الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويركن أهل الكتاب إلى نبوءة، وإلى تذكير بهذه النبوءة، أما النبوءة فقد وردت في سفر زكريا:"ابتهج جداً يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم، هو ذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور ووديع وراكب على حمار، وعلى جحش ابن أتان".
وأما التذكير بهذه النبوة فهو: "قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك يأتيك وديعاً راكباً على أتان".
ويأتي المسيح عليه السلام فيستنكر هذا كله.
1 -
أما عن الإمبراطورية الإسرائيلية: فإنه يقوض هذا الزعم بهذه الحقيقة في قوله: "يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء والمرسلين
…
هوذا بيتكم يترك لكم خراباً". وقد تم التخريب والتدمير الشامل في عهد الدولة الفارسية الساسانية سنة 614 م.
2 -
وأما عن شخصيته، فإنه يقول:"مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكيلا أسلم إلى اليهود".
وعندما أرادوا أن يأخذوه بمكر قدموا له ديناراً وسألوه: أتعطي جزية لقيصر؟ فأجلبهم: لمن هذه الصورة، ولمن الكتابة؟ قالوا: لقيصر؟ قال: ما لقيصر لقيصر، وما لله لله. وبهذا أفحمهم جواباً وحسم الأمر. ولقد أفاض Will Durant في هذا الشأن تحت عنوان المسيح والإنجيل في كتابه:
The Story of Civilization، Vol. III pp. 564 - 570
ما حديث الأناجيل عن شخصية المسيح
؟
إن المسيح عيسى بن مريم لم يكن من النساك الزاهدين كما كان الأنبياء والأسنيون ويوحنا المعمدان.
متى بدأ ظهوره؟
بدأ ظهوره وعمله على أثر سجن يوحنا المعمدان: "وبعدما اسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله"، "وأخذ يعمل عمل يوحنا المعمدان ويخطب في الناس مبشراً بملكوت الله حتى ظن أتباع يوحنا المعمدان أن يوحنا المعمدان قد قام من الأموات".
المسيح واختياره لتلاميذه:
لقد اختار المسيح تلاميذه من طراز يصعب على المفكر أن يقول إنهم من النوع القيادي الذي يستطيع بشخصيته أن يبدل اتجاهات العالم وتفكيره فالأناجيل تظهر بين أخلاقهم من اختلاف واقعي، وتكشف عيوبهم صريحاً، فهذا بطرس - الذي قال بسيده المسيح:"وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك فيك أبداً" - ينكر صحبته لسيده المسيح عند محاكمة المسيح. في بيت قيافا رئيس الكهنة: "فأنكر قدام الجميع قائلاً: لست أعرف الرجل، وهذا يهوذا يخون سيده، فيتنبأ عنه المسيح وعن خيانته بقوله: "إن واحداً منكم يسلمني، فأجاب يهوذا مسلمه وقال: هل أنا هو يا سيدي؟ قال له: أنت قلت"، وبقلبة خان يهوذا سيده:: فقال له يسوع: يا يهوذا أبقلية تسلم ابن الإنسان؟! ". وهذان هما يوحنا ويعقوب ابنا زبدي لا يخفيان مطامعهما، فيقولان للمسيح:"أعطنا أن نجلس، واحد عن يمينك، والآخر عن يسارك - في مجدك"، والتلاميذ جميعاً كانت مطامعهم تتفق مع مطاعن هذين التلميذين، حتى إن المسيح أراد أن يهدئ. من هذه المطامع، فوعدهم بأنهم سيجلسون على اثنى عشر كرسياً، يدينون أسباط إسرائيل الإثنى عشر.