الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوحيد الربوبية:
هو الإقرار بأن الله هو الخالق للعالم، المدبر لشئونه، وأنه الرزاق المحيي المميت الذي له ملك السماوات والأرض والإقرار بهذا النوع مركوز في الفطر لا يكاد ينازع فيه أحد حتى إن المشركين الذين بعث فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون به ولا ينكرونه - كما ذكر الله عنهم في مثل قوله تعالى:{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (1).
ولم يعرف عن أحد من طوائف العالم إنكار هذا النوع إلا شواذ من المجموعة البشرية أنكرته في الظاهر مع الاعتراف به في قرارة نفوسها، وإنما أنكرته مكابرة وعنادا كما قال الله عن فرعون:{لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (2).
وقال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} (3)، وقال تعالى:{وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} (4).
(1) سورة يونس الآية 31
(2)
سورة الإسراء الآية 102
(3)
سورة النمل الآية 14
(4)
سورة العنكبوت الآية 38
والنوع الثاني:
توحيد الألوهية:
وهو إفراد الله سبحانه بجميع أنواع العبادة، ويسمى توحيد العبادة؛ لأن الألوهية والعبادة بمعنى واحد، فالإله: معناه المعبود، وهذا النوع هو الذي خلق الله الخلق من أجله، كما قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (1).
(1) سورة الذاريات الآية 56
وهو الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به الكتب كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (1)، وقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (2) وهذا النوع هو الذي يعلنه كل مسلم في قوله: " لا إله إلا الله ".
وفي قراءته: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (3) وفي كل ركعة من صلاته، وهو الذي يعلنه في تشهده في الصلاة والأذان والإقامة ويعلنه الخطيب في أول الخطبة، وهو الذي يدخل به الكافر في الإسلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله (4)» .
وهذا النوع الذي شرع من أجله الجهاد كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (5).
وهذا النوع هو الذي أنكره المشركون حين دعتهم الرسل إليه {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} (6). {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (7).
(1) سورة النحل الآية 36
(2)
سورة الأنبياء الآية 25
(3)
سورة الفاتحة الآية 5
(4)
خرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهو متواتر
(5)
سورة الأنفال الآية 39
(6)
سورة الأعراف الآية 70
(7)
سورة ص الآية 5