الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون في لحم غرلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم، ابن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم، وليد البيت والمبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلك يختن ختاناً وليد بيتك والمبتاع بفضة، فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبدياً، وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها. إنه قد نكث عهدي" (تكوين 17: 9 - 14) واستجاب إبراهيم لأمر ربه فيقول سفر التكوين: "فأخذ إبراهيم إسماعيل ابنه، وجميع ولدان بيته وجميع المبتاعين بفضته، كل ذكر من أهل بيت إبراهيم، وختن لحم غرلتهم في ذلك اليوم عينه، كما كلمه، وكان إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة حين ختن في لحم غرلته، وكان إسماعيل ابن ثلاث عشرة سنة حين ختن في لحم غرلته، في ذلك اليوم عينه ختن إبراهيم وإسماعيل ابنه"(تكوين 17: 23 - 25) .
استحقاق نسل إسماعيل لحقوق البكورية:
يدافع جيمس هيستنج عن حق البكورية إسماعيل فيقول: لقد جانب التوفيق كتاب سفر التكوين. أولئك الذين حاولوا أن يجعلوا نسل إسماعيل واستحقاقه لحقوق البكورية أقل مرتبه زعماً أن انتهاؤه لأمه هاجر جارية إسماعيل يفقده حق البكورية، فهم يزعمون أن هاجر جارية سارة، وأن سارة هي الحرة، ومن ثم فإن البكورية لإسحاق ابن سارة الزوجة الحرة، وبهذا الصنيع فإنهم يغفلون قانون الأسرة الواضح والصريح المنصوص في التوارة في سفر التثنية، ووفقاً لهذا القانون فإن حقوق الابن البكر لا يمكن إسقاطه بسبب الوضع الإجتماعي للأم، هذا الحق الشرعي قج بينه الناموس بالنسبة للرجل الذي يجمع في معيشته أكثر من زوجة، وحالة إبراهيم تنطبق عليها الشريعة إن هوى النفس والأثرة لا تحرم الابن البكر حقه، ولا تحتم خطوة الله للزوجة الحرة فيجعل الله عهده مع ابنها والشريعة صريحة.
نص شريعة حق البكورية
"إذا كان لرجل امرأتان إحداهما محبوبة والأخرى مكروهة، فولدتا له بنين المحبوبة والمكروهة، فإن كان الابن البكر للمكروهة فيوم يقسم لبنيه ما كان له لا يحل له أن يقدم ابن المحبوبة بكراً على ابن المكروهة البكر، بل بعرف ابن
المكروهة بكراً ليعطيه نصيب اثنين من كل ما يوجد عنده، لأنه هو أول قدرته له حق البكورية" (تثنية 12: 15 - 17)
ومع هذه الصراحة في النص إلا أن التوراة أغفلت هذا المبدأ المنصف، وصارت تعطي من البداية إلى النهاية النصيب المضاعف من المجد لابن المحبوبة أو الحرة، فأعطت إسحاق ابن سارة الزوجة الحرة، وهو الابن الثاني لإبراهيم أعطته حق البكورية، وأيدته بالنص القائل:"ولكن عهدي أقيمه مع إسحاق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت في السنة الآنية"(تكوين 17: 21) وأن هذا التصرف يجعل التوراة والكتاب المقدس متناقض مع الشريعة، ومجانب للعدل. فإن النصيب المضاعف وحق البكورية تخص إسماعيل وسلالته، ولا يمكن أن تكون الحالة الاجتماعية الممجوحة لأمة بكونها جارية سارة أن تبخس هذه الحقوق على الإطلاق.
ولم يكن إسماعيل وحده الذي جنت عليه التوراة، بل هذا هو رأوبين الابن البكر ليعقوب من أمه ليئة الزوجة المكروهة انتزعت منه البكورية، ومنحتها ليوسف ابن راحيل الزوجة المحبوبة، فيقول سفر التكوين:"وبنو رأوبين بكر إسرائيل لأنه هو البكر، ولأجل تدنيسه فراش أبيه أعطيت بكوريته لبني يوسف بن إسرائيل فلم ينسب بكراً، لأن يهوذا اعتز على إخوته ومنه الرئيس وأما البكورية فليوسف"(أخبار الأيام الأول 5: 1، 2)
ويوسف هذا قد حظى منذ ولادته بحب أبيه فاصطفاه عن باقي إخوته مما أثار حسدهم وبغضهم له:
"وأما إسرائيل فأحب يوسف اكثر من سائر بنيه لأنه ابن شيخوخته، فصنع له قميصاً ملوناً، فلما رأى إخوته أن أباه أحبه أكثر من جميع إخوته أبغضوه، ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام"(تكوين 37: 3، 4)
إن ذرية إسماعيل صارت معلومة لدى الإسرائيليين بأنهم سكان الصحراء العربية
ولم تكن مصادفة لأن واحداً من الأثنى عشر رئيساًَ من ابناء إسماعيل ذلك الابن المسمى قيدرا. وأن اسم قيدار صار أكثر شهرة في مجال النبوة من أنبياء بني إسرائيل وتقول التوراة:
"وهذه مواليد إسماعيل بن إبراهيم الذي ولدته هاجر المصرية سارة لإبراهيم، وهذه أسماء بني إسماعيل بأسمائهم حسب مواليدهم، نبايوت بكر إسماعيل، وقيدار وأدبئيل ومبسام
…
أثنا عشر رئيساً حسب قبائلهم" (تكوين 25: 12 - 16) .
وبعض نصوص الكتاب المقدس تبين أن قيدار رمز للعرب عامة كما يقول أرمياً:
"فاعبروا جزائم كتيم، وانظروا وأرسلوا إلى قيدار وانتبهوا جداً، وانظروا هل صار مثل هذا، هل بدلت أمة آلهة وهي ليست آلهة، أما شعبي فقد بدل مجده بما لا ينفع، ابهتي أيتها السموات من هذا، واقشعري وتحيري جداً يقول الرب، لأن شعبي عمل شرين، تركوني أنا ينبوع المياة الحية لينفروا لأنفسهم آباراً مشققة لا تضبط ماء"(إرميا 2: 10 - 13) .
ويقول حزقيال:
"العرب وكل رؤساء قيدارهم تجاريدك بالخزفان والكباش والأعتدة في هذه كانوا تجارك"(حزقيال 27: 21) .
ويقول أشعياء:
"كل غنم قيدار تجتمع إليك كباش نبايوت تخدمك تصعد مقبولة على مذبحي وأزين بيت جمالي"(أشعياء 60: 7) .
وهذا دلالة هامة على أن ذرية قيدار صارت مرموقة عند الله سبحانه، وليست هذه الشهوة عفواً، ولكن بهدف رباني، وغرض لا مثيل له ليؤكد لبني إسرائيل أن من نسل هذا يولد الذي حياته وأعماله، فضلاً عن سمو ذاته سيتحقق فيه النصيب المضاعف لحقوق البكر من المجد لسلالة إسماعيل ولا ريب.
إن طبيعة المجد المضاعف تبدأ بالظهور في العهد القديم في سفر أشعياء التي تتلق بإيفاء وعد الله ليبارك به الجنس البشري "ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض"(تكوين 22: 18) من خلال ذرية إبراهيم.
ومع هذا الوضوح إلا أن بعض المفسرين سواء أكانوا يهوداً أو نصارى، يزعمون أن هذه البركات إنما تنصب انصباباً على المسيح عيسى ابن مريم في ذاته وفي رسالته، ويقف الإصحاح الثاني والأربعون من سفر أشعياء ليجلى الحقيقة في ايهما يكون المجد المضاعف في عيسى أم محمد فيقول:
"هو ذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سرت به نفسي، وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم
…
" إلى أن يقول: "
…
لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته" (أشعياء 42: 1 - 4) فاشعياء يتبنأ عن نبي تشكل نبوته اشتمالاً للجنس البشري كافة، بعكس أنبياء بني إسرائيل ومنهم المسيح عيسى ابن مريم الذين تحددت رسالاتهم إلى بني قومهم من بني إسرائيل.
وأشعياء ينتبأ عن رسالة هذا النبي، بل عن ذاته قائلاً:"وض2عت روحي عليه فيخرج الحق للأمم"(أشعياء 42: 1) فسيقوده الروح الأمين لوضع رواسخ وأسس العدل الاجتماعي في الأرض، وعن ذاته وصفاته فيقول أشعياء:"لا يصيح ولا يسمع في الشارع صوته"(أشعياء 42: 2) بمقابلة هذا مع رسالة المسيح عيسى ابن مريم، فضلاً عن قصر مدتها إذ لا تعدو سنوات ثلاث ونصف السنة، مهد لها سايفة يوحنا المعمدان الذي لم يمهله قوى الشر فأنهت حياته في السجن، وجعلت رأسه ثمناً لنزوة طائشة لهيرودس ملك اليهودية قدمها لماجنة مبتذلة ابنة هيروديا زوجة أخيه فيلبس التي كانت على علاقة غير شرعية معه، كان قد قال له يوحنا:"لا يحل أن تكون لك، ولما أراد أن يقتله خاف من الشعب، لأنه كان عندهم مثل نبي"(إنجيل متى 14: 3 - 5)
هذا بينما نبوة هذا النبي من سلالة إسماعيل سيمتد بها الأجل لفترة كافية لاستتباب الحق على الأرض، ولتأسيس مجتمع مؤمن موحد حقاً وشعب على أسس العدل والحق والنقاء والطهارة الجوانية والظاهرية، ومن ثم قلإنه سيصبح كما تنبأ أشعياء قائلاً:"أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهداً للشعب ونوراً للأمم"(أشعياء 42: 6) .
وما هو أروع وأكثر انبهاراً حول عبوديته الخصوصية لله الواحد الأحد، فإنه محمد سليل إسماعيل هو وحده الذي تتطابق شخصيته مع شخصية الجد الأعلى قيدار، إذ يتنبأ اشعياء فيقول في وضوح وجلاء: "لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها
قيدار، لتترنم سكان طالع، من رءوس الجبال ليهتفوا" (أشعياء 42: 11) .
هذه الوضوح يتجلى في نبوة اشعياء عن ذات النبي سليل إسماعيل فيقول:
"هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي، وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم، لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشراع صوته، قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ. إلى الأمان يخرج الحق. لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته"(أشعياء 42: 1 - 3) .
ويقول:
"هكذا يقول الرب خالق السموات وناشرها، باسط الرض ونتائجها، معطي الشعب عليها نسمة، والساكنين فيها روحاً، أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهداً للشعب ونوراً للأمم. لتفتح عيون العمى لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة"(أشعياء 42: 5 - 7) .
ولا ريب أن أشعياء تنبأ فقال عن سلالة إسماعيل سكان جزيرة العرب:
"لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار، لتترنم سكان سالع، من رءوس الجبال ليهتفوا، ليعطوا الرب مجداً ويخبروا بتسبيحه في الجزائر، الرب كالجبار يخرج، كرجل حروب بنهض غيرته، يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه"(المرجع السابق/ أشعياء 42: 11 - 13) .
إن هذه النبوة لا تنطيق على أحد من أنبياء بني إسرائيل حتى المسيح عيسى ابن مريم، فقد كفانا تدليلاً عن رسالته للمرأة الكنعانية التي تضرعت إليه قائلاً:"أرحمنى يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جداً) (متى 15: 22) فرد عليها وأجاب: "قال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة (متى 15: 4) .
زد على ذلك أنه أوصى تلاميذه قائلاً: "إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة"(متى 10: 5 - 6)
من هذين النصين على حسب رواية متى يتبين أن رسالة المسيح كانت محددة لبني قومه، وهنا يسأل طائل كيف خرجت رسالة المسيح من أورشليم إلى الأمم؟ كيف صارت عالمية؟
والجواب عن هذا يمكن فيما رواه لوقا في سفر أعمال الرسل. ولوقا استقى معلوماته وكتابته للإنجيل المعروف باسمه وبسفر الأعمال هذا كما يعترف في صدر إنجيله قائلاً:
"إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا. كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة، رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفليس، لتعرف صحة الكلام الذي علمت به"(إنجيل لوقا 1: 1 - 4)
ويقول في صدر سفر أعمال الرسل:
"الكلام الأول أنشأته ياثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به"(أعمال الرسل 1: 1)
إذن مصادر تدوين إنجيل لوقا، وسفر أعمال الرسل هي كما قال:
"كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة"(لوقا 1: 2)
على هذا الأساس سنعالج خروج الدعوة من أورشليم إلى الأمم:
لم يكن يسوع المسيح هو الذي أعطى رسالته طبيعة الشمول والعالمية، أبداً ولكن من؟ إنه شاول مضطهد الكنيسة الذي زعم أن المسيح تراءى الله وجعله تلميذاً. وعلى أثر هذا الانقلاب تسمى باسم بولس تيمناً تيمناً باسم الوالي الروماني بجزيرة قبرص، واسمه سرجيوس بولس "وهو رجل فهيم. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس أن يسمع كلمة الله" (أع 13: 7) .
ويروى سفر الأعمال كيفية قيامه بالعمل مع تلاميذ يسوع المسيح: "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه"(أع 13: 2) .
كما يروي كيفية حلول الروح القدس عليه: "وأما شاول الذي هو بولس أيضاً فامتلأ من الروح القدس"(أع 13: 2) .
كيفية الخروج بالدعوة إلى الأمم يروى سفر الأعمال أن بولس وقف في مجمع أنطاكية يتكلم محاجاً اليهود:
الذين "جعلوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين ومجدفين. فجاهر بولس وبرنابا وقالا كان يجب أن تكلموا أنتم أولاً بكلمة الله. ولكن إذ دفعتموها عنكم وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية هوذا نتوجه إلى الأمم"(أع 13: 45، 46) ليس فحسب به إنه أقحم نبوة أشعياء 42: 6 وألصقها بنفسه وفي هذا تمويه وتضليل إذ قال: "لأن هكذا أوصانا الرب قد أقمتك نوراً لأمم لتكون أنت خلاصاً إلى أقصى الأرض"(أع 13: 47) نبوة تنبأ بها أشيعاء عن محمد صلى الله عليه وسلم انتحلها لنفسه - ليس هذا فحسب، بل شطر الدعوة إلى شطرين وشطر التلاميذ في مجموعهم في كفة وشخصه في كفة أخرى فقال:"وأما المعتبرون أنهم شيء مهما كانوا لا فرق عندي الله لا يأخذ بوجة إنسان، لإغن هؤلاء المعتبرين لم يشيروا على بشيء. بل بالعكس إذ رأوا أنى أؤتمنت على إنجيل الغرلة كما اؤتمن بطرس على إنجيل الختان. فإن الذي عمل في بطرس لرسالة الختان عمل في أيضاً للأمم. فإذا علم بالنعمة المعطاة إلى يعقوب وصفاً ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هو فللختان"(رسالة بولس إلى أهل غلاطية 2: 6 - 9) .
وبولس قد أحاط نفسه بهالة من التقديس فزعم أنه كارميا الذي إليه كانت كلمة الرب قائلاً:
"قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبياً للشعوب"(أرميا 1: 5)
فتتداعي في ذهنه المخزون من المحفوظات اليهودية وادعى قائلاً: "ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته. أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم للوقت، لم أستشر لحماً ودماً، ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي، بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضاً إلى دمشق"(غلاطية 1: 15 - 17) .
أما الإنجيل الذي كرز به لم يكن إنجيل المسيح، بل إنجيل شخصي إذ قال: "ثم بعد أربع عشرة سنة صعدت أيضاً إلى أورشليم مع برنابا آخذاًَ معي تيطس أيضاً، وإنما صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم، ولكن بالانفراد
على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلاً" (غلاطية 2: 1، 2) إنه بعد أربع عشرة سنة صعد إلى أورشيلم وكان التلاميذ يخافونه، فأخذه برنابا وقدمه إليهم "ولما جاء شاول إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ، وكان الجميع يخافونه غير مصدقين أنه تلميذ، فأخذه برنابا وأحضره إلى الرسل وحدثهم كيف أبصر الرب في الطريق وأنه كلمه وكيف جاهر في دمشق باسم يسوع. فكان معهم يدخل ويخرج في أورشليم ويجاهر باسم الرب يسوع" (أع 9: 26 - 28) .
هذه فذلكة موجزة حول شاول الذي هو بولس لتوضيح الرؤيا حول ادعائه أنه رسول المسيح يسوع، وإذا كان هذا مع بولس فإن بطرس فتح الباب للأمم. كيف كان ذلك؟ يحاجج بطرس اليهود قائلاً: "فسمع الرسل والإخوة الذين كانوا في اليهودية أن الأمم أيضاً قبلوا كلمة، ولما صعد بطرس إلى أورشليم خاصمه الذين من أهل الختان قائلين إنك دخلت إلى رجال ذوي غلفة، وأكلت معهم، فابتدأ بطرس يشرح لهم بالتتابع قائلاً أنا كنا في مدينة يافا أصلي فرأيت في غيبة رؤيا إناء نازلاً مثل ملاءة مدلاة بأربعة أطراف من السماء فأتى إلى فتفرست فيه متأملاً فرأيت دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء، وسمعت صوتاً قائلاً لي: قم يا بطرس اذبح وكل فقلت كلا يارب لأنه لم يدخل فمي قط دنس أو نجس فأجابني صوت ثانية من السماء: ما كهره الله لا تنجسيه أنت، وكان هذا على ثلاث مرات ثم انتشل الجميع إلى السماء ايضاً. وإذا ثلاثة رجال قد وقفوا للوقت عند البيت الذي كنت فيه مرسلين إلى من قيصرية. فقال لي الروح أن أذهب معهم غير مرتاب في شيء وذهب معي أيضاً هؤلاء الإخوة الستة، فدخلنا بيت الرجل، فأخبرنا كيف رأي الملاك في بيته قائماً وقائلاً له: أرسل إلى يافا رجالاً واستدع سمعان الملقب بطرس، وهو يكلمك كلاماً به تخلص أنت وكل بيتك، فلما ابتدأت أتكلم حل الروح القدس عليهم كما علينا أيضاً في البداءة
فتذكرت كلام الرب كيف قال إن يوحنا عمد بماء وآما أنتم فستعمدون بالروح القدس. فإن كان الله قد أعطاهم الموهبة كما لنا ايضاً بالسوية مؤمنين بالرب يسوع المسيح فمن أنا بقادر أن أمنع الله، فلما سمعوا ذلك سكتوا وكانوا يمجدون الله قائلين إذا أعطى الله الأمم أيضاً التوبة للحياة" (أعمال الرسل 11: 1 - 18)
إذن من هذه الشواهد يتبين بكل وضوح أن يسوع المسيح لم يجعل لرسالته طبيعة الشمول، ولكنهما شاول الذي هو بولس وبطرس تحت ظروف وقوعهما في غيبوبة بالنسبة لبطرس ومقاومة اليهود لبولس تنتهي إلى فتح الباب للأمم.
هذا ولم يكن المسيح عيسى ابن مريم أو أي أحد الأنبياء العبرانيين ينتمي بأي شكل إلى قيدار، إذن فإن الوعد بنبي عظيم من بين العرب هو ما أشار إليه أشعياء باستيفاء حول النبوة بسليل قيدار. ولم يكن أشعياء إلا مؤيداً لموسى كليم الله، فإن الله سبحانه قد أوحى إلى عبده موسى عليه السلام بأن الله سيقيم نبياً من وسط إخوتهم - إن العرب سلالة إسماعيل الابن البكر لإبراهيم أبناء عم إسحاق الابن الثاني لإبراهيم، يستحوذون انتباه عالمي ورجاء الأمم، إذ جاء في التوراة:
"أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك. وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي أتكلم به باسمي أنا أطالبه"(تثنية 18: 18، 19)
هذا المنتظر يتحتم أن يكون مماثلاً لموسى: فموسى مؤسساً لشعب إسرائيل وقائداً لهم، ورائداً يهديهم سواء السبيل. فهذا النبي المرتجى ينبغي أن يكون مؤسساً وقائداً ورائداً لمجتمع أهل الإيمان هذا فضلاً عن أن رسالة هذا النبي المرتجى ستمكث أمداً طويلاً كافياً لأنجاز أهداف حقيقية متماسكة.
* * *
The Gospel Preview: The Paraclete
رؤية مبصرة للإنجيل: الباراقليط
إن إنجيل يسوع المسيح يعطي وصفاً محدداً وبتركيز عن ذاتية لذلك الذي فيه يتحقق الوعد ليجعل سلالة إسماعيل أمة عظيمة تأكيداً للوعد الذي جاء في سفر التكوين:
الوعد لإبراهيم: "وأجعله أمة كبيرة"(تكوين 17: 20) .
الوعد لإبراهيم ثانياً: "سأجعله أمة لأنه نسلك"(تكوين 21: 13)
الوعد لهاجر: "لأني سأجعله أمة"(تكوين 21: 18) .
ونحن سنتاول إنجيل يوحنا في دراسة تحليلة حول النبأ بالنبي المرتجى الخاتم.
فنقول ويقول العلماء الباحثون إنجيل حسب رواية يوحنا ليس بإنجيل يسوع المسيح الذي اشار إليه بولس في رسالته إلى أهل رومية إذ قال عن إنجيل المسيح: "فإن الله الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه"(رومية 1: 9) .
وقال: "لأني لست أستحي بإنجيل المسيح"(رومية 1: 16) أين هذا الإنجيل؟ لا ندري
…
وبغض النظر عن عدم وجود إنجيل المسيح فماذا يحدثنا إنجيل يوحنا؟ يعتبر إنجيل يوحنا صورة وصفية لحياة المسيح عيسى ابن مريم، وتعاليمه، وممارسته لآيات الله من شفاء المرضى إلى إخراج الشياطين إلى إقامة الموتى بإذن الله وضمن إنجيله أجزاء من كلمات المسيح والآيات التي صنعها الله بيديه ومع هذا فإن المسيح قد أخبر تلاميذه ولا سيما المقربين إليه بطرس ويعقوب ويوحنا فأنبأهم بأن خدمته تقترب إلى نهايتها "وأما الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلني" (يوحنا 16: 5) ومن ثم أنبأهم بأن الرسالة لم تكتمل بعد وأن النبوة لم تختتم بعد، ولم يتركهم حيارى بل أنبأهم بالنبي الخاتم والرسالة التي ينزلها رب العالمين عليه ليسأنف حركة النبوة "إن لي أموراً كثيرة أيضاً لقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتيه. ذاك يمجدني"(يوحنا 16: 12 - 14) .
هذا النبي الخاتم رجاء الإنسانية يحدثنا يوحنا عنه قائلاًَ:
1 -
يسوع يخبر تلاميذه بالرحيل:
"لا تضطرب قلوبكم، أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فإني كنت قد قلت لكم أن أمضي لأعد لكم مكاناً"(يوحنا 14: 1، 2)
2 -
يسوع يخبر تلاميذه بالنبي المنتظر:
"إن كنت تحبونني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق
…
" (يوحنا 14: 15 - 17) .
3 -
يسوع يؤكد لتلاميذه ملامح النبي المنتظر:
"بهذا كلمتكم وأنا عندكم، وأما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم"(يوحنا 14: 25، 26) .
4 -
يسوع يثنى تأكيداته عن شخصية النبي المنتظر:
"ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء"(يوحنا 26، 27) .
وقبل الاسترسال في شخصية النبي المنتظر نتساءل من هو يسوع المسيح بشهادات تلاميذه؟ :
على أثر امتلاء التلاميذ بموهبة الروح القدس في أثناء اجتماعهم بدارهم في أورشليم يوم الخمسين. استقر الروح على المجتمعين وابتدءوا يتكلمون بألسنة أخرى، كما أعطاهم الروح أن ينطقوا. فتحير اليهود الأمر الذي دفع بطرس أن يخطب فيهم قائلاً:
1 -
"أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم تعلمون"(أعمال الرسل 2: 22) .
2 -
"يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه. ونحن شهود
بكل ما فعل في كورة اليهودية وفي أورشليم" (أعمال الرسل 10: 38، 39)
هذا هو المسيح عيسى ابن مريم عزى تلاميذه بأن أنبأهم بالنبي المنتظر ورسالته:
إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني" (إنجيل يوحنا 16: 12 - 14) .
قد يثار حول النص الأخير من إنجيل يوحنا 16: 12 - 14 جدل بأن يسوع المسيح كان يتنبأ عن مكوث الروح القدس بينهم إلى الأبد من أجل خير معاصريه حتى خمسمائة عام على الأقل وقبل ظهور محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً. ولدحض هذا الجدل ولتأكيد أن هذه نبوة واضحة حلية عن شخص سيبعثه الله رسولاً نبياً للإنسانية كافة نقول وتقرر الأناجيل أن حديث يسوع المسيح ومواعظة بين تلاميذه المقربين وجمهور المؤمنين تحمل في مضمونها ومدلولها أنباء عن المستقبل وتوجيهات إلى الأجيال المتعاقبة في مستقبل الأيام
…
مثال ذلك حديثه عن يوم الدينونة:
"فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته. وحينئذ بجازي كل واحد حسب علمه. الحق أقول لكم إن القيام ها هنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته"(متى 16: 27، 28) .
مثال آخر عن مجيئه الثاني:
"وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر"(متى 24: 3)
"والحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتي يكون هذا كله. السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السموات إلا أبي وحده"(متى 23: 34 - 36) .
واضح كل الوضوح أن هؤلاء التلاميذ الذين يتبعون يسوع المسيح لن يتمتد بهم الأجل ليشاهدوا أيا من يوم الدينوية ولا مجيئه الثاني بل لا حتى حدوثهما.
إن كلمات المسيح عيسى ابن مريم بالرغم من أنها موجهة إلى معاصريه إلا أنها تتضمن إشارات اصلاً إلى تحقيق حدوث يوم الدينوية ويم مجيئه الثاني في مستقبل الأيام، اي بمعنى آخر أجل غير مسمى وهذا ما دل عليه بطرس عن مجيئه الثاني حيث قال:
ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد (رسالة بطرس الثانية 3: 8) .
بل هذه حقيقة أقرها القرآن الكريم في أقوال الله سبحانه وتعالى:
1 -
{إِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47]
2 -
3 -
{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4]
إن يسوع المسيح في مقاله: "الحق أقول لكم إن من القيام ها هنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته"(متى 16: 28) إنما يقصد في رؤية مبصرة على امتداد الأيام مستقبلاً إنما يقصد أتباعه الذين سيعاصرون مجيئه الثاني حتى قوله: "أنتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيكم به"(يو 15: 14) إنما يقصد كل مؤمن يلتزم بوصايا الله ووصاياه.
وقياسا على هذا فإن تعريف المسيح عيسى ابن مريم للرسول النبي الخاتم أن هذا الرسول النبي المنتظر سيكون عزاء ورحمة لأتباعه على مر اليام والأجيال، وخاصة أولئك الذين سيعاصرون ظهوره.
إن ما جاء على حسب رواية يوحنا من وصف لذلك النبي الخاتم إنما هو وصف ناطق وواضح وجلي فجاءت الكلمة (المعزى) وهي الترجمة العربية للكلمة الإنجليزية Comforter وهي ترجمة للكلمة اليونانية (البارقليط) Parakletos كما جاءت في كتاب العهد الجديد الترجمة اليونانية، هذه الكلمة تعني بأكثر دقة (المحامي) Advocate أي الإنسان الذي يدافع عن حقوق الآخرين. بل هو الإنسان الذي يحرص على المؤمنين
وينصحهم في شئوزنهم من أجل سعادتهم ورفاهيتهم إن كلمة (البارقليط) ******Parakletos تشير إلى هذا المعنى. بل تشير إلى الإنسان الذي هو رحيم بالبشرية، وفي هذا قال سبحانه:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] بل هو الإنسان المرشد والناصح الأمين الذي يقود أولئك الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وفي هذا قال الله سبحانه:{لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الطلاق: 11] .
هو ذلك المحامي الأمين الذي يحرص على المؤمنين وفي هذا قال الله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]
فهو الحريص الصادق من أجل رفاهية الإنسانية، يشفع للإنسانية ويهديهم الطريق السوي، ويجهل لهم الحظوة عند الله، فيلقون الله يوم الدين موقنين أنه وحده الديان في ذلك اليوم: في رضاً.
The Greek Word "Paraclete"(Ho Parakletos)
*************
"ومهما اعتقد العلماء الباحثون أن حديث يسوع المسيح عن المعزى بلسانه الآرامي بأنه يمثل في دقة متناهية الترجمة اليونانية Peroklytos التي تعني المعجب Admirable أو الممجد Glorified فكلمة (الباراقليط) تطابق كلمة (محمد) أو (محمود) في اللغة العربية.
ويوجد في كتاب العهد الجديد الترجمة اليونانية حالات من هذا القبيل مؤكدة وكثيرة جداً عن استعاضة كلمة بأخرى. كما يوجد العديد من الشواهد والدلائل لاحتمالات أخرى هذه الاحتمالات تكمن في أن النص اليوناني الصلي يشتمل على الكلمتين Periklytos And Parakletos ونظراً للتشابه التام في التهجئة والتقارب الدقيق الواحدة للأخرى في الجملة التامة. فإن احتمال أن إحدي الكلمتين قد سقطت سهواً من الناسخ وفي مثل هذه الحالة فإن النص اليوناني يقرأ هكذا:
that is، "and he will give you anther Counsellor، the admirable one" insstead of the present reading: "and he will give you anther Counsellor".
"Conunsellor" فيعطيكم معزياً آخر" (يوحنا 14: 16) مثل هذه الأخطاء تحدث في النسخ بسبب أن النصوص القديمة نجد كتاباتها متقاربة الحروف بعضها لبعض، الأمر الذي قد تتعرض له عين الناسخ للتخطي لكلمة متشابهة في التهجئة أو متقاربة في وضعها مع الأخرى.
مثال ذلك بمقارنة التحقيقات الكثيرة لكلمات وعبارات دونت على نهج المخطوطات القديمة، والتي حذفت من متن كتاب العهد الجديد اليوناني الإمام. كما وجد في The Emphatic Diaglott of B. Wilson عندما اعلن يسوع الميح عن مجئ النبي الذي يأتي بعده (المعزى) إذ أنبأهم عنه قائلاً:"فيعطيكم معزياً آخر ليمكث إلى الأبد"(يوحنا 14: 15) بين أن لا حاجة لأنبياء آخرين يتعقبونه، ومن ثم فإنه سيكون النبي الخاتم، وسيقود الجنس البشري إلى الحق كما قال:"وأما متى ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق"(يوحنا 16: 13) فهو يرشدكم إلى كل وجوه الحق.
The Spirit of truth
…
ti the Whole truth - to every aspect of the truth.
وسوف لا تكون هناك حاجة لأي إنسان يأتي بعد ذلك النبي بحقوق إضافية.
حقاً فإنه لا حاجة لحقوق إضافية، وبمعنى عام يأتي ذلك الإنسان الشديد الإيمان، وأهل الثقة ذلك هو محمد الذي عرف منذ صباه وقبل النبوة بالأمين كما يعبر عنه النص في الترجمات: العربي (روح الحق) والإنجليزي The spirit of truth وكما يعبر عنه بالترجمة اليونانية.
To
هذا هو الإنسان الذي نزل فيه قول الله سبحانه وتعالى: {بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} [المؤمنون: 70]
* * *
إن عبارة (الروح) لا تعني أن النبي الآتي سيكون غير إنسان، ففي كتاب العهد الجديد اليوناني أن عبارة (الروح) استخدمت عن الإنسان الموحي إليه:"الإنسان المحتوى بالاتصال الروحي بالسماء" أو (الإنسان المحتوي بالاتصال بالوحي) .
فالإنسان الذي يصبح مستحوذاً بالوحي السماوي هو الإنسان الذي ينطبق عليه العبارة (الروح) وأمثله على ذلك.
الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 9 - 11:
بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه فأعلنه الله لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله، لأن من من الناس يعرف أمور الإنسان إى روح الإنسان الذي فيه، هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله".
الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكى 2: 2:
"لا تتزعزعوا سريعاً عن ذهنكم ولا ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا أي أن يوم المسيح قد حضر".
رسالة يوحنا الأولى 4: 1 - 3:
أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم، بهذا تعرفون روح الله، كل روح بعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فهو من الله كل روح لا يعترف بيسوع المسيح لأنه قد جاء في الجسد فليس من الله.
(روح الحق)(يوحنا 16: 13) إنه إذن الإنسان الذي يصير مستحوذاً بصلة روحية لا انفصام لها هي الوحي، وهو الذي حياته وسلوكه وأخلاقه تتميز بأقصى درجات بذل الذات للحق.
هذا هو السبب أن العبارة التالية للنص من إنجيل (يوحنا 16: 13) تحتوي على هذا التعبير: "فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به".
هذا الإنسان سيتلقى وحي الحق من الله، وهذا التنزيل وحده هو أسس الرسالة، وبالتالي فليست أفكاره الذاتية، ولا كتابات صحابته، إن الرسالة أو التنزيل لابد أن تكون أولاً وقبل كل شيء وبتحنف كلام الله، لاحظ التطابق التام لما أوحاه الله على عبده موسى عليه السلام عن النبي الذي سيقيمه الله من وسط إخوتهم - العبرانيين - "أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به"(تثنية 18: 18) .
وهنا نقطة تشد الانتباه جداً هي التشابه بين البعثة السماوية الممنوحة لموسى ولعيسى، وبين (روح الحق) محمد صلى الله عليه وسلم كحمله مشعل النور والهداية - التسلسل الفكري الإلهي - فمقارنة ما جاء في تثنية 18: 15 "يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون" وما جاء في تثنية 18: 17 - 19 "قال لي الرب قد أحسنوا في ما تكلموا، أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه" قارن هذا مع ما جاء في إنجيل يوحنا عن الوحي الذي نزل على عيسى عليه السلام: "لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا اقول وبماذا أتكلم"(يوحنا 12: 49) مع ما جاء في ذات الإنجيل عن الوحي سينزل على محمد صلى الله عليه وسلم:
"وأما متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية، ذاك يمجدني"(يوحنا 16: 13، 14) قارن هذا كله مع ما جاء في القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا} [المزمل: 15]
إن المرء يلاحظ - بالرغم من أن حقبة زمنية خلت تقدر بآلاف السنين، وتعرض الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد إلى التدخل البشري الفادح في كتابته، مما أكثر اللبس في نصوصه، وبالرغم من هذا كله ظلت حقائق بعث الأنبياء إلى أقوامهم موسى وعيسى ثم ظهور محمد رسولاً نبياً للعالمين كافة، هذه الحقائق ظلت دون أن تمسسها يد بشر بتغيير أو تحوير أو تحريف تصف الشخصيات الثلاثة موسى - عيسى - محمد في تنزيل الوحي وصفاً واحداً مماثلاً، وهو أنهم تلقوا وحياً من الله سبحانه وتعالى.
وبناء عليه فإن التوراة الصلية والإنجيل الأصلي والقرآن الكريم كلها من نبع واحد هو الله. وتكشف حقيقة واحدة هي الحياة الأبدية.
لا يمكن إغفال ما قاله المسيح عيسى ابن مريم عن مقتضيات نادرة للنبي الخاتم، مما يساعد على تشخيص ذاتيته إذ قال:"ذاك يمجدني"(يوحنا 16: 14) ولعل هذا ما قصده يوحنا في رسالته إذ قال: "بهذا تعرفون روح الله، كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله"(رسالة يوحنا الأولى 4: 2) - فإذا جاء إنسان ما، وادعى أنه ذلك النبي، ولا يعطي مجداً للمسيح عيسى ابن مريم كنبي، ومسيح الرب فإنه سيكون نبياً كاذباً، هكذا قال يوحنا في رسالته:"وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله" رسالة يوحنا الأولى 4: 3.
وجاء العهد الجديد ولا سيما في الأناجيل صيحة صارخة من الإسرائيليين الذين رفضوا المسيح عيسى ابن مريم كما قال بيلاطس الوالي الروماني عنهم وقتئذ: "أسلموه حسداً"(متى 27: 18) بلغت صلافتهم أن قالوا "دمه علينا وعلى أولادنا"(متى 27: 25) .
إن هذا النبي الآتي لن يكون من شيعة النصارى، والدليل على ذلك ما قاله لتلاميذه بصريح العبارة:"فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به"(يوحنا 16: 13) بل زاد إيضاحاً فأنبأ بأن هذا النبي المنتظر سيرشد إلى حقائق لم يبلغها المسيح عيسى ابن مريم ذاته فقال: "ويخبركم بأمور آتية"(يوحنا 16: 13) والقرآن الكريم هو الآية الخالدة إلى أن تقوم الساعة، إنه الإعجاز البياني، والإعجاز العلمي، والمضمون لحقائق ما وصل إليه الإنسان في عصرنا من كشف علمي وما سيصل إليه الإنسان من كشوف علمية، فلا جديد تحت شمس القرآن الكريم.
وهنا نقول إذا كان ابن مريم قد جاء (بكل الحق) فلا داعي إذن أن يبعث الله رسولاً آخر. وفي نبوة ابن مريم عن النبي الخاتم إن هذا النبي سيأتي بكل الحق. وإذا كان هذا النبي سيأتي بكل الحق فإنه سيكون ولا ريب آخر الأنبياء والمرسلين بل خاتم النبيين ولا تعقيب بعده.
لذلك فعلينا أن نبحث عن إنسان على نسق إبراهيم عليه السلام، ومن سلالته فننتظر ظهوره، هذا النبي لن يكون يهودياً ولن يكون نصرانياً ولكن مؤمناً حنيفاً على ملة أبيه إبراهيم، إن هذا النبي سيمجد المسيح بما هو أهله تأكيداً لقوله "ذاك يمجدني" (يوحنا 16: 14) .
والقرآن الكريم حافل بآيات الدفاع عن المسيح عيسى ابن مريم وأمه، ودفع عنه الشبهات بالحجة البالغة والاعتراف به عبداً لله ونبيه ورسوله أرسله إلى بني إسرائيل، وأيده بالإنجيل والروح القدس.
لقد كانت رسالة المسيح موحي بها من الله، لهذا واجه بني قومه قائلاً:"أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني"(يوحنا 7: 16) وقال: "لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول وبماذا أتكلم"(يوحنا 12: 49) .
وكذلك تعاليم هذا النبي الآتي لابد ان تكون وحياً من الله، فضلاً عن أن تكون تصديقاً وتثبيتاً على الرسالات السابقة السماوية (التوراة والإنجيل) وهيمنة عليهما.
ومن ثم فإن رسالة النبي الخاتم لن تكون محض انتحال صورة طبق الأصل للتوراة والإنجيل، أو محض انتحال ملحض التوراة والإنجيل، حاشا ولن يكون كذلك.
فإن الله القادر على كل شيء أبان شخصية هذا النبي الخاتم في التوراة قائلاً: "وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به"(تثنية 18: 18) هذا فضلاً عن وجوب اتفاق هذه الكلمات مع كلمات الوحي للرسالات السماوية السابقة، لأنها ولا ريب من مصدر واحد هو الله الواحد الأحد، وفارق كبير بين الاتفاق والنقل. وقال الله تثبيتاً لما قاله على لسان موسى قال على لسان عيسى:"لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به"(يوحنا 16: 13) .
إن الإشارة المفردة في إنجيل يوحنا 14: 26 التي تتوخى شخصية النبي الآتي تقرر أنه (المعزي) "وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل
شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يوحنا 14: 26) المعزى (الباراقليط) أو (الروح) إنه الفرد الوحيد، وما يماثله في كل الكتاب المقدس، ومع هذا الوضوح فإن أحد كتاب إنجيل يوحنا شاء بطريقته الخاصة وحسب تفكيره أن يبين أن (روح الحق) هو (غير المعزى) . وهذا بحث كدح فيه وعناء لا مبرر له، ولا يمكن تحديده، بل بكل بساطة يتناقض مع ما قرره يسوع المسيح فيما تحدث به في مكان آخر من إنجيل يوحنا وطبقاً لنصوص أخرى كانت دلالات واضحة بأن ذلك النبي هو (المعزى) الباراقليط الذي لن يأتي إلا بعد أن تنتهي رسالة يسوع المسيح.
المعزى - الروح القدس - روخ الحق - ملاك الوحي هو كان على أهبة النشاط قبل بعثه يسوع المسيح، وفي اثناء بعثته على السواء - وبعد بعثته على النبي الخاتم يتنزل بالوحي على أنبياء الله بأمر الله وإرشاده. ويؤيدهم بنعمته وآياته ويعضدهم.
هذا هو داود عليه السلام يتضرع إلى الله قائلاً: "روحك القدوس لا تنزعه مني"(مزمور 51: 11) وهذا يوحنا المعمدان يشهد للمسيح عند معموديته منه قائلاً: "فلماذا اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه"(متى 3: 16) .
ويروى متى في إنجيله كيف أصعد الله المسيح إلى البرية ليجرب من إبليس تمهيداً لابتعاثه رسولاً:
"ثم اصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس"(متى 4: 1) ويروى عند انتصار المسيح على إبليس:
"ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه"(متى 4: 11) إلخ.
هذا فضلاً عن نشاط الروح مع التلاميذ:
أولاً - مع الرسل:
"فألقوا أيديهم على الرسل ووضعوهم في حبس العامة، ولكن ملاك الرب في الليل فتح أبواب السجن وأخرجهم وقال: أذهبوا قفوا وكلموا الشعب في الهيكل بجميع كلام هذه الحياة"(أع 5: 18 - 20) .
ثانياً - مع استفانوس:
"ثم إن ملاك الرب كلم فيلبس قائلاً: قم واذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة التي هي برية فقام وذهب وإذا رجل حبشي خصى وزير لكنداكة ملكة الحبشة كان على جميع خزائنها"(أع 8: 26، 27)"ولمل صعدا من الماء خطف روح الرب فيلبس فلم يبصره الخصي أيضاً، وذهب في طريقه فرحاً، وأما فيلبس فوجد في أشدود"(أع 8: 39، 40) .
ثالثاً - مع بطرس:
"ولما كان هيرودس مزمعاً أن يقدمه، كان بطرس في تلك الليلة نائماً بين عسكريين مربوطاً بسلسلتين، وكان قدتم الباب حراس يحرسون السجن، وإذا ملاك الرب أقبل ونور أضاء في البيت، فضرب جنب بطرس وأسقظه قائلاً: قم عاجلاً، فسقطت السلسلتان من يديه، وقال له الملاك، تمنطق والبس نعليك، ففعل هكذا فقال لع البس رداءك واتبعني، فخرج يتبعه، وكان لا يعلم أن الذي جرى بواسطة الملاك هو حقيقي بل يظن أنه ينظر رؤيا فجاز الأول والثاني وأتيا إلى باب الحديد الذي تؤدي إلى المدينة فانفتح لهما من ذاته فخرجا وتقدما زقاقاً واحداً، وللوقت فارقه الملاك"(أع 12: 6 - 10) .
رابعاً - مع موسى كليم الله:
"ها أنا مرسل ملاكاً أمام وجهك ليحفظك في الطريق وليجئ بك إلى المكان الذي أعددته، احترز منه واسمع لصوته ولا تتمرد عليه، لأنه لا يصفح عن ذنوبكم، لأن اسمي فيه"(خروج 23: 20، 21) .
خامساً - موقف المسيح من الروح القدس:
"كل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له"(لوقا 12: 10)"لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس، وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس، ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي"(متى 12: 31 - 32) .
هذا (الروح القدس) العجيب الذي فيه بلغ التفسيرات المتداولة حداً كبيراً - فقط عندما انعقدت المجامع المسكونية، وأخذت تناقش العقيدة في ضوء الفكر الفلسفي المعاصر، الأمر الذي تسرب إلى العقيدة النصرانية (عقيدة التوحيد) عقائد من ديانات الخلاص المنتشرة في أرجاء الإمبراطورية الرومانية، فجعلت من الإنسان يسوع المسيح الإله المتأنس، وجعلت من أمه الرب مريم البتول أماً للإله، وجعلت من الروح القدس (جبرائيل ملاك الرب) روح الله، ومن ثم صاغوا من هنا وهناك عقيدة التثليث فجعلوا من الله الواحد الأحد إلهاً مثلث الأقانيم "آب وابن وروح قدس"
وللحقيقة والتاريخ أن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يخلو تماماً من عقيدة التثليث، ومن حتى فكرته. إن (المعزى الروح القدس)(الباراقليط) هو إنسان لا خيال، وقد أبان يسوع المسيح هذا فقال:
وغن أخطأ أحد فلنا شفيع عن الآب يسوع المسيح البار" (رسالة يوحنا الأولى 2: 1) .
فإن يسوع المسيح اصبح بهذا المفهوم أيضاً (الباراقليط) كما تصوره يهود عصره، وكما تصوره تلاميذه. ولكن (الباراقليط) الآتي بعد المسيح سيكون للناس كافة لكل زمان ولكل مكان كما جاء في إنجيل يوحنا 14: 16، 17 "وأنا أطلب من الاب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق
…
"
إن النص اليوناني لإنجيل يوحنا 14: 16، 17 التي تخبر مقدماً بمجئ (معزياً آخر) منصوص عنه حتى إن كلمة (آخر another) لها دلالة حقيقة ففي اللغة الإنجليزية another تعني one more of the same one more of a different kind or one more of different kind.
ومن المهم أن نعلم أي معنى عن يسوع في ذهن الإنسان. ذلك الذي قصد (معزياً آخر) وهذا يقصد الباراقليط ربما يكون خيال.
وتفسيرات رجال اللاهوات المتداولة لها مزية، ولكن إذا قصد one more of the same kind إذن فهذا برهان إيجابي بأن الباراقليط سوف يكون مثل يسوع المسيح رجل، إنسان بشري، نبي لا خيال.
فماذا كان يعنيه يسوع المسيح؟ إن النص اليوناني من كتاب العهد الجديد يعطي الرأي الممحص بكل الوضوح بسبب لأنه يستعمل كلمة allon وهي مذكر لصيغة
المفعول الصريح لكلمة allos إن الكلمة اليونانية for another of a different kind هي heteros ولكن كتاب العهد الجديد لا يستعمل هذه الكلمة في إنجيل يوحنا 14: 16.
clearly، then the paraclete Would be "another" of the same kind" as Jesus، or Moses said "like unto me": a man not a spirit،
ويعطيكم معزياً آرخ ليمكث معكم إلى البد (يوحنا 14: 16)
نبياً من وسطك من إخوتك مثل (تثنية 18: 15)
نبياً من وسط إخوتهم مثلك (تثنية 18: 18) .
وجاءت نصوص تؤكد أن المسيح عيسى ابن مريم حقيقة بشرية لا خيال:
من إنجيل متى 14: 25 - 27 (وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشياً على البحر. فلما أبصره التلاميذ ماشياً على البحر اضطربوا قائلين إنه خيال. ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلاً تشجعوا. أنا هو لا تخافوا" وجاءت الترجمة الإنجليزية للعبارة (قائلين إنه خيال) هكذا:
ومن إنجيل لوقا 24: 39 (انظروا يدي ورجلي أني أنا هو جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحكم وعظم كما ترون لي" وجاءت الترجمة الإنجليزية هكذا.
* * *
نظرة تفصيلية للنبوات
نستطيع بعد هذه الدراسة التحليلة أن نضع الصورة الكاملة التي نستمدها من نصوص الكتاب المقدس، والتي لم يطرأ عليها تغيير ولا تبديل ولا تحريف، لأن الله شاء فحفظها حرصاً على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثم إننا نحصل على تصور معين لصورة الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوارة والإنجيل، هذا الرسوا بدا شامخاً بشيمه الشماء وهي من شقين:
(أ) أنه الرسول النبي الخاتم ولا نبي بعده.
(ب) أنه رسول الله للعالمين كافة للأسباب:
1 -
لأنه متمكن ورحيم.
2 -
لأنه مؤسس لأمة على الحق والبر.
3 -
لأنه بفضل الله نور للأمم.
4 -
لأنه وثيق الصلة بسلالة قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام.
وهذه الحقائق مؤسسة على سفر أشعياء 42: 1 - 11:
5 -
لأنه سليل إسماعيل - وإسماعيل أخو غسحاق فهو عم العبرانيين كافة.
6 -
لأن فيه يتحقق مواعيد الله لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
7 -
لأن فيه تتبارك كل شعوب الأرض.
8 -
لأنه الوارث الحقيقي لإسماعيل، وإسماعيل هو بكر إبراهيم، فله النصيب المضاعف.
9 -
لأنه يتلقى الوحي مباشرة من الله.
هذه الحقائق مؤسسى على سفر التكيون 17: 20 - 22: 16 - 18: وسفر التثنية 21: 15 - 17 - 18: 15 - 19:
- لأنه يأتي على أثر اختتام رسالة المسيح عيسى ابن مريم.
- لأنه يعزى ويرشد جماعة المؤمنين من أتباع المسيح (الباراقليط) Paraclete
- لأنه أفعاله وأقواله وخصاله تنبؤ أنه المحمد.
The Praised one (Pericyte)
- لأنه الصادق الأمين وشهرته ذائعة في العالمين بالصدق والأمانة.
- لنه يتلقى الوحي مباشرة من الله.
- لأن رسالته خالدة أبدية.
- لأن يرشد إلى الحق
…
إلى جميع الخلق.
- لأنه يدافع عن المسيح عيسى ابن مريم وأمه (ذاك يمجدني) ويدفع عنهما الشبهات.
(هذه الحقائق مؤسسة على إنجيل يوحنا 14: 16، 17 - 14: 45، 26 إنجيل يوحنا 15: 26، 27 - إنجيل يوحنا 16: 13، 14)
ولتصفية هذه الشواهد في تركيز وإيجاز أوضح فإن النبي الخاتم يختلف عن الآخرين من أنبياء العبرانيين في ثلاثة وجوه حيوية ورئيسية على الأقل:
1 -
أنه سيكون صاحب رسالة عالمية.
2 -
أنه سيصبح خاتم النبيين ولا نبي بعده ولا نبوة بعده.
3 -
أنه من ذرية إسماعيل عليه السلام الذي خلعت عليه بنو إسرائيل (العرب) . وأنه سليل قيدار بن إسماعيل.
(هذه الحقائق مؤسسة على إنجيل يوحنا 16: 12 - 14، وسفر إشعياء 60: 1 - 7)
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت.
يوم السبت: 14/8/1982.
المؤلف
إبراهيم خليل أحمد