الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موضوع الرسالة:
تضمنت الفتيا ثلاثة أسئلة فقهية مهمة.
الأول: عن حكم القيام للقادم. وهو مما تنازع الناس فيه فألف في إباحته أبو موسى الأصبهاني جزءا (1). وأبو زكريا النووي (ت / 676)، وسماه الترخيص بالقيام لذوي الفضل والمزية من أهل الإسلام. أما شيخ الإسلام ابن تيمية فذهب إلى التفصيل كما سيأتي.
الثاني: عن حكم الألقاب التي ذاعت في تلك العهود.
الثالث: عن حكم الانحناء عند التحية، أو وضع الرأس على الأرض ونحو ذلك، وهذان التقليدان من المظاهر الجوفاء الزائفة، التي سرت وازدهرت إبان الضعف والتدهور. ولا زالت تعج بها بعض بقاع العالم الإسلامي، التي خضعت للاستعمار أو الحكم الجبري التعسفي المتسلط؛ لأن مثل هذه الممارسات المبتذلة لا يمكن أن تنمو، إلا في جو القهر والاستعباد؛ لبعدهما التام عن تعاليم الدين، وقيمه المثالية، التي لا ترضى للمسلم بالذلة والمهانة. وقد أفاض الشيخ، في جوابه عنها، على ضوء ما ورد في الكتاب والسنة وما قرره علماء الشريعة من أصول وقواعد عامة.
(1) ذكره النووي في كتاب الترخيص بالقيام / 47.
المؤلف:
هو الإمام الحافظ المفسر المحدث المجتهد، أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية. ولد في حران سنة 661 هـ وتوفي: بعد حياة حافلة بالعلم والجهاد سنة 728 هـ، وقد ألف عن حياته الجم الغفير من الكتب، من أقدمها وأجلها: كتاب ابن عبد الهادي (ت / 744) المعروف، بالعقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية (1). وكتاب أبي حفص البزار (ت / 749) المعروف بالأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية (2). تناولوا فيها حياة الشيخ بجميع مراحلها وألموا بأهم المنعطفات في سيرته العطرة، وصوروا مجالسه العلمية، وحلقاته الدراسية أصدق تصوير، وقاموا برصد رحلاته وأكثر مؤلفاته، ثم انثالت الكتب والدراسات المتخصصة بعد ذلك، وأخذ كل باحث بطرف.
وأين كان الأمر؟ فابن تيمية بحر متدفق. جمع الله له، مع سعة العلم ووفرته، القدرة على التأثير والكشف عن وجه الحق فيما اختلط على الناس. بأسلوب رصين، ومنهجية محكمة، بالإضافة إلى التطبيق العملي والجهر بالحق دون مداراة أو مواربة.
(1) طبع في مطبعة المدني بمصر سنة 1403 هـ.
(2)
طبع في دار الكتاب الجديد ببيروت سنة 1396 هـ.
الأصل المعتمد:
اعتمدت في تحقيق الفتيا على نسختين مطبوعتين؛ إحداهما بعنوان، فتوى في القيام والألقاب. نشرها د. المنجد عن نسخة خطية في مجموعة يهودا المحفوظة بجامعة برنستن في الولايات المتحدة الأمريكية ورمزت لها بحرف (ب).
والأخرى جاءت مفرقة، في مجموع فتاوى ابن تيمية المطبوع في الرياض: بين الجزء الأول، والسادس والعشرين. فحكم القيام والانحناء ورد في الصفحات 372، 374، 377 من الجزء الأول.
وحكم الألقاب جاء في صفحة 311 من الجزء السادس والعشرين، ورمزت لها بحرف (ر).
وكلا النسختين يعتريهما النقص، والتحريف، والتصحيف.
غير أني عولت في ترتيب فصولها، على النسخة (ب)؛ لأنها وصلتنا متحدة، وقد اتبعت في تحقيقها طريقة النص المختار، وأكملت إحداهما من الأخرى وأثبت الفروق. كما قمت بتخريج نصوصها والترجمة لغير المشاهير إلى غير ذلك مما يتطلبه التحقيق.
وبعد، فهذا جهد المقل أقدمه؛ رجاء أن يساهم في توضيح ما قد يتردد على ألسنة الناس، حول القضايا التي يعايشها المسلم في حياته. وأضرع إلى الله العلي القدير، أن يوفقنا جميعا للسير على شرعه ومنهاجه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه.
الوليد بن عبد الرحمن الفريان 1/ 7 / 1406 هـ.