المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مُعْرِضاً عَنِ الأَداء، وَقِيلَ: اسْتَدَانَ مُعْتَرِضاً لِكُلِّ مَنْ يُقْرِضه، وأَصل - لسان العرب - جـ ١٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ن

- ‌حرف النون

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ه

- ‌حرف الهاء

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌ فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: مُعْرِضاً عَنِ الأَداء، وَقِيلَ: اسْتَدَانَ مُعْتَرِضاً لِكُلِّ مَنْ يُقْرِضه، وأَصل

مُعْرِضاً عَنِ الأَداء، وَقِيلَ: اسْتَدَانَ مُعْتَرِضاً لِكُلِّ مَنْ يُقْرِضه، وأَصل الرَّيْن الطَّبْعُ وَالتَّغْطِيَةُ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام: لَتَعْلَمُ أَيُّنا المَرِينُ عَلَى قَلْبِهِ والمُغَطَّى عَلَى بَصَرِهِ

؛ المَرِينُ: الْمَفْعُولُ بِهِ الرَّيْنُ، والرَّيْنُ سَوَادُ الْقَلْبِ، وَجَمْعُهُ رِيانٌ. وَرَوَى

أَبو هُرَيْرَةَ أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ

، قَالَ: هُوَ الْعَبْدُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَتُنْكَتُ فِي قَلْبِهِ نُكَتْةٌ سوداءُ، فَإِنْ تَابَ مِنْهَا صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ نُكِتت أُخرى حتى يسودّ الْقَلْبُ، فَذَلِكَ الرَّيْنُ

؛ وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ: الرَّيْن أَن يَسْوَدَّ الْقَلْبُ مِنَ الذُّنُوبِ، والطَّبَع أَن يُطْبَع عَلَى الْقَلْبِ، وَهُوَ أَشد مِنَ الرَّيْن، قَالَ: وَهُوَ الْخَتْمُ، قَالَ: والإِقْفال أَشد مِنَ الطَّبْع، وَهُوَ أَن يُقْفَل عَلَى الْقَلْبِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: رانَ بِمَعْنَى غَطَّى عَلَى قُلُوبِهِمْ. يُقَالُ: رَانَ عَلَى قَلْبِهِ الذنبُ إِذَا غُشِيَ عَلَى قَلْبِهِ. وَفِي حَدِيثِ

مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ؛ قَالَ: هُوَ الرَّانُ والرَّيْنُ سَوَاءٌ كالذَّامِ والذَّيْمِ والعابِ والعَيْبِ.

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كُلُّ مَا غَلَبَكَ وعَلاك فَقَدْ رانَ بِكَ وَرَانَكَ ورانَ عَلَيْكَ؛ وأَنشد لأَبي زُبَيْدٍ يَصِفُ سكرانَ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الْخَمْرُ:

ثُمَّ لَمَّا رآه رانَتْ به الخمرُ،

وأَن لَا تَرِينَه باتِّقاءِ

. قَالَ: رَانَتْ بِهِ الْخَمْرُ أَي غَلَبَتْ عَلَى قَلْبِهِ وَعَقْلِهِ. ورانتِ الخمرُ عَلَيْهِ: غَلَبَتْهُ. والرَّيْنَة: الْخَمْرَةُ، وَجَمْعُهَا رَيْناتٌ. ورانَ النُّعاسُ فِي الْعَيْنِ. وَرَانَتْ نَفْسُه: غَثَتْ. ورِينَ بِهِ: ماتَ. ورِينَ بِهِ رَيْناً: وَقَعَ فِي غَمٍّ، وَقِيلَ: رِينَ بِهِ انْقُطِع بِهِ وَهُوَ نَحْوُ ذَلِكَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

ضَحَّيْتُ حَتَّى أَظْهَرَتْ ورِينَ بِي،

ورِينَ بالسَّاقي الَّذِي كَانَ مَعِي

ورانَ عَلَيْهِ الموتُ ورانَ بِهِ: ذَهَبَ. وأَرانَ القومُ، فَهُمْ مُرِينُون: هَلَكَتْ مَوَاشِيهِمْ وهُزِلَتْ، وَفِي الْمُحْكَمِ: أَو هُزِلَتْ، وَهُمْ مُرِينُون؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا مِنَ الأَمر الَّذِي أَتاهم مِمَّا يَغْلِبُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ احْتِمَالَهُ. ورانَتْ نَفْسُه تَرِين رَيْناً أَي خَبُثَتْ وغَثَت. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن الصُّيَّام يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْ بَابِ الرَّيَّان

؛ قَالَ الحَرْبي: إِنْ كَانَ هَذَا اسْمًا لِلْبَابِ وَإِلَّا فَهُوَ مِنَ الرَّواء، وَهُوَ الْمَاءُ الَّذِي يُرْوِي، فَهُوَ رَيَّان، وامرأَة رَيَّا، فالرَّيَّان فَعْلان مِنَ الرِّيّ، والأَلف وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ مِثْلُهُمَا فِي عَطْشَانُ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ رَيّا لَا رَيْنَ، وَالْمَعْنَى أَن الصُّيَّام بِتَعْطِيشِهِمْ أَنفسهم فِي الدُّنْيَا يَدْخُلُونَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ليأْمنوا مِنَ الْعَطَشِ قَبْلَ تمكنهم من الجنة.

‌فصل الزاي

زأن: الزُّؤَانُ: حَبٌّ يَكُونُ فِي الطَّعَامِ، وَاحِدَتُهُ زُؤَانة، وَقَدْ زُئِن. والزُّؤان أَيضاً: رَدِيءُ الطَّعَامِ وَغَيْرِهِ. والزُّؤان. الَّذِي يُخالط البُرَّ، وَهِيَ حَبَّةٌ تُسْكِرُ، وَهِيَ الدَّنْقة أَيضاً، وَفِيهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ: زُؤَان وزُوان، بِغَيْرِ هَمْزٍ، وزِئان وزِوان، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: كَلْبٌ زِئْنِيّ، بِالْهَمْزِ، قَصِيرٌ، وَلَا تَقُلْ صِينيّ. وَذُو يَزَنَ: مَلِكٍ مِنْ مُلوك حِمْير، أَصله يَزْأَنُ مِنْ لَفْظِ الزُّؤان، قَالَ: وَلَا يَجِبُ صَرْفُهُ لِلزِّيَادَةِ فِي أَوَّله وَالتَّعْرِيفِ. ورُمْح يَزَنِيّ وأَزَنِيّ ويَزْأَنِيّ وأَزْأَنِيّ وأَيْزَنِيّ عَلَى الْقَلْبِ، وآزَنِيّ عَلَى الْقَلْبِ أَيضاً.

ص: 193

زبن: الزَّبْنُ: الدَّفْع. وزَبَنَتِ النَّاقَةُ إِذَا ضَرَبَتْ بثَفِناتِ رِجْلَيْهَا عِنْدَ الْحَلْبِ، فالزَّبْنُ بالثَّفِنات، وَالرَّكْضُ بالرجْل، والخَبْط بِالْيَدِ. ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ: الزَّبْنُ دَفْعُ الشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ كَالنَّاقَةِ تَزْبِنُ وَلَدَهَا عَنْ ضَرْعِهَا بِرِجْلِهَا وتَزْبِنُ الْحَالِبَ. وزَبَن الشيءَ يَزْبِنُه زَبْناً وزَبَنَ بِهِ وزَبَنَت النَّاقَةُ بثَفناتِها عِنْدَ الْحَلْبِ: دَفَعَتْ بِهَا. وزَبَنَتْ وَلَدَهَا: دَفَعَتْهُ عَنْ ضَرْعِهَا بِرِجْلِهَا. وَنَاقَةٌ زبُون: دَفُوع، وزُبُنَّتاها رِجْلَاهَا لأَنها تَزْبِنُ بِهِمَا؛ قَالَ طُرَيْحٌ:

غُبْسٌ خَنابِسُ كلُّهنَّ مُصَدَّرٌ،

نَهْدُ الزُّبُنَّةِ، كالعَرِيشِ، شَتِيمُ

. وَنَاقَةٌ زَفُون وزَبُونٌ: تَضْرِبُ حَالِبَهَا وَتَدْفَعُهُ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي إِذَا دَنَا مِنْهَا حَالِبُهَا زَبَنَتْه بِرِجْلِهَا. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام: كالنَّاب الضَّرُوسِ تَزْبِنُ بِرِجْلِهَا

أَي تَدْفَعُ. وَفِي حَدِيثِ

مُعَاوِيَةَ: وَرُبَّمَا زَبَنَتْ فَكَسَرَتْ أَنف حَالِبَهَا.

وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذَا كَانَ مِنْ عَادَتِهَا أَن تَدْفَعَ حَالِبَهَا عَنْ حَلبها: زَبُون. وَالْحَرْبُ تَزْبِنُ الناسَ إِذَا صدَمتهم. وَحَرْبٌ زَبُون: تَزْبِنُ النَّاسَ أَي تَصْدِمِهُم وَتَدْفَعُهُمْ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِالنَّاقَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَن بَعْضَ أَهلها يَدْفَعُ بَعْضَهَا لِكَثْرَتِهِمْ. وَإِنَّهُ لَذُو زَبُّونة أَي ذُو دَفْعٍ، وَقِيلَ أَي مانعٌ لِجَنْبِهِ؛ قَالَ سَوَّار بْنُ المُضَرِّب:

بِذَبِّي الذَّمَّ عَنْ أَحْسابِ قَوْمِي،

وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَيَّحانِ

والزَّبُّونَةُ مِنَ الرِّجَالِ: الشَّدِيدُ الْمَانِعُ لِمَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ. وَرَجُلٌ فِيهِ زَبُّونة، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ، أَي كِبْر. وتَزابَن القومُ: تَدَافَعُوا. وزابَنَ الرجلَ: دَافَعَهُ؛ قَالَ:

بمِثْلِي زابَنِي حِلْماً ومَجْداً،

إِذَا الْتَقَتِ المَجامعُ للخُطوبِ

وحَلَّ زَبْناً مِنْ قَوْمِهِ وزِبْناً أَي نَبْذَةً، كأَنه انْدَفَعَ عَنْ مَكَانِهِمْ، وَلَا يَكَادُ يُسْتَعْمَلُ إِلَّا ظَرْفًا أَو حَالًا. والزَّابِنَة: الأَكمة الَّتِي شَرَعَتْ فِي الْوَادِي وانعَرَج عَنْهَا كأَنها دَفَعَتْهُ. والزِّبْنِيَةُ: كُلُّ مُتَمَرِّدٍ مِنَ الْجِنِّ والإِنس. والزِّبْنِيَة: الشَّدِيدُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، وَكِلَاهُمَا مِنَ الدَّافِعِ. والزَّبانِية: الَّذِينَ يَزْبِنون الناسَ أَي يَدْفَعُونَهُمْ؛ قَالَ حَسَّانُ:

زَبانِيَةٌ حولَ أَبياتهم،

وخُورٌ لَدَى الحربِ فِي المَعْمَعه

وَقَالَ قَتَادَةُ: الزَّبانِية عِنْدَ الْعَرَبِ الشُّرَطُ، وَكُلُّهُ مِنَ الدَّفْع، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ بَعْضُ الْمَلَائِكَةِ لِدَفْعِهِمْ أَهل النَّارِ إِلَيْهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ

؛ قَالَ قَتَادَةُ: فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ حَيَّه وَقَوْمَهُ، فَسَنَدْعُو الزَّبَانِيَةَ قَالَ: الزَّبانية فِي قَوْلِ الْعَرَبِ الشُّرَط؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ اللَّهُ عز وجل سندعو الزَّبَانِيَةَ وَهُمْ يَعْمَلُونَ بالأَيْدي والأَرجل فَهُمْ أَقوى؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَاحِدُ الزَّبانية زِبْنيٌّ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الزَّبانية الْغِلَاظُ الشِّدَادُ، وَاحِدُهُمْ زِبْنية، وَهُمْ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ، وَهُمُ الزَّبانية. وَرُوِيَ عَنِ

ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ

، قَالَ: قَالَ أَبو جَهْلٍ لَئِنْ رأَيت مُحَمَّدًا يُصَلِّي لأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: لَوْ فَعَلَهُ لأَخذته الْمَلَائِكَةُ عِياناً

؛ وَقَالَ الأَخفش: قَالَ بَعْضُهُمْ وَاحِدُ الزَّبَانِيَةِ زَبانيّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: زابنٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: زِبْنِيَة مِثْلُ عِفْرية، قَالَ: وَالْعَرَبُ لَا تَكَادُ تَعْرِفُ هَذَا وَتَجْعَلُهُ مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَا وَاحِدَ لَهُ مِثْلَ أَبابيلَ وعَبادِيد. والزِّبِّين: الدَّافِعُ للأَخْبَثَينِ الْبَوْلِ وَالْغَائِطِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: هُوَ الْمُمْسِكُ لَهُمَا عَلَى كُرْه. وَفِي الْحَدِيثِ:

خَمْسَةٌ لَا تُقْبَلُ لَهُمْ صَلَاةٌ: رجلٌ صَلَّى بِقَوْمٍ

ص: 194

وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وامرأَةٌ تَبِيْتُ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا غَضْبَانُ، والجاريةُ البالغةُ تُصَلِّي بِغَيْرِ خِمار، والعبدُ الْآبِقُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مَوْلَاهُ، والزِّبِّينُ

؛ قَالَ الزِّبِّين الدَّافِعُ للأَخبثين وَهُوَ بِوَزْنِ السِّجِّيل، وَقِيلَ: بَلْ هُوَ الزِّنِّين، بِنُونَيْنِ، وَقَدْ رُوِيَ بِالْوَجْهَيْنِ فِي الْحَدِيثِ، وَالْمَشْهُورُ بِالنُّونِ. وزَبَنْتَ عَنَّا هَدِيَّتك تَزْبِنُها زَبْناً: دَفَعْتَهَا وَصَرَفْتَهَا؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حَقِيقَتُهَا صَرَفْتَ هَدِيَّتَكَ وَمَعْرُوفَكَ عَنْ جِيرَانِكَ وَمَعَارِفِكَ إِلَى غَيْرِهِمْ. وزُبانى الْعَقْرَبِ: قَرْنَاهَا، وَقِيلَ: طَرَفُ قَرْنِهَا، وَهُمَا زُبانَيانِ كأَنها تَدْفَعُ بِهِمَا. والزُّباني: كواكبُ مِنَ الْمَنَازِلِ عَلَى شَكْلِ زُبانى الْعَقْرَبِ. غَيْرُهُ: والزُّبانَيانِ كَوْكَبَانِ نَيِّرانِ، وَهُمَا قَرْنَا الْعَقْرَبِ يَنْزِلُهُمَا الْقَمَرُ. ابْنُ كُناسة: مِنْ كَوَاكِبِ الْعَقْرَبِ زُبانَيا الْعَقْرَبِ، وَهُمَا كَوْكَبَانِ مُتَفَرِّقَانِ أَمام الإِكليل بَيْنَهُمَا قِيدُ رُمْح أَكبر مِنْ قَامَةِ الرَّجُلِ، والإِكْليل ثَلَاثَةُ كَوَاكِبَ مُعْتَرِضَةٍ غَيْرِ مُسْتَطِيلَةٍ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ زُباني وزُبانَيانِ وزُبَانيات لِلنَّجْمِ، وزُبانى الْعَقْرَبِ وزُبانَياها، وَهُمَا قَرْنَاهَا، وزُبانَيات؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

فِداك نِكْسٌ لَا يَبِض حَجَرُهْ،

مُخَرَّقُ العِرْضِ حديدٌ مِمْطَرُهْ،

فِي ليلِ كانونٍ شَديدٍ خَصَرُهْ

وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ

يَقُولُ: هُوَ أَقْلف لَيْسَ بِمَخْتُونٍ إِلَّا مَا قَلَّص مِنْهُ القَمرُ، وَشَبَّهَ قلْفته بالزُّباني، قَالَ: وَيُقَالُ مَنْ وَلَدَ وَالْقَمَرُ فِي الْعَقْرَبِ فَهُوَ نَحْسٌ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: هَذَا الْقَوْلُ يُقَالُ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وسأَلته عَنْهُ فأَبى هَذَا الْقَوْلَ وَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ اللَّئِيمُ الَّذِي لَا يُطْعِمُ فِي الشِّتَاءِ، وَإِذَا عَضَّ القمرُ بأَطرافِ الزُّبانَى كَانَ أَشد الْبَرْدِ؛ وأَنشد:

وَلَيْلَةُ إِحْدَى اللَّيالي العُرَّمِ،

بَيْنَ الذِّراعَيْنِ وَبَيْنَ المِرْزَمِ،

تَهُمُّ فِيهَا العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ

. وَفِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: أَنه نَهَى عَنِ المُزابنة ورَخَّصَ فِي العَرايا

؛ والمُزابنة: بَيْعُ الرُّطَب على رؤوس النَّخْلِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَكَذَلِكَ كَلُّ ثَمَرٍ بِيعَ عَلَى شَجَرِهِ بِثَمَرٍ كَيْلًا، وأَصله مِنَ الزَّبْنِ الَّذِي هُوَ الدَّفْعُ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ لأَن الثَّمَرَ بِالثَّمَرِ لَا يَجُوزُ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، فَهَذَا مَجْهُولٌ لَا يُعْلَمُ أَيهما أَكثر، ولأَنه بَيْعُ مُجازفة مِنْ غَيْرِ كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ، ولأَن البَيِّعَيْن إِذَا وَقَفَا فِيهِ عَلَى الغَبْن أَراد الْمَغْبُونُ أَن يَفْسَخَ الْبَيْعَ وأَراد الْغَابِنُ أَن يُمْضيه فتَزابَنا فَتَدَافَعَا وَاخْتَصَمَا، وَإِنَّ أَحدهما إِذَا نَدِمَ زَبَنَ صَاحِبَهُ عَمَّا عَقَدَ عَلَيْهِ أَي دَفَعَهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَبَايِعَيْنِ يَزْبِنُ صاحبَه عَنْ حَقِّهِ بِمَا يَزْدَادُ مِنْهُ، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهَا لِمَا يَقَعُ فِيهَا مِنَ الْغَبْنِ وَالْجَهَالَةِ، وَرُوِيَ عَنْ مَالِكٍ أَنه قَالَ: المُزابنة كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الجِزافِ الَّذِي لَا يُعْلَمُ كَيْلُهُ وَلَا عَدَدُهُ وَلَا وَزْنُهُ بِيعَ شَيْءٌ مُسَمًّى مِنَ الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ وَالْعَدَدِ. وأَخذت زِبْني مِنَ الطَّعَامِ أَي حَاجَتِي. ومَقام زَبْنٌ إِذَا كَانَ ضَيِّقًا لَا يَسْتَطِيعُ الإِنسان أَن يَقُومَ عَلَيْهِ فِي ضِيقِهِ وزَلَقِه؛ قَالَ:

ومَنْهَلٍ أَوْردَنيهِ لَزْنِ

غيرِ نَميرٍ، ومَقامٍ زَبْنِ

كَفَيْتُه، وَلَمْ أَكُنْ ذَا وَهْنِ

. وَقَالَ مُرَقّش:

ومنزلِ زَبْنٍ مَا أُريد مَبيتَه،

كأَني بِهِ، مِنْ شِدَّة الرَّوْعِ، آنِسُ

ص: 195

ابْنُ شُبْرُمَة: مَا بِهَا زَبِينٌ أَي لَيْسَ بِهَا أَحد. والزَّبُّونة والزُّبُّونة، بِفَتْحِ الزَّايِ وَضَمِّهَا وَشَدِّ الْبَاءِ فِيهِمَا جَمِيعًا: العُنُق؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: وَيُقَالُ خُذْ بقَرْدنِه وبَزَبُّونَتِه أَي بعُنقه. وَبَنُو زَبِينَةَ: حَيٌّ، النَّسَبُ إِلَيْهِ زَباني عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ كأَنهم أَبدلوا الأَلف مَكَانَ الْيَاءِ فِي زَبِينِيٍّ. والحَزِيمَتانِ والزَّبينتانِ: مِنْ بَاهِلَةَ ابن عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَهُمَا حَزِيمةُ وزَبِينَةُ؛ قَالَ أَبو مَعْدان الْبَاهِلِيُّ:

جَاءَ الحَزائمُ والزَّبائِنُ دُلْدُلًا،

لَا سابقينَ وَلَا مَعَ القُطَّانِ

فعَجِبْتُ مِنْ عَوْفٍ وَمَاذَا كُلِّفَتْ،

وتَجِيءُ عَوْفٌ آخِرَ الرُّكْبانِ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَما الزَّبُون للغبيِّ والحَرِيف فَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ أَهل الْبَادِيَةِ. وزَبَّانُ: اسْمُ رَجُلٍ.

زتن: الزَّيتون: مَعْرُوفٌ، وَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِثْلُ قَيْعُون مِنَ الْقَاعِ، كَذَلِكَ الزَّيْتُونُ شَجَرُ الزَّيْتِ، وَهُوَ الدُّهْن، وأَرض كَثِيرَةُ الزَّيْتُونِ عَلَى هَذَا فَيْعُولٌ مَادَّةٌ عَلَى حِيالها، والأَكثر فَعْلون مِنَ الزَّيْتِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ.

زحن: زَحَنَ عَنْ مَكَانِهِ يَزْحَنُ زَحْناً: تَحَرَّكَ. وزَحَنه عَنْ مَكَانِهِ: أَزاله عَنْهُ. قَالَ الأَزهري: زَحَنَ وزَحَل وَاحِدٌ، وَالنُّونُ مُبْدَلَةٌ مِنَ اللَّامِ. ابْنُ دُرَيْدٍ: الزَّحْنُ الْحَرَكَةُ. وَرَجُلٌ زُحَنٌ: قَصِيرٌ بَطِينٌ، وامرأَة زُحَنة. وتَزحَّنَ عَنْ أَمره: أَبطأَ. وَلَهُمْ زَحْنة أَي شُغْل ببُطءٍ. وَرَجُلٌ زِيْحَنَّةٌ: مُتَبَاطِئٌ عِنْدَ الْحَاجَةِ تُطلب إِلَيْهِ؛ وأَنشد:

إِذَا مَا التَوَى الزِّيحَنَّةُ المُتآزِفُ

وزَحَنَ الرجلُ يَزْحَنُ وتزَحَّن تَزَحُّناً: وَهُوَ بُطؤُه عَنْ أَمره وَعَمَلِهِ، قَالَ: وَإِذَا أَراد رَحيلًا فعَرض لَهُ شُغْل فبَطَّأَ بِهِ قُلْتَ لَهُ زَحْنةٌ بعْدُ. والتَّزَحُّنُ: التَّقَبُّض. ابْنُ الأَعرابي: الزَّحْنة الْقَافِلَةُ بثَقَلِها وتُبَّاعها وحَشَمها. والزُّحْنة: مُنْعَطَفُ الْوَادِي. وَيُقَالُ: تزَحَّنَ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا فَعَلَهُ مَعَ كَرَاهِيَةٍ له.

زخن: زَخِنَ الرجلُ زَخَناً: تَغَيَّرَ وجْهُه مِنْ حَزَنٍ أَو مَرَض.

زربن: زِرْبِينُ الْخَابِيَةِ: مَبْزَلها.

زرجن: الزَّرَجُون: الْمَاءُ الصَّافِي يَسْتَنقِع فِي الْجَبَلِ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. والزَّرَجُون، بِالتَّحْرِيكِ: الكرْم؛ قَالَ دُكَين بْنُ رجاءٍ، وَقِيلَ هِيَ لِمَنْظُورِ بْنِ حَبَّة:

كأَنَّ، باليُرَنَّإِ المَعْلولِ،

ماءَ دَوالي زَرَجُونٍ ميلِ

. قَالَ الأَصمعي: هِيَ فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ أَي لَوْنِ الذَّهَبِ، وَقِيلَ: هُوَ صَبْغٌ أَحمر؛ قَالَهُ الجَرْميُّ، وَقِيلَ: الزَّرَجون قُضْبان الْكَرْمِ، بِلُغَةِ أَهل الطَّائِفِ وأَهل الغَوْر؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

بُدِّلوا، مِنْ مَنابِتِ الشِّيحِ والإِذْخرِ،

تِيناً ويانِعاً زَرَجُوناً «3»

. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّرَجُون الْقَضِيبُ يُغْرَسُ مِنْ قُضْبَانِ الْكَرْمِ؛ وأَنشد:

إِلَيْكَ، أَميرَ المؤمنينَ، بَعَثْتُها

مِنَ الرَّمل تَنْوي مَنبتَ الزَّرَجونِ

يَعْنِي بِمَنْبَتِ الزَّرَجون الشأْم لأَنها أَكثر الْبِلَادِ عِنَبًا؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والزَّرَجون: الْخَمْرُ. قَالَ السِّيرَافِيُّ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرِّبٌ، شُبِّهَ لَوْنُهَا بِلَوْنِ الذَّهَبِ لأَن زَرْ بِالْفَارِسِيَّةِ الذَّهَبُ، وجُون اللَّون، وهم ما

(3). قوله [بدلوا من منابت إلخ] قال الصاغاني: يعني أنهم هاجروا إلى ريف الشام

ص: 196

يَعْكِسُونَ الْمُضَافَ وَالْمُضَافَ إِلَيْهِ عَنْ وَضْعِ الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

هَلْ تَعْرِفُ الدارَ لأُمِّ الخَزْرَجِ

منها، فَظِلْتَ [فَظَلْتَ] اليومَ كالمُزَرَّجِ

فإِنه أَراد الَّذِي شَرِب الزَّرَجون، وَهِيَ الْخَمْرُ، فَاشْتَقَّ مِنَ الزَرجون فِعْلًا، وَكَانَ قِيَاسُهُ عَلَى هَذَا أَن يَقُولَ كالمُزَرْجَنِ، مِنْ حَيْثُ كَانَتِ النُّونُ فِي زَرَجُون قِيَاسُهَا أَن تَكُونَ أَصلًا، لأَنها بإِزاء السِّينِ مِنْ قرَبوس، وَلَكِنَّ الْعَرَبَ إِذَا اشْتَقَّتْ مِنَ الأَعجمي خَلَطَتْ فِيهِ. وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ زَرَجَ قَالَ: الزَّرَجُون الْخَمْرُ، وَيُقَالُ: شَجَرَتُهَا. ابْنُ شُمَيْلٍ: الزَّرَجُون شَجَرُ الْعِنَبِ، كُلُّ شَجَرَةٍ زَرَجونة؛ قَالَ شَمِرٌ: أُراها فَارِسِيَّةً مُعَرَّبَةَ ذردقون، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِمَعْرُوفَةٍ فِي أَسماء الْخَمْرِ؛ غَيْرُهُ: زَرَكون «4» . فَصُيِّرَتِ الْكَافُ جِيمًا، يُرِيدُونَ لون الذهب.

زردن: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ الأَعرابي الكَيْنة لَحْمَةٌ دَاخِلُ الزَّرَدانِ، والزَّرْبَنةُ خَلْفَهَا لحمة أُخرى.

زرفن: الزُّرْفِينُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ. والزِّرْفين والزَّرفين: حَلْقَةُ الْبَابِ، لُغَتَانِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ زِرْفين، بِالْكَسْرِ، عَلَى بِنَاءِ فِعْليل، وَلَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فُعْليل. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّرْفين والزِّرْفين فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَقَدْ زَرْفَن صُدْغه: كَلِمَةٌ مولَّدة. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَتْ دِرْع رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، ذاتَ زَرافِين إِذا عُلِّقت بزَرافينها سَتَرَتْ، وَإِذَا أُرْسلت مست الأَرض.

زرمن: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ شُمَيْلٍ الزَّرامين الحَلَق.

زعن: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: فِي حَدِيثِ

عُثْمَانَ وَفِي رِوَايَةٍ فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَردتَ أَن تُبَلِّغ النَّاسَ عَنِّي مَقَالَةً يَزْعَنون إِلَيْهَا

أَي يَمِيلُونَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ زَعَن إِلَى الشَّيْءِ إِذَا مَالَ إِلَيْهِ؛ قَالَ أَبو مُوسَى: أَظنه يركَنون إِلَيْهَا فَصَحَّفَ، قَالَ ابْنُ الأَثير: الأَقرب إِلَى التَّصْحِيفِ أَن يَكُونَ يُذْعِنون مِنَ الإِذعان، وَهُوَ الِانْقِيَادُ، فَعَدَّاهَا بإِلى بِمَعْنَى اللَّامِ، وأَما يَرْكَنُونَ فَمَا أَبعدها مِنْ يَزْعَنون.

زفن: الزَّفْنُ: الرَّقْصُ، زَفَنَ يَزْفِنُ زَفْناً، وَهُوَ شَبِيهٌ بِالرَّقْصِ «5» . وَفِي حَدِيثِ

فَاطِمَةَ، عليها السلام: أَنها كَانَتْ تَزْفِنُ للحَسن

أَي تُرَقِّصُه، وأَصل الزَّفْن اللعِب والدَّفْع؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: قَدِمَ وفدُ الحبَشة فَجَعَلُوا يَزْفِنون وَيَلْعَبُونَ

أَي يَرْقُصُونَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو: إِنَّ اللَّهَ أَنزل الْحَقَّ ليُذْهِب بِهِ الباطلَ ويُبْطِل بِهِ اللعبَ والزَّفْنَ والزَّمَّاراتِ والمَزاهِرَ والكِنَّارات

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سَاقَ هَذِهِ الأَلفاظ سِيَاقًا وَاحِدًا. والزَّفْن والزِّفْن، بِلُغَةِ عُمان كِلَاهُمَا: ظُلَّة يَتَّخِذُونَهَا فَوْقَ سُطوحهم تَقِيهِمْ وَمَدَ الْبَحْرِ أَي حَرَّه وَنَدَاهُ. والزِّفْنُ: عَسيب مِنْ عُسُب النَّخْلِ يُضَمُّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ شَبِيهٌ بِالْحَصِيرِ المَرْمول، قِيلَ: هِيَ لُغَةٌ أَزْدِيَّة. والزِّيْفَنُّ: الشَّدِيدُ. وَرَجُلٌ فِيهِ إِزْفَنَّة أَي حَرَكَةٌ. وَرَجُلٌ إِزْفَنَّة: مُتَحَرِّكٌ، مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. وَرَجُلٌ زِيَفْنٌ إِذَا كَانَ شَدِيدًا خَفِيفًا؛ وأَنشد:

إِذَا رأَيتَ كَبْكَباً زِيَفْنا،

فادْعُ الَّذِي مِنْهُمْ بعمروٍ يُكْنى

والكَبْكَبُ: الشَّدِيدُ. وَقَوْسٌ زَيزَفون: مُصَوِّتة عِنْدَ التَّحْرِيكِ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ:

مَطاريحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُورِ،

هاجَرْنَ رَمَّاحةً زَيزَفونا «6»

(4). قوله [غيره زر كون] عبارة التهذيب: وقال غيره. أي غير شمر، معربة زركون

(5)

. قوله: وهو شبيه بالرقص، بعد قوله: الزّفْن: الرقص؛ هكذا في الأَصل

(6)

. قوله [مطاريح بالوعث إلخ] تقدم في مادة حشر ضبطه بغير ذلك، وما هنا موافق لضبط نسخة من التكملة للصاغاني كتبت في حياته

ص: 197

قَالَ ابْنُ جِنِّي: هِيَ فِي ظَاهِرِ الأَمر فَيْفَعول مِنَ الزَّفْن لأَنه ضَرْبٌ مِنَ الْحَرَكَةِ مَعَ صَوْتٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ زَيزَفون رُبَاعِيًّا قَرِيبًا مِنْ لَفْظِ الزَّفْن؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ فِي الْوَزْنِ دَيْدَبون، قَالَ: وَوَزْنُهُ فَيْعَلَوْلٌ، الْيَاءُ زَائِدَةٌ. النَّضْرُ: نَاقَةٌ زَفُون وزَبُون، وَهِيَ الَّتِي إِذَا دَنَا مِنْهَا حَالِبُهَا زَبَنَتْه بِرِجْلِهَا، وَقَدْ زَفَنَت وزَبَنَتْ، وأَتيت فُلَانًا فزَفَنَني وزَبَنَني. وَيُقَالُ للرقَّاص زَفّان. وإِزْفَنَّةُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَرَجُلٌ زِيفَنُّ: طَوِيلٌ. وزَيْفَنٌ وزَوْفَنٌ: اسمان.

زقن: زَقَنَ الحِمْلَ يَزْقُنه زَقْناً: حمله. وأَزْقَنَه عَلَى الحِمْل: أَعانه. ابْنُ الأَعرابي: أَزْقَنَ زَيْدٌ عُمَرًا إِذَا أَعانه عَلَى حِمْله لِيَنْهَضَ، وَمِثْلُهُ أَبْطَغَه وأَبْدَغَه وعَدَّله وأَوَّنَه وأَسْمغَه وأَنّاه وبَوّاه وحَوَّله، كُلُّهُ بمعنى واحد.

زكن: زَكِنَ الخَبَرَ زَكَناً، بِالتَّحْرِيكِ، وأَزْكنه: عَلِمَهُ، وأَزْكَنه غَيْرُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الظَّنُّ الَّذِي هُوَ عِنْدَكَ كَالْيَقِينِ، وَقِيلَ: الزَّكَنُ طَرَفٌ مِنَ الظَّنِّ. غَيْرُهُ: الزَّكَنُ، بِالتَّحْرِيكِ، التفرُّس وَالظَّنُّ. يُقَالُ: زَكِنْتُه صَالِحًا أَي ظَنَنْتُهُ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ مِنْهُ رَجُلٌ زَكِنٌ وَقَدْ أَزْكنته، وإِن كَانَتِ الْعَامَّةُ قَدْ أُولِعَتْ بِهِ، وَإِنَّمَا يُقَالُ أَزْكنته شَيْئًا أَعلمته إِيَّاهُ وأَفهمته حَتَّى زَكِنَه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى الْخَلِيلُ أَزْكَنْتُ بِمَعْنَى ظَنَنْتُ فأَصبت، قَالَ: يُقَالُ رَجُلٌ مُزْكِنٌ إِذَا كَانَ يَظُنُّ فَيُصِيبُ، والأَفصح زَكِنت، بِغَيْرِ أَلف، وأَنكر ابْنُ قُتَيْبَةَ زَكِنْتُ بِمَعْنَى ظَنَنْتُ. وَحَكَى أَبو زَيْدٍ قَالَ: يُقَالُ زَكِنْتُ مِنْكَ مِثْلَ الَّذِي زَكِنْتَ مِنِّي، قَالَ: وَهُوَ الظَّنُّ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَكَ كَالْيَقِينِ وَإِنْ لَمْ تُخْبِرْ بِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الزُّكَنُ الْحَافِظُ، وَقِيلَ: زَكِنْتُ به الأَمرَ وأَزْكَنْتُه قَارَبْتُ تَوَهُّمَه وَظَنَنْتُهُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: هَذَا الْجَيْشُ يُزاكِنُ أَلفاً ويُناظِر أَلفاً أَي يُقارب. اللَّيْثُ: الإِزْكانُ أَن تُزْكِنَ شَيْئًا بِالظَّنِّ فتُصيب، تَقُولُ: أَزْكَنْتُه إِزْكاناً. اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الزَّكانةُ والزَّكانِيَة. أَبو زَيْدٍ: زَكِنْتُ الرجلَ أَزْكَنُه زَكَناً إِذَا ظَنَنْتُ بِهِ شَيْئًا، وأَزْكَنْتُه الْخَبَرَ إزْكاناً: أَفهمته حَتَّى زَكِنَه فَهِمَه فَهْماً. وأَزْكَنَ غَيْرَهُ: أَعلمه. يُقَالُ: زَكِنْته، بِالْكَسْرِ، أَزْكَنه زَكَناً، بِالتَّحْرِيكِ، أَي عَلِمْتُهُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: زَكِنَ الشيءَ عَلِمَه وأَزْكنه ظَنَّهُ، وَقِيلَ: زَكِنَه فَهِمَهُ، وأَزْكَنه غيرُه أَفهمه. الأَصمعي: يُقَالُ: زَكِنْتُ مِنْ فُلَانٍ كَذَا أَي عَلِمْتُهُ؛ وَقَوْلُ قَعْنَبُ بْنُ أُم صاحبٍ:

وَلَنْ يُراجِعَ قَلْبي وُدَّهم أَبداً،

زَكِنْتُ مِنْهُمْ عَلَى مثلَ الَّذِي زَكِنُوا

عَدَّاهُ بِعَلَى لأَن فِيهِ مَعْنَى اطَّلَعْتُ كأَنه قَالَ اطَّلَعْتُ مِنْهُمْ عَلَى مِثْلِ الَّذِي اطَّلَعُوا عَلَيْهِ مِنِّي؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُ عَلَى مقحمةٌ. أَبو زَيْدٍ: زَكِنْت مِنْهُ مثلَ الَّذِي زَكِنَهُ مِنِّي وأَنا أَزْكَنُه زَكَناً، وَهُوَ الظَّنُّ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةِ الْيَقِينِ، وَإِنْ لَمْ يُخْبِرْكَ بِهِ أَحد. قَالَ أَبو الصَّقْر: زَكِنْتُ مِنَ الرَّجُلِ مثلَ الَّذِي زَكِنَ، تَقُولُ عَلِمْتُ مِنْهُ مِثْلَ مَا عَلِمَ مِنِّي. قَالَ أَبو بَكْرٍ: التَّزْكِينُ التَّشْبِيهُ والظُّنون الَّتِي تَقَعُ فِي النُّفُوسِ؛ وأَنشد:

يَا أَيُّهذا الكاشِرُ المُزَكِّنُ،

أَعْلِنْ بِمَا تُخْفي، فإِني مُعْلِنُ

اليَزيديُّ: زَكِنْتُ بفلانٍ كَذَا وأَزْكَنْتُ أَي ظَنَنْتُ. الأَصمعي: التَّزْكين التَّشْبِيهُ؛ يُقَالُ: زَكَّنَ عَلَيْهِمْ وزَكَّمَ أَي شَبَّه عَلَيْهِمْ ولَبَّسَ. وَفِي ذِكْرِ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْمُزَنِيِّ قَاضِي الْبَصْرَةِ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الذَّكَاءِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ أَزْكَنُ من إياس؛ الزَّكنُ

ص: 198

والإِزْكانُ: الفِطْنة والحَدْسُ الصَّادِقُ. يُقَالُ: زَكِنْت مِنْهُ كَذَا زَكَناً وزَكانةً وأَزْكنته. وَبَنُو فُلَانٍ يُزاكِنُون بَنِي فُلَانٍ مُزاكنة أَي يُدانونهم ويُثافِنونهم إِذَا كَانُوا يَسْتَخِصُّونهم. ابْنُ شُمَيْلٍ: زَكِنَ فلانٌ إِلَى فُلَانٍ إِذَا مَا لجأَ إِلَيْهِ وَخَالَطَهُ وَكَانَ مَعَهُ، يَزْكَنُ زُكوناً. وزَكِن فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ زَكَناً أَي ظَنَّ بِهِ ظَنّاً. وزَكِنْتُ مِنْهُ عَدَاوَةً أَي عَرَفْتُهَا مِنْهُ. وَقَدْ زَكِنْتُ أَنه رَجُلُ سَوْء أَي عَلِمْتُ.

زمن: الزَّمَنُ والزَّمانُ: اسْمٌ لِقَلِيلِ الْوَقْتِ وَكَثِيرِهِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الزَّمَنُ والزَّمانُ العَصْرُ، وَالْجَمْعُ أَزْمُن وأَزْمان وأَزْمِنة. وزَمَنٌ زامِنٌ: شَدِيدٌ. وأَزْمَنَ الشيءُ: طَالَ عَلَيْهِ الزَّمان، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ الزَّمَنُ والزُّمْنَة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَزْمَنَ بِالْمَكَانِ: أَقام بِهِ زَماناً، وَعَامَلَهُ مُزامنة وزَماناً مِنَ الزَّمَن؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَالَ شَمِرٌ: الدَّهْر والزَّمان وَاحِدٍ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَخطأَ شَمِرٌ، الزَّمانُ زمانُ الرُّطَب وَالْفَاكِهَةِ وزمانُ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ، قَالَ: وَيَكُونُ الزمانُ شَهْرَيْنِ إِلَى سِتَّةِ أَشهر، قَالَ: والدَّهْرُ لَا يَنْقَطِعُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الدَّهْرُ عِنْدَ الْعَرَبِ يَقَعُ عَلَى وَقْتِ الزَّمَانِ مِنَ الأَزْمنة وَعَلَى مُدَّة الدُّنْيَا كُلِّهَا، قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ أَقمنا بِمَوْضِعِ كَذَا وَعَلَى مَاءِ كَذَا دَهْرًا، وَإِنَّ هَذَا الْبَلَدَ لَا يَحْمِلُنَا دَهْرًا طَوِيلًا، وَالزَّمَانُ يَقَعُ عَلَى الفَصْل مِنْ فُصُولِ السَّنَةِ وَعَلَى مُدّة وِلَايَةِ الرجل وما أشبهه. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ لعَجوزٍ تَحَفَّى بِهَا فِي السُّؤَالِ وَقَالَ: كَانَتْ تأْتينا أَزْمانَ خَدِيجَةَ؛ أَراد حَيَاتَهَا، ثُمَّ قَالَ: وإِنّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمان.

واستأْجرته مُزامنة وزَماناً؛ عَنْهُ أَيضاً، كَمَا يُقَالُ مُشاهرة مِنَ الشَّهْرِ. وَمَا لَقِيتُهُ مُذ زَمَنةٍ أَي زَمان. والزَّمَنة: البُرْهة. وأَقام زَمْنة «1» .، بِفَتْحِ الزَّايِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِي، أَي زَمَناً. وَلَقِيتُهُ ذاتَ الزُّمَيْن أَي فِي سَاعَةٍ لَهَا أَعداد، يُرِيدُ بِذَلِكَ تَراخي الْوَقْتِ، كَمَا يُقَالُ: لَقِيتُهُ ذاتَ العُوَيْم أَي بَيْنَ الأَعوام. والزَّمِنُ: ذُو الزَّمانة. والزَّمانةُ: آفَةٌ فِي الْحَيَوَانَاتِ. وَرَجُلٌ زَمِنٌ أَي مُبْتَلىً بَيِّنُ الزَّمانة. والزَّمانة: الْعَاهَةُ؛ زَمِنَ يَزْمَنُ زَمَناً وزُمْنة وزَمانة، فَهُوَ زَمِنٌ، وَالْجَمْعُ زَمِنونَ، وزَمِين، وَالْجَمْعُ زَمْنَى لأَنه جِنْسٌ لِلْبَلَايَا الَّتِي يُصَابُونَ بِهَا وَيَدْخُلُونَ فِيهَا وَهُمْ لَهَا كَارِهُونَ، فَطَابَقَ بَابَ فَعِيلٍ الَّذِي بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَتَكْسِيرُهُ عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ نَحْوَ جَرِيحٍ وجَرْحَى وَكَلِيمٍ وكَلْمَى. والزَّمانة أَيضاً: الحُبُّ؛ وَقَدْ رُوِيَ بَيْتُ ابْنِ عُلْبَةَ.

وَلَكِنْ عَرَتْني مِنْ هَواك زَمانَةٌ،

كَمَا كنتُ أَلْقَى مِنْكِ إذْ أَنا مُطْلَقُ

وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:

إِذَا تَقارب الزمانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا المؤْمن تَكْذِبُ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد اسْتِوَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَاعْتِدَالَهُمَا، وَقِيلَ: أَراد قُرْبَ انْتِهَاءِ أَمَدِ الدُّنْيَا. وَالزَّمَانُ يَقَعُ عَلَى جَمِيعِ الدَّهْرِ وَبَعْضِهِ. وزِمّانُ، بِكَسْرِ الزَّايِ: أَبو حَيٍّ مِنْ بَكْرٍ، وَهُوَ زِمّان بْنُ تَيْمِ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابة بْنِ صَعْب بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَمِنْهُمُ الفِنْدُ الزِّمّانيُّ «2» قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: زِمّان فِعْلان مِنْ زَمَمْتُ، قَالَ: وَحَمْلُهَا عَلَى الزِّيَادَةِ أَولى، فَيَنْبَغِي أَن تُذْكَرَ فِي فَصْلِ زَمَمَ، قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى زِيَادَةِ النُّونِ امْتِنَاعُ صَرْفِهِ فِي قَوْلِكَ مِنْ بَنِي زِمّان.

(1). قوله [وأقام إلخ] ضبطه المجد والصاغاني بالتحريك

(2)

. قوله [ومنهم الفند الزماني] هذه عبارة الجوهري، وفي التكملة ومادة ش هـ ل من القاموس: أن اسمه شهل بالشين المعجمة، ابن شيبان بن ربيعة بن زمان بن مالك بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. قَالَ الشارح وسياق نسب زِمَّانُ بْنُ تَيْمِ اللَّهِ صحيح في ذاته إنما كون الفند منهم سهو لأَن الفند من بني مازن.

ص: 199

زمخن: الزِّمَخْنُ والزِّمَخْنَةُ: السَّيِءُ الخُلُق.

زنن: زَنَّه بِالْخَيْرِ زَنّاً وأَزَنّه: ظَنَّه بِهِ أَو اتَّهَمه. وأَزْنَنْتُه بِشَيْءٍ: اتَّهَمْتُه بِهِ؛ وَقَالَ حَضْرَميّ بْنُ عَامِرٍ:

إِنْ كنتَ أَزْنَنْتَني بِهَا كَذِباً

جَزْءُ فلاقَيْتَ مثلَها عَجِلا

. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَزْنَنْتُه بِمَالٍ وبعلمٍ وَبِخَيْرٍ أَي ظننته به، قال: وَكَلَامُ الْعَامَّةِ زَنَنْتُه، وَهُوَ خطأٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُزَنُّ بِكَذَا وَكَذَا أَي يُتَّهم بِهِ، وَقَدْ أَزْنَنْتُه بِكَذَا مِنَ الشرِّ، وَلَا يَكُونُ الإِزْنان فِي الْخَيْرِ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ زَنَنْتُه بِكَذَا بِغَيْرِ أَلف. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ يَصِفُ عَلِيًّا، رضي الله عنهما: مَا رأَيت رَئِيسًا مِحْرَباً يُزَنُّ بِهِ

، أَي يُتَّهَمُ بِمُشَاكَلَتِهِ. يقال: زَنَّه بكذا وأَزَنَّه إِذَا اتَّهمه وظنَّه فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الأَنصار وَتَسْوِيدِهِمْ جَدَّ بنَ قَيْس:

إِنَّا لنَزُنُّه بِالْبُخْلِ

أَي نَتَّهِمُه بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:

فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ يُزَنُّ بِشُرْبِ الْخَمْرِ

؛ وَفِي شِعْرِ حَسَّانَ فِي عَائِشَةَ، رضي الله عنها:

حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بريبةٍ

وَيُقَالُ: ماءٌ زَنَنٌ أَي ضَيِّقٌ قَلِيلٌ، وَمِيَاهٌ زَنَنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ثُمَّ اسْتغاثُوا بماءٍ لَا رِشاءَ لَهُ

مِنْ مَاءِ لينَةَ، لَا مِلْحٌ وَلَا زَنَنُ

. وَيُقَالُ الماءُ الزَّنَنُ الظَّنُونُ الَّذِي لَا يُدْرَى أَفيه ماءٌ أَم لَا. والزَّنَنُ والزَّنِيءُ والزَّنَاء: الضَّيِّق. وزَنَّ عصَبُه إِذَا يَبِسَ؛ وأَنشد:

نَبَّهْتُ مَيْمُوناً لَهَا فأَنّا،

وقامَ يَشْكُو عَصَباً قَدْ زَنّا

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى زَنَّ الرجلُ اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ. والزِّنُّ: الدَّوْسَرُ «1» . عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: التَّزْنينُ الدوامُ عَلَى أَكل الزِّنِّ، وَهُوَ الخُلَّرُ؛ والخُلّرُ: الماشُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ الْعَبْدِ الْآبِقِ وَلَا صَلَاةَ الزِّنِّين

؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ الحاقنُ. يُقَالُ: زَنَّ فذَنَّ أَي حَقَنَ فقَطَر، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُدَافِعُ الأَخْبَثَين، وَفِي رِوَايَةٍ:

لَا يُصَلِّ أَحدكم وَهُوَ زِنِّين.

وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:

لَا يَؤُمَّنَّكُمْ أَنْصَرُ وَلَا أَزَنُّ وَلَا أَفْرَعُ.

وَيُقَالُ: زَنَّ الرجلُ اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

حَسَّبَه مِنَ اللّبَنْ

إِذْ رَآهُ قَلَّ وزَنّ «2»

اللَّبَنُ: مَصْدَرُ لَبِنَتْ عُنُقه مِنَ الوِسادةِ، وحَسَّبَه: وَضَعَ تَحْتَ رأْسه مِحْسَبَةً، وَهِيَ وِسادة مِنْ أَدَم. وأَبو زَنَّةَ: كنية القرد.

زهدن: رَجُلٌ زَهْدَنٌ؛ عَنْ كراع: لئيم، بالزاي.

زون: الزُّوَانُ والزِّوَانُ: مَا يَخْرُجُ مِنَ الطَّعَامِ فَيُرْمَى بِهِ، وَهُوَ الرديءُ مِنْهُ، وَفِي الصِّحَاحِ: هُوَ حَبٌّ يُخَالِطُ البُرَّ، وَخَصَّ بَعْضَهُمْ بِهِ الدَّوْسَر، وَاحِدَتُهُ زُوَانة وزِوانة، وَلِمَ يُعِلُّوا الْوَاوَ فِي زَوَانٍ لأَنه لَيْسَ بِمَصْدَرٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الزُّؤان، بِالضَّمِّ، فِي الْهَمْزِ، فأَما الزِّوَانُ، بِالْكَسْرِ، فَلَا يُهْمَزُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ اللِّحْيَانِيِّ. وَطَعَامٌ مَزُونٌ: فِيهِ زُوان، فإِما أَن يَكُونَ عَلَى التَّخْفِيفِ مِنَ الزُّؤان، وَإِمَّا أَن يَكُونَ مَوْضُوعُهُ الإِعلال مِنَ الزُّوان الَّذِي مَوْضُوعُهُ الْوَاوُ. اللَّيْثُ: الزُّوَانُ حبٌّ يَكُونُ فِي الْحِنْطَةِ تسمِّيه أَهل الشَّامِ الشَّيْلَمَ. وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: الأَزْناءُ الشَّيْلَمُ.

(1). قوله [الدوسر] هو نبت ينبت في أضعاف الزرع وهو في خلقته غَيْرَ أَنَّهُ يُجَاوِزُ الزَّرْعَ وله سنبل وحب ضاوي دقيق أسمر يختلط بالبر

(2)

. قوله [إذ رآه إلخ] هكذا في الأَصل.

ص: 200

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: قالت أَعرابية لابن الأَعرابي إنك تَزُونُنا إذا طَلَعَتْ كأَنك هِلَالٌ فِي غَيْرِ سِمَانٍ «3» . قَالَ: تَزُوننا وتَزِينُنا وَاحِدٌ. والزُّونَةُ: كالزِّينة فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ. وَرَجُلٌ زَوْن وزُون: قَصِيرٌ، وَالْفَتْحُ أَعرف. وامرأَة زِوَنَّة: قَصِيرَةٌ. وَرَجُلٌ زِوَنّ، بِالتَّشْدِيدِ، أَي قَصِيرٌ. والزَّوَنْزَى: الْقَصِيرُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: زَوَنْزَى حقُّه أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ زَوَزَ مِنْ بَابِ الزَّايِ لأَن وَزْنَهُ فَعَنْلَى، وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ لِمُوَافَقَتِهِ معنى زِوَنَّة؛ وقال: وبَعْلُها زَوَنَّك زَوَنْزَى ابْنُ الأَعرابي: الزَّوَنْزَى الرَّجُلُ ذُو الأُبَّهَة والكِبْر الَّذِي يَرَى فِي نَفْسِهِ مَا لَا يَرَاهُ غَيْرُهُ، وَهُوَ الْمُتَكَبِّرُ. والزَّوَنَّكُ: المُختال فِي مِشْيَته النَّاظِرُ فِي عِطْفَيْه يَرَى أَن عِنْدَهُ خَيْرًا وَلَيْسَ عِنْدَهُ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ شَدَّدَهُ بَعْضُهُمْ فَقَالَ رَجُلٌ زَوَنَّكٌ، والأَصل فِي هَذَا الزَّوَنُّ، فَزِيدَتِ الْكَافُ وَتُرِكَ التَّشْدِيدُ. ابْنُ الأَعرابي: الزُّونَةُ المرأَة الْعَاقِلَةُ «4» . والزِّوَنَّة: المرأَة الْقَصِيرَةُ. والزّانُ: البَشَمُ. وَرَوَى الْفَرَّاءُ عَنِ الدُّبَيرِيَّة قَالَتْ: الزّانُ التُّخَمة؛ وأَنشدت:

مُصَحَّحٌ لَيْسَ يَشكو الزّانَ خَثْلَتُهُ،

وَلَا يُخافُ عَلَى أَمعائه العَرَبُ

وَرَوَى ثَعْلَبٌ أَن ابْنَ الأَعرابي أَنشده:

تَرَى الزَّوَنْزَى مِنْهُمُ ذَا البُرْدَين،

يَرْمِيه سَوّارُ الكَرَى فِي العَيْنَين،

بَيْنَ الجِحاجَينِ وَبَيْنَ المَأْقَيْن

والزُّونُ: الصَّنم، وهو بالفارسية زون، بِشَمِّ الزَّايِ الشِّينَ «5».؛ قَالَ حُمَيْدٌ: ذاتُ المَجُوسِ عَكَفَتْ للزُّونِ والزُّونُ: مَوْضِعٌ تُجْمَعُ فِيهِ الأَنْصاب وتُنْصَبُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

وَهْنانة كالزُّونِ يُجْلى صَنَمُه

والزُّون: الصَّنَمُ، وَكُلُّ مَا عُبد مِنْ دُونِ اللَّهِ واتُّخذ إِلَهًا فَهُوَ زُونٌ وزُور؛ قَالَ جَرِيرٌ:

يَمْشي بِهَا البَقَرُ المَوْشِيُّ أَكْرُعُه،

مَشْيَ الهَرابِذ تَبْغي بيعَةَ الزُّونِ

وَهُوَ مِثْلُ الزُّور، والله أَعلم.

زين: الزَّيْنُ: خلافُ الشَّيْن، وَجَمْعُهُ أَزْيانٌ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:

تَصِيدُ الجَلِيسَ بأَزْيَانِها

ودَلٍّ أَجابتْ عَلَيْهِ الرُّقَى

زَانَهُ زَيْناً وأَزَانه وأَزْيَنَه، عَلَى الأَصل، وتَزَيَّنَ هُوَ وازْدانَ بِمَعْنًى، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الزِّينةِ إلَّا أَن التَّاءَ لمَّا لانَ مَخْرَجُهَا وَلَمْ تُوَافِقِ الزَّايَ لِشِدَّتِهَا، أَبدلوا مِنْهَا دَالًا، فَهُوَ مُزْدانٌ، وَإِنْ أَدغمت قُلْتَ مُزّان، وَتَصْغِيرُ مُزْدان مُزَيَّنٌ، مِثْلُ مُخَيَّر تَصْغِيرُ مُختار، ومُزَيِّين إِنْ عَوَّضْتَ كَمَا تَقُولُ فِي الْجَمْعِ مَزَاينُ ومَزَايِين، وَفِي حَدِيثِ

خُزَيمة: مَا مَنَعَنِي أَن لَا أَكون مُزْداناً بِإِعْلَانِكَ

أَي مُتَزَيِّناً بِإِعْلَانِ أَمرك، وَهُوَ مُفْتَعَلٌ مِنَ الزِّينَةِ، فأَبدل التَّاءُ دَالًا لأَجل الزَّايِ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ صَبِيًّا مِنْ بَنِي عُقَيلٍ يَقُولُ لِآخَرَ: وَجْهِي زَيْنٌ وَوَجْهُكَ شَيْنٌ؛ أَراد أَنه صَبِيحُ الْوَجْهِ وأَن الْآخَرَ قَبِيحُهُ، قَالَ: وَالتَّقْدِيرُ وَجْهِي ذُو زَيْنٍ وَوَجْهُكَ ذُو شَيْنٍ، فَنَعَتَهُمَا بِالْمَصْدَرِ كَمَا يُقَالُ رَجُلٌ صَوْمٌ وعَدْل أَي ذُو عَدْلٍ. وَيُقَالُ: زَانَهُ الحُسْنُ يَزِينه زَيْناً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: قالت أَعرابية لابن الأَعرابي إنك تَزُونُنا إذا طلعت كأَنك هلال في

(3). قوله [في غير سمان] كذا بالأَصل من غير نقط هنا وفيما يأتي

(4)

. قوله [الزونة إلخ] ضبطها المجد بالضم، ونص الصاغاني على أنها بالفتح

(5)

. قوله: بشم الزاي الشين أي أن الزاي تلفظ وفي لفظها شيء من لفظ الشين

ص: 201

غَيْرِ سِمَانٍ، قَالَ: تَزُونُنا وتَزِينُنا واحدٌ، وزانَه وزَيَّنَه بِمَعْنًى؛ وَقَالَ الْمَجْنُونُ:

فَيَا رَبِّ، إِذْ صَيَّرْتَ ليلَى لِيَ الهَوَى،

فزِنِّي لِعَيْنَيْها كَمَا زِنْتَها لِيَا

وَفِي حَدِيثِ

شُرَيح: أَنه كَانَ يُجِيزُ مِنَ الزِّينة ويَرُدُّ مِنَ الْكَذِبِ

؛ يُرِيدُ تَزْيين السِّلْعَةِ لِلْبَيْعِ مِنْ غَيْرِ تَدْلِيسٍ وَلَا كَذِبَ فِي نِسْبَتِهَا أَو فِي صِفَتِهَا. وَرَجُلٌ مُزَيَّن أَي مُقَذَّذُ الشَّعْرِ، والحَجَّامُ مُزَيِّن؛ وَقَوْلُ ابن عَبْدَلٍ الشاعر:

أَجِئْتَ عَلَى بَغْلٍ تَزُفُّكَ تِسْعَةٌ،

كأَنك دِيكٌ مائِلُ الزَّيْنِ أَعْوَرُ؟

يَعْنِي عُرْفه. وتَزَيَّنَتِ الأَرضُ بِالنَّبَاتِ وازَّيَّنَتْ وازْدانتِ ازْدِياناً وتَزَيَّنت وازْيَنَّتْ وازْيَأَنَّتْ وأَزْيَنَتْ أَي حَسُنَتْ وبَهُجَتْ، وَقَدْ قرأَ الأَعرج بِهَذِهِ الأَخيرة. وَقَالُوا: إِذَا طَلَعَتِ الجَبْهة تَزَيَّنَتِ النَّخْلَةُ. التَّهْذِيبِ: الزِّينة اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ شَيْءٍ يُتَزَيَّن بِهِ. والزِّينَةُ: مَا يُتَزَيَّنُ بِهِ. ويومُ الزِّينةِ: العيدُ. وَتَقُولُ: أَزْيَنَتِ الأَرضُ بعُشبها وازَّيَّنَتْ مِثْلُهُ، وأَصله تَزَيَّنَت، فَسُكِّنَتِ التَّاءُ وأُدغمت فِي الزَّايِ وَاجْتُلِبَتِ الأَلف لِيَصِحَّ الِابْتِدَاءُ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ قَالَ:

اللهم أَنزل علينا في أَرضنا زِينتَها

أَي نباتَها الَّذِي يُزَيّنها. وَفِي الْحَدِيثِ:

زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بأَصواتكم

؛ ابْنُ الأَثير: قِيلَ هُوَ مَقْلُوبٌ أَي زَيِّنُوا أَصواتكم بِالْقُرْآنِ، وَالْمَعْنَى الهَجُوا بِقِرَاءَتِهِ وتزَيَّنُوا بِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ عَلَى تَطْرِيبِ الْقَوْلِ وَالتَّحْزِينِ كَقَوْلِهِ:

لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ

أَي يَلْهَجْ بِتِلَاوَتِهِ كَمَا يَلْهَج سَائِرُ النَّاسِ بالغِناء والطَّرب، قَالَ هَكَذَا قَالَ الهَرَوِيّ والخَطَّابي وَمَنْ تَقَدَّمهما، وَقَالَ آخَرُونَ: لَا حَاجَةَ إِلَى الْقَلْبِ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الْحَثُّ عَلَى التَّرْتِيلِ الَّذِي أَمر بِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا؛ فكأَنَّ الزِّينَة للمُرَتِّل لَا لِلْقُرْآنِ، كَمَا يُقَالُ: وَيْلٌ لِلشِّعْرِ مِنْ رِوَايَةِ السَّوْءِ، فَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى الرَّاوِي لَا لِلشِّعْرِ، فكأَنه تَنْبِيهٌ لِلْمُقَصِّرِ فِي الرِّوَايَةِ عَلَى مَا يُعَابُ عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْنِ وَالتَّصْحِيفِ وَسُوءِ الأَداء وَحَثٌّ لِغَيْرِهِ عَلَى التَّوَقِّي مِنْ ذَلِكَ، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ:

زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بأَصواتكم

، يَدُلُّ عَلَى مَا يُزَيّنُ مِنَ التَّرْتِيلِ وَالتَّدَبُّرِ وَمُرَاعَاةِ الإِعراب، وَقِيلَ: أَراد بِالْقُرْآنِ الْقِرَاءَةَ، وَهُوَ مَصْدَرُ قرأَ يقرأُ قِرَاءَةً وقُرْآناً أَي زَيِّنُوا قِرَاءَتَكُمُ الْقُرْآنَ بأَصواتكم، قَالَ: وَيَشْهَدُ لِصِحَّةِ هَذَا وأَن الْقَلْبَ لَا وَجْهَ لَهُ حَدِيثِ

أَبي مُوسَى: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، اسْتَمع إِلَى قِرَاءَتِهِ فَقَالَ: لَقَدْ أُوتِيت مِزْماراً مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ، فَقَالَ: لَوْ علمتُ أَنك تَسْمَعُ لحَبَّرْتُه لَكَ تَحْبِيرًا

أَي حسَّنت قِرَاءَتَهُ وزينتها، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ تأْييداً لَا شُبْهَةَ فِيهِ حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لِكُلِّ شَيْءٍ حِلْيَةٌ وحِلْيَةُ الْقُرْآنِ حُسْنُ الصَّوْتِ.

والزِّيْنَةُ والزُّونَة: اسْمٌ جَامِعٌ لِمَا تُزُيِّنَ بِهِ، قُلِبَتِ الْكَسْرَةُ ضَمَّةً فَانْقَلَبَتِ الْيَاءُ وَاوًا. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْها

؛ مَعْنَاهُ لَا يُبْدِينَ الزِّينَةَ الْبَاطِنَةَ كالمِخْنقة والخَلْخال والدُّمْلُج والسِّوار وَالَّذِي يَظْهَرُ هُوَ الثِّيَابُ وَالْوَجْهُ. وَقَوْلُهُ عز وجل: فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه خَرَجَ هُوَ وأَصحابه وَعَلَيْهِمْ وَعَلَى الْخَيْلِ الأُرْجُوَانُ، وَقِيلَ: كَانَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى خَيْلِهِمُ الدِّيباجُ الأَحمر. وامرأَة زَائنٌ: مُتَزَيِّنَة. والزُّونُ: مَوْضِعٌ تُجْمَعُ فِيهِ الأَصنام وتُنْصَبُ وتُزَيَّنُ. والزُّونُ: كُلُّ شَيْءٍ يُتَّخَذُ رَبّاً وَيُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ عز وجل لأَنه يُزَيَّنُ، والله أَعلم.

ص: 202