الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عيسى كان مسيا المسيحيين، وأن هناك مسيا آخر"، وقد يكون المقصود بالمسيا الثاني هو نفسه عند عودته بالروح في العصر المتأخر أو يكون المقصود به ظهور النبي محمد، لأنه كان يتكلم للحق منصفاً روح عيسى، ومدافعاً عن العقيدة الصلية التي جاء بها: "ومتى جاء المعزى "الباراقليط" فهو يشهد لي".
ويقول القس (أ. باول ديفز) رئيس كهنة كل القديسين في واشنطن في كتابه (مخطوطات البحر الميت) في الصحيفة الأولى: "إن مخطوطات البحر الميت) في الصحيفة الأولى: "إن مخطوطات البحر الميت - وهي من أعظم الاكتشافات أهمية منذ قرون عديدة - قد تغير الفهم التقليدي للإنجيل".
ويقول القس "الدكتور تشارلس فرنسيس بوتر" في كتابه (السنون المفقودة من عيسى تكشف) في صحيفة 127: "لدينا الآن وثائق كافيه تدل على أن المخطوطات هي حقيقة (هبة الله إلى البشر" لأن كل ورقة تفتح تأتي إثباتات جديدة على أن عيسى كان كما قال عن نفسه: "ابن الإنسان" أكثر منه "ابن الله" كما ادعى عليه ذلك أتباعه وهو منه برئ".
وقال في صحفية 12: "من العسير العثور على كتاب في العهد القديم لا يحتاج إلى تصحيحات تحت ضوء نخطوطات البحر الميت، وكذلك ليس هناك كتاب في العهد الجديد لا يحتاج إلى تفسير شامل للآيات الأساسية التي تقوم عليها الشريعة".
وقال في صحيفة 15: "لقد سمي عيسى نفسه "ابن الإنسان" لكنهم سموه "ابن الله": الشخص الثاني من الثالوث، الرب من الرب، ولكن من المشكوك فيه أن يكون الأسنيون أو عيسى نفسه قد وافقوا على هذا".
إنجيل برنابا:
ترجم الأستاذ خليل سعادة إنجيل برنابا إلى اللغة العربية، ونشرت دار المنار لصاحبها المرحوم رشيد رضا هذا الإنجيل وفي مقدمته كتبت هذه العبارة:"إنجيل برنابا وجد باللغة الإيطالية في مكتبة بلاط فينا. وترجم بعد ذلك إلى جميع اللغات، هذا الإنجيل يعترف صراحة بأن عيسى بشر مثل غيره من البشر، وينكر ألوهيته، وبعترف بوحدانية الله، وبأن محمداً عبد الله ورسوله. ويقال إن البابا "جلاطيوس" قد حرمم قراءة هذا الإنجيل سنة 492 م".
يعلن الدكتور تشارلس فرنسيس بوتر في كتابه (السنون المفقودة من عيسى تكشف) : "إن إنجيلا يدعى إنجيل برنابا استبعدته الكنيسى في عهدها الأول. والمخطوطات التي اكتشفت حديثاً في منطقة البحر الميت جاءت مؤيدة لهذا الإنجيل"
وتوالت بعد ذلك الاكتشافات التي لم يسمع عنها الجمهور لدينا كثيراً، وهذا هو سر التعجب، فالمصادر التي تذكر هذه الأمور - كلها أجنبية غربية - قد ذكرت أن مخطوطاً آخر في الفيوم وآخر في مصر العليا، وثالثاً في سور سيناء في سنة 1958 م، وأن هذا الأخر مكتوب باللغة الديموطبقية، وأنه كتب في القرن الثالث بواسطة القديس مرقس الحواري المعروف، يصف فيه تاريخ عيسى ويصحح نقطاً مما جرى عليه العرف.
لقد استبعد إنجيل برنابا الذي يهدي إلى الحق، فيهدي إلى الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن عباراته:"فلما كان الناس قد دعوني الله، وابن الله، على أني كنت بريئاً في العالم - أراد الله أن يهزأ الناس بي في هذا العالم بموت يهوذا معتقدين أنني أنا الذي مت على الصليب لكيلا تهزأ الشياطين بي في يوم الدينونة، وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي جاء مشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله".
وفي هذا المعنى يقول يوحنا الحواري: "ومتى جاء روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي".
وقال برنابا أيضاً: "لأن الله سيصعدني من الأرض، وسيغير منظر الخائن حتى يظنه كل أحد إياي. ومع ذلك فإنه لما يموت شرميتة، أمكث في ذلك العار زمناً طويلاً في العالم، ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة، وسيفعل الله هذا لأنني اعترفت بحقيقة مسيا الذي سيعطيني هذا الجزاء، أي أن أعرف أني حي، وأني برئ من وصمة تلك الميتة".
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفند هذه الفرية بقول الله تعالى:
لقد استبعد إنجيل برنابا، وبقيت كتابات بولس الذي ادعى لنفسه الرسالة. وبين برنابا وبين بولس مشادة يكشف القناع عنها برنابا في قوله:"أيها الأعزاء، إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح، برحمته العظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى مبشرين بتعليم شديد الكفر داعين المسيح ابن الله، ورافضين الختان الذي أمر به الله دائماً، مجوزين أكل لجم نجس الذي ضل في عدادهم بولس الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى".
ويقرر العهد الجديد في سفر الأعمال (15: 26 - 40) هذا القرار: "فحصل مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر، وبرنابا أخذ مرقش وسافر في البحر إلى قبرص، وأما بولس فاختار سيلا وخرج مستودعاً من الإخوة"
استبعد إنجيل برنابا وبقيت كتابات بولس الذي جاء بتعليم شديد الكفر بقوله: "كأس البركة التي تباركها أليست هي شركة دم المسيح. الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح".
ويسترسل الحواري يوحنا على هذا النمط فيقول: "جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأما فيه".
ومن هنا نشأ أحد الأسرار الكنيسة السبعة المعروفة بسر "الأفخارستيا" وفحواه: "اننا نؤمن أنه بعد تقديس سر الشكر، واستدعاء حلول الروح القدس على القرابين - يستحل الخبز والخمر استحالة سرية إلى جسد المسيح ودمه الأقدسين حتى إن الخبز والخمر الذين ننظرهما على المائدة ليسا خبزاً خمراً بسيطين بل هما جسد الرب ذاته ودمه تحت الخبز والخمر". "ونؤمن أن ربنا يسوع المسيح حاضر في هذه الخدمة لا بوجه الرمز أو الإشارة أو الصورة أو المجاز ولا بأنه مستتر في الخبز بل هو حاضر حضوراً فعلياً". والحمد لله الذي قال في عزته وجلاله:
هذا هو جل جلاله برئ مما نسب إليه من النبوة والتثليث. هذا هو الله الواحد الأحد
ليؤكد للإنسان أن الله غفور رحيم.
* * *