الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزجاج: إِن سَيناء [سِيناء] حِجَارَةٌ وَهُوَ، واللَّه أَعلم، اسْمُ الْمَكَانِ، فَمَنْ قرأَ سَيْناء عَلَى وَزْنِ صَحْرَاءَ فإِنها لَا تَنْصَرِفُ، وَمَنْ قرأَ سِيناء فَهُوَ عَلَى وَزْنِ عِلْباء إِلا أَنه اسْمٌ لِلْبُقْعَةِ فَلَا يَنْصَرِفُ، وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فِعْلاء بِالْكَسْرِ مَمْدُودٌ. والسِّينينيَّة: شَجَرَةٌ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ الأَخفش، وَجَمْعُهَا سِينِين، قَالَ: وَزَعَمَ الأَخفش أَنَّ طُورَ سِينِينَ مُضَافٌ إِليه، قَالَ: وَلَمْ يَبْلُغْنِي هَذَا عَنْ أَحد غَيْرَهُ، الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ طُور أُضيف إِلى سِينَا، وَهِيَ شَجَرٌ، قَالَ الأَخفش: السِّينِينُ وَاحِدَتُهَا سِينِينِيّة، قال: وقرىء طور سَينَاء وسِينَاءَ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَالْفَتْحُ أَجود فِي النَّحْوِ لأَنه بُنِيَ عَلَى فَعْلاء، وَالْكَسْرُ رَدِيءٌ فِي النَّحْوِ لأَنه لَيْسَ فِي أَبنية الْعَرَبِ فِعْلاء مَمْدُودٌ بِكَسْرِ الأَول غَيْرُ مَصْرُوفٍ، إِلا أَن تَجْعَلَهُ أَعجميّاً، قَالَ أَبو عَلِيٍّ: إِنما لَمْ يُصْرَفْ لأَنه جُعِلَ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ. التَّهْذِيبُ: وسِينِينُ اسْمُ جَبَلٍ بالشأْم.
فصل الشين المعجمة
شأن: الشَّأْنُ: الخَطْبُ والأَمْرُ والحال، وجمعه شُؤونٌ وشِئانٌ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي عَنْ أَبي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ
؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: مِنْ شأْنه أَن يُعِزَّ ذَلِيلًا ويُذِلَّ عَزِيزًا، ويُغْنيَ فَقِيرًا ويُفْقر غَنِيًّا، وَلَا يَشْغَلُه شَأْنٌ عَنْ شأْنٍ، سبحانه وتعالى. وَفِي حَدِيثِ المُلاعنة:
لَكَانَ لِي وَلَهَا شأْنٌ
أَي لَوْلَا مَا حَكَمَ اللَّهُ بِهِ مِنْ آيَاتِ الملاعَنة وأَنه أَسقط عَنْهَا الحَدَّ لأَقَمْتُه عَلَيْهَا حَيْثُ جاءَت بِالْوَلَدِ شَبِيهًا بِالَّذِي رُمِيَتْ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ
الحَكَم بْنِ حَزْن: والشَّأْنُ إِذ ذَاكَ دُونٌ
أَي الحالُ ضَعِيفَةٌ لَمْ تَرْتَفِعْ وَلَمْ يَحصل الغِنى؛ وأَما قَوْلُ جَوْذابةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الجَرَّاح لأَبيه:
وشَرُّنا أَظْلَمُنا فِي الشُّونِ،
…
أَرَيْتَ إِذ أَسْلَمْتني وشُوني
فإِنما أَراد: فِي الشُّؤون، وإِذ أَسلمتني وشُؤوني، فَحَذَفَ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ جَمْعَهُ عَلَى فُعْلٍ كجَوْنٍ وجُونٍ، إِلا أَنه خَفَّفَ أَو أَبدل لِلْوَزْنِ وَالْقَافِيَةِ، وَلَيْسَ هَذَا عِنْدَهُمْ بإِيطاء لِاخْتِلَافِ وَجْهَيِ التَّعْرِيفِ، أَلا تَرَى أَن الأَول مَعْرِفَةٌ بالأَلف وَاللَّامِ وَالثَّانِي مَعْرِفَةٌ بالإِضافة؟ ولأَشْأَنَنَّ خَبَره أَي لأَخْبُرَنَّهُ. وَمَا شَأَنَ شَأْنَه أَي مَا أَراد. وَمَا شَأَنَ شَأْنَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي مَا شَعَر بِهِ، واشْأَنْ شَأْنَك؛ عَنْهُ أَيضاً، أَي عَلَيْكَ بِهِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: أَتاني ذَلِكَ وَمَا شَأَنْتُ شَأْنَه أَي مَا عَلِمتُ بِهِ. قَالَ: وَيُقَالُ أَقبل فلانٌ وَمَا يَشْأَنُ شَأْنَ فُلَانٍ شَأْناً إِذا عَمِلَ فِيمَا يُحِبُّ أَو فِيمَا يَكْرَهُ. وَقَالَ: إِنه لَمِشْآنُ شأْنٍ أَن يُفْسِدَك أَي أَن يَعْمَلَ فِي فَسَادِكَ. وَيُقَالُ: لأَشْأَنَنَّ شَأْنَهم أَي لأُفْسِدَنَّ أَمرَهم، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لأَخْبُرَنَّ أَمرَهم. التَّهْذِيبُ: أَتاني فُلَانٌ وَمَا شَأَنْتُ شَأْنَه، وَمَا مَأَنْتُ مَأْنَه، وَلَا انْتَبَلْتُ نَبْلَه أَي لَمْ أَكترِثْ بِهِ وَلَا عَبَأْتُ بِهِ. وَيُقَالُ: اشْأَنْ شَأْنَك أَي اعْمَلْ مَا تُحْسِنه. وشَأَنْتُ شَأْنَه: قَصَدْتُ قَصْدَه. والشَّأْنُ: مَجْرى الدَّمْع إِلى الْعَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَشْؤُن وشُؤون. وَالشُّؤُونُ: نَمانِمُ فِي الجَبْهة شِبْهُ لِحام النُّحاس يَكُونُ بَيْنَ الْقَبَائِلِ، وَقِيلَ: هِيَ مواصِل قبَائِل الرأْس إِلى الْعَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّلاسِلُ الَّتِي تَجْمَع بَيْنَ الْقَبَائِلِ. اللَّيْثُ: الشُّؤُونُ عُروق الدُّموع مِنَ الرأْس إِلى الْعَيْنِ، قَالَ: والشُّؤُونُ نمانِمُ فِي الجُمْجُمة بَيْنَ الْقَبَائِلِ. وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: الشُّؤُون عُروق فَوْقَ الْقَبَائِلِ، فَكُلَّمَا أَسَنَّ الرجلُ قَوِيَتْ واشتدَّت.
وَقَالَ الأَصمعي: الشُّؤون مَواصِل الْقَبَائِلِ بَيْنَ كُلِّ قَبِيلَتَيْنِ شَأْنٌ، وَالدُّمُوعُ تَخْرُجُ مِنَ الشُّؤُون، وَهِيَ أَربع بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ. ابْنُ الأَعرابي: للنساءِ ثلاثُ قبَائل. أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ: الشَّأْنانِ عِرْقان يَنحدِران مِنَ الرأْسِ إِلى الْحَاجِبَيْنِ ثُمَّ إِلى الْعَيْنَيْنِ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص:
عَيْناك دَمْعُها سَرُوبُ،
…
كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ
. قَالَ: وَحُجَّةُ الأَصمعي قَوْلُهُ:
لَا تُحْزِنيني بالفِراقِ، فإِنَّني
…
لَا تسْتَهِلُّ مِنَ الفِراقِ شُؤوني
. الْجَوْهَرِيُّ: والشأْنُ واحدُ الشُّؤُون، وَهِيَ مواصلُ قَبَائِلِ الرأْس ومُلتَقاها، وَمِنْهَا تَجِيءُ الدُّمُوعُ. وَيُقَالُ: اسْتَهَلَّتْ شُؤُونه، والاسْتِهْلالُ قَطْرٌ لَهُ صوْت؛ قَالَ أَوسُ بْنُ حَجَرٍ: لا تحزنيني بالفراق «2» . قَالَ أَبو حَاتِمٍ: الشُّؤُون الشُّعَب الَّتِي تَجْمَعُ بَيْنَ قَبَائِلِ الرأْس وَهِيَ أَربعة أَشْؤُنٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما قَوْلُ الرَّاعِي:
وطُنْبُور أَجَشّ وَرِيحٍ ضِغْثٍ،
…
مِنَ الرَّيْحانِ، يَتَّبِعُ الشُّؤُونا
. فَمَعْنَاهُ أَنه تَطِيرُ الرَّائِحَةُ حَتَّى تَبْلُغَ إِلى شُؤُون رأْسه. وَفِي حَدِيثِ الْغُسْلِ:
حَتَّى تَبْلُغ بِهِ شُؤُونَ رأْسِها
؛ هِيَ عِظامُه وَطَرَائِقُهُ ومَواصِلُ قَبائله، وَهِيَ أَربعة بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، وَقِيلَ: الشُّؤُون عُروق فِي الْجَبَلِ يَنْبُت فِيهَا النَّبْع، وَاحِدُهَا شَأْنٌ. وَيُقَالُ: رأَيت نَخِيلًا نَابِتَةً فِي شَأْنٍ مِنْ شُؤُون الْجَبَلِ، وَقِيلَ: إِنها عُروق مِنَ التُّرَابِ فِي شُقوق الْجِبَالِ يُغْرَس فِيهَا النَّخْلُ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الشُّؤُون خُطوط فِي الْجَبَلِ، وَقِيلَ: صُدوع؛ قَالَ قيسُ بْنُ ذَريح:
وأَهْجُرُكُم هَجْرَ البَغِيض، وحُبُّكم
…
عَلَى كَبِدي مِنْهُ شُؤُونٌ صَوادِعُ
شَبَّهَ شُقوق كَبِدِهِ بالشُّقوق الَّتِي تَكُونُ فِي الْجِبَالِ. وَفِي حَدِيثِ
أَيوب المعَلِّم: لَمَّا انهَزَمْنا رَكِبْتُ شَأْناً مِنْ قَصَب فإِذا الحَسَنُ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَة فأَدْنَيْتُ الشَّأْنَ فحملتُه مَعِي
؛ قِيلَ: الشَّأْن عِرْقٌ فِي الْجَبَلِ فِيهِ تُرَابٌ يُنْبِتُ، وَالْجَمْعُ شُؤونٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى وَلَا أَرى هَذَا تَفْسِيرًا لَهُ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة:
كأَنَّ شُؤُونَه لَبَّاتُ بُدْنٍ،
…
خِلافَ الوَبْلِ، أَو سُبَدٌ غَسيلُ
. شَبَّهَ تَحَدُّرَ الْمَاءِ عَنْ هَذَا الْجَبَلِ بتَحَدُّرِه عَنْ هَذَا الطَّائِرِ أَو تَحَدُّرِ الدَّمِ عَنْ لَبّات البُدْن. وشُؤُون الْخَمْرِ: مَا دبَّ مِنْهَا فِي عُروق الْجَسَدِ؛ قَالَ البَعيث:
بأَطْيَبَ مِنْ فِيهَا، وَلَا طَعْمَ قَرْقَفٍ
…
عُقارٍ تَمَشَّى فِي العِظامِ شُؤونُها «3» .
شبن: الشَّابِل والشَّابِنُ: الْغُلَامُ التَّارُّ النَّاعِمُ، وَقَدْ شَبَنَ وشَبَلَ.
شتن: الشَّتْنُ: النَّسْجُ. والشَّاتِن والشَّتون: النَّاسِجُ. يُقَالُ: شَتَنَ الشّاتِن ثَوْبَهُ أَي نَسَجَهُ، وَهِيَ هُذَلِيَّةٌ؛ وأَنشد:
نَسَجَتْ بِهَا الزُّوَعُ الشَّتُونُ سَبائباً،
…
لَمْ يَطْوِها كَفُّ البِيَنْطِ المَجْفَلِ
قَالَ: الزُّوَعُ الْعَنْكَبُوتُ، والمَجْفَل: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ، والبِيَنْطُ: الْحَائِكُ، وَفَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي كَذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ حَجَّةِ الوَدَاعِ ذكرُ شَتَانٍ، وَهُوَ بِفَتْحِ الشِّينِ وَتَخْفِيفِ التَّاءِ جَبَلٌ عِنْدَ مَكَّةَ، يُقَالُ بَاتَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ،
(2). البيت
(3)
. قوله [تمشى في العظام] كذا بالأَصل والتهذيب بالميم، وفي التكملة: تفشى بالفاء
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى.
شثن: الشَّثْنُ مِنَ الرِّجَالِ: كالشَّثْل، وَهُوَ الْغَلِيظُ، وَقَدْ شَثُنَتْ [شَثِنَتْ] كفُّه وقَدَمُه شَثَناً وشُثُونةً وَهِيَ شَثْنَة.
وَفِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم: شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ
أَي أَنهما تَمِيلَانِ إِلى الغِلَظِ والقِصَر، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي فِي أَنامله غِلَظٌ بِلَا قَصْرٍ، وَيُحْمَدُ ذَلِكَ فِي الرِّجَالِ لأَنه أَشدُّ لقَبْضِهم، وَيُذَمُّ فِي النِّسَاءِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ
الْمُغِيرَةِ: شَثْنة الْكَفِّ
أَي غَلِيظَتُهَا. والشُّثُونة: غِلَظُ الْكَفِّ وجُسُوءُ الْمَفَاصِلِ. وأَسد شَثْنُ البراثِن: خَشِنُها، وَهُوَ منه. وشَثُنَ [شَثِنَ] الْبَعِيرُ شَثَناً: رَعَى الشَّوْك مِنَ العِضاهِ فغَلُظت عَلَيْهِ مَشَافِرُهُ. قَالَ خَالِدٌ العِتْريفِيُّ: الشُّثُونةُ لَا تَعِيبُ الرجالَ بَلْ هِيَ أَشد لقَبْضِهم وأَصْبَرُ لَهُمْ عَلَى المِراسِ، وَلَكِنَّهَا تَعِيبُ النِّسَاءَ. قَالَ خَالِدٌ: وأَنا شَثْنٌ. الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ مَكْبُونُ الأَصابع مِثْلُ الشَّثْنِ. اللَّيْثُ: الشَّثْنُ الَّذِي فِي أَنامله غِلظٌ، وَالْفِعْلُ شَثُنَ وشَثِنَ شَثَناً وشُثُونةً؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى شَنِثَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الشَّثَنُ، بِالتَّحْرِيكِ، مَصْدَرُ شَثِنَتْ كَفُّهُ، بِالْكَسْرِ، أَي خَشُنَتْ وغَلُظَتْ. وَرَجُلٌ شَثْنُ الأَصابع، بِالتَّسْكِينِ، وَكَذَلِكَ العِضْو؛ وَقَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ:
وتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ، كأَنه
…
أَسارِيعُ ظَبْيٍ، أَو مَساوِيكُ إِسْحِلِ
وشَثِنَت [شَثُنَت] مَشافر الإِبل مِنْ أَكل الشوك.
شجن: الشَّجَنُ: الْهَمُّ والحُزْن، وَالْجَمْعُ أَشْجانٌ وشُجُونٌ. شَجِنَ، بِالْكَسْرِ، شَجَناً وشُجُوناً، فَهُوَ شاجِنٌ، وشَجُنَ وتشَجَّنَ، وشَجَنَه الأَمرُ يَشْجُنُه شَجْناً وشُجُوناً وأَشْجَنهُ: أَحزنه؛ وَقَوْلُهُ:
يُوَدِّعُ بالأَمرَاسِ كلَّ عَمَلَّسٍ،
…
مِنَ المُطعِماتِ اللَّحْمَ غَيْرِ الشَّواجِنِ
إِنما يُرِيدُ أَنهن لَا يُحْزِنَّ مُرْسِليها وأَصحابَها لخَيْبَتِها مِنَ الصَّيْدِ بَلْ يَصِدْنَه مَا شَاءَ. وشَجَنتِ الْحَمَامَةُ تشْجُنُ شُجُوناً: نَاحَتْ وتَحَزَّنتْ. والشَّجَنُ: هَوَى النَّفْس. والشَّجَنُ: الْحَاجَةُ، وَالْجَمْعُ أَشْجان، والشَّجَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْحَاجَةُ أَينما كَانَتْ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
إِني سأُبْدي لكَ فِيمَا أُبْدي
…
لِي شَجَنانِ: شَجَنٌ بنَجْدِ،
وشَجَنٌ لِي ببِلادِ الهِنْدِ «1»
. وَالْجَمْعُ أَشْجانٌ وشُجُونٌ؛ قَالَ:
ذَكَرْتُكِ حيثُ اسْتَأْمَنَ الوَحشُ، والتَقَتْ
…
رِفاقٌ مِنَ الآفاقِ شَتَّى شُجُونُها
وَيُرْوَى: لُحونُها أَي لُغَاتُهَا، وأَراد أَرضاً كَانَتْ لَهُ شَجَناً لَا وَطَناً أَي حَاجَةً، وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِعَجُزِهِ وَتَمَّمَهُ ابْنُ بَرِّيِّ وَذَكَرَ عَجُزَهُ:
ذَكَرتُكِ حيثُ استأْمَن الوحشُ، والْتَقَتْ
…
رِفاقٌ بِهِ، والنفسُ شَتَّى شُجُونُها
قَالَ: وَمِنْ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ:
رَغا صَاحِبِي، عندَ البكاءِ، كَمَا رَغَتْ
…
مُوَشَّمَةُ الأَطرافِ رَخْصٌ عَرينُها
وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ أَيضاً:
حَتَّى إِذا قَضُّوا لُباناتِ الشَّجَنْ،
…
وكُلَّ حاجٍ لفُلانٍ أَو لِهَنْ
قَالَ: فُلَانٌ كِنَايَةٌ عَنِ الْمَعْرِفَةِ، وهَنٌ كِنَايَةٌ عَنِ النَّكِرَةِ. وشَجَنَتْه الحاجةُ تشْجُنه شَجْناً: حَبَسَتْه، وشَجَنَتْني تشْجُنُني. وَمَا شَجَنَكَ عَنَّا أَي مَا حَبَسك، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: مَا شَجَرَكَ. وَقَالُوا: شاجِنَتي
(1). قوله [ببلاد الهند] مثله في المحكم، والذي في الصحاح: ببلاد السند
شُجُونٌ كَقَوْلِهِمْ عابِلَتي عُبُول. وَقَدْ أَشْجَنني الأَمرُ فشَجُنْتُ أَشْجُنُ شُجُوناً. اللَّيْثُ: شَجُنْتُ شَجَناً أَي صَارَ الشَّجَنُ فيَّ، وأَما تشَجَّنْتُ فكأَنه بِمَعْنَى تذَكَّرْت، وَهُوَ كَقَوْلِكَ فَطُنْتُ فَطَناً، وفَطِنْتُ لِلشَّيْءِ فِطْنةً وفَطَناً؛ وأَنشد:
هَيَّجْنَ أَشْجاناً لِمَنْ تشَجَّنا
والشَّجَنُ والشِّجْنةُ والشُّجْنةُ والشَّجْنةُ: الغُصْنُ الْمُشْتَبِكُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ شُجْنة وشِجْنٌ وشُجْنٌ للغُصن، وشُجْنَة وشُجَنٌ وشِجْنةٌ وشِجَنٌ وشُجْناتٌ وشِجْناتٌ وشُجُناتٌ وشِجِناتٌ. الْجَوْهَرِيُّ: والشِّجْنةُ والشَّجْنةُ عُرُوقُ الشَّجَرِ الْمُشْتَبِكَةُ. وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ شِجْنَةُ رَحِمٍ وشُجْنةُ رَحِمٍ أَي قرابةٌ مُشتبكة. والشَّجَنُ والشُّجْنة والشِّجْنة: الشُّعْبة مِنَ الشَّيْءِ. والشِّجْنة: الشُّعبة مِنَ العُنقود تُدْرِكُ كُلُّهَا، وَقَدْ أَشْجَنَ الكَرْمُ وتشَجَّنَ الشَّجَرُ: الْتَفَّ. وَفِي الْمَثَلِ: الْحَدِيثُ ذُو شُجُون أَي فُنُونٍ وأَغراض، وَقِيلَ: أَي يَدْخُلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ أَي ذُو شُعَب وامْتِساك بعضُه بِبَعْضٍ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُراد أَن الْحَدِيثَ يتفرَّق بالإِنسان شُعَبُه ووَجْهُه؛ وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: مَعْنَاهُ ذُو فُنُونٍ وتشَبُّث بَعْضِهِ بِبَعْضٍ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا لِلْحَدِيثِ يَسْتَذْكِرُ بِهِ غَيْرَهُ؛ قَالَ: وَكَانَ المُفَضَّلُ الضَّبِّي يُحَدِّث عَنْ ضَبَّة بْنِ أُدٍّ بِهَذَا الْمَثَلِ، وَقَدْ ذَكَرَهُ غَيْرُهُ؛ قَالَ: كَانَ قَدْ خَرَجَ لضبَّة بْنِ أُدٍّ ابْنَانِ: سَعْدٌ وسَعِيد فِي طَلَبِ إِبل، فَرَجَعَ سَعْدٌ وَلَمْ يَرْجِعْ سَعِيدٌ، فَبَيْنَا هُوَ يُسايِرُ الحرثَ بْنَ كَعْبٍ إِذ قَالَ لَهُ: فِي هَذَا الْمَوْضِعِ قَتَلْتُ فَتًى، وَوَصَفَ صِفَةَ ابْنِهِ، وَقَالَ هَذَا سَيْفُهُ، فَقَالَ ضَبَّةُ: أَرِني أَنْظُرْ إِليه، فَلَمَّا أَخذه عَرَفَ أَنه سَيْفُ ابْنِهِ، فَقَالَ: الْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ، ثُمَّ ضرب به الحرث فَقَتَلَهُ؛ وَفِيهِ يَقُولُ الْفَرَزْدَقُ:
فَلَا تأْمَنَنَّ الحَرْبَ، إِنّ اسْتِعارَها
…
كضَبَّةَ إِذْ قَالَ: الحديثُ شُجُونُ
ثُمَّ إِن ضَبَّةَ لَامَهُ النَّاسُ فِي قتل الحرث فِي الأَشهر الْحُرُمِ فَقَالَ: سَبَقَ السيفُ العَذَلَ. وَيُقَالُ: إِنَّ سَبَقَ السيفُ العَذَلَ لخُرَيْمٍ الهُذَليِّ. والشُّجْنة والشِّجْنة: الرَّحِمُ الْمُشْتَبِكَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
الرَّحِمِ شِجْنة مِنَ اللَّهِ مُعَلَّقة بِالْعَرْشِ تَقُولُ: اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَني واقْطع مَنْ قَطَعَنِي
، أَي الرَّحِمُ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الرَّحْمن تَعَالَى؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي قَرابةٌ مِنَ اللَّهِ مُشْتَبِكَةٌ كَاشْتِبَاكِ الْعُرُوقِ، شَبَّهَهُ بِذَلِكَ مَجَازًا أَو اتِّسَاعًا، وأَصل الشُّجْنة، بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ، شُعْبة مِنْ غُصْن مِنْ غُصُونِ الشَّجَرَةِ، والشَّجْنةُ لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: الشُّجْنةُ الصِّهْرُ. وَنَاقَةٌ شَجَنٌ: مُتَداخِلَة الخَلْق مُشْتَبِكٌ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ كَمَا تَشْتَبِكُ الشَّجَرَةُ؛ وَفِي حَدِيثِ
سَطِيح الكاهنِ:
تجُوبُ بِي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَجَنْ
أَي نَاقَةٌ مُتَداخِلَةُ الخَلْق كأَنها شَجَرَةٌ مُتَشَجِّنَة أَي مُتَّصِلَةُ الأَغصان بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، وَيُرْوَى: شَزِنَ، وَسَيَجِيءُ، والشِّجْنة، بِكَسْرِ الشِّينِ: الصَّدْعُ فِي الْجَبَلِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والشاجِنَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَوْدية يُنْبت نَبَاتًا حَسَنًا، وَقِيلَ: الشَّواجِنُ والشُّجُون أَعالي الْوَادِي، وَاحِدُهَا شَجْن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قُلْتُ إِن وَاحِدَهَا شَجْن لأَن أَبا عُبَيْدَةَ حَكَى ذَلِكَ، وَلَيْسَ بِالْقِيَاسِ لأَن فَعْلًا لَا يكسَّر عَلَى فَواعل، لَا سِيَّمَا وَقَدْ وَجَدْنَا الشاجِنة، فأَنْ يَكُونَ الشَّواجِنُ جَمْعَ شاجِنَةٍ أَولى؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
كظَهرِ اللأَى لَوْ تُبْتَغَى رِيَّةٌ بِهِ
…
نَهاراً، لعَيَّتْ فِي بُطُونِ الشَّواجِنِ
وَكَذَلِكَ رَوَى الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو: الشَّواجِنُ أَعالي الْوَادِي، وَاحِدَتُهَا شاجِنَة. وَقَالَ شمِرٌ: جَمْعُ شَجْنٍ أَشْجان. قَالَ الأَزهري: وَفِي دِيَارِ ضبَّة وادٍ يُقَالُ لَهُ الشَّواجِنُ فِي بَطْنِهِ أَطْواء كَثِيرَةٌ، مِنْهَا لَصافِ واللِّهَابَةُ وثَبْرَةُ، ومياهُها عَذْبَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الشَّجْنُ، بِالتَّسْكِينِ، واحدُ شُجُون الأَودية وَهِيَ طُرُقُها. والشاجِنة: وَاحِدَةُ الشواجِنِ، وَهِيَ أَودية كَثِيرَةُ الشَّجَرِ؛ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الخُناعي:
لَمَّا رأَيتُ عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهُمْ
…
طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ
كَفَتُّ ثَوْبيَ لَا أُلْوِي عَلَى أَحَدٍ،
…
إِني شَنِئْتُ الفَتى كالبَكْرِ يُخْتَطَمُ
عَدِيٌّ: جَمْعُ عَادٍ كغَزِيٍّ جَمْعُ غازٍ، وَقَوْلُهُ: يَسلبُهم طَلْحُ الشَّواجن أَي لَمَّا هَرَبُوا تَعَلَّقَتْ ثيابُهم بالطَّلْح فَتَرَكُوهَا؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلطِّرِمَّاحِ فِي شَاجِنَةٍ لِلْوَاحِدَةِ:
أَمِنْ دِمَنٍ، بشاجِنَةِ الحَجُونِ،
…
عَفَتْ مِنْهَا المنازِلُ مُنْذُ حِينِ
وَقَوْلُ الحَذْلَمِيِّ:
فضارِبَ الضَّبْه وَذِي الشُّجُونِ
يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ وَادِيًا ذَا الشُّجون، وأَن يَعْنِيَ بِهِ مَوْضِعًا. وشِجْنَة، بِالْكَسْرِ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ شِجْنة بْنُ عُطارِد بْنِ عَوْف بْنُ كَعْب بْنِ سَعْد بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
كَرِبُ بنُ صَفْوانَ بنِ شِجْنةَ لَمْ يَدَعْ
…
مِنْ دَارِمٍ أَحَداً، ولا من نَهْشَلِ.
شحن: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ*
؛ أَي الْمَمْلُوءِ. الشَّحْنُ: مَلْؤُكَ السَّفِينَةَ وإِتْمامُك جِهازَها كُلَّهُ. شَحَنَ السَّفِينَةَ يَشْحَنُها شَحْناً: مَلأَها، وشَحَنَها مَا فِيهَا كَذَلِكَ. والشِّحْنَةُ: مَا شَحَنها. وشَحَنَ البلدَ بِالْخَيْلِ: ملأَه. وَبِالْبَلَدِ شِحْنةٌ مِنَ الْخَيْلِ أَي رَابِطَةٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ العامَّة فِي الشِّحْنةِ إِنه الأَمير غَلَطٌ. وَقَالَ الأَزهري: شِحْنةُ الكورَة مَنْ فِيهِمُ الْكِفَايَةُ لِضَبْطِهَا مِنْ أَولياء السُّلْطَانِ؛ وَقَوْلُهُ:
تأَطَّرْنَ بالميناءِ ثُمَّ تَرَكْنَه،
…
وَقَدْ لَجَّ مِنْ أَحْمالِهِنَّ شُحُونُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَصْدَرَ شَحَنَ، وأَن يَكُونَ جَمْعَ شِحْنة نَادِرًا. ومَرْكَبٌ شاحِنٌ أَي مَشْحُون؛ عَنْ كُرَاعٍ، كَمَا قَالُوا سِرٌّ كاتِمٌ أَي مَكْتُومٌ. وشَحَنَ القومَ يَشْحَنُهم شَحْناً: طَرَدَهُمْ. ومَرَّ يَشْحَنُهم أَي يَطْرُدهم ويَشُلُّهم ويَكسَؤُهم، وَقَدْ شَحَنه إِذا طَرَدَهُ. الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابياً يَقُولُ لِآخَرَ: اشْحَنْ عَنْكَ فُلَانًا أَي نَحِّه وأَبْعِدْه. والشَّحْنُ: العَدْوُ الشَّدِيدُ. وشَحَنَتِ الكلابُ تَشْحَنُ وتَشْحُنُ شُحُوناً: أَبْعَدتِ الطَّرَد وَلَمْ تَصِد شَيْئًا؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ الصَّيْدَ وَالْكِلَابَ:
يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ
…
مِنَ المُطْعِماتِ الصَّيْدَ، غيرِ الشَّواحِنِ
. والشاحِنُ مِنَ الْكِلَابِ: الَّذِي يُبْعِدُ الطَّرِيدَ وَلَا يَصِيدُ. الأَزهري: الشِّحْنة مَا يُقامُ لِلدَّوَابِّ مِنَ العَلَف الَّذِي يَكْفِيهَا يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا هُوَ شِحْنَتها. والشَّحْناء: الْحِقْدُ. والشَّحْناء: الْعَدَاوَةُ، وَكَذَلِكَ الشِّحْنة، بِالْكَسْرِ، وَقَدْ شَحِنَ عَلَيْهِ شَحْنَاً وشاحَنَه، وعَدُوٌّ مُشاحِنٌ. وشاحَنَه مُشاحنةً: مِنَ الشَّحْناء، وآحَنَه مُؤَاحَنة: مِنَ الإِحْنةِ، وَهُوَ مُشاحِنٌ لَكَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
يَغْفِرُ اللَّهُ لِكُلِّ بَشَرٍ مَا خَلَا مُشْرِكاً أَو مُشاحِناً
؛ المُشاحِنُ: المُعادي. والتَّشاحُنُ: تَفَاعُلٌ مِنَ الشَّحْناء الْعَدَاوَةِ؛ وَقَالَ الأَوزاعي: أَراد
بالمُشاحن هاهنا صاحِبَ البِدْعة والمُفارِقَ لِجَمَاعَةِ الأُمَّة، وَقِيلَ: المُشاحَنةُ مَا دُونَ الْقِتَالِ مِنَ السَّبِّ، والتَّعايُر مِنَ الشَّحْناءِ مأْخوذ، وَهِيَ الْعَدَاوَةُ، وَمِنَ الأَول: إِلا رَجُلًا كَانَ بَيْنَهَ وَبَيْنَ أَخيه شَحْناء أَي عَدَاوَةٌ. وأَشْحَنَ الصبيُّ، وَقِيلَ: الرجلُ، إِشْحاناً وأَجْهَشَ إِجْهاشاً: تَهيأَ لِلْبُكَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ الاسْتِعْبارُ عِنْدَ اسْتِقْبَالِ الْبُكَاءِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
وَقَدْ هَمَّتْ بإِشْحانِ
الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي سُيُوفٌ مُشْحَنة فِي أَغمادِها؛ وأَنشد:
إِذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفُوفُ، وإِذْ
…
سَلُّوا السُّيُوفَ عُراةً بعدَ إِشْحانِ
وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه مُتَمِّمًا لِمَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ: وَقَدْ هَمَّتْ بإِشْحانِ، مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى أَجْهَشَ الصَّبيُّ إِذا تهيأَ لِلْبُكَاءِ، فَقَالَ الهُذَلي: هُوَ أَبو قِلابَة؛ وَالْبَيْتُ بِكَمَالِهِ:
إِذ عارَتِ النَّبْلُ والتَفَّ اللُّفوفُ، وإِذْ
…
سلُّوا السُّيُوفَ، وَقَدْ هَمَّت بإشْحانِ
وَقَدْ أَورده الأَزهري:
إِذا عارَتِ النَّبلُ والتَّفَّ اللُّفوفُ، وإِذْ
…
سَلُّوا السُّيُوفَ عُرَاةً بَعْدَ إِشحانِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والشِّيحان والشَّيْحان الطَّوِيلُ، وَقَدْ يَكُونُ فَعْلاناً فَيَكُونُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْبَابِ، وسيُذْكر.
شخن: شَخَّنَ: تهيأَ لِلْبُكَاءِ، وقد يخفف.
شدن: شَدَنَ الصبيُّ والخِشْفُ وجميعُ ولدِ الظِّلْفِ والخُفِّ والحافِر يَشْدُنُ شُدُوناً: قَوِيَ وَصَلَحَ جِسْمُهُ وتَرَعْرَعَ ومَلَكَ أُمَّه فَمَشَى مَعَهَا. وَيُقَالُ للمُهْر أَيضاً: قَدْ شَدَن، فإِذا أَفردت الشادِنَ فَهُوَ وَلَدُ الظَّبْيَةِ. أَبو عُبَيْدٍ: الشادِنُ مِنْ أَولاد الظِّبَاءِ الَّذِي قَدْ قَوِيَ وَطَلَعَ قَرْنَاهُ وَاسْتَغْنَى عَنْ أُمه؛ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَحمد العُرَيْتي:
يَا مَا أُحَيْسِنَ غِزْلاناً شَدَنَّ لَنَا
وَيُقَالُ: إِن عَلِيَّ بْنَ حَمْزَةَ هَذَا حَضَرِيّ لَا بدَوِيّ لأَنه مَدَحَ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى. وأَشْدَنَتِ الظبيةُ وظَبية مُشْدِنٌ إِذا شَدَنَ ولَدُها، وَظَبْيَةٌ مُشْدِن: ذَاتُ شادِنٍ يَتْبَعُهَا، وَكَذَلِكَ غَيْرُهَا مِنَ الظَّلْف وَالْخُفِّ وَالْحَافِرِ، وَالْجَمْعُ مَشادِنُ عَلَى الْقِيَاسِ، ومَشادِين عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ مِثْلُ مَطَافِلَ ومَطافيل. ابْنُ الأَعرابي: امرأَة مَشْدُونة وَهِيَ العاتِقُ مِنَ الجَوارِي. وشَدَنٌ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ، والإِبل الشَّدَنية مَنْسُوبَةٌ إِليه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
والشَّدَنِيّات يُساقِطْنَ النُّعَرْ
وَقِيلَ: شَدَنٌ فَحْل بِالْيَمَنِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وإِليه تُنْسَبُ هَذِهِ الإِبل. والشَّدْنُ، بِسُكُونِ الدَّالِ: شَجَرٌ لَهُ سِيقانٌ خَوَّارةٌ غِلاظ ونَوْرٌ شَبِيهٌ بنَوْر اليَاسَمِينِ فِي الْخِلْقَةِ، إِلا أَنه أَحمر مُشْرَب، وَهُوَ أَطيب مِنَ اليَاسَمين؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهُوَ طَيِّبُ الرِّيحِ؛ وأَنشد:
كأَنَّ فاها، بعدَ ما تُعانِقُ،
…
الشَّدْنُ والشِّرْيانُ والشَّبارِقُ.
شرن: ابْنُ الأَعرابي: الشَّرْنُ الشَّقُّ فِي الصَّخْرَةِ. أَبو عَمْرٍو: فِي الصَّخْرَةِ شَرْمٌ وشَرْنٌ وثَتٌّ وفَتٌّ وشِيقٌ وشِرْيانٌ. وَقَدْ شَرِمَ وشَرِنَ إِذا انْشَقَّ، وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ الشِّرْيانَ، وَهُوَ شَجَرٌ صُلْب تُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِيُّ، وَاحِدَتُهُ شِرْيانة، وَهُوَ كجِرْيالٍ مُلْحَق بسِرْداحٍ؛ قَالَ:
وقَوْسُك شِرْيانةٌ،
…
ونَبْلُك جَمْرُ الغَضى
قَالَ: والشُّورَانُ العُصْفُر، قَالَ: وَالصَّحِيحُ عِنْدِي أَنَّ شِرْيان فِعْلانٌ لأَنه أَكثر مِنْ فِعْيال، قَالَ: وَلِهَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي شَرِيَ، ورأَيت هُنَا حَاشِيَةً قَالَ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ الشِّرْيانَ هَذَا لِلشَّجَرِ أَصلًا فِي كِتَابِهِ، وإِنما ذَكَرَ فِي فَصْلِ شَرِيَ: الشِّرْيان وَاحِدُ الشَّرايين وَهِيَ العُروق النَّابِضَةُ. وتَشْرِينُ: اسْمُ شَهْرٍ مِنْ شُهُورِ الْخَرِيفِ، وَهُوَ أَعجمي، وَهُوَ إِلى وَزْنِ تَفْعِيلٍ أَقرب مِنْهُ إِلى وَزْنِ غَيْرِهِ مِنَ الأَمثلة؛ قَالَ: وَلَمْ يذكره صاحب الكتاب.
شرحن: شَراحيلُ وشَراحينُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ شَرْحَلَ فِي بَابِ اللام.
شزن: الشَّزَنُ، بِالتَّحْرِيكِ، والشُّزُونة: الغِلَظُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ الأَعشى:
تَيمَّمْتُ قَيْساً، وَكَمْ دُونَهُ
…
مِنَ الأَرض مِنْ مَهْمَهٍ ذِي شَزَنْ «1»
وَفِي حديث الذي اختطفته الجنُّ:
كُنْتُ إِذا هَبَطْتُ شَزَناً أَجده بَيْنَ ثَنْدُوَتَيَ
؛ الشَّزَن، بِالتَّحْرِيكُ: الْغَلِيظُ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ شُزُنٌ وشُزونٌ، وَقَدْ شَزُنَ شُزُونة. وَرَجُلٌ شَزَن [شَزِن]: فِي خُلُقه عَسَرٌ. وتَشَزَّنَ فِي الأَمر: تَصَعَّبَ. وَفِي حَدِيثِ
لُقْمانَ بْنِ عادٍ: ووَلَّاهم شَزَنَه
، يُرْوَى بِفَتْحِ الشِّينِ وَالزَّايِ وَبِضَمِّهِمَا وَبِضَمِّ الشِّينِ وَسُكُونِ الزَّايِ، وَهِيَ لُغَاتٌ فِي الشِّدَّة والغِلْظة، وَقِيلَ: هُوَ الْجَانِبُ، أَي يُوَلِّي أَعداءَه شِدَّته وبأْسه أَو جَانِبَهُ أَي إِذا دَهَمَهم أَمر وَلَّاهم جَانِبَهُ فحَاطَهم بِنَفْسِهِ. يُقَالُ: وَلَّيته ظَهْرِي إِذا جَعَلَهُ وَرَاءَهُ وأَخذَ يَذُبُّ عَنْهُ. وشَزِنَت الإِبل شَزَناً: عَيِيَتْ مِنَ الْحَفَا. والشَّزَنُ: شِدَّةُ الإِعياء مِنَ الْحَفَا، وَقَدْ شَزِنت الإِبل.
وَرَوَى أَبو سُفْيَانَ حَدِيثِ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: شُزُنَه
، قَالَ: وسأَلت الأَصمعي عَنْهُ فَقَالَ: الشُّزُنُ عُرْضُه وَجَانِبُهُ، وَهُوَ لُغَةٌ؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر:
أَلا لَيْتَ المَنازِلَ قَدْ بَلِينا،
…
فَلَا يَرْمِينَ عَنْ شُزُنٍ حَزِيناً
. يُرِيدُ أَنهم حِينَ دَهَمَهم الأَمر أَقبل عَلَيْهِمْ وولَّاهم جَانِبَهُ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الأَصمعي حَسَنٌ؛ وَقَالَ الهُذَليّ:
كِلَانَا، وَلَوْ طالَ أَيَّامُه،
…
سَيَنْدُرُ عَنْ شَزَنٍ مُدْحِضِ
. قَالَ: الشَّزَنُ الحَرْف يَعْنِي بِهِ الْمَوْتَ وأَن كُلَّ أَحد سَتَزْلَقُ قَدَمُهُ بِالْمَوْتِ وإِن طَالَ عُمُرُهُ؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِل:
إِن تُؤْنِسَا نارَ حَيّ قَدْ فُجِعْتُ بِهِمْ،
…
أَمْسَتْ عَلَى شَزَنٍ مِنْ دارِهم دَارِي
والشُّزُنُ: الكَعْبُ الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
كأَنه شُزُنٌ بالدَّوِّ مَحْكوكُ
وَقَالَ الأَجْدَعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ مَسْروق:
وكأَنَّ صِرْعَيْها كِعابُ مُقامِرٍ
…
ضُرِبَتْ عَلَى شُزُنٍ، فَهُنَّ شَواعِي
والشَّزَنُ والشُّزُنُ: نَاحِيَةُ الشَّيْءِ وَجَانِبُهُ. والشُّزُن: الْحَرْفُ وَالْجَانِبُ والناحية مثال الطُّنُب. وَيُقَالُ: عَنْ شُزُنٍ أَي عَنْ بُعْدٍ وَاعْتِرَاضٍ وتَحَرُّف. وَفِي حَدِيثِ
الخُدْرِيّ: أَنه أَتى جَنازة فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ تَشَزَّنُوا لَهُ ليُوَسِّعُوا لَهُ
؛ قَالَ شَمِرٌ: أَي تَحَرَّفُوا. يُقَالُ: تَشَزَّنَ الرجلُ للرَّمْي إِذا تَحَرَّفَ واعْتَرض. وَرَمَاهُ عَنْ شُزُنٍ أَي تَحَرَّف لَهُ، وَهُوَ أَشد لِلرَّمْيِ؛ وَفِي حَدِيثِ
سَطيح:
(1). قوله [تيممت قيساً إِلخ] الصاغاني الرواية: تيمم قيساً إِلخ. على الفعل المضارع أَي تتيمم ناقتي أَي تقصد، وقبله:
فأفنيتها وتعاللتها
…
على صحصح كرداء الردن.
تَجُوبُ بِي الأَرضَ عَلَنْداةٌ شَزَنْ
أَي تَمْشِي مِنْ نَشَاطِهَا عَلَى جَانِبٍ. وشَزِنَ فلانٌ إِذا نَشِطَ. والشَّزَنُ: النَّشاط، وَقِيلَ: الشَّزَن المُعْيَى مِنَ الحَفا. والتَّشَزُّن فِي الصِّراع: أَن يَضَعه عَلَى وَركه فيَصْرَعه، وَهُوَ التَّوَرُّك. وَيُقَالُ: مَا أُبالي عَلَى أَيّ قُطْرَيْهِ وَعَلَى أَيّ شُزْنَيْه وَقَعَ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ أَي جانِبيه. وتَشَزَّنَ الرجلُ صاحبَه تَشَزُّناً وتَشْزِيناً، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ: صَرَعَهُ؛ وَنَظِيرُهُ: وتَبَتَّل إِليه تَبْتِيلًا. وتَشَزَّنَ الشاةَ: أَضجعها لِيَذْبَحَهَا. وتَشَزَّن للرَّمْي وللأَمر وَغَيْرِهِ إِذا اسْتَعَدَّ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ، رضي الله عنه، حِينَ سُئلَ حُضُورَ مَجْلِسٍ لِلْمُذَاكَرَةِ أَنه قَالَ: حَتَّى أَتَشَزَّنَ.
وتَشَزَّن لَهُ أَي انْتَصَبَ لَهُ فِي الْخُصُومَةِ وَغَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه قرأَ سُورَةَ ص، فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ تَشَزَّنَ الناسُ لِلسُّجُودِ، فَقَالَ، عليه الصلاة والسلام: إِنما هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ وَلَكِنِّي رأَيتكم تَشَزَّنْتُم، فَنَزَلَ وَسَجَدَ وَسَجَدُوا
؛ التَّشَزُّنُ: التأَهُّب والتَّهَيُّؤ لِلشَّيْءِ وَالِاسْتِعْدَادُ لَهُ، مأْخوذ مِنْ عُرْض الشَّيْءِ وَجَانِبِهِ كأَنَّ المُتَشَزِّنَ يَدَعُ الطمأْنينة فِي جُلُوسِهِ ويقعُدُ مُسْتَوْفِزًا عَلَى جَانِبٍ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها: أَن عُمَرَ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، يَوْمًا فقَطَّبَ وتَشَزَّنَ لَهُ
أَي تأَهب. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ: قَالَ لسَعْد وعَمّار ميعادُكم يومُ كَذَا حَتَّى أَتَشَزَّنَ
أَي أَسْتَعِدَّ لِلْجَوَابِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ زِيَادٍ: نِعْمَ الشَّيْءُ الإِمارةُ لَوْلَا قَعْقَعةُ البُرُدِ والتَّشَزُّنُ للخُطَب.
وَفِي حَدِيثِ
ظَبْيان: فترامَتْ مَذْحِجُ بأَسِنَّتِها وتَشَزَّنَتْ بأَعِنَّتها.
شصن: أَهمله اللَّيْثُ. أَبو عَمْرٍو: الشَّواصِينُ البَراني، الْوَاحِدَةُ شاصُونة. قَالَ الأَزهري: البَراني تَكُونُ القواريرَ وَتَكُونُ الدِّيَكة، قال: ولا أَدري أَراد بها.
شطن: الشَّطَنُ: الحَبْل، وَقِيلَ: الْحَبْلُ الطَّوِيلُ الشديدُ الفَتْل يُسْتَقى بِهِ وتُشَدُّ بِهِ الخَيْل، وَالْجَمْعُ أَشْطان؛ قَالَ عَنْتَرَةَ:
يَدْعُونَ عَنْتَر، والرِّماحُ كأَنها
…
أَشْطانُ بئرٍ فِي لَبانِ الأَدْهَمِ
. وَوَصَفَ أَعرابي فَرَسًا لَا يَحْفى فَقَالَ: كأَنه شَيْطانٌ فِي أَشْطان. وشَطَنْتُه أَشْطُنه إِذا شَدَدْته بالشَّطَن. وَفِي حَدِيثِ
الْبَرَاءِ: وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبوطة بشَطَنَين
؛ الشَّطَنُ: الْحَبْلُ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ مِنْهُ، وإِنما شَدَّه بشَطَنَيْن لِقُوَّتِهِ وَشِدَّتِهِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، عليه السلام: وَذَكَرَ الْحَيَاةَ فَقَالَ: إِن اللَّهَ جَعَلَ الموتَ خالِجاً لأَشْطانها
؛ هِيَ جَمْعُ شَطَن، والخالِجُ المُسْرِع فِي الأَخذ، فَاسْتَعَارَ الأَشْطانَ لِلْحَيَاةِ لِامْتِدَادِهَا وَطُولِهَا. والشَّطَنُ: الْحَبْلُ الَّذِي يُشْطَن بِهِ الدَّلْوُ. والمُشاطِنُ: الَّذِي يَنزِعُ الدَّلْوَ مِنَ الْبِئْرِ بِحَبْلَيْنِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
ونَشْوانَ مِنْ طُولِ النُّعاسِ كأَنه،
…
بحَبْلينِ فِي مَشْطونةٍ، يَتَطَوَّحُ
وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
أَخُو قَنَصٍ يَهْفُو، كأَنَّ سَراتَهُ
…
ورِجلَيه سَلْمٌ بَيْنَ حَبَلي مُشاطن
وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ الْعَزِيزِ النَّفْس: إِنه ليَنْزُو بَيْنَ شَطَنَين؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للإِنسان الأَشِر الْقَوِيِّ، وَذَلِكَ أَن الفرسَ إِذا اسْتَعْصَى عَلَى صَاحِبِهِ شَدَّه بحَبلين مِنْ جَانِبَيْنِ، يُقَالُ: فَرَسٌ مَشْطون. والشَّطون مِنَ الْآبَارِ: الَّتِي تُنْزَع بحَبْلين مِنْ جَانِبَيْهَا، وَهِيَ مُتَّسِعَةُ الأَعلى ضَيِّقَةُ الأَسفل، فإِن نزَعَها بِحَبْلٍ وَاحِدٍ جَرَّها عَلَى الطَّيِّ فتخرَّقت.
وَبِئْرٌ شَطُونٌ: مُلتَوية عَوْجاء. وحربٌ شَطُونٌ: عَسِرةٌ شَدِيدَةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي:
لَنَا جُبَبٌ وأَرْماحٌ طِوالٌ،
…
بِهنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطونا
وَبِئْرٌ شَطون: بَعِيدَةُ الْقَعْرِ فِي جِرابها عِوَجٌ. وَرُمْحٌ شَطونٌ: طَوِيلٌ أَعوج. وشَطَنَ عَنْهُ: بَعُدَ. وأَشْطَنَه: أَبعده. وَفِي الْحَدِيثِ:
كُلُّ هَوًى شاطنٌ فِي النَّارِ
؛ الشاطِنُ: الْبَعِيدُ عَنِ الْحَقِّ، وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ كُلُّ ذِي هَوًى، وَقَدْ رُوِيَ كَذَلِكَ. وشَطَنَتِ الدارُ تَشْطُنُ شُطوناً: بَعُدَت. وَنِيَّةٌ شَطونٌ: بَعِيدَةٌ، وغزْوة شَطونٌ كَذَلِكَ. والشَّطِينُ: الْبَعِيدُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كَذَلِكَ وَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ المُصَنِّف، وَالْمَعْرُوفُ الشَّطِير، بِالرَّاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ونَوًى شَطون: بَعِيدَةٌ شَاقَّةٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
نَأَتْ بِسُعاد عَنْكَ نَوًى شَطونُ
…
فبانَتْ، والفُؤَادُ بِهَا رَهينُ
. وإِلْيَة شطونٌ إِذا كَانَتْ مَائِلَةً فِي شِقّ. والشَّطْنُ: مَصْدَرُ شَطَنَه يَشْطُنُه شَطْناً خَالَفَهُ عَنْ وجْهه وَنِيَّتِهِ. والشيطانُ: حَيَّةٌ لَهُ عُرْفٌ. والشاطِنُ: الْخَبِيثُ. والشَّيْطانُ: فَيْعال مِنْ شَطَنَ إِذا بَعُدَ فِيمَنْ جَعَلَ النُّونَ أَصلًا، وَقَوْلُهُمُ الشَّيَاطِينُ دَلِيلٌ عَلَى ذَلِكَ. وَالشَّيْطَانُ: مَعْرُوفٌ، وَكُلُّ عَاتٍ مُتَمَرِّدٍ مِنَ الْجِنِّ والإِنس وَالدَّوَابِّ شَيْطَانٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
أَيامَ يَدْعُونَني الشيطانَ مِنْ غَزَلٍ،
…
وهُنَّ يَهْوَيْنَني، إِذ كنتُ شَيْطاناً
وتَشَيْطَنَ الرَّجُلُ وشَيْطَن إِذا صَارَ كالشَّيْطان وفَعَل فِعْله؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
شافٍ لبَغْيِ الكَلِبِ المُشَيْطِن
وَقِيلَ: الشَّيْطَانُ فَعْلان مِنْ شاطَ يَشيط إِذا هَلَكَ وَاحْتَرَقَ مِثْلُ هَيْمان وغَيمان مِنْ هامَ وغامَ؛ قَالَ الأَزهري: الأَول أَكثر، قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه مِنْ شَطَنَ قَوْلُ أُمية بْنُ أَبي الصَّلْتِ يَذْكُرُ سُلَيْمَانَ النبي، صلى الله عليه وسلم:
أَيُّما شاطِنٍ عَصَاهُ عَكاه
. أَراد: أَيما شَيْطَانٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ
، وقرأَ الحسنُ:
وَمَا تنزَّلت بِهِ الشَّياطون
؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ غَلَطٌ مِنْهُ، وَقَالَ فِي تَرْجَمَةِ جَنَنَ: والمَجانينُ جَمْعٌ لمَجْنون، وأَما مَجانون فَشَاذٌّ كَمَا شَذَّ شَياطون فِي شَيَاطِينَ، وَقُرِئَ: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّياطِينُ
. وتشَيْطَنَ الرَّجُلُ: فَعَل فِعْل الشَّيَاطِينِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: وَجْهُهُ أَن الشَّيْءَ إِذا اسْتُقْبح شُبِّه بِالشَّيَاطِينِ فَيُقَالُ كأَنه وَجْهُ شَيْطَانٍ وكأَنه رأْس شَيْطَانٍ، وَالشَّيْطَانُ لَا يُرى، وَلَكِنَّهُ يُسْتَشْعَر أَنه أَقبَح مَا يَكُونُ مِنَ الأَشياء، ولو رُؤِيَ لَرُؤِيَ فِي أَقبح صُورَةٍ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ إِمرئِ الْقَيْسِ:
أَيَقْتُلُني، والمَشْرَفِيُّ مُضاجِعي،
…
ومَسْنونةٌ زُرْقٌ كأَنيابِ أَغوالِ؟
وَلَمْ تُرَ الغُولُ وَلَا أَنيابها، وَلَكِنَّهُمْ بَالَغُوا فِي تَمْثِيلِ مَا يُسْتَقْبَحُ مِنَ الْمُذَكَّرِ بِالشَّيْطَانِ وَفِيمَا يُسْتَقْبَح مِنَ الْمُؤَنَّثِ بِالتَّشْبِيهِ لَهُ بِالْغُولِ، وَقِيلَ: كأَنه رؤوس الشياطين كأَنه رؤوس حَيَّات، فإِن الْعَرَبَ تُسَمِّي بَعْضَ الْحَيَّاتِ شَيْطَانًا، وَقِيلَ: هُوَ حَيَّةٌ لَهُ عُرْفٌ قَبِيحُ المَنْظَر؛ وأَنشد لِرَجُلٍ يَذُمُّ امرأَة لَهُ:
عَنْجَرِدٌ تَحْلِفُ حِينَ أَحْلِفُ،
…
كمِثْلِ شَيْطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ
وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ نَاقَتَهُ:
تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَميٍّ، كأَنه
…
تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ
وقيل: رُؤُوس الشَّيَاطِينِ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ قَبِيحٌ، يسمى رؤوس الشَّيَاطِينِ، شُبِّهَ بِهِ طَلْع هَذِهِ الشَّجَرَةِ، وَاللَّهُ أَعلم. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ الحَيّاتِ:
حَرِّجُوا عَلَيْهِ، فإِن امْتَنَعَ وإِلّا فَاقْتُلُوهُ فإِنه شَيْطَانٌ
؛ أَراد أَحد شَيَاطِينِ الْجِنِّ، قَالَ: وَقَدْ تُسَمَّى الْحَيَّةُ الدَّقِيقَةُ الْخَفِيفَةُ شَيْطَانًا وَجَانًّا عَلَى التَّشْبِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُع بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطان
؛ قَالَ الحَرْبيُّ: هَذَا مَثَلٌ، يَقُولُ حينئذٍ يَتَحَرَّك الشَّيْطَانُ ويتَسلَّط فَيَكُونُ كالمُعِين لَهَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ إِن الشَّيْطَانَ يَجْري مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ إِنما هُوَ مَثَلٌ أَي يَتَسَلَّطُ عَلَيْهِ فَيُوَسْوِسُ لَهُ، لَا أَنه يَدْخُلُ فِي جَوْفِهِ، وَالشَّيْطَانُ نُونُهُ أَصلية؛ قَالَ أُمية «2» . يَصِفُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عليهما السلام:
أَيُّمَا شاطِنٍ عَصاهُ عَكَاهُ،
…
ثُمَّ يُلْقَى فِي السِّجْنِ والأَغْلالِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:
أَكُلَّ يومٍ لَكَ شاطِنَانِ
…
عَلَى إِزاءِ البِئْرِ مِلْهَزَانِ؟
وَيُقَالُ أَيضاً: إِنها زَائِدَةٌ، فإِن جَعَلَتْهُ فَيْعالًا مِنْ قَوْلِهِمْ تَشَيْطن الرَّجُلُ صَرَفْتَهُ، وإِن جَعَلَتْهُ مِنْ شَيَطَ لَمْ تَصْرِفْهُ لأَنه فَعْلان؛ وَفِي النِّهَايَةِ: إِن جَعَلْتَ نُونَ الشَّيْطَانِ أَصلية كَانَ مِنَ الشَّطْنِ البُعْدِ أَي بَعُدَ عَنِ الْخَيْرِ أَو مِنَ الْحَبْلِ الطَّوِيلِ كأَنه طَالَ فِي الشَّرِّ، وإِن جَعَلْتَهَا زَائِدَةً كَانَ مِنْ شاطَ يَشِيطُ إِذا هَلَك، أَو مِنِ اسْتَشاط غَضَباً إِذا احْتَدَّ فِي غَضَبِهِ والْتَهَبَ قَالَ: والأَول أَصح. وَقَالَ الخَطَّابي: قَوْلُهُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ مِنْ أَلفاظ الشَّرْعِ الَّتِي أَكثرها يَنْفَرِدُ هُوَ بِمَعَانِيهَا، وَيَجِبُ عَلَيْنَا التَّصْدِيقُ بِهَا وَالْوُقُوفُ عِنْدَ الإِقرار بأَحكامها وَالْعَمَلُ بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:
الراكبُ شيطانٌ وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ والثلاثةُ رَكْبٌ
؛ يَعْنِي أَن الانفرادَ والذهابَ فِي الأَرض عَلَى سَبِيلِ الوَحْدَة مِنْ فِعْلِ الشَّيْطَانِ أَو شيءٌ يَحْمِلُهُ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ، وَكَذَلِكَ الرَّاكِبَانِ، وَهُوَ حَثٌّ عَلَى اجْتِمَاعِ الرُّفْقَة فِي السَّفَرِ. وَرُوِيَ
عَنْ عُمَرَ، رضي الله عنه، أَنه قَالَ فِي رَجُلٍ سَافَرَ وَحْدَهُ: أَرأَيتم إِن مَاتَ مَنْ أَسأَل عَنْهُ؟
والشَّيْطانُ: مِنْ سِمَاتِ الإِبل، وَسْمٌ يَكُونُ فِي أَعلى الْوَرِكِ مُنْتَصِبًا عَلَى الْفَخِذِ إِلى العُرْقُوب مُلْتوياً؛ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ مِنْ تَذْكِرَةِ أَبي عَلِيٍّ. أَبو زَيْدٍ: مِنَ السمَات الفِرْتاجُ والصَّلِيبُ والشّجَارُ والمُشَيْطَنة. ابْنُ بَرِّيٍّ: وشَيْطان بْنِ الحَكَم بْنِ جاهِمَة الغَنَويّ؛ قَالَ طُفَيْلٌ:
وَقَدْ مَنَّتِ الخَذْواءُ مَنّاً عليهمُ،
…
وشَيْطانُ إِذْ يَدْعُوهُم ويُثَوِّبُ
والخَذْواء: فَرَسُهُ. قَالَ ابْنُ بري: وجاهِمُ قبيلة، وخَثْعَمُ أَخْوالُها، وشيطانٌ فِي الْبَيْتِ مَصْرُوفٌ، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن شَيْطَانَ فَعْلانٌ، ونونه زائدة.
شعن: اشْعَنَّ الشِّعْرُ: انْتَفَشَ. واشْعانَّ اشْعِيناناً: تَفَرَّق، وَكَذَلِكَ مَشْعُونٌ؛ قَالَ:
وَلَا شَوَعٌ بخَدَّيْها،
…
وَلَا مُشْعَنَّة قَهْدا
. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رأَيت فُلَانًا مُشْعانَّ الرأْس إِذا رأَيته شَعِثاً مُنْتَفِشَ الرأْس مُغْبَرّاً أَشْعَث. وفي الحديث:
(2). قوله [قال أَمية] هو ابن أَبي الصلت، قال الصاغاني والرواية: والأكبال، والأَغلال في بيت بعده بسبعة عشر بيتاً في قوله: واتقى الله وهو في الأَغلال
فَجَاءَ رَجُلٌ مُشْعانٌّ بِغَنَمٍ يسوقها
؛ هو المُنْتَفِش الشَّعَرِ الثَّائِرُ الرأْس. يُقَالُ: شَعَر مُشْعانّ وَرَجُلٌ مُشْعانٌّ ومُشْعانُّ الرأْس، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وأَشْعَنَ الرجلُ إِذا ناصَى عدوَّه فاشْعانَّ شعرُه. والشَّعَنُ: مَا تَنَاثَرَ مِنْ وَرَقِ العُشْب بَعْدَ هَيْجِه ويُبْسِه، وَرَوَى
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَة: أَن رَجُلًا جَاءَ شَعِثاً مُشْعانَّ الرأْس فَقَالَ لَهُ: مَا لِي أَراك شَعِثاً؟ فَقَالَ: إِن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنِ الإِرْفاهِ
؛ قَالَ الرَّاوِي: قُلْتُ لِابْنِ بُرَيْدَةَ مَا الإِرْفاهُ؟ فَقَالَ: التَّرَجُّل كل يوم.
شغن: الشُّغْنة: الْحَالُ، وَهِيَ الَّتِي يُسَمِّيهَا الناسُ الكارَةَ. وشُغْنَةُ القَصّار: كارَتُه وَمَا يَجْمَعُهُ مِنَ الثِّيَابِ. والشُّغْنَة: الغُصْنُ الرَّطْبُ، وَجَمْعُهَا شُغَنٌ.
شغزن: رُبَاعِيٌّ. الأَزهري: أَبو سَعِيدٍ يُقَالُ شَغْزَبَ الرجلَ وشَغْزَنه بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ إِذا أَخذه العُقَّيْلى.
شفن: شَفَنَه يَشْفِنه، بِالْكَسْرِ، شَفْناً وشُفُوناً وشَفِنَه يَشْفَنه شَفْناً، كِلَاهُمَا: نَظَرَ إِليه بمُؤْخِرِ عَيْنَيْهِ بِغْضَةً أَو تَعَجُّبًا، وَقِيلَ: نَظَرَهُ نَظَرًا فِيهِ اعْتِرَاضٌ. الْكِسَائِيُّ: شَفِنْتُ إِلى الشَّيْءِ وشَنِفْت إِذا نَظَرْتَ إِليه؛ قَالَ الأَخطل:
وإِذا شَفَنَّ إِلى الطريقِ رأَيْنَه
…
لَهِقاً، كشاكِلَةِ الحصانِ الأَبْلَقِ
وَفِي حَدِيثِ
مُجالد بْنِ مَسْعُودٍ: أَنه نَظَرَ إِلى الأَسوَدِ بْنِ سُرَيْعٍ يَقُصُّ فِي ناحيةِ الْمَسْجِدِ فشَفَنَ الناسُ إِليهم
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ أَبو زيد الشَّفْنُ أَن يرفع الإِنسان طرفه ناظرا إِلى الشيءِ كالمتعجب منه أَو كالكاره لَهُ أَو المُبْغِضِ، وَمِثْلُهُ شنِفَ. وَفِي رِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ عَنْ مُجالِدٍ: رأَيتكم صَنَعْتُمْ شَيْئُا فشَفَنَ الناسُ إِليكم فإِياكم وَمَا أَنكر الْمُسْلِمُونَ. أَبو سَعِيدٍ: الشَّفْنُ النَّظَرُ بمُؤْخِرِ الْعَيْنِ، وَهُوَ شافِنٌ وشَفُون؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ للقَطَاميّ:
يُسارِقْنَ الكلامَ إِليَّ لَمّا
…
حَسِسْنَ حِذَارَ مُرتَقِبٍ شَفُونِ
قَالَ: وَهُوَ الغَيُور. ابْنُ السِّكِّيتِ: شَفِنْت إِليه وشَنِفْت بِمَعْنًى، وَهُوَ نَظَرٌ فِي اعْتِرَاضٍ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:
يَقْتُلْنَ، بالأَطرافِ والجُفُونِ،
…
كُلَّ فَتًى مُرْتَقِبٍ شَفُونِ
ونَظَرٌ شَفُونٌ وَرَجُلٌ شَفُون وشُفَنٌ؛ وَقَالَ جَنْدَل بْنُ المُثَنَّى الْحَارِثِيُّ:
ذِي خُنْزُواناتٍ ولَمَّاحٍ شُفَنْ
وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: ولَمَّاحٍ شُفا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا. والشَّفُونُ: الغَيُور الَّذِي لَا يَفْتُر طَرَفُهُ عَنِ النَّظَرِ مِنْ شِدَّة الغَيْرة والحَذَرِ. والشَّفْنُ والشَّفِنُ: الكَيِّسُ الْعَاقِلُ. والشَّفْنُ: البُغْض. والشَّفَّانُ: القُرُّ والمَطر؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
ولَيْلَةٍ شَفَّانُها عَرِيُّ،
…
تُحَجِّرُ الكلبَ لَهُ صَئِيُ
وَقَالَ آخَرُ:
فِي كِناسٍ ظاهرٍ يَسْتُره،
…
مِنْ عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ
. والشَّفْنُ: رَقُوبُ الْمِيرَاثِ «1» . أَبو عَمْرٍو: الشَّفْنُ الِانْتِظَارُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
الْحَسَنِ: تَموتُ وتَتْرُكُ مَالَكَ للشَّافِنِ
أَي لِلَّذِي يَنْتَظِرُ مَوْتَكَ، اسْتَعَارَ النَّظَرَ لِلِانْتِظَارِ كَمَا اسْتَعْمَلَ فِيهِ النَّظَرَ، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ العَدُوّ لأَن الشُّفُون نَظَرُ المُبْغِضِ.
شفتن: ابْنُ الأَعرابي: أَرَّ فلانٌ إِذا شَفْتَنَ وآرَ إِذا شَفْتَنَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَن مَعْنَى شَفْتَنَ إِذا نَاكَحَ وَجَامَعَ مِثْلُ أَرَّ وآرَ. قَالَ ابْنُ بري: الشَّفْتَنة
(1). قوله [رقوب الميراث] عبارة غيره: رقيب الميراث
يُكْنى بِهَا عَنِ النِّكَاحِ. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: سأَل الأَحْدَبُ المؤدِّبُ أَبا عُمَرَ الزَّاهِدَ عَنِ الشَّفْتَنة فَقَالَ: هِيَ عَفْجُك الصبيانَ فِي الكُتَّاب.
شقن: الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ زله: أَنشد:
وَقَدْ زَلِهَتْ نَفْسي مِنَ الجَهدِ، وَالَّذِي
…
أُطالِبُه شَقْنٌ، وَلَكِنَّهُ نَذْلُ
قَالَ: الشَّقْنُ القليل الوَتْحُ [الوَتِحُ] مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَشَيْءٌ شَقْنٌ وشَقِنٌ وشَقِين: قَلِيلٌ. الْكِسَائِيُّ: قَلِيلٌ شَقْنٌ ووَتِحٌ [وَتْحٌ] وبَيّنُ الشُّقُونة والوُتُوحةِ، وَقَدْ قَلَّتْ عطيتُه وشَقُنَتْ، بِالضَّمِّ، شُقُونة وأَشْقَنْتُها وشَقَنْتها أَنا شَقْناً وأَشْقَنَ الرجلُ: قَلَّ مَالُهُ. وَقَلِيلٌ شَقْنٌ: إِتباعٌ لَهُ مِثْلُ وَتْحٍ وَعْرٍ، وَهِيَ الشُّقُونة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ لَا وَجْهَ للإِتباع فِي شَقْن لأَن لَهُ مَعْنًى مَعْرُوفًا فِي حَالِ انْفِرَادِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
قَدْ دَلِهَتْ نَفْسِي مِنَ الشَّقْنِ.
شكن: انْشَكَنَ: تَعامَسَ وَتَجَاهَلَ؛ قَالَ الأَصمعي: وَلَا أَحسبه عربيّاً.
شنن: الشَّنُّ والشَّنَّةُ: الخَلَقُ مِنْ كُلِّ آنِيَةٍ صُنِعَتْ مِنْ جِلْدٍ، وَجَمْعُهَا شِنَانٌ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: قِرْبةٌ أَشْنانٌ، كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا شَنًّا ثُمَّ جَمَعُوا عَلَى هَذَا، قَالَ: وَلَمْ أَسمع أَشْناناً فِي جَمْعِ شنٍّ إِلّا هُنا. وتَشَنَّنَ السّقَاءُ واشْتَنَّ واسْتَشَنَّ: أَخلَق. والشَّنُّ: الْقِرْبَةُ الخَلَق، والشَّنَّةُ أَيضاً، وكأَنها صَغِيرَةٌ، وَالْجَمْعُ الشِّنانُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا يُقَعْقَعُ لِي بالشِّنان؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
كأَنك مِنْ جمالِ بَني أُقَيْش،
…
يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيه بشَنِ
. وتَشَنَّنَتِ القربةُ وتَشَانَّتْ: أَخْلَقَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه أَمر بِالْمَاءِ فقُرِّسَ فِي الشِّنَانِ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي الأَسْقِية والقِرَبَ الخُلْقانَ. وَيُقَالُ لِلسِّقَاءِ شَنٌّ وَلِلْقِرْبَةِ شَنٌّ، وإِنما ذُكِرَ الشِّنَانَ دُونَ الجُدُدِ لأَنها أَشَدُّ تَبْرِيدًا لِلْمَاءِ مِنَ الجُدُدِ. وَفِي حَدِيثِ قِيَامِ اللَّيْلِ:
فَقَامَ إِلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ
أَي قِرْبَةٍ؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
هَلْ عِنْدَكُمْ ماءٌ بَاتَ فِي شَنَّةٍ؟
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه ذَكَرَ الْقُرْآنَ فَقَالَ: لَا يَتْفَهُ وَلَا يَتَشَانُ
؛ مَعْنَاهُ أَنه لَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ والتَّرْداد. وَقَدِ اسْتَشَنَّ السقاءُ وشَنَّنَ إِذا صارَ خَلَقاً «2» . وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِذا اسْتَشَنّ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ فابْلُلْه بالإِحسان إِلى عِبَادِهِ
، أَي إِذا أَخْلَقَ. وَيُقَالُ: شَنَّ الجَمَلُ مِنَ العَطش يَشِنُّ إِذا يَبِس. وشَنَّتِ القربةُ تَشِنُّ إِذا يَبِسَت. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: يُقَالُ رَفَع فلانٌ الشَّنَّ إِذا اعْتَمَدَ عَلَى رَاحَتِهِ عِنْدَ الْقِيَامِ، وعَجَنَ وخبَزَ إِذا كرَره. والتَّشَنُّن: التَّشَنُّجُ واليُبْسُ فِي جِلْدِ الإِنسان عِنْدَ الهَرَم؛ وأَنشد لرُؤْبة:
وانْعاجَ عُودِي كالشَّظِيفِ الأَخْشَنِ،
…
بَعْدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ
. وَهَذَا الرَّجَزُ أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: عِنْدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُهُ بَعْدَ اقْوِرَارٍ، كَمَا أَوردناه عَنْ غَيْرِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلِ أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ:
هُرِيقَ شَبابي واسْتَشَنَّ أَدِيمي.
وتشَانَّ الْجِلْدُ: يَبِسَ وتَشَنَّجَ وَلَيْسَ بخَلَقٍ. ومَرَةٌ شَنَّةٌ: خَلَا مِنْ سِنِّها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَرادَ ذَهَبَ مِنْ عُمْرِهَا كَثِيرٌ فبَلِيَتْ، وَقِيلَ: هي
(2). قوله [وَشَنَّنَ إِذا صَارَ خَلَقًا] كذا بالأَصل والتهذيب والتكملة وفي القاموس: وتشنن
الْعَجُوزُ المُسِنَّة الْبَالِيَةُ. وَقَوْسٌ شَنَّة: قَدِيمَةٌ؛ عَنْهُ أَيضاً؛ وأَنشد:
فَلَا صَرِيخَ اليَوْمَ إِلا هُنَّهْ،
…
مَعابِلٌ خُوصٌ وقَوْسٌ شَنَّهْ
. والشَّنُّ: الضَّعْفُ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ. وتَشَنَّنَ جِلْدُ الإِنسان: تَغَضَّنَ عِنْدَ الهَرَم. والشَّنُونُ: الْمَهْزُولُ مِنَ الدَّوَابِّ، وَقِيلَ: الَّذِي لَيْسَ بِمَهْزُولٍ وَلَا سَمِينٍ، وَقِيلَ: السَّمِينُ، وَخَصَّ بِهِ الْجَوْهَرِيُّ الإِبل. وَذِئْبٌ شَنُونٌ: جَائِعٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاح:
يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاه،
…
شَجٍ بخُصُومةِ الذئبِ الشَّنُونِ
. وَفِي الصِّحَاحِ: الْجَائِعُ لأَنه لَا يُوصَفُ بالسِّمَن والهُزال؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَشَاهِدُ الشَّنُونِ مِنَ الإِبل قَوْلُ زُهَيْرٍ:
مِنْهَا الشَّنُونُ وَمِنْهَا الزاهِقُ الزَّهِمُ
. ورأَيت هُنَا حَاشِيَةً: إِن زُهَيْرًا وَصَفَ بِهَذَا الْبَيْتِ خَيْلًا لَا إِبلًا؛ وَقَالَ أَبو خَيْرَة: إِنما قِيلَ لَهُ شَنُون لأَنه قَدْ ذَهَبَ بعضُ سِمَنِه، فَقَدِ اسْتَشَنَّ كَمَا تَسْتَشِنُّ الْقِرْبَةُ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ وَالْبَعِيرِ إِذا هُزِلَ: قَدِ اسْتَشَنَّ. اللِّحْيَانِيُّ: مَهْزُول ثُمَّ مُنْقٍ إِذا سَمِنَ قَلِيلًا، ثُمَّ شَنُون ثُمَّ سَمِين ثُمَّ ساحٌّ ثُمَّ مُتَرَطِّم إِذا انْتَهَى سِمَناً. والشَّنِينُ والتَّشْنِينُ والتَّشْنانُ: قَطَرانُ الْمَاءِ مِنَ الشَّنَّةِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ؛ وأَنشد:
يَا مَنْ لدَمْعٍ دائِم الشَّنِين
. وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي التَّشْنَانِ:
عَيْنَيَّ جُودا بالدُّموعِ التوائِم
…
سِجاماً، كتَشْنانِ الشِّنانِ الهَزائم
. وشَنَّ الماءَ عَلَى شَرَابِهِ يَشُنُّه شَنّاً: صَبَّه صَبّاً وَفَرَّقَهُ، وَقِيلَ: هُوَ صَبٌّ شَبِيهٌ بالنَّضْحِ. وسَنَّ الماءَ عَلَى وَجْهِهِ أَي صَبَّهُ عَلَيْهِ صَبًّا سَهْلًا. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِذا حُمَّ أَحدُكم فَلْيَشُنَّ عَلَيْهِ الماءَ فَلْيَرُشَّه عَلَيْهِ رَشّاً مُتَفَرِّقًا
؛ الشَّنُّ: الصَّبُّ المُتَقَطِّع، والسَّنُّ: الصَّبُّ الْمُتَّصِلُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ عُمَرَ: كَانَ يَسُنُّ الماءَ عَلَى وَجْهِهِ وَلَا يَشُنُّه
أَي يُجْرِيه عَلَيْهِ وَلَا يُفَرِّقه. وَفِي حَدِيثِ بَوْلِ الأَعرابي فِي الْمَسْجِدِ:
فَدَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فشَنَّه عَلَيْهِ
أَي صَبَّهَا، وَيُرْوَى بِالسِّينِ. وَفِي حَدِيثِ
رُقَيْقَةَ: فلْيَشُنُّوا الماءَ ولْيَمَسُّوا الطيبَ.
وعَلَقٌ شَنِينٌ: مَصْبُوبٌ؛ قَالَ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ رِبْعِيٍّ الْهُذَلِيُّ:
وإِنَّ، بعُقْدَةِ الأَنصابِ مِنْكُمْ،
…
غُلاماً خَرَّ فِي عَلَقٍ شَنِينِ
وشَنَّتِ العينُ دَمْعَها كَذَلِكَ. والشَّنِينُ: اللَّبَنُ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ، حَليباً كَانَ أَو حَقِيناً. وشَنَّ عَلَيْهِ دِرْعَه يَشُنُّها شَنّاً: صَبَّهَا، وَلَا يُقَالُ سَنّها. وشَنَّ عَلَيْهِمُ الغارةَ يَشُنُّها شَنّاً وأَشَنَّ: صَبَّها وبَثَّها وفَرَّقها مِنْ كُلِّ وَجْهٍ؛ قَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّة:
شَنَنّا عَلَيْهِمْ كُلَّ جَرْداءَ شَطْبَةٍ
…
لَجُوجٍ تُبارِي كلَّ أَجْرَدَ شَرْحَبِ
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه أَمره أَن يَشُنَّ الغارَةَ عَلَى بَنِي المُلَوِّحِ
أَي يُفَرِّقَها عَلَيْهِمْ مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: اتَّخَذْتُموه وراءَكم ظِهْرِيّاً حَتَّى شُنَّت عَلَيْكُمُ الغاراتُ.
وَفِي الْجَبِينِ الشَّانَّانِ: وَهُمَا عِرْقَانِ يَنْحَدِرَانِ مِنَ الرأْس إِلى الْحَاجِبَيْنِ ثُمَّ إِلى الْعَيْنَيْنِ؛ وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ أَبي عَمْرٍو قَالَ: هُمَا الشَّأْنَانِ، بِالْهَمْزِ، وَهُمَا عِرْقَانِ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ:
كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ
والشَّانَّةُ مِنَ الْمَسَايِلِ: كالرَّحَبَةِ، وَقِيلَ: هِيَ مَدْفَعُ الْوَادِي الصَّغِيرِ. أَبو عَمْرٍو: الشَّوَانُّ مِنْ مَسايل الْجِبَالِ الَّتِي تَصُبُّ فِي الأَوْدِيةِ مِنَ الْمَكَانِ الْغَلِيظِ، وَاحِدَتُهَا
شانَّة. والشُّنانُ: الْمَاءُ الْبَارِدُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
بماءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَه الصَّبَا،
…
وجادَتْ عَلَيْهِ دِيمةٌ بَعْدَ وابِلِ
. وَيُرْوَى: وَمَاءٌ شُنانٌ، وَهَذَا الْبَيْتُ اسْتُشْهِدَ بِهِ الْجَوْهَرِيُّ عَلَى قَوْلِهِ مَاءٌ شُنانٌ، بِالضَّمِّ، متفرِّق، وَالْمَاءُ الَّذِي يُقَطَّرُ مِنْ قِرْبَةٍ أَو شَجَرَةٍ شُنَانة أَيضاً. وَلَبَنٌ شَنينٌ: مَحْضٌ صُبَّ عَلَيْهِ مَاءٌ بَارِدٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. أَبو عَمْرٍو: شَنَّ بسَلْحِه إِذا رَمَى بِهِ رَقِيقًا، والحُبَارَى تَشُنُّ بذَرْقِها؛ وأَنشد لمُدْرِك بْنِ حِصْن الأَسَدِيِّ:
فشَنَّ بالسَّلْح، فَلَمَّا شَنّا
…
بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنَّا
. وشَنٌّ: قَبِيلَةٌ. وَفِي الْمَثَلِ: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وَفِي الصِّحَاحِ: وشَنٌّ حيٌّ مِنْ عَبْد القَيْس، وَمِنْهُمُ الأَعْوَرُ الشَّنِّيُّ؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ شَنُّ بنُ أَفْصى بْنِ عَبْدِ القَيْس بْنِ أَفْصى بْنِ دُعْمِيّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنُ رَبيعة بْنِ نِزارٍ، وطَبَقٌ: حيٌّ مِنْ إِياد، وَكَانَتْ شَنٌّ لَا يُقامُ لَهَا، فواقَعَتْها طَبَقٌ فانْتَصَفَتْ مِنْهَا، فَقِيلَ: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وافَقَه فاعْتَنَقَه؛ قَالَ:
لَقِيَتْ شَنٌّ إِياداً بالقَنَا
…
طَبَقاً، وافَقَ شَنٌّ طَبَقهْ
. وَقِيلَ: شَنٌّ قَبِيلَةٌ كَانَتْ تُكْثِرُ الْغَارَاتِ، فَوَافَقَهُمْ طَبَقٌ مِنَ الناسِ فأَبارُوهم وأَبادُوهم، وَرُوِيَ عَنِ الأَصمعي: كَانَ لَهُمْ وِعَاءٌ مِنْ أَدَم فتَشَنَّن عَلَيْهِمْ فَجَعَلُوا لَهُ طَبَقاً فَوَافَقَهُ، فَقِيلَ: وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهُ. وشَنٌّ: اسْمُ رَجُلٍ. وَفِي الْمَثَلِ: يَحْملُ شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْزٌ. والشِّنْشِنَة: الطَّبِيعَةُ والخَلِيقَة والسَّجِيَّة. وَفِي الْمَثَلَ: شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها مِنْ أَخْزَم. التَّهْذِيبُ: وَرُوِيَ عَنْ
عُمَرَ، رضي الله عنه، أَنه قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي شَيْءٍ شاوَرَه فِيهِ فأَعجبه كَلَامُهُ فَقَالَ: نِشْنِشَة أَعْرِفُها مِنْ أَخْشَن
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هَكَذَا حَدَّثَ بِهِ سُفْيان، وأَما أَهل الْعَرَبِيَّةِ فَيَقُولُونَ غَيْرَهُ. قَالَ الأَصمعي: إِنما هُوَ شِنْشِنَة أَعْرِفُها مِنْ أَخْزم، قَالَ: وَهَذَا بَيْتُ رَجَزٍ تَمَثَّلَ بِهِ لأَبي أَخْزَمَ الطَّائِيِّ وَهُوَ:
إِنَّ بَنِيَّ زَمَّلُوني بالدَّمِ،
…
شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها مِنْ أَخْزَمِ،
مَنْ يَلْقَ آسادَ الرِّجالِ يُكْلَمِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَانَ أَخْزَمُ عَاقًّا لأَبيه، فَمَاتَ وَتَرَكَ بَنِينَ عَقُّوا جَدَّهم وَضَرَبُوهُ وأَدْمَوْه، فَقَالَ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: شِنْشِنة ونِشْنِشَة، والنِّشْنِشَة قَدْ تَكُونُ كالمُضْغَة أَو كالقطْعة تُقْطَعُ مِنَ اللَّحْمِ، وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: الشِّنْشِنةُ الطَّبِيعَةُ والسَّجِيَّةُ، فأَراد عُمَرُ إِني أَعرف فِيكَ مَشَابِهَ مِنْ أَبيك فِي رأْيِه وعَقْله وحَزْمه وذَكائه. وَيُقَالُ: إِنه لَمْ يَكُنْ لِقُرَشِيٍّ مثلُ رأْي الْعَبَّاسِ. والشِّنْشِنة: الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ. الْجَوْهَرِيُّ: والشَّنَان، بِالْفَتْحِ، لُغَةٌ فِي الشَّنَآنِ؛ قَالَ الأَحْوَصُ:
وَمَا العَيْشُ إِلا مَا تَلَذُّ وتَشْتَهي،
…
وإِنْ لامَ فِيهِ ذُو الشَّنانِ وفَنَّدا
. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ فَقَعَ: الشَّنْشَنَةُ والنَّشْنَشة حَرَكَةُ القِرْطاسِ وَالثَّوْبِ الْجَدِيدِ.
شهن: الشاهِينُ: مِنْ سِبَاعِ الطَّيْرِ، لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ مَحْضٍ.
شون: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي: التَّوَشُّن قِلَّةُ الْمَاءِ، والتَّشَوُّن خِفَّةُ الْعَقْلِ، قَالَ: والشَّوْنة المرأَة الحمقاء «1»
(1). قوله [والشونة المرأَة الحمقاء] وأَيضاً مخزن الغلة والمركب المعد للجهاد في الحرب كما في القاموس