المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الْكَبِيرُ، وَقِيلَ: الشَّيْخُ الْفَانِي، وَالْيَاءُ فِيهِ أَصلية؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ - لسان العرب - جـ ١٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ن

- ‌حرف النون

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ه

- ‌حرف الهاء

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌ فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: الْكَبِيرُ، وَقِيلَ: الشَّيْخُ الْفَانِي، وَالْيَاءُ فِيهِ أَصلية؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ

الْكَبِيرُ، وَقِيلَ: الشَّيْخُ الْفَانِي، وَالْيَاءُ فِيهِ أَصلية؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ هُوَ عَلَى تَقْدِيرِ يَفْعَلُ لأَن الدَّهْرَ فَنَّه وأَبلاه، وَسَنَذْكُرُهُ فِي يفن. والفَيْنانُ: فرس قرانة بْنِ عُوَيَّة الضَّبّيّ، وَاللَّهُ أَعلم.

فنفن: فَنْفَنَ الرجلُ إِذَا فَرَّقَ إِبِلَهُ كَسَلًا وتوانِياً.

فهكن: تَفَهْكَن الرجلُ: تنَدَّم؛ حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ، وَلَيْسَ بثَبت.

فون: التَّهْذِيبُ: التَّفَوُّن الْبَرَكَةُ وحُسْن النَّماء.

فين: الفَيْنةُ: الحينُ. حَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: لَقِيتُهُ فَيْنةَ، والفَيْنةَ بَعْدَ الفَيْنة، وَفِي الفَيْنة، قَالَ: فَهَذَا مِمَّا اعْتَقب عَلَيْهِ تَعْرِيفَانِ: تَعْرِيفُ الْعَلَمِيَّةِ، والأَلف وَاللَّامُ، كَقَوْلِكَ شَعوب والشَّعُوب لِلْمَنِيَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا مِنْ مَوْلُودٍ إلَّا وَلَهُ ذَنْبٌ قَدِ اعْتاده الفَيْنة بَعْدَ الفَيْنَة

أَي الْحِينَ بَعْدَ الْحِينِ وَالسَّاعَةَ بَعْدَ السَّاعَةِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: فِي فَيْنة الارْتِياد وَرَاحَةِ الأَجساد.

الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: الفَيْنة الْوَقْتُ مِنَ الزَّمَانِ، قَالَ: وَإِنْ أَخذتَ قَوْلَهُمْ شَعَرٌ فَيْنانٌ مِنَ الفَنَن، وَهُوَ الْغُصْنُ، صَرَفْتَهُ فِي حَالَيِ النَّكِرَةِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَإِنْ أَخذته مِنَ الفَيْنة، وَهُوَ الْوَقْتُ مِنَ الزَّمَانِ، أَلحقته بِبَابِ فَعْلان وفَعْلانة فَصَرَفْتَهُ فِي النَّكِرَةِ وَلَمْ تَصْرِفْهُ فِي الْمَعْرِفَةِ. وَرَجُلٌ فَيْنانٌ: حَسَنُ الشَّعَرِ طَوِيلُهُ، وَهُوَ فَعْلان؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلْعَجَّاجِ:

إِذْ أَنا فَيْنانٌ أُناغِي الكُعَّبا

وَقَالَ آخَرُ:

فرُبَّ فَيْنانٍ طويلٍ أَمَمُه،

ذِي غُسُناتٍ قَدْ دَعاني أَحْزُمُه

وَقَالَ الشَّاعِرُ:

وأَحْوَى، كأَيْمِ الضالِ أَطرقَ بعد ما حَبا،

تحتَ فَيْنانٍ مِنَ الظِّلِّ وارفِ

يُقَالُ: ظِلٌّ وارِفٌ أَي واسعٌ ممتدٌّ؛ قَالَ: وَقَالَ آخَرُ:

أَمَا تَرَى شَمَطاً فِي الرأْسِ لاحَ بِهِ،

مِنْ بَعْدِ أَسْودَ داجِي اللَّوْنِ فَيْنانِ

والفَيْناتُ: الساعاتُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ إِنِّي لِآتِي فُلَانًا الفَيْنَةَ بَعْدَ الفَيْنَةِ أَيِ آتِيهِ الحِينَ بَعْدَ الْحِينِ، وَالْوَقْتَ بَعْدَ الْوَقْتِ وَلَا أُدِيمُ الاختلافَ إِلَيْهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَا أَلْقَاهُ إلَّا الفَيْنَةَ بعد القَيْنَة أَيِ المرَّةَ بعدَ المرَّة، وإنْ شِئْتَ حَذَفْتَ الأَلف وَاللَّامَ فَقُلْتَ لَقيته فَيْنَةَ، كَمَا يُقَالُ لَقِيتُهُ النَّدَرَى وَفِي نَدَرَى، وَاللَّهُ أَعلم.

‌فصل القاف

قأن: القَأْنُ: شَجَرٌ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وَتَرْكُ الْهَمْزِ فيه أَعرف.

قَبَنَ: قَبَنَ الرجلُ يَقْبِنُ قُبُوناً: ذَهَبَ فِي الأَرض. واقْبأَنَّ اقْبِئناناً: انْقَبَضَ كاكْبَأَنَّ. ابْنُ بُزُرْج: المُقْبَئِنُّ الْمُنْقَبِضُ المُنْخَنِسُ. وأَقْبَنَ إِذَا انْهَزَمَ مِنْ عدوِّه. وأَقْبَنَ إِذَا أَسرع عَدْواً فِي أَمان. والقَبِينُ: المُنْكمِش فِي أُموره. والقَمينُ: السَّرِيعُ. والقَبَّانُ: الَّذِي يُوزَنُ بِهِ، لَا أَدري أَعربيّ أَم معرَّب. الْجَوْهَرِيُّ: القَبَّانُ القُسْطاسُ، مُعَرَّب. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: إِنِّي أَسْتَعِينُ بقُوَّةِ الْفَاجِرِ ثُمَّ أَكون عَلَى قَفَّانه

، قَالَ: يَقُولُ أَكُونُ عَلَى تَتَبُّعِ أَمره حَتَّى أَسْتَقْصِيَ عِلْمَه وأَعْرِفَه؛ قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي قَفَّانُ كلِّ شَيْءٍ جِماعُه وَاسْتِقْصَاءُ مَعْرِفَتِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا أَحْسَبُ هذه الكلمة عربية إنما أَصلها قَبَّان، وَمِنْهُ قَوْلُ العامة: فلان قَبَّانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذَا كَانَ بِمَنْزِلَةِ الأَمين عَلَيْهِ

ص: 329

وَالرَّئِيسِ الَّذِي يَتَتَبَّعُ أَمره وَيُحَاسِبُهُ، وَبِهَذَا سُمِّيَ المِيزانُ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ القَبَّانُ، القبَّانَ. وحِمارُ قَبَّانَ: دُوَيْبَّةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ:

يَا عَجَباً لَقَدْ رأَيتُ عَجبا:

حِمارَ قَبَّانَ يَسُوقُ أَرْنَبا،

خاطِمَها زَأَمَّهَا أَنْ تَذْهَبا

الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ هُوَ فَعَّالٌ،. وَالْوَجْهُ أَن يَكُونَ فَعْلانَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ فَعْلانُ وَلَيْسَ بفَعَّالٍ؛ قَالَ: وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه فَعْلَانُ امتناعُه مِنَ الصَّرْف بِدَلِيلِ قَوْلِ الرَّاجِزِ:

حِمارَ قَبَّانَ يَسُوقُ أَرنبا

وَلَوْ كَانَ فَعَّالًا لانصرف.

قتن: رَجُلٌ قَتِينٌ: قَلِيلُ الطُّعْم وَاللَّحْمِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ. وجاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، حِينَ زوَّجَ ابْنَةَ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ قَالَ: مَنْ أَدُلُّه عَلَى القَتِينِ

؛ يَعْنِي الْقَلِيلَةَ الطُّعْمِ. قَتُنَ، بِالضَّمِّ، يَقْتُنُ قَتَانة: صَارَ قَلِيلَ الطُّعْم، فَهُوَ قَتِين، وَالِاسْمُ القَتَنُ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيضاً عَنِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ فِي امرأَة: إِنَّهَا وَضِيئة قَتِينٌ

؛ القَتِينُ: الْقَلِيلَةُ الطُّعْمِ؛ يُقَالُ مِنْهُ: امرأَة قَتِينٌ بَيِّنَةُ القَتَانة والقَتَنِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: وَكَذَلِكَ الرجلُ. وَرَجُلٌ قَتَنٌ أَيضاً: قَلِيلُ اللَّحْمِ. وقُرادٌ قَتِينٌ: قَلِيلُ الدَّمِ: قَالَ الشَّمَّاخ فِي نَاقَتِهِ:

وَقَدْ عَرِقَتْ مَغابِنُها، وجادَتْ

بدِرَّتها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ

الْجَوْهَرِيُّ: وَيُسَمَّى القُرادُ قَتِيناً لِقِلَّةِ دَمِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ القَتينِ المرأَةِ الْقَلِيلَةِ الطُّعْم مَا رُوِيَ:

أَن رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ فلانةَ، فَقَالَ: بَخٍ تَزَوَّجْتَ بِكْراً قَتِيناً

أَيْ قَلِيلَةَ الطُّعْم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيُحْتَمَلُ أَن يُرَادَ بِذَلِكَ قِلَّةُ الجِماعِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

عَلَيْكُمْ بالأَبْكارِ فإنهنَّ أَرْضَى بِالْيَسِيرِ

، قَالَ: وَالصَّوَابُ أَن يُقَالَ سُمِّيَ القُراد قَتِيناً لِقِلَّةِ طُعْمه لأَنه يُقِيمُ المدَّة الطَّوِيلَةَ مِنَ الزَّمَانِ لَا يَطْعَمُ شَيْئًا. وَقَوْلُهُ: قِرَى حَجِنٍ؛ الحَجِنُ الْقَلِيلُ الطُّعْم، وقِرَى بَدَلٌ مِنْ دِرَّتها، جَعَلَ عَرَقَ هَذِهِ النَّاقَةِ قُوتًا للقُراد، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قِرَى مَفْعُولًا مِنْ أَجله. والقَتِينُ والقَنِيتُ واحدٌ مِنَ النِّسَاءِ: وَهِيَ الْقَلِيلَةُ الطُّعْم النَّحِيفَةُ، وَقِيلَ: القَتُون مِنْ أَسماء القُراد، وَلَيْسَ بصفةٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقِلَّةِ دَمِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والقَتِينُ السِّنَانُ اليابِسُ الَّذِي لَا يَنْشَفُ دَماً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ:

يُحاوِلُ أَنْ يَقُومَ، وَقَدْ مَضَتْهُ

مُغابِنةٌ بِذِي خُرُصٍ قَتِينِ

المُغابِنَةُ: تَغْبِنُ مِنْ لَحْمِهِ أَي تَثْنيه. والقاتنُ: الشَّدِيدُ السَّوَادِ. وسِنَانٌ قَتِينٌ: دَقِيقٌ، ومَسْكٌ قاتنٌ. وقَتَنَ المَسْكُ قُتُوناً: يَبِسَ وَلَا نَدَى فِيهِ. وأَسْوَدُ قاتنٌ: كقاتِمٍ؛ قَالَ الطِّرمَّاحُ:

كطَوْفِ مُتَلِّي حَجَّةٍ بين عَبْعَبٍ

وقُرَّة، مُسْوَدّ مِنَ النَّسْكِ قاتِنِ

عَبْعَبُ وقُرَّةُ: صَنمان. قَالَ ابْنُ جِنِّي: ذَهَبَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْباني إِلَى أَنه أَراد قاتِمٍ أَي أَسْودَ، فأَبدل الْمِيمَ نُونًا، قَالَ: وَقَدْ يُمْكِنُ غيرُ مَا قَالَ؛ وَذَلِكَ أَنه يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِقَوْلِهِ قاتِن فَاعِلًا مِنْ قَوْلِ الشَّمَّاخ:

قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ

وَدَمٌ قاتِنٌ وقاتِمٌ: وَذَلِكَ إِذَا يَبِسَ واسْوَدَّ، وأَنشد بَيْتَ الطِّرِمَّاحِ. والقَتِينُ: الرُّمْح. والقَتَين:

ص: 330

الْحَقِيرُ الضَّئِيلُ، وَكَذَلِكَ يَكُونُ بَيْتُ الطِّرِمَّاحِ أَيْ مُسْوَدّ مِنَ النَّسْكِ، حَقيرٍ للضَّرِّ والجَهْدِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ بَدَلًا. والقَتانُ: الغُبار كالقَتام؛ أَنشد يَعْقُوبُ:

عادَتُنا الجلادُ والطِّعانُ،

إِذَا عَلَا فِي المَأْزِقِ القَتَانُ

وَزَعَمَ فِيهِ مثلَ مَا زعم في قَاتِنٍ.

قحزن: ضَرَبَهُ فقَحْزَنه، بِالزَّايِ، أَي صَرَعه. ابْنُ الأَعرابي: قَحْزَنه وقَحْزَله وَضَرَبَهُ حَتَّى تَقَحْزَنَ وتَقَحْزَل أَي حَتَّى وَقَعَ. الأَزهري: القَحْزَنَة الْعَصَا. غَيْرُهُ: القَحْزَنة ضَرْبٌ مِنَ الخَشَبِ طُولُهَا ذِرَاعٌ أَو شِبْرٌ نَحْوَ الْعَصَا. حَكَى اللِّحْيَانِيُّ: ضَرَبْناهم بقَحازِننا فارْجَعَنُّوا أَي بِعِصِيِّنا فاضْطَجَعُوا. والقَحْزَنَة: الهراوَةُ؛ وأَنشد:

جَلَدْتُ جَعارِ، عندَ بَابِ وِجارِها،

بقَحْزَنَتي عن جَنْبِها جَلَداتِ

قدن: التَّهْذِيبَ: ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي القَدْنُ الْكِفَايَةُ والحَسْبُ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ القَدْنَ اسْمًا وَاحِدًا مِنْ قَوْلِهِمْ قَدْنِي كَذَا وَكَذَا أَي حَسْبي، وَرُبَّمَا حَذَفُوا النُّونَ فَقَالُوا قَدِي، وَكَذَلِكَ قَطْني، والله أَعلم.

قرن: القَرْنُ للثَّوْر وَغَيْرِهِ: الرَّوْقُ، وَالْجَمْعُ قُرون، لَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَمَوْضِعُهُ مِنْ رأْس الإِنسان قَرْنٌ أَيضاً، وَجَمْعُهُ قُرون. وكَبْشٌ أَقْرَنُ: كَبِيرُ القَرْنَين، وَكَذَلِكَ التَّيْسُ، والأُنثى قَرْناء؛ والقَرَنُ مَصْدَرُ. كَبْشٌ أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَن. ورُمْح مَقْرُون: سِنانُه مِنْ قَرْن؛ وَذَلِكَ أَنهم رُبَّمَا جَعَلُوا أَسِنَّةَ رِمَاحِهِمْ مِنْ قُرُون الظِّبَاءِ وَالْبَقْرِ الْوَحْشِيِّ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

وكنَّا إِذَا جَبَّارُ قومٍ أَرادنا

بكَيْدٍ، حَمَلْناه عَلَى قَرْنِ أَعْفَرا

وَقَوْلُهُ:

ورامِحٍ قَدْ رَفَعْتُ هادِيَهُ

مِنْ فوقِ رُمْحٍ، فظَلَّ مَقْرُونا

فَسَّرَهُ بِمَا قَدَّمْنَاهُ. والقَرْنُ: الذُّؤابة، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ ذُؤابة المرأَة وَضَفِيرَتَهَا، وَالْجَمْعُ قُرون. وقَرْنا الجَرادةِ: شَعرتانِ فِي رأْسها. وقَرْنُ الرجلِ: حَدُّ رأْسه وجانِبُه. وقَرْنُ الأَكمة: رأْسها. وقَرْنُ الْجَبَلِ: أَعلاه، وجمعها قِرانٌ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ:

ومِعْزًى هَدِياً تَعْلُو

قِرانَ الأَرضِ سُودانا «2»

. وَفِي حَدِيثِ

قَيْلة: فأَصابتْ ظُبَتُه طَائِفَةً مِنْ قُرونِ رأْسِيَهْ

أَي بعضَ نَوَاحِي رأْسي. وحَيَّةٌ قَرْناءُ: لَهَا لَحْمَتَانِ فِي رأْسها كأَنهما قَرْنانِ، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ فِي الأَفاعي. الأَصمعي: القَرْناء الْحَيَّةُ لأَن لَهَا قَرْنًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الصَّائِدَ وقُتْرتَه:

يُبايِتُه فِيهَا أَحَمُّ، كأَنه

إباضُ قَلُوصٍ أَسْلَمَتْها حِبالُها

وقَرْناءُ يَدْعُو باسْمِها، وَهُوَ مُظْلِمٌ،

لَهُ صَوْتُها: إرْنانُها وزَمالُها

يَقُولُ: يُبيِّنُ لِهَذَا الصَّائِدِ صَوْتُها أَنها أَفْعَى، ويُبَيِّنُ لَهُ مَشْيُها وَهُوَ زَمَالها أَنها أَفعى، وَهُوَ مُظْلِمٌ يَعْنِي الصَّائِدَ أَنه فِي ظُلْمَةِ القُتْرَة؛ وَذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ عرزل للأَعشى:

تَحْكِي لَهُ القَرْناءُ، فِي عِرْزَالِها،

أُمَّ الرَّحَى تَجْرِي على ثِفالِها

(2). قوله: هَدِيا؛ هكذا في الأَصل، ولعله خفف هَدِيّاً مراعاة لوزن الشعر

ص: 331

قَالَ: أَراد بالقَرْناء الْحَيَّةَ. والقَرْنانِ: مَنارَتانِ تُبْنَيَانِ عَلَى رأْس الْبِئْرِ تُوضَعُ عَلَيْهِمَا الْخَشَبَةُ الَّتِي يَدُورُ عَلَيْهَا المِحْوَرُ، وتُعَلَّق مِنْهَا البَكَرةُ، وَقِيلَ: هُمَا مِيلانِ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ تُعَلَّقُ بِهِمَا الْبَكَرَةُ، وَإِنَّمَا يُسَمَّيَانِ بِذَلِكَ إِذَا كَانَا مِنْ حِجَارَةٍ، فَإِذَا كَانَا مِنْ خَشَبٍ فَهُمَا دِعامتانِ. وقَرْنا البئرِ: هُمَا مَا بُنِيَ فعُرِّض فَيُجْعَلُ عَلَيْهِ الخَشَبُ تُعَلَّقُ الْبَكَرَةُ مِنْهُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

تَبَيَّنِ القَرْنَيْنِ، فانْظُرْ مَا هُمَا،

أَمَدَراً أَم حَجَراً تَراهُما؟

وَفِي حَدِيثِ

أَبي أَيوب: فَوَجَدَهُ الرسولُ يَغْتَسِلُ بَيْنَ القَرْنَيْنِ

؛ هُمَا قَرْنا الْبِئْرِ الْمَبْنِيَّانِ عَلَى جَانِبَيْهَا، فإن كَانَتَا مِنْ خَشَبٍ فَهُمَا زُرْنُوقان. والقَرْنُ أَيضاً: البَكَرَةُ، وَالْجَمْعُ أَقْرُنٌ وقُرُونٌ. وقَرْنُ الْفَلَاةِ: أَوّلها. وقَرْنُ الشَّمْسِ: أَوّلها عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وأَعلاها، وَقِيلَ: أَوَّلُ شُعَاعِهَا، وَقِيلَ: ناحيتها. وفي الحديث حَدِيثِ الشَّمْسَ:

تَطْلُع بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطانٍ، فَإِذَا طَلَعَتْ قارَنَها، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا؛ وَنَهَى النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، عَنِ الصَّلَاةِ فِي هَذَا الْوَقْتِ

، وَقِيلَ: قَرْنا الشَّيْطَانِ نَاحِيَتَا رأْسه، وَقِيلَ: قَرْناه جَمْعاهُ اللَّذَانِ يُغْريهما بِإِضْلَالِ الْبَشَرِ. وَيُقَالُ: إِنَّ الأَشِعَّةَ «3» . الَّتِي تَتَقَضَّبُ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ويُتَراءَى للعيون أَنها تُشْرِف عَلَيْهِمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لَمْ تُقَضِّبِ،

عَيْناً بغَضْيانَ ثَجُوجِ العُنْبُب

قِيلَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ وقَرْنَيْه يُدْحَرُونَ عَنْ مَقامهم مُرَاعِين طلوعَ الشَّمْسِ لَيْلَةَ القَدر، فَلِذَلِكَ تَطْلُع الشمسُ لَا شُعاعَ لَهَا، وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي حَدِيثِ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ وَذِكْرِهِ آيةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَقِيلَ: القَرْنُ القُوَّة أَيْ حِينَ تَطْلُع يَتَحَرَّكُ الشَّيْطَانُ وَيَتَسَلَّطُ فَيَكُونُ كالمُعِينِ لَهَا، وَقِيلَ: بَيْنَ قَرْنَيْه أَيْ أُمَّتَيْه الأَوّلين وَالْآخِرَيْنِ، وَكُلُّ هَذَا تَمْثِيلٌ لِمَنْ يَسْجُدُ لِلشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا، فكأَنَّ الشَّيْطَانَ سَوَّل لَهُ ذَلِكَ، فَإِذَا سَجَدَ لَهَا كَانَ كأَن الشَّيْطَانَ مُقْتَرِنٌ بِهَا. وَذُو القَرْنَيْنِ الموصوفُ فِي التَّنْزِيلِ: لَقَبٌ لإِسْكَنْدَرَ الرُّوميّ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه قَبَضَ عَلَى قُرون الشَّمْسِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنه دَعَا قَوْمَهُ إِلَى الْعِبَادَةِ فَقَرَنُوه أَي ضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنَيْ رأْسه، وَقِيلَ: لأَنه كَانَتْ لَهُ ضَفيرتان، وَقِيلَ: لأَنه بَلَغَ قُطْرَي الأَرض مَشْرِقَهَا وَمَغْرِبَهَا،

وَقَوْلُهُ، صلى الله عليه وسلم، لِعَلِيٍّ، عليه السلام: إِنَّ لَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَإِنَّكَ لَذُو قَرْنَيْها

؛ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: ذُو قَرْنَي الْجَنَّةِ أَي طَرَفَيْهَا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا أَحسبه أَراد هَذَا، وَلَكِنَّهُ أَراد بِقَوْلِهِ ذُو قَرْنَيْهَا أَي ذُو قَرْنَيِ الأُمة، فأَضمر الأُمة وَإِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ ذِكْرُهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ؛ أَراد الشَّمْسَ وَلَا ذِكْرَ لَهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ؛ وَكَقَوْلِ حَاتِمٍ:

أَماوِيَّ، مَا يُغْني الثَّراءُ عَنِ الفَتَى،

إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا، وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ

يَعْنِي النفْسَ، وَلَمْ يَذْكُرْهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَنا أَختار هَذَا التَّفْسِيرَ الأَخير عَلَى الأَول لِحَدِيثٍ يُرْوَى

عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه، وَذَلِكَ أَنه ذَكَرَ ذَا القَرْنَيْنِ فَقَالَ: دَعَا قَوْمَهُ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنَيه ضَرْبَتَيْنِ وَفِيكُمْ مِثْلُه

؛ فنُرَى أَنه أَراد نَفْسه، يَعْنِي أَدعو إِلَى الْحَقِّ حَتَّى يُضرب رأْسي ضَرْبَتَيْنِ يكون

(3). قوله [ويقال إن الأَشعة إلخ] كذا بالأَصل ونسخة من التهذيب، والذي في التكملة بعد قوله تشرف عليهم: هي قرنا الشيطان

ص: 332

فِيهِمَا قَتْلِي، لأَنه ضُرِبَ عَلَى رأْسه ضَرْبَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا يَوْمَ الخَنْدَقِ، والأُخرى ضَرْبَةُ ابن مُلْجَمٍ. وذو الْقَرْنَيْنِ: هُوَ الإِسكندرُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه مَلَكَ الشَّرْقَ وَالْغَرْبَ، وَقِيلَ: لأَنه كَانَ فِي رأْسه شِبْهُ قَرْنَين، وَقِيلَ: رأَى فِي النَّوْمِ أَنه أَخَذَ بقَرْنَيِ الشمسِ. وَرُوِيَ عَنْ أَحمد بْنِ يَحْيَى أَنه قَالَ فِي

قَوْلِهِ، عليه السلام: إِنَّكَ لَذُو قَرْنَيْها

؛ يَعْنِي جَبَليها، وهما الحسن والحسين؛ وأَنشد:

أَثوْرَ مَا أَصِيدُكم أَم ثورَيْنْ،

أَم هَذِهِ الجَمّاءَ ذاتَ القَرْنَيْنْ

قال: قَرْناها هاهنا قَرْناها، وكانا قَدْ شَدَنا، فَإِذَا آذَاهَا شَيْءٌ دَفَعا عَنْهَا. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِهِ الْجَمَّاءُ ذَاتُ الْقَرْنَيْنِ، قَالَ: كَانَ قَرْنَاهَا صَغِيرَيْنِ فَشَبَّهَهَا بالجَمّاءِ، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ: إِنَّكَ ذُو قَرْنَيْها؛ أَيْ إِنَّكَ ذُو قَرنَيْ أُمَّتي كَمَا أَن ذَا الْقَرْنَيْنِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ كَانَ ذَا قَرْنيْ أُمَّته الَّتِي كَانَ فِيهِمْ.

وَقَالَ، صلى الله عليه وسلم: مَا أَدري ذُو الْقَرْنَيْنِ أَنبيّاً كَانَ أَم لَا.

وذو القَرْنينِ: المُنْذِرُ الأَكبرُ بنُ ماءِ السَّمَاءِ جَدُّ النُّعمان بْنِ الْمُنْذِرِ، قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لأَنه كَانَتْ لَهُ ذُؤَابَتَانِ يَضْفِرُهما فِي قَرْنيْ رأْسه فيُرْسِلُهما، وَلَيْسَ هُوَ الْمَوْصُوفُ فِي التَّنْزِيلِ، وَبِهِ فَسَرَّ ابْنُ دُرَيْدٍ قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ:

أَشَذَّ نَشاصَ ذِي القَرْنينِ، حَتَّى

توَلَّى عارِضُ المَلِكِ الهُمامِ

وقَرْنُ الْقَوْمِ: سيدُهم. وَيُقَالُ: لِلرَّجُلِ قَرْنانِ أَي ضَفِيرَتَانِ؛ وَقَالَ الأَسَدِيُّ:

كَذَبْتُم، وبيتِ اللهِ، لَا تَنْكِحونها

بَنِي شابَ قَرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ

أَراد يَا بَنِي الَّتِي شابَ قَرْناها، فأَضمره. وقَرْنُ الكلإِ: أَنفه الَّذِي لَمْ يوطأْ، وَقِيلَ: خَيْرُهُ، وَقِيلَ: آخِرُهُ. وأَصاب قَرْنَ الكلإِ إِذَا أَصاب مَالًا وَافِرًا. والقَرْنُ: حَلْبَة مِنْ عَرَق. يُقَالُ: حَلَبنا الفرسَ قَرْناً أَو قَرْنينِ أَيْ عَرَّقناه. والقَرْنُ: الدُّفعة مِنَ العَرَق. يُقَالُ: عَصَرْنا الفرسَ قَرْناً أَوْ قَرْنين، وَالْجَمْعُ قُرون؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

تُضَمَّرُ بالأَصائِل كلَّ يوْمٍ،

تُسَنُّ عَلَى سَنابِكِها القُرُونُ

وَكَذَلِكَ عَدَا الفرسُ قَرْناً أَو قَرْنَيْنِ. أَبو عَمْرٍو: القُرونُ العَرَقُ. قَالَ الأَزهري: كأَنه جَمْعُ قَرْن. والقَرُونُ: الَّذِي يَعْرَقُ سَرِيعًا، وَقِيلَ: الَّذِي يَعْرَق سَرِيعًا إِذَا جَرَى، وَقِيلَ: الْفَرَسُ الَّذِي يَعْرَقُ سَرِيعًا، فَخُصَّ. والقَرْنُ: الطَّلَقُ مِنَ الجَرْي. وقُروُنُ الْمَطَرِ: دُفَعُه المُتَفرِّقة. والقَرْنُ: الأُمَّةُ تأْتي بَعْدَ الأُمَّة، قِيلَ: مُدَّتُه عَشْرُ سِنِينَ، وَقِيلَ: عِشْرُونَ سَنَةً، وَقِيلَ: ثَلَاثُونَ، وَقِيلَ: سِتُّونَ، وَقِيلَ: سَبْعُونَ، وَقِيلَ: ثَمَانُونَ وَهُوَ مِقْدَارُ التَّوَسُّطِ فِي أَعمار أَهْلِ الزَّمَانِ، وَفِي النِّهَايَةِ: أَهل كلِّ زَمَانٍ، مأْخوذ مِنَ الاقْتِران، فكأَنه الْمِقْدَارُ الَّذِي يَقْترِنُ فِيهِ أهلُ ذَلِكَ الزَّمَانِ فِي أَعمارهم وأَحوالهم. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن رَجُلًا أَتاه فَقَالَ عَلِّمْني دُعاءً، ثُمَّ أَتاه عِنْدَ قَرْنِ الحَوْلِ

أَي عِنْدَ آخِرِ الْحَوْلِ الأَول وأَول الثَّانِي. والقَرْنُ فِي قَوْمِ نُوحٍ: عَلَى مِقْدَارِ أَعمارهم؛ وَقِيلَ: القَرْنُ أَربعون سَنَةً بِدَلِيلِ قَوْلِ الجَعْدِي:

ثَلاثةَ أَهْلِينَ أَفْنَيْتُهُم،

وكانَ الإِلَهُ هُوَ المُسْتَآسا

وَقَالَ هَذَا وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: القَرْن

ص: 333

مِائَةُ سَنَةٍ، وَجَمْعُهُ قُرُون. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه مَسَحَ رأْس غُلَامٍ وَقَالَ عِشْ قَرْناً، فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ.

والقَرْنُ مِنَ النَّاسِ: أَهلُ زَمَانٍ وَاحِدٌ؛ وَقَالَ:

إِذَا ذَهَبَ القَرْنُ الَّذِي أَنتَ فيهمُ،

وخُلِّفْتَ فِي قَرْنٍ، فأَنتَ غَرِيبُ

ابْنُ الأَعرابي: القَرْنُ الْوَقْتُ مِنَ الزَّمَانِ يُقَالُ هُوَ أَربعون سَنَةً، وَقَالُوا: هُوَ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَقَالُوا: مِائَةُ سَنَةٍ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَهُوَ الِاخْتِيَارُ لِمَا تقدَّم مِنَ الْحَدِيثِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ

؛ قَالَ أَبو إِسْحَقَ: القَرْنُ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَقِيلَ: سَبْعُونَ سَنَةً، وَقِيلَ: هُوَ مُطْلَقٌ مِنَ الزَّمَانِ، وَهُوَ مَصْدَرُ قَرَنَ يَقْرُنُ؛ قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي يَقَعُ عِنْدِي، وَاللَّهُ أَعلم، أَنَّ القَرْنَ أَهل كُلِّ مُدَّةٍ كَانَ فِيهَا نَبِيٌّ أَو كَانَ فِيهَا طَبَقَةٌ مِنْ أَهل الْعِلْمِ، قَلَّتْ السِّنُون أَو كَثُرَتْ، وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا قَوْلُ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: خَيْرُكم قَرْنِي، يَعْنِي أَصحابي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهم، يَعْنِي التابعين، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونهم

، يَعْنِي الَّذِينَ أَخذوا عَنِ التَّابِعِينَ، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ القَرْنُ لِجُمْلَةِ الأُمة وَهَؤُلَاءِ قُرُون فِيهَا، وَإِنَّمَا اشْتِقَاقُ القَرْن مِنَ الاقْتِران، فتأَويله أَن القَرْنَ الَّذِينَ كَانُوا مُقْتَرِنين فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَالَّذِينَ يأْتون مِنْ بَعْدِهِمْ ذَوُو اقْتِرانٍ آخَرَ. وَفِي حَدِيثِ

خَبّابٍ: هَذَا قَرْنٌ قَدْ طَلَعَ

؛ أَراد قَوْمًا أَحداثاً نَبَغُوا بَعْدَ أَن لَمْ يَكُونُوا، يَعْنِي القُصّاص، وَقِيلَ: أَراد بِدْعَةً حَدثت لَمْ تَكُنْ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ أَبو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ حِينَ رأَى الْمُسْلِمِينَ وَطَاعَتَهُمْ لِرَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، واتباعَهم إِيَّاهُ حِينَ صلَّى بِهِمْ: مَا رأَيت كَالْيَوْمِ طاعةَ قومٍ، وَلَا فارِسَ الأَكارِمَ، وَلَا الرومَ ذاتَ القُرُون؛ قِيلَ لَهُمْ ذاتُ القُرُون لِتَوَارُثِهِمُ الْمُلْكَ قَرْناً بَعْدَ قَرْنٍ، وَقِيلَ: سُمُّوا بِذَلِكَ لقُرُونِ شُعُورهم وَتَوْفِيرِهِمْ إِيَّاهَا وأَنهم لَا يَجُزُّونها. وَكُلُّ ضَفِيرَةٍ مِنْ ضَفَائِرِ الشَّعْرِ قَرْنٌ؛ قَالَ المُرَقِّشُ:

لاتَ هَنَّا، وليْتَني طَرَفَ الزُّجِّ،

وأَهلي بالشأْم ذاتُ القُرونِ

أَراد الرُّومَ، وَكَانُوا يَنْزِلُونَ الشَّامَ. والقَرْنُ: الجُبَيْلُ الْمُنْفَرِدُ، وَقِيلَ: هُوَ قِطْعَةٌ تَنْفَرِدُ مِنَ الجَبَل، وَقِيلَ: هُوَ الْجَبَلُ الصَّغِيرُ، وَقِيلَ: الْجُبَيْلُ الصَّغِيرُ الْمُنْفَرِدُ، وَالْجَمْعُ قُرُونٌ وقِرانٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

تَوَقَّى بأَطْرافِ القِرانِ، وطَرْفُها

كطَرْفِ الحُبَارَى أَخطأَتْها الأَجادِلُ

والقَرْنُ: شَيْءٌ مِنْ لِحَاء شَجر يُفْتَلُ مِنْهُ حَبْل. والقَرْن: الحَبْل مِنَ اللِّحاءِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. والقَرْنُ أَيضاً: الخُصْلة الْمَفْتُولَةُ مِنَ العِهْن. والقَرْنُ: الخُصْلة مِنَ الشَّعْرِ وَالصُّوفِ، جمعُ كُلِّ ذَلِكَ قُروُنٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي سُفْيَانَ فِي الرُّومِ: ذاتِ القُرُون؛ قَالَ الأَصمعي: أَراد قُرون شعُورهم، وَكَانُوا يُطوِّلون ذَلِكَ يُعْرَفُون بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ غُسْلِ الْمَيِّتِ:

ومَشَطناها ثلاثَ قُرون.

وَفِي حَدِيثِ

الْحَجَّاجِ: قَالَ لأَسماءَ لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لأَبعَثنَّ إليكِ مَنْ يسَحبُك بقرونكِ.

وَفِي الْحَدِيثِ:

فارِسُ نَطْحةً أَو نَطْحتَين «1» . ثُمَّ لَا فَارِسَ بَعْدَهَا أَبداً.

والرُّوم ذاتُ القُرون كُلَّمَا هلَك قَرْنٌ خَلَفه قَرْنٌ، فالقُرون جَمْعُ قَرْنٍ؛ وَقَوْلُ الأَخطل يَصِفُ النِّسَاءَ:

وَإِذَا نَصَبْنَ قُرونَهنَّ لغَدْرةٍ،

فكأَنما حَلَّت لهنَّ نُذُورُ

قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: القُرون هَاهُنَا حبائلُ الصَّيّاد يُجْعَل فيها

(1). قوله [فَارِسُ نَطْحَةً أَوْ نَطْحَتَيْنِ] كذا بالأَصل ونسختين من النهاية بنصب نطحة أو نطحتين، وتقدم في مادة نطح رفعهما تبعاً للأَصل ونسخة من النهاية وفسره بما يؤيد بالنصب حيث قال هناك: قَالَ أَبُو بَكْرٍ مَعْنَاهُ فَارِسُ تُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ مَرَّةً أو مرتين فحذف الفعل وقيل تَنْطَحُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فحذف الفعل لبيان معناه

ص: 334

قُرونٌ يَصْطَادُ بِهَا، وَهِيَ هَذِهِ الفُخوخ الَّتِي يُصْطَادُ بِهَا الصِّعاءُ والحمامُ، يَقُولُ: فَهَؤُلَاءِ النِّسَاءُ إِذا صِرْنا فِي قُرونهنَّ فاصْطَدْننا فكأَنهن كَانَتْ عَلَيْهِنَّ نُذُور أَن يَقْتُلننا فحَلَّتْ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ فِي لُغْزِيَّتِهِ:

وشِعْبٍ أَبى أَن يَسْلُكَ الغُفْرُ بَيْنَهُ،

سَلَكْتُ قُرانى مِنْ قَياسِرةٍ سُمْرا

قِيلَ: أَراد بالشِّعْب شِعْب الْجَبَلِ، وَقِيلَ: أَراد بِالشِّعْبِ فُوقَ السَّهْمِ، وبالقُرانى وَتراً فُتِل مِنْ جِلْدِ إِبل قَياسرةٍ. وإِبلٌ قُرانى أَي ذَاتُ قَرَائِنَ؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ يَذْكُرُ شَعرَه حِينَ صَلِعَ:

أَفناه قولُ اللهِ للشمسِ: اطلُعِي

قَرْناً أَشِيبِيه، وقَرْناً فانزِعي

أَي أَفنى شَعْرِي غروبُ الشَّمْسِ وَطُلُوعُهَا، وَهُوَ مَرُّ الدَّهْرِ. والقَرينُ: الْعَيْنُ الكَحِيل. والقَرْنُ: شبيةٌ بالعَفَلة، وَقِيلَ: هُوَ كالنُّتوء فِي الرَّحِمِ، يَكُونُ فِي النَّاسِ وَالشَّاءِ وَالْبَقَرِ. والقَرْناء: العَفْلاء. وقُرْنةُ الرَّحِم: مَا نتأَ مِنْهُ، وَقِيلَ: القُرْنتان رأْس الرَّحِمِ، وَقِيلَ: زَاوِيَتَاهُ، وَقِيلَ: شُعْبَتاه، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا قُرْنةٌ، وَكَذَلِكَ هُمَا مِنْ رَحِم الضَّبَّة. والقَرْنُ: العَفَلة الصَّغِيرَةُ؛ عَنِ الأَصمعي. واخْتُصِم إِلى شُرَيْح فِي جَارِيَةٍ بِهَا قَرَنٌ فَقَالَ: أَقعِدوها، فإِن أَصابَ الأَرض فَهُوَ عَيبٌ، وإِن لَمْ يُصِبِ الأَرض فَلَيْسَ بِعَيْبٍ. الأَصمعي: القَرَنُ فِي المرأَة كالأُدْرة فِي الرَّجُلِ. التَّهْذِيبُ: القَرْناءُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي فِي فَرْجِهَا مَانِعٌ يَمْنَعُ مِنْ سُلوك الذَّكَرِ فِيهِ، إِما غُدَّة غَلِيظَةٌ أَو لَحْمَةٌ مُرْتَتِقة أَو عَظْمٌ، يُقَالُ لِذَلِكَ كُلِّهِ القَرَنُ؛ وَكَانَ عُمَرُ يَجْعَلُ لِلرَّجُلِ إِذا وَجَدَ امرأَته قَرْناءَ الخيارَ فِي مُفَارَقَتِهَا مِنْ غَيْرِ أَن يُوجِبَ عَلَيْهِ الْمَهْرَ وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ القَزّاز قَالَ: واختُصِم إِلى شُريح فِي قَرَن، فَجَعَلَ القَرَن هُوَ الْعَيْبُ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ امرأَة قَرْناءُ بَيِّنة القَرَن، فأَما القَرْنُ، بِالسُّكُونِ، فَاسْمُ العَفَلة، والقَرَنُ، بِالْفَتْحِ، فَاسْمُ الْعَيْبِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وجهه: إِذا تَزَوَّجَ المرأَة وَبِهَا قَرْنٌ، فإِن شاءَ أَمسك، وإِن شاءَ طَلَّقَ

؛ القَرْنُ، بِسُكُونِ الرَّاءِ: شَيْءٌ يَكُونُ فِي فَرْجِ المرأَة كالسنِّ يَمْنَعُ مِنَ الوطءِ، وَيُقَالُ لَهُ العَفَلةُ. وقُرْنةُ السَّيْفِ والسِّنان وقَرْنهما: حدُّهما. وقُرْنةُ النَّصْلِ: طرَفه، وَقِيلَ: قُرْنتاه نَاحِيَتَاهُ مِنْ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ. والقُرْنة، بِالضَّمِّ: الطرَف الشَّاخِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ يُقَالُ: قُرْنة الجبَل وقُرْنة النَّصْلِ وقُرْنة الرَّحِمِ لإِحدى شُعْبتَيه. التَّهْذِيبُ: والقُرْنة حَدُّ السَّيْفِ وَالرُّمْحِ وَالسَّهْمِ، وَجَمْعُ القُرْنة قُرَنٌ. اللَّيْثُ: القَرْنُ حَدُّ رَابِيَةٍ مُشْرِفة عَلَى وَهْدَةٍ صَغِيرَةٍ، والمُقَرَّنة الْجِبَالُ الصِّغَارُ يَدْنُو بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لتَقارُبها؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ «1»:

دَلَجِي، إِذا مَا الليلُ جَنَّ،

عَلَى المُقَرَّنةِ الحَباحِبْ

أَراد بالمُقَرَّنة إِكاماً صِغَارًا مُقْترِنة. وأَقرَنَ الرُّمحَ إِليه: رَفَعَهُ. الأَصمعي: الإِقْرانُ رَفْعُ الرَّجُلِ رأْس رُمحِه لئلَّا يُصِيبَ مَنْ قُدّامه. يُقَالُ: أَقرِنْ رُمْحَكَ. وأَقرَن الرجلُ إِذا رَفَعَ رأْسَ رمحِهِ لِئَلَّا يُصِيبَ مَنْ قدَّامه. وقَرَن الشيءَ بالشيءِ وقَرَنَه إِليه يَقْرِنه قَرْناً: شَدَّه إِليه. وقُرِّنتِ الأُسارَى بِالْحِبَالِ، شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. والقَرينُ: الأَسير. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه، عليه السلام، مَرَّ برَجلين مُقترنين فَقَالَ: مَا بالُ القِران؟ قَالَا:

(1). قوله [قال الهذلي] اسمه حبيب، مصغراً، ابن عبد الله

ص: 335

نذَرْنا

، أَي مَشْدُودَيْنِ أَحدهما إِلى الْآخَرِ بِحَبْلٍ. والقَرَنُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْحَبْلُ الَّذِي يُشدّان بِهِ، وَالْجَمْعُ نَفْسُهُ قَرَنٌ أَيضاً. والقِرانُ: الْمَصْدَرُ وَالْحَبْلُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ

ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما: الحياءُ والإِيمانُ فِي قَرَنٍ

أَي مَجْمُوعَانِ فِي حَبْلٍ أَو قِرانٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ

، إِما أَن يَكُونَ أَراد بِهِ مَا أَراد بِقَوْلِهِ مَقرُونين، وإِما أَن يَكُونَ شُدِّد لِلتَّكْثِيرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا هُوَ السَّابِقُ إِلينا مِنْ أَول وَهْلة. والقِرانُ: الْجَمْعُ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وقَرَنَ بَيْنَ الْحَجِّ والعمْرة قِراناً، بِالْكَسْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه قَرَن بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ

أَي جَمَعَ بَيْنَهُمَا بنيَّة وَاحِدَةٍ وَتَلْبِيَةٍ وَاحِدَةٍ وإِحرام وَاحِدٍ وَطَوَافٍ وَاحِدٍ وَسَعْيٍ وَاحِدٍ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَهُوَ عِنْدَ أَبي حَنِيفَةَ أَفضل مِنَ الإِفراد وَالتَّمَتُّعِ. وقَرَنَ الحجَّ بِالْعُمْرَةِ قِراناً: وَصَلها. وَجَاءَ فُلَانٌ قارِناً، وَهُوَ القِرانُ. والقَرْنُ: مِثْلُكَ فِي السنِّ، تَقُولُ: هُوَ عَلَى قَرْني أَي عَلَى سِنِّي. الأَصمعي: هُوَ قَرْنُه فِي السِّنِّ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ قِرْنه، بِالْكَسْرِ، إِذا كَانَ مِثْلَهُ فِي الشَّجَاعَةِ وَالشِّدَّةِ. وَفِي حَدِيثِ

كَرْدَم: وبِقَرْنِ أَيِّ النِّسَاءِ هِيَ

أَي بسنِّ أَيهنَّ. وَفِي حَدِيثِ الضَّالَّةِ:

إِذا كتَمها آخِذُها فَفِيهَا قَرينتها مِثْلَهَا

أَي إِذا وَجَدَ الرجلُ ضَالَّةً مِنَ الْحَيَوَانِ وَكَتَمَهَا وَلَمْ يُنْشِدْها ثُمَّ تُوجَدُ عِنْدَهُ فإِن صَاحِبَهَا يأْخذها وَمِثْلَهَا مَعَهَا مِنْ كَاتِمِهَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَعَلَّ هَذَا فِي صَدْرِ الإِسلام ثُمَّ نُسِخَ، أَو هُوَ عَلَى جِهَةِ التأَديب حَيْثُ لَمْ يُعَرِّفها، وَقِيلَ: هُوَ فِي الْحَيَوَانِ خَاصَّةً كَالْعُقُوبَةِ لَهُ، وَهُوَ كَحَدِيثِ مانع الزكاة:

إِنا آخدُوها وشطرَ مَالِهِ.

والقَرينةُ: فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ مِنَ الاقتِران، وَقَدِ اقْتَرَنَ الشَّيْئَانِ وتَقارَنا. وجاؤُوا قُرانى أَي مُقْتَرِنِين. التَّهْذِيبُ: والقُرانى تَثْنِيَةُ فُرادى، يُقَالُ: جاؤُوا قُرانى وجاؤوا فُرادى. وَفِي الْحَدِيثِ فِي أَكل التَّمْرِ:

لَا قِران وَلَا تَفْتِيشَ

أَي لَا تَقْرُنْ بَيْنَ تَمْرَتَيْنِ تأْكلهما مَعًا. وقارَنَ الشيءُ الشيءَ مُقارَنة وقِراناً: اقْتَرَن بِهِ وصاحَبَه. واقْتَرَن الشيءُ بِغَيْرِهِ وقارَنْتُه قِراناً: صاحَبْته، وَمِنْهُ قِرانُ الْكَوْكَبِ. وقَرَنْتُ الشيءَ بالشيءِ: وَصَلْتُهُ. والقَرِينُ: المُصاحِبُ. والقَرينانِ: أَبو بكر وطلحة، رضي الله عنهما، لأَن عُثْمَانَ بْنَ عَبَيْد اللَّهِ، أَخا طَلْحَةَ، أَخذهما فَقَرَنَهما بِحَبْلٍ فَلِذَلِكَ سُمِّيَا القَرِينَينِ. وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ:

إِنَّ أَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ يقال لهما القَرينانِ.

وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا مِنْ أَحدٍ إِلا وكِّلَ بِهِ قَرِينُه

أَي مُصَاحِبُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ والشَّياطين وكُلِّ إِنسان، فإِن مَعَهُ قَرِينًا مِنْهُمَا، فَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يأْمره بِالْخَيْرِ ويَحُثه عَلَيْهِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:

فقاتِلْه فإِنَّ مَعَهُ القَرِينَ

، والقَرِينُ يَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وفي الحديث:

أَنه قُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ، عليه السلام، إِسرافيلُ ثلاثَ سِنِينَ، ثُمَّ قُرِنَ بِهِ جبريلُ، عليه السلام

، أَي كَانَ يأْتيه بِالْوَحْيِ وَغَيْرِهِ. والقَرَنُ: الْحَبْلُ يُقْرَنُ بِهِ البعيرانِ، وَالْجَمْعُ أَقْرانٌ، وَهُوَ القِرَانُ وَجَمْعُهُ قُرُنٌ؛ وَقَالَ:

أَبْلِغْ أَبا مُسْمِعٍ، إِنْ كنْتَ لاقِيَهُ،

إِنِّي، لَدَى البابِ، كالمَشْدُودِ فِي قَرَنِ

وأَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده أَنِّي، بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ. وقَرَنْتُ الْبَعِيرَيْنِ أَقْرُنُهما قَرْناً: جَمَعَتْهُمَا فِي حَبْلٍ وَاحِدٍ. والأَقْرانُ: الحِبَالُ. الأَصمعي: القَرْنُ جَمْعُكَ بَيْنَ دَابَّتَيْنِ فِي حَبْل، وَالْحَبْلُ الَّذِي يُلَزَّان بِهِ يُدْعَى قَرَناً. ابْنُ شُمَيْل: قَرَنْتُ بَيْنَ الْبَعِيرَيْنِ وقَرَنْتهما إِذا جَمَعْتُ

ص: 336

بَيْنَهُمَا فِي حَبْلٍ قَرْناً. قَالَ الأَزهري: الْحَبْلُ الَّذِي يُقْرَنُ بِهِ بَعِيرَانِ يُقَالُ لَهُ القَرَن، وأَما القِرانُ فَهُوَ حَبْلٌ يُقَلَّدُ الْبَعِيرُ ويُقادُ بِهِ. وَرُوِيَ أَنَّ ابْنَ قَتَادة صَاحِبَ الحَمَالَةِ تَحَمَّل بحَمَالة، فَطَافَ فِي الْعَرَبِ يسأَلُ فِيهَا، فَانْتَهَى إِلى أَعرابي قَدْ أَوْرَدَ إِبلَه فسأَله فَقَالَ: أَمعك قُرُنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: نَاوِلْني قِرَاناً، فَقَرَنَ لَهُ بَعِيرًا، ثُمَّ قَالَ: نَاوِلْنِي قِراناً، فَقَرَنَ لَهُ بَعِيرًا آخَرَ حَتَّى قَرَنَ لَهُ سَبْعِينَ بَعِيرًا، ثُمَّ قَالَ: هاتِ قِراناً، فَقَالَ: لَيْسَ مَعِي، فَقَالَ: أَوْلى لَكَ لَوْ كَانَتْ مَعَكَ قُرُنٌ لقَرَنْتُ لَكَ مِنْهَا حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهَا بَعِيرٌ، وَهُوَ إِياس بْنُ قَتَادَةَ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي مُوسَى: فَلَمَّا أَتيت رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ خُذْ هَذَيْنِ القَرِينَيْنِ

أَي الْجَمَلَيْنِ الْمَشْدُودَيْنِ أَحدهما إِلى الْآخَرِ. والقَرَنُ والقَرِينُ: الْبَعِيرُ المَقْرُون بِآخَرَ. والقَرينة: النَّاقَةُ تُشَدُّ إِلى أُخْرى، وَقَالَ الأَعور النَّبْهَانِيُّ يَهْجُو جَرِيرًا وَيَمْدَحُ غَسَّانَ السَّلِيطِي:

أَقُولُ لَهَا أُمِّي سَليطاً بأَرْضِها،

فَبِئْسَ مُناخُ النَّازِلِينَ جَريرُ

وَلَوْ عِنْدَ غسَّان السَّليطيِّ عَرَّسَتْ،

رَغَا قَرَنٌ مِنْهَا وكاسَ عَقيرُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي اسْمِ الأَعور النَّبْهانِي فَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: اسْمُهُ سُحْمَةُ بْنُ نُعَيم بْنِ الأَخْنس بْنِ هَوْذَة، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي النَّقَائِضِ: يُقَالُ لَهُ العَنَّاب، وَاسْمُهُ سُحَيْم بْنُ شَريك؛ قَالَ: وَيُقَوِّي قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ فِي العَنَّاب قَوْلُ جَرِيرٍ فِي هِجَائِهِ:

مَا أَنتَ، يَا عَنَّابُ، مِنْ رَهْطِ حاتِمٍ،

وَلَا مِنْ رَوابي عُرْوَةَ بْنِ شَبيبِ

رأَينا قُرُوماً مِنْ جَدِيلةَ أَنْجَبُوا،

وفحلُ بنِي نَبْهان غيرُ نَجيبِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنكر عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ أَن يَكُونَ القَرَنُ البعيرَ المَقْرونَ بِآخَرَ، وَقَالَ: إِنما القَرَنُ الْحَبْلُ الَّذِي يُقْرَنُ بِهِ الْبَعِيرَانِ؛ وأَما قَوْلُ الأَعْور:

رَغَا قَرَنٌ مِنْهَا وكاسَ عَقِيرُ

فإِنه عَلَى حذف مضاف، مثل وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ. والقَرِينُ: صاحبُك الَّذِي يُقارِنُك، وقَرِينُك: الَّذِي يُقارنُك، وَالْجَمْعُ قُرَناءُ، وقُرانى الشَّيْءِ: كقَرِينه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

يَمْطُو قُراناهُ بهادٍ مَرَّاد

وقِرْنُك: المُقاوِمُ لَكَ فِي أَي شَيْءٍ كَانَ، وَقِيلَ: هُوَ المُقاوم لَكَ فِي شِدَّةِ البأْس فَقَطْ. والقِرْنُ، بِالْكَسْرِ: كُفْؤك فِي الشَّجَاعَةِ. وَفِي حديث

عُمَر والأَسْقُفّ قَالَ: أَجِدُكَ قَرْناً، قَالَ: قَرْنَ مَهْ؟ قَالَ: قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ

؛ القَرْنُ، بِفَتْحِ القافِ: الحِصْنُ، وَجَمْعُهُ قُرُون، وَكَذَلِكَ قِيلَ لَهَا الصَّياصِي؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:

إِذا يُساوِرُ قِرْناً، لَا يَحِلُّ لَهُ

أَن يَتْرُك القِرن إِلا وَهْوَ مَجْدول

القِرْنُ، بِالْكَسْرِ: الكُفْء وَالنَّظِيرُ فِي الشَّجَاعَةِ وَالْحَرْبِ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَقران. وَفِي حَدِيثِ

ثَابِتِ بْنِ قَيس: بِئْسَمَا عَوَّدْتم أَقْرانَكم

أَي نُظَراءَكم وأَكْفاءَكم فِي الْقِتَالِ، وَالْجَمْعُ أَقران، وامرأَة قِرنٌ وقَرْنٌ كَذَلِكَ. أَبو سَعِيدٍ: اسْتَقْرَنَ فلانٌ لِفُلَانٍ إِذا عازَّهُ وَصَارَ عِنْدَ نَفْسِهِ مِنْ أَقرانه. والقَرَنُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَجُلٌ أَقْرَنُ بَيِّنُ القَرَنِ، وَهُوَ المَقْرُون الْحَاجِبَيْنِ. والقَرَنُ: الْتِقَاءُ طَرَفَيِ الْحَاجِبَيْنِ وَقَدْ قَرِنَ وَهُوَ أَقْرَنُ، ومَقْرُون الْحَاجِبَيْنِ، وَحَاجِبٌ مَقْرُون: كأَنه قُرِن بِصَاحِبِهِ، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ أَقْرَنُ وَلَا قَرْناء حَتَّى يُضَافَ إِلى الْحَاجِبَيْنِ.

ص: 337

وَفِي

صِفَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: سَوابِغَ فِي غَيْرِ قَرَنٍ

؛ القَرَن، بِالتَّحْرِيكِ: الْتِقَاءُ الْحَاجِبَيْنِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا خِلَافُ مَا رَوَتْهُ

أُم معبد فإِنها قَالَتْ فِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم: أَزَجُّ أَقْرَنُ

أَي مَقْرُون الْحَاجِبَيْنِ، قَالَ: والأَول الصَّحِيحُ فِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم، وَسَوَابِغَ حَالٌ مِنَ الْمَجْرُورِ، وَهُوَ الْحَوَاجِبُ، أَي أَنها دَقَّتْ فِي حَالِ سُبُوغِهَا، وَوَضَعَ الْحَوَاجِبَ موضع الحاجبين لأَن الثنية جَمْعٌ. والقَرَنُ: اقْتِرانُ الرُّكْبَتَيْنِ، وَرَجُلٌ أَقْرَنُ. والقَرَنُ: تَباعُدُ مَا بَيْنَ رأْسَي الثَّنِيَّتَيْن وإِن تَدَانَتْ أُصولهما. والقِران: أَن يَقْرُن بينَ تَمْرَتَيْنِ يأْكلهما. والقَرُون: الَّذِي يَجْمَعُ بَيْنَ تَمْرَتَيْنِ فِي الأَكل، يُقَالُ: أَبَرَماً قَرُوناً. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه نَهَى عن القِران إِلا أَن يستأْذن أَحدُكم صاحبَه

، ويُرْوى الإِقْران

، والأَول أَصح، وَهُوَ أَن يَقْرِن بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ فِي الأَكل، وإِنما نَهَى عَنْهُ لأَن فِيهِ شَرَهًا، وَذَلِكَ يُزْري بِفَاعِلِهِ، أَو لأَن فِيهِ غَبْناً بِرَفِيقِهِ، وَقِيلَ: إِنما نَهَى عَنْهُ لِمَا كَانُوا فِيهِ مِنْ شِدَّةِ الْعَيْشِ وَقِلَّةِ الطَّعَامِ، وَكَانُوا مَعَ هَذَا يُواسُونَ مِنَ الْقَلِيلِ، فإِذا اجْتَمَعُوا عَلَى الأَكل آثَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَى نَفْسِهِ، وَقَدْ يَكُونُ فِي الْقَوْمِ مِنْ قَدِ اشْتَدَّ جُوعُهُ، فَرُبَّمَا قَرَنَ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ أَو عظَّم اللُّقْمة فأَرشدهم إِلى الإِذن فِيهِ لِتَطِيبَ بِهِ أَنْفُسُ الْبَاقِينَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ

جَبَلَة قَالَ: كُنَّا فِي الْمَدِينَةِ فِي بَعْثِ الْعِرَاقِ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنا التَّمْرَ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ فَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا إِلا أَن يستأْذن الرجلُ أَخاه

، هَذَا لأَجل مَا فِيهِ مِنَ الغَبْنِ ولأَن مِلْكَهم فِيهِ سَوَاءٌ؛ وَرُوِيَ نَحْوُهُ

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ فِي أَصحاب الصُّفَّةِ؛ وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: قارِنُوا بَيْنَ أَبنائكم

أَي سَوُّوا بَيْنَهُمْ وَلَا تُفَضلوا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ مِنَ الْمُقَارَبَةِ وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ. والقَرُونُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يأْكل لُقْمَتَيْنِ لُقْمَتَيْنِ أَو تَمْرَتَيْنِ تَمْرَتَيْنِ، وَهُوَ القِرانُ. وَقَالَتِ امرأَة لِبَعْلِهَا ورأَته يأْكل كَذَلِكَ: أَبَرَماً قَرُوناً؟ والقَرُون مِنَ الإِبل: الَّتِي تَجْمَع بَيْنَ مِحلَبَيْنِ فِي حَلْبَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ المُقْتَرِنَة القادِمَيْن والآخِرَيْنِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي إِذا بَعَرَتْ قَارَنَتْ بَيْنَ بَعَرِها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَضَعُ خُفَّ رِجْلِهَا مَوْضِعَ خُفِّ يَدِهَا، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْخَيْلِ. وقَرَنَ الفرسُ يَقْرُنُ، بِالضَّمِّ، إِذا وَقَعَتْ حَوَافِرُ رِجْلَيْهِ مواقعَ حَوَافِرِ يَدَيْهِ. والقَرُون: النَّاقَةُ الَّتِي تَقْرُنُ رُكْبَتَيْهَا إِذا بَرَكَتْ؛ عَنِ الأَصمعي. والقَرُون: الَّتِي يَجْتَمِعُ خِلْفاها القادِمان والآخِرانِ فيَتَدانَيانِ. والقَرون: الَّذِي يَضَعُ حَوافرَ رِجْلَيْهِ مَواقعَ حَوافر يَدَيْهِ. والمَقْرُونُ مِنْ أَسباب الشِّعْر: مَا اقْتَرنت فِيهِ ثلاثُ حَرَكَاتٍ بَعْدَهَا سَاكِنٌ كمُتَفا مِنْ مُتَفَاعِلُنْ وَعَلَتُنْ مِنْ مُفَاعَلَتُنْ، فَمُتَفَا قَدْ قَرَنَتِ السَّبَبَيْنِ بِالْحَرَكَةِ، وَقَدْ يَجُوزُ إِسقاطها فِي الشِّعْرِ حَتَّى يَصِيرَ السَّبَبَانِ مَفْرُوقَيْنِ نَحْوَ عِيلُنْ مِنْ مَفَاعِيلُنْ، وَقَدْ ذُكِرَ الْمَفْرُوقَانِ فِي مَوْضِعِهِ. والمِقْرَنُ: الْخَشَبَةُ الَّتِي تُشَدُّ عَلَى رأْسَي الثَّوْرَيْنِ. والقِران والقَرَنُ: خَيْطٌ مِنْ سَلَب، وَهُوَ قِشْرٌ يُفتل يُوثَقُ عَلَى عُنُق كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الثَّوْرَيْنِ، ثُمَّ يُوُثَقُ فِي وَسَطِهِمَا اللُّوَمَةُ. والقَرْنانُ: الَّذِي يُشارك فِي امرأَته كأَنه يَقْرُن بِهِ غيرَه، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ حَكَاهُ كُرَاعٌ. التَّهْذِيبُ: القَرْنانُ نَعْتُ سَوْءٍ فِي الرَّجُلِ الَّذِي لَا غَيْرَة لَهُ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا مِنْ كَلَامِ الْحَاضِرَةِ وَلَمْ أَرَ البَوادِيَ لَفَظُوا بِهِ وَلَا عَرَفُوهُ.

ص: 338

والقَرُون والقَرُونة والقَرينة والقَرينُ: النَّفْسُ. وَيُقَالُ: أَسْمَحَتْ قَرُونُه وقَرِينُه وقَرُونَتُه وقَرِينَتُه أَي ذَلَّتْ نَفْسُهُ وتابَعَتْه عَلَى الأَمر؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر:

فَلاقى امْرَأً مِنْ مَيْدَعانَ، وأَسْمَحَتْ

قَرُونَتُه باليَأْسِ مِنْهَا فعجَّلا

أَي طَابَتْ نَفْسُه بِتَرْكِهَا، وَقِيلَ: سامَحَتْ؛ قَرُونُه وقَرُونَتُه وقَرينَتُه كُلُّه واحدٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ قَرُونه قَوْلُ الشَّاعِرِ:

فإِنِّي مِثْلُ مَا بِكَ كَانَ مَا بِي،

ولكنْ أَسْمَحَتْ عَنْهُمْ قَرُونِي

وَقَوْلُ ابْنِ كُلْثوم:

مَتى نَعْقِدْ قَرِينَتَنا بِحَبْلٍ،

نَجُذُّ الحبلَ أَو نَقِصُ القَرينا

قَرِينته: نَفْسُه هَاهُنَا. يَقُولُ: إِذا أَقْرَنَّا لِقرْنٍ غَلَبْنَاهُ. وقَرِينة الرَّجُلِ: امرأَته لمُقارنته إِياها. وَرَوَى

ابْنِ عَبَّاسٍ أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا أَتى يومُ الْجُمُعَةَ قَالَ: يَا عَائِشَةُ اليَوْمُ يَوْمُ تَبَعُّلٍ وقِرانٍ

؛ قِيلَ: عَنى بالمُقارنة التَّزْوِيجَ. وَفُلَانٌ إِذا جاذَبَتْه قَرِينَتُه وقَرِينُه قَهَرَهَا أَي إِذا قُرِنَتْ بِهِ الشَّدِيدَةُ أَطاقها وَغَلَبَهَا، وَفِي الْمُحْكَمِ: إِذا ضُمَّ إِليه أَمر أَطاقه. وأَخَذْتُ قَرُونِي مِنَ الأَمر أَي حَاجَتِي. والقَرَنُ: السَّيف والنَّبْلُ، وَجَمْعُهُ قِرانٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

عَلَيْهِ وُرْقانُ القِرانِ النُّصَّلِ

والقَرَن، بِالتَّحْرِيكِ: الجَعْبة مِنْ جُلود تَكُونُ مَشْقُوقَةً ثُمَّ تُخْرَزُ، وإِنما تُشَقُّ لِتَصِلَ الرِّيحُ إِلى الرِّيشِ فَلَا يَفْسُد؛ وَقَالَ:

يَا ابنَ هِشامٍ، أَهْلَكَ الناسَ اللَّبَنْ،

فكُلُّهم يَغْدُو بقَوْسٍ وقَرَنْ

وَقِيلَ: هِيَ الجَعْبَةُ مَا كَانَتْ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الأَكْوَعِ: سأَلت رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَنِ الصَّلَاةِ فِي القَوْسِ والقَرَن، فَقَالَ: صَلِّ فِي الْقَوْسِ واطْرَحِ القَرَنَ

؛ القَرَنُ: الجَعْبَةُ، وإِنما أَمره بِنَزْعِهِ لأَنه قَدْ كَانَ مِنْ جِلْدٍ غَيْرِ ذَكِيّ وَلَا مَدْبُوغٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كالنَّبْلِ فِي القَرَنِ

أَي مُجْتَمِعُونَ مِثْلَهَا. وَفِي حَدِيثِ

عُميَر بْنِ الحُمام: فأَخرج تَمْرًا مِنْ قَرَنِهِ

أَي جَعْبَتِه، وَيُجْمَعُ عَلَى أَقْرُن وأَقْرانٍ كجَبَلٍ وأَجْبُلٍ وأَجْبالٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

تَعَاهَدُوا أَقْرانَكم

أَي انْظُرُوا هَلْ هِيَ مِنْ ذَكِيَّة أَو مَيْتَةٍ لأَجل حَمْلِهَا فِي الصَّلَاةِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: القَرَنُ مِنْ خَشَبٍ وَعَلَيْهِ أَديم قَدْ غُرِّي بِهِ، وَفِي أَعلاه وعَرْضِ مُقدَّمِه فَرْجٌ فِيهِ وَشْجٌ قَدْ وُشِجَ بَيْنَهُ قِلاتٌ، وَهِيَ خَشَبات مَعْروضات عَلَى فَمِ الجَفير جُعِلْنَ قِواماً لَهُ أَن يَرْتَطِمَ يُشْرَج ويُفْتَح. وَرَجُلٌ قَارِنٌ: ذُو سَيْفٍ ونَبْل أَو ذُو سَيْفٍ وَرُمْحٍ وجَعْبَة قَدْ قَرَنها. والقِران: النَّبْلُ الْمُسْتَوِيَةُ مِنْ عَمَلِ رَجُلٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا تَنَاضلوا اذْكُروا القِرانَ أَي والُوا بَيْنَ سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ. وبُسْرٌ قارِنٌ: قَرَنَ الإِبْسارَ بالإِرْطاب، أَزدية. والقَرائن: جِبَالٌ مَعْرُوفَةٌ مُقْتَرِنَةٌ؛ قَالَ تأَبط شَرًّا:

وحَثْحَثْتُ مَشْعوفَ النَّجاءِ، وراعَني

أُناسٌ بفَيْفانٍ، فَمِزْتُ القَرائِنَا

ودُورٌ قَرائنُ إِذا كَانَتْ يَسْتَقْبِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا. أَبو زَيْدٍ: أَقْرَنَتِ السَّمَاءُ أَياماً تُمْطِرُ وَلَا تُقْلِع، وأَغْضَنَتْ وأَغْيَنَتْ الْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَكَذَلِكَ

ص: 339

بَجَّدَتْ ورَثَّمَتْ. وقَرَنَتِ السماءُ وأَقْرَنَتْ: دَامَ مَطَرُهَا؛ والقُرْآنُ مَنْ لَمْ يَهْمِزْهُ جَعَلَهُ مِنْ هَذَا لاقترانِ آيِهِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزِ. وأَقْرَنَ لَهُ وَعَلَيْهِ: أَطاق وقوِيَ عَلَيْهِ واعْتَلى. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ

؛ أَي مُطِيقينَ؛ قَالَ: وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ قَوْلِكَ أَنا لِفُلَانٍ مُقْرِن؛ أَي مُطيق. وأَقْرَنْتُ فُلَانًا أَي قَدْ صِرْت لَهُ قِرْناً. وَفِي حَدِيثِ

سُلَيْمَانَ بْنَ يَسار: أَما أَنا فإِني لِهَذِهِ مُقْرِن

أَي مُطِيق قَادِرٌ عَلَيْهَا، يَعْنِي نَاقَتَهُ. يُقَالُ: أَقْرَنْتُ لِلشَّيْءِ فأَنا مُقْرِن إِذا أَطاقه وَقَوِيَ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ هَانِئٍ: المُقْرِن المُطِيقُ والمُقْرِنُ الضَّعِيفُ؛ وأَنشد:

وداهِيَةٍ داهَى بِهَا القومَ مُفْلِقٌ

بَصِيرٌ بعَوْراتِ الخُصومِ لَزُومُها

أَصَخْتُ لَهَا، حَتَّى إِذا ما وَعَيْتُها،

رُمِيتُ بأُخرى يَستَدِيمُ خَصيمُها

تَرَى القومَ مِنْهَا مُقْرِنينَ، كأَنما

تَساقَوْا عُقَاراً لَا يَبِلُّ سَليمُها

فَلَمْ تُلْفِني فَهّاً، وَلَمْ تُلْفِ حُجَّتي

مُلَجْلَجَةً أَبْغي لَهَا مَنْ يُقيمُها

قَالَ: وَقَالَ أَبو الأَحْوَصِ الرِّياحي:

وَلَوْ أَدْرَكَتْه الخيلُ، والخيلُ تُدَّعَى،

بذِي نَجَبٍ، مَا أَقْرَنَتْ وأَجَلَّت

أَي مَا ضَعُفتْ. والإِقْرانُ: قُوَّة الرَّجُلِ عَلَى الرَّجُلِ. يُقَالُ: أَقْرَنَ لَهُ إِذا قَوِيَ عَلَيْهِ. وأَقْرَنَ عَنِ الشَّيْءِ: ضَعُفَ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد:

تَرَى الْقَوْمَ مِنْهَا مُقْرِنِينَ، كأَنما

تَسَاقَوْا عُقاراً لَا يَبِلُّ سَلِيمُهَا

وأَقْرَنَ عَنِ الطَّرِيقِ: عَدَلَ عَنْهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه لِضَعْفِهِ عَنْ سُلُوكِهَا. وأَقْرَنَ الرجلُ: غَلَبَتْهُ ضَيْعتُه، وَهُوَ مُقْرِنٌ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ لَهُ إِبل وَغَنَمٌ وَلَا مُعِينَ لَهُ عَلَيْهَا، أَو يَكُونُ يَسْقي إِبلَه وَلَا ذَائِدَ لَهُ يَذُودُها يَوْمَ وُرُودِهَا. وأَقْرَنَ الرَّجُلُ إِذا أَطاق أَمرَ ضَيْعته، مِنَ الأَضداد. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: قِيلَ لِرَجُلٍ «2» مَا مالُك؟ قَالَ: أَقْرُنٌ لِي وآدِمةٌ فِي المَنِيئة، فَقَالَ: قَوِّمْها وزَكِّها.

وأَقْرَنَ إِذا ضَيَّقَ عَلَى غَرِيمِهِ. وأَقْرَنَ الدُّمَّلُ: حَانَ أَن يتفَقَّأَ. وأَقْرَنَ الدمُ فِي العِرْق واستقْرَنَ: كَثُرَ. وقَرْنُ الرَّمْلِ: أَسفلُه كقِنْعِهِ. وأَبو حَنِيفَةَ قَالَ: قُرُونة، بِضَمِّ الْقَافِ، نَبْتةٌ تُشْبِهُ نَبَاتَ اللُّوبِياء، فِيهَا حبٌّ أَكبر مِنَ الحِمَّصِ مُدَحْرَج أَبْرَشُ فِي سَواد، فإِذا جُشَّتْ خَرَجَتْ صَفْرَاءُ كالوَرْسِ، قَالَ: وَهِيَ فَرِيكُ أَهل الْبَادِيَةِ لِكَثْرَتِهَا والقُرَيْناء: اللُّوبياء، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُرَيْناء عُشْبَةٌ نحو الذراع لها أَقنانٌ وسِنْفَة كسِنفة الجُلْبانِ، وَهِيَ جُلْبانة بَرِّيَّة يُجْمع حَبُّهَا فتُعْلَفُه الدَّوَابُّ وَلَا يأْكله النَّاسُ لِمَرَارَةٍ فِيهِ. والقَرْنُوَةُ: نَبَاتٌ عَرِيضُ الْوَرَقِ يَنْبُتُ فِي أَلْوِيَةِ الرَّمْلِ ودَكادِكِه، ورَقُها أَغْبَرُ يُشبه ورَقَ الحَنْدَقُوق، وَلَمْ يَجِئْ عَلَى هَذَا الْوَزْنِ إِلا تَرْقُوَةٌ وعَرْقُوَة وعَنْصُوَة وثَنْدُوَةٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو زِيَادٍ مِنَ العُشْب القَرْنُوَة، وَهِيَ خَضْرَاءُ غَبْرَاءُ عَلَى سَاقٍ يَضرِبُ ورَقُها إِلى الْحُمْرَةِ، وَلَهَا ثَمَرَةٌ كالسُّنبلة، وَهِيَ مُرَّة يُدْبَغُ بِهَا الأَساقي، وَالْوَاوُ فِيهَا زَائِدَةٌ لِلتَّكْثِيرِ وَالصِّيغَةِ لَا لِلْمَعْنَى وَلَا للإِلحاق، أَلا تَرَى

(2). [وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رضي الله عنه قِيلَ لِرَجُلٍ إلخ] حق هذا الحديث أن يذكر عقب حَدِيثِ عُمَيْرِ بْنِ الْحُمَامِ كما هو سياق النهاية لأَن الأقرن فيه بمعنى الجعاب

ص: 340

أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلَ فَرَزْدُقة «3» ؟. وجِلد مُقَرْنىً: مَدْبُوغٌ بالقَرْنُوَة، وَقَدْ قَرْنَيْتُه، أَثبتوا الْوَاوَ كَمَا أَثبتوا بَقِيَّةَ حُرُوفِ الأَصل مِنَ الْقَافِ وَالرَّاءِ وَالنُّونِ، ثُمَّ قَلَبُوهَا يَاءً لِلْمُجَاوَرَةِ، وَحَكَى يَعْقُوبُ: أَديم مَقْرُونٌ بِهَذَا عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ. وسِقاءٌ قَرْنَوِيٌّ ومُقَرْنىً: دُبِغَ بالقَرْنُوَة. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القَرْنُوَة قُرُونٌ تَنْبُتُ أَكبر مِنْ قُروُن الدُّجْرِ، فِيهَا حَبٌّ أَكبر مِنَ الحمَّص، فإِذا جُشَّ خَرَجَ أَصفر فَيُطْبَخُ كَمَا تُطْبَخُ الْهَرِيسَةُ فَيُؤْكَلُ ويُدَّخر لِلشِّتَاءِ، وأَراد أَبو حَنِيفَةَ بِقَوْلِهِ قُرُون تَنْبُتُ مثلَ قُرُون. قَالَ الأَزهري فِي القَرْنُوَةِ: رأَيت الْعَرَبَ يَدْبُغون بِوَرَقِهِ الأُهُبَ؛ يُقَالُ: إِهابٌ مُقَرْنىً بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَقَدْ هَمَزَهُ ابْنُ الأَعرابي. وَيُقَالُ: مَا جَعَلْتُ فِي عَيْنِي قَرْناً مِنْ كُحْل أَي مِيلًا وَاحِدًا، مِنْ قَوْلِهِمْ أَتيته قَرْناً أَو قَرْنين أَي مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ، وقَرْنُ الثُّمَامِ شَبِيهٌ الباقِلَّى. والقارُون: الوَجُّ. ابْنُ شُمَيْلٍ: أَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَ الْقَارُورَةَ القَرَّانَ، الراء شديدة، وأَهل الْيَمَامَةِ يُسَمُّونَهَا الحُنْجُورة. ويومُ أَقْرُنَ: يومٌ لغَطَفانَ عَلَى بَنِي عَامِرٍ. والقَرَنُ: مَوْضِعٌ، وَهُوَ مِيقَاتُ أَهل نَجْدٍ، وَمِنْهُ أُوَيْسٌ القَرَنيُّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي كِتَابِهِ فِي الْجَمْهَرَةِ، والقَزَّازُ فِي كِتَابِهِ الْجَامِعِ: وقَرْنٌ اسم موضع. وبنو قَرَنٍ: قَبِيلَةٌ مِنَ الأَزْد. وقَرَنٌ: حَيٌّ مِنْ مُرَادٍ مِنَ الْيَمَنِ، مِنْهُمْ أُوَيْسٌ القَرَنيُّ مَنْسُوبٌ إِليهم. وَفِي حَدِيثِ الْمَوَاقِيتِ:

أَنه وَقَّتَ لأَهلِ نجْد قَرْناً

، وَفِي رِوَايَةٍ:

قَرْنَ المَنازل

؛ هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ يُحْرِمُ مِنْهُ أَهلُ نجْد، وَكَثِيرٌ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُ يَفْتَحُ رَاءَهُ، وإِنما هُوَ بِالسُّكُونِ، وَيُسَمَّى أَيضاً قَرْنَ الثَّعَالِبِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ:

أَنه احْتَجَمَ عَلَى رأْسه بقَرْنٍ حِينَ طُبَ

؛ هُوَ اسْمُ مَوْضِعٍ، فإِما هُوَ الْمِيقَاتُ أَو غَيْرِهِ، وَقِيلَ: هُوَ قَرْنُ ثوْر جُعِلَ كالمِحْجَمة. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه وَقَفَ عَلَى طَرَفِ القَرْنِ الأَسود

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِالسُّكُونِ، جُبَيْل صغيرٌ. والقَرِينة. وَادٍ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

تَحُلُّ اللِّوَى أَو جُدَّةَ الرَّمْلِ كُلَّمَا

جرَى الرِّمْثُ فِي مَاءِ القَرِينة والسِّدْرُ

وَقَالَ آخَرُ:

أَلا ليَتَني بَيْنَ القَرِينَة والحَبْلِ،

عَلَى ظَهْرِ حُرْجُوجٍ يُبَلِّغُني أَهْلي

وَقِيلَ: القَرِينة اسْمُ روضة بالصَّمّان. ومُقَرِّن: اسْمٌ. وقَرْنٌ: جبَلٌ مَعْرُوفٌ. والقَرينة: مَوْضِعٌ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: تَرَكَ فلانٌ فُلَانًا عَلَى مِثْلِ مَقَصِّ قَرْنٍ ومَقَطِّ قَرْن؛ قَالَ الأَصمعي: القَرْنُ جَبَلٌ مُطِلٌّ عَلَى عَرَفَاتٍ؛ وأَنشد:

فأَصَبَحَ عَهْدُهم كمقَصِّ قَرْنٍ،

فَلَا عينٌ تُحَسُّ وَلَا إِثارُ

وَيُقَالُ: القَرْنُ هَاهُنَا الْحَجَرُ الأَمْلَسُ النَّقِيُّ الَّذِي لَا أَثر فِيهِ، يُضْرَبُ هَذَا الْمَثَلُ لِمَنْ يُسْتَأْصَلُ ويُصْطلَمُ، والقَرْنُ إِذا قُصَّ أَو قُطَّ بَقِيَ ذلك الموضع أَملس. وقارونُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ أَعجمي، يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الغِنَى وَلَا يَنْصَرِفُ لِلْعُجْمَةِ والتعريف. وقارُون: اسْمُ رَجُلٍ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى، وَكَانَ كَافِرًا فَخَسَفَ اللَّهُ بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرض. والقَيْرَوَانُ: معرَّب، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كارْوان، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

(3). قوله [فرزدقة] كذا بالأصل بهذا الضبط، وسقطت من نسخة المحكم التي بأيدينا، ولعله مثل فرزقة بحذف الدال المهملة

ص: 341

وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ،

كأَنَّ أَسْرَابَها الرِّعالُ

والقَرْنُ: قَرْنُ الهَوْدج؛ قَالَ حاجِبٌ المازِنِيّ:

صَحا قَلْبِي وأَقْصرَ، غَيْرَ أَنِّي

أَهَشُّ، إِذا مَرَرْتُ عَلَى الحُمولِ

كَسَوْنَ الفارِسيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ،

وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ

قردن: التَّهْذِيبِ فِي الرُّبَاعِيِّ: خُذْ بقَرْدَنهِ وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بقَفاه.

قرصطن: القَرَصْطُونُ: القَفارُ، أَعجمي لأَن فَعَلُّولًا وفَعَلُّوناً لَيْسَا من أَبنيتهم.

قرطن: فِي الْحَدِيثِ:

أَنه دَخَلَ عَلَى سَلْمان فإِذا إِكافٌ وقِرْطَانٌ

؛ القِرْطَانُ: كالبَرْذَعة لِذَوَاتِ الْحَافِرِ، وَيُقَالُ قِرْطاطٌ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْخَطَابِيُّ بِالطَّاءِ، وقِرْطاق بِالْقَافِ، وَهُوَ بِالنُّونِ أَشهر، وَقِيلَ: هُوَ ثُلَاثِيُّ الأَصل ملحق بقِرْطاسٍ.

قرطعن: القِرْطَعْن: الأَحمق.

قزن: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَقْزَنَ زيدٌ ساقَ غلامِه إِذا كسرها.

قسن: قَسَنٌ: إِتباعٌ لحَسَن بَسَن. والقِسْيَنُّ: الشَّيْخ الْقَدِيمُ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ؛ وأَنشد:

وَهُمْ كمِثْلِ البازِلِ القِسْيَنّ

فإِذا اشْتَقُّوا مِنْهَا فِعْلًا عَلَى مِثْلِ افْعَالَّ هَمَزُوا فَقَالُوا: اقْسَأَنَّ. ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدِ اقْسأَنَّ، وَقِيلَ: المُقْسَئِنّ الَّذِي قَدِ انْتَهَى فِي سِنِّهِ، فَلَيْسَ بِهِ ضَعْفُ كِبَرٍ وَلَا قوّةُ شَباب، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي فِي آخِرِ شَبَابِهِ وأَوّل كِبَرِهِ. وَقَدِ اقْسَأَنَّ اقْسِئناناً: كَبِرَ وعَسِيَ؛ وَقَوْلُهُ:

يَا مَسَدَ الخُوصِ، تَعَوَّذْ منِّي،

إِن تَكُ لَدْناً لَيِّناً، فإِنِّي

مَا شِئْتَ مِنْ أَشْمَطَ مُقْسَئِنِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَكُونُ عَلَى أَحد الْوَجْهَيْنِ الآخَرَين. واقْسَأَنَّ الشيءُ: اشْتَدَّ، وَفِيهِ قُسَأْنِينة. والقُسَأْنينة مِنَ اقْسَأَنَّ العودُ وَغَيْرُهُ إِذا يَبِسَ وَاشْتَدَّ وعَسِيَ. ابْنُ الأَعرابي: أَقْسَنَ الرجلُ إِذا صَلُبت يَدُه عَلَى الْعَمَلِ والسَّقْي. واقْسأَنَّ الليلُ: اشْتَدَّ ظَلَامُهُ؛ وأَنشد:

بِتُّ لَهَا يَقْظَانَ واقْسَأَنَّتِ

قَالَ الأَزهري: هَذِهِ الْهَمْزَةُ اجْتُلِبَتْ لِئَلَّا يَجْتَمِعَ سَاكِنَانِ، وَكَانَ فِي الأَصل اقْسَانَّ يَقْسَانُّ.

قسطن: اللَّيْثُ: القُسْطانِيَّة نُدْأَةُ قَوْسِ قُزَحَ أَي عَوَجُه «1» . وأَنشد:

ونُؤْي كقُسْطانِيَّة الدَّجْنِ مُلْبِد

ابْنُ الأَعرابي: القُسْطالة قَوْسُ قُزَحَ، وَهِيَ القُسْطانة. أَبو عَمْرٍو: القَسْطانُ والكَسْطان الغُبار؛ وأَنشد:

يُثِير قَسْطانَ غُبارٍ ذِي وهَجْ

قَالَ الأَزهري: جَعَلَ أَبو عمرو قَسْطان وَكَسْطَانَ بِفَتْحِ الْقَافِ فَعْلاناً لا فَعْلالًا، ولم يُجِزْ قَسْطالًا وَلَا كَسْطالًا لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فَعْلال مِنْ غَيْرِ الْمُضَاعَفِ غَيْرَ حَرْفٍ وَاحِدٍ جَاءَ نَادِرًا، وَهُوَ قَوْلُهُمْ: نَاقَةٌ بِهَا خَزْعالٌ؛ هَكَذَا قال الفراء.

قسطبن: التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: قُسْطَبِينَته وقُسْطَبِيلته يعني الكَمَرة، والله أَعلم.

قطن: القُطُون: الإِقامة. قَطَنَ بالمكان يَقْطُنُ

(1). قوله [أي عوجه] كذا في الأَصل ونسخة من التهذيب، والذي في القاموس وغيره: إن الندأة هي قوس قزح

ص: 342

قُطُوناً: أَقام بِهِ وتَوَطَّنَ، فَهُوَ قاطنٌ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجِ:

ورَبِّ هَذَا البلدِ المُحَرَّمِ

والقَاطِناتِ البَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ،

قَواطِناً مكةَ مِنْ وُرْقِ الحَمِي

والقُطَّانُ: الْمُقِيمُونَ. والقَطِينُ: جَمَاعَةُ القُطَّان، اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَكَذَلِكَ القَاطِنَةُ، وَقِيلَ: القَطِينُ السَّاكِنُ فِي الدَّارِ، وَالْجَمْعُ قُطُنٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والقَطِينُ: الْمُقِيمُونَ فِي الْمَوْضِعِ لَا يَكَادُونَ يَبْرَحُونه. والقَطِينُ: السُّكَّان فِي الدَّارِ، ومُجاوِرُو مَكَّةَ قُطَّانُها. وَفِي حَدِيثِ الإِفاضة:

نَحْنُ قَطِينُ اللَّهِ

أَي سُكَّانُ حَرَمه. والقَطِينُ: جَمْعُ قَاطِنٍ كالقُطَّان، وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: نَحْنُ قَطين بَيْتِ اللَّهِ وحَرَمِه، قَالَ: وَقَدْ يَجِيءُ القَطِينُ بِمَعْنَى القاطِنِ لِلْمُبَالَغَةِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ:

فإِني قَطِينُ الْبَيْتِ عِنْدَ المَشاعِر

وحَمامُ مَكَّةَ يُقَالُ لَهَا: قَواطِنُ مَكَّةَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

فَلَا وَرَبِّ القاطِناتِ القُطَّنِ

والقَطِينُ: كالخَليط لَفْظُ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ. والقَطِينُ: تبَّاع المَلِك ومَماليكه. والقَطِينُ: أَهل الدَّارِ. والقَطِينُ: الخَدَمُ والأَتْباع والحَشَمُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: الحَشَمُ الأَحْرَارُ. والقَطِينُ: المَماليك. والقَطِينُ: الإِماءُ. والقاطِنُ: الْمُقِيمُ بِالْمَكَانِ. والقَطِين: تُبَّعُ الرَّجُلِ ومَماليكه وخَدَمُه، وَجَمْعُهَا القُطَّان. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَطِينُ الرَّجُلِ حَشَمُه وخَدَمه، قَالَ: وإِذا قَالَ الشَّاعِرُ خَفّ القَطِينُ فَهُمُ الْقَوْمُ القَاطِنُون أَي الْمُقِيمُونَ. وَرُوِيَ

عَنْ سَلْمَانَ أَنه قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مِنَ الْمَجُوسِ فَاجْتَهَدْتُ حَتَّى كنتُ قَطِنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا

؛ قَالَ شَمِرٌ: قَطِنُ النَّارِ خازِنُها وخادِمُها وَيَجُوزُ أَنه كَانَ مُقِيمًا عَلَيْهَا، رَوَاهُ بِكَسْرِ الطَّاءِ. وقَطَنَ يَقْطُنُ إِذا خَدَم. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد أَنه كَانَ لَازِمًا لَهَا لَا يُفَارِقُهَا مِنْ قَطَنَ فِي الْمَكَانِ إِذا لَزِمَهُ، قَالَ: وَيُرْوَى بِفَتْحِ الطَّاءِ، جَمْعُ قَاطِنٍ كخَدَم وخادِمٍ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى قاطِنٍ كفَرَطٍ وفارطٍ. وقَطَنُ الطَّائِرِ: زِمِكَّاه وأَصلُ ذَنَبِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ

أَن آمِنَةَ لَمَّا حَمَلَتْ بِالنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: مَا وَجَدْتُه في القَطَنة والثُّنَّةِ وَلَكِنِّي كنتُ أَجِدُه فِي كَبِدِي

؛ القَطَنُ: أَسفل الظَّهْرِ، والثُّنَّة: أَسفل الْبَطْنِ. والقَطَن، بِالتَّحْرِيكِ: مَا بَيْنَ الْوَرِكَيْنِ إِلى عَجْبِ الذَّنَبِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

مُعَوَّدٌ ضَرْبَ أَقْطانِ البَهازِير

والقَطَنُ: مَا عَرُضَ مِنَ الثَّبَجِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَطَنُ الْمَوْضِعُ الْعَرِيضُ بَيْنَ الثَّبَج والعَجُز، والقَطِينة سَكَنُ الدَّارِ. وَيُقَالُ: جَاءَ القومُ بِقَطِينهم؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

رأَيتُ ذَوِي الحاجاتِ، حَوْلَ بُيوتِهم،

قَطِيناً لَهُمْ، حَتَّى إِذا أَنبتَ البَقْلُ

وَقَالَ جَرِيرٌ:

هَذَا ابنُ عَمِّي فِي دِمَشْقَ خَلِيفَةً،

لَوْ شِئْتُ ساقَكُمُ إِليَّ قَطِينَا

والقَطِنَة والقِطْنَة، مثْلُ المَعِدَةِ والمِعْدَة: مِثل الرُّمَّانة تَكُونُ عَلَى كَرِشِ الْبَعِيرِ، وَهِيَ ذاتُ الأَطبْاق، وَالْعَامَّةُ تُسَمِّيهَا الرُّمَّانة، وَكَسْرُ الطَّاءِ فِيهَا أَجود. التَّهْذِيبُ: والقَطِنَة هِيَ ذَاتُ الأَطبْاق الَّتِي تَكُونُ مَعَ الْكَرِشِ، وَهِيَ الفَحِثُ أَيضاً؛ الحَرَّاني عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: هِيَ القَطِنة الَّتِي تَكُونُ مَعَ الْكَرِشِ، وَهِيَ

ص: 343

ذَاتُ الأَطباق، وَهِيَ النَّقِمة [النِّقْمة] «1». والمَعِدة [المِعْدة] والكَلِمة [الكِلْمة] والسَّفِلة [السِّفْلة] والوَسِمة [الوِسْمة] الَّتِي يُخْتَضَبُ بِهَا؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هِيَ القَطِنة [القِطْنة] وَهِيَ الرُّمانة فِي جَوْفِ الْبَقَرَةِ؛ وَفِي حَدِيثُ

سَطِيحٍ:

حَتَّى أَتى عارِي الجَآجي والقَطَنْ

وَقِيلَ: الصَّوَابُ قَطِنٌ، بِكَسْرِ الطَّاءِ، جَمْعُ قطِنة وَهِيَ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ. والقَطِنة: اللَّحْمَةُ بَيْنَ الْوَرِكَيْنِ. والقُطْنُ والقُطُنُ والقُطُنُّ: مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ قُطْنةٌ وقُطُنة وقُطُنَّة، وَقَدْ يَضْعُفُ فِي الشِّعْرِ «2». قَالَ: يُقَالُ قُطْنٌ وقُطُنٌ مِثْلُ عُسْر وعُسُر؛ قَالَ قَارِبُ بْنُ سَالِمٍ المُرِّي، وَيُقَالُ دَهلب بْنُ قُرَيع:

كأَنَّ مَجْرى دَمْعِها المُسْتَنِّ

قُطُنَّةٌ مِنْ أَجْوَد القُطْنُنِ

وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: مِنْ أَجود القُطُنِّ؛ قَالَ: شدِّد لِلضَّرُورَةِ وَلَا يَجُوزُ مِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُطْنُ يَعْظُم عِنْدَهُمْ شَجَرُهُ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ شَجَرِ المِشْمِش، وَيَبْقَى عِشْرِينَ سَنَةً، وأَجودُه الحديثُ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ:

شاقَتْكَ ظُعْنُ الحيِّ، يَوْمَ تحَمَّلوا،

فتَكنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها

أَراد بِهِ ثِيَابَ القُطْن. والمَقْطَنة: الَّتِي تُزْرَعُ فِيهَا الأَقطان. وَقَدْ عَطَّبَ الكرمُ وقَطَّنَ الكرمُ تَقْطيناً: بَدَتْ زَمَعاته. وبزْرُ قَطُونا: حَبَّة يُسْتَشْفَى بِهَا، والمدُّ فِيهَا أَكثر؛ التَّهْذِيبُ: وحَبَّة يُسْتَشْفَى بِهَا يُسَمِّيهَا أَهل الْعِرَاقِ بزْرَ قَطُونا؛ قَالَ الأَزهري: وسأَلت عَنْهَا البَحْرانيين فَقَالُوا: نَحْنُ نُسَمِّيهَا حَبَّ الذُّرَقة، وَهِيَ الأَسْفِيوس، مُعَرَّبٌ. وبزْرُ قَطوناء. عَلَى وَزْنِ جَلولاء وحَرُوراء ودَبوقاء وكَشُوثاء. والقِطانُ: شِجار الْهَوْدَجِ، وَجَمْعُهُ قُطُنٌ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ:

فَتَكَنَّسُوا قُطُنًا تَصِرُّ خِيَامُهَا

وقَطْني مِنْ كَذَا أَي حَسْبِي؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما هُوَ قَطِي، وَدَخَلَتِ النُّونُ عَلَى حَالِ دُخُولِهَا فِي قَدْني، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: القَطْنُ فِي مَعْنَى حَسْبُ. يُقَالُ: قَطْني كَذَا وَكَذَا؛ وأَنشد:

امْتَلأَ الحوضُ وقال: قَطْني،

سلا رُوَيداً، قد مَلأْتَ بَطْني

قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَنْ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ قَطْنَ عبدَ اللَّهِ درهمٌ، وقَطْنَ عبدِ اللَّهِ درهمٌ، فَيُزِيدُ نُونًا عَلَى قَطْ وَيَنْصِبُ بِهَا وَيَخْفِضُ وَيُضِيفُ إِلى نَفْسِهِ فَيَقُولُ قَطْني، قَالَ: وَلَمْ يُحْكَ ذَلِكَ فِي قَدْ، وَالْقِيَاسُ فِيهِمَا وَاحِدٌ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُمْ لَا تَقُلْ إِلا كَذَا وَكَذَا قَطْ؛ مَعْنَاهُ حَسْبُ، فطاؤُها سَاكِنَةٌ لأَنها بِمَنْزِلَةِ بَلْ وَهَلْ وأَجَلْ، وَكَذَلِكَ قَدْ يُقَالُ قَدْ عبدَ اللَّهِ درهمٌ، وَمَعْنَى قَطْ عبدَ اللَّهِ درهمٌ أَي يَكْفِي عبدَ اللَّهِ دِرْهَمٌ. والقِطْنِيَة، بِالْكَسْرِ؛ حَكَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ بِالتَّخْفِيفِ وأَبو حَنِيفَةَ بِالتَّشْدِيدِ: وَاحِدَةُ القَطانيّ، وَهِيَ الْحُبُوبُ الَّتِي تُدَّخَرُ كالحِمَّص والعَدَس والباقِلَّى والتُّرْمُس والدُّخْن والأُرْز والجُلْبان. التَّهْذِيبُ: القِطْنِيَّة الثِّيَابُ، والقِطْنيَّة الْحُبُوبُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ الأَرض، وَيُقَالُ لَهَا قُطْنيَّة مِثْلَ لُجِّيٍّ ولِجِّيّ، قَالَ: وإِنما

(1). قوله [وهي النقمة إلخ] هذه العبارة كالتي قبلها نظم عبارة التهذيب بالحرف وأتى بهذه النظائر للقطنة في الوزن فقط لا في المعنى كما هو ظاهر أي أن هذه سمع فيها أنها بكسر فسكون أو بفتح فكسر

(2)

. قوله [وَقَدْ يَضْعُفُ فِي الشِّعْرِ قال قارب إلخ] هكذا نظم عبارة التهذيب بحذف الجملة المعترضة بينهما ونقلها المؤلف من الصحاح ووسطها في كلام التهذيب فصار غير منسجم، ولو قال والقطن والقطن مثل عسر وعسر والقطنّ إلخ وَقَدْ يَضْعُفُ فِي الشِّعْرِ قال قارب إلخ لانسجمت العبارة مع الاختصار، وكثيراً ما يقع له ذلك فيظن أن في الكلام سقطاً وليس كذلك

ص: 344

سميت الحبوب قُطْنيَّة [قِطْنيَّة] لأَن مَخَارِجَهَا مِنَ الأَرض مِثْلَ مَخَارِجِ الثِّيَابِ القُطْنيَّة [القِطْنيَّة]، وَيُقَالُ: لأَنها تُزْرَعُ كُلَّهَا فِي الصَّيْفِ وتُدْرِك فِي آخِرِ وَقْتِ الْحَرِّ، وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: القَطانِيُّ الخِلَفُ وخُضَر الصَّيْفِ. شَمِرٌ: القُطْنِيَّة مَا كَانَ سِوَى الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: القِطْنِيَّةُ اسْمٌ جَامِعٌ لِهَذِهِ الْحُبُوبِ الَّتِي تُطْبَخُ؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ مِثْلُ العَدس والخُلَّر، وَهَوَ الماشُ، وَالْفُولُ والدُّجْر، وَهُوَ اللُّوبْيَاءُ، والحِمَّص وَمَا شَاكَلَهَا مِمَّا يُقْتات، سَمَّاهَا الشَّافِعِيُّ كُلَّهَا قُطْنيَّة فِيمَا رَوَى عَنْهُ الرَّبِيعُ، وَهُوَ قَوْلِ مَالِكِ بْنِ أَنس. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه كَانَ يأْخذ مِنَ القِطنيَّة العُشْرَ

؛ هِيَ بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ وَاحِدَةُ القَطاني كَالْعَدَسِ وَالْحِمَّصِ وَاللُّوبْيَاءِ. والقَيْطونُ: المُخْدَع، أَعجمي، وَقِيلَ: بِلُغَةِ أَهل مِصْرَ وبَرْبَر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القَيْطون بَيْتٌ فِي بَيْتٍ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ:

قُبَّة مِنْ مَراجِلٍ ضَرَبَتْها،

عِنْدَ بَرْدِ الشتاءِ، فِي قَيْطونِ

وقَطَنٌ: اسْمُ رَجُلٍ. وقَطَنُ بْنُ نَهْشَل: مَعْرُوفٌ. وقَطَنٌ: جَبَلٌ بِنَجْدٍ فِي بِلَادِ بَنِي أَسد، وَفِي الصِّحَاحِ: جَبَلٌ لِبَنِي أَسد. وقُطَانُ: جَبَلٌ «3» ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

غَيرَ أَن الحُدوجَ يرْفَعْنَ غِزْلانَ

قُطانٍ عَلَى ظُهورِ الجِمالِ

واليَقْطِين: كُلُّ شَجَرٍ لَا يَقُومُ عَلَى سَاقٍ نَحْوَ الدُّبَّاء والقَرْع وَالْبِطِّيخِ وَالْحَنْظَلِ. ويَقْطِينُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْهُ. واليَقْطِينة: القَرْعة الرَّطبة. التَّهْذِيبُ: اليَقطين شَجَرُ القرْع. قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ

؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قِيلَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ هُوَ وَرَقُ القرْع، فَقَالَ: وَمَا جعَلَ القَرْعَ مِنْ بَيْنِ الشَّجَرِ يَقْطِيناً، كُلُّ وَرَقَةٍ اتسعتْ وسترتْ فَهِيَ يَقْطينٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ كُلُّ شَيْءٍ ذَهَبَ بَسْطاً فِي الأَرض يَقْطينٌ، وَنَحْوُ ذَلِكَ قَالَ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: وَمِنْهُ القَرْع وَالْبِطِّيخُ والقِثَّاء والشِّرْيان، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: كُلُّ شَيْءٍ يَنْبُتُ ثُمَّ يَمُوتُ مِنْ عَامِهِ فَهُوَ يَقْطِينٌ. وقُطْنةُ: لَقَبُ رَجُلٍ، وَهُوَ ثابتُ قُطْنةَ العَتَكيّ، والأَسماء الْمَعَارِفُ تُضَافُ إِلى أَلقابها، وَتَكُونُ الأَلقاب مَعَارِفَ وتتعرَّف بِهَا الأَسماء كَمَا قِيلَ قَيْسُ قُفَّةَ وَزَيْدُ بَطَّةَ وسَعيد كُرْز؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ سَمِعْتُ أَبا حَاتِمٍ يَقُولُ أُصِيبتْ عَينُ ثابتِ قُطْنةَ بخُراسان فَكَانَ يَحْشُوهَا قُطْناً، فَسُمِّيَ ثابتَ قُطْنة؛ وَفِيهِ يَقُولُ حَاجِبُ الْفِيلِ:

لَا يَعْرفُ الناسُ مِنْهُ غيرَ قُطْنَتِه،

وَمَا سِوَاهَا من الإِنسان مَجْهولُ

قعن: القَعَنُ: قِصَرٌ فِي الأَنف فَاحِشٌ. وقُعَيْنٌ: حيٌّ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وَهُمَا قُعَيْنانِ: قُعَيْنٌ فِي بَنِي أَسد، وقُعَيْنٌ فِي قيْس بْنِ عَيْلان. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: القَعَنُ والقَعَى ارتفاعٌ فِي الأَرْنَبةِ، قال: والقَعَنُ انفِحاجٌ فِي الرِّجْلِ. قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي صَحَّ لِلثِّقَاتِ فِي عُيُوبِ الأَنف القَعَمُ، بِالْمِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تُعَاقِبُ الْمِيمَ وَالنُّونَ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا مِثْلَ الأَيْمِ والأَيْنِ لِلْحَيَّةِ، والغَيْم والغَيْنِ لِلسَّحَابِ، وَلَا أُنكِرُ أَن يَكُونَ القَعَنُ والقَعَمُ مِنْهَا. وَسُئِلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: أَيُّ الْعَرَبِ أَفصح؟ فَقَالَ: نَصْرُ قُعَيْنٍ أَو قُعَيْنُ نَصْرٍ. والقَيْعُونُ: نَبْتٌ. والقَيْعُون، عَلَى بِنَاءِ فَيْعُول:

(3). قوله [وقطان جبل إلخ] كذا بالأَصل والمحكم مضبوطاً، والذي في ياقوت: قطان ككتاب جبل

ص: 345

مَعْرُوفٌ وَهُوَ مَا طَالَ مِنَ العُشْبِ، قَالَ: وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ قَعَنَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قَيْعُونٌ فَعْلُوناً مِنَ القَيْعِ عَلَى تقديرِ الزَّيْتُونِ مِنَ الزَّيْتِ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ. وقَعْوَنُ: اسم.

قفن: التَّهْذِيبُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِني لأَسْتَعْمِلُ الرجلَ القَوِيَّ وغيرُه خيرٌ مِنْهُ، ثُمَّ أَكونُ عَلَى قَفَّانه، وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ: إِني لأَسْتَعمِلُ الرجلَ الْفَاجِرَ لأَسْتَعِينَ بقوَّته ثُمَّ أَكونُ عَلَى قَفَّانه، يَعْنِي عَلَى قَفاه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَفَّانُ كلِّ شيءٍ جِماعُه واسْتِقصاء مَعْرِفَتِهِ؛ يَقُولُ: أَكونُ عَلَى تتَبُّع أَمره حَتَّى أَستقصِيَ عِلْمَهُ وأَعرفه، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ، قَالَ: وَلَا أَحْسِبُ هذه الكلمة عربية، إِنما أَصلها قَبّانٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هو معرَّب قَبَّانَ الذي يُوزَنُ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ قَبّانٌ بِالصَّرْفِ، قَالَ: وأَما حِمارُ قَبّانَ لدُوَيْبَّة مَعْرُوفَةٌ فَغَيْرُ مَصْرُوفَةٍ؛ ومنه قول العامة: فلان قَبّانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذا كَانَ بِمَنْزِلَةِ الأَمين وَالرَّئِيسِ الَّذِي يتتَبَّعُ أَمره ويُحاسبه، وَلِهَذَا سُمِّيَ الْمِيزَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ القَبَّانُ القَبّانَ. ابْنُ الأَعرابي: القَفّانُ عِنْدَ الْعَرَبِ الأَمين، وَهُوَ فَارِسِيٌّ عُرِّبَ. ابْنُ الأَعرابي: هَذَا يومُ قَفْنٍ أَي يَوْمُ قِتَالٍ، وَيَوْمُ غَضْنٍ إِذَا كَانَ ذَا حِصَار. وقَفَّنَ رأْسه وقَنَّفَه إِذا قَطَعَهُ وأَبانه. والقَفْنُ: الضَّرْبُ بِالْعَصَا والسَّوْطِ؛ قَالَ بَشِيرٌ الفَرِيريُّ:

قَفَنْتُه بالسَّوْطِ أَيَّ قَفْنِ،

وَبِالْعَصَا مِنْ طُول سُوءِ الضَّفْنِ

وقَفَنَ الرجلَ يَقْفِنُه قَفْناً: ضَرَبَهُ عَلَى رأْسه بِالْعَصَا. وقَفَنَه يَقْفِنُه قَفْناً: ضَرَبَ قَفاه. وقَفَنَ الشاةَ يَقْفِنُها قَفْناً: ذَبَحَهَا مِنَ القَفا. والقَفِينة: الشَّاةُ تُذْبَحُ مِنْ قَفَاهَا، وَهُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. وَشَاةٌ قَفِينة: مَذْبُوحَةٌ مِنْ قَفاها، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي أُبِينَ رأْسُها مِنْ أيِّ جِهَةٍ ذُبِحَتْ. وَرُوِيَ عَنِ النَّخَعِيِّ أَنه قَالَ فِي حَدِيثِهِ فِيمَنْ ذَبح فأَبان الرأْسَ قَالَ: تِلْكَ الْقَفِينَةُ لَا بأْس بِهَا، وَيُقَالُ: النُّونُ زَائِدَةٌ لأَنها القَفِيَّة. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القَفينة كَانَ بعضُ النَّاسِ يَرَى أَنها الَّتِي تُذْبَحُ مِنَ القَفا، وَلَيْسَتْ بِتِلْكَ، وَلَكِنَّ القَفينة الَّتِي يُبان رأْسها بِالذَّبْحِ، وإِن كَانَ مِنَ الحَلْق، قَالَ: وَلَعَلَّ الْمَعْنَى يَرْجِعُ إِلَى القَفا لأَنه إِذا أَبان لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ قَطْعِ القَفا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ النُّونُ زَائِدَةٌ لأَنها القَفِيَّة، قَالَ: النُّونُ فِي القَفِينَة لَامُ الْكَلِمَةِ، يُقَالُ: قَفَنَ الشَّاةَ قَفْناً، وَهِيَ قَفِينٌ، وَالشَّاةٌ قَفِينة مِثْلَ ذَبِيحَةٍ؛ قَالَ: وَلَوْ كَانَتِ النُّونُ زَائِدَةً لَبَقِيَتِ الْكَلِمَةُ بِغَيْرِ لَامٍ، وأَما أَبو زَيْدٍ فَلَمْ يَعْرِفْ فِيهَا إِلَّا القفِيَّة، بِالْيَاءِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: القَفِينة التي يُبانُ رأْسها عِنْدَ الذَّبْحِ، وإِن كَانَ مِنَ الْحَلْقِ، وأَنكر قَوْلَ مَنْ يَقُولُ إِنها الَّتِي تُذْبَحُ مِنْ قَفَاهَا. وَحَكَى غَيْرُهُ: قَفَنَ رأْسه إِذا قَطَعَهُ فأَبانه. وَيُقَالُ للقَفا: القَفَنُّ والقَفِينة، فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. يُقَالُ: قَفَنَ الشَّاةَ واقتَفَنها. وَقَدْ قَالُوا: القَفَنُّ للقَفَا، فَزَادُوا نُونًا مُشَدَّدَةً؛ وأَنشد الرَّاجِزُ فِي ابْنِهِ:

أُحِبُّ مِنكَ مَوضِعَ الوِشْحَنِّ [الوُشْحَنِ]،

وموْضِعَ الإِزارِ والقَفَنِّ «1»

. والقَفِينة: النَّاقَةُ الَّتِي تُنْحَرُ مِنْ قَفَاهَا؛ عَنْ ثَعْلَبٍ، وَلَيْسَ شَيْءٌ «2»: مِنْ ذَلِكَ مُشْتَقًّا مِنْ لَفْظِ الْقَفَا إِذ لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَقِيلَ فِي كُلِّهِ قَفِيٌّ وقَفِيَّة. أَبو عَمْرٍو: القَفِين الْمَذْبُوحُ مِنْ قَفَاهُ. واقْتَفَنْتُ الشاةَ والطائر إِذا

(1). قوله [وموضع الإِزار إلخ] قال الصاغاني الرواية:

ومعقد الإِزار في القفنّ

والكاف في منك مفتوحة يخاطب ابنه لا امرأته

(2)

. قوله [وليس شيء إلخ] قال ابن سيدة: الذي عندي أن النون أصل وإن كانت الكلمة معناها معنى القفا كما أن القدموس معناه القديم والسبطر معناه السبط وليست الميم ولا الراء زائدة

ص: 346

ذَبحْتَ مِنْ قِبَل الْوَجْهِ فأَبَنْتَ الرأْسَ. والقَفْنُ: الموْتُ. وَيُقَالُ: قَفَنَ يَقْفِنُ قُفُوناً إِذا مَاتَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

أَلْقَى رَحَى الزَّوْرِ عَلَيْهِ فطَحَنْ،

فَقاءَ فَرْثاً تَحْتَه حَتَّى قَفَنْ

قَالَ: وقَفَنَ الكلبُ إِذا وَلَغَ. ابْنُ الأَعرابي: القَفْنُ الْمَوْتُ، والكَفْنُ التغطِيَة. ابْنُ الأَعرابي: القَفِينَة والقَنِيفةُ واحدٌ، وَهُوَ أَن يُبانَ الرأْسُ. التَّهْذِيبُ: أَتيته عَلَى إِفَّانِ ذَلِكَ وقِفَّانِ ذَلِكَ وغِفّان ذَلِكَ أَي عَلَى حِينِ ذلك.

قفزن: القُفَزْنِيَةُ: المرأَة الزَّرِيَّة القصيرة.

ققن: قِقِنْ قِقِنْ: حِكَايَةُ صوت الضحك.

قلن: الأَزهري:

رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، عليه السلام، أَنه سأَل شُرَيْحاً عَنِ امرأَة طُلِّقَتْ فذكَرَتْ أَنها حَاضَتْ ثلاثَ حِيَضٍ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ شُرَيْحٌ: إِن شَهِدَ ثلاثُ نِسْوَةٍ مِنْ بطانَةِ أَهلها أَنها كَانَتْ تَحِيضُ قَبْلَ أَن طُلِّقَتْ فِي كُلِّ شَهْرٍ كَذَلِكَ فَالْقَوْلُ قَوْلُهَا: فَقَالَ عَلِيٌّ: قالُونْ

؛ قَالَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَهل الْعِلْمِ: قالُون بِالرُّومِيَّةِ مَعْنَاهَا أَصَبْتَ، ورأَيت فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ لِابْنِ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: اشْتَرَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ جَارِيَةً رُومِيَّةً فأَحبها حُبًّا شَدِيدًا، فَوَقَعَتْ يَوْمًا عَنْ بَغْلَةٍ كَانَتْ عَلَيْهَا فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْهَا ويُفَدِّيها، قَالَ: فَكَانَتْ تَقُولُ لَهُ أَنت قالُونُ أَي رَجُلٌ صَالِحٌ، ثُمَّ هَرَبَتْ مِنْهُ؛ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:

قَدْ كنتُ أَحسِبُني قالونَ، فانطلَقَتْ

فاليومَ أَعْلَمُ أَني غَيْرُ قالُونِ

قلمون: القَلَمُونُ: مَطارِفُ كَثِيرَةُ الأَلوانِ، مثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ. التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: الْفَرَّاءُ قَلَمُونٌ هُوَ فَعَلُونٌ مِثْلُ قَرَبوسٍ، وَهُوَ مَوْضِعٌ، قَالَ: وَقَالَ غَيْرُهُ أَبو قَلَمُون ثَوْبٌ يُتراءَى إِذا أَشْرَقتْ عَلَيْهِ الشمسُ بأَلوانٍ شَتَّى، قَالَ: وَلَا أَدري لَمْ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ؛ قَالَ: وَقَالَ لِي قَائِلٌ سَكَنَ مصْرَ أَبو قَلَمُون طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ يُتراءَى بأَلوان شَتَّى فشُبِّه الثوبُ بِهِ؛ وَقَالَ:

بنَفْسِي حاضِرٌ ببَقِيعِ حَوْضَى،

وأَبياتٌ عَلَى القَلَمُونِ جُونُ

جعل القَلَمُونَ موضعاً.

قمن: الأَزهري:

رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: إِني قَدْ نُهيتُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فأَما الركوعُ فعَظِّمُوا اللَّهَ فِيهِ، وأَما السُّجود فأَكثروا فِيهِ من الدُّعَاءِ، فإِنه قَمِنٌ أَن يُسْتَجابَ لَكُمْ

؛ يُقَالُ: هُوَ قَمَنٌ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، بِالتَّحْرِيكِ، وقَمِنٌ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، فَمَنْ قَالَ قَمَن أَراد الْمَصْدَرَ فَلَمْ يُثَنِّ وَلَمْ يُجْمَعْ وَلَمْ يُؤَنِّثْ، يُقَالُ: هُمَا قَمَنٌ أَن يَفْعَلَا ذَلِكَ وَهُمْ قَمَنٌ أَن يَفْعَلُوَا ذَلِكَ وهنَّ قَمَنٌ أَن يَفْعَلْنَ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ قَمِنٌ أَراد النَّعْتَ فَثَنَّى وَجَمَعَ فَقَالَ هُمَا قَمِنانِ وَهُمْ قَمِنونَ، وَيُؤَنَّثُ عَلَى ذَلِكَ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: هُوَ قَمِنٌ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، وقَمِين أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، بِالْيَاءِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطيم:

إِذا جاوَزَ الاثنينِ سِرٌّ فإِنه،

بنَثّ وتَكْثيرِ الوُشاةِ، قَمِينُ

قَالَ ابْنُ كَيْسانَ: قمِينٌ بِمَعْنَى حَرِيّ، مأْخوذ مِنْ تَقَمَّنْتُ الشيءَ إِذا أَشْرَفتَ عَلَيْهِ أَن تأْخذه؛ غَيْرُهُ: هُوَ مأْخوذ مِنَ القَمِين بِمَعْنَى السَّرِيعِ وَالْقَرِيبِ. ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ قَمَنٌ بِكَذَا وقَمَنٌ مِنْهُ وقَمِنٌ وقمِينٌ أَي حَرٍ وخَلِيقٌ وجَدِيرٌ، فَمَنْ فَتَحَ لَمْ يُثَنِّ وَلَا جَمَعَ وَلَا أَنَّث، وَمَنْ كَسَرَ الْمِيمَ أَو أَدخل الْيَاءَ فَقَالَ قمِينٌ ثَنَّى وَجَمَعَ وأَنَّث فَقَالَ قَمِنانِ وقَمِنُون وقمِنَة

ص: 347

وقمِنتانِ وقمِناتٌ وقَمِينانِ وقَمِينونَ وقُمَناء وقمِينة وقمِينتانِ وقمِيناتٌ وقَمائِنُ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنه لمَقْمُون أَن يَفْعَلَ «1» : ذَلِكَ، وإِنه لمَقْمَنة أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ، كَذَا لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ كَقَوْلِكَ مَخْلَقة ومَجْدَرة. وَهَذَا الأَمرُ مَقْمَنة لِذَلِكَ أَي مَحْراةٌ ومَخْلقة ومَجْدَرة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ قَمَنٍ، بالفتح، قولُ الحرث بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ:

مَنْ كَانَ يَسأَلُ عَنَّا أَينَ منزِلُنا،

فالأُقْحُوانةُ مِنَّا مَنزِلٌ قَمَنُ

قَالَ: وَشَاهِدُ قَمِنٍ بِالْكَسْرِ قَوْلُ الحُوَيْدِرة:

ومُناخ غيرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه

قَمِن مِنَ الحِدْثانِ نَابِي المَضْجَعِ

وَهَذَا المنزلُ لَكَ مَوْطِنٌ قَمِنٌ [قَمَنٌ] أَي جَديرٌ أَن تَسْكُنَهُ. وأَقْمِنْ بِهَذَا الأَمر أَي أَخْلِقْ بِهِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا رأَيت مِنْ قَمَنِه وقَمَانته، كَذَا حَكَاهُ. وَدَارِي قَمَنٌ مِنْ دَارِكَ أَي قَرِيبٌ. ابْنُ الأَعرابي: القَمَنُ والقَمِنُ الْقَرِيبُ. والقَمَنُ والقَمِنُ: السَّرِيعُ. وتقَمَّنْتُ فِي هَذَا الأَمر مُوافَقَتَك أَي تَوَخَّيْتُها.

قنن: القِنُّ: الْعَبْدُ للتَّعْبيدَةِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْعَبْدُ القِنُّ الَّذِي مُلِكَ هُوَ وأَبواه، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، هَذَا الأَعراف، وَقَدْ حُكِيَ فِي جَمْعِهِ أَقْنانٌ وأَقِنَّة؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

إِنَّ سَلِيطاً فِي الخَسارِ إِنَّهْ

أَبْناءُ قَوْمٍ خُلِقُوا أَقِنَّهْ

والأُنثى قِنٌّ، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْعَبْدُ القِنُّ الَّذِي وُلِدَ عِنْدَكَ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَن يَخْرُجَ عَنْكَ. وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي: لسْنا بعَبيدِ قِنٍّ وَلَكِنَّا عبيدُ مَمْلُكة، مُضَافَانِ جَمِيعًا. وَفِي حَدِيثِ

عَمْرِو بْنِ الأَشْعَثِ: لَمْ نَكن عبيدَ قِنٍّ إِنما كُنَّا عبيدَ مَمْلكة.

يُقَالُ: عبدٌ قِنٌّ وعَبْدانِ قِنٌّ وعبيدٌ قِنٌّ. وَقَالَ أَبو طَالِبٍ: قَوْلُهُمْ عبدٌ قِنٌّ، قَالَ الأَصمعي: القِنُّ الَّذِي كَانَ أَبوه مَمْلُوكًا لِمَوَالِيهِ، فإِذا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَهُوَ عبدُ مَمْلَكةٍ، وكأَنَّ القِنَّ مأْخوذٌ مِنَ القِنْيَة، وَهِيَ المِلْكُ؛ قَالَ الأَزهري: وَمِثْلُهُ الضِّحُّ وَهُوَ نُورُ الشَّمْسِ المُشْرِقُ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وأَصله ضِحْيٌ، يُقَالُ: ضَحِيتُ لِلشَّمْسِ إِذا بَرَزْتَ لَهَا. قَالَ ثَعْلَبٌ: عبدٌ قِنٌّ مُلِكَ هُوَ وأَبواه، مِنَ القُنَانِ وَهُوَ الكُمُّ، يَقُولُ: كأَنه فِي كُمِّه هُوَ وأَبواه، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ القِنْيَة إِلَّا أَنه يُبْدَلُ. ابْنُ الأَعرابي: عبدٌ قِنٌّ خالِصُ العُبودة، وقِنٌّ بَيِّنُ القُنُونةِ والقَنَانةِ وقِنٌّ وقِنَّانِ وأَقنانٌ، وغيرُه لَا يُثَنِّيهِ وَلَا يَجْمَعُهُ وَلَا يُؤَنِّثُهُ. واقْتَنَنَّا قِنّاً: اتَّخَذْنَاهُ. واقْتَنَّ قِنّاً: اتَّخَذَهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقَالَ: إِنه لقِنٌّ بَيِّنُ القَنانة أَو القِنانة. والقِنَّةُ: القُوَّةُ مِنْ قُوَى الحَبْلِ، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ القُوَّة مِنْ قُوَى حَبْلِ اللِّيفِ؛ قَالَ الأَصمعي: وأَنشدنا أَبو القَعْقاعِ اليَشْكُري:

يَصْفَحُ للقِنِّةِ وَجْهاً جأْبَا،

صَفحَ ذِراعَيْه لعَظْمٍ كَلْبا

وَجَمْعُهَا قِنَنٌ، وأَنشده ابْنُ بَرِّيٍّ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى القِنَّةِ ضربٍ مِنَ الأَدْوية، قَالَ: وَقَوْلُهُ كَلْبًا ينتصِبُ عَلَى التَّمْيِيزِ كَقَوْلِهِ عز وجل: كَبُرَتْ كَلِمَةً؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الْمَقْلُوبِ. والقُنَّة: الْجَبَلُ الصَّغِيرُ، وَقِيلَ: الْجَبَلُ السَّهْلُ الْمُسْتَوِي الْمُنْبَسِطُ عَلَى الأَرض، وَقِيلَ: هُوَ الْجَبَلُ الْمُنْفَرِدُ الْمُسْتَطِيلُ فِي السَّمَاءِ، وَلَا تَكُونُ القُنَّة إِلا سَوْداء. وقُنَّةُ كلِّ شيءٍ: أَعلاه مثلُ القُلَّة؛ وَقَالَ:

(1). قوله [إِنَّهُ لَمَقْمُونٌ أَنْ يَفْعَلَ إلخ] كذا بالأَصل تبعاً لنسخة من المحكم، والذي في التهذيب: وقال اللحياني إنه لَمَقْمَنَةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ وإنهم لمقمنة لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ إلخ

ص: 348

أَما ودِماءٍ مائراتٍ تَخالُها،

عَلَى قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ، عَنْدَما

وقُنَّةُ الْجَبَلِ وقُلَّتُه: أَعلاه، وَالْجَمْعُ القُنَنُ والقُلَلُ، وَقِيلَ: الْجَمْعُ قُنَنٌ وقِنانٌ وقُنَّاتٌ وقُنُونٌ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:

وهَمَّ رَعْنُ الآلِ أَن يَكُونَا

بَحْراً يَكُبُّ الحوتَ والسَّفِينا

تَخالُ فِيهِ القُنَّةَ القُنُونا،

إِذا جَرَى، نُوتِيَّةً زَفُونا،

أَو قِرْمِلِيّاً هابِعاً ذَقُونا

قَالَ: وَنَظِيرُ قَوْلِهِمْ قُنَّة وقُنُون بَدْرَة وبُدُورٌ ومَأْنة ومُؤُون، إِلا أَن قَافَ قُنَّة مَضْمُومَةٌ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرُّمة فِي جَمْعِهِ عَلَى قِنانٍ:

كأَنَّنا، والقِنانَ القُودَ يَحْمِلُنا،

مَوْجُ الفُراتِ، إِذا الْتَجَّ الدَّيامِيمُ،

والاقْتِنانُ: الِانْتِصَابُ. يُقَالُ: اقْتَنَّ الوَعِلُ إِذا انْتَصَبَ عَلَى القُنَّة؛ أَنشد الأَصمعي لأَبي الأَخْزَرِ الحِمّانيِّ:

لَا تَحْسَبي عَضَّ النُّسُوعِ الأُزَّمِ،

والرَّحْلَ يَقْتَنُّ اقْتِنانَ الأَعْصَمِ،

سَوْفَكِ أَطرافَ النَّصِيِّ الأَنْعَمِ

وأَنشده أَبو عُبَيْدٍ: والرَّحْلُ، بِالرَّفْعِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خطأٌ إِلا أَن يُرِيدَ الْحَالَ؛ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَعْور الشَّنِّيّ:

كالصَّدَعِ الأَعْصمِ لَمَّا اقْتَنَّا

واقْتِنانُ الرَّحْلِ: لُزومُه ظهرَ الْبَعِيرِ. والمُسْتَقِنُّ الَّذِي يُقِيمُ فِي الإِبل يَشْرَبُ أَلبانَها؛ قَالَ الأَعْلَمُ الهُذَلِيّ:

فَشايعْ وَسْطَ ذَوْدِكَ مُسْتَقِنّاً،

لتُحْسَب سَيِّداً ضَبُعاً تَنُولُ

الأَزهري: مُسْتَقِنّاً مِنَ القِنِّ، وَهُوَ الَّذِي يُقِيمُ مَعَ غَنَمِهِ يَشْرَبُ مِنْ أَلبانها وَيَكُونُ مَعَهَا حَيْثُ ذَهَبَتْ؛ وَقَالَ: مَعْنَى قَوْلِهِ مُسْتَقِنّاً ضَبُعاً تَنُولُ أَي مُسْتَخْدِماً امرأَة كأَنها ضَبُع، وَيُرْوَى: مُقْتَئِنّاً ومُقْبَئِنّاً، فأَما المُقْتَئِنُّ فالمُنْتَصِب وَالْهَمْزَةُ زَائِدَةٌ وَنَظِيرُهُ كَبَنَ واكْبَأَنَّ، وأَما المُقْبَئِنّ فَالْمُنْتَصِبُ أَيضاً، وَهُوَ بِنَاءٌ عَزِيزٌ لَمْ يَذْكُرْهُ صَاحِبُ الْكِتَابِ وَلَا اسْتُدْرِكَ عَلَيْهِ، وإِن كَانَ قَدِ استُدْرِكَ عَلَيْهِ أَخوه وَهُوَ المُهْوَئِنُّ. والمُقْتَنُّ: المُنْتَصِبُ أَيضاً. الأَصمعي: اقْتنَّ الشيءُ يَقْتَنُّ اقْتِناناً إِذا انْتَصَبَ. والقِنِّينَةُ: وِعاءٌ يُتَّخَذُ مِنْ خَيْزُرانٍ أَو قُضْبانٍ قَدْ فُصِلَ داخلُه بحَواجِزِ بَيْنَ مَوَاضِعِ الْآنِيَةِ عَلَى صِيغَةِ القَشْوة. والقِنِّينَةُ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، مِنَ الزُّجَاجِ: الَّذِي يُجْعَل الشَّرابُ فِيهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: والقِنِّينةُ مِنَ الزُّجَاجِ مَعْرُوفَةٌ وَلَمْ يُذْكَرْ فِي الصِّحَاحِ مِنَ الزُّجاج، وَالْجَمْعُ قِنَانٌ، نَادِرٌ. والقِنِّينُ: طُنْبُور الحَبَشة؛ عَنِ الزَّجَّاجِيِّ: وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن اللَّهَ حرَّم الخَمْرَ والكُوبةَ والقِنِّينَ

؛ قَالَ ابْنُ قُتَيْبة: القِنِّينُ لُعْبة لِلرُّومِ يَتَقامَرون بِهَا. قَالَ الأَزهري: وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: التقْنِين الضَّرْبُ بالقِنِّينِ، وَهُوَ الطُّنْبورِ بالحَبَشِيَّة، والكُوبة الطَّبْل، وَيُقَالُ النَّرْدُ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وَوَرَدَ فِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام: نُهِينا عَنِ الكُوبة والغُبَيْراء والقِنِّين

؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْكُوبَةُ الطَّبْلُ، وَالْغُبَيْرَاءُ خَمْرَةٌ تُعْمَلُ مِنَ الغُبيراء، والقِنِّينُ طُنْبور الْحَبَشَةِ. وَقَانُونُ كُلِّ شَيْءٍ: طريقُه وَمِقْيَاسُهُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراها دَخِيلَةً.

ص: 349

وقُنَانُ الْقَمِيصِ وكُنُّه وقُنُّه: كُمُّه. والقُنانُ: رِيحُ الإِبِطِ عَامَّةً، وَقِيلَ: هُوَ أَشدّ مَا يَكُونُ مِنْهُ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ الصُّنَانُ عِنْدَ النَّاسِ وَلَا أَعْرِفُ القُنانَ. وقَنَانُ: اسْمُ مَلِكٍ كَانَ يأْخذ كلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً. وأَشرافُ اليَمن: بَنُو جُلُنْدَى بنِ قَنان. والقَنَانُ: اسْمُ جَبَلٍ بعينه لبني أَسد؛ قَالَ الشَّاعِرُ زُهَيْرٌ:

جَعَلْنا القَنانَ عَنْ يَمينٍ وحَزْنَهُ،

وَكَمْ بالقَنانِ مِن مُحِلٍّ ومُحْرِمِ

وَقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ وَلَمْ يُخَصَّصْ؛ قَالَ الأَزهري: وقَنانُ جَبَلٌ بأَعلى نَجْدٍ «2» . وَبَنُو قَنانٍ: بَطْنٌ مِنْ بَلْحرث بْنِ كَعْبٍ. وَبَنُو قُنَيْن: بَطْنٌ مِنْ بَنِي ثَعْلَب؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد:

جَهِلْتُ مِنْ دَيْنِ بَني قُنَيْنِ،

وَمِنْ حِسابٍ بَيْنَهُمْ وبَيْني

وأَنشد أَيضاً:

كأَنْ لَمْ تُبَرَّكْ بالقُنَيْنيِّ نِيبُها،

وَلَمْ يُرْتَكَبْ مِنْهَا لرَمْكاءَ حافِلُ

وَابْنُ قَنانٍ: رَجُلٌ مِنَ الأَعراب. والقِنْقِنُ والقُناقِنُ، بِالضَّمِّ: الْبَصِيرُ بِالْمَاءِ تَحْتَ الأَرض، وَهُوَ الدَّلِيلُ الْهَادِي والبَصيرُ بِالْمَاءِ فِي حَفْرِ القُنِيِّ، وَالْجَمْعُ القَناقِنُ، بِالْفَتْحِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: القُناقِنُ الْبَصِيرُ بِجَرِّ الْمِيَاهِ وَاسْتِخْرَاجِهَا، وَجَمْعُهَا قَناقِنُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

يُخافِتْنَ بعضَ المَضْغِ مِنْ خَشْيةِ الرَّدَى،

ويُنْصِتْنَ للسَّمْعِ انْتِصاتَ القَناقِن

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: القِنْقِنُ والقُناقِنُ المُهَنْدِسُ الَّذِي يَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الأَرض، قَالَ: وأَصلها بِالْفَارِسِيَّةِ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الحَفْر مِنْ قَوْلِهِمْ بِالْفَارِسِيَّةِ كِنْ كِنْ «3» . أَي احْفِرْ احْفِرْ. وَسُئِلَ

ابْنُ عَبَّاسٍ: لِمَ تَفَقَّدَ سُلَيْمانُ الهُدْهُدَ مِنْ بَيْنِ الطَّيْرِ؟ قَالَ: لأَنه كَانَ قُناقِناً

، يَعْرِفُ مَوَاضِعَ الْمَاءِ تَحْتَ الأَرض؛ وَقِيلَ: القُناقِنُ الَّذِي يَسْمَعُ فَيَعْرِفُ مقدارَ الْمَاءِ فِي الْبِئْرِ قَرِيبًا أَو بَعِيدًا. والقِنْقِنُ: ضَرْبٌ مِنْ صَدَف الْبَحْرِ «4» . والقِنَّة: ضَرْبٌ من الأَدْوِيَةِ، وبالفارسية پيرزَذ. والقِنْقِنُ: ضَرْبٌ مِنَ الجرْذانِ. والقَوانِينُ: الأُصُول، الْوَاحِدُ قانُونٌ، وَلَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. والقُنَّةُ: نَحْوٌ مِنَ القارَة، وَجَمْعُهَا قِنانٌ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: القُنَّة الأَكَمَةُ المُلَمْلَمَةُ الرأْسِ، وَهِيَ الْقَارَةُ لَا تُنْبِتُ شَيْئًا.

قون: ابْنُ الأَعرابي: القَوْنَةُ القِطْعَةُ مِنَ الْحَدِيدِ أَو الصُّفْر يُرْقَعُ بِهَا الإِناءُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: قَوْنٌ وقُوَيْنٌ موضعان.

قين: القَيْنُ: الحَدَّادُ، وَقِيلَ: كُلُّ صَانِعٍ قَيْنٌ، وَالْجَمْعُ أَقْيانٌ وقُيُونٌ. وَفِي حَدِيثِ

الْعَبَّاسُ: إِلا الإِذْخِرَ فإِنه لقُيُونِنا

؛ القُيُونُ: جَمْعُ قَيْنٍ وَهُوَ الحَدَّاد والصَّانِعُ. التَّهْذِيبُ: كلُّ عَامِلِ الْحَدِيدِ عِنْدَ الْعَرَبِ قَيْنٌ. وَيُقَالُ للحَدَّاد: مَا كَانَ قَيْناً وَلَقَدْ قانَ. وَفِي حَدِيثِ

خَبَّابٍ: كنتُ قَيْناً فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

وقانَ يَقِينُ قِيانَةً وقَيْناً: صَارَ قَيْناً. وقانَ الْحَدِيدَةَ قَيْناً: عَمِلَها وسَوَّاها. وقانَ الإِناءَ يَقِينُه قَيْناً: أَصلحه؛ وأَنشد الكلابيُّ أَبو

(2). قوله [بأعلى نجد] الذي في التهذيب: بعالية نجد

(3)

. قوله [مِنْ قَوْلِهِمْ بِالْفَارِسِيَّةِ كِنْ كن إلخ] كذا بالأَصل، والذي في المحكم: بكن أي احفر انتهى. وضبطت بكن فيه بكسر الموحدة وفتح الكاف

(4)

. قوله [ضَرْبٌ مِنْ صَدَفِ الْبَحْرِ] عبارة التكملة ابن دريد: القنقنة، بالكسر، ضرب من دواب البحر شبيه بالصدف

ص: 350

الغَمْرِ لِرَجُلٍ مِنْ أَهل الْحِجَازِ:

أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ تَغَيَّرَ بعدَنا

ظِبَاءٌ، بِذِي الحَصْحاصِ، نُجْلٌ عُيُونُها؟

وَلِي كَبِدٌ مَجْرُوحَةٌ قَدْ بَدَتْ بِهَا

صُدُوعُ الهَوَى، لَوْ أَنَّ قَيْناً يَقِينُها

وَكَيْفَ يَقِينُ القَيْنُ صَدْعاً فَتَشْتَفِي

بِهِ كَبِدٌ أَبْتُ الجُرُوحِ أَنِينُها؟

وَيُقَالُ: قِنْ إِناءَك هَذَا عِنْدَ القَيْنِ. وقِنْتُ الشيءَ أَقِينُه قَيْناً: لَمَمْتُه؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ:

خَرَجْنَ مِنَ السُّوبانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ

عَلَى كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ ومُفْأَمِ

يَعْنِي رَحْلًا قَيَّنَه النَّجَّارُ وعَمِلَه، وَيُقَالُ: نَسَبَهُ إِلَى بَنِي القَيْنِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قُلْتُ لعُمارَةَ إِن بَعْضَ الرُّوَاةِ زَعَمَ أَن كُلَّ عَامِلٍ بِالْحَدِيدِ قَيْنٌ، فَقَالَ: كَذِبٌ، إِنما القَيْنُ الَّذِي يَعْمَلُ بِالْحَدِيدِ وَيَعْمَلُ بالكِير، وَلَا يُقَالُ لِلصَّائِغِ قَيْنٌ وَلَا لِلنَّجَّارِ قَيْنٌ، وَبَنُو أَسد يُقَالُ لَهُمُ القُيون لأَن أَوَّل مَنْ عَمِلَ عَمَلَ الْحَدِيدِ بِالْبَادِيَةِ الهالكُ بنُ أَسد بْنِ خُزَيمة. وَمِنْ أَمثالهم: إِذا سَمِعْتَ بسُرى القَيْنِ فإِنه مُصْبِحٌ وَهُوَ سَعدُ القَين؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يُعْرَفُ بِالْكَذِبِ حَتَّى يُرَدُّ صِدْقُه؛ قَالَ الأَصمعي: وأَصله أَن القَيْنَ بِالْبَادِيَةِ يَنْتَقِلُ فِي مِيَاهِهِمْ فَيُقِيمُ بِالْمَوْضِعِ أَياماً فيَكْسُدُ عَلَيْهِ عمَله، فَيَقُولُ لأَهل الْمَاءِ إِني رَاحِلٌ عَنْكُمُ اللَّيْلَةَ، وإِن لَمْ يُرِدْ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ يُشِيعُه ليَسْتعمِله مَنْ يُرِيدُ اسْتِعْمَالَهُ، فكَثُر ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ حَتَّى صَارَ لَا يُصَدَّق؛ وَقَالَ أَوْسٌ:

بَكَرَتْ أُميَّةُ غُدْوةً برَهِينِ

خانَتْك، إِن القَينَ غَير أَمِينِ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ مثَل فِي الْكَذِبِ. يُقَالُ: دُهْ دُرَّين سَعْدُ القَيْن. والتَّقَيُّنُ: التزَيُّن بأَلوان الزِّينَةِ. وتقَيَّنَ الرجلُ واقْتانَ: تَزَيَّن. وقانَتِ المرأَةُ المرأَةَ تَقِينُها قَيْناً وقَيَّنَتْها: زَيَّنَتْها. وتقَيَّن النبتُ واقتانَ اقتِياناً: حَسُن، وَمِنْهُ قِيلَ للمرأَة مُقَيِّنةٌ أَي أَنها تُزَيِّن؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تزيِّن النِّسَاءَ، شُبِّهتْ بالأَمة لأَنها تُصْلِحُ الْبَيْتَ وَتُزَيِّنُهُ. وتقَيَّنتْ هِيَ: تزَيَّنتْ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: كَانَ لَهَا دِرْعٌ مَا كَانَتِ امرأَةٌ تُقَيَّنُ بِالْمَدِينَةِ إِلَّا أَرسلت تَسْتَعِيرُهُ

؛ تُقَيَّن أَي تُزَيَّن لِزِفَافِهَا. والتَّقْيينُ: التزْيينُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنا قَيَّنْتُ عَائشةَ.

واقتانَت الروضةُ إِذا ازْدانتْ بأَلوان زَهْرَتِهَا وأَخذَتْ زُخرُفها؛ وأَنشد لِكُثَيِّرٍ:

فهُنَّ مُناخاتٌ عليهنَّ زينةٌ،

كَمَا اقْتانَ بالنَّبْت العِهادُ المُحوَّف

والقَيْنةُ: الأَمة المُغنّية، تَكُونُ مِنَ التزَيُّن لأَنها كَانَتْ تَزَيَّنُ، وَرُبَّمَا قَالُوا للمُتَزَيِّن بِاللِّبَاسِ مِنَ الرِّجَالِ قَيْنة؛ قَالَ: وَهِيَ كَلِمَةٌ هُذليّة، وَقِيلَ: القَيْنة الأَمة، مُغَنّية كَانَتْ أَو غَيْرَ مُغَنِّيَةٍ. قَالَ اللَّيْثُ: عَوامُّ النَّاسِ يَقُولُونَ القَيْنة الْمُغَنِّيَةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: إِنما قِيلَ للمُغنّية قَيْنةٌ إِذا كَانَ الغناءُ صِنَاعَةً لَهَا، وَذَلِكَ مِنْ عَمَلِ الإِماء دُونَ الْحَرَائِرِ. والقَيْنةُ: الْجَارِيَةُ تخدُمُ حَسْبُ. والقَيْنُ: الْعَبْدُ، وَالْجَمْعُ قِيانٌ؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٌ:

رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيِّ فاحْتَمَلوا

إِلى الظَّهِيرة أَمرٌ بَيْنَهُمْ لَبِكُ

أَراد بالقِيان الإِماءَ أَنهنَّ ردَدْنَ الجِمالَ إِلى الحيِّ لشَدِّ أَقتابها عَلَيْهَا، وَقِيلَ: رَدَّ القِيانُ جمالَ الحيِّ العبيدُ والإِماءُ.

ص: 351