الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فاضتْ دموعُ العينِ مِنْ جَرَّاها
…
هِيَ المُنَى لَوْ أَنَّنا نِلْناها
قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِذا نوَّنْتَ فكأَنك قُلْتَ اسْتِطَابَةً، وإِذا لَمْ تُنَوِّنْ فكأَنك قُلْتَ الِاسْتِطَابَةَ، فَصَارَ التَّنْوِينُ عَلَمَ التَّنْكِيرِ وتركُهُ عَلَمَ التَّعْرِيفِ؛ وأَنشد الأَزهري:
وهْو إِذا قِيلَ لَهُ ويْهاً كُل،
…
فإِنهُ مُواشِكٌ مُسْتَعْجِل
وهْو إِذا قِيلَ لَهُ وَيْهاً فُل،
…
فإِنه أَحْجِ بِهِ أَن يَنْكُل
أَي إِذا دُعِيَ لِدَفْعِ عَظِيمَةٍ، فَقِيلَ لَهُ يَا فُلَانُ، نَكَلَ وَلَمْ يُجِبْ، وإِن قِيلَ لَهُ كُلْ أَسرع، وإِذا تَعَجَّبَتْ مِنْ طِيبِ الشَّيْءِ قُلْتَ: وَاهًا لَهُ مَا أَطْيَبَه وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَتَعَجَّبُ بَوَاهًا فَيَقُولُ: وَاهًا لِهَذَا أَي مَا أَحْسَنَه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَتَقُولُ فِي التَّفْجِيع وَاهًا وواهَ أَيضاً. ووَيْهِ: كَلِمَةٌ تُقَالُ فِي الاستحثاث.
فصل الياء المثناة تحتها
يَدَهَ: اسْتَيْدَهَتِ الإِبلُ: اجْتَمَعَتْ وَانْسَاقَتْ. واسْتَيْدَهَ الخصمُ: غُلِبَ وَانْقَادَ، وَالْكَلِمَةُ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ؛ واسْتَيْدَهَ الأَمرُ واسْتَنْدَه وايْتَدَه وانْتَدَه إِذا اتْلأَبَّ.
يَقِهِ: أَيْقَهَ الرجلُ واسْتَيْقَهَ: أَطاع وَذَلَّ، وَكَذَلِكَ الْخَيْلُ إِذا انْقَادَتْ؛ قَالَ المُخَبَّلُ:
فرَدُّوا صُدورَ الْخَيْلِ حَتَّى تَنَهْنَهتْ
…
إِلى ذِي النُّهَى، واسْتَيقَهَتْ للمُحَلِّمِ
أَي أَطاعوا الَّذِي يأْمرهم بالحِلْمِ، قِيلَ: هُوَ مَقْلُوبٌ لأَنه قَدَّمَ الْيَاءَ عَلَى الْقَافِ وَكَانَتِ الْقَافُ قَبْلَهَا، وَيُرْوَى: واسْتَيْدَهُوا. الأَزهري فِي نَوَادِرِ الأَعراب: فُلَانٌ مُتَّقِهٌ لِفُلَانٍ ومُوتَقِهٌ أَي هائبٌ لَهُ وَمُطِيعٌ. وأَيْقَهَ أَي فَهِمَ. يُقَالُ: أَيْقِهْ لِهَذَا أَي افْهَمْهُ.
يهيه: ياهٍ ياهٍ وياهِ ياهِ: مِنْ دُعَاءِ الإِبل؛ ويَهْيَه بالإِبل يَهْيَهةً ويَهْياهاً: دَعَاهَا بِذَلِكَ وَقَالَ لَهَا ياهِ ياهِ والأَقْيَسُ يِهْياهاً بِالْكَسْرِ. ويَهْ: حِكَايَةُ الدَّاعِي بالإِبل المُيَهْيَهِ بِهَا، يَقُولُ الرَّاعِي لِصَاحِبِهِ مِنْ بَعِيدٍ: ياهٍ ياهٍ، أَقْبِلْ. وَفِي التَّهْذِيبِ: يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ، وَلَمْ يَخُصَّ الرَّاعِي؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
يُنادِي بِيَهْياهٍ وياهٍ، كأَنه
…
صُوَيْتُ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بالليلِ صاحبُهْ
وَيُرْوَى: تَلَوَّمَ يَهْياهٍ؛ يَقُولُ: إِنه يُنَادِيهِ يَا هِياهِ ثُمَّ يَسْكُتُ مُنْتَظَرًا الْجَوَابَ عَنْ دَعْوَتِهِ، فإِذا أَبطأَ عَنْهُ قَالَ ياهٍ، قَالَ: وياهِ ياهِ نداءَان، قَالَ: وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ يَا هَياهِ فَيَنْصِبُ الْهَاءَ الأُولى، وَبَعْضٌ يَكْرَهُ ذَلِكَ وَيَقُولُ هَياهِ مِنْ أَسماء الشَّيَاطِينِ، وَتَقُولُ: يَهْيَهْتُ بِهِ. الأَصمعي: إِذا حَكَوْا صَوْتَ الدَّاعِي قَالُوا يَهْياهٍ، وإِذا حَكَوْا صَوْتَ المُجِيبِ قَالُوا ياهٍ، وَالْفِعْلُ مِنْهُمَا جَمِيعًا يَهْيَهْتُ؛ وَقَالَ فِي تَفْسِيرِ بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ: إِن الدَّاعِيَ سَمِعَ صَوْتًا يَا هَياهٍ، فأَجاب بياهٍ رَجَاءَ أَن يأْتيه الصَّوْتُ ثَانِيَةً، فَهُوَ مُتَلَوِّمٌ بِقَوْلٍ ياهٍ صَوْتًا بِيَا هِياهٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي أَنشده أَبو عَلِيٍّ لِذِي الرُّمَّةِ:
تَلَوَّمَ يَهْياهٍ إِليها، وَقَدْ مضَى
…
مِنَ اللَّيْلِ جَوْزٌ، واسْبَطَرَّتْ كواكِبُهْ
وَقَالَ حِكَايَةً عَنْ أَبي بَكْرٍ: اليَهْياهُ صَوْتُ الرَّاعِي، وَفِي تَلَوَّمَ ضَمِيرُ الرَّاعِي، ويَهياه مَحْمُولٌ عَلَى إِضمار الْقَوْلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعره فِي رِوَايَةِ أَبي
الْعَبَّاسِ الأَحْوَلِ:
تَلَوَّمَ يَهْياهٍ بياهٍ، وَقَدْ بَدَا
…
مِنَ اللَّيْلِ جَوْزٌ، واسْبَطَرَّتْ كواكِبُهْ
وَكَذَا أَنشده أَبو الْحَسَنِ الصَّقَلِّي النَّحْوِيُّ وَقَالَ: اليَهْياهُ صَوْتُ المُجِيبِ إِذا قِيلَ لَهُ ياهٍ، وَهُوَ اسْمٌ لاسْتَجِبْ وَالتَّنْوِينُ تَنْوِينُ التَّنْكِيرِ وكأَنَ يَهياه مَقْلُوبُ هَيْهاه، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَما عَجُزُ الْبَيْتِ الَّذِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ فَهُوَ لِصَدْرِ بَيْتٍ قَبْلَ الْبَيْتِ الَّذِي يَلِي هَذَا وَهُوَ:
إِذا ازْدَحَمَتْ رَعْياً، دَعَا فَوْقَهُ الصَّدَى
…
دُعاءَ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بالليلِ صاحِبُهْ
الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ تَلَوَّم يَهْياهٍ بياهٍ قَالَ: هُوَ حِكَايَةُ الثُّوَباءِ. ابْنُ بُزُرْج: ناسٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ يَقُولُونَ يَا هَيَاهُ أَقْبِلْ وَيَا هَيَاهُ أَقْبِلا وَيَا هَيَاهُ أَقْبِلُوا وَيَا هَيَاهُ أَقْبِلِي وَلِلنِّسَاءِ كَذَلِكَ، وَلُغَةٌ أُخرى يَقُولُونَ لِلرَّجُلِ يَا هَيَاهُ أَقْبِلْ وَيَا هَيَاهان أَقْبِلا وَيَا هَيَاهُونَ أَقبلُوا وللمرأَة يَا هَيَاهَ أَقْبلي فَيَنْصِبُونَهَا كأَنهم خَالَفُوا بِذَلِكَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّجُلِ لأَنهم أَرادوا الْهَاءَ فَلَمْ يَدْخُلُوهَا، وَلِلثُّنَّتَيْنِ يَا هَيَاهَتَانِ أَقْبِلا، وَيَا هَيَاهَاتُ «1». أَقْبِلْنَ. ابْنُ الأَعرابي: يَا هَيَاهُ وَيَا هَيَاهِ وَيَا هَيَاتَ وَيَا هَيَاتِ كُلُّ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْهَاءِ. الأَصمعي: الْعَامَّةُ تَقُولُ يَا هِيا، وَهُوَ مولَّد، وَالصَّوَابُ يَا هَياهُ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَيَا هَيا. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَظن أَصله بِالسُّرْيَانِيَّةِ يَا هَيا شَرَاهِيا، قَالَ: وَكَانَ أَبو عَمْرِو بْنُ العَلاء يَقُولُ: يَا هَيَاهِ أَقْبِلْ وَلَا يَقُولُ لِغَيْرِ الْوَاحِدِ. وَقَالَ: يَهْيَهْتُ بِالرَّجُلِ مِنْ يَا هَيَاهِ. ابْنُ بُزُرْج: وَقَالُوا يَا هِيَا وَيَا هَيَا إِذا كَلَّمْتُهُ مِنْ قريبٍ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم.
(1). قوله [ويا هياهات إلخ] كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: وللجمع يا هياهات إلخ