الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأَرض مَتِيهةٌ: مِثَالُ مَعِيشةٍ، وأَصله مَفْعِلَة. وَيُقَالُ: مَكَانٌ مِتْيَهٌ لِلَّذِي يُتَيِّه الإِنسانَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
يَنْوي اشتِقاقاً فِي الضلالِ المِتْيَهِ
أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ عَرَّاماً يقول تاهَ بصرُ الرَّجُلِ وتافَ إِذَا نَظَرَ إِلى الشَّيْءِ فِي دَوامٍ، وتافَ عَنِّي بَصرُك، وتاهَ إِذا تَخطَّى. الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ أَتْيَهُ النَّاسِ. وتَيَّه نفسَه وتَوَّه بِمَعْنًى أَي حَيَّرها وطوَّحها، وَالْوَاوُ أَعم. وَمَا أَتْيَهه وأَتْوَهَهُ. والتِّيهُ: حَيْثُ تَاهَ بَنُو إِسرائيل أَي حَارُوا فَلَمْ يَهْتَدُوا لِلْخُرُوجِ مِنْهُ؛ فأَما قَوْلُهُ:
تَقْذِفُه فِي مثلِ غِيطان التِّيهْ،
…
فِي كلِّ تِيهٍ جَدْوَلٌ تُؤَتِّيهْ
فإِنما عَنَى التِّيهَ مِنَ الأَرض، أَو جَمْعَ تَيْهاء مِنَ الأَرض، وَلَيْسَ بتِيهِ بَنِي إِسرائيل لأَنه قَدْ قَالَ فِي كُلِّ تِيهٍ، فَذَلِكَ يَدُلُّكَ عَلَى أَنه أَتْياهٌ لَا تِيهٌ وَاحِدٌ، وتِيهُ بَنِي إِسرائيل لَيْسَ أَتْياهاً إِنما هُوَ تِيهٌ، وَاحِدٌ، شبَّه أَجوافَ الإِبل فِي سَعتها بِالتِّيهِ، وَهُوَ الواسعُ مِنَ الأَرض. وتَيَّه الشيءَ: ضَيَّعَه. وتَيْهانُ: اسمٌ.
فصل الثاء المثلثة
ثوه: ابْنُ سِيدَهْ: الثَّاهَةُ اللَّهَاةُ، وَقِيلَ: اللِّثَةُ، قَالَ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى أَن أَلفها وَاوٌ لأَن الْعَيْنَ وَاوًا أَكثر مِنْهَا يَاءً.
فصل الجيم
جبه: الجَبْهة للإِنسان وَغَيْرِهِ، والجَبْهَةُ: مَوْضِعُ السُّجُودِ، وَقِيلَ: هِيَ مُسْتَوَى مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ إِلَى النَّاصِيَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَوَجَدْتُ بِخَطِّ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ في المُصَنَّف فإِذا انْحَسَر الشعرُ عَنْ حَاجِبَيْ جَبْهَتِه، وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا إِلا أَن يُرِيدَ الْجَانِبَيْنِ. وجَبْهة الْفَرَسِ: مَا تَحْتَ أُذنيه وَفَوْقَ عَيْنَيْهِ، وَجَمْعُهَا جِباهٌ. والجَبَهُ: مصدرُ الأَجْبَهِ، وَهُوَ الْعَرِيضُ الجَبْهةِ، وامرأَة جَبْهاء؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ جُبَيْهاءُ الأَشْجَعِيُّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ أَجْبَهُ بيِّنُ الجَبَهِ وَاسِعُ الجَبْهَةِ حَسَنُها، وَالِاسْمُ الجَبَهُ، وَقِيلَ: الجَبَهُ شُخوص الجَبْهة. وَفَرَسٌ أَجْبَهُ: شاخصُ الجَبْهة مُرْتَفِعُهَا عَنْ قَصَبة الأَنف. وجَبَهَهُ جَبْهاً: صَكَّ جَبْهته. والجابِهُ: الَّذِي يَلْقَاكَ بِوَجْهِهِ أَو بجَبْهَتِه مِنَ الطَّيْرِ وَالْوَحْشِ، وَهُوَ يُتَشاءَم بِهِ؛ وَاسْتَعَارَ بعضُ الأَغْفال الجَبْهَةَ لِلْقَمَرِ، فَقَالَ أَنشده الأَصمعي:
مِنْ لَدُ مَا ظُهْرٍ إِلى سُحَيْرِ،
…
حَتَّى بَدَتْ لِي جَبْهةُ القُمَيْرِ
وجَبْهةُ الْقَوْمِ: سيدُهم، عَلَى المَثل. والجَبْهةُ مِنَ النَّاسِ: الجماعةُ. وَجَاءَتْنَا جَبْهة مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ. وجَبَهَ الرجلَ يَجْبَهُه جَبْهاٍ: رَدَّه عَنْ حَاجَتِهِ وَاسْتَقْبَلَهُ بِمَا يَكْرَهُ. وجَبَهْتُ فُلَانًا إِذا اسْتَقْبَلْتَهُ بِكَلَامٍ فِيهِ غِلْظة. وجَبَهْتُه بِالْمَكْرُوهِ إِذا اسْتَقْبَلْتَهُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ حَدِّ الزِّنَا:
أَنه سأَل اليهودَ عَنْهُ فَقَالُوا عَلَيْهِ التَّجْبِيهُ، قَالَ: مَا التَّجْبِيهُ؟ قَالُوا: أَن تُحَمَّم وُجُوهُ الزَّانِيَيْنِ ويُحْمَلا عَلَى بَعِيرٍ أَو حِمَارٍ ويُخالَف بَيْنَ وُجُوهِهِمَا
؛ أَصل التَّجْبِيهِ: أَن يُحْمَلَ اثْنَانِ عَلَى دَابَّةٍ وَيُجْعَلَ قَفَا أَحدهما إِلى قَفَا الْآخَرِ، وَالْقِيَاسُ أَن يُقابَلَ بَيْنَ وُجُوهِهِمَا لأَنه مأْخوذ مِنَ الجَبْهَة. والتَّجْبِيهُ أَيضاً: أَن يُنَكِّسَ رأْسَه، فَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ الْمَحْمُولُ عَلَى الدَّابَّةِ إِذا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ نَكَّسَ رأْسَه، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الْفِعْلُ تَجْبِيهاً، وَيُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ
مِنَ الجَبْهِ وَهُوَ الِاسْتِقْبَالُ بِالْمَكْرُوهِ، وأَصله مِنْ إِصابة الجَبْهةِ، مِنْ جَبَهْتُه إِذا أَصبت جَبْهَتَه.
وَقَوْلُهُ، صلى الله عليه وسلم: فإِن اللَّهَ قَدْ أَراحكم «1» . مِنَ الجَبْهَةِ والسَّجَّةِ والبَجَّةِ
؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: الجَبْهةُ المَذَلَّة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه مِنْ هَذَا، لأَن مَنِ استُقْبِلَ بِمَا يَكْرَهُ أَدركته مَذَلَّةٌ، قَالَ: حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، وَالِاسْمُ الجَبيهَةُ، وَقِيلَ: هُوَ صَنَمٌ كَانَ يُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: والسَّجَّة السَّجاجُ وَهُوَ المَذيقُ مِنَ اللَّبَنِ، والبَجَّةُ الفَصِيدُ الَّذِي كَانَتِ الْعَرَبُ تأْكله مِنَ الدَّمِ يَفْصِدُونه، يَعْنِي أَراحكم مِنْ هَذِهِ الضَّيْقَةِ وَنَقَلَكُمْ إِلى السَّعة. ووَرَدْنا مَاءً لَهُ جَبِيهةٌ إِما كَانَ مِلْحاً فَلَمْ يَنْضَحْ ما لَهم الشُّرْبُ، وإِما كَانَ آجِناً، وإِما كَانَ بَعِيدَ القَعْر غَلِيظًا سَقْيُه شَدِيدًا أَمْرُه. ابْنُ الأَعرابي عَنْ بَعْضِ الأَعراب قَالَ: لِكُلِّ جَابِهٍ جَوْزَة ثُمَّ يؤَذَّن أَي لِكُلِّ مَنْ وَرَدَ عَلَيْنَا سَقْيةٌ ثُمَّ يُمْنَعُ مِنَ الْمَاءِ. يُقَالُ: أَجَزْتُ الرَّجُلَ إِذا سَقَيْتَ إِبله، وأَذَّنْتُ الرجلَ إِذا رَدَدْتَهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: اجْتبَهْت مَاءَ كَذَا اجْتِباهاً إِذا أَنكرته وَلَمْ تَسْتَمْرئْه. ابْنُ سِيدَهْ: جَبَهَ الماءَ جَبْهاً وَرَدَه وَلَيْسَتْ عَلَيْهِ قامةٌ وَلَا أَداةٌ لِلِاسْتِقَاءِ. والجَبْهَةُ: الْخَيْلُ، لَا يُفْرَدُ لَهَا وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:
لَيْسَ فِي الجَبْهَةِ وَلَا فِي النُّخَّة صدقةٌ
؛ قَالَ اللَّيْثُ: الجَبْهة اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الْخَيْلِ لَا يُفْرَدُ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: الجَبْهة الرِّجَالُ الَّذِينَ يَسْعَون فِي حَمالةٍ أَو مَغْرَم أَو جَبْر فَقِيرٍ فَلَا يأْتون أَحداً إِلا اسْتَحْيَا مِنْ رَدّهم، وَقِيلَ: لَا يَكَادُ أَحدٌ يَرُدُّهم، فَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي الرَّجُلِ الَّذِي يُعْطِي فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحُقُوقِ: رَحِمَ اللَّهُ فُلَانًا فَقَدْ كَانَ يُعْطي فِي الجَبْهة، قَالَ: وَتَفْسِيرُ قَوْلِهِ لَيْسَ فِي الجَبْهَة صَدَقَةٌ، أَن المُصَدِّقَ إِن وَجَدَ فِي أَيْدي هَذِهِ الجَبْهةِ مِنَ الإِبل مَا تَجِبُ فِيهِ الصَّدَقَةُ لَمْ يأْخذ مِنْهَا الصَّدَقَةَ، لأَنهم جَمَعُوهَا لمَغْرم أَو حَمالة. وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرٍو الشَّيْباني يَحْكِيهَا عَنِ الْعَرَبِ، قَالَ: وَهِيَ الجَمَّةُ والبُرْكة. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو سَعِيدٍ قَوْلًا فِيهِ بُعْدٌ وتَعَسُّفٌ. والجَبْهةُ: اسْمُ مَنْزِلَةٍ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ. الأَزهري: الجَبْهَةُ النَّجْمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ جَبْهة الأَسد وَهِيَ أَربعة أَنجم يَنْزِلُهَا الْقَمَرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذا رأَيتَ أَنْجُماً مِنَ الأَسَدْ،
…
جَبْهَتَه أَو الخَراتَ والكَتَدْ،
بالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخ ففَسَدْ
ابْنُ سِيدَهْ: الجَبْهة صَنَمٌ كَانَ يُعبد مِنْ دُونِ اللَّهِ عز وجل. وَرَجُلٌ جُبَّهٌ كجُبَّإٍ: جَبانٌ. وجَبْهاء وجُبَيْهاءُ: اسْمُ رَجُلٍ. يُقَالُ: جَبْهاء الأَشْجَعِيُّ وجُبَيْهاء الأَشجعيُّ، وَهَكَذَا قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ جَبْهاءُ الأَشْجعيُّ عَلَى لفظ التكبير.
جَرَهَ: سَمِعْتُ جَراهِيةَ الْقَوْمِ: يُرِيدُ كلامَهم وجَلَبتهم وعَلانيتهم دُونَ سِرِّهم. وَيُقَالُ: جَرَّهْتُ الأَمر تَجْريهاً إِذا أَعْلَنته. ولقيتُه جَراهِيةً أَي ظاهِراً؛ قَالَ ابْنُ العَجْلانِ الهُذَليُّ:
وَلَوْلَا ذَا لَلاقَيْت. المَنايا
…
جَراهِيةً، وَمَا عَنْهَا مَحِيدُ
وَجَاءَ فِي جَراهِيةٍ مِنْ قَوْمِهِ أَي جَمَاعَةٍ. والجَراهِيةُ: ضِخامُ الْغَنَمِ، وَقِيلَ: جَراهِيةُ الإِبل وَالْغَنَمِ خيارُهما وضِخامُهما وجِلَّتُهما. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ الغَنَويُ
(1). قوله [فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَرَاحَكُمْ إلخ] المعنى قد، أنعم الله عليكم بالتخلص من مذلة الجاهلية وضيقها وأعزكم بالإِسلام ووسع لكم الرزق وأفاء عليكم الأموال فلا تفرطوا في أداء الزكاة وإذا قلنا هي الأصنام فالمعنى تصدقوا شكراً على ما رزقكم الله من الإِسلام وخلع الأنداد: هكذا بهامش النهاية
فِي كَلَامِهِ فعَمَد إِلى عِدَّةٍ مِنْ جَراهيةِ إِبله فَبَاعَهَا بدِقالٍ مِنَ الْغَنَمِ؛ دِقال الْغَنَمِ: قِماؤُها وصِغارُها أَجساماً. والجَرْهُ: الشَّرُّ الشَّدِيدُ. والرَّجَهُ: التَّثَبُّتُ بالأَسْنان والتَّزَعْزُعُ.
جَعَهَ: ابْنُ الأَثير: فِي الْحَدِيثِ
أَنه نَهَى عَنْ الجِعَة
، وَهِيَ النَّبِيذُ الْمُتَّخَذُ مِنَ الشَّعِيرِ. والجِعَةُ: مِنَ الأَشربة؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهِيَ عِنْدِي مِنَ الْحُرُوفِ النَّاقِصَةِ فَفَسَّرْتُهُ فِي مُعْتَلِّ العين والجيم.
جَلَهَ: جَلَه الرجلَ جَلْهاً: رَدَّه عَنْ أَمر شَدِيدٍ. والجَلَه: أَشدُّ مِنَ الجَلَح، وَهُوَ ذَهَابُ الشَّعْرِ مِنْ مُقَدَّم الْجَبِينِ، وَقِيلَ: النَزَعُ ثُمَّ الجَلَحُ ثُمَّ الجَلا ثُمَّ الجَلَهُ، وَقَدْ جَلِهَ يَجْلَهُ جَلَهاً، وَهُوَ أَجْلَهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
لَمَّا رَأَتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ،
…
بَرَّاق أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ،
بعدَ غُدانيِّ الشبابِ الأَبْلَهِ،
…
ليتَ المُنى والدَّهْرَ جَرْيُ السُّمَّهِ،
لِلَّهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ «1»
. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ براقَ، بِالنَّصْبِ، والأَصْلادُ: جَمْعُ صَلْدٍ وَهُوَ الصُّلْبُ؛ عَنْ يَعْقُوبَ، وَزَعَمَ أَن هَاءَ جَلِهَ بَدَلٌ مِنْ حَاءِ جَلِحَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ لأَن الْهَاءَ قَدْ ثَبَتَتْ فِي تَصَارِيفِ الْكَلِمَةِ، فَلَوْ كَانَ بَدَلًا كَانَ حَرِيّاً أَن لَا يَثْبُتَ فِي جَمِيعِهَا، وإِنما مثَّل جَبِينَهُ بِالْحَجَرِ الصَّلْد لأَنه لَيْسَ فِيهِ شَعْرٌ، كَمَا أَنه لَيْسَ فِي الصَّفا الصَّلْدِ نباتٌ وَلَا شَجَرٌ، وَقِيلَ: الأَجْلَهُ الأَجْلح فِي لُغَةِ بَنِي سَعْدٍ. التَّهْذِيبُ: أَبو عُبَيْدٍ الأَنْزَعُ الَّذِي انْحَسر الشَّعَرُ عَنْ جانبي جَبْهَتِهِ، فإِذا زَادَ قَلِيلًا فَهُوَ أَجْلح، فإِذا بَلَغَ النصْفَ ونحوَه فَهُوَ أَجْلى، ثُمَّ هُوَ أَجْلَهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَلَه انْحِسَارُ الشَّعْرِ عَنْ مُقَدَّم الرأْس، وَهُوَ ابْتِدَاءُ الصَّلَع مِثْلُ الجَلَح. الْكِسَائِيُّ: ثَوْرٌ أَجْلَهُ لَا قَرْنَ لَهُ مِثْلُ أَجْلَح. والأَجْلَهُ: الضَّخْمُ الجبْهة المتأَخرُ مَنَابِتِ الشَّعْرِ. وَجَلَه العِمامة يَجْلَهُها جَلْهاً: رَفَعَهَا مَعَ طَيِّها عَنْ جَبِينِهِ ومُقَدَّم رأْسه. وجَلَه الشيءَ جَلْهاً: كشَفَه. وجَلَهَ البيتَ جَلْهاً: كَشَفَهُ. وجَلَهَ الْحَصَى عَنِ الْمَوْضِعِ يَجْلَههُ جَلْهاً: نحَّاه عَنْهُ. والجَلِيهَةُ: الْمَوْضِعُ تَجْلَه حَصَاهُ أَي تُنَحَّيه. والجَلِيهَةُ: تَمْرٌ يُنَحَّى نَوَاهُ ويُمْرَسُ بِاللَّبَنِ. ثُمَّ تُسْقاه النِّسَاءُ للسِّمَن. والجَلْهَةُ: مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنْ حُرُوفِ الْوَادِي؛ قَالَ الشَّمَّاخ:
كأَنها، وَقَدْ بَدا عُوارِضُ
…
بجَلْهةِ الْوَادِي، قَطاً نَواهِضُ
وجَمْعُها جِلاهٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فَعلا فُروعُ الأَيْهُقانِ، وأَطْفَلَتْ،
…
بالجَلْهَتَيْنِ، ظِباؤها ونَعامُها
ابْنُ الأَنباري: الجَلْهتان جَانِبَا الْوَادِي، وَهُمَا بِمَنْزِلَةِ الشَّطَّيْنِ. يُقَالُ: هُمَا جَلْهتاه وعُدْوتاهُ وضِفَّتاه وحَيْزَتاه وشاطِئاه وشَطَّاه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَخَّرَ أَبا سفيانَ فِي الإِذن وأَدخل غَيْرَهُ مِنَ النَّاسِ قَبْلَهُ، فَقَالَ: مَا كِدْتَ تأْذنُ لِي حَتَّى تأْذنَ لِحِجَارَةِ الجُلْهُمَتَيْن قَبْلي
، فَقَالَ، عليه السلام: كلُّ الصَّيْدِ فِي جَوْف الْفَرَا
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: إِنما هُوَ لِحِجَارَةِ الجَلْهَتين. والجَلْهَة: فَمُ الْوَادِي، وَقِيلَ: جَانِبُهُ، زيدت
(1). قوله [جري السمه] كذا برفع جري بالأصل والتكملة
فِيهَا الْمِيمَ كَمَا زِيدَتْ فِي زُرْقُم؛ وأَبو عُبَيْدٍ يَرْوِيهِ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالْهَاءِ، وشَمِرٌ يَرْوِيهِ بِضَمِّهِمَا، قَالَ: وَلَمْ أَسمع الجُلْهُمة إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. ابْنُ سِيدَهْ: الجَلْهَتان نَاحِيَتَا الْوَادِي وحَرْفاه إِذا كَانَتْ فِيهِمَا صَلَابَةٌ، وَالْجَمْعُ جِلاهٌ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَلْهةُ نَجَواتٌ مِنْ بَطْن الْوَادِي أَشْرَفْنَ عَلَى المَسِيل، فإِذا مَدَّ الْوَادِيَ لَمْ يَعْلُها الْمَاءُ. وَقَوْلُهُ: حَتَّى تأْذن لِحِجَارَةِ الجُلْهُمَتَين؛ الجُلْهُمَة فَمُ الْوَادِي، زِيدَ فِيهَا الْمِيمِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْعَرَبُ تَزِيدُ الْمِيمَ فِي أَحرف مِنْهَا قَوْلُهُمْ قَصْمَلَ الشيءَ إِذا كَسَره وأَصله قَصَل، وجَلْمَط رأْسه وأَصله جَلَطَ، قَالَ: والجُلْهُمَةُ في غير هذا القارةُ الضَّخمة. ابْنُ سِيدَهْ: الجُلْهُمَةُ كالجَلْهَة، زِيدَتِ الْمِيمُ فِيهِ وَغَيَّرَ الْبِنَاءَ مَعَ الزِّيَادَةِ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ بَعْضِ اللُّغَوِيِّينَ، وَلَيْسَ بِذَلِكَ المُقْتاس وَالصَّحِيحُ أَنه رُبَاعِيٌّ، وَسَيُذْكَرُ. وفلانٌ ابْنُ جَلْهَمة؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: نُرَى أَنه مِنْ جَلْهَتَي الوادي.
جنه: الجُنَهِيُّ الخَيزُرانُ؛ حَكَاهُ أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد لِلْحَزِينِ اللَّيْثِيِّ، وَيُقَالُ هُوَ لِلْفَرَزْدَقِ، يَمْدَحُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ زَيْنَ الْعَابِدِينَ:
فِي كَفِّه جُنَهِيٌّ رِيحُه عَبِقٌ،
…
مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ، فِي عِرْنِينِه شَمَمُ
وَيُرْوَى: فِي كَفِّهِ خَيْزُرانٌ؛ قَالَ: وَهُوَ العَسَطوسُ أَيضاً.
جهجه: الجَهْجَهَةُ: مِنْ صِيَاحِ الأَبطال فِي الْحَرْبِ وَغَيْرِهِمْ، وَقَدْ جَهْجَهُوا وتَجَهْجَهُوا؛ قَالَ:
فجاءَ دُون الزَّجْرِ والتَّجَهْجُهِ
وجَهْجَهَ بالإِبل: كَهَجْهَجَ. وجَهْجَه بِالسَّبُعِ وَغَيْرِهِ: صَاحَ بِهِ لَيَكُفَّ كهَجْهَجَ مَقْلُوبٌ؛ قَالَ:
جَهْجَهْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَه
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ: هَرَّجْتُ؛ وَقَالَ آخَرُ:
جَرَّدْتُ سَيْفِي، فَمَا أَدْرِي أَذا لِبَدٍ،
…
يَغْشَى المُجَهْجَهَ عَضُّ السَّيْفِ، أَم رَجُلا «2»
. أَبو عَمْرٍو: جَهَّ فلانٌ فُلَانًا إِذا رَدَّه. يُقَالُ: أَتاه فسأَله فَجَهَّهُ وأَوْأَبَهُ وأَصْفَحَه كلُّه إِذا ردَّه رَدّاً قَبِيحًا. وجَهْجَهَ الرجلَ: رَدَّه عَنْ كُلِّ شيء كهَجْهَج. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ:
أَن رَجُلًا مِنْ أَسْلَم عَدَا عَلَيْهِ ذئبٌ فانْتَزَعَ شَاةً مِنْ غَنِمِهِ فَجهْجأَه
أَي زبَرَه، وأَراد جَهْجَهَه فأَبدل الْهَاءَ هَمْزَةً لِكَثْرَةِ الهاءَات وَقُرْبِ الْمَخْرَجِ. ويومُ جُهْجوهٍ: يومٌ لِبَنِي تَمِيمٍ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَة «3» :
وَفِي يومِ جُهْجُوهٍ حَمَيْنا ذِمارَنا،
…
بعَقْرِ الصَّفايا، والجوادِ المُرَبَّبِ
وَذَلِكَ أَن عَوْفَ بْنَ حَارِثَةَ «4» . بْنِ سَلِيطٍ الأَصَمَّ ضَرَبَ خَطْمَ فرسِ مَالِكٍ بِالسَّيْفِ وَهُوَ مَرْبُوطٌ بفِناء القُبَّة فنَشِبَ فِي خَطْمه فَقَطَعَ الرَّسَنَ وَجَالَ فِي النَّاسِ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ جُوهْ جُوهْ، فَسُمِّيَ يوم جُهْجُوهٍ. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الفُرْسُ إِذا اسْتَصْوَبُوا فعلَ إِنسان قَالُوا جُوهْ جُوهْ. ابْنُ سِيدَهْ: وجَهْ جَهْ حِكَايَةُ صَوْتِ الأَبْطال فِي الْحَرْبِ، وجَهْ حِكَايَةُ صَوْتِ الأَبْطال، وجَهْ جَهْ تَسْكِينٌ للأَسد وَالذِّئْبِ وَغَيْرِهِمَا. وَيُقَالُ: تَجَهْجَهْ عَنِّي أَي انْتَهِ. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ:
(2). قوله [جردت إلخ] في المحكم هَكَذَا أَنْشَدَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، قال السيرافي المعروف: أوقدت ناري فما أدري إلخ
(3)
. قوله [قَالَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ] كذا في التهذيب، والذي في التكملة: متمم بن نويرة
(4)
. قوله [ابن حارثة] كذا بالأصل والتهذيب بالحاء المهملة والمثلثة، والذي في التكملة: ابن جارية بالجيم والمثناة التحتية