الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ب) العقيدة المسيحية
ا - المسيحية دين الدولة
يرجع الفضل في انتشار المسيحية في ربوع الإمبراطورية الرومانية إلى رحلات بولس المدعو رسولا في آسيا وأوروبا، وإلى كتاباته التي تحتل المكانة الأولى بين كتابات الحواريين.
يرجع الفضل في تمكين المسيحية من الإمبراطورية الرومانية إلى اعتناق الإمبراطور قسطنطين المسيحية، ثم اعترافه بها في مرسوم ميلان الشهير سنة 333 م، وبهذا وضحت معالمها، وبرزت تعاليمها.
وهذا الانتشار أو التطور جعل المثقفين يأخذون بهذه الأمور متسائلين عن العلاقة بين الله والمسيح، محاولين تحديد هذه العلاقة، كما استفسروا عن طبيعة الملائكة، وعن المقصود بأن الخبز والنبيذ تحولا إلى لحم المسيح ودمه.
وسرعان ما احتلت هذه المسائل جانبا كبيرا من تفكير المسيحيين عندما غدت المسيحية دينا رسميا للدولة. وقد أدى هذا إلى تطور في أسلوب الدراسات اللاهوتية، وقيامها على منهاج يقتنع به المثقفون من معتنقي الديانة الجديدة. وقام بهذه المهمة مجموعة من كبار العلماء ومفكري المسيحية الذين يطلق عليهم لقب آباء.
2 - الآباء وتطوير المسيحية
كان هؤلاء الآباء على معرفة بالفلسفة الكلاسيكية، فأفادوا منها - ولا سيما من الآراء الأفلاطونية الجديدة - في تأييد آرائهم، والتدليل عليها، وتقديم العقائد المسيحية في صورة علمية يتقبلها المثقفون.
هذا إلى أن هؤلاء عملوا على التوفيق بين تعاليم المسيحية من جهة ومطالب الدولة والكنيسة من جهة أخرى، ومن هؤلاء الآباء وأهمهم:
1 -
القديس كليمنت الاسكندري في القرن الثالث الميلادي.
2 -
القديس جيروم حوالي (330 - 420 م)
3 -
القديس أوريجانوس حوالي (185 - 254 م)
4 -
القديس أمبروز حوالي (340 - 397 م)
5 -
القديس أوغسطينوس حوالي (354 - 430 م)
3 -
المجامع الكنسية
ترتب على الاعتراف بالمسيحية دينا رسميا للإمبراطورية الرومانية نتائج بعيدة الأثر في الكنيسة ونظامها، وكان الجهاز الذي يحكم شئون المسيحيين روحيا يطلق عليه الكنيسة الكاثوليكية (وكلمة "كاثوليك" كلمة لاتينية، ترادف "كوزميك" اليونانية، ومعناها الكونية) ، وكانت الكنيسة في أيام قسطنطين كنيسة واحدة يتزعمها الإمبراطور قسطنطين، ثم بدأ هذا الجهاز يتألف من رجال الكهنوت فحسب، وكان صراع عنيف بين الأباطرة والباباوات حول الزعامة في العصور الوسطى.
وقد ظهر على رأي الكنيسة بعدئذ خمسة بطارقة في خمس مدن رئيسية وهي:
1 -
روما في إيطاليا.
2 -
بيت المقدس في فلسطين.
3 -
أنطاقية في الشام.
4 -
القسطنطينية في آسيا الصغرى.
5 -
الإسكندرية في وادي النيل.
وهؤلاء البطارقة يمكن تشبيههم بكبار الرؤساء الإداريين في الإمبراطورية الرومانية "كالولاة".
وكان الجهاز الكنسي يتدرج من القمة إلى مستوى الشعب، بأن يتبع هؤلاء البطارقة مجموعة من رؤساء الأساقفة، وهؤلاء الرؤساء من الأساقفة يشبهون في نظامنا السياسي المحافظين، ويمتد نفوذ الواحد منهم إلى عدة أسقفيات، وهذه الأسقفيات تشمل الكنائس والأديرة والمدارس والأوقاف الخيرية.