المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الخلقَ يَلُوهُهم خلَقَهم، وَذَلِكَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ. واللاهةُ: الحيَّةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. - لسان العرب - جـ ١٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ن

- ‌حرف النون

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ه

- ‌حرف الهاء

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌ فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: الخلقَ يَلُوهُهم خلَقَهم، وَذَلِكَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ. واللاهةُ: الحيَّةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ.

الخلقَ يَلُوهُهم خلَقَهم، وَذَلِكَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ. واللاهةُ: الحيَّةُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. واللاتُ: صنمٌ لِثَقِيف، وَكَانَ بِالطَّائِفِ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقِفُ عَلَيْهِ بِالتَّاءِ، وَبَعْضُهُمْ بِالْهَاءِ، وأَصله لاهةٌ، وَهِيَ الحيَّة كأَنَّ الصنَمَ سُمِّي بِهَا، ثُمَّ حُذِفَتْ مِنْهُ الْهَاءُ، كَمَا قَالُوا شَاةٌ وأَصلها شَاهَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا بأَن أَلفَ اللاهةِ الَّتِي هِيَ الحيَّةُ واوٌ لأَن العينَ وَاوًا أَكثرُ مِنْهَا يَاءً، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ:

أفَرَأَيْتُمُ اللَّاتِ والعُزَّى

، بِالتَّاءِ، وَيَقُولُ: هِيَ اللَّاتْ فَيَجْعَلُهَا تَاءً فِي السُّكوت، وَهِيَ اللاتِ، فأَعلَم أَنه جُرَّ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ، فَهَذَا مثلُ أَمْسِ مَكْسُورٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَهُوَ أَجْودُ مِنْهُ لأَن أَلفَ اللاتِ ولامَه لَا تَسْقُطان وَإِنْ كَانَتَا زَائِدَتَيْنِ، قَالَ: وأَما مَا سَمِعْنَا مِنَ الأَكثر فِي اللاتِ والعُزَّى فِي السُّكُوتِ عَلَيْهَا فاللَّاهْ، لأَنها هاءٌ فَصَارَتْ تَاءً فِي الْوَصْلِ، وَهِيَ فِي تِلْكَ اللُّغَةِ مثلُ كَانَ مِنَ الأَمر كَيْتِ وكَيْتِ، وَكَذَلِكَ هَيْهاتِ فِي لُغَةِ مَنْ كسَر، إِلَّا أَنه يَجُوزُ فِي هَيْهات أَن يَكُونَ جَمَاعَةً وَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ فِي اللَّات، لأَن التَّاءَ لَا تُزاد فِي الْجَمَاعَةِ إِلَّا مَعَ الأَلف، وَإِنْ جعلتَ الأَلف وَالتَّاءَ زَائِدَتَيْنِ بَقِيَ الِاسْمُ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حقُّ اللاتِ أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ لُوِيَ لأَن أَصله لَوَيَة مِثْلُ ذَاتٍ مِنْ قَوْلِكَ ذاتُ مالٍ، والتاءُ للتأْنيث، وَهُوَ مِنْ لَوَى عَلَيْهِ يَلْوِي إِذَا عَطَف لأَن الأَصنام يُلْوَى عَلَيْهَا ويُعْكَف. الْجَوْهَرِيُّ: لاهَ يَلِيهُ لَيْهاً تَسَتَّر، وجوَّز سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ لاهٌ أَصلَ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى؛ قَالَ الأَعشى:

كَدَعْوةٍ مِنْ أَبي رَباحٍ

يَسْمَعُها لاهُه الكُبارُ

أَي إلاهُه، أُدخلت عَلَيْهِ الأَلف وَاللَّامُ فَجَرَى مَجْرَى الِاسْمِ الْعَلَمِ كالعبَّاسِ والحسَن، إِلَّا أَنه خَالَفَ الأَعلام مِنْ حيثُ كَانَ صِفَةً، وَقَوْلُهُمْ: يَا أَلِلَّهِ، بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ، إِنَّمَا جازَ لأَنه يُنْوَى فِيهِ الْوَقْفُ عَلَى حَرْفِ النِّدَاءِ تفخيماً للاسم. وقولهم: لاهُمَّ واللَّهُمَّ، فَالْمِيمُ بَدَلٌ مِنْ حَرْفِ النِّدَاءِ؛ وَرُبَّمَا جُمع بَيْنَ البَدَل والمُبْدَل مِنْهُ فِي ضَرُورَةِ الشَّعْرِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

غَفَرْتَ أَو عذَّبْتَ يَا اللَّهُمَّا

لأَن لِلشَّاعِرَ أَن يُرَدَّ الشَّيْءُ إِلَى أَصله؛ وَقَوْلِ ذِي الإِصْبَع:

لاهِ ابنُ عَمِّكَ، لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَبٍ

عَنّي، وَلَا أَنْتَ دَيَّانِي فتَخْزُوني

أَراد: للهِ ابنُ عَمِّكَ، فَحَذَفَ لامَ الْجَرِّ واللامَ الَّتِي بَعْدَهَا، وأَما الأَلفُ فَهِيَ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْيَاءِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ لَهْيَ أَبوكَ، أَلا تَرَى كَيْفَ ظَهَرَتِ الْيَاءُ لَمَّا قُلِبت إِلَى مَوْضِعِ اللَّامِ؟ وأَما لاهُوت فَإِنْ صَحَّ أَنه مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ فَيَكُونُ اشْتِقَاقُهُ مِنْ لاهَ، وَوَزْنُهُ فَعَلُوت مِثْلُ رَغَبُوت ورَحَمُوت، وَلَيْسَ بِمَقْلُوبٍ كَمَا كَانَ الطَّاغُوتُ مقلوباً.

‌فصل الميم

مته: مَتَهَ الدَّلْوَ يَمْتَهُها مَتْهاً: مَتَحَها. والمَتْهُ والتَّمَتُّه: الأَخْذُ فِي الغَوايةِ والباطلِ. والتَّمَتُّه: التحمُّقُ والاخْتيال، وَقِيلَ: هُوَ أَن لَا يَدْرِيَ أَينَ يَقْصِد وَيَذْهَبُ، وَقِيلَ: هُوَ التمَدُّحُ والتفخُّرُ، وكلُّ مبالغةٍ فِي شَيْءٍ تَمَتُّهٌ، وَقِيلَ: التَّمَتُّهُ أَصله التَّمدُّه، وَهُوَ التمدُّحُ. وَقَدْ تَمتَّهَ إِذَا تمَدَّحَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

تمَتَّهي مَا شِئْتِ أَنْ تمَتَّهِي،

فلَسْتِ مِنْ هَوْئِي وَلَا مَا أَشْتَهِي

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: التَّمَتُّه مثلُ التَّعَتُّهِ وَهُوَ المُبالغةُ فِي

ص: 539

الشَّيْءِ. وتَماتَه عَنْهُ: تَغافَل. الأَزهري: المَتَهُ التمتُّه فِي البِطالةِ والغَوايةِ والمُجونِ؛ قَالَ رؤْبة:

بالحقِّ والباطلِ والتمتُّهِ «2»

. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: التَّمَتُّهُ طَلَبُ الثَّنَاءِ بِمَا لَيْسَ فِيهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والتَّمتُّهُ التباعُدُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَانَ يُقَالُ التَّمتُّه يُزْري بالأَلِبّاء، وَلَا يتَمتَّهُ ذوُو العُقولِ.

مده: مَدَهَه يَمْدَهُه مَدْهاً: مِثْلَ مَدَحه، وَالْجَمْعُ المُدَّهُ؛ قَالَ رؤْبة:

للهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ

سْبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ مِنْ تأَلُّهي

وَقِيلَ: المَدْه فِي نَعْتِ الهيئةِ والجمالِ، والمَدْحُ فِي كُلِّ شيءٍ. وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد: مَدَهْتُه فِي وَجْهِهِ ومدَحْتُه إِذَا كَانَ غَائِبًا، وَقِيلَ: المَدْهُ والمَدْحُ واحدٌ، وَقِيلَ: الهاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ بَدَلٌ مِنَ الْحَاءِ. والمادِهُ: المادِحُ. والتَّمَدُّهُ: التمدُّح. الأَزهري: المَدْهُ يُضارِعُ المَدْحَ. وَفُلَانٌ يتمدَّهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ ويتمَتَّهُ: كأَنه يَطْلُبُ بِذَلِكَ مَدْحَه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

تمَدَّهِي مَا شئتِ أَن تمَدَّهِي،

فلسْتِ مِنْ هَوْئي ولا ما أَشتَهي

مره: المَرَهُ: ضدُّ الكَحَلِ. والمُرْهةُ: البياضُ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ غيرُه، وإِنما قِيلَ لِلْعَيْنِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا كَحَلٌ مَرْهاءُ لِهَذَا الْمَعْنَى. مَرِهَتْ عينُه تَمْرَهُ مَرَهاً إِذا فَسَدَتْ لِتَرْكِ الكُحْلِ. وَهِيَ عينٌ مَرْهاء: خَلَتْ مِنَ الكُحْل. وامرأَة مَرْهاء: لَا تتعهَّدُ عينَيْها بالكُحْل، والرجلُ أَمْرَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه لَعَنَ المَرْهاءَ

؛ هِيَ الَّتِي لَا تكْتَحِل. والمَرَهُ: مرضٌ فِي الْعَيْنِ لِتَرْكِ الكُحْلِ، وَمِنْهُ حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: خُمْصُ البُطونِ مِنَ الصِّيام مُرْهُ العيونِ مِنَ البكاءِ

، هُوَ جَمْعُ الأَمْرَهِ. وسَرابٌ أَمْرَهُ أَي أَبيض لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ السَّوَادِ؛ قَالَ:

عَلَيْهِ رَقراقُ السَّرابِ الأَمْرَهِ

الأَزهري: المَرَهُ والمُرْهةُ بياضٌ تَكْرَهُه عينُ النَّاظِرِ، وعينٌ مَرْهاء. والمَرْهاءُ مِنَ النِّعاج: الَّتِي لَيْسَ بِهَا شِيَةٌ، وَهِيَ نَعْجَةٌ يَقَقةٌ. والمَرْهاءُ: القليلةُ الشَّجَرِ، سَهْلَةً كَانَتْ أَو حَزْنةً. والمُرْهةُ: حفيرةٌ يَجْتَمِعُ فِيهَا ماءُ السَّمَاءِ. وبنُو مُرْهةَ: بُطَيْنٌ، وَكَذَلِكَ بَنُو مُرَيْهةَ. ومَرْهانُ: اسم.

مزه: المَزْحُ والمَزْهُ واحدٌ. مَزَهَ مَزْهاً: كمَزَحَ؛ قَالَ:

للهِ دَرُّ الغانياتِ المُزَّهِ

وَرَوَاهُ الأَصمعي بِالدَّالِ. الأَزهري: يقال مازَحَه ومازَهَهُ.

مطه: مَطَهَ فِي الأَرض يَمْطَهُ مُطُوهاً: ذهَب.

مقه: المَقَهُ: كالمَهَقِ. امرأَة مَقْهاء، وسَرابٌ أَمْقَهُ كَذَلِكَ؛ قَالَ رؤْبة:

كأَنَّ رَقْراقَ السَّرابِ الأَمْقَهِ

يَسْتَنُّ فِي رَيْعانِه المُرَيَّهِ

وأَنشد الأَزهري لرؤْبة:

فِي الفَيْفِ مِنْ ذاكَ البَعيدِ الأَمْقَهِ

وَهُوَ الَّذِي لَا خَضْرَاءَ فِيهِ، وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو: الأَقْمه، قَالَ: وَهُوَ الْبَعِيدُ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: بالهَيْف مِنْ ذَاكَ الْبَعِيدِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ بالفَيْفِ، يُرِيدُ القَفْرَ. والأَمْقَهُ مثلُ الأَمْرَهِ، وَهُوَ الأَبْيضُ، وأَراد بِهِ القفرَ الَّذِي لَا نَبَاتَ فِيهِ.

(2). قوله [بالحق إلخ] صدره:

عَنِ التَّصَابِي وَعَنِ التَّعَتُّهِ

ص: 540

الْجَوْهَرِيُّ: المَقَهُ مِثْلَ المَرَهِ. الأَزهري: المَهَقُ والمَقَهُ بياضٌ فِي زُرْقة، وامرأَة مَقْهاء. قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ المَقَهُ أَشدُّهما بَيَاضًا. وفلاةٌ مَقْهاء وفَيْفٌ أَمْقَهُ إِذَا ابْيَضَّ مِنَ السَّرَابِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِذَا خَفَقتْ بأَمْقَهَ صَحْصَحانٍ

رؤوسُ القوْمِ، واعْتَنَقُوا الرِّحالا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ نَفْطَويه الأَمْقَه هُنَا الأَرضُ الشَّدِيدَةُ الْبَيَاضِ الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا، والأَمْقَهُ الْمَكَانُ الَّذِي اشْتَدَّتِ الشمسُ عَلَيْهِ حَتَّى كُرِهَ النظرُ إِلَى أَرْضِه؛ وَقَالَ ذَلِكَ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ:

إِذَا خَفَقَتْ بأَمْقَهَ صَحْصَحانٍ

قَالَ: والمَقْهاءُ الكريهةُ المَنْظَرِ لأَنْ يكونَ المكانُ أَمْقَهَ إِلَّا أَنها بِالنَّهَارِ، وَلَكِنَّ ذَا الرُّمَّةِ قَالَهُ فِي سَيْر اللَّيْلِ، قَالَ: وَقِيلَ المَقَهُ حُمْرة فِي غُبْرة. ابْنُ الأَعرابي: الأَمْقَهُ الأَبْيضُ القبيحُ البياضِ، وَهُوَ الأَمْهَقُ. والمَقْهاء مِنَ النِّساء: الَّتِي تُرَى جُفونُ عَيْنَيْهَا ومَآقِيها مُحْمرَّةً مَعَ قلَّة شعرِ الْحَاجِبَيْنِ. والمَرْهاءُ: المَقْهاءُ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ القبيحةُ البياضِ يُشْبِه بياضُها بياضَ الجِصِّ، وَفِي الْحَدِيثِ:

المِقَةُ مِنَ اللَّهِ والصِّيتُ مِنَ السَّمَاءِ

؛ المِقة: المحبَّة، وَقَدْ وَمِقَ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وَقَالَ النَّضِرُ: المَقْهاءُ الأَرضُ الَّتِي قَدِ اغْبَرَّتْ مُتونُها وآباطُها وبِراقُها بيضٌ، والمَقَهُ غُبْرةٌ إِلَى الْبَيَاضِ، وَفِي نَبْتِها قِلَّةٌ بَيِّنة المَقَهِ. والأَمْقَهُ مِنَ الرجالِ: الأَحْمرُ أَشْفارِ العينِ، وَقَدْ مَقِهَ مَقَهاً. والأَمْقَهُ مِنَ النَّاسِ: الَّذِي يركبُ رأْسَه لَا يَدْرِي أَين يَتَوَجَّهُ.

مله: رجلٌ مَلِيهٌ ومُمْتَلَهٌ: ذاهبُ الْعَقْلِ «1» . وسَلِيهٌ مَلِيهٌ: لَا طَعم لَهُ، كَقَوْلِهِمْ سَلِيخٌ مَلِيخٌ، وَقِيلَ: مَلِيه إتباع؛ حكاه ثعلب.

مهه: مَهِهْتُ: لِنْتُ. ومَهَّ الإِبِلَ: رَفَقَ بِهَا. وسيرٌ مَهَهٌ ومَهاهٌ: رَفِيقٌ. وكلُّ شيءٍ مَهَهٌ ومَهاهٌ ومَهاهَةٌ مَا النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ أَي كلُّ شيءٍ يسيرٌ حسَنٌ إِلَّا النِّساءَ أَي إِلَّا ذِكْرَ النِّسَاءِ، فَنُصِبَ عَلَى هَذَا، والهاءُ مِنْ مَهَهٍ ومَهاهٍ أَصليةٌ ثَابِتَةٌ كَالْهَاءِ مِنْ مِياهٍ وشفاهٍ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ كُلُّ شيءٍ قَصْدٌ إلَّا النساءَ، قَالَ: وَقِيلَ كُلُّ شيءٍ باطلٌ إِلَّا النِّسَاءَ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الأَجناس: مَا النِّساءَ وذكْرَهُنَّ أَي دَع النِّساءَ وذِكرَهُنَّ. والمَهاهُ: الطراوةُ والحُسْنُ؛ قَالَ:

كفَى حَزَناً أَن لَا مَهاهَ لعَيْشِنا،

وَلَا عملٌ يَرْضَى بِهِ اللهُ صالِحُ

وَهَذِهِ الهاءُ إِذَا اتَّصَلَتْ بِالْكَلَامِ لَمْ تَصِر تَاءً، وَإِنَّمَا تصيرُ تَاءً إِذَا أَردت بالمَهاةِ البقرةَ. وَفِي الْمَثَلِ: كلُّ شيءٍ مَهَهٌ مَا النِّساءَ وذِكرَهُنَّ أَي أَن الرَّجُلَ يَحْتَمِلُ كلَّ شَيْءٍ حَتَّى يَأْتِيَ ذكْرُ حُرَمِه فيمْتَعِضُ حِينَئِذٍ فَلَا يَحْتَمِلُهُ، وَقَوْلُهُ مَهَهٌ أَي يسيرٌ ومَهاهٌ أَي حسَنٌ، وَنُصِبَ النِّسَاءُ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ أَي مَا خَلا النساءَ، وإِنما أَظهروا التَّضْعِيفَ فِي مَهَه فَرْقًا بَيْنَ فَعَل وفَعْل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الرِّوَايَةُ بِحَذْفِ خَلَا، وَهُوَ يُرِيدُهَا، قَالَ: وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ. وَرُوِيَ: كلُّ شيءٍ مَهَهٌ إِلَّا حَدِيثَ النِّسَاءُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المَهَهُ والمَهاهُ الشيءُ الحقيرُ اليسيرُ، وَقِيلَ: المَهاهُ النَّضارةُ والحُسْنُ، فَعَلَى الأَول أَراد كلُّ شيءٍ يَهُون ويُطْرَح إِلَّا ذكْرَ النِّسَاءِ، وَعَلَى الثَّانِي يَكُونُ الأَمر بِعَكْسِهِ أَي أَن كلَّ ذِكرٍ وحديثٍ حسَنٌ إِلَّا ذِكرَ النِّسَاءِ. وَفِي حَدِيثِ طَلَاقِ

ابْنِ عُمر: قُلْتُ فمَهْ أَرَأَيْت إنْ

(1). قوله [ممتله ذاهب العقل] ضبط في الأَصل والتكملة والمحكم بفتح اللام وضبط في القاموس بكسرها

ص: 541

عَجَزَ واسْتَحْمَقَ

أَي فَمَاذَا لِلِاسْتِفْهَامِ، فَأَبْدَلَ الأَلف. هَاءً لِلْوَقْفِ وَالسَّكْتِ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

ثُمَّ مَهْ.

وَلَيْسَ بعَيْشِنا مَهَهٌ ومَهاهٌ أَي حُسْنٌ؛ قال عِمْرانُ ابن حِطّانَ:

فَلَيْسَ لِعَيْشِنا هَذَا مَهاهٌ،

وَلَيْسَتْ دارُنا هاتَا بدارِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الأَصمعي يَرْوِيهِ مَهاةٌ، وَهُوَ مَقْلُوبٌ مِنَ الْمَاءِ، قَالَ وَوَزْنُهُ فَلَعَة تَقْدِيرُهُ مَهَوة، فَلَمَّا تَحَرَّكَتِ الْوَاوُ قُلِبَتْ أَلفاً؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ:

ثُمَّ أَمْهاهُ عَلَى حَجَرِه

قَالَ: وَقَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ:

فَإِذَا وَذَلِكَ لَا مَهاهَ لذكْرِهِ،

والدهرُ يُعْقِبُ صَالِحًا بفسادِ

ابْنُ بُزُرْج: يُقَالُ مَا فِي ذَلِكَ الأَمر مَهَهٌ وَهُوَ الرَّجاءُ. وَيُقَالُ: مَهِهْتُ مِنْهُ مَهَهاً. وَيُقَالُ: مَا كَانَ لَكَ عِنْدَ ضَرْبِك فُلَانًا مَهَهٌ وَلَا رَوِيَّةٌ. والمَهْمَهُ: المفازةُ الْبَعِيدَةُ، وَالْجَمْعُ المَهامِهُ. والمَهْمَهُ: الخَرْقُ الأَمْلَس الْوَاسِعُ. اللَّيْثُ: المَهْمَهُ الفَلاةُ بعينِها لَا ماءَ بِهَا وَلَا أَنيسَ. وأَرضٌ مَهامِهُ: بعيدةٌ. وَيُقَالُ: المَهْمَهُ البَلْدةُ المُقْفِرَةُ، وَيُقَالُ مَهْمَهَةٌ؛ وأَنشد:

فِي تيهِ مَهْمَهةٍ كأَنَّ صُوَيَّها

أَيْدي مُخالِعةٍ تكُفُّ وتَنْهَدُ

وَفِي حَدِيثِ

قُسٍّ: ومَهْمَهِ ظِلْمانٍ

، المَهْمَهُ: المفازةُ والبَرِّيَّة القَفْر، وَجَمْعُهَا مَهامِهُ. ومَهْ: زجرٌ ونهيٌ. ومَهْ: كَلِمَةٌ بُنِيت عَلَى السُّكُونِ، وَهُوَ اسْمٌ سُمِّي بِهِ الْفِعْلُ، مَعْنَاهُ اكْفُفْ لأَنه زجرٌ، فَإِنْ وصَلْتَ نوَّنت قُلْتَ مَهٍ مَهْ، وَكَذَلِكَ صَهْ، فَإِنْ وَصَلْتَ قُلْتَ صَهٍ صَهْ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَقَالَتِ الرَّحِمُ مَهْ هَذَا مقامُ العائِذ بِكَ

، وَقِيلَ: هُوَ زجرٌ مَصْرُوفٌ إِلَى الْمُسْتَعَاذِ مِنْهُ، وَهُوَ الْقَاطِعُ، لَا إِلَى الْمُسْتَعَاذِ بِهِ، تبارك وتعالى. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذكرُ مَهْ، وَهُوَ اسْمٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ بِمَعْنَى اسْكُتْ. ومَهْمَهَ بِالرَّجُلِ: زَجَره قَالَ لَهُ مَهْ. ومَهْ: كلمةُ زجْر. قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: أَما قَوْلُهُمْ مهٍ إِذَا نَوَّنْتَ فكأَنك قُلْتَ ازْدِجاراً، وَإِذَا لَمْ تُنوِّنْ فكأَنك قُلْتَ الازْدجارَ، فَصَارَ التَّنْوِينُ علَمَ التَّنْكِيرِ وَتَرْكُهُ علَمَ التعريفِ. ومَهْيَمْ: كلمةٌ مَعْنَاهَا مَا وراءَك. ومَهْما: حرفُ شرطٍ؛ قال سيبوبه: أَرادوا مَا مَا، فَكَرِهُوا أَن يُعيدوا لَفْظًا وَاحِدًا، فأَبدلوا هَاءً مِنَ الأَلف الَّذِي يَكُونُ فِي الأَول لِيَخْتَلِطَ اللَّفْظُ، فَمَا الأُولى هِيَ مَا الجزاءِ، وَمَا الثانيةُ هِيَ الَّتِي تُزَادُ تأْكيداً لِلْجَزَاءِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنه لَيْسَ شيءٌ مِنْ حُرُوفِ الْجَزَاءِ إِلَّا وَمَا تُزادُ فِيهِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ؛ الأَصل أَن تَثْقَفَنَّهم، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَائِزٌ أَن تَكُونَ مَهْ بِمَعْنَى الْكَفِّ كَمَا تَقُولُ مَهْ أَي اكْفُفْ، وَتَكُونُ مَا الثانيةُ لِلشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ كأَنهم قَالُوا اكْفُفْ مَا تأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ، قَالَ: وَالْقَوْلُ الأَول هُوَ الْقَوْلُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي مَهْمَا: قَالَ بَعْضُهُمْ مَعْنَى مَهْ كُفَّ، ثُمَّ ابتدأَ مُجازِياً وشارِطاً، فَقَالَ مَا يكنْ مِنَ الأَمر فَإِنِّي فاعلٌ، فَمَهْ فِي قَوْلِهِ مُنْقَطِعٌ مِنْ مَا، وَقَالَ آخَرُونَ فِي مَهْما يكُنْ: مَا يكُنْ فأَرادوا أَن يَزِيدُوا عَلَى مَا الَّتِي هِيَ حرفُ الشَّرْطِ مَا لِلتَّوْكِيدِ، كَمَا زَادُوا عَلَى إنْ مَا؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ، فَزَادَ مَا لِلتَّوْكِيدِ، وكَرِهوا أَن يَقُولُوا مَا مَا لِاتِّفَاقِ اللَّفْظَيْنِ، فأَبدلوا مِنْ أَلِفها هَاءً لِيَخْتَلِفَ اللَّفْظَانِ فَقَالُوا مَهْمَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ مَهْمَنْ، أَصله مَنْ مَن؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ:

أَماوِيَّ، مَهْمَنْ يَسْتمعْ فِي صَديقِه

أقاويلَ هَذَا الناسِ، ماوِيَّ، يْندَمِ

ص: 542

وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي:

مَهْما ليَ الليلةَ مَهْما لِيَهْ،

أَوْدَى بِنَعْلَيَّ وسِرْبالِيَهْ

قَالَ: مَهْما لِي وَمَا لِي واحدٌ. وَفِي حَدِيثِ

زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو: مَهْما تُجَشِّمْني تُجَشَّمْتُ

، مَهْمَا حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الشَّرْطِ الَّتِي يُجازَى بِهَا، تَقُولُ مَهْمَا تَفْعَلْ أَفعل، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ مَهْمَا كَإِذْ ضُمَّت إِلَيْهَا مَا، قَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: مَا فِي قَوْلِهِمْ مَهْما، زَائِدَةٌ وَهِيَ لَازِمَةٌ. أَبو سَعِيدٍ: مَهْمَهْتُه فتَمهْمَه أي كَفَفْتُه فكَفَّ.

موه: الماءُ والماهُ والماءةُ: مَعْرُوفٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى بَعْضُهُمُ اسْقِني مًا، مَقْصُورٌ، عَلَى أَن سِيبَوَيْهِ قَدْ نَفَى أَن يَكُونُ اسمٌ عَلَى حَرْفَيْنِ أَحدهما التَّنْوِينُ، وهمزةُ ماءٍ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ هَاءٍ بِدَلَالَةِ ضُروبِ تَصَارِيفِهِ، عَلَى مَا أَذكره الْآنَ مِنْ جَمْعِه وَتَصْغِيرِهِ، فَإِنَّ تَصْغِيرَهُ مُوَيْه، وجمعُ الماءِ أَمواهٌ ومِياهٌ، وَحَكَى ابْنُ جِنِّي فِي جَمْعِهِ أَمْواء؛ قَالَ أَنشدني أَبو عَلِيٍّ:

وبَلْدة قالِصة أَمْواؤُها،

تَسْتَنُّ فِي رَأْدِ الضُّحَى أَفْياؤُها،

كأَنَّما قَدْ رُفِعَتْ سَماؤُها

أَي مطرُها. وأَصل الْمَاءِ ماهٌ، وَالْوَاحِدَةُ ماهةٌ وماءةٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الماءُ الَّذِي يُشْرَب وَالْهَمْزَةُ فِيهِ مُبَدَّلَةٌ مِنَ الْهَاءِ، وَفِي مَوْضِعِ اللَّامِ، وأَصلُه مَوَهٌ، بِالتَّحْرِيكِ، لأَنه يُجْمَعُ عَلَى أَمْواه فِي القِلَّة ومِياهٍ فِي الْكَثْرَةِ مِثْلُ جَمَلٍ وأَجْمالٍ وجِمالٍ، والذاهبُ مِنْهُ الهاءُ، لأَن تَصْغِيرَهُ مُوَيْه، وَإِذَا أَنَّثْتَه قلتَ ماءَة مِثْلُ ماعةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ مُوسَى، عليه السلام، يغْتَسِلُ عِنْدَ مُوَيْهٍ

؛ هُوَ تَصْغِيرُ مَاءٍ. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَصل الْمَاءِ مَوَهٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الماءُ مدَّتُه فِي الأَصل زِيَادَةٌ، وَإِنَّمَا هِيَ خَلَفٌ مِنْ هاءٍ مَحْذُوفَةٍ، وَبَيَانُ ذَلِكَ أَن تصغيرَه مُوَيْهٌ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ مَاءَةٌ كَبَنِي تَمِيمٍ يعْنُون الرَّكِيَّةَ بِمَائِهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيها ممدوةً مَاءَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هَذِهِ ماةٌ مَقْصُورَةٌ، وماءٌ كَثِيرٌ عَلَى قياسِ شَاةٍ وَشَاءَ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَصلُ الْمَاءِ ماهٌ بِوَزْنِ قاهٍ، فثَقُلَت الْهَاءُ مَعَ السَّاكِنِ قَبْلَهَا فَقَلَبُوا الْهَاءَ مدَّةً، فَقَالُوا مَاءً كَمَا تَرَى: قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَن الأَصل فِيهِ الْهَاءُ قَوْلُهُمْ أَماهَ فلانٌ رَكِيَّتَه، وَقَدْ ماهَتِ الرَّكِيَّةُ، وَهَذِهِ مُوَيْهةٌ عَذْبةٌ، وَيُجْمَعُ مِياهاً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُوقَفُ عَلَى الْمَمْدُودِ بِالْقَصْرِ والمدَّ شَرِبْت مَاءً، قَالَ: وَكَانَ يَجِبُ أَن يَكُونَ فِيهِ ثلاثُ أَلِفاتٍ، قَالَ: وَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ شَرِبَتْ مَيْ يَا هَذَا، وَهَذِهِ بَيْ يَا هَذَا، وَهَذِهِ بَ حَسَنة، فشبَّهوا الممدودَ بِالْمَقْصُورِ والمقصورَ بِالْمَمْدُودِ؛ وأَنشد:

يَا رُبَّ هَيْجا هِيَ خَيْرٌ مِنْ دَعَهْ

فقَصَر، وَهُوَ مَمْدُودٌ، وَشَبَّهَهُ بِالْمَقْصُورِ؛ وسَمَّى ساعدةُ بنُ جُؤَيَّة الدمَ ماءَ اللحمِ فَقَالَ يَهْجُو امرأَة:

شَرُوبٌ لماءِ اللحمِ فِي كلِّ شَتْوةٍ،

وإِن لَمْ تَجِدْ مَنْ يُنْزِل الدَّرَّ تَحْلُبِ

وَقِيلَ: عَنَى بِهِ المَرَق تَحْسُوه دُونَ عِيالِها، وأَراد: وَإِنْ لَمْ تَجِدْ مَن يَحلُب لَهَا حَلَبتْ هِيَ، وحَلْبُ النِّسَاءِ عارٌ عِنْدَ الْعَرَبِ، والنسبُ إِلَى الْمَاءِ مائِيٌّ، وماوِيٌّ فِي قَوْلِ مَنْ يَقُولُ عَطاوِيّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَالنِّسْبَةُ إِلَى الْمَاءِ ماهِيٌّ. الْكِسَائِيُّ: وبئرٌ ماهَةٌ ومَيِّهةٌ أَي كثيرةُ الْمَاءِ. والماوِيَّةُ: المِرْآةُ صِفَةٌ غَالِبَةٌ. كأَنها مَنْسُوبَةٌ إِلَى الْمَاءِ لِصَفَائِهَا حَتَّى كأَنَّ الماءَ يَجْرِي فِيهَا، مَنْسُوبَةٌ إِلَى ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ ماوِيٌّ؛ قَالَ:

ترَى فِي سَنا الْمَاوِيِّ بالعَصْرِ والضُّحَى

عَلَى غَفَلاتِ الزَّيْنِ والمُتَجَمّل

ص: 543

والماوِيَّةُ: البقرةُ لبياضِها. وماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَماهُ وتَموهُ وتَمِيهُ مَوْهاً ومَيْهاً ومُؤُوهاً وماهَةً ومَيْهةً، فَهِيَ مَيِّهةٌ وماهةٌ: ظَهَرَ مَاؤُهَا وَكَثُرَ، ولفظةُ تَمِيه تأْتي بعدَ هَذَا فِي الْيَاءِ هُنَاكَ مِنْ بَابِ بَاعَ يَبِيعُ، وَهُوَ هُنَا مِنْ بَابِ حَسِبَ يَحْسِبُ كطاحَ يَطِيحُ وتاهَ يَتِيهُ، فِي قَوْلِ الْخَلِيلِ، وَقَدْ أَماهَتْها مادَّتُها وماهَتْها. وحَفَر البئرَ حَتَّى أَماهَ وأَمْوَه أَي بَلَغَ الماءَ. وأَماهَ الحافرُ أَي أَنْبَط الماءَ. ومَوَّهَ الموضعُ: صارَ فِيهِ الماءُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

تَمِيميّة نَجْدِيّة دارُ أَهْلِها

إِذَا مَوَّهَ الصَّمَّانُ مِن سَبَلِ القَطْرِ

وَقِيلَ: مَوَّهَ الصَّمَّانُ صَارَ مُمَوَّهاً بالبَقْل. وَيُقَالُ: تَمَوَّهَ ثمرُ النَّخْلِ والعنبِ إِذَا امْتلأَ مَاءً وتَهَيّأَ للنُّضْجِ. أَبو سَعِيدٍ: شجرٌ مَوَهِيٌّ إِذَا كانَ مَسْقَوِيَّاً، وَشَجَرٌ جَزَوِيٌّ يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ وَلَا يُسْقَى. ومَوَّهَ فلانٌ حَوْضَه تَمْوِيهاً إِذَا جَعَلَ فِيهِ الماءَ. ومَوَّهَ السحابُ الوَقائعَ. ورجلٌ ماهُ الفُؤادِ وَمَاهِي الفُؤادِ: جَبَانٌ كأَن قَلبه فِي مَاءٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

إنَّكَ يَا جَهْضَمُ مَاهِي القلبِ

قَالَ: كَذَا يُنْشِده، والأَصلُ مائِهُ القلبِ لأَنه مِن مُهْتُ. وَرَجُلٌ ماهٌ أَي كثيرُ ماءِ الْقَلْبِ كَقَوْلِكَ رَجُلٌ مالٌ؛ وَقَالَ:

إنَّك يَا جَهْضَمُ ماهُ القلبِ،

ضَخْمٌ عريضٌ مُجْرَئِشُّ الجَنْبِ

ماهُ القلبِ: بلِيدٌ، والمُجْرئشُّ: المنتفخُ الجَنْبَين. وأَماهَتِ الأَرضُ: كثُر مَاؤُهَا وَظَهَرَ فِيهَا النَّزُّ. وماهَتِ السفينةُ تَماهُ وتَموه وأَماهَتْ: دَخَلَ فِيهَا الماءُ. وَيُقَالُ: أَماهَتِ السفينةُ بِمَعْنَى ماهَتْ. اللِّحْيَانِيُّ: وَيُقَالُ امْهِنِي اسْقِني. ومُهْتُ الرجلَ ومِهْتُه، بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا: سقَيْتُه الماءَ. ومَوَّه القِدْرَ: أَكثر ماءَها. وأَماهَ الرجلَ والسِّكِّينَ وغيرَهما: سَقاهُ الماءَ، وَذَلِكَ حينَ تَسُنُّه بِهِ. وأَمَهْتُ الدواةَ: صَبَبْتُ فِيهَا الْمَاءَ. ابْنُ بُزُرْج: مَوَّهَت السماءُ أَسالَتْ مَاءً كَثِيرًا. وماهَت البئرُ وأَماهت فِي كَثْرَةِ مَائِهَا، وَهِيَ تَماهُ وتَموه إِذَا كثُر مَاؤُهَا. وَيَقُولُونَ فِي حفْر الْبِئْرِ: أَمْهَى وأَماهَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:

ثُمَّ أَمْهاهُ عَلَى حَجَره

هُوَ مقلوبٌ مِنْ أَماهَه، وَوَزْنُهُ أَفلعه. والمَها: الْحَجَرُ، مَقْلُوبٌ أَيضاً، وكذلكَ الْمَهَا ماءُ الْفَحْلِ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ. وأَماهَ الفحلُ إِذَا أَلْقى ماءَه فِي رَحِم الأُنثى. ومَوَّهَ الشيءَ: طَلاهُ بذهبٍ أَو بفضةٍ وَمَا تَحْتَ ذَلِكَ شَبَهٌ أَو نُحاسٌ أَو حديدٌ، وَمِنْهُ التَّمْوِيهُ وَهُوَ التلبيسُ، وَمِنْهُ قِيلَ للمُخادِع: مُمَوِّه. وَقَدْ مَوَّهَ فلانٌ باطِلَه إِذَا زَيَّنه وأَراه فِي صورةِ الْحَقِّ. ابْنُ الأَعرابي: المَيْهُ طِلاءُ السيفِ وغيرِه بِمَاءِ الذَّهَبِ؛ وأَنشد فِي نَعْتِ فَرَسٍ:

كأَنَّه مِيهَ بِهِ ماءُ الذَّهَبْ

اللَّيْثُ: المُوهةُ لونُ الْمَاءِ. يُقَالُ: مَا أَحسن مُوهَةَ وجْهِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ وَجْهٌ مُمَوَّهٌ أَي مُزَيَّنٌ بِمَاءِ الشَّباب؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

لَمَّا رَأَتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ

والمُوهةُ: تَرَقْرُقُ الْمَاءِ فِي وَجْهِ المرأَة الشَّابَّةِ. ومُوهةُ الشبابِ: حُسْنُه وصَفاؤه. وَيُقَالُ: عَلَيْهِ مُوهةٌ مِنْ حُسْنٍ ومُواهةٌ ومُوَّهةٌ إِذا مُنِحَه. وتَمَوَّهَ المالُ للسِّمَنِ إِذا جَرَى فِي لحُومِه الربيعُ. وتَمَوَّه

ص: 544

العنَبُ إِذا جَرَى فيهِ اليَنْعُ وحَسُنَ لَوْنُه. وكلامٌ عَلَيْهِ مُوهةٌ أَي حُسْنٌ وحلاوةٌ، وفلانٌ مُوهةُ أَهلِ بيتِه. ابْنُ سِيدَهْ: وثَوْبُ الْمَاءِ الغِرْسُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى الْمَوْلُودِ؛ قَالَ الرَّاعِي:

تَشُقُّ الطَّيْرُ ثَوْبَ الْمَاءِ عَنْهُ،

بُعَيْدَ حياتِه، إِلا الْوَتِينا

وماهَ الشيءَ بِالشَّيْءِ مَوْهاً: خَلَطَه؛ عَنْ كُرَاعٍ. ومَوَّه عَلَيْهِ الخبرَ إِذا أَخْبَره بِخِلَافِ مَا سَأَلَه عَنْهُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الأَسَدِيَّ: آهَة وماهَة، قَالَ: الآهَةُ الحَصْبةُ، والمَاهَةُ الجُدَرِيُّ. وماهٌ: مَوْضِعٌ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. ابْنُ سِيدَهْ: وماهُ مدينةٌ لَا تَنْصرف لِمَكَانِ العُجْمة. وماهُ دِينَارٍ: مَدِينَةٌ أَيضاً، وَهِيَ مِنَ الأَسماء الْمُرَكَّبَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الْمَاهُ قصَبُ البلدِ، قَالَ: وَمِنْهُ ضُربَ هَذَا الدينارُ بماهِ البَصْرة وماهِ فارسَ؛ الأَزهري: كأَنه مُعَرَّبٌ. والْمَاهانِ: الدِّينَوَرُ ونَهاوَنْدُ، أَحدُهما ماهُ الكوفةِ، والآخرُ ماهُ البصرةِ. وَفِي حَدِيثِ

الْحَسَنِ: كانَ أَصحابُ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَشْتَرُون السَّمْنَ المائيَ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى مواضعَ تُسَمَّى مَاهً يُعْملُ بِهَا، قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ ماهُ البصرةِ وماهُ الكوفةِ، وَهُوَ اسمٌ للأَماكِن الْمُضَافَةِ إِلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا، فقَلَب الهاءَ فِي النَّسَب هَمْزَةً أَو يَاءً، قَالَ: وَلَيْسَتِ اللفظةُ عَرَبِيَّةً. وماوَيْهِ: ماءٌ لَبَنِي العَنْبرِ بِبَطْنِ فَلْج؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

وَرَدْنَ عَلَى ماوَيْه بالأَمْسِ نِسْوةٌ،

وهُنَّ عَلَى أَزْواجِهنَّ رُبوضُ

وماوِيَّةُ: اسمُ امرأَة؛ قَالَ طَرَفَةُ:

لَا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلًا،

لَيْسَ هَذَا مِنْكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ

قَالَ: وتصغيرُها مُوَيّة؛ قَالَ حَاتِمُ طَيِّءٍ يُخَاطِبُ ماوِيَّةَ وَهِيَ امرأَته:

فضارَتْه مُوَيُّ وَلَمْ تَضِرْني،

وَلَمْ يَعْرَقْ مُوَيّ لَهَا جَبينِي

يَعْنِي الكَلِمةَ العَوْراء. وماهانُ: اسمٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ ابْنُ جِنِّي لَوْ كَانَ ماهانُ عَرَبِيًّا فَكَانَ مِنْ لَفْظِ هَوَّمَ أَو هَيَّمَ لَكَانَ لَعْفانَ، وَلَوْ كَانَ مِنْ لَفْظِ الوَهْم لَكَانَ لَفْعانَ، وَلَوْ كَانَ مِنْ لَفْظِ هَمَا لَكَانَ عَلْفانَ، وَلَوْ وُجِدَ فِي الْكَلَامِ تَرْكِيبُ وَمَ هَـ فَكَانَ ماهَانُ مِنْ لَفْظِهِ لَكَانَ مِثَالَهُ عَفْلانَ، وَلَوْ كَانَ مِنْ لَفْظِ النَّهْم لَكَانَ لَاعَافًا، وَلَوْ كَانَ مِنْ لَفْظِ المُهَيْمِنِ لَكَانَ عَافَالًا، وَلَوْ كَانَ فِي الْكَلَامِ تَرْكِيبُ مَ نَ هَـ فَكَانَ ماهانُ مِنْهُ لَكَانَ فَالَاعًا، وَلَوْ كَانَ نَ مَ هَـ لَكَانَ عَالَافًا. وماءُ السماءِ: لَقَبُ عَامِرِ بْنِ حَارِثَةَ الأَزْدِيّ، وَهُوَ أَبو عَمْرٍو مُزَيْقِيَا الَّذِي خَرَجَ مِنَ الْيَمَنِ لَمَّا أَحَسَّ بِسَيْلِ العَرِم، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه كَانَ إِذَا أَجْدَبَ قومُه مانَهُمْ حَتَّى يأْتيهم الخِصْبُ، فَقَالُوا: هُوَ ماءُ السماءِ لأَنه خَلَفٌ مِنْهُ، وَقِيلَ لِوَلَدِهِ: بَنُو مَاءِ السَّمَاءِ، وَهُمْ مُلُوكُ الشأْم؛ قَالَ بَعْضُ الأَنصار:

أَنا ابنُ مُزَيْقِيَا عَمْرو، وجَدِّي

أَبوه عامرٌ ماءُ السَّمَاءِ

وماءُ السَّمَاءِ أَيضاً: لقَبُ أُمّ المُنْذِر بْنُ إمْرِئِ القَيْس بْنِ عَمْرو بْنِ عَدِيّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نَصْرٍ اللَّخْمِيّ، وَهِيَ ابْنَةُ عَوْفِ بْنِ جُشَمَ مِنَ النَّمِر بْنِ قاسِطٍ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِجَمَالِهَا، وَقِيلَ لِوَلَدِهَا بنُو ماءِ السماءِ، وَهُمْ مُلُوكُ الْعِرَاقِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

ولازَمْتُ المُلوكَ مِنَ آلِ نَصْرٍ،

وبعدَهُمُ بَنِي ماءِ السماءِ

ص: 545