المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

والثُّنَّة مِنَ الفَرَس: مُؤَخَّر الرُّسْغ، وَهِيَ شَعَرَاتٌ مُدَلّاةٌ مُشْرِفات مِنْ - لسان العرب - جـ ١٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ن

- ‌حرف النون

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ه

- ‌حرف الهاء

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌ فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: والثُّنَّة مِنَ الفَرَس: مُؤَخَّر الرُّسْغ، وَهِيَ شَعَرَاتٌ مُدَلّاةٌ مُشْرِفات مِنْ

والثُّنَّة مِنَ الفَرَس: مُؤَخَّر الرُّسْغ، وَهِيَ شَعَرَاتٌ مُدَلّاةٌ مُشْرِفات مِنْ خَلْف؛ قَالَ: وأَنشد الأَصمعي لِرَبِيعَةَ بْنِ جُشَم رَجُلٌ مِنَ النَّمِر بْنِ قاسِط، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي يَخْلط بشعرِه شعرَ امْرِئِ الْقَيْسِ، وَقِيلَ هُوَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ:

لَها ثُنَنٌ كخَوافي العُقَاب،

سُودٌ يَفِينَ، إِذَا تَزْبَئِرّ

. قَوْلُهُ: يَفِين، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، أَي يَكْثُرن. يُقَالُ: وَفَى شَعرُه، يَقُولُ: لَيْست بمُنْجَردة لَا شَعْرَ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثِ فَتْحِ نُهاوَنْد:

وبلَغَ الدمُ ثُنَنَ الخَيْل

؛ قَالَ: الثُّنَنُ شعَرات فِي مُؤَخَّر الْحَافِرِ مِنَ اليَدِ والرِّجْل. وثَنَّن الفرسُ: رَفَع ثُنَّتَه أَن يَمَسَّ الأَرض فِي جَرْيه مِنْ خِفَّتِه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي وَظِيفَي الْفَرَسِ ثُنَّتان، وَهُوَ الشَّعْرُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى مُؤخَّر الرُّسْغ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ شعرٌ فَهُوَ أَمْرَدُ وأَمْرَطُ. ابْنُ الأَعرابي: الثُّنَّة مِنَ الإِنسان مَا دُونُ السُّرَّةِ فَوْقَ الْعَانَةِ أَسفل الْبَطْنِ، وَمِنَ الدوابِّ الشَّعْرُ الَّذِي عَلَى مؤخَّر الحافِر فِي الرُّسْغ. قَالَ: وثَنَّنَ الفرسُ إِذَا رَكِبَه الثقيلُ حَتَّى تُصِيبَ ثُنَّتُه الأَرض، وَقِيلَ: الثُّنَّةُ شعرُ الْعَانَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن آمِنةَ قَالَتْ لمَّا حَمَلَتْ بِالنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، واللهِ مَا وَجَدْتُه فِي قَطَنٍ وَلَا ثُنَّة وَمَا وَجَدته إِلَّا عَلَى ظَهْرِ كَبِدي

؛ القَطَنُ: أَسفل الظَّهر، والثُّنَّة: أَسفل الْبَطْنِ. وَفِي

مَقْتَل حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ، رضي الله عنه: أَن وَحْشياً قَالَ سَدَّدْتُ حَرْبَتي يَوْمَ أُحُدٍ لثُنَّته فَمَا أَخطأْتُها

، وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ «1» . يُقَوِّيان قَوْلَ اللَّيْثِ فِي الثُّنَّة. وَفِي حَدِيثِ

فارِعَة أُخْت أُمَيَّة: فشَقَّ مَا بَيْنَ صَدْره إِلَى ثُنَّتِه.

وثُنانُ: بُقْعة؛ عن ثعلب.

‌فصل الجيم

جأن: الجُؤنة: سَلَّة مُسْتَديرة مُغَشَّاة أَدَماً يُجْعَلُ فِيهَا الطِّيبُ والثِّياب.

جبن: الجَبانُ مِنَ الرِّجالِ: الَّذِي يَهاب التقدُّمَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، لَيْلًا كَانَ أَو نَهَارًا؛ سِيبَوَيْهِ: وَالْجَمْعُ جُبَناء، شَبَّهوه بفَعِيل لأَنه مثلُه فِي العِدَّة وَالزِّيَادَةِ، وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكر الجُبْن والجَبان، وَهُوَ ضِدُّ الشَّجاعة والشُّجاع، والأُنثى جَبان مِثْلُ حَصان ورَزَانٍ وجَبانةٌ، ونِساء جَباناتٌ. وَقَدْ جَبَنَ يَجْبُن وجَبُنَ جُبْناً وجُبُناً وجَبانةً وأَجْبَنَه: وَجَدَهُ جَباناً أَو حَسِبَه إِيَّاهُ. قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ، وَكَانَ قَدْ زَارَ رَئِيسَ بَنِي سُلَيْمٍ فأَعطاه عِشْرِينَ أَلف دِرهم وسَيْفاً وفَرَساً وغُلاماً خبَّازاً وثِياباً وطِيباً: لِلَّهِ دَرُّكم يَا بَنِي سُلَيْمٍ قاتَلْتُها فَمَا أَجْبَنْتُها، وسأَلتُها فَمَا أَبخَلْتها، وهاجَيْتُها فَمَا أَفحَمْتُها. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ يُجَبَّن أَي يُرْمَى بِذَلِكَ وَيُقَالُ لَهُ. وجَبَّنَه تَجْبِيناً: نسبَه إِلَى الجُبْن. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، احْتَضَنَ أَحَدَ ابْنَي ابنتِه وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتُجَبِّنُون وتُبَخِّلون وتُجَهِّلون، وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحان اللَّهِ.

يُقَالُ: جَبَّنْتُ الرَّجُلَ وبَخَّلْته وجهَّلْته إِذَا نسبْتَه إِلَى الجُبْنِ والبُخْلِ والجَهْل، وأَجْبَنْته وأَبْخَلْته وأَجْهَلْته إِذَا وجَدْته بَخِيلًا جَباناً جَاهِلًا، يُرِيدُ أَن الْوَلَدَ لَمَّا صَارَ سبَباً لجُبْن الأَب عَنِ الجِهاد وَإِنْفَاقِ الْمَالِ والافْتتان بِهِ، كَانَ كأَنه نسبَه إِلَى هَذِهِ الخِلال وَرَمَاهُ بِهَا. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: الْوَلَدُ مَجْهَلَة مَجْبَنة مَبْخَلة. الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ الْوَلَدُ مَجْبَنة مَبْخَلة

(1). قوله [وهذان الحديثان إلخ] هكذا في الأَصل بدون تقدم نسبة إلى الليث

ص: 84

لأَنه يُحَب البقاءُ والمالُ لأَجله. وتَجَبَّنَ الرجلُ: غلُظ. ابْنُ الأَعرابي: الْمُفَضَّلُ قَالَ الْعَرَبُ تَقُولُ فلانٌ جبانُ الكَلْبِ إِذَا كَانَ نِهايةً فِي السَّخاءِ؛ وأَنشد:

وأَجْبَنُ مِنْ صافرٍ كَلْبُهم،

وَإِنْ قَذَفَتْه حصاةٌ أَضافا

. قَذَفَتْه: أَصابتْه. أَضافَ أَي أَشْفَق وَفَرَّ. اللَّيْثُ: اجْتَبَنْتُه حَسِبْتُه جَباناً. والجَبِينُ: فَوْقَ الصدْغ، وهُما جَبِينان عَنْ يَمِينِ الْجَبْهَةِ وشِمالها. ابْنُ سِيدَهْ: والجَبِينان حَرْفان مُكْتَنِفا الجَبْهة مِنْ جانِبَيْها فِيمَا بَيْنَ الحاجِبَيْن مُصْعِداً إِلَى قُصاصِ الشَّعْرِ، وَقِيلَ: هُمَا مَا بَيْنُ القُصاصِ إِلَى الحِجاجَيْن، وَقِيلَ: حُرُوفُ الْجَبْهَةِ مَا بَيْنَ الصُّدغين مُتَّصِلًا عَدَا الناصِية، كلُّ ذَلِكَ جَبِينٌ واحدٌ، قَالَ: وَبَعْضٌ يَقُولُ هُما جَبينان، قَالَ الأَزهري: وَعَلَى هَذَا كلامُ الْعَرَبِ. والجَبْهَتان: الجَبِينان. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: والجَبِينُ مذكَّر لَا غَيْرَ، وَالْجَمْعُ أَجْبُنٌ وأَجْبِنةٌ وجُبُن. والجُبْن والجُبُن والجُبُنُّ مُثَقَّلٌ: الَّذِي يؤكَل، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ «1». جُبُنَّة. وتَجَبَّن اللَّبَنُ: صَارَ كالجُبْن. قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ كُلِ الجُبُنَّ عُرْضاً، بِتَشْدِيدِ النُّونِ. غَيْرُهُ: اجْتَبَنَ فلانٌ اللَّبَنَ إِذَا اتَّخَذَه جُبْناً. الْجَوْهَرِيُّ: الجُبْن هَذَا الَّذِي يُؤكَل، والجُبْنة أَخص مِنْهُ، والجُبْنُ أَيضاً: صِفة الجَبان. والجُبُن، بِضَمِّ الْجِيمِ وَالْبَاءِ: لُغَةٌ فِيهِمَا. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جُبُنٌّ وجُبُنَّة، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ. وَقَدْ جَبَن الرَّجُلُ، فَهُوَ جَبان، وجَبُنَ أَيضاً، بِالضَّمِّ، فَهُوَ جَبين. والجَبَّان والجَبَّانة، بِالتَّشْدِيدِ: الصَّحْرَاءُ، وَتُسَمَّى بِهِمَا الْمَقَابِرُ لأَنها تَكُونُ فِي الصَّحْرَاءِ تَسْمِيَةً لِلشَّيْءِ بِمَوْضِعِهِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَبابِينُ كِرامُ المَنابِت، وَهِيَ مُسْتَوِيَةٌ فِي ارْتِفَاعٍ، الْوَاحِدَةُ جَبَّانة. والجَبَّان: مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض فِي ارْتِفَاعٍ، وَيَكُونُ كَريمَ المَنْبت. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَبَّانة مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض ومَلُسَ وَلَا شَجَرَ فِيهِ، وَفِيهِ آكامٌ وجِلاهٌ وَقَدْ تَكُونُ مُسْتَوِيَةً لَا آكامَ فِيهَا وَلَا جِلاهَ، وَلَا تَكُونُ الجَبَّانة فِي الرَّمْل وَلَا فِي الجَبَل، وَقَدْ تَكُونُ فِي القِفاف والشَّقائق. وكلُّ صحراءَ جَبَّانة.

جبرن: جِبْرينُ جَبْرينُ وجِبْريل وجَبْرَئيل، كُلُّهُ: اسْمُ رُوحِ القُدس، عليه السلام.

جحن: الكسائي: الجَحِنُ السَّيِءُ الغِذاء، وَقَدْ أَجْحَنَتْه أُمُّه. وصبيٌّ جَحِنُ الغِذاء، وَقَدْ جَحِن، بِالْكَسْرِ، يَجْحَن جَحَناً وأَجْحَنَتْه؛ أَساءَت غِذاءه، وَقَالَ الأَصمعي فِي المُجْحَن مِثْلَهُ. والجَحِن: البَطِيءُ الشَّبَابِ؛ وَقَوْلُ الشَّمَّاخِ:

وَقَدْ عَرِقَتْ مَغابنُها وجادَتْ

بِدِرَّتِها قِرَى جَحِنٍ قَتِينِ

. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَراد قُراداً جعلَه جَحِناً لِسُوءِ غِذَائِهِ، يَعْنِي أَنها عَرِقَتْ فَصَارَ عَرَقُها قِرًى للقُراد، وَهَذَا الْبَيْتُ ذَكَرَهُ ابْنُ بَرِّيٍّ بِمُفْرَدِهِ فِي تَرْجَمَةِ حَجَنَ، بِالْحَاءِ قَبْلَ الْجِيمِ، قَالَ: والجَحِنُ المرأَةُ القليلةُ الطُّعْم، وأَورد الْبَيْتَ، وَقَدْ أَورده الأَزهري وَابْنُ سِيدَهْ وَالْجَوْهَرِيُّ هُنَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، فَإِمَّا أَن يَكُونَ ابْنُ بَرِّيٍّ صَحَّفه أَو وَجَدَ لَهُ وَجْهًا فِيمَا ذَكَرَهُ، قَالَ: والأُنثى جَحِنة وجَحْنة؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:

كَواحِدةِ الأُدْحِيِّ لَا مُشْمَعِلَّةٌ،

وَلَا جَحْنة، تحتَ الثِّياب، جَشُوبُ.

وَقَدْ جَحِنَ جَحَناً وجَحانة. الأَزهري: ومَثَلٌ مِنَ

(1). قوله [وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بالهاء] هذه عبارة ابن سيدة. وقوله [جبنة] هذه عبارة الأَزهري

ص: 85

الأَمْثال: عَجَبٌ مِنْ أَن يَجِيءَ مِنْ جَحِنٍ خَيْرٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ:

فأَنْبَتها نَباتاً غَيْرَ جَحْن

. إِنَّمَا هُوَ عَلَى تَخْفِيفِ جَحِنٍ. ونَبْت جَحِن: زَميرٌ صَغِيرٌ مُعَطَّش. وكلُّ نَبْتٍ ضَعُفَ فَهُوَ جَحِنٌ. والمُجْحَن، بِضَمِّ الْمِيمِ، مِنَ النَّبَاتِ: القصيرُ الْقَلِيلُ الْمَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ جَحَنَ وأَجْحَن وجَحَّنَ وحَجَنَ وأَحْجَنَ وحَجَّنَ وجَحَدَ وأَجْحَدَ وجَحَّد كُلُّهُ مَعْنَاهُ إِذَا ضيَّق عَلَى عِيَالِهِ فَقْراً أَو بُخْلًا. الأَزهري: يُقَالُ جُحَيْناءُ قَلْبِي ولُوَيحاءُ قَلْبِي ولُوَيْذاء قَلْبِي، يَعْنِي مَا لزِم الْقَلْبَ. وجَيْحون وجَيْحان: اسْمُ نَهْرٍ جَاءَ فِيهِمَا حَدِيثٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ

سَيْحان وجَيْحان

، قَالَ: هُمَا نَهْرَانِ بِالْعَوَاصِمِ عِنْدَ أَرض المِصّيصة وطَرَسوس. الْجَوْهَرِيُّ: جَيْحون نَهْرُ بَلْخ، وَهُوَ فَيْعول. وجَيْحان: نَهْرٌ بِالشَّامِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ وزنُ جَيْحون فَعْلون مثل زَيتون وحَمْدون.

جحشن: جَحْشَنٌ: اسم.

جخن: الأَصمعي: الجُخُنَّةُ الرَّدِيئَةُ عِنْدَ الْجِمَاعِ مِنَ النِّسَاءِ؛ وأَنشد:

سأُنذِرُ نَفْسي وَصْلَ كلِّ جُخُنَّةٍ

قِضافٍ، كبِرْذَوْنِ الشَّعير الفُرافِر.

جدن: جَدَنٌ: مَوْضِعٌ. وَذُو جَدَنٍ: قَيْلٌ مِنْ أَقيال حِمْير، وَقِيلَ: مِنْ مَقاوِلة اليَمَن، وَفِي التَّهْذِيبِ: اسْمُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَر؛ قَالَ الأَصمعي: وأَنشد أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ الْكِلَابِيُّ:

لَوْ أَنَّني كنتُ مِنْ عادٍ وَمِنْ إِرَمٍ

غَذِيَّ بَهْم ولُقْماناً وَذَا جَدَنِ

. ابْنُ الأَعرابي: أَجْدَنَ الرجلُ إِذَا اسْتَغْنَى بَعْدَ فَقْرٍ.

جَرَنَ: الجِرانُ: بَاطِنُ العُنُق، وَقِيلَ: مُقدَّم الْعُنُقِ مِنْ مَذْبَحِ الْبَعِيرِ إِلَى مَنْحَرِهِ، فَإِذَا برَك البعيرُ وَمَدَّ عنُقَه عَلَى الأَرض قِيلَ: أَلقى جِرانَه بالأَرض. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: حَتَّى ضرَب الحقُّ بجِرانِه

، أَرادت أَن الحقَّ اسْتَقَامَ وقَرَّ فِي قَراره، كَمَا أَن الْبَعِيرَ إِذَا بَرَك وَاسْتَرَاحَ مَدَّ جِرانَه عَلَى الأَرض أَي عُنُقَه. الْجَوْهَرِيُّ: جِرانُ الْبَعِيرِ مقدَّم عُنقه مِنْ مَذْبَحِهِ إِلَى مَنْحَرِهِ، وَالْجَمْعُ جُرُنٌ، وَكَذَلِكَ مِنَ الْفَرَسِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن ناقتَه، عليه السلام، تَلَحْلحَتْ عِنْدَ بَيْتِ أَبي أَيوب وأَرْزَمتْ ووَضَعتْ جِرانَها

؛ الجِران: بَاطِنُ العُنق. اللِّحْيَانِيُّ: أَلقى فلانٌ عَلَى فُلَانٍ أَجْرانه وأَجرامَه وشَراشِره، الْوَاحِدُ جِرْمٌ وجِرْنٌ، إِنَّمَا سمعتُ فِي الْكَلَامِ أَلقى عَلَيْهِ جِرانَه، وَهُوَ بَاطِنُ العُنق، وَقِيلَ: الجِران هِيَ جِلْدَةٌ تَضْطرب عَلَى باطِن الْعُنُقِ مِنْ ثُغْرة النَّحْرِ إِلَى مُنْتَهَى العُنق فِي الرأْس؛ قَالَ:

فَقَدَّ سَراتَها والبَرْكَ مِنْهَا،

فخَرَّتْ لليَدَيْنِ وللجِرانِ

. وَالْجَمْعُ أَجْرِنة وجُرنٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَإِذَا جَمَلَانِ يَصْرفان فدَنا مِنْهُمَا فوَضَعا جُرُنهما عَلَى الأَرض

؛ وَاسْتَعَارَ الشَّاعِرُ الجِران للإِنسان؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ:

مَتى تَرَ عَيْنَيْ مالكٍ وجِرانَه

وجَنْبَيه، تَعْلمْ أَنه غيرُ ثائرِ

. وَقَوْلُ طرَفة فِي وَصْفِ نَاقَةٍ:

وأَجرِنةٍ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ

. إِنَّمَا عظَّم صدرَها فَجَعَلَ كلَّ جُزْءٍ مِنْهُ جِراناً كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ لِلْبَعِيرِ ذُو عَثانين. وجِران الذكَر: باطنُه، وَالْجَمْعُ أَجرِنةٌ وجُرُنٌ. وجَرَنَ الثوبُ

ص: 86

والأَديمُ يَجْرُن جُروناً، فَهُوَ جارِن وجَرين: لَانَ وَانْسَحَقَ، وَكَذَلِكَ الْجِلْدُ وَالدِّرْعُ وَالْكِتَابُ إِذَا درَس، وأَدِيم جارِن؛ وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ غَرْبَ السَّانِيَةِ:

بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُه،

قَلِقُ المَحالةِ جارِنٌ مَسْلومُ

. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ يَصِفُ جِلداً عُمل مِنْهُ دَلوٌ. والجارِنُ: الليِّن، والمَسْلوم: الْمَدْبُوغُ بالسَّلَم. قَالَ الأَزهري: وكلُّ سِقاءٍ قَدْ أَخلَق أَو ثَوْبٍ فَقَدْ جَرَن جُروناً، فَهُوَ جارِن. وجَرَن فلانٌ عَلَى العَذْلِ ومَرَن ومَرَد بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ وَالدَّابَّةِ إِذَا تعَوَّد الأَمرَ ومَرَن عَلَيْهِ: قَدْ جَرَنَ يَجْرُن جُروناً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

سَلاجِم يَثْرِبَ الأُولى، عَلَيْهَا

بيَثْرِبَ كرَّةٌ بَعْدَ الجُرونِ

. أَي بَعْدَ المُرون. والجارِنة: الليِّنة مِنَ الدُّرُوعِ. أَبو عَمْرٍو: الجارِنة المارِنة. وكلُّ مَا مَرَن فَقَدْ جَرَن؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ الدُّرُوعَ:

وجَوارِن بِيضٌ، وَكُلُّ طِمرَّةٍ

يَعْدُو عَلَيْهَا القَرَّتَيْن غُلام

. يَعْنِي دُروعاً ليِّنة. والجارِن: الطَّرِيقُ الدارِس. والجَرَنُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لأَبي حُبَيْبَةَ الشَّيْبَانِيِّ:

تَدَكَّلَتْ بَعْدي وأَلْهَتْها الطُّبَنْ،

ونحنُ نَغْدو فِي الخَبار والجَرَنْ

وَيُقَالُ: هُوَ مُبْدَلٌ مِنَ الجَرَل. وجَرَنَت يدُه عَلَى الْعَمَلِ جُروناً: مرنَت. والجارِن مِنَ الْمَتَاعِ: مَا قَدِ اسْتُمْتِع بِهِ وبَلْيَ. وسِقاءٌ جارِن: يَبِس وغلُظ مِنَ الْعَمَلِ. وسَوْطٌ مُجَرَّن: قَدْ مَرَن قَدُّه. والجَرين: مَوْضِعُ البُرّ، وَقَدْ يَكُونُ لِلتَّمْرِ وَالْعِنَبِ، وَالْجَمْعُ أَجرِنة وجُرُن، بِضَمَّتَيْنِ، وَقَدْ أَجرَن العنبَ. والجَرينُ: بَيْدَر الحَرْث يُجْدَر أَو يُحْظَر عَلَيْهِ. والجُرْنُ والجَرين: مَوْضِعُ التَّمْرِ الَّذِي يُجَفَّف فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ الْحُدُودِ:

لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ حتى يُؤْوِيَهُ الجَرينُ

؛ هُوَ مَوْضِعُ تَجْفِيفِ الثَّمَرِ، وَهُوَ لَهُ كالبَيدر لِلْحِنْطَةِ، وَفِي حَدِيثِ

أُبَيّ مَعَ الْغُولِ: أَنه كَانَ لَهُ جُرُنٌ مِنْ تَمْرٍ.

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ سِيرِينَ فِي المُحاقَلة: كَانُوا يشترطُون قُمامةَ الجُرُنِ

، وَقِيلَ: الجَرينُ مَوْضِعُ البَيْدر بِلُغَةِ الْيَمَنِ. قَالَ: وعامَّتُهم يَكسِر الجيمَ، وَجَمْعُهُ جُرُنٌ. والجَرينُ: الطِّحْنُ، بِلُغَةِ هُذيل؛ وَقَالَ شَاعِرُهُمْ:

ولِسَوْطِه زَجَلٌ، إِذَا آنَسْتَه

جَرَّ الرَّحى بجَرينِها المَطْحونِ

. الجَرين: مَا طَحَنتَه، وَقَدْ جُرِنَ الحبُّ جَرْناً شَدِيدًا. والجُرْنُ: حَجَرٌ مَنْقُورٌ يُصبُّ فِيهِ الْمَاءُ فيُتوضأُ بِهِ، وَتُسَمِّيهِ أَهلُ الْمَدِينَةِ المِهْراسَ الَّذِي يُتَطهَّر مِنْهُ. والجارِنُ: ولدُ الْحَيَّةِ مِنَ الأَفاعي. التَّهْذِيبُ: الْجَارِنُ مَا لانَ مِنْ أَولاد الأَفاعي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والجِرْنُ الْجِسْمُ، لُغَةٌ فِي الجِرْم زَعَمُوا؛ قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ نُونُهُ بَدَلًا مِنْ مِيمِ جِرْم، وَالْجَمْعُ أَجْران، قَالَ: وَهَذَا مِمَّا يُقَوِّي أَن النُّونَ غَيْرُ بَدَلٍ لأَنه لَا يَكَادُ يُتصرَّف فِي الْبَدَلِ هَذَا التَّصَرُّفَ. وأَلقى عَلَيْهِ أَجرانَه وجِرانه أَي أَثقاله. وجِرانُ العَوْدِ: لقَب لِبَعْضِ شُعَرَاءِ الْعَرَبِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ مِنْ نُمير وَاسْمُهُ المُسْتورِد «2» . وَإِنَّمَا لقِّب بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ يخاطب امرأَتيه:

(2). قوله [واسمه المستورد] غلطه الصاغاني حيث قال وإنما اسم جِرَانِ الْعَوْدِ عَامِرُ بْنُ الحرث بن كلفة أي بالضم، وقيل كلفة بالفتح

ص: 87

خُذا حَذَراً، يَا جارَتَيَّ، فإنَّني

رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قَدْ كَادَ يَصْلَحُ

. أَراد بِجران العَوْد سَوْطًا قدَّه مِنْ جِران عَوْدٍ نَحَره وَهُوَ أَصلب مَا يَكُونُ. الأَزهري: ورأَيت الْعَرَبَ تسوِّي سِيَاطَهَا مَنْ جُرُن الجِمال البُزْل لصَلابتِها، وَإِنَّمَا حذَّر امرأَتيه سوطَه لنُشوزهما عَلَيْهِ، وَكَانَ قَدِ اتَّخَذَ مِنْ جِلْدِ الْبَعِيرِ سوْطاً لِيَضْرِبَ بِهِ نساءَه. وجَيرُون: بَابٌ مِنْ أَبواب دِمَشْقَ، صَانَهَا اللَّهُ عز وجل. والجِرْيانُ: لُغَةٌ فِي الجِرْيال، وَهُوَ صِبْغ أَحمر. وَالْمَجْرِينُ «1».: الْمَيِّتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وسفَر مِجْرَنٌ: بَعِيدٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

بَعْدَ أَطاوِيحِ السِّفار المِجْرن

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ أَجد له اشتقاقاً.

جرشن: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: أَهدى رَجُلٌ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى ابْنِ عُمر جَوارِشْنَ، قَالَ: هُوَ نَوْعٌ مِنَ الأَدوية الْمُرَكَّبَةِ يقوِّي الْمَعِدَةَ ويهضِم الطَّعَامَ، قَالَ: وَلَيْسَتِ اللفظة بعربية.

جرعن: اجْرَعَنَّ الرجلُ: صُرع عَنْ دابَّته وامتدَّ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وضرَبْته حَتَّى اجْرَعنّ.

جَزَنَ: الْمُؤَرِّجُ: حطَبٌ جَزْن وجَزْل، وَجَمْعُهُ أَجْزُن وأَجْزُل، وَهُوَ الْخَشَبُ الْغِلَاظُ؛ قَالَ جَزْءُ بنُ الحَرِث:

حَمَى دُونَه بالشَّوكِ والتفَّ دُونه،

مِنَ السِّدْر، سُوقٌ ذاتُ هَول وأَجزُن.

جَشَنَ: الجَشن: الْغَلِيظُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، زَادَ غَيْرُهِ: أَو مَا هُوَ فِي مَعْنَاهُ. والجُشْنةُ: طائرةٌ سوداءُ تعَشِّش بِالْحَصَى. والجَوْشَنُ: الصدرُ، وَقِيلَ: مَا عَرُض مِنْ وَسَطِ الصَّدْرِ. وجَوْشَنُ الجَرادة: صَدْرُهَا. وجَوْشَنُ اللَّيْلِ: وسَطه وصَدْره. والجوْشَن: اسْمُ الْحَدِيدِ الَّذِي يُلبَس مِنَ السِّلَاحِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا طَعَن كِلاباً بِرَوْقَيْه فِي صَدْرِهَا:

فكَرَّ يَمْشُق طَعْناً فِي جَواشِنِها،

كأَنه، الأَجْرَ فِي الإِقبالِ، يَحْتَسِبُ

. الْجَوْهَرِيُّ: والجَوْشَن الدِّرْع وَاسْمُ الرَّجُلِ، وَقِيلَ: الجوْشَن مِنَ السِّلَاحِ زَرَدٌ يُلبَسه الصدرُ والحَيزوم. وَمَضَى جَوْشَنٌ مِنَ اللَّيْلِ أَي قِطْعَةٌ، لُغَةٌ فِي جَوْش، فَإِنْ كَانَ مَزِيدًا مِنْهُ فَحُكْمُهُ أَن يَكُونَ مَعَهُ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ سَحَابَةً:

يُضيء صَبيرُها، في ذي خَبِيٍّ،

جَواشِن لَيْلها بِيناً فبِينا

. والبِينُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الأَرض. ابْنُ الأَعرابي: المَجْشونةُ المرأَة الْكَثِيرَةُ الْعَمَلِ النَّشِيطَةُ. وجَواشِن التُّمام: بَقَايَاهُ؛ قَالَ:

كِرامٌ إِذَا لَمْ يَبْقَ إلَّا جَواشِن الثمامِ،

وَمِنْ شَرّ الثُّمام جَواشِنُه.

جَعَنَ: جَعْوَنةُ: مِنْ أَسماء الْعَرَبِ. وَرَجُلٌ جَعْوَنة إِذَا كَانَ قَصِيرًا سَمِينًا. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الجَعْنُ فِعْلٌ مُمات، وَهُوَ التَّقَبُّضُ، قَالَ: وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ جَعْوَنة، وَقَدْ وَجَدْتُ حَاشِيَةً قَالَ أَبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ فِي كِتَابِ الإِشتقاق لَهُ: جَعْونةُ اسْمُ رَجُلٍ مُشْتَقٌّ مِنَ الجَعْن، وَهُوَ وَجَعُ الْجَسَدِ وتكسُّره، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مُشْتَقًّا مِنَ الجَعْو، وَهُوَ جَمْعُ الشَّيْءِ، وَتَكُونُ النُّونُ زائدة.

جَعْثَنَ: الأَزهري: الجِعْثِنُ أُرومة الشَّجَرِ بِمَا عَلَيْهَا مِنَ الأَغصان إِذَا قُطِعَتْ. ابْنُ سِيدَهْ: الجِعْثِنةُ أُرومة كُلُّ

(1). قوله [والمجرين] هكذا في الأَصل بدون ضبط

ص: 88

شَجَرَةٍ تَبقى عَلَى الشِّتَاءِ، وَالْجَمْعُ جِعْثِن؛ قَالَ:

تَقْفِزُ بِي الجِعْثِنَ، يَا

مُرَّةُ زِدْها قَعْبا

. وَيُرْوَى: تُقَفِّز الجِعْثِنَ بِي، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ لِلْوَاحِدِ جِعْثِنٌ، وَالْجَمْعُ الجَعاثِن. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجِعْثِنُ أَصل كُلِّ شَجَرَةٍ إِلَّا شَجَرَةً لَهَا خَشَبَةٌ؛ وأَنشد:

تَرى الجِعْثنَ العامِيَّ تُذْري أُصولَه

مَناسِمُ أَخْفافِ المَطِيِّ الرَّواتِكِ

. الأَزهري: كُلُّ شَجَرَةٍ تَبْقَى أُرومتُها فِي الشِّتَاءِ مِنْ عِظام الشَّجَرِ وَصِغَارِهَا فَلَهَا جِعْثِنٌ فِي الأَرض، وبعد ما يُنزَع فَهُوَ جِعْثن حَتَّى يُقَالَ لأُصول الشَّوْكِ جِعْثن. وَفَرَسٌ مُجَعْثَنُ الخَلْق: شبِّه بأَصل الشَّجَرَةِ فِي كِدْنتِه وغلَظه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي مَعْنَاهُ:

كانَ لَنا، وَهُوَ فَلُوٌّ نَرْبُبُهْ،

مُجَعْثَنُ الخَلْق يَطيرُ زَغَبُهْ

. وَرَجُلٌ جِعْثِنةٌ: جَبان ثَقِيلٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

فَيَا فَتًى مَا قَتَلْتُمْ غيرَ جِعْثِنةٍ،

وَلَا عَنِيفٍ بِكَرِّ الْخَيْلِ فِي الْوَادِي

. والجِعْثِمُ والجِعْثِنُ، بِالْكَسْرِ: أُصولُ الصِّلِّيان؛ وأَنشد لِلطِّرِمَّاحِ فَقَالَ:

أَو كمَجْلوحِ جِعْثنٍ بلَّهُ القطرُ،

فأَضحى مُوَدِّسَ الأَعراضِ

. وَفِي حَدِيثِ

طَهْفةَ: ويَبِسَ الجِعْثنُ

؛ هُوَ أَصلُ النَّبَاتِ، وَقِيلَ: أَصل الصِّلِّيان خَاصَّةً، وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: الجِعْثِنةُ أَصلُ كلِّ شَجَرَةٍ قَدْ ذَهبَتْ سِوَى العِضاهِ، وأَنشد بَيْتَ الطِّرِمَّاحِ. وتَجَعْثنَ الرجلُ إِذَا تَجَمَّعَ وتقَبَّضَ. وَيُقَالُ لأَرُومة الصِّلِّيان: جِعْثِنةٌ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

ومَوْضع مَشْكوكين أَلقَتْهما مَعًا،

كوَطْأَة ظَبْيِ القُفِّ بَيْنَ الجَعاثِن

. وجِعْثِنة: شَاعِرٌ مَعْرُوفٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ جِعْثِنة بْنُ جَوَّاسٍ الرِّبْعي. الأَزهري: جِعْثِن مِنْ أَسماء النِّسَاءِ، وعَيَّنه الْجَوْهَرِيُّ فَقَالَ: جعثْن أُختُ الفرزدق.

جَعْفَلَنْ: الجَعْفَلين: أُسْقُفُّ النَّصَارَى وكبيرُهم.

جَفَنَ: الجَفْنُ: جَفْنُ العَين، وَفِي الْمُحْكَمِ: الجَفْنُ غطاءُ الْعَيْنِ مِنْ أَعلى وأَسفل، وَالْجَمْعُ أَجْفُنٌ وأَجفان وجُفونٌ. والجَفْنُ: غِمْدُ السَّيْفِ. وجَفْنُ السَّيْفِ: غِمده؛ وَقَوْلُ حُذَيْفَةَ بْنِ أَنس الْهُذَلِيِّ:

نَجا سالمٌ، والنفسُ مِنْهُ بشِدْقِه،

وَلَمْ يَنْجُ إِلَّا جَفْنَ سيفٍ ومِئْزَرا

. نصبَ جَفْنَ سَيْفٍ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ كأَنه قَالَ نَجَا وَلَمْ يَنْجُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه أَراد ولم يَنْجُ إِلَّا بِجَفْنِ سَيْفٍ، ثُمَّ حذَف وأَوْصَل، وَقَدْ حُكِيَ بِالْكَسْرِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صحتُه، وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ:

سُلُّوا سُيُوفَكُمْ مِنْ جُفونها

؛ قَالَ: جفونُ السُّيُوفِ أَغمادُها، وَاحِدُهَا جَفْنٌ، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. والجَفْنة: مَعْرُوفَةٌ، أَعظمُ مَا يكونُ مِنَ القِصاع، وَالْجَمْعُ جِفانٌ وجِفَنٌ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، كهَضْبةٍ وهِضَب، وَالْعَدَدُ جفَنات، بِالتَّحْرِيكِ، لأَن ثانيَ فَعْلةٍ يُحَرَّك فِي الْجَمْعِ إِذَا كَانَ اسْمًا، إِلَّا أَن يَكُونَ يَاءً أَو وَاوًا فيُسَكَّنُ حِينَئِذٍ. وَفِي الصِّحَاحِ: الجَفْنة كالقَصْعة. وجَفَنَ الجَزورَ: اتَّخَذَ مِنْهَا طَعَامًا. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه انكسَرتْ قلوصٌ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقة فجَفَنها

، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه يمْلأُ مِنْهَا الجِفانَ، وَقِيلَ: مَعْنَى جَفَنَها أَي نَحرَها وطبَخَها وَاتَّخَذَ مِنْهَا

ص: 89

طَعَامًا وَجَعَلَ لَحمها فِي الْجِفَانِ وَدَعَا عَلَيْهَا الناسَ حَتَّى أَكلوها. والجَفْنة: ضرْبٌ مِنَ الْعِنَبِ. والجَفْنة: الكَرْم، وَقِيلَ: الأَصلُ مِنْ أُصول الكَرْم، وَقِيلَ: قَضِيبٌ مِنْ قُضْبانه، وَقِيلَ: ورَقُه، وَالْجَمْعُ مِنْ ذَلِكَ جَفْنٌ؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ خَابِيَةَ خَمْرٍ:

آلَتْ إِلَى النِّصْفِ مِنْ كَلْفاءَ أَتْأَقها عِلْجٌ،

وكتَّمَها بالجَفْنِ وَالْغَارِ

. وَقِيلَ: الجَفْن اسمٌ مُفْرَدٌ، وَهُوَ أَصل الكَرْم، وَقِيلَ: الجَفْن نَفْسُ الْكَرْمِ بِلُغَةِ أَهل الْيَمَنِ، وَفِي الصِّحَاحِ: قُضْبان الكَرْم؛ وَقَوْلُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ:

سُقَيَّةُ بَيْنَ أَنْهارٍ عِذابٍ،

وزَرْعٍ نابِتٍ وكُرومِ جَفْنِ

. أَراد: وجَفْنِ كرومٍ، فقَلَب. والجَفْنُ «1». هاهنا: الكَرْمُ وأَضافه إِلَى نَفْسِهِ. وجَفن الكرمُ وتَجَفَّن: صَارَ لَهُ أَصلٌ. ابْنُ الأَعرابي: الجَفْنُ قِشْرُ الْعِنَبِ الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ، وَيُسَمَّى الْخَمْرُ ماءَ الجَفْنِ، والسحابُ جَفْنَ الْمَاءِ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ريقَ امرأَةٍ وشبَّهه بِالْخَمْرِ:

تُحْسي الضجيعَ ماءَ جفْنٍ شابَه،

صَبيحةَ البارِقِ، مَثْلوج ثَلِج

. قَالَ الأَزهري: أَراد بِمَاءِ الجَفْنِ الخمرَ. والجَفْنُ: أَصلُ العنبِ شيبَ أَي مُزِجَ بماءٍ باردٍ. ابْنُ الأَعرابي: الجَفْنةُ الكَرْمة، والجَفْنةُ الخمرةُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لُبُّ الخُبْزِ مَا بَيْنَ جَفْنَيه. وجَفْنا الرغيفِ: وَجْهاه مِنْ فَوْقُ وَمِنْ تَحْتُ. والجَفْنُ: شجرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَبِهِ فَسَّرَ بَيْتَ الأَخطل الْمُتَقَدِّمَ. قَالَ: وَهَذَا الجَفْنُ غَيْرُ الجَفْنِ مِنَ الكَرْمِ، ذَلِكَ مَا ارْتَقى مِنَ الحَبَلة فِي الشَّجَرَةِ فسُمِّيت الجَفْنَ لتجفُّنِه فِيهَا، والجَفْنُ أَيضاً مِنَ الأَحرارِ: نبْتةٌ تَنْبُتُ مُتَسَطِّحة، وَإِذَا يَبِسَتْ تقبَّضَت وَاجْتَمَعَتْ، وَلَهَا حبٌّ كأَنه الحُلْبَة، وأَكثر مَنْبِتها الإِكامُ، وَهِيَ تَبْقَى سِنين يَابِسَةً، وأَكثرُ راعيتِها الحُمُر والمِعْزَى، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب: هِيَ صُلْبة صَغِيرَةٌ مِثْلُ العَيْشوم، وَلَهَا عِيدانٌ صِلابٌ رِقاقٌ قِصار، وورقُها أَخضر أَغْبَرُ، ونَباتُها فِي غَلْظِ الأَرض، وَهِيَ أَسْرَعُ البَقْلِ نَبَاتًا إِذَا مُطِرَتْ وأَسرعُها هَيْجاً. وجَفَنَ نفسَه عَنِ الشَّيْءِ: ظَلَفَها؛ قَالَ:

وَفَّرَ مالَ اللهِ فِينَا، وجَفَنْ

نفْساً عَنِ الدُّنيا، وَلِلدُّنْيَا زِيَنْ

. قَالَ الأَصمعي: الجَفْنُ ظَلْفُ النَّفْسِ عَنِ الشَّيْءِ الدَّنِيءِ. يُقَالُ: جَفَنَ الرجلُ نفسَه عَنْ كَذَا جَفْناً ظَلَفَها ومَنَعَها. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: لَا أَعرف الجَفْنَ بِمَعْنَى ظَلْفِ النَّفْسِ. والتَّجْفينُ: كثرةُ الْجِمَاعِ. قَالَ: وَقَالَ أَعرابي: أَضْواني دوامُ التجفينِ. وأَجْفَنَ إِذَا أَكْثَر الجماعَ؛ وأَنشد أَحمد البُسْتيّ:

يَا رُبَّ شَيخ فِيهِمْ عِنِّينْ

عَنِ الطِّعانِ وَعَنِ التَّجفينْ

. قَالَ أَحمد فِي قَوْلِهِ وَعَنِ التَّجْفين: هو الجِفانُ الَّتِي يُطْعَمُ فِيهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والتَّجْفين فِي هَذَا الْبَيْتِ مِنَ الجِفانِ والإِطعام فِيهَا خطأٌ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، إِنَّمَا التَّجفينُ هاهنا كثرةُ الْجِمَاعِ، قَالَ: رَوَاهُ أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والجَفْنةُ: الرجلُ الْكَرِيمُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه قِيلَ لَهُ أَنت كَذَا وأَنتَ كَذَا وأَنت الجَفْنَةُ الغَرّاء

؛ كَانَتِ العربُ تَدْعُو السيدَ المِطْعامَ جَفْنةً لأَنه يضَعُها ويُطْعِم

(1). قوله [والجفن] لعله أو الجفن

ص: 90

الناسَ فِيهَا، فسُمِّيَ بِاسْمِهَا، والغَرّاء: الْبَيْضَاءُ أَي أَنها مَمْلُوءةٌ بِالشَّحْمِ والدُّهْن. وَفِي حَدِيثِ

أَبي قَتَادَةَ: نادِيا جَفْنَةَ الرَّكْبِ

أَي الَّذِي يُطْعِمُهم ويُشْبِعُهم، وَقِيلَ: أَراد يَا صاحِبَ جَفْنةِ الرَّكْبِ فَحَذَفَ المضافَ للعِلْم بأَن الجَفْنةَ لَا تُنادى وَلَا تُجيبُ. وجَفْنةُ: قبيلةٌ مِنَ الأَزْد، وَفِي الصِّحَاحِ: قبيلةٌ من اليمن. وآلُ جَفْنةَ: مُلوكٌ مِنْ أَهل الْيَمَنِ كَانُوا اسْتَوْطَنُوا الشأْم؛ وَفِيهِمْ يَقُولُ حَسَّان بْنُ ثَابِتٍ:

أَوْلادِ جَفْنةَ حولَ قبْرِ أَبِيهمُ،

قَبْر ابْنِ مارِيةَ الكَريمِ المِفْضَل

. وأَراد بِقَوْلِهِ عِنْدَ قَبْرِ أَبيهم أَنهم فِي مَسَاكِنَ آبَائِهِمْ ورِباعِهم الَّتِي كَانُوا ورِثُوها عَنْهُمْ. وجُفَيْنةُ: اسمُ خَمَّارٍ. وَفِي الْمَثَلِ: عِنْدَ جُفَيْنةَ الخبرُ الْيَقِينُ؛ كَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ السِّكِّيتِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَا تقُل جُهَيْنة، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الأَمثال: هَذَا قَوْلُ الأَصمعي، وأَما هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ فإِنه أَخبر أَنه جُهَيْنة؛ وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهِ: أَن حُصَيْنَ بنَ عَمْرِو بنِ مُعاوية بْنِ عَمْرِو بْنِ كِلَابٍ خَرَجَ وَمَعَهُ رجلٌ مِنْ جُهَيْنةَ يُقَالُ لَهُ الأَخْنَسُ، فنزَلا مَنْزِلًا، فَقَامَ الجُهَنِيُّ إِلَى الكلابيِّ وَكَانَا فاتِكَيْنِ فقَتله وأَخذ مالَه، وَكَانَتْ صخرةُ بنتُ عمرِو بنِ مُعَاوِيَةَ تَبْكِيه فِي المَواسِم، فَقَالَ الأَخْنس:

كصَخْرةَ إِذْ تُسائل فِي مِرَاحٍ

وَفِي جَرْمٍ، وعِلْمُهما ظُنونُ

«1» . تُسائلُ عَنْ حُصَيْنٍ كلَّ ركْبٍ،

وَعِنْدَ جُهَيْنةَ الخبرُ اليَقينُ

. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رَوَاهُ أَبو سَهْلٍ عَنْ خَصِيلٍ، وَكَانَ ابنُ الْكَلْبِيِّ بِهَذَا النَّوْعِ مِنَ الْعِلْمِ أَكبرَ مِنَ الأَصمعي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صخرةُ أُخْتُه، قَالَ: وَهِيَ صُخَيرة بِالتَّصْغِيرِ أَكثرُ، وَمَرَاحٌ: حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ، وَكَانَ أَبو عُبَيْدٍ يَرْوِيهِ حُفَيْنة، بِالْحَاءِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: لَيْسَ أَحد مِنَ الْعُلَمَاءِ يَقُولُ وَعِنْدَ حُفَيْنة بِالْحَاءِ إِلَّا أَبو عُبَيْدٍ، وسائرُ النَّاسِ يَقُولُ جُفَيْنة وجُهَيْنة، قَالَ: والأَكثرُ عَلَى جُفَيْنة؛ قَالَ: وَكَانَ مِنْ حَدِيثِ

جُفَيْنة فِيمَا حدَّث بِهِ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ عَنْ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: كَانَ يهوديٌّ مِنْ أَهل تَيْماءَ خمَّار يُقَالُ لَهُ جُفَيْنة جارَ النبيِّ ضرَبَه ابنُ مُرَّة، وَكَانَ لبني سَهْمٍ جارٌ يهوديٌّ خمَّار أَيضاً يُقَالُ لَهُ غُصَين، وَكَانَ رجلٌ غَطَفانيٌّ أَتى جُفَيْنة فشَرِبَ عِنْدَهُ فنازَعه أَو نَازَعَ رَجُلًا عِنْدَهُ فقتلَه وخَفِيَ أَمرُه، وَكَانَتْ لَهُ أُختٌ تسأَل عَنْهُ فَمَرَّتْ يَوْمًا عَلَى غُصَيْن وَعِنْدَهُ أَخوها، وَهُوَ أَخو الْمَقْتُولِ، فسأَلته عَنْ أَخيها عَلَى عَادَتِهَا، فَقَالَ غُصَين:

تُسائل عَنْ أَخيها كلَّ رَكْب،

وَعِنْدَ جُفينةَ الخبرُ اليقينُ

. فَلَمَّا سَمِعَ أَخوها وَكَانَ غُصَيْنٌ لَا يدْرِي أَنه أَخوها ذَهَبَ إِلى جُفَيْنة فسأَله عَنْهُ فناكَره فقَتله، ثُمَّ إِنَّ بَنِي صِرْمة شَدُّوا عَلَى غُصَين فَقَتَلُوهُ لأَنه كَانَ سببَ قَتْل جُفَينة، وَمَضَى قومُه إِلَى حُصين بْنِ الحُمام فشَكَوْا إِلَيْهِ ذَلِكَ فَقَالَ: قَتَلْتُمْ يهوديَّنا وجارَنا فَقَتْلَنَا يهوديَّكم وجارَكم، فأَبَوْا وَوَقَعَ بَيْنَهُمْ قتالٌ شَدِيدٌ.

والجَفْنُ: اسمُ موضعٍ.

جَلَنَ: التَّهْذِيبُ: اللَّيْثُ جَلَنْ حكايةُ صوتِ بابٍ ذِي مِصْراعَيْن، فيُرَدُّ أَحدهما فَيَقُولُ جَلَنْ، ويُرَدُّ الآخرُ فَيَقُولُ بَلَقْ؛ وأَنشد:

فتَسْمَع فِي الحالَيْن مِنْهُ جَلَنْ بَلَقْ.

(1). قوله [وفي جرم] كذا في النسخ، والذي في الميداني: وأنمار بدل وفي جرم

ص: 91

وَقَدْ تَرْجَمَ عَلَيْهِ فِي حرف القاف جلنبلق.

جمن: الجُمانُ: هَنَواتٌ تُتَّخَذُ عَلَى أَشكال اللُّؤْلُؤِ مِنْ فضَّة، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَاحِدَتُهُ جُمانة؛ وتوهَّمَه لبيدٌ لُؤلُؤَ الصدفِ البَحْرِيِّ فَقَالَ يَصِفُ بَقَرَةً:

وتُضِيء فِي وَجْهِ الظَّلامِ، مُنِيرةً،

كجُمانةِ البَحْريِّ سُلَّ نِظامُها

. الْجَوْهَرِيُّ: الجُمانةُ حَبَّةٌ تُعْمَل مِنَ الفِضّة كالدُّرّة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبِهِ سُمِّيَتِ المرأَة، وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الدُّرّة جُمانةً. وَفِي

صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم: يَتَحَدَّرُ مِنْهُ العَرَقُ مِثْل الجُمان،

قَالَ: هُوَ اللؤلؤُ الصِّغارُ، وَقِيلَ: حَبٌّ يُتَّخذ مِنِ الْفِضَّةِ أَمثال اللُّؤْلُؤِ. وَفِي حَدِيثِ

الْمَسِيحِ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: إِذَا رفَع رأْسَه تحدَّر مِنْهُ جُمانُ اللُّؤْلُؤِ.

والجُمانُ: سَفيفةٌ مِنْ أَدَمٍ يُنْسَج فِيهَا الخَرَزُ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ تَتَوَشَّحُ بِهِ المرأَة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَسِيلة مُسْتَنِّ الدُّموعِ، وَمَا جَرَى

عَلَيْهِ الجُمانُ الجائلُ المُتَوَشَّحُ

. وَقِيلَ: الجُمانُ خَرز يُبَيَّضُ بِمَاءِ الْفِضَّةِ. وجُمانٌ: اسمُ جملِ الْعَجَّاجِ؛ قَالَ:

أَمْسَى جُمانٌ كالرَّهينِ مُضْرعا

والجُمُن: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِل:

فَقُلْتُ لِلْقَوْمِ قَدْ زالَتْ حَمائلُهم

فَرْجَ الحَزِيزِ مِنَ القَرْعاءِ فالجُمُن «2» .

جنن: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره. وكلُّ شَيْءٍ سُتر عَنْكَ فَقَدْ جُنَّ عَنْكَ. وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عَلَيْهِ يَجُنُّ، بِالضَّمِّ، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ جَنَّه قَوْلُ الْهُذَلِيِّ:

وَمَاءٍ ورَدْتُ عَلَى جِفْنِه،

وَقَدْ جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ

وَفِي الْحَدِيثِ:

جَنَّ عَلَيْهِ الليلُ

أَي ستَره، وَبِهِ سُمِّيَ الجِنُّ لاسْتِتارِهم واخْتِفائهم عَنِ الأَبصار، وَمِنْهُ سُمِّيَ الجَنينُ لاسْتِتارِه فِي بطنِ أُمِّه. وجِنُّ اللَّيْلِ وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وَقِيلَ: اختلاطُ ظلامِه لأَن ذَلِكَ كلَّه ساترٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:

حَتَّى يَجيء، وجِنُّ اللَّيْلُ يُوغِلُه،

والشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ

. وَيُرْوَى: وجُنْحُ اللَّيْلِ؛ وَقَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِمَّة بْنِ دَنْيَانَ «3» وَقِيلَ هُوَ لِخُفافِ بْنِ نُدْبة:

وَلَوْلَا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا،

بِذِي الرِّمْثِ والأَرْطَى، عياضَ بنَ نَاشِبِ

فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه،

ذِئاب بْنَ أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بْنِ قارِب

. وَيُرْوَى: وَلَوْلَا جُنونُ اللَّيْلِ أَي مَا سَتَر مِنْ ظُلْمَتِهِ. وعياضُ بْنُ جَبَل: مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: عِيَاضُ بْنُ نَاشِبٍ فَزَارِيٌّ، وَيُرْوَى: أَدرَك رَكْضُنا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ لسَلامة بْنِ جَنْدَلٍ:

وَلَوْلَا جَنانُ الليلِ مَا آبَ عامرٌ

إِلى جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لَمْ تُمَزَّقِ

. وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: الجَنانُ الليلُ. الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عز وجل: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً

؛ يُقَالُ جَنَّ عَلَيْهِ الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إِذَا أَظلم حَتَّى يَسْتُرَه بظُلْمته. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَا سَتر: جنَّ وأَجنَّ. وَيُقَالُ: جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عَلَيْهِ الليلُ

(2). قوله [من القرعاء] كذا في النسخ، والذي في معجم ياقوت: إلى القرعاء

(3)

. قوله [دنيان] كذا في النسخ.

ص: 92

وأَجَنَّه اللَّيْلُ: قَالَ ذَلِكَ أَبو إِسْحَاقَ. واسْتَجَنَّ فلانٌ إِذَا استَتَر بِشَيْءٍ. وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً وأَجَنَّه: ستَره؛ قَالَ وَقَوْلُ الأَعشى:

وَلَا شَمْطاءَ لَمْ يَتْرُك شَفاها

لَهَا مِنْ تِسْعةٍ، إِلّا جَنينا

. فَسَّرَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ فَقَالَ: يَعْنِي مَدْفوناً أَي قَدْ مَاتُوا كُلُّهُمْ فَجُنُّوا. والجَنَنُ، بِالْفَتْحِ: هُوَ القبرُ لسَتْرِه الْمَيِّتَ. والجَنَنُ أَيضاً: الكفَنُ لِذَلِكَ. وأَجَنَّه: كفَّنَه؛ قَالَ:

مَا إنْ أُبالي، إِذَا مَا مُتُّ، مَا فعَلوا:

أَأَحسنوا جَنَني أَم لَمْ يُجِنُّوني؟

أَبو عُبَيْدَةَ: جَنَنْتُه فِي الْقَبْرِ وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه، وَقَدْ أَجنَّه إِذَا قبَره؛ قَالَ الأَعشى:

وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه،

كآخَرَ فِي أَهْلِه لَمْ يُجَنُ

. والجَنينُ: المقبورُ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والجَنَنُ الْمَيِّتُ؛ قَالَ كُثَيّر:

وَيَا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها

وَيَا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَنْ

قَالَ ابن بري: الجَنَنُ هاهنا يُحْتَمَلُ أَن يُرَادَ بِهِ الميتُ والقبرُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وإِجْنانَه عليٌّ والعباسُ،

أَي دَفْنه وسَتْرَه. وَيُقَالُ لِلْقَبْرِ الجَنَنُ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَجْنانٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: جُعِل لَهُمْ مِنَ الصَّفِيحِ أَجْنانٌ.

والجَنانُ، بِالْفَتْحِ: القَلْبُ لاستِتاره فِي الصَّدْرِ، وَقِيلَ: لِوَعْيه الأَشْياء وجَمْعِه لَهَا، وَقِيلَ: الجَنانُ رُوعُ الْقَلْبِ، وَذَلِكَ أَذْهَبُ فِي الخَفاءِ، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الرُّوحُ جَناناً لأَن الْجِسْمَ يُجِنُّه. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَتِ الرُّوح جَناناً لأَن الْجِسْمَ يُجِنُّها فأَنَّث الرُّوحَ، وَالْجَمْعُ أَجْنانٌ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي. وَيُقَالُ: مَا يستقرُّ جَنانُه مِنَ الفزَعِ. وأَجَنَّ عَنْهُ واسْتَجَنَّ: استَتَر. قَالَ شَمِرٌ: وَسُمِّيَ القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه؛ وأَنشد لِعَدِيّ:

كلُّ حَيٍّ تَقودُه كفُّ هادٍ

جِنَّ عينٍ تُعْشِيه مَا هُوَ لاقي

. الهادي هاهنا: القَدَرُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: جِنَّ عينٍ أَي مَا جُنَّ عَنِ الْعَيْنِ فَلَمْ تَرَه، يَقُولُ: المَنيَّةُ مستورةٌ عَنْهُ حَتَّى يَقَعَ فِيهَا؛ قَالَ الأَزهري: الْهَادِي القَدَرُ هاهنا جَعَلَهُ هَادِيًا لأَنه تَقَدَّمَ المنيَّة وسبَقها، ونصبَ جِنَّ عينٍ بِفِعْلِهِ أَوْقَعَه عَلَيْهِ؛ وأَنشد:

وَلَا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ «1»

. وَيُرْوَى: وَلَا جَنَّ، مَعْنَاهُمَا وَلَا سَتْر. وَالْهَادِي: الْمُتَقَدِّمُ، أَراد أَن القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة؛ وأَما قَوْلُ مُوسَى بْنُ جَابِرٍ الحَنفيّ:

فَمَا نَفَرتْ جِنِّي وَلَا فُلَّ مِبْرَدي،

وَلَا أَصْبَحَتْ طَيْري مِنَ الخَوْفِ وُقَّعا

. فَإِنَّهُ أَراد بالجِنّ القَلْبَ، وبالمِبْرَدِ اللسانَ. والجَنينُ: الولدُ مَا دَامَ فِي بَطْنِ أُمّه لاسْتِتاره فِيهِ، وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ، بِإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ، وَقَدْ جَنَّ الجنينُ فِي الرَّحِمِ يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه الحاملُ؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

إِذَا غابَ نَصْرانِيُّه فِي جَنِينِها،

أَهَلَّتْ بحَجٍّ فَوْقَ ظهْر العُجارِم

. عَنَى بِذَلِكَ رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة، وَيُرْوَى: إِذَا غَابَ نَصْرانيه فِي جَنِيفِهَا، يَعْنِي بالنَّصْرانيّ، ذكَر

(1). قوله [ولا جن إلخ] صدره كما في تكملة الصاغاني: تحدثني عيناك ما القلب كاتم

ص: 93

الْفَاعِلِ لَهَا مِنَ النَّصَارَى، وبجَنِيفِها: حِرَها، وَإِنَّمَا جَعَلَهُ جَنيفاً لأَنه جزءٌ مِنْهَا، وَهِيَ جَنيفة، وَقَدْ أَجَنَّت المرأَة وَلَدًا؛ وَقَوْلُهُ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

وجَهَرتْ أَجِنَّةً لَمْ تُجْهَرِ

. يَعْنِي الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ، يَقُولُ: وردَت هَذِهِ الإِبلُ الماءَ فكسَحَتْه حَتَّى لَمْ تدعْ مِنْهُ شَيْئًا لِقِلَّتِه. يُقَالُ: جهَرَ البئرَ نزحَها. والمِجَنُّ: الوِشاحُ. والمِجَنُّ: التُّرْسُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى اللِّحْيَانِيَّ قَدْ حَكَى فِيهِ المِجَنَّة وَجَعَلَهُ سِيبَوَيْهِ فِعَلًّا، وَسَنَذْكُرُهُ، وَالْجَمْعُ المَجانُّ، بِالْفَتْحِ. وَفِي حَدِيثِ السَّرِقَةِ:

القَطْعُ فِي ثَمَنِ المِجَنِ

، هُوَ التُّرْسُ لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ: وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وجهَه: كَتَبَ إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ كَلِمَةٌ تُضْرَب مَثَلًا لِمَنْ كَانَ لِصَاحِبِهِ عَلَى مودَّة أَو رعايةٍ ثُمَّ حالَ عَنْ ذَلِكَ. ابْنُ سِيدَهْ: وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط الحياءَ وفعَل مَا شاءَ. وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه واستبدَّ بِهِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

كَيْفَ تَرَانِي قالِباً مِجَنِّي؟

أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ

. وَفِي حَدِيثِ أَشراطِ الساعةِ:

وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة

، يَعْنِي التُّرْكَ. والجُنَّةُ، بِالضَّمِّ: مَا واراكَ مِنَ السِّلاح واسْتَتَرْتَ بِهِ مِنْهُ. والجُنَّةُ: السُّتْرة، وَالْجَمْعُ الجُنَنُ. يُقَالُ: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي اسْتَتَر بسُتْرة، وَقِيلَ: كلُّ مستورٍ جَنِينٌ، حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ حِقْدٌ جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ،

والضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو فِي وجْهِه كَلَفُ

يُزَمِّلون: يَسْتُرون ويُخْفُون، والجَنينُ: المَسْتُورُ فِي نُفُوسِهِمْ، يَقُولُ: فَهُمْ يَجْتَهِدون فِي سَتْرِه وَلَيْسَ يَسْتَتِرُ، وَقَوْلُهُ الضِّغْنُ أَسْوَدُ، يَقُولُ: هُوَ بيِّنٌ ظاهرٌ فِي وُجُوهِهِمْ. وَيُقَالُ: مَا عليَّ جَنَنٌ إِلَّا مَا تَرى أَي مَا عليَّ شيءٌ يُواريني، وَفِي الصِّحَاحِ: مَا عليَّ جَنانٌ إِلَّا مَا تَرى أَي ثوبٌ يُوارِيني. والاجْتِنان؛ الاسْتِتار. والمَجَنَّة: الموضعُ الَّذِي يُسْتَتر فِيهِ. شَمِرٌ: الجَنانُ الأَمر الْخَفِيُّ؛ وأَنشد:

اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهمُ

إِذْ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا

. أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فَاسِدًا. وأَجْنَنْتُ الشَّيْءَ فِي صَدْرِي أَي أَكْنَنْتُه. وَفِي الْحَدِيثِ:

تُجِنُّ بَنانَه

أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره. والجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، وَكُلُّ مَا وَقاك جُنَّةٌ. والجُنَّةُ: خِرْقةٌ تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها مَا قبَلَ مِنْهُ وَمَا دَبَرَ غيرَ وسَطِه، وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصَّدْرِ، وَفِيهَا عَيْنانِ مَجُوبتانِ مِثْلَ عيْنَي البُرْقُع. وَفِي الْحَدِيثِ:

الصومُ جُنَّةٌ

أَي يَقي صاحبَه مَا يؤذِيه مِنَ الشَّهَوَاتِ. والجُنَّةُ: الوِقايةُ. وَفِي الْحَدِيثِ

الإِمامُ جُنَّةٌ

، لأَنه يَقِي المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ. وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ:

كمِثْل رجُلين عَلَيْهِمَا جُنَّتانِ مِنْ حديدٍ

أَي وِقايَتانِ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، تَثْنِية جُبَّةِ اللِّبَاسِ. وجِنُّ النَّاسِ وجَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فِيهِمْ يَسْتَتِر بِهِمْ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً

وَلَوْ جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا

. وَرَوِيَ:

وَإِنْ لاقَيْت أَسْلَم أَو غِفَارَا.

ص: 94

قَالَ الرِّياشي فِي مَعْنَى بَيْتِ ابْنِ أَحمر: قَوْلُهُ أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل لَكَ، يَقُولُ: إِذَا نَزَلْتَ الْمَدِينَةَ فَهُوَ خيرٌ لَكَ مِنْ جِوار أَقارِبك، وَقَدْ أَورد بَعْضُهُمْ هَذَا الْبَيْتَ شَاهِدًا للجَنان السِّتْر؛ ابْنُ الأَعرابي: جَنانُهم جماعتُهم وسَوادُهم، وجَنانُ النَّاسِ دَهْماؤُهم؛ أَبو عَمْرٍو: جَنانُهم مَا سَتَرك مِنْ شَيْءٍ، يَقُولُ: أَكون بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ خيرٌ لِي، قَالَ: وأَسْلَمُ وَغِفَارُ خيرُ النَّاسِ جِواراً؛ وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ العَيْرَ:

وهابَ جَنان مَسْحورٍ تردَّى

بِهِ الحَلْفاء، وأْتَزَر ائْتِزارا

. قَالَ: جَنَانُهُ عَيْنُهُ وَمَا وَارَاهُ. والجِنُّ: ولدُ الْجَانِّ. ابْنُ سِيدَهْ: الجِنُّ نوعٌ مِنَ العالَم سمُّوا بِذَلِكَ لاجْتِنانِهم عَنِ الأَبصار ولأَنهم اسْتَجَنُّوا مِنَ النَّاسِ فَلَا يُرَوْن، وَالْجَمْعُ جِنانٌ، وَهُمُ الجِنَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ

؛ قَالُوا: الجِنَّةُ هاهنا الملائكةُ عِنْدَ قَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً

، قَالَ: يقال الجِنَّةُ هاهنا الْمَلَائِكَةُ، يَقُولُ: جَعَلُوا بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِه نَسَباً فَقَالُوا الملائكةُ بناتُ اللَّهِ، وَلَقَدْ عَلِمَت الجِنَّةُ أَن الَّذِينَ قَالُوا هَذَا القولَ مُحْضَرون فِي النَّارِ. والجِنِّيُّ: منسوبٌ إِلَى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ. والجِنَّةُ: الجِنُّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ*

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: التأْويلُ عِنْدِي قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ

، الَّذِي هُوَ مِنِ الجِن، وَالنَّاسِ مَعْطُوفٌ عَلَى الوَسْوَاس، الْمَعْنَى مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ وَمِنْ شَرِّ النَّاسِ. الْجَوْهَرِيُّ: الجِنُّ خِلَافُ الإِنسِ، وَالْوَاحِدُ جنِّيٌّ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنها تَخْفَى وَلَا تُرَى. جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ، فَهُوَ مجنونٌ، وَلَا تَقُلْ مُجَنٌّ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً،

عَلَى نِضْوِ أَسْفارٍ، فَجُنَّ جُنونُها،

فَقَالَتْ: مِنَ أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تَكُنْ؟

فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لَا يَدِينُها

وَقَالَ مُدرك بْنُ حُصين:

كأَنَّ سُهَيْلًا رامَها، وكأَنها

حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ مِنْهُ جُنونها

. وَقَوْلُهُ:

ويَحَكِ يَا جِنِّيَّ، هَلْ بَدا لكِ

أَن تَرْجِعِي عَقْلي، فَقَدْ أَنَى لكِ؟

إِنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا فِي جِمَالِهَا، وَإِمَّا فِي تلَوُّنِها وابتِدالها؛ وَلَا تَكُونُ الجِنِّيَّة هُنَا مَنْسُوبَةً إِلَى الجِنِّ الَّذِي هُوَ خِلَافُ الإِنس حَقِيقَةً، لأَن هَذَا الشَّاعِرَ المتغزِّلَ بِهَا إنْسيٌّ، والإِنسيُّ لَا يَتعشَّقُ جنِّيَّة؛ وَقَوْلُ بَدْرِ بْنِ عَامِرٍ:

وَلَقَدْ نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً،

وَلَقَدْ نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ

. أَراد بالإِنْسِيَّة الَّتِي تَقُولُهَا الإِنْسُ، وأَراد بالتَّجْنينِ مَا تقولُه الجِنُّ؛ وَقَالَ السُّكَّرِيُّ: أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ. اللَّيْثُ: الجِنَّةُ الجُنونُ أَيضاً. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَمْ بِهِ جِنَّةٌ

؛ والاسمُ والمصدرُ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ، وَيُقَالُ: بِهِ جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة؛ وأَنشد:

مِنَ الدَّارِميّينَ الَّذِينَ دِماؤُهم

شِفاءٌ مِنَ الداءِ المَجَنَّة والخَبْل

. والجِنَّةُ: طائفُ الجِنِّ، وَقَدْ جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ؛ قَالَ مُلَيح الهُذَليّ:

ص: 95

فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً،

مِنَ البَيْن، أَو يَبْكي إِلَى غَيْرِ واصِلِ

. وتَجَنَّن عَلَيْهِ وتَجانَّ وتجانَنَ: أَرَى مِنْ نفسِه أَنه مجنونٌ. وأَجَنَّه اللَّهُ، فَهُوَ مَجْنُونٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَذَلِكَ لأَنهم يَقُولُونَ جُنَّ، فبُني المفعولُ مِنْ أَجنَّه اللَّهُ عَلَى هَذَا، وَقَالُوا: مَا أَجنَّه؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَعَ التعجبُ مِنْهُ بِمَا أَفْعَلَه، وَإِنْ كَانَ كالخُلُق لأَنه لَيْسَ بِلَوْنٍ فِي الْجَسَدِ وَلَا بِخِلْقة فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ نقْصان الْعَقْلِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: جُنَّ الرجلُ وَمَا أَجنَّه، فَجَاءَ بِالتَّعَجُّبِ مِنْ صِيغَةِ فِعل الْمَفْعُولِ، وَإِنَّمَا التَّعَجُّبُ مِنْ صِيغَةِ فِعْل الْفَاعِلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا ونحوُه شاذٌّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ فِي المَجْنون مَا أَجَنَّه شاذٌّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ، لأَنه لَا يُقَالُ فِي الْمَضْرُوبِ مَا أَضْرَبَه، وَلَا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه. والجُنُنُ، بِالضَّمِّ: الجُنونُ، محذوفٌ مِنْهُ الواوُ؛ قَالَ يَصِفُ النَّاقَةَ:

مِثْل النَّعامةِ كَانَتْ، وَهْيَ سائمةٌ،

أَذْناءَ حَتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ

جَاءَتْ لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه،

والدَّهْرُ فِيهِ رَباحُ البَيْع والغَبَنُ

فقيل، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ، اصْطُلِمَتْ

إِلَى الصِّماخِ، فَلَا قَرْنٌ وَلَا أُذُنُ

. والمَجَنَّةُ: الجُنُونُ. والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وأَرضُ مَجَنَّةٌ: كثيرةُ الجِنِّ؛ وَقَوْلُهُ:

عَلَى مَا أَنَّها هَزِئت وَقَالَتْ

هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قَرِيبُ

. أَجَنَّ: وَقَعَ فِي مَجَنَّة، وَقَوْلُهُ هَنُون، أَراد يَا هَنُونُ، وَقَوْلُهُ مَنْشاذا قَرِيبُ، أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به، وما زَائِدَةٌ أَي عَلَى أَنها هَزِئَت. ابْنُ الأَعرابي: باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بِمَكَانٍ خالٍ لَا أَنيس بِهِ؛ قَالَ الأَخطل فِي مَعْنَاهُ:

وبِتْنا كأَنَّا ضَيْفُ جِنٍّ بِلَيْلة

. والجانُّ: أَبو الجِنِّ خُلق مِنْ نَارٍ ثُمَّ خُلِقَ مِنْهُ نَسْلُه. والجانُّ: الجنُّ، وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ كالجامِل والباقِر. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ*

. وقرأَ

عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَل عَنْ ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم وَلَا جأَنٌ

، بِتَحْرِيكِ الأَلف وقَلْبِها هَمْزَةً، قَالَ: وَهَذَا عَلَى قراءة

أَيوب السَّخْتِيالي: وَلَا الضَّأَلِّين

، وَعَلَى مَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ عَنْ أَبي الأَصبغ وَغَيْرِهِ: شأَبَّة ومأَدَّة؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:

خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا «2»

. وَقَوْلُهُ:

وجلَّه حَتَّى ابْيَأَضَّ مَلْبَبُهْ

وَعَلَى مَا أَنشده أَبو عَلِيٍّ لكُثيّر:

وأَنتَ، ابنَ لَيْلَى، خَيْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً،

إذا مَا احْمأَرَّت بالعَبِيطِ العَوامِلُ

. وَقَوْلُ عِمْران بْنِ حِطَّان الحَرُورِيّ:

قَدْ كنتُ عندَك حَوْلًا لَا تُرَوِّعُني

فِيهِ رَوائع مِنْ إنْسٍ وَلَا جَانِي

. إِنَّمَا أَراد مِنْ إنسٍ وَلَا جانٍّ فأَبدل النونَ الثَّانِيَةَ يَاءً؛ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: بَلْ حَذَفَ النونَ الثَّانِيَةَ تَخْفِيفًا. وَقَالَ أَبو إِسْحَقَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ؛

رُوِيَ أَن خَلْقاً يُقَالُ لَهُمُ الجانُّ كَانُوا فِي الأَرض فأَفسَدوا فِيهَا وسفَكوا الدِّماء فَبَعَثَ

(2). قوله [خاطمها إلخ] ذكر في الصحاح:

يَا عَجَبًا وَقَدْ رَأَيْتُ عَجَبَا

حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوقُ أَرْنَبَا

خَاطِمَهَا زأَّمها أَنْ تَذْهَبَا

فَقُلْتُ أَرْدِفْنِي فَقَالَ مَرْحَبَا

. فَقِيلَ: أَراد بجِدِّي، وَذَلِكَ أَن لَفْظَ ج ن إِنَّمَا هُوَ مَوْضُوعٌ للتستُّر عَلَى مَا تَقَدَّمَ، وَإِنَّمَا عَبَّرَ عَنْهُ بجنِّي لأَن الجِدَّ مِمَّا يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه القلبُ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ لَهُ ومُنْطوية عَلَيْهِ. وَقَالَتِ امرأَة عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ لَهُ: أَجَنَّك مِنْ أَصحاب رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ مَعْنَاهُ مِنْ أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ، وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ تدَعُ مِن مَعَ أَجْل، كَمَا يُقَالُ فعلتُ ذَلِكَ أَجْلَك وإِجْلَك، بِمَعْنَى مِن أَجْلِك، قَالَ: وَقَوْلُهَا أَجَنَّك، حُذِفَتِ الأَلف وَاللَّامُ وأُلْقِيَت فتحةُ الْهَمْزَةِ عَلَى الْجِيمِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عز وجل: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي؛ يُقَالُ: إِنَّ مَعْنَاهُ لكنْ أَنا هُوَ اللَّهُ ربِّي فَحُذِفَ الأَلف، وَالْتَقَى نُونانِ فَجَاءَ التَّشْدِيدُ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ أَنشده الْكِسَائِيُّ:

لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيّة لَوَسيمةٌ

عَلَى هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ يَقُولُها

أَراد لِلَّهِ إنَّك، فَحَذَفَ إِحْدَى اللامَينِ مَنْ لِلَّهِ، وحذَفَ الأَلف مِنْ إنَّك، كَذَلِكَ حُذِفَتْ اللامُ مِنْ أَجل والهمزةُ مِنْ إنَّ؛ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:

أَجْلَ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكم،

فوقَ مَن أَحْكى بصُلْبٍ وَإِزَارْ

. الأَزهري قَالَ: وَيُقَالُ إجْل وَهُوَ أَحبُّ إِلَيَّ، أَراد مِنْ أَجْلِ؛ وَيُرْوَى:

فَوْقَ مَن أَحكأَ صُلْبًا بِإِزَارْ

. أَراد بالصلْب الحَسَبَ، وبالإِزارِ العِفَّةَ، وَقِيلَ: فِي قَوْلِهِمْ أَجِنَّك كَذَا أَي مِنْ أَجلِ أَنك فَحَذَفُوا الأَلف وَاللَّامَ اخْتِصَارًا، وَنَقَلُوا كَسْرَةَ اللَّامِ إِلَى الْجِيمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم،

وأَنكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِ

. وجِنُّ الشَّبابِ: أَوَّلُه، وَقِيلَ: جِدَّتُه ونشاطُه. وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ فِي جِنِّ صِباه أَي فِي حَدَاثَتِه، وَكَذَلِكَ جِنُّ كلِّ شَيْءٍ أَوَّلُ شِدّاته، وجنُّ المرَحِ كَذَلِكَ؛ فأَما قَوْلُهُ

ص: 96

لَا يَنْفُخُ التَّقْريبُ مِنْهُ الأَبْهَرا،

إِذَا عَرَتْه جِنُّه وأَبْطَرا

. قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جُنونَ مَرَحِه، وَقَدْ يكونُ الجِنُّ هُنَا هَذَا النَّوْعَ المُسْتَتِر عَنِ العَين أَي كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه ويُقوِّيه قولُه عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لَا يؤَنَّث إِنَّمَا هُوَ كجُنونه، وَتَقُولُ: افْعَلْ ذَلِكَ الأَمرَ بجِنِّ ذَلِكَ وحِدْثانِه وجِدِّه؛ بجِنِّه أَي بحِدْثانِه؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:

كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ

أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى، وَلَا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ

. يُرِيدُ الغيثَ الَّذِي ذَكَرَهُ قَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ، يَقُولُ: سَقَى هَذَا الغيثُ سَلْمى بحِدْثانِ نُزولِه مِنَ السَّحَابِ قَبْل تغيُّره، ثُمَّ نَهَى نفسَه أَن يُنْصِبَه حُبُّ مَنْ هُوَ مَلِقٌ. يَقُولُ: مَنْ كَانَ مَلِقاً ذَا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فَلَا ينْصِبْكَ صَرْمُه. وَيُقَالُ: خُذ الأَمرَ بجِنِّه واتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ ضِراسِها أَي بحِدْثانِ نتاجِها. وجِنُّ النَّبْتِ: زَهْرُه ونَوْرُه، وَقَدْ تجنَّنَتْ الأَرضُ وجُنَّتْ جُنوناً؛ قَالَ:

كُوم تَظاهرَ نِيُّها لَمَّا رَعَتْ

رَوْضاً بِعَيْهَمَ والحِمَى مَجْنوناً

وَقِيلَ: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ واكْتَهل. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: نَخْلَةٌ مَجْنونة إِذَا طَالَتْ؛ وأَنشد:

يَا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِينْ

عَجاجةً ساطِعَةَ العَثانِينْ

تَنْفُضُ مَا فِي السُّحُقِ المَجانِينْ

. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يَعْنِي بخارفِ الْمَسَاكِينِ الريحَ الشديدةَ الَّتِي تنفُض لَهُمْ التَّمْرَ من رؤُوس النَّخْلِ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:

أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ، مَا لَك لَا تَرى

عِيالَكَ قَدْ أَمْسَوا مَرامِيلَ جُوَّعاً؟

الْفَرَّاءُ: جُنَّت الأَرض إِذَا قاءتْ بِشَيْءٍ مُعْجِبٍ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ:

أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ مِنْهُمْ،

وَقَدْ جُنَّ العِضاهُ مِنَ العَميم

. ومرَرْتُ عَلَى أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة: وَهِيَ الَّتِي تُهال مِنْ عُشْبِهَا وَقَدْ ذَهَبَ عُشْبها كلَّ مَذْهَبٍ. وَيُقَالُ: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إِذَا اعْتَمَّ نَبْتُهَا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري،

وجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنونا.

جُنونُه: كثرةُ تَرَنُّمه فِي طَيَرانِه؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الخازِبازِ نَبْتٌ، وَقِيلَ: هُوَ ذُبابٌ. وَجُنُونُ الذُّباب: كثرةُ تَرَنُّمِه. وجُنَّ الذُّبابُ أَي كثُرَ صَوْتُهُ. وجُنونُ النَّبْت: التفافُه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

وطالَ جنُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ.

أَراد تُمُوكَ السَّنامِ وطولَه. وجُنَّ النبتُ جُنوناً أَي طالَ والْتَفَّ وَخَرَجَ زَهْرُهُ؛ وَقَوْلُهُ:

وجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنونا.

يَحْتَمِلُ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ. أَبو خَيْرَةَ: أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لَمْ يَرْعَها أَحدٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّخْلِ الْمُرْتَفِعُ طُولًا مجنونٌ، وللنبتِ الملتَفّ الْكَثِيفِ الَّذِي قَدْ تأَزَّرَ بعضُه فِي بَعْضٍ مجنونٌ. والجَنَّةُ: البُسْتانُ، وَمِنْهُ الجَنّات، والعربُ تسمِّي النخيلَ جنَّةً؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

كأَنَّ عينيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ،

مِنَ النَّواضِح، تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً.

ص: 99

والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذَاتُ الشَّجَرِ وَالنَّخْلِ، وَجَمْعُهَا جِنان، وَفِيهَا تَخْصِيصٌ، وَيُقَالُ لِلنَّخْلِ وَغَيْرِهَا. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: لَا تَكُونُ الجَنَّة فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِلَّا وَفِيهَا نخلٌ وعنبٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا ذَلِكَ وَكَانَتْ ذَاتَ شَجَرٍ فَهِيَ حَدِيقَةٌ وَلَيْسَتْ بجَنَّةٍ، وَقَدْ وَرَدَ ذكرُ الجَنَّة فِي الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ وَالْحَدِيثِ الْكَرِيمِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. والجَنَّةُ: هِيَ دارُ النَّعِيمِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ، مِنَ الاجْتنان، وَهُوَ السَّتْر لتَكاثُفِ أَشْجارِها وَتَظْلِيلِهَا بالتِفافِ أَغصانِها، قَالَ: وَسُمِّيَتْ بالجَنَّة وَهِيَ المرَّة الْوَاحِدَةُ مِنَ مَصْدر جَنَّه جَنّاً إِذَا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي وزعمَ أَنه لِلْبِيدٍ:

دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً،

مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم.

قَالَ: يَعْنِي بالجَنَّة إِبِلًا كالبُسْتان، ومُسطَّعة: مِنَ السِّطاع وَهِيَ سِمةٌ فِي الْعُنُقِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه جِنَّة، بِالْكَسْرِ، لأَنه قَدْ وُصِفَ بِعَبْقَرِيَّةٍ أَي إِبِلًا مِثْلَ الجِنة فِي حِدَّتها وَنِفَارِهَا، عَلَى أَنه لَا يَبْعُدُ الأَول، وَإِنْ وَصَفَهَا بِالْعَبْقَرِيَّةِ، لأَنه لَمَّا جَعَلَهَا جَنَّة اسْتَجازَ أَن يَصِفَها بِالْعَبْقَرِيَّةِ، قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ مَا أَخرج الربيعُ مِنْ أَلوانِها وأَوبارها وَجَمِيلِ شارَتِها، وَقَدْ قِيلَ: كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَجَائِزٌ أَن يوصَف بِهِ الجِنَّة وأَن يُوصَفَ بِهِ الجَنَّة. والجِنِّيَّة: ثِيَابٌ مَعْرُوفَةٌ «1» . والجِنِّيّةُ: مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ عَلَى خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النِّسَاءُ. ومَجَنَّةُ: موضعٌ؛ قَالَ فِي الصِّحَاحِ: المَجَنَّةُ اسمُ مَوْضِعٍ عَلَى أَميال مِنْ مَكَّةَ؛ وَكَانَ بِلالٌ يتمثَّل بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:

أَلا ليْتَ شِعْري هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً

بمكةَ حَوْلي إِذْخِرٌ وجَليلُ؟

وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ؟

وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شامةٌ وطَفيلُ؟

وَكَذَلِكَ مِجَنَّة؛ وَقَالَ أَبو ذؤَيب:

فوافَى بِهَا عُسْفانَ، ثُمَّ أَتى بِهَا

مِجَنَّة، تَصْفُو فِي القِلال وَلَا تَغْلي

. قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَحْتَمِلُ مَجَنَّةُ وَزْنَين: أَحدهما أَن يَكُونَ مَفْعَلة مِنَ الجُنون كأَنها سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِشَيْءٍ يَتَّصِلُ بالجِنِّ أَو بالجَنَّة أَعني البُسْتان أَو مَا هَذَا سَبيلُه، وَالْآخَرُ أَن يَكُونَ فَعَلَّةً مِنَ مَجَنَ يَمْجُن كأَنها سمِّيت بِذَلِكَ لأَن ضَرْباً مِنَ المُجون كَانَ بِهَا، هَذَا مَا توجبُه صنعةُ عِلْمِ الْعَرَبِ، قَالَ: فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وَقَعَتِ التَّسْمِيَةُ فَذَلِكَ أَمرٌ طَرِيقُهُ الْخَبَرُ، وَكَذَلِكَ الجُنَيْنة؛ قَالَ:

مِمَّا يَضُمُّ إِلَى عِمْرانَ حاطِبُه،

مِنَ الجُنَيْنَةِ، جَزْلًا غيرَ مَوْزون

. وَقَالَ

ابْنُ عَبَّاسٍ، رضي الله عنه: كَانَتْ مَجَنَّةٌ وَذُو المَجاز وعُكاظ أَسواقاً فِي الجاهليَّة.

والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب. والجَناجِنُ: عِظامُ الصَّدْرِ، وقيل: رؤُوسُ الأَضْلاع، يَكُونُ ذَلِكَ لِلنَّاسِ وغيرهم؛ قال الأَسَقَرُ الجُعْفِيّ:

لَكِنْ قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ،

بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها وَلَهَا غِنا

. وَقَالَ الأَعشى:

أَثَّرَتْ فِي جَناجِنٍ، كإِران المَيْت،

عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.

(1). قوله [والجنية ثياب معروفة] كذا في التهذيب. وقوله [والجنية مطرف إلخ] كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما. وفي القاموس: والجنينة مطرف كالطيلسان انتهى. أي لسفينة كما في شرح القاموس

ص: 100

وَاحِدُهَا جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ، وَحَكَاهُ الْفَارِسِيُّ بِالْهَاءِ وَغَيْرِ الْهَاءِ: جِنْجِن وجِنْجِنة؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يُفْتَحُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

وَمِنْ عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن

. وَقِيلَ: وَاحِدُهَا جُنْجون، وَقِيلَ: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مِمَّا يَلِي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْب. والمَنْجَنُونُ: الدُّولابُ الَّتِي يُسْتَقى عَلَيْهَا، نَذْكُرُهُ فِي مَنْجَنَ فإِن الْجَوْهَرِيَّ ذَكَرَهُ هُنَا، وردَّه عَلَيْهِ ابنُ الأَعرابي وَقَالَ: حقُّه أَن يُذْكَرَ فِي مَنْجَنَ لأَنه رباعي، وسنذكره هناك.

جهن: الجَهْنُ: غِلَظُ الْوَجْهِ. وجُهَينة: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْعَرَبِ مِنْهُ. وَفِي الْمَثَلِ: وَعِنْدَ جُهَينة الخبرُ الْيَقِينُ، وَهِيَ قَبِيلَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

تنادَوْا يالَ بُهْثةَ، إِذْ رَأَوْنا،

فَقُلْنَا: أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا

. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي والأَصمعي: وَعِنْدَ جُفَيْنة، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي جَفَنَ، قَالَ قُطْرُبٌ: جاريةٌ جُهانةٌ أَي شَابَّةٌ، وكأَنَّ جُهَيْنة ترخيمٌ مِنْ جُهانة. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ يحيى: جُهَيْنة تَصْغِيرُ جُهْنة، وَهِيَ مِثْلُ جُهْمة الليلِ، أُبدلت الْمِيمُ نُونًا، وَهِيَ القِطْعةُ مِنْ سَوَادِ نِصْف اللَّيْلِ، فإِذا كَانَتْ بَيْنَ العِشاءَين فَهِيَ الفَحْمة والقَسْوَرة. وجَيْهانُ: اسم.

جهمن: جَهْمَن: اسم.

جون: الجَوْنُ: الأَسْوَدُ اليَحْمُوميُّ، والأُنثى جَوْنة. ابْنُ سِيدَهْ: الجَوْنُ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً، وَقِيلَ: هُوَ النباتُ الَّذِي يَضْرِب إِلَى السَّوَادِ مِنْ شِدَّةِ خُضْرتِه؛ قَالَ جُبَيْهاءُ الأَشجعيّ:

فَجَاءَتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها

عَسالِيجُه، والثامِرُ المُتناوِحُ

. القَسْوَرُ: نبتٌ، وبَجَّها عساليجُه أَي أَنها تَكَادُ تَنْفَتِق مِنَ السِّمَن. والجونُ أَيضاً: الأَحمَرُ الخالصُ. والجَوْنُ: الأَبيض، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ جُون، بِالضَّمِّ، ونظيرُه ورْدٌ ووُرْدٌ. وَيُقَالُ: كلُّ بعيرٍ جَوْنٌ مِنْ بعيدٍ، وكلُّ لَوْن سَوَادٍ مُشْرَبٍ حُمْرةً جَوْنٌ، أَو سوادٍ يُخالِط حُمْرَةَ كَلَوْنِ الْقَطَا؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

وجَوْن عَلَيْهِ الجِصُّ فِيهِ مَريضةٌ،

تَطَلَّعُ مِنْهَا النَّفْسُ والموتُ حاضِرُه

. يعني الأَبيضَ هاهنا، يَصِفُ قَصْرَه الأَبيض؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فِيهِ مَرِيضَةٌ يَعْنِي امرأَة مُنَعَّمةً قَدْ أَضَرَّ بِهَا النَّعيم وثقَّل جِسْمَها وكسَّلَها، وَقَوْلُهُ: تَطَلَّعُ مِنْهَا النَّفْسُ أَي مِنْ أَجلِها تخرجُ النفسُ، والموتُ حاضرُه أَي حاضرُ الجَوْن؛ قَالَ: وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ شَاهِدًا عَلَى الجَوْن الأَبيض قولَ لَبِيَدٍ:

جَوْن بِصارةَ أَقْفَرَتْ لِمَزاده،

وخَلا لَهُ السُّوبانُ فالبُرْعوم

. قَالَ: الجَوْنُ هُنَا حمارُ الوَحش، وَهُوَ يوصَفُ بِالْبَيَاضِ؛ قَالَ: وأَنشد أَبو عَلِيٍّ شَاهِدًا عَلَى الجَوْن الأَبيض قَوْلَ الشَّاعِرِ:

فبِتْنا نُعِيدُ المَشْرَفِيَّةَ فيهمُ،

ونُبْدِئ حَتَّى أَصبحَ الجَوْنُ أَسْوَدا

قَالَ: وشاهدُ الجَوْنِ الأَسْود قولُ الشَّاعِرِ:

تقولُ خَليلَتي، لمَّا رأَتني

شَرِيحاً، بَيْنَ مُبْيَضٍّ، وجَوْنِ

. وَقَالَ لَبِيدٌ:

جَوْن دجُوجِيّ وخَرْق مُعَسِّف

ص: 101

وَذَهَبَ ابْنُ دُرَيْدٍ وحْدَه إِلَى أَن الجَوْن يَكُونُ الأَحْمَرَ أَيضاً، وأَنشد:

فِي جَوْنةٍ كقَفَدانِ العطَّارْ

. ابْنُ سِيدَهْ: والجَوْنةُ الشمسُ لاسْوِدادِها إِذَا غَابَتْ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ لبَياضِها وصَفائِها، وَهِيَ جَوْنة بَيِّنَةُ الجُونةِ فِيهِمَا. وعُرِضَت عَلَى الحجَّاج دِرْعٌ، وَكَانَتْ صَافِيَةً، فَجَعَلَ لَا يَرى صَفاءها، فَقَالَ لَهُ أُنَيْسٌ الجَرْمِيّ، وَكَانَ فَصِيحاً: إِنَّ الشمسَ لَجَوْنةٌ، يَعْنِي أَنها شديدةُ البريقِ والصَّفاءِ فَقَدْ غلبَ صفاؤُها بياضَ الدِّرع؛ وأَنشد الأَصمعي:

غيَّرَ، يَا بِنْتَ الحُلَيْسِ، لَوْني

طُولُ اللَّيالي واخْتِلافُ الجَوْنِ،

وسَفَرٌ كانَ قلِيلَ الأَوْنِ

يُرِيدُ النَّهَارَ؛ وَقَالَ آخَرُ:

يُبادِرُ الجَوْنَة أَن تَغِيبا

. وَهُوَ مِنَ الأَضدادِ. والجُونةُ فِي الخَيْل: مِثْلَ الغُبْسة والوُرْدة، وَرُبَّمَا هُمز. والجَوْنةُ: عَيْنُ الشَّمْسِ، وَإِنَّمَا سُمّيَت جَوْنةً عِنْدَ مَغِيبِهَا لأَنها تَسْوَدُّ حِينَ تَغِيبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

يُبادر الْجَوْنَةَ أَن تَغِيبَا

. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ للخَطيم الضَّبابيّ «2» . وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ بِكَمَالِهِ كَمَا قَالَ:

لَا تَسْقِه حَزْراً وَلَا حَليبا،

إِنْ لَمْ تَجِدْه سَابِحًا يَعْبوبا،

ذَا مَيْعةٍ يَلْتَهِمُ الجَبُوبا،

يَتْرُكُ صَوَّان الصُّوَى رَكوبا

«3» بِزَلِقاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا،

يَتْرك فِي آثارِهِ لهُوبا

يُبادِرُ الأَثْآرَ أَن تَؤُوبا،

وحاجبَ الجَوْنة أَن يَغِيبا،

كالذِّئْب يَتْلُو طَمَعاً قَرِيبَا «4»

يَصِفُ فَرَسًا يَقُولُ: لَا تَسْقِه شَيْئًا مِنَ اللَّبن إِنْ لَمْ تَجِدْ فِيهِ هَذِهِ الخصالَ، والحَزْرُ: الحازِرُ مِنَ اللَّبَنِ وَهُوَ الَّذِي أَخذ شَيْئًا مِنَ الحُموضة، والسابحُ: الشديدُ العَدْوِ، واليَعْبوبُ: الكثيرُ الجَرْي، والمَيْعةُ: النَّشاطُ والحدَّة، ويَلْتَهم: يَبْتلع، والجَبوبُ: وجهُ الأَرض، وَيُقَالُ ظاهرُ الأَرض، والصَّوَّانُ: الصُّمُّ مِنِ الْحِجَارَةِ، الْوَاحِدَةُ صَوَّانة، والصُّوَى: الأَعْلامُ، والرَّكوبُ: المذلَّلُ، وَعَنَى بالزالِقات حَوافِرَه، واللُّهوبُ: جمعُ لِهْبٍ؛ وَقَوْلُهُ:

يُبَادِرُ الأَثْآرَ أن تؤوبا

. الأَوْبُ: الرُّجُوعُ، يَقُولُ: يُبَادِرُ أَثْآرَ الَّذِينَ يطلبُهم ليُدْرِكَهم قَبْلَ أَن يَرْجِعُوا إِلَى قومِهم، وَيُبَادِرُ ذَلِكَ قبْل مَغِيبِ الشَّمْسِ، وشبَّه الفرسَ فِي عَدْوِه بذئبٍ طامِعٍ فِي شَيْءٍ يَصِيده عَنْ قُرْبٍ فَقَدْ تَنَاهَى طمَعُه، وَيُقَالُ لِلشَّمْسِ جَوْنة بَيِّنَةَ الجُونةِ. وَفِي حَدِيثِ

أَنس: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ بُردةٌ جَوْنِيَّة

؛ مَنْسُوبَةٌ إِلَى الجَوْن، وَهُوَ مِنَ الأَلوان، وَيَقَعُ عَلَى الأَسْود والأَبيض، وَقِيلَ: الْيَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ كَمَا يُقَالُ فِي الأَحْمر أَحْمَرِيٌّ، وَقِيلَ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى بَنِي الجَوْنِ، قَبِيلَةٍ مِنَ الأَزْد. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: لَمَّا قَدِم الشأْم أَقْبَل عَلَى جَمَلٍ عَلَيْهِ جِلْدُ كَبْشٍ جُونيٍ

أَي أَسْود؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الكَبْشُ الجُونِيّ هُوَ الأَسود الَّذِي أُشْرِب حُمْرةً، فإذا نسبوا قالوا

(2). قوله [للخطيم الضبابي] في الصاغاني للأَجلح بن قاسط الضبابي

(3)

. قوله [الصوى] رواية التكملة: الحصى

(4)

. قوله [كالذئب إلخ] بعده كما في التكملة: على هراميت ترى العجيبا أن تدعو الشيخ فلا يجيبا.

ص: 102

جُونِيّ، بِالضَّمِّ، كَمَا قَالُوا فِي الدَّهْري دُهْرِيّ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِي هَذَا نَظَرٌ إِلَّا أَن تَكُونَ الروايةُ كَذَلِكَ. والجُونِيّ: ضربٌ مِنِ القَطا، وَهِيَ أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونيَّةٌ بكُدْرِيَّتَيْن، وهنَّ سُودُ البطونِ، سُودُ بُطون الأَجْنِحة والقوادمِ، قصارُ الأَذناب، وأَرْجُلُها أَطْوَلُ مِنْ أَرْجُلِ الكُدْرِيّ، وَفِي الصِّحَاحِ: سُودُ البُطونِ والأَجْنِحة، وَهُوَ أَكبرُ مِنَ الكُدْرِيّ، ولَبانُ الجُونِيَّة أَبيضُ، بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ وأَسْودُ، وظهْرُها أَرْقَطُ أَغْبَرُ، وَهُوَ كلَون ظَهْرِ الكُدْرِيَّة، إِلَّا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِيشاً تَعْلوه صُفْرةٌ. والجُونِيَّة: غَتْماء لَا تُفْصِح بصَوْتِها إِذَا صَاحَتْ إِنَّمَا تُغَرْغِرُ بصوْت فِي حَلْقِها. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَوَجَدْتُ بِخَطِّ الأَصمعي عَنِ الْعَرَبِ: قَطاً جُؤنيٌّ، مَهْمُوزٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى تَوَهُّمِ حَرَكَةِ الْجِيمِ مُلْقاة عَلَى الْوَاوِ، فكأَن الواوَ متحركةٌ بِالضَّمَّةِ، وَإِذَا كَانَتِ الواوُ مَضْمُومَةً كَانَ لَكَ فِيهَا الهمزُ وتركُه فِي لُغَةٍ لَيْسَتْ بِتِلْكَ الفاشِية، وَقَدْ قرأَ أَبو عَمْرٍو:

عَادًا لُّولَى

، وقرأَ ابْنُ كَثِيرٍ:

فاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُؤْقِه

، وَهَذَا النَّسَب إِنَّمَا هُوَ إِلَى الْجَمْعِ، وَهُوَ نادِرٌ، وَإِذَا وصَفوا قَالُوا قطاةٌ جَوْنةٌ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُ الجُونيِّ مِنَ القَطا فِي تَرْجَمَةِ كَدَرَ. والجُونةُ: جُونةُ العطَّارِ، وَرُبَّمَا هُمِزَ، وَالْجَمْعُ جُوَنٌ، بِفَتْحِ الْوَاوِ؛ وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْهَمْزُ فِي جؤْنة وجُؤَنٍ هُوَ الأَصل، والواوُ فِيهَا منقلبةٌ عَنِ الْهَمْزَةِ فِي لُغَةِ مَنْ خفَّفها، قَالَ: والجُوَن أَيضاً جمعُ جُونةٍ لِلْآكَامِ؛ قَالَ القُلاخ:

عَلَى مَصاميدٍ كأَمثالِ الجُون

. قَالَ: والمصاميدُ مِثْلُ المَقاحيد وَهِيَ الباقياتُ اللَّبَنِ. يُقَالُ: نَاقَةٌ مِصْمادٌ ومِقْحادٌ. والجُونةُ: سُلَيْلَةٌ مُسْتديرةٌ مُغَشَّاة أَدَماً تَكُونُ مَعَ العطَّارين، وَالْجَمْعُ جُوَن، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي الْهَمْزَةِ، وَكَانَ الفارسيُّ يَسْتَحسن تَرْكَ الْهَمْزَةِ؛ وَكَانَ يَقُولُ فِي قَوْلِ الأَعشى يَصِف نِسَاءً تَصَدَّين لِلرِّجَالِ حالِياتٍ:

إِذَا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنَّ،

وَكَانَ المِصاعُ بِمَا فِي الجُوَنْ

. مَا قَالَهُ إِلَّا بِطَالِعِ سَعْدٍ، قَالَ: وَلِذَلِكَ ذَكَرْتُهُ هُنَا. وَفِي حَدِيثِهِ، صلى الله عليه وسلم:

فوجدتُ لِيَدِه بَرْداً وَرِيحًا كأَنما أَخْرَجَها مِنْ جُونة عطَّارٍ

؛ الجُونة، بِالضَّمِّ: الَّتِي يُعدُّ فِيهَا الطيبُ ويُحْرز. ابْنُ الأَعرابي: الجَوْنةُ الفَحْمةُ. غَيْرُهُ: الجَوْنةُ الخابيةُ مطليَّة بِالْقَارِ: قَالَ الأَعشى:

فقُمْنا، ولمَّا يَصِحْ دِيكُنا،

إِلَى جَوْنةٍ عِنْدَ حَدَّادِها

. وَيُقَالُ: لَا أَفعله حَتَّى تَبْيضَّ جُونةُ الْقَارِ؛ هَذَا إِذَا أَردت سوادَه، وجَوْنةُ الْقَارِ إِذَا أَردت الْخَابِيَةَ، وَيُقَالُ لِلْخَابِيَةِ جَوْنة، وللدَّلْو إِذَا اسودَّت جَوْنة، وللعرَق جَوْنٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لماتحٍ قَالَ لماتِحٍ فِي الْبِئْرِ:

إِنْ كانتِ أَمَّا امَّصَرت فصُرَّها،

إِنَّ امِّصارَ الدَّلْو لَا يضُرُّها

أَهْيَ جُوَيْنٌ لاقِها فبِرَّها،

أَنتَ بخَيْرٍ إِنْ وُقِيتَ شرَّها

فأَجابه:

وُدِّي أُوَقَّى خيرَها وَشَرَّهَا

. قَالَ: مَعْنَاهُ عَلَى وِدِّي فأَضمر الصِّفَة وأَعْمَلَها «1» . وَقَوْلُهُ: أَهي جُوَيْنٌ، أَرَادَ أَخِي وَكَانَ اسْمُهُ جُوَيناً، وَكُلُّ أَخ يُقَالُ لَهُ جُوَيْن وجَوْن. سَلَمَةُ عَنِ الفراء:

(1). قوله [فأَضمر الصفة وأعملها] هكذا في الأَصل والتهذيب، ولعل المراد بالصفة حرف الجر إن لم يكن في العبارة تحريف

ص: 103