الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعني أيها القارئ العزيز أتتبع البشارات من التوراة للأنبياء إلى الإنجيل، ثم نربط هذه السلسلة بشريط من بعث الرسول الكريم، فأنتقل بك إلى النبوءات التي بشرت بالرسول الكريم، كما وردت عن الأنبياء.
ثانياً - من الأنبياء:
1 -
في سفر دانيال:
في الفترة من سنة 597 إلى 538 ق. م، وفي أيام دانيال النبي، وفي أرض السبى بمملكة بابل، وفي السنة الثانية من ملك الملك نبوخذ نصر ملك بابل - يلهم القدير ذلك الملك الوثني برؤيا منامية، ويكشف له الإمبراطوريات التي تتعاقب وتدور حتى يأتي الإسلام ديناً ودولة، ويرمز إليه بحجر قطع بغير يدين، والقصة وردت في سفر دانيال 2: 1 - 25، نكتفي منها بما ورد في هذا الجزء:"كنت تنظر إلى أن قطع حجر بغير دين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف، فسحقهما فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً، وصار كعصافة البيدر في الصيف، فحملتها الريح، فلم يوجد لها مكان. أما الحجر. الذي ضرب اتمثال فصار جبلاً كبيراً وكلأ الأرض كلها".
هذه الرؤيا المنامية التي أراها القدير - وهو رب العالمين، رب المؤمنين والوثنيين، والجميع يعملون وفق إرادته وعلمه السابق، ولا يتعدى أي منهم النطاق الذي يحيا فيه إلا بإذنه - هذه الرؤيا يراها نبوخذ نصر الملك ويعبر عنها نبي الله المؤمن، ويفسرها بإذن الله، ويتحقق هذا في حقب التاريخ التي تعاقب كالآتي:
1 -
سنة 701 ق. م. مملكة بابل، ويرمز إليها بالرأس من الذهب في عهد نبوخذ نصر.
2 -
سنة 612 ق. م. مملكة الكلدانيين في عهد ميداس، ويرمز لها بالفضة.
3 -
سنة 326 ق. م. المملكة الإغريقية في عهد الإسكندر المقدوني. ويرمز لها بالنحاس.
4 -
سنة 53 ق. م، الإمبراطورية الرومانية في عهد بومباي، ويرمز لها بالحديد.
2 -
الأحبار والالتزام بالحلف:
"ويل لكم أيها القادة العميان. القائلون من حلف بالهيكل فليس بشيء ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم، أيها الجهال والعميان أيما أعظم الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب؟ ومن حلف بالمذبح فليس بشيء ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم، أيها الجهال والعميان أيما أعظم القربان أم المذبح الذي يقدس القربان؟ فإن من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه، ومن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه، ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه".
3 -
الشعب والأحبار:
يقترب إلى هذا الشعب بفمه، ويكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً وباطلاً يعبدونني، وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس".
4 -
المسيح والأحبار:
"لا تظنوا أني أشكوكم إلى الله. يوجد الذي يشكوكم وهو موسى الذي عليه رجاؤكم لأنكم لو كنت تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كتب عني، فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي".
5 -
المسيح والتلاميذ (الحواريون) :
"فأجابه بطرس: يارب إلى من تذهب وكلام الحياة الأبدية عندك؟ ونحن قدآمنا، وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي؟ أجابهم يسوع: أليس أني أنا اخترتكم الاثنى عشر وواحد منكم شيطان".
6 -
المسيح وإبليس:
"وقال له إبليس: أعطيك هذه إن خررت وسجدت لس. حينئذ قال له يسوع: اذهب يا شيطان، لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد، ثم تركه إبليس".
وللإجابة عن هذا نجد صلة نسب الرسول الكريم من نبايوت بن إسماعيل ابن إبراهيم عليهم أفضل الصلوات والسلام، وهذه السلسلة النبوية الكريمة يدونها موسى عليه السلام هكذا: "وهذه أسكاء بني إسماعيل حسب نبايوت بكر إسماعيل، وقيدار
…
اثنى عشر قبيلة".
ويزداد الأمر وضوحاً وإشراقاً بذكر رموز خاصة "كثرة الجمال"، "يأتي إليك غني الأمم"، "غنم قيدار"، "كباش نبايوت"، "تصعد مقبولة على مذبحي"، إشارة إلى يوم النحر بمنى، و"جبل عرفات بمكة"، "الجزائر وسكانها"، "الديار التي سكنها قيدار"، "الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض". ولقد قال الغرب: إن افسلام قام غارياً كجبار، يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه.
3 -
في سفر حبقوق:
قال نبي العهد القديم: "الله جاء من تيمان. والقدوس من جبل فاران. سلاه، جلاله غطى السموات، والأرض امتلأت من تسبيحه، وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع وهناك استتار قدرته".
يتنبأ حبقوق بالرسول والرسالة وامتداد رقعة الإسلام، فيوضح سلسلة نسب الرسول الكريم بمنبت جده إسماعيل عليه السلام في أرض فاران، ثم يتحدث عن امتداد الإسلام حيث تسبح الأرض بحمد الله قائلة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم يتحدث عن الركع والسجود الذين يملأون الأرض بحمده وتسبيحه ثم يتحدث عن الإعجاز للقرآن الكريم، الإعجاز العلمي في كل ميادين العلم، وإعجاز تأثيره على السامعين:
إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}