الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا النوع هو الذي يسأل عنه الأولون والآخرون، كما في الحديث «كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون - ماذا كنتم تعبدون، وماذا أجبتم المرسلين (1)» وهذا التوحيد هو الذي يهل به المحرم بحج أو عمرة حين يلبي: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك.
(1) قال ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان 1/ 84: قال قتادة: كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون. . . إلخ، فتبين من ذلك أنه ليس بحديث، بل من كلام قتادة السدوسي رحمه الله
والنوع الثالث من أنواع التوحيد:
توحيد الأسماء والصفات:
وهو الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وإثبات ذلك على وجه يليق بجلاله من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل هذا الذي عليه أهل السنة والجماعة قاطبة. وما تدين به الفرقة الناجية، وأنكره الجهمية وتلاميذهم مخالفين بذلك كتاب الله وسنة رسوله، وما عليه سلف الأمة وأئمتها فنفوا عن الله ما وصف به نفسه من صفات الكمال، وما وصفه به رسوله زاعمين أن إثبات ذلك يقتضي التشبيه؛ لأنهم لا يفهمون من صفات الله إلا ما يفهمون من صفات البشر، فشبهوا أولا ثم عطلوا ثانيا، ولم يدركوا الفارق بين صفات الخالق وصفات المخلوقين، وأن لله صفات تختص به وتليق بجلاله، كما قال تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (1) وكما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (2) فأثبت لنفسه الصفات ونفى عنه مشابهة المخلوقات فدل على أن إثبات الصفات لا يقتضي التشبيه، كما زعمه الجهمية وأفراخهم من المعطلة ممن لم يقدر الله حق
(1) سورة الأعراف الآية 180
(2)
سورة الشورى الآية 11
قدره، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وسبحان الله عما يصفون.
هذه أنواع التوحيد الثلاثة وعلاقة بعضها ببعض. . . .
إن توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية بمعنى أن من أقر بتوحيد الربوبية لزمه أن يقر بتوحيد الإلهية ويقوم به، فمن عرف أن الله ربه وخالقه لزمه أن يعبده وحده لا شريك له. كما قال تعالى:{وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (1).
وتوحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية، فتوحيد الربوبية يدخل ضمن توحيد الإلهية، فمن عبد الله وحده ولم يشرك به شيئا فقد اعتقد أنه ربه وخالقه.
وتوحيد الأسماء والصفات داخل في توحيد الربوبية وهو جزء منه - وتوحيد الربوبية والألوهية تارة يذكران معا فيفترقان في المعنى، ويكون أحدهما قسيما للآخر كما في قوله تعالى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (2) {مَلِكِ النَّاسِ} (3) {إِلَهِ النَّاسِ} (4) وتارة يذكر أحدهما مفردا عن الآخر فيجتمعان في المعنى كما في قول الملكين للميت في القبر:(من ربك؟) ومعناه: من إلهك، وكما في قوله:{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا} (5)، وقوله:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} (6)، وقوله:{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} (7).
(1) سورة الأنبياء الآية 92
(2)
سورة الناس الآية 1
(3)
سورة الناس الآية 2
(4)
سورة الناس الآية 3
(5)
سورة الأنعام الآية 164
(6)
سورة فصلت الآية 30
(7)
سورة الحج الآية 40