الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والقصة كما وردت في إنجيل لوقا: "وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون وتبعه تلاميذه أيضاً. ولما صار إلى المكان قال لهم صلوا لكيلا تدخلوا في تجربة، وانفصل عنهم نحو رمية حجر، وجثا على ركبتيه وصلى قائلاً: يا أبتاه، إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس، ولكن لتكن، لا إرادتي. بل إرادتك. وظهر له ملاك من السماء يقويه. وإذا كلن في جهاد كلن يصلي باشد لجاجة، وصار عرقة كقطرات دم نازلة على الأرض، ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه، فوجدهم نياما من الحزن، فقال لهم: لمذا أنتم نيام؟ قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة".
3 - التباس الحوادث مما ينفي حادث الصلب عن المسيح:
هذه هي القصة ومنها تستخلص كينونة المسيح عيسى بن مريم كإنسان بشر، يصلي في جهاد، فينزل ملاك من السماء ليقويه ويشد من أزره ثم يعود إلى تلاميذه، فيجدهم ساعة هذه التجربة العظمى نياماً.
ومن هنا حدث لبس في شخصية المصلوب.
1 -
كان مع تلاميذ طاهرا يصلي، وأولئك كانوا في سبات عميق نائمين.
2 -
ويتقدم يهوذا الاسخريوطي الجمع الذي يريد القبض عليه وينطق المسيح بمثله المشهور: "أبقبله تسلم ابن الإنسان؟ " تقدم الجمع الذين جاءوا بمشاعل ومصابيح وسلاح، ومن هذا يتبين أن الوقت كان ليلا دامساً:"جاءوا بمشاعل ومصابيح".
3 -
وإذا كان الله قد وهبه ملكاً ليقويه في أثناء الصلاة أفما كان الأولى به أن يحقق قول المسيح: "لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكيلا اسلم إلى اليهود، لكن الآن ليست مملكتي من هذا العالم".
بل أكثر من هذا يتبين - بقراءة النص الآتي من إنجيل متى - تلك الخدعة الكبرى لموضوع القيامة على أثر الخدعة الصغرى بالصليب، وهذا هو النص: "وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس قائلين: يا سيد، قد تذكرنا أن ذلك المضل قال - وهو حي - إني بعد ثلاثة ايام أقوم. فمر بضبط القبر
إلى اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب: إنه قام من الأموات، فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى. فقال لهم بيلاطس: عندكم حراس، اذهبوا واضبطوه كما تعلمون. فمضوا وضبطوا القبر بالحراس، وختموا الحجر".
هذه تالفقرة يتبين منها النية المبينة لرسول الله، حوله تلاميذ لا حول لهم ولا قوة. حوله تلاميذ تركوه عند المحنة، فهذا يهوذا يسلمه، وذاك بطرس ينكره، وبقية التلاميذ قد تخلوا عنه ساعة المحاكمة إن كان حقاً هو الذي حوكم. والحقيقة أنه لم يحاكم، ولم يصلب، ولم يرقد في قبر، ولم يقم من بين الأموات، إنما كانت الواقعة تدور في فلك يهوذا الذي أراد الله له تنكيلاً، جزاء خيانته ورفع نبيه إليه، وفي هذا قال برنابا الحواري:
"فلما كان الناس قد دعوني الله، وابن الله، على أني كنت بريئاً في العالم أراد الله أن يهزأ الناس بي في هذا العالم بموت يهوذا، معتقدين أنني أنا الذي مت على الصليب، لكيلا تهزأ الشياطين بي في يوم الدينونة، وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله".
ثك نجد أن هيرودس الملك يأبى أن يقتل نبي الله بقوله: "ولما أراد أن يقتله خاف من الشعب، لأنه كان عندهم مثل نبي" وبيلاطس الوالي الروماني يتبرأ من هذا الذنب العظيم بقوله: "إني برئ من دم هذا البار، أبصروا أنتم".
1 -
أهو الله؟ إن كان كإله خلص آخرين، أما كان الأولى به أن يخلص نفسه؟!
2 -
أهو نبي ومسيح الله؟ إن الشريعة الموسوية تحرم القتل إطلاقاً، وقتل الأنبياء، فكيف يستقيم هذا الادعاء مع كونه نبياً؟!
3 -
أهو إنسان مجرد من تأييد الروح القدس له؟ وهنا يجوز أن يقتل لو كانت هنا أسباب قانونية تدفع إلى القتل اقتصاصاً، والمسيح عيسى ابن مريم كان رسول الله ونبيه الممسوح بالروح القدس، الذي قال: "إن الله يقدر أن يرسل إليه جيشاً