الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ ابْنُ بُزُرْج: قَالَ الْكِلَابِيُّ كَانَ فِينَا رَجُلٌ يَشُون الرؤوس، يريد يَفْرِجُ شُؤُونَ الرأْس ويُخْرِجُ مِنْهَا دَابَّةً تَكُونُ عَلَى الدِّمَاغِ؛ فَتَرَكَ الْهَمْزَ وأَخرجه عَلَى حَدٍّ يَقُولُ كَقَوْلِهِ:
قُلْتُ لِرجْلَيَّ اعْمَلا ودُوبَا
فأَخرجها مِنْ دَأَبْتُ إِلى دُبْتُ، كَذَلِكَ أَراد الآخر شُنْتُ.
شين: الشَّيْنُ: مَعْرُوفٌ خِلَافُ الزَّيْن، وَقَدْ شانَهُ يَشِينُه شَيْناً. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ وَجْهُ فُلَانٍ زَيْنٌ أَي حَسَنٌ ذُو زَيْنٍ، وَوَجْهُ فُلَانٍ شَيْنٌ أَي قَبِيحٌ ذُو شَيْنٍ. الْفَرَّاءُ: العَيْنُ والشَّيْنُ والشَّنَارُ العَيْبُ، والمَشَاين المَعايب والمَقابح، وَقَوْلُ لَبِيدٍ:
نَشِينُ صِحاحَ البِيدِ كلَّ عَشِيَّةٍ
…
بعُوجِ السَّراءِ، عِنْدَ بابٍ مُحَجَّبِ
يُرِيدُ أَنهم يَتَفَاخَرُونَ ويخطوُّن بقِسيِّهم عَلَى الأَرض فكأَنهم شَانُوهَا بِتِلْكَ الْخُطُوطِ. وَفِي حَدِيثِ
أَنس يَصِفُ شَعْرَ النبي، صلى الله عليه وسلم: مَا شَانَهُ اللَّهُ ببَيْضاءَ
، الشَّيْنُ: العيبُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: جَعَلَ الشَّيْبَ هاهنا عَيْبًا، وَلَيْسَ بِعَيْبٍ، فإِنه قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ:
أَنه وَقار وأَنه نُورٌ
، قَالَ: وَوَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا أَنه، صلى الله عليه وسلم، لَمَّا رأَى أَبا قُحافَة ورأْسه كالثَّغَامة أَمرهم بِتَغْيِيرِهِ وَكُرْهِهِ، وَلِذَلِكَ قَالَ غَيِّرُوا الشَّيْبَ، فَلَمَّا عَلِمَ أَنس ذَلِكَ مِنْ عَادَتِهِ قَالَ: مَا شَانَهُ اللَّه بِبَيْضَاءَ، بِنَاءً عَلَى هَذَا الْقَوْلِ وَحَمْلًا لَهُ عَلَى هَذَا الرأْي، وَلَمْ يَسْمَعِ الْحَدِيثَ الْآخَرَ، قَالَ: وَلَعَلَّ أَحدهما نَاسِخٌ لِلْآخَرِ. والشِّين: حَرْفُ هِجَاءٍ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، وَهُوَ حَرْفٌ مَهْمُوسٌ يَكُونُ أَصلًا لَا غَيْرُ. وشَيَّنَ شِيناً: عَمِلَها، عَنْ ثَعْلَبٍ. التَّهْذِيبُ: وَقَدْ شَيَّنْتُ شِيناً حَسَنة.
فصل الصاد المهملة
صبن: صَبَنَ الرجلُ: خَبَأَ شَيْئًا كالدِّرْهم وَغَيْرِهِ فِي كَفِّهِ وَلَا يُفْطَنُ بِهِ. وصَبَنَ السَّاقِي الكأْسَ مِمَّنْ هُوَ أَحق بِهَا: صَرَفَها؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ:
صَبَنْتِ الكأْسَ عَنَّا، أُمَّ عمروٍ،
…
وكانَ الكأْسُ مَجْراها اليَمِينا
. الأَصمعي: صَبَنْتَ عَنَّا الْهَدِيَّةَ، بِالصَّادِ، تَصْبِنُ صَبْناً، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَعْرُوفٍ بِمَعْنَى كَفَفْتَ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا صَرَفْتَهُ إِلى غَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ كَبَنْتَ وحَضَنْتَ؛ قَالَ الأَصمعي: تأْويلُ هَذَا الحرْف صرفُ الْهَدِيَّةِ أَو الْمَعْرُوفِ عَنْ جِيرَانِكَ وَمَعَارِفِكَ إِلى غَيْرِهِمْ. وصَبَنَ القِدْحَيْنِ يَصْبِنهما صَبْناً: سَوَّاهما فِي كَفِّهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِمَا، وإِذا سَوَّى المُقامرُ الكَعبين فِي الْكَفِّ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِمَا فَقَدْ صَبَنَ. يُقَالُ: أَجِلْ وَلَا تَصْبِنْ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّبْناء كَفُّ المُقامِر إِذا أَمالها ليَغْدُرَ بِصَاحِبِهِ، يَقُولُ لَهُ شَيْخُ الْبَيْرِ «1». وَهُوَ رَئِيسُ المُقامِرين: لَا تَصْبِنْ لَا تَصْبِنْ فَإِنَّهُ طَرَفٌ مِنَ الضَّغْو؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَدري هُوَ الصَّغْو أَو الضَّغْو، قَالَ: وَقِيلَ إِن الضَّغْو مَعْرُوفٌ عِنْدَ المُقامرين، بِالضَّادِ، يُقَالُ: ضَغا إِذا لَمْ يَعْدِلْ. وَالصَّابُونُ: الَّذِي تُغْسَلُ بِهِ الثِّيَابُ مَعْرُوفٌ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ.
صتن: التَّهْذِيبِ: الأُمَوِيّ يُقَالُ لِلْبَخِيلِ الصُّوْتَنُ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرفه لِغَيْرِهِ، وَهُوَ بِكَسْرِ التَّاءِ أَشبه عَلَى فُعَلِلٍ، قَالَ: وَلَا أَعرف حَرْفًا عَلَى فُعَلَلٍ، والأُمَوِيّ صاحب نوادر.
صحن: الصَّحْنُ: ساحةُ وَسْطِ الدَّارِ، وساحةُ وَسْطِ الفَلاةِ وَنَحْوَهُمَا مِنْ مُتُون الأَرض وسَعَةِ بُطونِها،
(1). قوله [يَقُولُ لَهُ شَيْخُ الْبَيْرِ] كذا بالأَصل والتهذيب
وَالْجَمْعُ صُحُون، لَا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؛ قَالَ:
ومَهْمَهٍ أَغْبَرَ ذِي صُحُونٍ
. والصَّحْنُ: الْمُسْتَوِي مِنَ الأَرض. والصَّحْنُ: صَحْنُ الْوَادِي، وَهُوَ سَنَدُه وَفِيهِ شَيْءٌ مِنْ إِشْرافٍ عَنِ الأَرض، يُشْرِفُ الأَوَّلَ فالأَوَّل كأَنه مُسْنَدٌ إِسْناداً، وصَحْنُ الجَبَل وصَحْنُ الأَكمة مِثْلُهُ. وصُحُونُ الأَرض: دُفُوفها، وَهُوَ مُنْجَرِدٌ يَسِيلُ، وإِن لَمْ يَكُنْ مُنْجَرِداً فَلَيْسَ بصَحْنٍ، وإِن كَانَ فِيهِ شَجَرٌ فَلَيْسَ بصَحْنٍ حَتَّى يَسْتَويَ، قَالَ: والأَرض المُستَوية أَيضاً مِثْلُ عَرْصَة المَرْبَد صَحْنٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الصَحْنُ والصَّرْحَة سَاحَةُ الدَّارِ وأَوسَعُها. والصَّحْنُ: شِبْهُ العُسِّ الْعَظِيمِ إِلا أَن فِيهِ عِرَضاً وقُرْبَ قَعْرٍ. يُقَالُ: صَحَنْتُه إِذا أَعطيته شَيْئًا فِيهِ. والصَّحْنُ: الْعَطِيَّةُ. يُقَالُ: صَحَنَه دِينَارًا أَي أَعطاه، وَقِيلَ: الصَّحْنُ القدَحُ لَا بِالْكَبِيرِ وَلَا بِالصَّغِيرِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ:
أَلا هُبِّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحِينا،
…
وَلَا تُبْقِنَّ خَمْر الأَنْدَرِينَا
. وَيُرْوَى: وَلَا تُبْقي خُمورَ، وَالْجَمْعُ أَصْحُنٌ وصِحَان؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
مِنَ العِلابِ وَمِنَ الصِّحَانِ
. ابْنُ الأَعرابي: أَوَّل الأَقداحِ الغُمْرُ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُرْوِي الواحدَ، ثُمَّ القَعْب يُرْوِي الرجلَ، ثُمَّ العُسُّ يُرْوِي الرَّفْدَ، ثُمَّ الصَّحْنُ، ثُمَّ التِّبْنُ. والصَّحْنُ: باطِنُ الْحَافِرِ. وصَحْنُ الأُذُن: دَاخِلُهَا، وَقِيلَ: مَحارَتُها. وصَحْنا أُذُني الْفَرَسِ: مُتَّسَعُ مُسْتَقَرِّ دَاخِلِهِمَا، وَالْجَمْعُ أَصْحان. والمِصْحَنَة: إِناء نَحْوَ القَصْعة. وتَصَحَّنَ السائلُ الناسَ: سأَلهم فِي قَصْعَةٍ وَغَيْرِهَا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: خَرَجَ فُلَانٌ يَتَصَحَّنُ الناسَ أَي يسأَلهم، وَلَمْ يَقُلْ فِي قَصْعَةٍ وَلَا فِي غَيْرِهَا. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الصَّحْنُ الضَّرْبُ. يُقَالُ: صَحَنَه عِشْرِينَ سَوْطاً أَي ضَرَبَهُ. وصَحَنْتُه صَحَناتٍ أَي ضَرْبَتُهُ. الأَصمعي: الصَّحْنُ الرَّمْحُ، يُقَالُ: صَحَنَه بِرِجْلِهِ إِذا رمَحَه بِهَا؛ وأَنشد قَوْلَهُ يَصِفُ عَيراً وأَتانه:
قَوْداءُ لَا تَضْغَنُ أَو ضَغُونُ،
…
مُلِحَّةٌ لِنَحْرِه صَحُونُ
. يَقُولُ: كُلَّمَا دَنَا الْحِمَارُ مِنْهَا صَحَنَتْه أَي رَمَحَتْه. وَنَاقَةٌ صَحُون أَي رَمُوح. وصَحَنَتْه الفرسُ صَحْناً: رَكَضَتْه بِرِجْلِهَا. وَفَرَسٌ صَحُون: رَامِحَةٌ. وأَتانٌ صَحُون: فِيهَا بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ. والصَّحْنُ: طُسَيْتٌ، وَهُمَا صَحْنانِ يُضْرَبُ أَحدهما عَلَى الْآخَرِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
سامرَني أَصْواتُ صَنْجٍ مُلْمِيَهْ،
…
وصَوْتُ صَحْنَي قَيْنَةٍ مُغَنِّيَهْ
وصَحَنَ بَيْنَ القومِ صَحْناً: أَصلح. والصَّحْنَة، بِسُكُونِ الْحَاءِ: خَرَزَةٌ تُؤَخِّذُ بِهَا النساءُ الرِّجَالَ. اللِّحْيَانِيُّ: والصِّحْناءُ، بِالْكَسْرِ، إِدام يُتَّخذُ مِنَ السُّمْكِ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، والصِّحْناةُ أَخص مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الصِّحْنا والصِّحْناةُ الصِّيرُ. الأَزهري: الصِّحْناةُ، بِوَزْنِ فِعْلاة، إِذا ذَهَبَتْ عَنْهَا الْهَاءُ دَخَلَهَا التَّنْوِينُ، وَتُجْمَعُ عَلَى الصِّحْنَا، بِطَرْحِ الْهَاءِ. وَحُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ: الصِّحْناة فَارِسِيَّةٌ وَتُسَمِّيهَا العربُ الصِّيرَ، قَالَ: وسأَل رَجُلٌ الْحَسَنَ عَنِ الصَّحْنَاةِ فَقَالَ: وَهَلْ يأْكل الْمُسْلِمُونَ الصِّحْناةَ؟ قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفْهَا الْحَسَنُ لأَنها فَارِسِيَّةٌ، وَلَوْ سأَله عَنِ الصِّيرِ لأَجابه. وأَورد ابْنُ الأَثير هَذَا الْفَصْلَ وَقَالَ فِيهِ: الصِّحْناةُ هِيَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الصِّيرُ، قَالَ: وَكِلَا اللَّفْظَيْنِ غَيْرُ عَرَبِيٍّ.
صخن: مَاءٌ صُخْنٌ: لُغَةٌ في سُخْن مضارعة.
صخدن: الصَّيْخَدُونُ: الصُّلْبة.
صدن: الصَّيْدَن: الثَّعْلَبُ، وَقِيلَ: مِنْ أَسماء الثَّعَالِبِ؛ وأَنشد الأَعشى يَصِفُ جَمَلًا:
وزَوْراً تَرَى فِي مِرْفَقَيْه تَجانُفاً
…
نَبيلًا، كدُوكِ الصَّيْدَنانيِّ، تامِكا
. أَي عَظِيمُ السَّنَامِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَراد بالصَّيدَنانِيّ الثَّعْلَبَ، وَقَالَ كُثَيِّرٌ فِي مِثْلِهِ يَصِفُ نَاقَةً:
كأَنَّ خَليفَيْ زَوْرِها ورَحَاهما
…
بُنَى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بَعْدَ صَيْدَنِ «2»
. فالصَّيْدَنُ والصَّيْدَنانيّ وَاحِدٌ. وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ، بَيْتَ كُثَيِّرٍ، شَاهِدًا عَلَى الصَّيْدَن دُوَيْبَّةٍ تَعْمَلُ لِنَفْسِهَا بَيْتًا فِي الأَرض وتُعَمّيه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّيْدَنُ هُنَا عِنْدَ الْجُمْهُورِ الثَّعْلَبُ كَمَا أَوردناه عَنِ الْعُلَمَاءِ. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَمْ يَجِئِ الصَّيْدَنُ إِلا فِي شِعْرٍ كَثِيرٍ يَعْنِي فِي هَذَا الْبَيْتِ. قَالَ الأَصمعي: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: والصّيْدَنُ أَيضاً نَوْعٌ مِنَ الذُّباب يُطَنْطِنُ فَوْقَ العُشْب. وَقَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: والصَّيْدَنُ الْبَنَّاءُ المُحْكَم، قَالَ: وَمِنْهُ سُمِّي المَلِك صَيْدناً لإِحكامه أَمره. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والصَّيْدَنُ الْعَطَّارُ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَعشى:
كدُوِك الصَّيْدنانيّ دَامِكا
وَقَالَ عَبْدُ بَنِي الحَسْحاس فِي صِفَةِ ثَوْرٍ:
يُنَحِّي تُراباً عَنْ مَبِيتٍ ومَكْنِسٍ
…
رُكاماً، كبيتِ الصَّيْدنانيِّ، دَانِيَا
. والدُّوكُ والمِدْوَكُ: حَجَرٌ يُدَقُّ بِهِ الطِّيبُ. وَفِي الْمُحْكَمِ: والصَّيْدَنُ الْبِنَاءُ الْمُحْكَمُ وَالثَّوْبُ الْمُحْكَمُ. والصَّيْدَن: الكِسَاء الصَّفيق، لَيْسَ بِذَلِكَ الْعَظِيمِ، وَلَكِنَّهُ وَثِيقُ العَمَل. والصَّيْدَنُ والصَّيْدنانِيُّ والصَّيْدَلانِيُّ: المَلِكُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لإِحكام أَمره؛ قَالَ رُؤبة:
إِني إِذا اسْتَغْلَقَ بابُ الصَّيْدَنِ،
…
لَمْ أَنْسَهُ إِذ قُلْتَ يَوْمًا وصِّني
. وَقَالَ حُمَيْد بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ صَائِدًا وَبَيْتَهُ:
ظَلِيل كبيتِ الصَّيْدَنانِيِّ، قُضْبُهُ
…
مِنَ النَّبْعِ والضَّالِ السَّليمِ المُثَقَّفِ
. والصَّيْدَناني: دَابَّةٌ تَعْمَلُ لِنَفْسِهَا بَيْتًا فِي جَوْفِ الأَرض وتُعَمِّيه أَي تُغَطِّيهِ، وَيُقَالُ لَهُ الصَّيْدَنُ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِدَابَّةٍ كَثِيرَةِ الأَرجل لَا تُعَدُّ أَرْجُلُها مِنْ كَثْرَتِهَا وَهِيَ قِصار وطِوالٌ صَيْدَنانيّ، وَبِهِ شُبِّه الصَّيْدَنانِيّ لِكَثْرَةِ مَا عِنْدَهُ مِنَ الأَدوية. وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الصَّيْدَنُ دُوَيْبَّة تَجْمَعُ عِيدَاناً مِنَ النَّبَاتِ فَشُبِّهَ بِهِ الصَّيْدَنانيّ لِجَمْعِهِ الْعَقَاقِيرَ. والصَّيْدانُ: قِطَعُ الْفِضَّةِ إِذا ضُرِبَ مِنْ حَجر الْفِضَّةِ، وَاحِدَتُهُ صَيْدَانة. والصَّيْدانَة: أَرض غَلِيظَةٌ صُلْبة ذَاتُ حَجَرٍ دَقِيقٍ. والصَّيْدانُ: بِرامُ الْحِجَارَةِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
وسُود مِنَ الصَّيْدانِ فِيهَا مَذانِبٌ
…
نُضَارٌ، إِذا لَمْ يَسْتفدْها نُعارُها
. والصَّيْدَانُ: الحَصَى الصِّغَارُ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ دُرُسْتَوَيْهِ قَالَ: الصَّيْدَنُ والصَّيْدَلُ حِجَارَةُ الْفِضَّةِ، شُبِّهَ بِهَا حِجَارَةُ الْعَقَاقِيرِ فَنُسِبَ إِليها الصَّيْدنانيّ والصَّيْدلانيُّ، وَهُوَ الْعَطَّارُ. والصَّيْدَانَةُ مِنَ النِّسَاءِ: السَّيِّئَةُ الخُلُق الْكَثِيرَةُ الْكَلَامِ. والصَّيدانة: الغُول؛ وأَنشد:
صَيْدَانَةٌ تُوقِدُ نارَ الجِنِ.
(2). قال الصاغاني: المكوان الحجران، وخليفاها إبطاها
قَالَ الأَزهري: الصَّيْدانُ إِن جَعَلْتَهُ فَعْلاناً «1» . فَالنُّونُ زَائِدَةٌ كنُون السكران والسكرانة.
صعن: الصِّعْوَنُّ، بِكَسْرِ الصَّادِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ: الدَّقِيقُ العُنق الصَّغِيرُ الرأَس مِنْ أَيّ شَيْءٍ كَانَ، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى النَّعَامِ، والأُنثى صِعْوَنَّة. وأَصْعَنَ الرجلُ إِذا صَغُر رأْسُه ونَقَصَ عَقْلُهُ. والاصْعِنانُ: الدِّقَّة واللَّطافة. وأُذُنٌ مُصَعَّنَة: لَطِيفَةٌ دَقيقة؛ قَالَ عَدي بْنُ زَيْدٍ:
لَهُ عُنُقٌ مثلُ جِذْعِ السَّحُوقْ،
…
وأُذْنٌ مُصَعَّنَةٌ كالقَلَمْ
. وَفِي التَّهْذِيبِ:
والأُذْنُ مُصْعَنَّةٌ كالقَلَمْ.
صفن: الصَّفْنُ والصَّفَنُ والصَّفْنَة والصَّفَنَةُ: وِعاء الخُصْية. وَفِي الصِّحَاحِ: الصَّفَنُ، بِالتَّحْرِيكِ، جِلْدَةُ بَيْضَةِ الإِنسان، وَالْجَمْعُ أَصْفانٌ. وصَفَنَه يَصْفِنُه صَفْناً: شَقَّ صَفَنَه. والصُّفْنُ: كالسُّفْرة بَيْنَ العَيْبةِ والقِرْبة يَكُونُ فِيهَا الْمَتَاعُ، وَقِيلَ: الصُّفْنُ مِنْ أَدَم كالسُّفْرة لأَهل الْبَادِيَةِ يَجْعَلُونَ فِيهَا زَادَهُمْ، وَرُبَّمَا اسْتَقَوْا بِهِ الماءَ كالدَّلْوِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي دُواد:
هَرَقْتُ فِي حَوْضِه صُفْناً ليَشْرَبَه
…
فِي داثِرٍ خَلَقِ الأَعْضادِ أَهْدامِ
. وَيُقَالُ: الصُّفْنُ هُنَا الْمَاءُ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: لَئِنْ بقيتُ لأُسَوِّيَنَّ بَيْنَ الناسِ حَتَّى يأْتِيَ الراعِيَ حقُّه فِي صُفْنِه لَمْ يَعْرَقْ فِيهِ جَبينُه
؛ أَبو عَمْرٍو: الصُّفْنُ، بِالضَّمِّ، خَرِيطَةٌ يَكُونُ لِلرَّاعِي فِيهَا طَعَامُهُ وزِنادُه وَمَا يَحْتَاجُ إِليه؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة:
مَعَهُ سِقاءٌ لَا يُفَرِّطُ حَمْلَهُ
…
صُفْنٌ، وأَخْراصٌ يَلُحْنَ، ومِسْأَبُ
وَقِيلَ: هِيَ السُّفْرة الَّتِي تُجْمَعُ بِالْخَيْطِ، وَتُضَمُّ صَادُهَا وَتُفْتَحُ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ شَيْءٌ مِثْلُ الدَّلْوِ أَو الرَّكْوَة يتوضأُ فِيهِ؛ وأَنشد لأَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ يَصِفُ مَاءً ورَدَه:
فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ فِي جَمِّهِ،
…
خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفا
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَيُمْكِنُ أَن يَكُونَ كَمَا قَالَ أَبو عَمْرٍو وَالْفَرَّاءُ جَمِيعًا أَن يُسْتَعْمَلَ الصُّفْنُ فِي هَذَا وَفِي هَذَا، قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ الصَّفْنُ، بِفَتْحِ الصَّادِ، والصَّفْنة أَيضاً بالتأْنيث. ابْنُ الأَعرابي: الصَّفْنَةُ، بِفَتْحِ الصَّادِ، هِيَ السُّفْرة الَّتِي تُجْمَع بِالْخَيْطِ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: صَفَنَ ثيابَه فِي سَرْجه إِذا جَمَعَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، عَوَّذَ عَلِيًّا حِينَ رَكبَ وصَفَنَ ثيابَه فِي سَرْجه
أَي جَمَعَهَا فِيهِ. أَبو عُبَيْدٍ: الصَّفْنَةُ كالعَيْبَة يَكُونُ فِيهَا مَتَاعُ الرَّجُلِ وأَداتُه، فإِذا طَرَحْتَ الْهَاءَ ضَمَمْتَ الصَّادَ وَقُلْتَ صُفْنٌ، والصُّفْنُ، بِضَمِّ الصَّادِ: الرَّكْوَةُ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، عليه السلام: الْحَقْنِي بالصُّفْنِ
أَي بالرَّكْوَة. والصَّفَنُ: جِلْدُ الأُنثيين، بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالصَّادِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ:
يَتْرُكْنَ أَصْفانَ الخُصَى جَلاجِلا
. والصَّفْنَةُ: دَلْوٌ صَغِيرَةٌ لَهَا حَلقة وَاحِدَةٌ، فإِذا عَظُمَتْ فَاسْمُهَا الصُّفْنُ، وَالْجَمْعُ أَصْفُنٌ؛ قَالَ:
غَمَرْتُها أَصْفُناً مِنْ آجِنٍ سُدُمٍ،
…
كأَنَّ مَا ماصَ مِنْهُ فِي الفَمِ الصَّبِرُ
. عَدَّى غَمَرت إِلى مَفْعُولَيْنِ لأَنها بِمَعْنَى سَقَيْتُ. والصَّافِنُ: عِرْق يَنْغَمِسُ فِي الذِّراع فِي عَصَبِ الوَظِيفِ. والصَّافِنانِ: عِرْقَانِ فِي الرِّجْلَيْنِ، وَقِيلَ: شُعْبَتان فِي الْفَخِذَيْنِ. والصَّافِنُ: عِرْق فِي بَاطِنِ الصُّلْبِ طُولًا مُتَّصِلٌ بِهِ نِياطُ الْقَلْبِ، وَيُسَمَّى الأَكْحل.
(1). قوله [إِن جعلته فعلاناً إِلخ] عبارة الأَزهري: إِن جعلته فيعالًا فالنون أَصلية وإِن جعلته إِلخ
غَيْرَهُ: وَيُسَمَّى الأَكحلُ مِنَ الْبَعِيرِ الصافنُ، وَقِيلَ: الأَكحلُ مِنَ الدَّوَابِّ الأَبْجَلُ. وَقَالَ أَبو الهيثم: الأَكْحَل والأَبْجَلُ والصافِنُ هِيَ الْعُرُوقُ الَّتِي تُفصد، وَهِيَ فِي الرِّجْلِ صافِنٌ، وَفِي الْيَدِ أَكْحَلُ. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّافِنُ عِرْقُ السَّاقِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الصَّافِنُ عِرْقٌ ضَخْمٌ فِي بَاطِنِ السَّاقِ حَتَّى يَدْخُلَ الفخذَ، فَذَلِكَ الصافنُ. وصَفَنَ الطائرُ الحشيشَ والوَرَقَ يَصْفِنُه صَفْناً وصَفَّنَه: نَضَّدَه لِفراخه، والصَّفَنُ: مَا نَضَّدَه مِنْ ذَلِكَ. اللَّيْثُ: كُلُّ دَابَّةٍ وخَلْق شِبْه زُنْبُورٍ يُنَضِّدُ حولَ مَدْخَله ورَقاً أَو حَشِيشًا أَو نَحْوَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُبَيِّتُ فِي وَسَطِهِ بَيْتًا لِنَفْسِهِ أَو لِفراخه فَذَلِكَ الصَّفَنُ، وَفِعْلُهُ التَّصْفِينُ. وصَفَنَتِ الدابةُ تَصْفِنُ صُفُوناً: قَامَتْ عَلَى ثلاثٍ وثَنَتْ سُنْبُكَ يدِها الرابعَ. أَبو زَيْدٍ: صَفَنَ الفرسُ إِذا قَامَ عَلَى طُرَفِ الرَّابِعَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ.
وصَفَنَ يَصْفِنُ صُفُوناً: صَفَّ قَدَمَيْهِ. وَخَيْلٌ صُفُونٌ: كَقَاعِدٍ وقُعُود؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ فَرَسٍ:
أَلِفَ الصُّفُونَ، فَلَا يَزالُ كأَنه
…
مِمَّا يَقُومُ عَلَى الثلاثِ كَسِيرَا
قَوْلُهُ: مِمَّا يَقُومُ، لَمْ يُرِدْ مِنْ قِيَامِهِ وإِنما أَراد مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي يَقُومُ عَلَى الثَّلَاثِ، وَجَعَلَ كَسِيرًا حَالًا مِنْ ذَلِكَ النَّوْعِ الزَّمِنِ لَا مِنَ الْفَرَسِ الْمَذْكُورِ فِي أَول الْبَيْتِ؛ قَالَ الشَّيْخُ: جَعَلَ مَا اسْمًا مَنْكُورًا. أَبو عَمْرٍو: صَفَنَ الرجلُ بِرِجْلِهِ وبَيْقَرَ بِيَدِهِ إِذا قَامَ عَلَى طَرَفِ حَافِرِهِ. وَمِنْهُ حَدِيثِ
البَرَاءِ بْنِ عازِبٍ: كُنَّا إِذا صَلَّيْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فرفَع رأْسَه مِنَ الرُّكُوعِ قُمْنَا خَلْفَه صُفُوناً، وإِذا سَجَدَ تَبِعْناه
، أَي وَاقِفِينَ قَدْ صَفَنَّا أَقدامنا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ صُفُوناً يُفَسَّرُ الصافنُ تَفْسِيرَيْنِ: فَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ كُلُّ صافٍّ قَدَمَيْهِ قَائِمًا فَهُوَ صافِنٌ، وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَن الصَّافِنَ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي قَدْ قَلَب أَحدَ حَوَافِرِهِ وَقَامَ عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ. وَفِي الصِّحَاحِ: الصَّافِنُ مِنَ الْخَيْلِ الْقَائِمُ عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ وَقَدْ أَقام الرَّابِعَةَ عَلَى طَرَفِ الْحَافِرِ، وَقَدْ قِيلَ: الصافِنُ الْقَائِمُ عَلَى الإِطلاق؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
نُعَلّمُهم بِهَا مَا عَلَّمَتْنا
…
أُبُوَّتُنا جوارِيَ، أَو صُفُونا
وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ سَرَّه أَن يَقُومَ لَهُ الناسُ صُفُوناً
أَي وَاقِفِينَ. والصُّفُون: الْمَصْدَرُ أَيضاً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فَلَمَّا دَنا القومُ صافَنَّاهُم
أَي واقَفْناهم وقُمْنا حِذاءَهم. وَفِي الْحَدِيثِ:
نَهَى عَنْ صلاةِ الصَّافِنِ
أَي الَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَثْنِيَ قَدَمَهُ إِلى وَرَائِهِ كَمَا يَفْعَلُ الفرسُ إِذا ثَنى حَافِرَهُ. وَفِي حَدِيثِ
مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: رأَيتُ عِكْرِمَةَ يُصَلِّي وَقَدْ صَفَنَ بَيْنَ قَدَمَيْهِ.
وَكَانَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ يقرآن: فَاذْكُرُوا اسمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوافِنَ
، بِالنُّونِ، فأَما ابْنُ عَبَّاسٍ فَفَسَّرَهَا مَعْقُولةً إِحْدى يَدَيْها عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ، وَالْبَعِيرُ إِذا نُحِرَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ، وأَما ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: يَعْنِي قِياماً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: رأَيت الْعَرَبَ تَجْعَلُ الصَّافِنَ القائمَ عَلَى ثَلَاثٍ وَعَلَى غَيْرِ ثَلَاثٍ، قَالَ: وأَشعارهم تَدُلُّ عَلَى أَن الصُّفُونَ القيامُ خَاصَّةً؛ وأَنشد:
وقامَ المَها يُقْفِلْنَ كُلَّ مُكَبَّلٍ،
…
كَمَا رُصَّ أَيْقا مُذْهَبِ اللَّوْنِ صافِنِ
. المَها: الْبَقَرُ يَعْنِي النِّسَاءَ، والمُكَبَّلُ: أَراد الْهَوْدَجَ، يُقْفِلْنَ: يَسْدُدْنَ، كَمَا رُصَّ: كَمَا قُيِّد وأُلْزِق، والأَيْقُ: الرُّسْغُ، مُذْهَبِ اللَّوْنِ: أَراد فَرَسًا يَعْلُوهُ صُفْرَة، صافِن: قَائِمٌ عَلَى ثَلَاثِ قَوَائِمَ، قَالَ: وأَما
الصَّائِنُ فَهُوَ الْقَائِمُ عَلَى طَرَفِ حَافِرِهِ مِنَ الحَفا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِجَمْعِ الصافِنِ صَوافِن وصافِنَات وصُفُونٌ. وتَصَافَنَ القومُ الماءَ إِذا كَانُوا فِي سَفَرٍ فقلَّ عِنْدَهُمْ فَاقْتَسَمُوهُ عَلَى الحَصاةِ. أَبو عَمْرٍو: تَصَافَنَ القومُ تَصَافُناً، وَذَلِكَ إِذا كَانُوا فِي سَفَرٍ وَلَا مَاءَ مَعَهُمْ وَلَا شَيْءَ، يَقْتَسِمُونَهُ عَلَى حَصاةٍ يُلْقونها فِي الإِناء، يُصَبُّ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ بِقَدْرِ مَا يَغْمُر الْحَصَاةَ فَيُعْطَاهُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:
فَلَمَّا تَصَافَنَّا الإِدَاوةَ، أَجْهَشَتْ
…
إِليَّ غُضُونُ العَنْبَرِيِّ الجُراضِمِ
الْجَوْهَرِيُّ: تَصَافَنَ القومُ الْمَاءَ اقْتَسَمُوهُ بالحِصَص، وَذَلِكَ إِنما يَكُونُ بالمَقْلَةِ تَسْقي الرجلَ قَدْرَ مَا يَغْمُرها، فإِن كَانَتْ مِنْ ذَهَبٍ أَو فِضَّةٍ فَهِيَ البَلَدُ. وصُفَيْنة: قَرْيَةٌ كَثِيرَةُ النَّخْلِ غَنَّاءُ فِي سَوادِ الحَرَّةِ؛ قَالَتِ الخَنْساء:
طَرَقَ النَّعِيُّ عَلَى صُفَيْنَةَ غُدْوَةً،
…
ونَعَى المُعَمَّمَ مِنْ بَني عَمْرِو
. أَبو عَمْرٍو: الصَّفْنُ والصَّفْنة الشِّقْشِقَة. وصِفِّينُ: مَوْضِعٌ كَانَتْ بِهِ وَقْعَةٌ بَيْنَ عَلِيٍّ، عليه السلام، وَمُعَاوِيَةَ، رضي الله عنه، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي بَابِ الْفَاءِ فِي تَرْجَمَةِ صَفَفَ، لأَن نُونَهُ زَائِدَةٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ صِفُّون، فِيمَنْ أَعربه بِالْحُرُوفِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي وَائِلٍ: شَهِدْتُ صِفِّينَ وبِئْسَتِ الصِّفُّونَ
، وَفِيهَا وَفِي أَمثالها لُغَتَانِ: إِحداهما إِجراء الإِعراب عَلَى مَا قَبْلَ النُّونِ وَتَرْكُهَا مَفْتُوحَةً كَجَمْعِ السَّلَامَةِ كَمَا قَالَ أَبو وَائِلٍ، وَالثَّانِيَةُ أَن تَجْعَلَ النُّونَ حَرْفَ الإِعراب وَتُقِرَّ الْيَاءَ بِحَالِهَا فنقول: هَذِهِ صِفِّينُ ورأَيت صِفِّينَ وَمَرَرْتُ بصفِّينَ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ فِي قِنَّسْرِينَ وفِلَسْطِينَ ويَبْرِينَ.
صنن: المُصِنُّ: الشَّامِخُ بأَنفه تَكَبُّرًا أَو غَضَبًا؛ قَالَ:
قَدْ أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ،
…
ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بِهَا مُصِنُ
. ابْنُ السِّكِّيتِ: المُصِنُّ الرَّافِعُ رأْسه تَكَبُّرًا؛ وأَنشد لمُدْرِكِ بْنِ حِصْنٍ:
يَا كَرَوَاناً صُكَّ فاكْبَأَنَّا،
…
فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فَلَمَّا شَنّا
بلَّ الذُّنابى عَبَساً مُبِنَّا
…
أَإِبِلِي تأْكلُها مُصِنَّا،
خافِضَ سِنٍّ ومُشِيلًا سِنّا؟
أَبو عَمْرٍو: أَتانا فُلَانٌ مُصِنّاً بأَنفه إِذا رَفَعَ أَنفه مِنَ العَظَمة. وأَصَنَّ إِذا شَمَخَ بأَنفه تَكَبُّرًا. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَصَنَّتِ الناقةُ إِذا حَمَلَتْ فَاسْتَكْبَرَتْ عَلَى الْفَحْلِ. الأَصمعي: فُلَانٌ مُصِنٌّ غَضَبًا أَي مُمْتَلِئٌ غَضَبًا. وأَصَنَّتِ الناقةُ: مَخِضَتْ فَوَقَعَ رِجْلُ الْوَلَدِ فِي صَلاها. التَّهْذِيبُ: وإِذا تأَخر وَلَدُ النَّاقَةِ حَتَّى يَقَعَ فِي الصَّلا فَهُوَ مُصِنٌّ، وَهُنَّ مُصِنَّات ومَصَانُّ. ابْنُ شُمَيْلٍ: المُصِنُّ مِنَ النُّوق الَّتِي يَدْفَعُ وَلَدُها بكُراعه وأَنفه فِي دُبرها إِذا نَشِبَ فِي بَطْنِهَا ودَنا نَتاجُها. وَقَدْ أَصنَّتْ إِذا دفَع ولدُها برأْسه فِي خَوْرانها. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: إِذا دَنَا نَتاج الْفَرَسِ وارْتَكَضَ وَلَدُهَا وَتَحَرَّكَ فِي صَلاها فَهِيَ حِينَئِذٍ مُصِنَّة وَقَدْ أَصَنَّتِ الفَرَسُ، وَرُبَّمَا وَقَعَ السَّقْيُ فِي بَعْضِ حَرَكَتِهِ حَتَّى يُرَى سَوادُه مِنْ ظَبْيَتِها، والسَّقْيُ طَرَفُ السَّابياء، قَالَ: وقَلَّما تَكُونُ الْفَرَسُ مُصِنَّة إِذا كَانَتْ مُذْكِراً تَلِدُ الذُّكُورَ. وأَصَنَّتِ المرأَةُ وَهِيَ مُصِنٌّ: عَجُزَتْ وَفِيهَا بَقِيَّةٌ. والصَّنُّ، بِالْفَتْحِ: زَبِيلٌ كَبِيرٌ مِثْلُ السَّلَّةِ المُطْبَقَة
يُجْعَلُ فِيهَا الطَّعَامُ والخُبْز. وَفِي الْحَدِيثِ:
فأُتي بِعَرَقٍ
، يَعْنِي الصِّنَّ. والصِّنُّ، بِالْكَسْرِ: بَوْلُ الوَبْرِ يُخَثَّرُ للأَدْوية، وَهُوَ مُنْتِنٌ جِدًّا؛ قَالَ جَرِيرٌ:
تَطَلَّى، وَهِيَ سَيئَةُ المُعَرَّى،
…
بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلابَا
وصِنٌّ: يومٌ مِنْ أَيام الْعَجُوزِ، وَقِيلَ: هُوَ أَول أَيامها، وَذَكَرَهُ الأَزهري وَالْجَوْهَرِيُّ مُعَرِّفاً فَقَالَا: والصِّنُّ؛ وأَنشد:
فإِذا انْقَضَتْ أَيامُ شَهْلَتِنا:
…
صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ
ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: المُصِنُّ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ سَبْعَةُ أَشياء: المُصِنُّ الْحَيَّةُ إِذا عَضَّ قَتَلَ مكانَه، تَقُولُ الْعَرَبُ رَمَاهُ اللَّهِ بالمُصِنّ المُسْكِتِ، والمُصِنُّ الْمُتَكَبِّرُ، والمُصِنُّ المُنْتِن، أَصَنَّ اللحمُ أَنْتَنَ، والمُصِنُّ الَّذِي لَهُ صُنان؛ قَالَ جَرِيرٌ:
لَا تُوعدُوني يَا بَنِي المُصِنَّه
. أَي الْمُنْتِنَةِ الرِّيحِ مِنَ الصُّنانِ، والمُصِنُّ السَّاكِتُ، والمُصِنُّ الْمُمْتَلِئُ غَضَبًا، والمُصِنُّ الشَّامِخُ بأَنفه. والصُّنَان: رِيحُ الذَّفَر، وَقِيلَ: هِيَ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ؛ قَالَ:
يَا رِيَّها، وَقَدْ بَدَا صُناني،
…
كأَنني جَانِي عَبَيْثَرانِ
وصَنَّ اللحمُ: كصَلَّ، إِمَّا لُغَةٌ وَإِمَّا بَدَلٌ. وأَصَنَّ إِذَا سَكَتَ، فَهُوَ مُصِنٌّ سَاكِتٌ. وَعَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الكُلاعِي: أَن أَبا الدرداءِ كَانَ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ فَيَقُولُ نِعْمَ البيتُ الحمامُ يَذْهَبُ بالصِّنَّة ويُذَكِّرُ النارَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراد بالصِّنَّة الصُّنان، وَهُوَ رَائِحَةُ المَغَابِنِ ومَعاطِفِ الْجِسْمِ إِذَا فَسَدَ وَتَغَيَّرَ فعُولِجَ بالمَرْتَك وَمَا أَشبهه. نُصَيْرٌ الرَّازِيُّ: وَيُقَالُ للتَّيْسِ إِذَا هَاجَ قَدْ أَصَنَّ، فَهُوَ مُصِنٌّ، وصُنانه رِيحُهُ عِنْدَ هِيَاجِه. والصُّنَانُ: ذَفَرُ الإِبِطِ. وأَصَنَّ الرجلُ: صَارَ لَهُ صُنَان. وَيُقَالُ للبَغْلة إِذَا أَمسكتها فِي يَدِكَ فأَنتنت: قَدْ أَصَنَّتْ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلٍ المُطِيخ المُخْفِي كَلَامَهُ: مُصِنٌّ. والصِّنِّينُ: بَلَدٌ: قَالَ:
ليتَ شِعْرِي مَتَى تَخُبُّ بيَ الناقةُ
…
بين العُذَيْبِ فالصِّنِّينِ؟
صون: الصَّوْنُ: أَن تَقِيَ شَيْئًا أَو ثَوْبًا، وصانَ الشيءَ صَوْناً وصِيانَةً وصِيَاناً واصْطانه؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ:
أَبْلِغْ إِياساً أَنَّ عِرْضَ ابنِ أُخْتِكُمْ
…
رِداؤُكَ، فاصْطَنْ حُسْنَه أَو تَبَذَّلِ
أَراد: فاصْطَنْ حَسَنه، فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الصِّفَةِ. وَيُقَالُ: صُنْتُ الشيءَ أَصُونه، وَلَا تَقُلْ أَصَنْتُه، فَهُوَ مَصُون، وَلَا تَقُلْ مُصانٌ. وَقَالَ الشَّافِعِيِّ، رضي الله عنه: بِذْلَةُ كلامِنا صَوْنُ غَيْرِنا. وجعلتُ الثَّوْبَ فِي صُوَانه وصِوَانه، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، وصِيَانه أَيضاً: وَهُوَ وِعَاؤُهُ الَّذِي يُصان فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الصَّوْنَةُ العَتِيدَة. وَثَوْبٌ مَصُونٌ، عَلَى النَّقْصِ، ومَصْوُون، عَلَى التَّمَامِ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، وَهِيَ تَمِيمِيَّةٌ، وصَوْنٌ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ. والصِّوَانُ والصُّوانُ: مَا صُنْتَ بِهِ الشَّيْءَ. والصِّينَةُ: الصَّوْنُ، يُقَالُ: هَذِهِ ثِيَابُ الصِّينَةِ أَي الصَّوْنِ. وصَانَ عِرْضَه صِيَانة وصَوْناً، عَلَى المَثل؛ قَالَ أَوْس بْنُ حَجَر:
فإِنا رَأَيْنَا العِرْضَ أَحْوَجَ، سَاعَةً،
…
إِلَى الصَّوْنِ مِنْ رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ
وَقَدْ تَصَاوَنَ الرجلُ وتَصَوَّنَ؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ جِنِّي، والحُرُّ يَصُونُ عِرْضَه كَمَا يَصُونُ الإِنسان