الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقريظ للمغفور له الشيخ عبد الحليم محمود علي شيخ الجامع الأزهر السابق:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله وصحبه والتابعين، وبعد:
فقد طوف بنا الأخ الفاضل الأستاذ إبراهيم خليل أحمد، على مراحل التحريف للدين المسيحي مستنداً لها بأسانيد تاريخية ودينية في عرض مقارن.
وخلص من كل ذلك إلى دين الحق الذي يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون، وليحق الحق، ويبطل الباطل ولو كره الكافرون.
ولقد تحدث سيادته عن دخوله في الإسلام بعد أن تداركته عناية الله، إذ سمع قوله تعالى:
فشرح الله صدره للإسلام، وأخذ يبحث في قضايا الوحدانية، والغفران وتقييم المبادئ بالأشخاص، والرسالات السماوية في عرض مقارن.
وهو في هذا العرض التاريخي الدقيق المستند إلى النصوص والوثائق الصحيحة والمنطق العقلي يؤيد الإسلام تاريخياً فيما أتى به القرآن وحياً من السماء.
وممن أثبت هذا من علماء الغرب بصورة واضحة سافرة، الأستاذ (شارل جنيبير) أكبر أستاذ لتاريخ الأديان في فرنسا، مع أنه من أسرة مسيحية، وكتبه مشهورة معروفة، ومكانته العلمية ذائغة شائعة.
وإننا أمام هذه الرسالة القيمة، لنشكر الأستاذ إبراهيم خليل أحمد، فلقد وفق كل التوفيق في إخراجها للناس إحقاقاً للحق وإبطالاً للباطل في حيدة تامة، لك يكن مدفوعاً بدوافع عاطفية أو مادية، وإنما كان من عشاق الحق لذاته، غير مبال بما يصيبه في سبيله.
ونرجو الله تعالى أن يديم له التوفيق والرشاد.
وقد بين أن التثليث دخيل على المسيحية الحقة، وأنه مستورد من الوثنية الفرعونية، كما صرح بذلك الأستاذ (جارسلاف كرينى) أستاذ الحفريات بجامعة (أكسفورد) في كتابه (ديانة قدماء المصريين) وأن هذا التثليث لم يوجد في الأصل اليوناني.
وصكوك الغفران، واستحالة الخبز إلى جسد المسيح عليه السلام، خروج عن الحق الإلهي، كما صرح بذلك زعماء الإصلاح في القرن الخامس عشر، وعلى رأسهم:(لوثيروس الألماني)
وبشرت التوراة بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ففي سفر التثنية 33: 3 "جاء الرب من سيناء، اشرق لهم من سعير، تلألأ من جبل فاران".
وتلك هي الرسلات الثلاث: لموسى وللمسيح، ولمحمد عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم.
وهذا مصداق قوله تعالى في القرآن الكريم:
{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} .
لأن منبت التين والزيتون مهجر إبراهيم. ومولد عيسى عليهما السلام، وطور سيناء مكان مناجاة الله تعالى لموسى عليه السلام، وفاران في مكة: مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وجاء في أسفار الأنبياء عليهم الصلاة: أنه صلى الله عليه وسلم روح الحق، والفارقليط، والمعزى، وأنه لا يتكلم إلا بما سمع من الله تعالى، وأنه اساس الحق ورأس زاويته، وهو البار الذي تنبأت به زوجة الوالي الروماني.
والمخطوطات والآثار القديمة، تثبت بشرية المسيح ووحدانية الله، ومجئ محمد عليه وعلى سائر الأنبياء أفضل الصلاة وأتم التسليم، وقد صرح إنجيل برنابا بذلك كله.
وكلمة (مسيا) آرامية معناها (رسول)
وعند مجئ الرسول علية الصلاة والسلام يسجد العالم شكراً وسيجعل كل سنة هذا اليوبيل بدل كل مائة سنة، وهذا الذي قاله برنابا معناه: الحج في الإسلام وهو الركن الخامس منه.
وكلمة (إنجيل) معناها: بشرى، لأن المسيح عليه السلام جاء مبشراً بقدوم محمد عليه السلام.
وتعاليم المسيح عليه السلام تهدم التعصب الطائفي والعنصري كما جاء في قصة الكاهن الذي مر عليه وتركه، ولقد صرح الأسقف الإسكندري (آريوس) بأن المسيحية قد حرفت بما دخل عيلها من المبادئ الفلسفية المستوردة من الهند والصين وفارس، ومصر، فلم يبة إذ غير الرجوع للحق ولدين الحق الذي تكفل الله بحفظه:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
ولي أجمل من هذا ولا أحسن:
{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} . وبالله التوفيق.
عبد الحليم محمود علي
* * *