المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الظاء المعجمة - لسان العرب - جـ ١٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ن

- ‌حرف النون

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ه

- ‌حرف الهاء

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌ فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: ‌فصل الظاء المعجمة

طون: التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي الطُّونَةُ كثرة الماء.

طين: الطِّينُ: مَعْرُوفٌ الوَحَلُ، وَاحِدَتُهُ طِينةٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَوَاهِرِ الْمَوْصُوفِ بِهَا؛ حَكَى سِيبَوَيْهِ عن العرب: ممرت بصحيفةٍ طينٍ خاتَمُها، جَعَلَهُ صِفَةً لأَنه فِي مَعْنَى الْفِعْلِ، كأَنه قَالَ لَيّنٍ خَاتَمُهَا، وَالطَّانُ لُغَةٌ فِيهِ؛ قَالَ المُتَلمِّس:

بِطانٍ عَلَى صُمّ الصُّفي وبِكِلِّسِ

وَيُرْوَى:

يُطانُ بآجُرٍّ عَلَيْهِ ويُكْلَسُ

وَيَوْمٌ طانٌ: كَثِيرُ الطِّينِ، وَمَوْضِعٌ طانٌ كَذَلِكَ، يَصْلُحُ أَن يَكُونَ فَاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ وأَن يَكُونَ فَعَلًا. الْجَوْهَرِيُّ: يَوْمٌ طانٌ وَمَكَانٌ طانٌ وأَرض طانَةٌ كَثِيرَةُ الطِّينِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً

؛ قال أَبو إِسحق: نَصَبَ طِيناً عَلَى الْحَالِ أَي خَلَقْتَهُ فِي حَالِ طِينَتِهِ. والطِّينة: قِطْعَةٌ مِنَ الطِّينِ يُخْتَمُ بِهَا الصَّكُّ وَنَحْوُهُ. وطِنْتُ الكتابَ طَيْناً: جعلتُ عَلَيْهِ طِيناً لأَخْتِمَه بِهِ. وطانَ الكتابَ طَيْناً وطيَّنه: خَتَمَهُ بِالطِّينِ، هَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ أَطِنِ الكتابَ أَي اخْتِمْهُ، وطِينَتُه خَاتَمُهُ الَّذِي يُطَيَّن بِهِ. وطانَ الحائطَ والبيتَ والسطحَ طَيْناً وطَيَّنه: طَلَاهُ بِالطِّينِ. الْجَوْهَرِيُّ: طَيَّنْتُ السطحَ، وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُهُ وَيَقُولُ: طِنْتُ السطحَ، فَهُوَ مَطِينٌ؛ وأَنشد للمُثَقّب العبْدي:

فأَبْقَى باطِلي والجِدُّ مِنْهَا

كدُكَّانِ الدَّرابِنةِ المَطِينِ

. والطَّيَّانُ: صَانِعُ الطِّينِ، وَحِرْفَتُهُ الطِّيانةُ، وأَما الطَّيّانُ مِنَ الطَّوَى وَهُوَ الْجُوعُ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والطِّينة: الخِلْقة والجِبِلَّة. يُقَالُ: فُلَانٌ مِنَ الطِّينة الأُولى. وطانَهُ اللهُ عَلَى

الْخَيْرِ وطامَهُ أَي جَبَله عَلَيْهِ، وَهُوَ يَطِينُه؛ قَالَ:

أَلا تِلْكَ نفْسٌ طِينَ فِيهَا حَياؤُها

وَيُرْوَى طِيمَ؛ كَذَا أَنشده ابْنُ سِيدَهْ وَالْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده إِلى تِلْكَ بإِلى الجارَّة، قَالَ: وَالشِّعْرُ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ؛ وأَنشد الأَحمر:

لَئِنْ كَانَتِ الدُّنْيا لَهُ قَدْ تزَيَّنَتْ

عَلَى الأَرضِ، حَتَّى ضاقَ عَنْهَا فَضاؤُها

لَقَدْ كانَ حُرّاً يَسْتَحي أَن تَضُمَّه،

إِلى تِلْكَ، نَفْسٌ طِينَ فِيهَا حَياؤُها

. يُرِيدُ أَن الْحَيَاءَ مِنْ جِبِلَّتها وسَجِيَّتِها. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا مِنْ نفْسٍ مَنْفُوسةٍ تَمُوتُ فِيهَا مِثْقالُ نَمْلَةٍ مِنْ خَيْرٍ إِلَّا طِينَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ طَيْناً

أَي جُبِلَ عَلَيْهِ. يُقَالُ طانَه اللَّهُ عَلَى طِينَتِه أَي خَلَقه عَلَى جِبِلَّتِه. وطِينةُ الرَّجُلِ: خِلْقَتُه وأَصله، وطَيْناً مَصْدَرٌ مِنْ طانَ، وَيُرْوَى طِيمَ عَلَيْهِ، بِالْمِيمِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ. وَيُقَالُ لَقَدْ طانَني اللهُ عَلَى غَيْرِ طِينَتِك. ابْنُ الأَعرابي: طانَ فلانٌ وطامَ إِذا حَسُنَ عَمَلُه. وَيُقَالُ: مَا أَحسَنَ مَا طامَهُ وطانَه. وإِنه ليَابِس الطِّينةِ إِذا لَمْ يَكُنْ وَطِيئاً سَهْلًا. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ هُنَا فِلَسْطِين، بِكَسْرِ الْفَاءِ: بَلَدٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِلَسْطِين حَقُّهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ الْفَاءِ مِنْ حَرْفِ الطَّاءِ لِقَوْلِهِمْ فِلَسْطُون.

‌فصل الظاء المعجمة

ظعن: ظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً وظَعَناً، بِالتَّحْرِيكِ، وظُعوناً: ذَهَبَ وَسَارَ. وَقُرِئَ قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَ ظَعْنِكُمْ

،

وظَعَنِكم.

وأَظْعَنه هُوَ: سَيَّرَه؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ:

الظاعِنُونَ ولمَّا يُظْعِنُوا أَحداً،

والقائِلونَ: لِمَنْ دارٌ نُخَلِّيها

ص: 270

والظَّعْنُ: سَيْرُ الْبَادِيَةِ لنُجْعَةٍ أَو حُضُورِ ماءٍ أَو طَلَبِ مَرْبَعٍ أَو تَحَوُّلٍ مِنْ مَاءٍ إِلى مَاءٍ أَو مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ؛ وَقَدْ يُقَالُ لِكُلِّ شَاخِصٍ لِسَفَرٍ فِي حَجٍّ أَو غَزْوٍ أَو مَسير مِنْ مَدِينَةٍ إِلى أُخرى ظاعِنٌ، وَهُوَ ضِدُّ الخافِضِ، وَيُقَالُ: أَظاعِنٌ أَنت أَم مُقيم؟ والظُّعْنة: السَّفْرَة الْقَصِيرَةُ. والظَّعِينَة: الْجُمَلُ يُظْعَنُ عَلَيْهِ. والظَّعِينة: الهَوْدج تَكُونُ فِيهِ المرأَة، وَقِيلَ: هُوَ الْهَوْدَجُ، كَانَتْ فِيهِ أَو لَمْ تَكُنْ. والظَّعِينة: المرأَة فِي الْهَوْدَجِ، سُمِّيَتْ بِهِ عَلَى حَدِّ تَسْمِيَةِ الشَّيْءِ بِاسْمِ الشَّيْءِ لِقُرْبِهِ مِنْهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَتِ المرأَة ظَعِينة لأَنها تَظْعَنُ مَعَ زَوْجِهَا وَتُقِيمُ بإِقامته كَالْجَلِيسَةِ، وَلَا تُسَمَّى ظَعِينَة إِلا وَهِيَ فِي هَوْدَجٍ. وَعَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: كُلُّ امرأَة ظَعِينَةٌ فِي هَوْدَجٍ أَو غَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ ظَعائنُ وظُعْنٌ وظُعُنٌ وأَظْعانٌ وظُعُناتٌ؛ الأَخيرتان جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ:

لَهُمْ ظُعُناتٌ يَهْتَدِينَ برايةٍ،

كَمَا يَستَقِلُّ الطائرُ المُتَقَلِّبُ

وَقِيلَ: كُلُّ بَعِيرٍ يُوَطَّأُ لِلنِّسَاءِ فَهُوَ ظَعِينة، وإِنما سُمِّيَتِ النِّسَاءُ ظَعَائِن لأَنَّهنَّ يَكُنَّ فِي الهَوْادج. يُقَالُ: هِيَ ظَعينته وزَوْجُه وقَعِيدته وعِرْسه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الظَّعِينة الجَمَل الَّذِي يُرْكَب، وَتُسَمَّى المرأَة ظَعينة لأَنها تَرْكَبُهُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: لَا يُقَالُ حُمُول وَلَا ظُعُنٌ إِلَّا للإِبل الَّتِي عَلَيْهَا الْهَوَادِجُ، كَانَ فِيهَا نِسَاءٌ أَو لَمْ يَكُنْ. والظَّعينة: المرأَة فِي الْهَوْدَجِ، وإِذا لَمْ تَكُنْ فِيهِ فَلَيْسَتْ بظَعِينة؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثوم:

قِفِي قبلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينا،

نُخَبِّرْكِ اليَقينَ وتُخْبِرينا

قَالَ ابْنُ الأَنباري: الأَصل فِي الظَّعِينَةِ المرأَة تَكُونُ فِي هَوْدَجها، ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى سَمَّوْا زَوْجَةَ الرَّجُلِ ظَعِينة. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَكثر مَا يُقَالُ الظَّعينة للمرأَة الرَّاكِبَةِ؛ وأَنشد قَوْلَهُ:

تَبَصَّرْ خلِيلي، هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائنٍ

لِمَيَّةَ أَمثالِ النَّخيلِ المَخارِفِ؟

قَالَ: شَبَّهَ الْجِمَالَ عَلَيْهَا هَوَادِجُ النِّسَاءِ بِالنَّخِيلِ. وَفِي حَدِيثِ حُنين:

فإِذا بهَوازِنَ عَلَى بَكْرَةِ آبَائِهِمْ بظُعُنِهم وَشَائِهِمْ ونَعَمِهم

؛ الظُّعُنُ: النِّسَاءُ، وَاحِدَتُهَا ظَعينة؛ قَالَ: وأَصل الظَّعِينة الراحلةُ الَّتِي يُرْحَلُ ويُظْعَنُ عَلَيْهَا أَي يُسارُ، وَقِيلَ: الظَّعِينة المرأَة فِي الْهَوْدَجِ، ثُمَّ قِيلَ لِلْهَوْدَجِ بِلَا امرأَة وللمرأَة بِلَا هَوْدَجٍ ظَعينة. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه أَعطى حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةَ بَعِيرًا مُوَقَّعاً للظَّعينة

أَي لِلْهَوْدَجِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر: لَيْسَ فِي جَمَل ظَعِينَةٍ صدقةٌ

؛ إِن رُوِيَ بالإِضافة فالظَّعينة المرأَة، وإِن رُوِيَ بِالتَّنْوِينِ فَهُوَ الْجَمَلُ الَّذِي يُظْعَنُ عَلَيْهِ، والتاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ. واظَّعَنَتِ المرأَة الْبَعِيرَ: رَكِبَتْهُ. وَهَذَا بَعِيرٌ تَظَّعِنُه المرأَة أَي تَرْكَبُهُ فِي سَفَرِهَا وَفِي يَوْمِ ظَعْنِها، وَهِيَ تَفْتَعِلُه. والظَّعُون مِنَ الإِبل: الَّذِي تَرْكَبُهُ المرأَة خَاصَّةً، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُعْتَمَلُ ويُحْتَمَل عَلَيْهِ. والظِّعَانُ والظَّعُون: الحَبْل يُشَدُّ بِهِ الْهَوْدَجُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُشَدُّ بِهِ الْحِمْلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

لَهُ عُنُقٌ تُلْوَى بِمَا وُصِلَتْ به،

ودَفّانِ يَسْتاقانِ كلَّ ظِعَانِ

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلنَّابِغَةِ:

أَثَرْتُ الغَيَّ ثُمَّ نَزَعْت عَنْهُ،

كَمَا حادَ الأَزَبُّ عَنِ الظِّعَانِ

والظَعُنُ والظَّعَنُ: الظّاعِنُون، فالظُّعُن جَمْعُ ظاعِنٍ، والظَّعَنُ اسْمُ الْجَمْعِ؛ فأَما قَوْلُهُ:

ص: 271

أَو تُصْبِحي فِي الظَّاعِنِ المُوَلِّي

. فَعَلَى إِرادة الْجِنْسِ. والظِّعْنَة: الْحَالُ، كالرِّحْلة. وَفَرَسٌ مِظْعانٌ: سَهْلة السَّير، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. وظاعِنَةُ بْنُ مُرٍّ: أَخو تَمِيمٍ، غَلَبَهُمْ قَوْمُهُمْ فرَحَلُوا عَنْهُمْ. وَفِي الْمَثَلِ: عَلَى كُرْه ظَعَنَتْ ظاعِنَةٌ. وَذُو الظُّعَيْنَةِ: مَوْضِعٌ. وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ: صَاحِبُ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم.

ظنن: الْمُحْكَمُ: الظَّنُّ شَكٌّ وَيَقِينٌ إِلَّا أَنه لَيْسَ بيقينِ عِيانٍ، إِنما هُوَ يقينُ تَدَبُّرٍ، فأَما يَقِينُ العِيَانِ فَلَا يُقَالُ فِيهِ إِلَّا عَلِمَ، وَهُوَ يَكُونُ اسْمًا وَمَصْدَرًا، وجمعُ الظَّنِّ الَّذِي هُوَ الِاسْمُ ظُنُون، وأَما قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا

، بِالْوَقْفِ وَتَرْكِ الْوَصْلِ، فإِنما فعلوا ذلك لأَن رؤُوس الآيات عندهم فواصل، ورؤُوس الْآيِ وَفَوَاصِلُهَا يَجْرِي فِيهَا مَا يَجْرِي فِي أَواخِرِ الأَبياتِ وَالْفَوَاصِلِ، لأَنه إِنما خُوطِبَ الْعَرَبُ بِمَا يَعْقِلُونَهُ فِي الْكَلَامِ المؤَلف، فيُدَلُّ بِالْوَقْفِ فِي هَذِهِ الأَشياء وَزِيَادَةِ الْحُرُوفِ فِيهَا نَحْوِ الظُّنُونا والسَّبيلا والرَّسولا، عَلَى أَنَّ ذَلِكَ الْكَلَامَ قَدْ تمَّ وَانْقَطَعَ، وأَنَّ مَا بَعْدَهُ مستأْنف، وَيَكْرَهُونَ أَن يَصلُوا فيَدْعُوهم ذَلِكَ إِلى مُخَالَفَةِ الْمُصْحَفِ. وأَظَانِينُ، عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

لأَصْبَحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَباعيةً،

فاقْعُد لَهَا ودَعَنْ عَنْكَ الأَظَانِينا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ الأَظَانين جَمْعَ أُظْنُونة إِلَّا أَني لَا أَعرفها. التَّهْذِيبُ: الظَّنُّ يقينٌ وشَكّ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ:

ظَنِّي بِهِمْ كعَسَى، وَهُمْ بتَنُوفَةٍ

يَتَنازَعُون جَوائزَ الأَمْثالِ

يَقُولُ: الْيَقِينَ مِنْهُمْ كَعَسَى، وَعَسَى شَكٌّ؛ وَقَالَ شِمْرٌ: قَالَ أَبو عَمْرٍو مَعْنَاهُ مَا يُظَنُّ بِهِمْ مِنَ الْخَيْرِ فَهُوَ وَاجِبٌ وَعَسَى مِنَ اللَّهِ وَاجِبٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ

؛ أَي عَلِمْتُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا

؛ أَي عَلِمُوا، يَعْنِي الرُّسُلَ، أَنَّ قَوْمَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ فَلَا يَصْدُقُونَهُمْ، وَهِيَ قِرَاءَةُ أَبي عَمْرٍو وَابْنِ كَثِيرٍ وَنَافِعٍ وَابْنِ عَامِرٍ بِالتَّشْدِيدِ، وَبِهِ قرأَت عَائِشَةُ وَفَسَّرَتْهُ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الظَّنُّ مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَقَدْ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْعِلْمِ، قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة:

فَقُلْتُ لَهُمْ: ظُنُّوا بأَلْفَيْ مُدَجَّج،

سَرَاتُهُمُ فِي الفارِسِيِّ المُسَرَّدِ

. أَي اسْتَيْقِنُوا، وإِنما يخوِّف عَدُوَّهُ بِالْيَقِينِ لَا بِالشَّكِّ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِياكم والظَّنَّ فإنَّ الظَّنَّ أَكذبُ الْحَدِيثِ

؛ أَراد الشكَّ يَعْرِضُ لَكَ فِي الشَّيْءِ فَتُحَقِّقُهُ وَتَحْكُمُ بِهِ، وَقِيلَ: أَراد إِياكم وَسُوءَ الظَّن وتحقيقَه دُونَ مَبَادِي الظُّنُون الَّتِي لَا تُمْلَكُ وَخَوَاطِرِ الْقُلُوبِ الَّتِي لَا تُدْفع؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

وإِذا ظَنَنْتَ فَلَا تُحَقِّقْ

؛ قَالَ: وَقَدْ يَجِيءُ الظَّن بِمَعْنَى الْعِلْمِ؛ وَفِي حَدِيثِ

أُسَيْد بْنِ حُضَيْر: وظَنَنَّا أَنْ لَمْ يَجُدْ عَلَيْهِمَا

أَي عَلِمْنا. وَفِي حَدِيثِ

عُبَيدة: قَالَ أَنس سأَلته عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ*؛ فأَشار بِيَدِهِ فظَنَنْتُ مَا قَالَ

أَي عَلِمْتُ. وظَنَنْتُ الشيءَ أَظُنُّه ظَنّاً واظَّنَنْتُه واظْطَنَنْتُه وتَظَنَّنْته وتَظَنَّيْتُه عَلَى التَّحْوِيلِ؛ قَالَ:

كالذِّئْبِ وَسْطَ العُنَّه،

إِلَّا تَرَهْ تَظَنَّهْ

أَراد تَظَنَّنْه، ثمَّ حَوَّلَ إِحدى النُّونَيْنِ يَاءً، ثُمَّ حَذَفَ لِلْجَزْمِ، وَيُرْوَى تَطَنَّه. وَقَوْلُهُ: تَرَه أَراد

ص: 272

إِلَّا تَرَ، ثُمَّ بيَّن الْحَرَكَةَ فِي الْوَقْفِ بِالْهَاءِ فَقَالَ تَرَهْ، ثُمَّ أَجرى الْوَصْلَ مُجْرَى الْوَقْفِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ بَنِي سُلَيْم: لَقَدْ ظَنْتُ ذَلِكَ أَي ظَنَنْتُ، فَحَذَفُوا كَمَا حَذَفُوا ظَلْتُ ومَسْتُ وَمَا أَحَسْتُ ذَاكَ، وَهِيَ سُلَمِيَّةٌ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما قَوْلُهُمْ ظَنَنْتُ بِهِ فَمَعْنَاهُ جَعَلْتُهُ مَوْضِعَ ظَنِّي، وَلَيْسَتِ الْبَاءُ هُنَا بمنزلتها فِي: كَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا، إِذ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ يَجُزِ السَّكْتُ عَلَيْهِ كأَنك قُلْتَ ظَنَنْتُ فِي الدَّارِ، وَمِثْلُهُ شَككت فِيهِ، وأَما ظَنَنْتُ ذَلِكَ فَعَلَى الْمَصْدَرِ. وظَنَنْتُه ظَنّاً وأَظْنَنْتُه واظْطَنَنْتُه: اتَّهَمْتُه. والظِّنَّة: التُّهَمَة. ابْنُ سِيدَهْ: وَهِيَ الظِّنَّة والطِّنَّة، قَلَبُوا الظَّاءَ طَاءً هَاهُنَا قَلْبًا، وإِن لَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ إِدغام لِاعْتِيَادِهِمُ اطَّنَّ ومُطَّنٌ واطِّنانٌ، كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ الدِّكرَ، حَمْلًا عَلَى ادَّكَر. والظَّنِينُ: المُتَّهم الَّذِي تُظَنُّ بِهِ التُّهْمَةُ، وَمَصْدَرُهُ الظِّنَّة، وَالْجَمْعُ الظِّنَنُ؛ يُقَالُ مِنْهُ: اظَّنَّه واطَّنَّه، بِالطَّاءِ وَالظَّاءِ، إِذا اتَّهَمَهُ. وَرَجُلٌ ظَنِين: مُتَّهم مِنْ قَوْمٍ أَظِنَّاء بَيِّنِي الظِّنَّة والظِّنَانَةِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بِظَنِينٍ، أَي بمُتَّهَمٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَعْنَاهُ مَا هُوَ عَلَى مَا يُنْبِئُ عَنِ اللَّهِ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ بِمُتَّهَمٍ، قَالَ: وَهَذَا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ، عليه السلام. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَيُقَالُ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بظَنِين أَي بِضَعِيفٍ، يَقُولُ: هُوَ مُحْتَمِلٌ لَهُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ الضَّعِيفِ أَو الْقَلِيلِ الْحِيلَةِ: هُوَ ظَنُون؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ بعضَ قُضَاعة يَقُولُ: رُبَّمَا دَلَّكَ عَلَى الرَّأْي الظَّنُونُ؛ يُرِيدُ الضَّعِيفَ مِنَ الرِّجَالِ، فإِن يَكُنْ مَعْنَى ظَنِين ضَعِيفًا فَهُوَ كَمَا قِيلَ مَاءٌ شَروبٌ وشَرِيبٌ وقَرُوني وقَرِيني وقَرُونَتي وقَرِينَتي، وَهِيَ النَّفْسُ والعَزِيمة. وَقَالَ

ابْنُ سِيرِينَ: مَا كَانَ عليٌّ يُظَّنُّ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ وَكَانَ الَّذِي يُظَّنُّ فِي قَتْلِهِ غَيْرِهِ

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ يُظَّنُّ يَعْنِي يُتَّهم، وأَصله مِنَ الظَّنِّ، إِنما هُوَ يُفْتَعل مِنْهُ، وَكَانَ فِي الأَصل يُظْتَنُّ، فَثَقُلَتِ الظَّاءُ مَعَ التَّاءِ فَقُلِبَتْ ظَاءً مُعْجَمَةً، ثُمَّ أُدْغِمَتْ، وَيُرْوَى بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تقدَّم؛ وأَنشد:

وَمَا كلُّ مَنْ يَظَّنُّني أَنا مُعْتِبٌ،

وَلَا كُلُّ مَا يُرْوى عَلَيَّ أَقُولُ

. وَمِثْلُهُ:

هُوَ الجَوادُ الَّذِي يُعْطِيك نائلَه

عَفْواً، ويُظْلَمُ أَحياناً فَيَظَّلِمُ

. كَانَ فِي الأَصل فيَظْتَلِمُ، فَقُلِبَتِ التَّاءُ ظَاءً وأُدغمت فِي الظَّاءِ فَشُدِّدَتْ. أَبو عُبَيْدَةَ: تَظَنَّيْت مِنْ ظَننْتُ، وأَصله تَظَنَنَّتْ، فَكَثُرَتِ النُّونَاتُ فَقُلِبَتْ إِحداها يَاءً كَمَا قالو قَصَّيْتُ أَظفاري، والأَصل قصَّصتُ أَظفاري، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ عَنِ الْفَرَّاءِ: مَا كُلُّ مَنْ يَظْتَنُّنِي. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: الظَّنِينُ المُتَّهَم، وأَصله المَظْنُون، وَهُوَ مِنْ ظَنَنْتُ الَّذِي يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ. تَقُولُ: ظَنَنْتُ بِزَيْدٍ وَظَنَنْتُ زَيْدًا أَي اتَّهَمْتُ؛ وأَنشد لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ:

فَلَا ويَمينُ اللَّهِ، لَا عَنْ جِنايةٍ

هُجِرْتُ، ولكِنَّ الظَّنِينَ ظَنِينُ

. وَنَسَبَ ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ لنَهارِ بْنِ تَوْسِعَة. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ ظَنِين

أَي مُتَّهَم فِي دِينِهِ، فَعِيلٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنَ الظِّنَّة التُّهَمَةِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الآخَر:

وَلَا ظَنِينَ فِي وَلاءٍ

، هُوَ الَّذِي يَنْتَمِي إِلى غَيْرِ مَوَالِيهِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ لِلتُّهْمَةِ. وَتَقُولُ ظَنَنْتُك زَيْدًا وظَنَنْتُ زَيْدًا إِياك؛ تَضَعُ الْمُنْفَصِلَ مَوْضِعَ الْمُتَّصِلَ فِي الْكِنَايَةِ عَنْ الِاسْمِ وَالْخَبَرِ لأَنهما مُنْفَصِلَانِ فِي الأَصل

ص: 273

لأَنهما مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ. والمَظِنَّةُ والمِظَنَّة: بيتٌ يُظَنُّ فِيهِ الشَّيْءُ. وَفُلَانٌ مَظِنَّةٌ مِنْ كَذَا ومَئِنَّة أَي مَعْلَمٌ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:

يَسِطُ البُيوتَ لِكَيْ يكونَ مَظِنَّةً،

مِنْ حَيْثُ تُوضعُ جَفْنَةُ المُسْتَرْفِدِ

الْجَوْهَرِيُّ: مَظِنَّةُ الشَّيْءِ مَوْضِعه ومأْلَفُه الَّذِي يُظَنُّ كَوْنُهُ فِيهِ، وَالْجَمْعُ المَظانُّ. يُقَالُ: مَوْضِعُ كَذَا مَظِنَّة مِنْ فُلَانٍ أَي مَعْلَم مِنْهُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

فإِنْ يكُ عامِرٌ قَدْ قالَ جَهْلًا،

فإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهْلِ الشَّبَابُ

وَيُرْوَى: السِّبَابُ، وَيُرْوَى: مَطِيَّة، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَصمعي أَنشدني أَبو عُلْبة بْنُ أَبي عُلْبة الفَزارِي بمَحْضَرٍ مِنْ خَلَفٍ الأَحْمرِ:

فإِن مَطِيَّةَ الْجَهْلِ الشَّبَابُ

. لأَنه يَسْتَوْطِئه كَمَا تُسْتَوطأُ المَطِيَّةُ. وَفِي حَدِيثِ

صِلَةَ بْنِ أُشَيْمٍ: طلبتُ الدُّنْيَا مِنْ مَظانِّ حَلَالِهَا

؛ المَظانُّ جَمْعُ مَظِنَّة، بِكَسْرِ الظَّاءِ، وَهِيَ مَوْضِعُ الشَّيْءِ ومَعْدِنه، مَفْعِلَةٌ مِنَ الظَّنِّ بِمَعْنَى الْعِلْمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَكَانَ الْقِيَاسُ فَتْحَ الظَّاءِ وإِنما كُسِرَتْ لأَجل الْهَاءِ، الْمَعْنَى طَلَبْتُهَا فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي يُعْلَمُ فِيهَا الْحَلَالُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

خَيْرُ النَّاسِ رجلٌ يَطْلُبُ الموتَ مَظَانَّهُ

أَي مَعْدِنَه وَمَكَانَهُ الْمَعْرُوفَ بِهِ أَي إِذا طُلِبَ وَجِدَ فِيهِ، وَاحِدَتُهَا مَظِنَّة، بِالْكَسْرِ، وَهِيَ مَفْعِلَة مِنَ الظَّنِّ أَي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُظَّنُّ بِهِ الشَّيْءُ؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ مِنْ الظَّنِّ بِمَعْنَى الْعِلْمِ وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَمَنْ تَظَنُ

أَي مَنْ تَتَّهِمُ، وأَصله تَظْتَنُّ مِنَ الظِّنَّة التُّهَمَةِ، فأَدغم الظاء فِي التَّاءِ ثُمَّ أَبدل مِنْهَا طَاءً مُشَدَّدَةً كَمَا يُقَالُ مُطَّلِم فِي مُظَّلِم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَورده أَبو مُوسَى فِي بَابِ الطَّاءِ وَذَكَرَ أَن صَاحِبَ التَّتِمَّةِ أَورده فِيهِ لِظَاهِرِ لَفْظِهِ، قَالَ: وَلَوْ رُوِيَ بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ لِجَازَ. يُقَالُ: مُطَّلِم ومُظَّلِم ومُظْطَلِم كَمَا يُقَالُ مُدَّكر ومُذَّكر ومُذْدَكر. وإِنه لمَظِنَّةٌ أَن يَفْعَلَ ذَاكَ أَي خَلِيقٌ مِنْ أَن يُظَنَّ بِهِ فِعْلُه، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَنَظَرْتُ إِلى أَظَنّهم أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ أَي إِلى أَخْلَقِهم أَن أَظُنَّ بِهِ ذَلِكَ. وأَظْنَنْتُه الشيءَ: أَوْهَمْتُه إِياه. وأَظْنَنْتُ بِهِ الناسَ: عَرَّضْتُه لِلتُّهْمَةِ. والظَّنِينُ: المُعادِي لِسُوءِ ظَنِّه وسُوءِ الظَّنِّ بِهِ. والظَّنُونُ: الرجل السَّيِءِ الظَّنِّ، وقيل: السَّيّءِ الظَّنِّ بِكُلِّ أَحد. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: احْتَجِزُوا مِنَ النَّاسِ بسوءِ الظَّنِ

أَي لَا تَثِقُوا بِكُلِّ أَحد فإِنه أَسلم لَكُمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: الحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كرَّم الله وَجْهُهُ: إِن الْمُؤْمِنَ لَا يُمْسي ولا يُصْبِحُ إِلّا ونَفْسُه ظَنُونٌ عِنْدَهُ

أَي مُتَّهَمَة لَدَيْهِ. وَفِي حَدِيثُ

عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير: السَّوْآءُ بِنْتُ السَّيِّدِ أَحَبُّ إِليّ مِنَ الحسْناء بِنْتِ الظَّنُونِ

أَي المُتَّهَمة. والظَّنُونُ: الرَّجُلُ الْقَلِيلُ الْخَيْرِ. ابْنُ سِيدَهْ: الظَّنينُ الْقَلِيلُ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تسأَله وتَظُنُّ بِهِ الْمَنْعَ فَيَكُونُ كَمَا ظَنَنْتَ. وَرَجُلٌ ظَنُونٌ: لَا يُوثَق بِخَبَرِهِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

أَلا أَبْلِغْ لدَيْكَ بَنِي تَميمٍ،

وَقَدْ يأْتيك بالخَبَرِ الظَّنُونُ

. أَبو طَالِبٍ: الظَّنُونُ المُتَّهَمُ فِي عَقْلِهِ، والظَّنُونُ كُلُّ مَا لَا يُوثَقُ بِهِ مِنْ مَاءٍ أَو غَيْرِهِ. يُقَالُ: عِلْمُه بِالشَّيْءِ ظَنونٌ إِذا لَمْ يُوْثَقُ بِهِ؛ قَالَ:

كصَخْرَةَ إِذ تُسائِلُ فِي مَرَاحٍ

وَفِي حَزْمٍ، وعِلْمُهما ظَنُونُ

ص: 274