الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجواب:
من أفطر ناسيا في نهار رمضان وهو صائم فلا إثم عليه وعليه أن يتم صوم يومه ولا قضاء عليه على الصحيح من قول العلماء وهذا ما ذهب إليه الشافعي وأحمد، لما رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من نسي وهو صائم فأكل، أو شرب ناسيا فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه (1)» وفي لفظ: «إذا أكل الصائم ناسيا، أو شرب ناسيا، فإنما هو رزق ساقه الله إليه ولا قضاء عليه (2)» رواه الدارقطني، وقال: إسناده صحيح وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) صحيح البخاري الصوم (1933)، صحيح مسلم الصيام (1155)، سنن الترمذي الصوم (721)، سنن أبو داود الصوم (2398)، سنن ابن ماجه الصيام (1673)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 491)، سنن الدارمي الصوم (1727).
(2)
صحيح البخاري الصوم (1933)، صحيح مسلم الصيام (1155)، سنن الترمذي الصوم (721)، سنن أبو داود الصوم (2398)، سنن ابن ماجه الصيام (1673)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 491)، سنن الدارمي الصوم (1727).
فتوى برقم 5213 وتاريخ 15/ 1 / 1403 هـ
السؤال الأول:
كيف نرد على القائلين بأن (الله في كل مكان)
تعالى الله عن ذلك وما حكم قائلها؟
الجواب:
أولا: عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه بذاته وهو ليس داخل العالم، بل منفصل وبائن عنه وهو مطل على كل شيء لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء قال تعالى:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (1) الآية. وقال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (2) وقال الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} (3) وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (4) الآية.
(1) سورة يونس الآية 3
(2)
سورة طه الآية 5
(3)
سورة الفرقان الآية 59
(4)
سورة السجدة الآية 4
وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (1)، ومما يدل على علوه على خلقه نزول القرآن من عنده والنزول لا يكون إلا من أعلى إلى أسفل قال تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} (2) الآية، وقال تعالى:{حم} (3){تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (4)، وقال تعالى:{حم} (5){تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (6) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على علو الله سبحانه وتعالى وفي حديث معاوية بن الحكم السلمي قال: «كانت لي غنم بين أحد والجوانية فيها جارية لي، فأطلقتها ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من بني آدم، فأسفت فصككتها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فعظم ذلك علي، فقلت: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: ادعها فدعوتها، فقال لها: أين الله؟ فقالت: في السماء، قال: من أنا، قالت: رسول الله. قال: أعتقها؛ فإنها مؤمنة (7)» أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وغيرهم وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء (8)» .
ثانيا: من اعتقد أن الله في كل مكان فهو من الحلولية، ويرد عليه بما تقدم من الأدلة الدالة على أن الله في جهة العلو وأنه مستو على عرشه بائن من خلقه، فإن انقاد إلى ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وإلا فهو كافر مرتد عن الإسلام.
(1) سورة هود الآية 7
(2)
سورة المائدة الآية 48
(3)
سورة غافر الآية 1
(4)
سورة غافر الآية 2
(5)
سورة فصلت الآية 1
(6)
سورة فصلت الآية 2
(7)
صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537)، سنن النسائي السهو (1218)، سنن أبو داود الصلاة (930)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 448)، موطأ مالك كتاب العتق والولاء (1511)، سنن الدارمي الصلاة (1502).
(8)
صحيح البخاري المغازي (4351)، صحيح مسلم الزكاة (1064)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 5).
وأما قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} (1) فمعناه عند أهل السنة والجماعة أنه معهم بعلمه واطلاعه على أحوالهم. وأما قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} (2) فمعناه أنه سبحانه هو معبود أهل السماوات ومعبود أهل الأرض. وأما قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} (3) فمعناه أنه إله أهل السماوات، وإله أهل الأرض لا يعبد بحق سواه. وهذا هو الجمع بين الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب عند أهل الحق.
السؤال الثاني: يذكرون في كتب البلاغة أن في القرآن مجازا ولديهم بعض الشبهات كقوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} (4) فيسمون هذا مجازا؛ لأن التحرير للعبد وذكرت الرقبة تدل على العبد (الجزء يدل على الكل)؛ فهل يصح تسمية هذا مجازا؟ كقوله عز وجل {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} (5) القول باللسان وذكر الفم ليدل عليه (الكل يدل على الجزء)، وقوله:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} (6) الانشراح للقلب وذكر الصدر مجازا ليدل عليه. كقوله: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} (7). يقولون: إنه يضع الإصبع وليس الإصبع كله ولكن ذكرت الأصابع مجازا، وغير ذلك كثير من الآيات على هذه الشاكلة؛ فهل يصح قولهم بأن في القرآن مجازا؟ وما الدليل؟ وهل في الحديث مجاز؟
(1) سورة الحديد الآية 4
(2)
سورة الأنعام الآية 3
(3)
سورة الزخرف الآية 84
(4)
سورة النساء الآية 92
(5)
سورة آل عمران الآية 167
(6)
سورة الشرح الآية 1
(7)
سورة البقرة الآية 19
الجواب:
إن ما يقوله علماء البلاغة في المجاز باصطلاحهم لا صحة له في الكتاب ولا في السنة ولا في لغة العرب، بل كل تعبير جاء في الكتاب العزيز، أو في السنة المطهرة، أو في لغة العرب فهو حقيقة في محله، وقد بسط الكلام في ذلك أبو العباس ابن تيمية في كتاب (الإيمان)، ونقله الشيخ عبد الرحمن قاسم في مجموع الفتاوى، كما بسط ذلك أيضا العلامة ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة.
السؤال الثالث: ما حكم ساب الدين إن كان جاهلا؟ هل يعذر بجهله أم إنه لا عذر بالجهل في هذه المسألة؟ وهل إذا كان مقصده سب الشخص نفسه فجرى على لسانه سب دينه، هل يعذره هذا من الكفر، أم ماذا؟ وما هي أقوال السلف في هذا الأمر.
الجواب:
سب الله، أو سب كلامه، أو شيء منه كفر وكذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو سنته، أو شيء منها، أو سب دين الشخص إذا كان دينه الإسلام فيجب أن يبين له الحكم إذا كان مثله يجهل ذلك، فإن أصر على السب فهو كافر مرتد عن ملة الإسلام يستتاب، فإن تاب وإلا قتل؛ لقول الله تعالى:{قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} (1){لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (2).
وننصحك بقراءة كتاب أحكام المرتد من كتب الحديث والفقه كصحيحي البخاري ومسلم والمغني والمجموع شرح المهذب والحطاب على مختصر خليل وبدائع الصنائع للكاساني وغير ذلك من كتب الحديث والفقه، وأما من سب شخصا مسلما لذاته فجرى على لسانه دين ذلك الشخص بدون قصد إنما هو محض خطأ منه، فإن مثله لا يكفر
(1) سورة التوبة الآية 65
(2)
سورة التوبة الآية 66
بذلك، ولكن يوصى بالتحرز، والحذر بكلماته حتى لا يقع في الكفر وهو لا يشعر.
السؤال الرابع: ما حكم من استهزأ ببعض المستحبات؛ كالسواك والقميص القصير وبالشرب جالسا؟ وما حكم الأكل والشرب في الطرقات؟
الجواب:
من استهزأ ببعض المستحبات كالسواك والقميص الذي لا يتجاوز نصف الساق والقبض في الصلاة ونحوها مما ثبت من السنة فحكمه أنه يبين له مشروعية ذلك وأن السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك فإذا أصر على الاستهزاء بالسنن الثابتة كفر بذلك؛ لأنه بهذا يكون منتقصا للرسول صلى الله عليه وسلم ولشرعه والنقص بذلك كفر أكبر كما تقدم في جواب السؤال الثالث.
وأما الأكل والشرب في الطرقات فهو يختلف بحسب عرف البلاد، فإن كان عرفهم يقر ذلك وعدم استنكاره فلا حرج وإلا فينبغي تركه وبالله التوفيق.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى برقم 5502 وتاريخ 2 5 1403 هـ
السؤال: إذا طهرت المرأة من الحيض، أو النفاس قبل غروب الشمس؛ فهل يلزمها أن تصلي الظهر والعصر؟ وإذا طهرت قبل طلوع الفجر فهل يلزمها أن تصلي المغرب والعشاء أم لا؟
الجواب:
إذا طهرت المرأة من الحيض أو النفاس قبل خروج وقت الصلاة الضروري لزمتها تلك الصلاة وما جمع إليها قبلها، فمن طهرت قبل غروب الشمس لزمتها صلاة العصر والظهر، ومن طهرت قبل طلوع الفجر الثاني لزمتها صلاة العشاء والمغرب، ومن طهرت قبل طلوع الشمس لزمتها صلاة الفجر.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى برقم 5593 وتاريخ 22 5 1403 هـ
السؤال: شخص أخذ من آخر مبلغ عشرة آلاف على أن يشتري له مقابلها سيارة وذلك بعد سنة من استلام عشرة الآلاف المذكورة؛ فهل هذا العقد جائز أم لا؟ الجواب:
إذا كان الواقع كما ذكر وكانت السيارة معلومة أوصافها وكانت عشرة الآلاف كل الثمن، وكان الأجل معلوما فالعقد صحيح.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز