الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وإيمانه بشخص المسيح عليه السلام
{مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}
آمن الرسول الكريم بالمسيح ابم مريم الذي تنبأ قائلاًَ: "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء".
وعمن يقول هذا القول؟
هل يقوله عن أخنوخ؟ فالتوراة تقرر: "وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه".
أم يوقله عن إيليا؟ فالأنبياء تقرر: "وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينها، فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء".
فالأول - وهو أخنوخ - لعل سيدنا الخضر، صعد إلى السماء وما زال فيها.
والثاني - هو إيليا - لعله سيدنا إلياس، صعد إلى السكاء ومازال فيها.
وإذ اعتبرنا الأمر للمسيح عليه السلام فإن الله رفعه إليه ولم ينزل بعد من السماء.
فمن هذا المسيا (الرسول) إذن!
إنه محمد صلى الله عليه وسلم عندما أسرى الله به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء، ورأى ما رأى:
وهذه نبوءة أخرى من سيدنا عيسى عليه السلام للرسول الكريم صعوده إلى السماء ونزوله منها.
أما عن الرحلة النبوية، فالرسالات السماوية تؤمن بها، وقد سبق إليها أخنوخ، وإيليا، والمسيح.
وما سبق به القرآن الكريم من الإعجاز في هذه الرحلة أيده العلم الحديث، فرواد الفضاء الآن يدورون حول الأرض ويهبطون على القمر، وإذا كان الإنسان قد استطاع إلى ذلك سبيلاً - فالإنسان من خلق الله. والله يعطي بعض علمه لمن يشاء من خلقه ويقول:
{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}
ويؤكد أن الإنسان مهما بلغ من العلم لا يستطيع أن يصل إلى الأسرار الإلهية إلا بقدر:
{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}
لقد آمن الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء قبله، وبعيسى، وبموسى، ولم يفرق بين أحد من رسل الله، وهذا هو الإيمان الخالص، والدين الصافي والحياة الربانية الكريمة.
وكيف يؤمن الرسول بسيدنا عيسى علسه السلام؟
للإجابة عن هذا السؤال ينبغي أن نعرف ما معنى كلمة "مسيح"؟ وكيف نشأت؟ وهل هي مقصورة على سيدنا عيسى عليه السلام؟
في الفترة من 1100 ق. م إلى 1011 ق. م تاقت نفوس بني إسرائيل لأن يكونوا دولة كالدول التي بجوارهم، وأرادوا لهم ملكاً ومملكة. وفي هذا قال الله تعالى.
والقصة كما وردت في التوراة هكذا: "فأخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على رأسه وقبله وقال: أليس لأن الرب قد مسحك على ميراثه رئيساً".
ومن هنا نشأت فكرة المسيح، وهي رمز إلى ااويج الملك، ورمز إلى حلول الروح القدس على الملك بمجرد مسحه بالدهن، أما المسيح فسمي كذلك لأنه مذن ولادته حل عليه الروح القدس. قال لها: الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلك".
ويقول الله تعالى:
ويقول سبحانه:
ولا عجب أن الإنجيل يؤكد للإنسان الذي يبحث عن الحق ويتحرى الصدق، لا عجب أنه يدعم إنسانية عيسى عليه السلام، ويؤكد رسالته ونبوءته. فكلمة إنجيل كلمة يونانية تعني بشارة أو بشرى، ولعل هذا هو الذي نستفيده من سيرة سيدنا عيسى عليه السلام أنه كان بشرى من الله للرحمة وبشرى بتبشيره عن المسيا الذي سيأتي للعالمين هدى ورحمة، ألا وهو الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.