الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالتَّصَرُّفِ، وَكَذَلِكَ الغَين. وعَيَّنَ عَيْناً حَسَنَةً: عَمِلَهَا، عَنْ ثَعْلَبٍ. وعائنةُ بَنِي فُلَانٍ: أَموالُهم ورُعْيانُهم. وَبَلَدٌ قَلِيلُ العَيْنِ أَي قَلِيلُ النَّاسِ. وأَسْوَدُ العَيْنِ: جَبَلٌ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
إِذَا زالَ عَنْكُمْ أَسْوَدُ الْعَيْنِ كنتُمُ
…
كِراماً، وأَنتم مَا أَقامَ أَلائمُ
وَفِي حَدِيثِ
الْحَجَّاجِ: قَالَ لِلْحَسَنِ وَاللَّهِ لَعَيْنُك أَكبر مِنْ أَمَدِك
، يَعْنِي شاهدُك ومَنْظَرُكَ أَكبر مِنْ سِنِّك وأَكثر فِي أَمد عُمْرِكَ. وعَينُ كُلِّ شَيْءٍ: شَاهِدُهُ وَحَاضِرُهُ. وَيُقَالُ: أَنت عَلَى عَيْني فِي الإِكرام وَالْحِفْظِ جَمِيعًا، قَالَ تَعَالَى: وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي
. وَرَوَى المُنْذِرِيُّ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى قَالَ: يُقَالُ أَصابته مِنَ اللَّهِ عَيْنٌ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: أَن رَجُلًا كَانَ يَنْظُرُ فِي الطَّوَافِ إِلَى حُرَم الْمُسْلِمِينَ فلَطَمَه عَلِيٍّ، رضي الله عنه، فاسْتَعْدى عَلَيْهِ عُمرَ فَقَالَ: ضرَبك بِحَقٍّ أَصابته عَينٌ مِنْ عُيون اللَّه عز وجل
، أَراد خَاصَّةً مِنْ خَوَاصِّ اللَّه وَوَلِيًّا مِنْ أَوليائه، وأَنشدنا:
فَمَا الناسُ أَرْدَوْهُ، ولكنْ أَصابه
…
يَدُ اللَّهِ، والمُسْتَنْصِرُ اللَّهَ غالِبُ
وأَما حَدِيثُ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها: اللَّهُمَّ عَيِّنْ عَلَى سارقِ أَبي بَكْرٍ
أَي أَظْهِرْ عَلَيْهِ سَرِقَته. يُقَالُ: عَيَّنْتُ عَلَى السَّارِقِ تَعْييناً إِذا خَصَصْته مِنْ بَيْنِ المُتَّهَمين مِنْ عَيْنِ الشَّيْءِ نفْسِه وَذَاتِهِ، وأَما حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: أَنه قَاسَ العَيْنَ بِبَيْضَةٍ جَعَلَ عَلَيْهَا خُطوطاً وأَراها إِياه
، وَذَلِكَ فِي الْعَيْنِ تُضْرَبُ بِشَيْءٍ يَضْعُفُ مِنْهُ بَصَرُها فَيُعْرَف مَا نَقَصَ مِنْهَا بِبَيْضَةٍ تُخَطُّ عَلَيْهَا خُطوط سُودٌ أَو غَيْرُهَا، وتُنْصَبُ عَلَى مَسَافَةٍ تُدْرِكُهَا الْعَيْنُ الصَّحِيحَةُ، ثُمَّ تُنْصَبُ عَلَى مَسَافَةٍ تُدْرِكُهَا العَيْنُ الْعَلِيلَةُ، وَيُعْرَفُ مَا بَيْنَ الْمَسَافَتَيْنِ فَيَكُونُ مَا يَلْزَمُ الْجَانِي بِنِسْبَةِ ذَلِكَ مِنَ الدِّيَةِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تُقاس العَينُ فِي يَوْمِ غَيْمٍ لأَن الضَّوْءَ يَخْتَلِفُ يَوْمَ الْغَيْمِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ وَلَا يَصِحُّ الْقِيَاسُ. وتَعَيَّنَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ: لَزِمَهُ بعَيْنه. وشِرْبٌ مِنْ عائنٍ أَي مِنْ مَاءٍ سَائِلٍ. وتَعْيينُ الشَّيْءِ: تَخْصِيصُهُ مِنَ الجُمْلة. والمُعَيَّنُ: فحلُ ثَوْرٍ، قَالَ جَابِرُ بْنُ حُرَيْشٍ:
ومُعَيَّناً يَحْوِي الصِّوارَ، كأَنه
…
مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ، إِذا مَا بَرْبَرا
وعَيَّنْتُ اللؤلؤةَ ثَقَبْتُها، واللَّه تعالى أَعلم.
فصل الغين المعجمة
غبن: الغَبْنُ، بِالتَّسْكِينِ، فِي الْبَيْعِ، والغَبَنُ، بِالتَّحْرِيكِ، فِي الرأْي. وغَبِنْتَ رأْيَك أَي نَسِيته وضَيَّعْته. غَبِنَ الشيءَ وغَبِنَ فِيهِ غَبْناً وغَبَناً: نَسِيَهُ وأَغفله وَجَهِلَهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
غَبِنْتُمْ تَتابُعَ آلائِنا،
…
وحُسْنَ الجِوارِ، وقُرْبَ النَّسَب.
والغَبْنُ: النِّسيان. غَبِنْتُ كَذَا مِنْ حَقِّي عِنْدَ فُلَانٍ أَي نَسِيتُهُ وغَلِطْتُ فِيهِ. وغَبَنَ الرجلَ يَغْبِنُه غَبْناً: مَرَّ بِهِ وَهُوَ ماثلٌ فَلَمْ يَرَهُ وَلَمْ يَفْطُنْ لَهُ. والغَبْنُ: ضَعْفُ الرأْي، يُقَالُ فِي رأْيه غَبْنٌ. وغَبِنَ رَأْيَه، بِالْكَسْرِ، إِذَا نُقِصَه، فَهُوَ غَبِين أَي ضَعِيفُ الرأْي، وَفِيهِ غَبانَة. وغَبِنَ رأْيُه، بِالْكَسْرِ، غَبَناً وغَبَانة: ضَعُف. وَقَالُوا: غَبنَ رأْيَه، فَنَصَبُوهُ عَلَى مَعْنَى فَعَّلَ، وَإِنْ لَمْ يُلْفَظْ بِهِ، أَو عَلَى مَعْنَى غَبِنَ فِي رأْيه، أَو عَلَى التَّمْيِيزِ النَّادِرِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: قَوْلُهُمْ سَفِهَ نَفْسَه وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ
بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه كَانَ الأَصلُ سَفِهَتْ نَفسُ زَيْدٍ ورَشِدَ أَمْرُه، فَلَمَّا حُوِّلَ الْفِعْلُ إِلَى الرَّجُلِ انْتَصَبَ مَا بَعْدَهُ بِوُقُوعِ الْفِعْلِ عَلَيْهِ، لأَنه صَارَ فِي مَعْنَى سَفَّهَ نَفْسَه، بِالتَّشْدِيدِ؛ هَذَا قَوْلُ الْبَصْرِيِّينَ وَالْكِسَائِيِّ، وَيَجُوزُ عِنْدَهُمْ تَقْدِيمُ هَذَا الْمَنْصُوبِ كَمَا يَجُوزُ غلامَه ضَرَبَ زيدٌ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَمَّا حوَّل الْفِعْلُ مِنَ النَّفْسِ إِلَى صَاحِبِهَا خَرَجَ مَا بَعْدَهُ مُفَسِّراً ليَدُلَّ عَلَى أَن السَّفَه فِيهِ، وَكَانَ حُكْمُهُ أَن يَكُونَ سَفِهَ زَيدٌ نَفْساً لأَن المُفَسِّر لَا يَكُونُ إِلَّا نَكِرَةً، وَلَكِنَّهُ تُرِكَ عَلَى إِضَافَتِهِ وَنُصِبَ كَنَصْبِ النَّكِرَةِ تَشْبِيهًا بِهَا، وَلَا يَجُوزُ عِنْدَهُ تَقْدِيمُهُ لأَن المُفَسِّرَ لَا يَتَقَدَّم؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً وطِبْتُ بِهِ نَفْساً، وَالْمَعْنَى ضَاقَ ذَرْعِي بِهِ وطابَتْ نَفْسِي بِهِ. وَرَجُلٌ غَبِينٌ ومَغْبُونٌ فِي الرأْي وَالْعَقْلِ والدِّين. والغَبْنُ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ: الوَكْسُ، غَبَنَه يَغْبِنُه غَبْناً هَذَا الأَكثر أَي خدَعه، وَقَدْ غُبِنَ فَهُوَ مَغْبُونٌ، وَقَدْ حُكِيَ بِفَتْحِ الْبَاءِ «2» . وغَبِنْتُ فِي الْبَيْعِ غَبْناً إِذَا غَفَلْتَ عَنْهُ، بَيْعًا كَانَ أَو شِرَاء. وغَبَيْتُ الرجلَ أغْباه أَشَدَّ الغِباء، وَهُوَ مِثْلُ الغَبْنِ. ابْنُ بُزُرْج: غَبِنَ الرجلُ غَبَناناً شَدِيدًا وغُبِنَ أَشدّ الغَبَنانِ، وَلَا يَقُولُونَ فِي الرِّبْح إِلَّا رَبِحَ أَشدّ الرِّبح والرَّباحة والرَّباح؛ وَقَوْلُهُ:
قَدْ كانَ، فِي أَكل الكَرِيصِ المَوْضُون،
…
وأَكْلكِ التَّمْرَ بخُبْزٍ مَسْمُون،
لِحَضَنٍ فِي ذَاكَ عَيْشٌ مَغْبُون
. قَوْلُهُ: مَغْبُونٌ أَي أَن غَيْرَهُمْ فِيهِ «3» ، وَهُمْ يَجِدُونَهُ كأَنه يَقُولُ هُمْ يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ إِلَّا أَنهم لَا يَعِيشونه، وَقِيلَ: غَبَنُوا الناسَ إِذا لَمْ يَنَلْه غيرُهم. وحَضَنٌ هُنَا؛: حيٌّ. والغَبِينَة مِنَ الغَبْنِ: كالشَّتِيمَة مِنَ الشَّتْم. وَيُقَالُ: أَرَى هَذَا الأَمر عَلَيْكَ غَبْناً؛ وأَنشد:
أجُولُ فِي الدارِ لَا أَراك، وفي الدّار
…
أُناسٌ جِوارُهم غَبْنُ
. والمَغْبِنُ: الإِبِطُ والرُّفْغُ وَمَا أَطاف بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ إِذَا اطَّلى بدأَ بِمَغَابِنِهِ
؛ المَغابِنُ: الأَرْفاغُ، وَهِيَ بَواطِنُ الأَفْخاذ عِنْدَ الحَوالِب، جَمْعُ مَغْبِنٍ مِنْ غَبَنَ الثوبَ إِذَا ثَنَاهُ وَعَطَفَهُ، وَهِيَ مَعاطِفُ الْجِلْدِ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ
عِكْرِمَةَ: مَنْ مَسَّ مَغابِنَه فلْيَتَوضأْ
؛ أَمره بِذَلِكَ اسْتِظْهَارًا وَاحْتِيَاطًا، فإِن الْغَالِبَ عَلَى مَنْ يَلْمَسُ ذَلِكَ الموضعَ أَن تَقَعَ يَدُهُ عَلَى ذَكَرِهِ، وقيل: المغابِنُ الأَرْفاغُ وَالْآبَاطُ، وَاحِدُهَا مَغْبِنٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كلُّ مَا ثَنَيْتَ عَلَيْهِ فخذَك فَهُوَ مَغْبِن. وغَبَنْتُ الشيءَ إِذَا خَبَأْته فِي المَغْبِنِ. وغَبنْتُ الثوبَ والطعامَ: مِثْلُ خَبَنْتُ. والغابِنُ: الفاتِرُ عَنِ الْعَمَلِ. والتَّغَابُن: أَن يَغْبِنَ القومُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. ويَوْمُ التَّغابُنِ
: يَوْمُ الْبَعْثِ، مِنْ ذَلِكَ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن أَهل الْجَنَّةِ يَغْبِنُ فِيهِ أَهلَ النَّارِ بِمَا يَصِيرُ إِلَيْهِ أَهل الْجَنَّةِ مِنَ النَّعِيمِ ويَلْقَى فِيهِ أَهلُ النَّارِ من العذاب الْجَحِيمِ، ويَغْبِنُ مَنِ ارْتَفَعَتْ منزلتُه فِي الْجَنَّةِ مَنْ كَانَ دُونَ مَنْزِلَتِهِ، وَضَرَبَ اللَّهُ ذَلِكَ مَثَلًا لِلشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ؟
وَسُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ
؛ فَقَالَ: غَبَنَ أَهلُ الْجَنَّةِ أَهلَ النَّارِ
أَي اسْتَنْقَصُوا عقولَهم بِاخْتِيَارِهِمُ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمان.
ونَظَر الحَسَنُ إِلَى رَجُلٍ غَبَنَ آخَرَ فِي بَيْعٍ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يَغْبِنُ عقلَك
أَي يَنْقُصه. وغَبَنَ الثوبَ
(2). قوله [وَقَدْ حُكِيَ بِفَتْحِ الْبَاءِ] أي حكي الغبن في البيع والشراء كما هو نص المحكم والقاموس
(3)
. قوله [أَيْ أَنَّ غَيْرَهُمْ فِيهِ] كذا بالأَصل والمحكم أي أن غيرهم يغبنهم فيه. وقوله [إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَعِيشُونَهُ] أي لا يعيشون به
يَغْبِنُه غَبْناً: كَفَّهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: طالَ فَثَناه، وَكَذَلِكَ كَبَنه، وَمَا قُطِعَ مِنْ أَطرافِ الثَّوْبِ فأُسقِطَ غَبَنٌ؛ وَقَالَ الأَعشى:
يُساقِطُها كسِقاطِ الغَبَنْ
. والغَبْنُ: ثَنْيُ الشَّيْءِ مِنْ دَلْو أَو ثَوْبٍ ليَنْقُصَ مِنْ طُولِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ هَذِهِ النَّاقَةُ مَا شِئْتَ مِنْ ناقةٍ ظَهْراً وكَرَماً غَيْرَ أَنها مَغْبُونة لَا يُعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهَا، وَقَدْ غَبَنُوا خَبَرها وغَبِنُوها أَي لَمْ يَعْلَمُوا عِلْمَها.
غدن: الغَدَنُ: سَعَةُ الْعَيْشِ والنَّعْمةُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الاسْتِرْخاء وَالْفُتُورُ؛ وَقَالَ القُلاخُ «1» :
وَلَمْ تُضِعْ أَولادَها مِنَ البَطَنْ،
…
وَلَمْ تُصِبْهُ نَعْسَةٌ عَلَى غَدَنْ
. أَي عَلَى فَتْرَةٍ وَاسْتِرْخَاءٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَالَّذِي أَنشده الأَصمعي فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ ابْنُ جِنِّي:
أَحْمَرُ لَمْ يُعْرَفْ بِبُؤْسٍ مُذْ مَهَنْ،
…
وَلَمْ تُصِبْه نَعْسَةٌ عَلَى غَدَنْ
. والغَدَنُ: النَّعْمة واللِّينُ. وَإِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ لغَدَناً أَي نَعْمةً ولِيناً، وَكَذَلِكَ الغُدُنَّة. وَإِنَّهُمْ لَفِي عَيْشٍ غُدْنَةٍ وغُدُنَّةٍ أَي رَغْدٍ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَشك فِي الأُولى. وَفُلَانٌ فِي غُدُنَّةٍ مِنْ عَيْشِهِ أَي فِي نَعْمَةٍ ورَفاهيَة. والغُدَانيُّ والمُغْدَوْدِنُ: الشابُّ النَّاعِمُ. وَشَجَرٌ مُغْدَوْدِنٌ: نَاعِمٌ مُتَثَنٍّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
أَرْضٌ بِهَا التِّينُ مَعَ الرُّمّانِ،
…
وعِنَبٌ مُغْدَوْدِنُ الأَفنانِ.
واغْدَوْدَنَ النَّبْتُ إِذَا اخْضَرَّ حَتَّى يَضْرِبَ إِلَى السوادِ مِنْ شِدَّةِ رِيِّه. وحَرَجَةٌ مُغْدَوْدِنةٌ: وَذَلِكَ إِذَا كَانَتْ فِي الرِّمالِ حِبَالٌ يَنْبُتُ فِيهَا سَبَطٌ وثُمَامٌ وصَبْغاءُ وثُدّاءُ، وَيَكُونُ وسَطَ ذَلِكَ أَرْطَى وعَلْقى، وَيَكُونُ أُخَرُ مِنْهَا بُلْقاً تراهنَّ بِيضًا، وَفِيهَا مَعَ ذَلِكَ حُمْرَةٌ وَلَا تُنْبِتُ مِنَ العِيدانِ شَيْئًا، فَيُقَالُ لِذَلِكَ الحَبْل الأَشْعَرُ مِنْ جَرَّى نباتِه. شَمِرٌ: المُغْدَوْدِنةُ الأَرض الْكَثِيرَةُ الكلإِ المُلتَفَّةُ؛ يُقَالُ: كلأٌ مُغْدَوْدِنٌ أَي مُلتَفٌّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
مُغْدَوْدِنُ الأَرْطَى غُدَانيُّ الضَّال
. غُدَانيُّ الضَّالِ أَي كَثِيرٌ رَيّانُ مُسْترْخٍ؛ قَالَ رُؤْبَةَ:
ودَغْيَةٌ مِنْ خَطِلٍ مُغْدَوْدِنِ
. وَهُوَ الْمُسْتَرْخِي الْمُتَسَاقِطُ، وَهُوَ عَيْبٌ فِي الرَّجُلِ. وأَرض مُغْدَوْدِنةٌ إِذَا كَانَتْ مُعْشبةً. وشابٌّ غَدَوْدَنٌ: نَاعِمٌ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ. والشَّبابُ الغُدَانيُّ: الغَضُّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
لَمَّا رَأَتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ،
…
بَرَّاقَ أَصْلادِ الجبنِ الأَجْلَهِ،
بَعْدَ غُدَانيُّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ.
غُدَانيُّ الشَّبَابِ: نَعْمَتُه. وَشَعَرٌ غَدَوْدَنٌ ومُغْدَوْدِنٌ: كَثِيرٌ مُلْتَفٌّ طَوِيلٌ. واغْدَوْدَنَ الشَّعَرُ: طَالَ وَتَمَّ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:
وقامتْ تُرائيكَ مُغْدَوْدِناً،
…
إِذَا مَا تَنُوءُ بِهِ آدَها.
أَبو عُبَيْدٍ: المُغْدَوْدِنُ الشَّعَرُ الطَّوِيلُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: شَعَرٌ مُغْدَوْدِنٌ شَدِيدُ السَّوَادِ نَاعِمٌ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبُ أَن الغُدُنَّة لُحْمَةٌ غَلِيظَةٌ فِي اللَّهازم. والغِدَانُ: الْقَضِيبُ الَّذِي تُعَلَّقُ عَلَيْهِ الثِّيَابُ، يَمَانِيَّةٌ.
(1). قوله [وقال القلاخ] كذا في الصحاح، قال الصاغاني في التكملة وقال الجوهري: قَالَ الْقُلَاخُ وَلَمْ تَضَعْ إلخ. وللقلاخ بن حزن أرجوزة على هذه القافية ولم أجد ما ذكره الجوهري فيها انتهى. وفي التَّهْذِيبُ قَالَ عُمَرُ بْنُ لجإٍ: ولم تضع إلخ
وَبَنُو غُدْنٍ وَبَنُو غُدَانة: قَبِيلَتَانِ. وغُدانة: حيٌّ مِنْ يَرْبوع؛ قَالَ الأَخطل:
واذْكُرْ غُدَانَة عِدَّاناً مُزَنَّمةً،
…
مِنَ الحَبَلَّقِ، تُبْنَى حولَها الصِّيَرُ
. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: عِدَّاناً جَمْعُ عَتُودٍ أَي مِثْلَ عِدَّان، قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ نَصَبْتَهُ عَلَى الذَّمِّ، والحَبَلَّقُ: غَنمٌ لِطاف الأَجسام لَا تَكْبَرُ.
غرن: الغِرْيَنُ والغِرْيَلُ: مَا بَقِيَ فِي أَسفل الْقَارُورَةِ مِنَ الدُّهْن، وَقِيلَ: هُوَ ثُفْلُ مَا صُبِغَ بِهِ. والغِرْيَنُ: مَا بَقِيَ فِي أَسفل الْحَوْضِ وَالْغَدِيرِ مِنَ الْمَاءِ أَو الطين كالغِرْبَل، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الغِرْيَنُ مَا يَبْقَى مِنَ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ وَالْغَدِيرِ الَّذِي تُبْقى فِيهِ الدَّعاميصُ لَا يُقْدَرُ عَلَى شُرْبِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الطِّينُ الَّذِي يَبْقَى هُنَالِكَ، وَقِيلَ: الغِرْيَنُ، مِثْلُ الدِّرْهمِ، الطِّينُ الَّذِي يَحْمِلُهُ السَّيْلُ فَيَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرض رَطْبًا أَو يَابِسًا، وَكَذَلِكَ الغِرْيَل وَهُوَ مُبْدَلٌ مِنْهُ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: قَالَ الأَصمعي الغِرْيَنُ أَن يجيء السَّيلُ فَيَثْبُتَ على الأَرض، فإِذا جَفَّ رأَيت الطِّينَ رَقِيقًا عَلَى وَجْهِ الأَرض قَدْ تشَقَّقَ؛ فأَما قَوْلُهُ:
تَشَقَّقَتْ تَشَقُّقَ الغِرْيَنِّ
…
غُضُونُها، إِذَا تَدانَتْ مِنِّي.
إِنَّمَا أَراد الغِرْيَنَ فشَدَّدَ لِلضَّرُورَةِ، وَالطَّائِفَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ غِرْيَنةٌ. وغَرَّانُ: اسْمُ وادٍ، فَعّالٌ مِنْهُ كأَنَّ ذَلِكَ يَكْثُرُ فِيهِ. التَّهْذِيبُ: غُرانُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
بغُرَانَ أَو وَادِي القُرَى اضطربَتْ بِهِ
…
نَكْباءُ، بينَ صَباً وبينَ شمالِ
. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غُرانَ: هُوَ بِضَمِّ الْغَيْنِ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ وَادٍ قَرِيبٌ مِنَ الحُدَيْبِية، نَزَلَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فِي مَسِيرِهِ. وأَما غُرابٌ، بِالْبَاءِ، فَجَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى طَرِيقِ الشَّامِ. والغَرَنُ: ذكرُ الغِرْبانِ، وَقِيلَ: هُوَ ذكرُ العَقاعِق، وَقِيلَ: هُوَ شَبِيهٌ بِذَلِكَ، وَالْجَمْعُ أَغْرانٌ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الطَّيْرِ: الغَرَنُ العُقابُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الغَرَنُ ذَكَرُ العِقْبانِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
لَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ سَهُومٍ وغَرَنْ
. والسَّهُومُ: الأُنثى منها.
غسن: الغُسْنَةُ: الخُصْلةُ مِنَ الشَّعَر، وَكَذَلِكَ الغُسْناةُ؛ وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقطُ:
بَيْنَا الفَتى يَخْبِطُ فِي غُسْناتِه،
…
إِذْ صَعِدَ الدَّهْرُ إِلَى عِفْراتِه،
فاجْتاحَها بشَفْرَتَيْ مِبْراتِه.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى هَذَا الرَّجَزُ لجَنْدَلٍ الطُّهَوِيّ، قَالَ: وَالَّذِي رَوَاهُ ثَعْلَبٌ وأَبو عَمْرٍو: فِي غَيْساتِه، قَالَا: والغَيْسةُ النَّعْمةُ والنَّضارة. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ الْجَمِيلِ: ذُو غُسَنٍ. الأَصمعي: الغُسَنُ خُصَلُ الشَّعَرِ مِنَ المرأَة وَالْفَرَسِ، وَهِيَ الغَدائر. وَقَالَ غَيْرُهُ: الغُسَنُ شَعَرُ النَّاصِيَةِ، فَرَسٌ ذُو غُسَن؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا:
مُشْرِفُ الْهَادِي لَهُ غُسَنٌ،
…
يُعْرِقُ العِلْجَيْنِ إِحْضارا «1»
. أَي يَسْبِقُهَا إِذَا أَحْضَرَ. والغُسَنُ: خُصَلُ الشَّعَرِ مِنَ العُرْفِ وَالنَّاصِيَةِ وَالذَّوَائِبِ، وَفِي الْمُحْكَمِ وَغَيْرِهِ: الغُسَنُ شعرُ العُرْفِ وَالنَّاصِيَةِ والذوائب؛ قال الأَعشى:
(1). قوله [يعرق العلجين] كذا بالأَصل يعرق بالعين المهملة، والعلجين بالتثنية، ومثله في التهذيب إلا أن يعرق فيه بالغين المعجمة
غَدا بتَليلٍ، كجِذْعِ الخِضابِ
…
حُرِّ القَذالِ، طويلِ الغُسَنْ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْخِضَابُ جَمْعُ خَضْبةٍ وَهِيَ الدَّقْلَةُ مِنَ النَّخْلِ؛ وَمِثْلُهُ لعَدِيّ:
وأَحْوَرُ الْعَيْنِ مَرْبُوبٌ لَهُ غُسَنٌ،
…
مُقَلَّدٌ مِنْ جيادِ الدُّرِّ أَقْصابا
. وَرَجُلٌ غَسّانيٌّ: جميلٌ جِدًّا. والغَيْسان: حِدَّة الشَّبَابِ، وَقِيلَ: الشبابُ، إِنْ جَعَلْتَهُ فَيْعالًا فَهُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلرَّاجِزِ:
لَا يَبْعُدَنْ عَهْدُ الشَّبابِ الأَنْضَرِ،
…
والخَبْطُ فِي غَيْسانِه الغَمَيْدَرِ
. والغَمَيْدَرُ: النَّاعِمُ. وَيُقَالُ: لستَ مِنْ غَسَّانه وَلَا غَيْسَانِه أَي مِنْ ضَرْبِه. ولستَ مِنْ غَسَّانِ فُلَانٍ وغَيْسانِه أَي لَسْتَ مِنْ رِجَالِهِ. وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ فِي غَيْسانِ شَبَابِهِ أَي فِي نَعْمَةِ شَبَابِهِ وطَراءتِه. وَقَالَ شَمِرٌ: كَانَ ذَلِكَ فِي غَيْسَاتِ شَبَابِهِ وغَيْسانِه بِمَعْنًى واحدٍ أَي فِي حِينه. وَيُقَالُ فِي جَمْعِ الغُسْنَة أَيضاً غُسْناتٌ وغُسُنات؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
فَرُبَّ فَيْنانٍ طَويلٍ أَمَمُهْ،
…
ذِي غُسُناتٍ قَدْ دَعاني أَحْزُمُهْ
. السُّلَميُّ: فُلَانٌ عَلَى أَغْسانٍ مِنْ أَبيه وأَعْسَانٍ أَي أَخلاق. وَيُقَالُ: امرأَة غَيْسَة وَرَجُلٌ غَيْسٌ أَي حَسَنٌ، قَالَ: فَهَذَا يَقْضِي بِزِيَادَةِ النُّونِ. وَيُقَالُ: هُوَ فِي غَيْسان شَبابه أَي فِي حُسْنه، وَمَنْ جَعَلَهُ مِنَ الغُسْنة، وَهِيَ الخُصْلةُ مِنَ الشَّعَرِ، لأَنه فِي نَعْمَةِ شَبابه وَاسْتِرْخَائِهِ كالغُسْنَةِ، فَالنُّونُ عِنْدَهُ أَصلية. أَبو زَيْدٍ: لَقَدْ علمتُ أَنَّ ذَاكَ مِنْ غَسَّانِ قَلْبِكَ أَي مِنْ أَقصى نَفْسِكَ. والغَيْسَانة: النَّاعِمَةُ. والغَيْسانُ: النَّاعِمُ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة:
غَيْسَانَةٌ ذَلِكَ مِنْ غَيْسانِها
. وغَسَّانُ: اسْمُ مَاءٍ نَزَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنَ الأَزْدِ فنُسِبُوا إِلَيْهِ، وَمِنْهُمْ بَنُو جَفْنَة رَهْطُ المُلوكِ؛ قَالَ حَسَّانُ:
إِمَّا سأَلتَ، فإِنا مَعْشَرٌ نُجُبٌ،
…
الأَزْدُ نِسْبَتُنا، وَالْمَاءُ غَسَّانُ
. وَيُقَالُ: غَسَّان اسْمُ قبيلة.
غشن: تَغَشَّنَ الماءُ: رَكِبَه البَعَرُ فِي غَدير وَنَحْوِهِ. والغُشانة: الكُرَابة، وَقَدْ ذُكِرَتْ بِالْعَيْنِ أَيضاً، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِمَا يَبْقَى فِي الكِبَاسَة مِنَ الرُّطَب إِذَا لُقِطَتْ النَّخْلَةُ الكُرَابة والغُشانة والبُذارة والشَّمَلُ والشُّماشِمُ، والعُشانة بِالْعَيْنِ.
غصن: الغُصْنُ: غُصْنُ الشَّجَرِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: الغُصْنُ مَا تَشَعَّبَ عَنْ سَاقِ الشَّجَرَةِ دِقاقُها وغِلاظُها، وَالْجَمْعُ أَغْصانٌ وغُصُون وغِصَنة، مِثْلَ قُرْطٍ وقِرَطَةٍ، والغُصْنة: الشُّعْبة الصَّغِيرَةُ مِنْهُ. يُقَالُ: غُصْنَة وَاحِدَةٌ، وَالْجَمْعُ غُصْنٌ، وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الغُصْنِ والأَغْصانِ. وغَصَنَ الغُصْنَ يَغْصِنُه غَصْناً: قَطَعه وأَخَذَه. وَقَالَ القَنانيُّ: غَصَنْتُ الغُصْنَ غَصْناً إِذَا مَدَدْتُهُ إِلَيْكَ، فَهُوَ مَغْصُون. ابْنُ الأَعرابي: غَصَنني فُلَانٌ عَنْ حَاجَتِي يَغْصِنُني أَي ثَنَانِي عَنْهَا وَكَفَّنِي؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَقْرأَنيه المُنْذري فِي النَّوَادِرِ، وَغَيْرُهُ يَقُولُ غَضَنَني، بِالضَّادِ، يَغْضِنُني، وَهُوَ شَمِرٌ، قَالَ: وَهُوَ صَحِيحٌ. وَمَا غَصَنك عَنِّي أَي مَا شَغَلك، مُشْتَقٌّ مِنَ الغُصْنَة، كَمَا قَالُوا فِي هَذَا الْمَعْنَى: مَا شَعَبك عَنِّي أَي مَا شَغَلك، فَاشْتَقُّوهُ مِنَ الشُّعْبَةِ، والأَعرف مَا غَضَنك عَنِّي. وغَصَّنَ العُنْقُودُ وأَغْصَنَ: كَبُر حَبُّه شَيْئًا. وَثَوْرٌ
أَغْصَن: فِي ذَنَبِهِ بَيَاضٌ. وغُصْنٌ وغُصَيْن: اسْمَانِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسِبُ أَن بَنِي غُصَيْن بَطْنٌ. وأَبو الغُصْن: كُنْيَة جُحَى.
غضن: الغَضْنُ والغَضَنُ: الكَسْرُ فِي الجِلْد وَالثَّوْبِ وَالدِّرْعِ وَغَيْرِهَا، وَجَمْعُهُ غُضُون؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ:
إِذَا مَا انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُه،
…
رأَيتَ لجاعِرَتَيْه غُضُونا
. التَّهْذِيبُ: الغُضُون مكاسِرُ الْجِلْدِ فِي الجَبين والنَّصِيلِ، وَكَذَلِكَ غُضُون الكُمِّ وغُضُونُ دِرْعِ الْحَدِيدِ؛ وأَنشد:
تَرَى فوقَ النِّطاقِ لَهَا غُضُونا
. وغُضُونُ الأُذُنِ: مَثانِيها، وَكُلُّ تَثَنٍّ فِي ثَوْبٍ أَو جِلْدٍ غَضْنٌ وغَضَنٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الغُضُون والتَّغْضِينُ التَّشَنُّجُ؛ وأَنشد:
خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي،
…
كأَخلاقِ الغَرِيفَةِ، ذَا غُضُونِ.
وَاحِدُهَا غَضْنٌ وغَضَنٌ؛ قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ لأَنه عَبَّرَ عَنِ الغُضُون بالتَّشَنُّج الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ، وَالْمَصْدَرُ لَيْسَ يُجْمع فَيَكُونُ لَهُ وَاحِدٌ. وَقَدْ تَغَضَّنَ، وغَضَّنْتُه فتَغَضَّنَ. والتَّغْضِينُ أَيضاً: الرِّجاعُ. والمُغاضَنَة: المُكاسَرة بِالْعَيْنَيْنِ للرِّيبة. والأَغْضَنُ: الكاسِرُ عَيْنَه خِلْقةً أَو عَدَاوَةً أَو كِبْراً؛ قَالَ:
يَا أَيُّها الكاسِرُ عَيْنَ الأَغْضَنِ
. والغَضَنُ: تَثَنِّي العُود وتَلَوِّيه. وغَضَنُ العَيْنِ: جِلْدَتُها الظَّاهِرَةُ. وَيُقَالُ للمَجْدُور إِذَا أَلْبَسَ الجُدْرِيُّ جلدَه: أَصبح جِلْدُهُ غَضْنَة وَاحِدَةً، وَقَدْ يُقَالُ بِالْبَاءِ. ولأُطِيلَنَّ غَضَنَك أَي عَناءَك. الأَزهري: أَبو زَيْدٍ تَقُولُ الْعَرَبُ لِلرَّجُلِ تُوعِدُه لأَمُدَّنَّ غَضَنك أَي لأُطيلَنَّ عَنَاءَكَ، وَيُقَالُ غَضْنك؛ وأَنشد:
أَرَيْتَ إِنْ سُقْنا سِياقاً حَسَنا،
…
نَمُدُّ مِنْ آباطِهِنَّ الغَضَنا
. وغَضَنَه يَغْضِنُه ويَغْضُنُه غَضْناً: حَبَسَهُ. وَيُقَالُ: مَا غَضَنك عَنَّا أَي مَا عَاقَكَ عَنَّا. ابْنُ الأَعرابي: غَصَننِي عَنْ حَاجَتِي يَغْصِنُني، بِالصَّادِ، وَهُوَ غَلَطٌ، وَالصَّوَابُ غَضَنَني يَغْضِنُني لَا غَيْرُ. وغَضَنَتِ النَّاقَةُ بِوَلَدِهَا وغَضَّنَتْ: أَلقتْه لِغَيْرِ تَمَامٍ قَبْلَ أَن يَنْبُتَ الشَّعَرُ عَلَيْهِ ويَسْتَبِينَ خَلْقُه. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِذَلِكَ الْوَلَدِ غَضِينٌ، وَالِاسْمُ الغِضانُ. وغَضَّنَتِ السماءُ وأَغْضَنَت السَّمَاءُ إِغْضاناً: دَامَ مَطَرُهَا. وأَغْضَنَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى: دَامَتْ وأَلَحَّتْ؛ عَنِ ابن الأَعرابي.
غفن: التَّهْذِيبُ: قَالَ أَبو عمرو وأَتيته عَلَى إِفَّانِ ذَلِكَ وقِفَّانِ ذَلِكَ وغِفَّانِ ذَلِكَ، قَالَ: وَالْغَيْنُ فِي بَنِي كِلَابٍ.
غلن: بِعْتُه بالغَلانية أَي بالغَلاء، قَالَ: هَذَا مَعْنَاهُ «2» . وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِهِ؛ وَقَوْلُ الأَعشى:
وَذَا الشَّنْءِ فاشْنَأْهُ، وَذَا الوُدّ فاجْزِه
…
عَلَى وُدِّه، أَو زِدْ عَلَيْهِ الغَلانيا
. هُوَ مِنْ هَذَا، إِنما أَراد الغلاءَ أَو الْغَالِي. فإِن قُلْتَ: فإِنّ وَزْنَ الغَلانيا هُنَا الفَعالي وَقَدْ قَالَ سِيبَوَيْهِ إِن الْهَاءَ لَازِمَةٌ لفَعالية، قِيلَ لَهُ: قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا مِمَّا لَمْ يَرْوِهِ سِيبَوَيْهِ، وَقَدْ يَكُونُ أَن يُرِيدَ الأَعشى الغَلانية فَحَذَفَ الْهَاءَ ضَرُورَةً لِيَسْلَمَ الرَّوِيّ مِنَ الْوَصْلِ، لأَن هَذَا الشِّعْرَ غَيْرُ مَوْصُولٍ، أَلا تَرَى أَن قَبْلَ هَذَا:
مَتى كُنْتُ زَرَّاعاً أَجُرُّ السَّوانيا
. وَالْقِطْعَةُ مَعْرُوفَةٌ مِنْ شِعْرِهِ، وَقَدْ يَكُونُ الْغَلَانِيَا جَمْعُ غَلَانِيَةٍ، وَإِنْ كَانَ هَذَا فِي الْمَصَادِرِ قليلًا.
غمن: غَمَنَ الجِلْدَ يَغْمُنُه، بِالضَّمِّ، وغَمَلَهُ إِذَا جَمَعه بَعْدَ سَلْخِه وَتَرْكِهِ مَغْموماً حتى يَسْتَرْخِيَ
(2). قوله [هذا معناه] أَي قَالَ ابْنُ سِيدَهْ هَذَا إلخ لأَنها عبارته
صُوفُه؛ وَقِيلَ: غَمَّه لِيَلِينَ لِلدَّبَّاغِ ويَنْفَسِخَ عَنْهُ صُوفه، فَهُوَ غَمِينٌ وغَميل. وغَمَنَ البُسْرَ: غَمَّه ليُدْرِكَ. وغَمنَ الرجلَ: أَلْقى عَلَيْهِ الثِّيَابَ ليَعْرَق. ونَخْل مَغْمُونٌ: تَقارَبَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ وَلَمْ يَنْفَسِخ كمَغْمول. والغُمْنَة: الغُمْرَة الَّتِي تَطْلِي بِهَا المرأَة وجْهَها؛ قَالَ الأَغلب:
لَيْسَتْ مِنَ اللَّائي تُسَوَّى بالغُمَنْ
. ويقال: الغُمْنة السَّبيذاجُ.
غنن: الغُنَّة: صَوْتٌ فِي الخَيْشُوم، وَقِيلَ: صَوْتٌ فِيهِ ترخيمٌ نحوَ الْخَيَاشِيمِ تَكُونُ مِنْ نَفَسِ الأَنف، وَقِيلَ: الغُنَّة أَن يَجْرِيَ الكلامُ فِي اللَّهاةِ، وَهِيَ أَقل مِنَ الخُنَّة. الْمُبَرِّدُ: الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الْخَيْشُومِ، والخُنَّة أَشد مِنْهَا، وَالتَّرْخِيمُ حَذْفُ الْكَلَامِ، غَنَّ يَغَنُّ، وَهُوَ أغنُّ، وَقِيلَ: الأَغَنُّ الَّذِي يُخْرِجُ كَلَامَهُ مِنْ خَيَاشِيمِهِ. وَظَبْيٌ أَغَنُّ: يُخْرِجُ صَوْتَهُ مِنْ خَيْشومه؛ قَالَ:
فَقَدَ أَرَنِّي وَلَقَدْ أَرَنِّي
…
غُرّاً، كأَرْآم الصَّرِيمِ الغُنِ
. وَمَا أَدري مَا غَنَّنَهُ أَي جَعَلَهُ أَغَنَّ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الأَغَنُّ الَّذِي يَجْرِي كَلَامُهُ فِي لَهاته، والأَخَنُّ السادُّ الْخَيَاشِيمِ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ:
إِلَّا أَغَنّ غَضِيض الطَّرْفِ مكحولُ.
الأَغَنُّ مِنَ الغِزْلانِ وَغَيْرِهَا: الَّذِي فِي صَوْتِهِ غُنَّة؛ وَقَوْلُهُ:
وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنِّيه
. أَراد: تُغَنِّنُه، فحوَّل إِحْدَى النُّونَيْنِ يَاءً كَمَا قَالُوا تَظَنَّيْتُ فِي تَظَنَّنَتْ. وَقَالَ ابْنُ جِنِّي وَذَكَرَ النُّونَ فَقَالَ: إِنَّمَا زِيدَتِ النُّونُ هَاهُنَا، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَرْفَ مَدٍّ، مِنْ قَبْلِ أَنها حَرْفٌ أَغنّ، وإِنما عنى به أَن حَرْفٌ تَحْدُثُ عَنْهُ الغُنَّة، فَنُسِبَ ذَلِكَ إِلَى الْحَرْفِ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: النُّونُ أَشَدُّ الْحُرُوفِ غُنَّةً؛ وَاسْتَعْمَلَ يزيدُ بنُ الأَعْور الشَّنِّيُّ الغُنَّةَ فِي تَصْوِيتِ الْحِجَارَةِ فَقَالَ:
إِذَا عَلا صَوَّانُهُ أَرَنَّا
…
يَرْمَعَها، والجَنْدَلَ الأَغَنَّا.
وأَغَنَّتِ الأَرضُ: اكْتَهل عُشْبُها؛ وَقَوْلُهُ:
فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِّ،
…
بعدَ عَمِيمِ الرَّوْضَةِ المُغِنِ
. يَجُوزُ أَن يَكُونَ المُغِنُّ مِنْ نَعْتِ العَميم، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ نَعْتِ الرَّوْضَةِ، كَمَا قَالُوا امرأَة مُرْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ. وأَغَنَّ الذُّبابُ: صَوَّت، وَالِاسْمُ الغُنانُ؛ قَالَ:
حَتَّى إِذَا الْوَادِي أَغَنَّ غُنانُه
. وَرَوْضَةٌ غَنَّاءُ: تَمُرُّ الرِّيحُ فِيهَا غَيْرَ صافيةِ الصَّوْت مِنْ كَثافةِ عُشْبِها والتفافِه؛ وطيرٌ أَغَنُّ، ووادٍ أَغَنُّ كَذَلِكَ أَي كَثِيرُ العُشْبِ، لأَنه إِذَا كَانَ كَذَلِكَ أَلفه الذِّبَّانُ، وَفِي أَصواتها غُنَّة. ووادٍ مُغِنٌّ إِذَا كَثُرَ ذُبَابُهُ لِالْتِفَافِ عُشبه حَتَّى تَسْمَعَ لِطَيَرَانِهَا غُنَّة، وَقَدْ أَغَنَّ إِغْناناً. وأَما قَوْلُهُمْ وادٍ مُغِنٌّ فَهُوَ الَّذِي صَارَ فِيهِ صوتُ الذُّبَابِ، وَلَا يَكُونُ الذُّبَابُ إِلَّا فِي وادٍ مُخْصِبٍ مُعْشِبٍ، وإِنما يُقَالُ وادٍ مُغِنٌّ إِذا أَعْشَبَ فَكَثُرَ ذُبابه حَتَّى تَسْمَعَ لأَصواتها غُنَّة، وَهُوَ شَبِيهٌ بالبُحَّة. وأَرض غَنَّاءُ: قَدِ الْتَجَّ عُشْبُها واغْتَمَّ، وعُشْبٌ أَغَنُّ. وَيُقَالُ لِلْقَرْيَةِ الْكَثِيرَةِ الأَهل: غَنَّاء. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: أَن رَجُلًا أَتى عَلَى وادٍ مُغِنٍ
؛ يُقَالُ: أَغَنَّ الْوَادِي، فَهُوَ مُغِنٌّ أَي كَثُرَتْ أَصواتُ ذُبابه، جُعِلَ الْوَصْفُ لَهُ، وَهُوَ
لِلذُّبَابِ. وغَنَّ الْوَادِي وأَغَنَّ، فَهُوَ مُغِنٌّ: كَثُرَ شَجَرُهُ. وَقَرْيَةٌ غَنَّاء: جَمَّةُ الأَهل والبُنْيان والعُشْب، وَكُلُّهُ مِنَ الغُنَّةِ فِي الأَنف. وغَنَّ النَّخْلُ وأَغَنَّ: أَدْرك. وأَغَنَّ اللهُ غُصْنَه أَي جَعَلَ غُصْنَه ناضِراً أَغَنَّ. وأَغَنَّ السِّقاءُ إِذَا امتلأَ مَاءً.
غون: ابْنُ الأَعرابي: التَّغَوُّنُ الإِصرارُ عَلَى الْمَعَاصِي، والتَّوَغُّنُ الإِقدامُ في الحرب.
غين: الْغَيْنُ: حَرْفُ تَهَجٍّ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ مُسْتَعْلٍ، يَكُونُ أَصلًا لَا بَدَلًا وَلَا زَائِدًا، وَالْغَيْنُ لُغَةٌ فِي الْغَيْمِ، وَهُوَ السَّحَابُ، وَقِيلَ: النُّونُ بَدَلٌ مِنَ الميمي؛ أَنشد يَعْقُوبُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ يَصِفُ فَرَسًا:
فِداءٌ خالَتِي وفِداً صَدِيقي،
…
وأَهْلي كُلُّهم لبَني قُعَيْنِ
فأَنْتَ حَبَوْتَنِي بِعِنانِ طِرْفٍ،
…
شديدِ الشَّدّ ذِي بَذْلٍ وصَوْنِ
كأَنِّي بَيْنَ خافِيَتَيْ عُقابٍ،
…
تُرِيدُ حَمَامَةً فِي يَوْمِ غَيْنِ.
أَي فِي يَوْمِ غَيْمٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ:
أَصاب حَمَامَةً فِي يَوْمِ غَيْنِ
. وَالَّذِي رَوَاهُ ابْنُ جِنِّي وَغَيْرُهُ: يُرِيدُ حَمَامَةً، كَمَا أَورده ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ، قَالَ: وَهُوَ أَصح مِنْ رِوَايَةِ الْجَوْهَرِيِّ أَصاب حَمَامَةً. وغانَتِ السماءُ غَيْناً وغِينَتْ غَيْناً: طَبَّقَها الغَيمُ. وأَغانَ الغَينُ السَّمَاءَ أَي أَلْبَسها؛ قَالَ رُؤبة:
أَمْسَى بِلالٌ كالربيعِ المُدْجِنِ،
…
أَمْطَرَ فِي أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ
. قَالَ الأَزهري: أَراد بِالْغَيْنِ السَّحَابَ، وَهُوَ الْغَيْمُ، فأَخرجه عَلَى الأَصل. والأَغْيَنُ: الأَخْضَرُ. وَشَجَرَةٌ غَيْناءِ أَي خَضْراءِ كَثِيرَةُ الْوَرَقِ مُلْتَفَّةُ الأَغصان نَاعِمَةٌ، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِي العُشْب، وَالْجَمْعُ غِينٌ، وأَشجار غِينٌ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ:
لَعِرْضٌ مِنَ الأَعْراضِ يُمْسِي حَمامُه،
…
ويُضْحِي عَلَى أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ
والغِيْنةُ: الأَجَمَةُ. والغِينُ مِنَ الأَراك والسِّدْر: كَثْرَتُهُ وَاجْتِمَاعُهُ وَحُسْنُهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْمَعْرُوفُ أَنه جَمْعُ شَجَرَةٍ غَيْناءِ، وَكَذَلِكَ حُكِيَ أَيضاً الغِينة جَمْعُ شَجَرَةٍ غَيْناء؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ وَلَا فِي قِيَاسِ الْعَرَبِيَّةِ، إِنَّمَا الغِينَةُ الأَجَمَةُ كَمَا قُلْنَا، أَلا تَرَى أَنك لَا تَقُولُ البِيضَةُ فِي جَمْعُ البَيْضاءِ وَلَا العِيسَةُ فِي جَمْعِ العَيْساء؟ فَكَذَلِكَ لَا يُقَالُ الغِينَةُ فِي جَمْعِ الغَيْناء، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ لِتَمْكِينِ التأْنيث أَو يَكُونُ اسْمًا لِلْجَمْعِ. والغَيْنة الشَّجْراءُ: مِثْلُ الغَيْضة الْخَضْرَاءِ. وَقَالَ أَبو العَمَيْثل: الغَيْنة الأَشجارُ الْمُلْتَفَّةُ فِي الْجِبَالِ وَفِي السَّهْل بِلَا مَاءٍ، فإِذا كَانَتْ بِمَاءٍ فَهِيَ غَيْضة. والغَيْنُ: شَجَرٌ مُلْتَفٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِمَّا يَضَعُ بِهِ مِنِ ابْنِ السِّكِّيتِ وَمِنِ اعْتِقَادِهِ أَن الغينَ هُوَ جَمْعُ شَجَرَةٍ غَيْناء، وأَن الشِّيَم جَمْعُ أَشْيَمَ وشَيْماء وزْنُه فِعْل، وَذَهَبَ عَنْهُ أَنه فُعْلٌ، غُومٌ وشُومٌ، ثُمَّ كُسِرَتِ الْفَاءُ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ فِي بِيضٍ. وغِينَ عَلَى قَلْبِهِ غَيْناً: تغَشَّتْه الشَّهْوةُ، وَقِيلَ: غِينَ عَلَى قَلْبِهِ غُطِّيَ عَلَيْهِ وأُلْبِسَ. وغِينَ عَلَى الرَّجُلِ كَذَا أَي غُطِّيَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنه ليُغانُ عَلَى قَلْبِي حَتَّى أَستغفرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً
؛ الغَيْنُ: الغَيْمُ، وَقِيلَ: الغَيْنُ شَجَرٌ مُلْتَفٌّ، أَراد مَا يَغْشَاهُ مِنَ السَّهْوِ الَّذِي لَا يَخْلُو مِنْهُ الْبَشَرُ، لأَن قَلْبَهُ أَبداً كَانَ مَشْغُولًا بِاللَّهِ تَعَالَى، فإِن عَرَضَ لَهُ وَقْتاً مَا