل مِنَ الثَّمَنِ الَّذِي بَاعَهَا بِهِ، وَقَدْ كَرِهَ العِينةَ أَكثر الْفُقَهَاءِ ورُويَ فِيهَا النهيُ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه كَرِهَ العِينةَ

، قَالَ: فإِن اشْتَرَى التَّاجِرُ بحَضْرَةِ طالبِ العِينةِ سِلْعة مِنْ آخَرَ بِثَمَنٍ مَعْلُومٍ وَقَبَضَهَا، ثُمَّ بَاعَهَا مِنْ طَالِبِ العِينة بِثَمَنٍ أَكثر مِمَّا اشْتَرَاهُ إِلى أَجل مُسَمَّى، ثُمَّ بَاعَهَا الْمُشْتَرِي مِنَ الْبَائِعِ الأَول بالنَّقد بأَقل مِنَ الثَّمَنِ الَّذِي اشْتَرَاهَا بِهِ، فَهَذِهِ أَيضاً عِينةٌ، وَهِيَ أَهون مِنَ الأُولى، وأَكثر الْفُقَهَاءِ عَلَى إِجازتها عَلَى كَرَاهَةٍ مِنْ بَعْضِهِمْ لَهَا، وَجُمْلَةُ الْقَوْلِ فِيهَا أَنها إِذا تعَرَّت مِنْ شَرْطٍ يُفْسِدُهَا فَهِيَ جَائِزَةٌ، وإِن اشْتَرَاهَا المُتَعيِّنُ بِشَرْطِ أَن يَبِيعَهَا مِنْ بَائِعِهَا الأَول فَالْبَيْعُ فَاسِدٌ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ، وَسُمِّيَتْ عِينةً لِحُصُولِ النَّقْدِ لِطَالِبِ العِينةِ، وَذَلِكَ أَن العِينةَ اشْتِقاقُها مِنَ العَيْنِ، وَهُوَ النَّقدُ الْحَاضِرُ ويحْصُلُ لَهُ مِنْ فَوْرِه، وَالْمُشْتَرِي إِنما يَشْتَرِيهَا لِيَبِيعَهَا بعَيْنٍ حَاضِرَةٍ تَصِلُ إِليه مُعَجَّلة، وَقَالَ الراجز:

وعَيْنُه كالْكَالِىء الضِّمَارِ

يُرِيدُ بعَيْنه حاضِرَ عَطِيَّتِه، يَقُولُ: فَهُوَ كَالضِّمَارِ، وَهُوَ الْغَائِبُ الَّذِي لَا يُرْجَى. وصَنَع ذَلِكَ عَلَى عَيْنٍ وَعَلَى عَيْنينِ وَعَلَى عَمْدِ عَينٍ

ص: 306

وَعَلَى عَمْدِ عَيْنين كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي عَمْداً، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَلَقِيتُهُ قبلَ كلِّ عائِنةٍ وعَيْنٍ أَي قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ. وَلَقِيتُهُ أَولَ ذِي عَيْنٍ وعائنةٍ وأَوَّلَ عينٍ وأَوَّلَ عائنةٍ وأَدْنى عائِنةٍ أَي قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ أَو أَول كُلِّ شَيْءٍ. وَلَقِيتُهُ مُعاينةً وَلَقِيتُهُ عَينَ عُنَّةَ ومُعاينةٍ، كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنًى أَي مُوَاجَهَةً، وَقِيلَ: لَقِيتُهُ عَينَ عُنَّةٍ [عُنَّةَ] إِذا رأَيته عِياناً وَلَمْ يَرَك. وأَعطاه ذَلِكَ عَينَ عُنَّةٍ [عُنَّةَ] أَي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ أَصحابه. وَفَعَلْتُ ذَلِكَ عَمْدَ عَيْنٍ إِذا تعمَّدْته بِجِدٍّ ويقِين، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

أَبْلِغا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني،

عَمْدَ عَينٍ، قَلَّدْتُهُنَّ حَريما

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشُّوَيْعِرُ يَعْنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرانَ، وَكَذَلِكَ فَعَلْتُهُ عَمْدًا عَلَى عَيْنٍ، قَالَ خُفَافُ بْنُ نُدْبة السُّلميّ:

فإِن تَكُ خَيْلي قَدْ أُصِيبَ صميمُها،

فَعَمْدًا، عَلَى عَيْنٍ، تيَمَّمْتُ مَالِكَا

والعَينُ: طَائِرٌ أَصفر الْبَطْنِ أَخضر الظَّهْرِ بعِظَم القُمْرِيِّ. والعِيانُ: حَلْقةُ السِّنَّة، وَجَمْعُهَا عُيُنٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعِيانُ حَلْقة عَلَى طَرَف اللُّومَة والسِّلْبِ والدُّجْرَينِ، وَالْجَمْعُ أَعْيِنةٌ وعُيُنٌ، سِيبَوَيْهِ: ثَقَّلُوا لأَن الْيَاءُ أَخف عَلَيْهِمْ مِنَ الْوَاوِ، يَعْنِي أَنه لَا يُحْمَلُ بَابُ عُيُنٍ عَلَى بَابِ خُونٍ بالإِجماع لِخِفَّةِ الْيَاءِ وَثِقَلِ الْوَاوِ، وَمَنْ قَالَ أُزْرٌ فَخَفَّفَ، وَهِيَ التَّمِيمِيَّةُ، لَزِمَهُ أَن يَقُولَ عِينٌ فَيَكْسِرَ فَتَصِحَّ الْيَاءُ، وَلَمْ يَقُولُوا عُيْنٌ كَرَاهِيَةَ الْيَاءِ السَّاكِنَةِ بَعْدَ الضَّمَّةِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعِيَانُ حَدِيدَةٌ تكون في مَتاعِ الفَدَّانِ، وَالْجَمْعُ عِينٌ، وَهُوَ فُعْلٌ، فَنَقَلُوا لأَن الْيَاءَ أَخف مِنَ الْوَاوِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: اللُّومَةُ السِّنَّةُ الَّتِي تُحْرَثُ بِهَا الأَرض، فإِذا كَانَتْ عَلَى الفَدَّان فَهِيَ العِيانُ، وَجَمْعُهُ عُيُنٌ لَا غَيْرَ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تكون في مَتاعِ الفَدَانِ بِالتَّخْفِيفِ، وَالْجَمْعُ عُيُنٌ، بِضَمَّتَيْنِ، وإِن أَسكنت قُلْتَ عُيْنٌ مِثْلُ رُسْلٍ، قَالَ: وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ الصِّقَلِّي الفَدَانُ، بالتخفيف، الآلة التي يحرث بِهَا، والفَدَّانُ، بِالتَّشْدِيدِ، المَبْلَغُ الْمَعْرُوفُ. وَيُقَالُ: عَيَّنَ فلانٌ الحربَ بَيْنَنَا إِذَا أَدَرَّها. وعِينةُ الْحَرْبِ: مادَّتُها، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

لَا تَحْلُبُ الحربُ مِني، بَعْدَ عِينتِها،

إِلَّا عُلالَةَ سِيدٍ ماردٍ سَدِمِ

ورأَيته بِعَائِنَةِ العَدُوِّ أَيْ بِحَيْثُ تَرَاهُ عُيُونُ العَدُوِّ. وَمَا رأَيت ثَمَّ عَائِنَةً أَي إِنساناً. وَرَجُلٌ عَيِّنٌ: سَرِيعُ الْبُكَاءِ. والمَعانُ: المَنْزِل، يُقَالُ: الْكُوفَةُ مَعانٌ مِنَّا أَي مَنْزِلٌ ومَعْلَم، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ ذَكَرَ فِي الصَّحِيحِ لأَنه يَكُونُ فَعَالًا ومَفْعَلًا. وتعَيَّنَ السِّقاءُ: رَقَّ مِنَ القِدَم، وَقِيلَ: التَّعَيُّنُ فِي الْجِلْدِ أَن يَكُونَ فِيهِ دَوَائِرُ رَقِيقَةٌ مِثْلُ الأَعْيُن، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَوِيٍّ. وسِقاءٌ عَيَّنٌ ومُتَعَيِّنٌ إِذا رَقَّ فَلَمْ يُمْسك الماءَ. يُقَالُ: بِالْجِلْدِ عَيَنٌ، وَهُوَ عَيْبٌ فِيهِ، تَقُولُ مِنْهُ: تعَيَّنَ الْجِلْدُ، وأَنشد لِرُؤْبَةَ:

مَا بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ العَيَّنِ،

وبعضُ أَعراضِ الشُّجون الشُّجَّنِ

دارٌ، كرَقْمِ الكاتبِ المُرَقِّنِ

وشَعِيبٌ عَيِّنٌ وعَيَّنٌ: يَسِيلُ مِنْهَا الْمَاءُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي السِّقَاءِ. والمُعَيَّنُ مِنَ الْجَرَادِ: الَّذِي يُسْلخ فَتَرَاهُ أَبيض وأَحمر، وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ يَنَعَ قَالَ: قَالَ: أَبو الدُّقيش ضُرُوبُ الجَراد الحَرْشَفُ والمُعَيَّنُ

ص: 307

والمُرَجَّلُ والخَيْفانُ، قَالَ: فالمُعَيَّنُ الَّذِي يَنسَلخُ فَيَكُونُ أَبيض وأَحمر، والخَيْفانُ نَحْوُهُ، والمُرَجَّلُ الَّذِي تُرَى آثارُ أَجنحته، قَالَ: وغَزَالُ شَعْبانَ وراعِيةُ الأُتْنِ والكُدَمُ مِنْ ضُرُوبِ الْجَرَادِ، وَيُقَالُ لَهُ كُدَمُ السَّمُرِ، وَهُوَ الحَجَلُ والسُّرْمانُ والشُّقَيْرُ واليَعْسوب، وَهُوَ حَجَلٌ أَحمر عَظِيمٌ. وأَتيت فُلَانًا وَمَا عَيَّنَ لِي بِشَيْءٍ وَمَا عَيَّنَني بِشَيْءٍ أَي مَا أَعطاني شَيْئًا، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَمْ يدُلَّني عَلَى شَيْءٍ. وعَيْنٌ: مَوْضِعٌ، قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيّة: فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِياً، مَا بَينَ عَيْنَ إِلى نَباتَى، الأَثْأَبُ وعَيْنُونة: مَوْضِعٌ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ فِي الْحَدِيثِ: عِينَيْن، بِكَسْرِ الأَول، جَبَلٌ بأُحُد، وَرُوِيَ

عَينَين

، بِفَتْحِهِ، وَهُوَ الْجَبَلُ الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ إِبليس يَوْمَ أُحُد فَنَادَى أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَدْ قُتِلَ. وَفِي حَدِيثِ

عُثْمَانَ، رضي الله عنه، قَالَ لَهُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يُعَرِّض بِهِ إِني لَمْ أَفِرَّ يومَ عَيْنَينِ، قَالَ عُثْمَانُ: فلِمَ تُعَيِّرني بِذَنْبٍ قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ؟

حَكَى الحديثَ الهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. وَيُقَالُ لِيَوْمِ أُحُد: يَوْمُ عَيْنَين، وَهُوَ الْجَبَلُ الَّذِي أَقام عَلَيْهِ الرُّماة يَوْمَئِذٍ، قَالَ الأَزهري: وَبِالْبَحْرَيْنِ قَرْيَةٌ تُعْرَفُ بعَيْنَين، قَالَ: وَقَدْ دَخَلْتُهَا أَنا، وإِليها يُنْسَبُ خُلَيْدُ عَيْنَين، وَهُوَ رَجُلٌ يُهاجي جَرِيرًا، وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

ونحْنُ مَنَعْنا يومَ عَيْنينِ مِنْقَراً،

ويومَ جَدُودٍ لَمْ نُواكِلْ عَنِ الأَصْلِ «1»

وعَيْنُ التَّمْرِ: مَوْضِعٌ. ورأْسُ عينٍ ورأْس العَينِ: مَوْضِعٌ بَيْنَ حَرَّانَ ونَصِيبين، وَقِيلَ: بَيْنَ رَبِيعَةَ ومُضَرَ، قَالَ المُخَبَّلُ:

وأَنكحْتَ هَزَّالًا خُليْدَة، بعد ما

زَعمْتَ برأْسِ العَينِ أَنك قاتِلُهْ

ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَدِمَ فلانٌ مِنْ رأْس عَيْنٍ، وَلَا يُقَالُ مِنْ رأْس العَيْنِ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ دَرَسْتَوَيْه: رأْس عَينٍ قَرْيَةٌ فَوْقَ نَصِيبين، وأَنشد:

نَصِيبينُ بِهَا إِخْوانُ صِدْقٍ،

وَلَمْ أَنْسَ الَّذِينَ برأْسِ عَيْنِ

وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: لَا يُقَالُ فِيهَا إِلّا رأْس العَين، بالأَلف وَاللَّامِ، وأَنشد بَيْتَ المُخبَّل، وَقَدْ تَقَدَّمَ آنِفًا، وأَنشد أَيضاً لامرأَة قَتَلَ الزِّبْرقانُ زوجَها:

تَجَلَّلَ خِزْيَها عوفُ بْنُ كعبٍ،

فَلَيْسَ لخُلْفِها مِنْهُ اعْتِذارُ

برأْس العَينِ قَاتِلُ مَنْ أَجَرْتم

مِنَ الخابُورِ، مَرْتَعُه السِّرارُ

وعُيَيْنةُ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وعَيْنان: اسْمُ مَوْضِعٍ بشِقِّ الْبَحْرَيْنِ كَثِيرُ النَّخْلِ، قَالَ الرَّاعِي:

يَحُثُّ بِهِنَّ الحادِيانِ، كأَنما

يَحُثَّانِ جَبّاراً، بعَيْنَينِ، مُكْرَعا

والعَيْنُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ، يَكُونُ أَصلًا وَيَكُونُ بَدَلًا كَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ:

أَعَنْ ترَسَّمْتَ مِنْ خَرْقاءَ مَنزِلَةً،

ماءُ الصَّبابةِ مِنْ عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ

يُرِيدُ: أَن، قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: وَزْنُ عَيْنٍ فَعْل، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَيْعِلًا كَمَيِّتٍ وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ، ثُمَّ حُذِفَتْ عَيْنُ الْفِعْلِ مِنْهُ، لأَن ذَلِكَ هُنَا لَا يَحْسُن مِنْ قِبَلِ أَن هَذِهِ حُرُوفٌ جَوَامِدُ بَعِيدَةٌ عن الحذف

(1). 1 قوله" ونحن منعنا إلخ" الشعر للبعيث على ما في التكملة وياقوت لكن الشطر الثاني في ياقوت هكذا: ولم ننب في يومي جدود عن الأسل وذكر أنه وقع به وقعتان وقد ينسب إِلى الأولى منهما فيقال يوم جدود.

ص: 308