الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنزل والرضا بما قدر لهن من متاع في هذه الحياة الدنيا، وبذلك تسعد الأسرة بتمامها وتقوم بواجبها نحو الله ونحو المجتمع الإنساني.
"ولو أن المسلمين وغيرهم تأملوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع نسائه. واقتدوا به في معاملة الأزواج والأبناء والأقارب كما أمرهم الله لعاشوا عيشة راضية مرضية".
هذه بعض الأسرار التي من أجلها شرع الله لنبيه أن يجمع بين عدد من الزوجات، فلم يعدد النبي الزوجات لمجرد قضاء الشهوة وهو أكمل خلق الله أخلاقا وأعفهم نفسا وأزهدهم في متاع الحياة الدنيا. وقد حرم الله عليه أن يتزوج غير نسائه أو يبدل واحدة منهن بغيرها. وقد عرفت أنه كان منهن الطاعنة في السن ومنهن غير الجميلة ولم يكن من بينهن من يصح أن يستمتع بها سوى واحدة أو اثنتين، فإذا كان محمدا شهوانيا، وكان يشرع لنفسه ما يوافق شهوته، فكيف يحرم على نفسه أن يتزوج ممن تصبو إليه نفسه ويلزمها أن تبقى مع من لا تشتهيه عادة!!
إنه بهذا التشريع يعذب نفسه ولا ينعمها، ألم يقل له رب العزة:
هؤلاء وزجاته اللواتي بنى بهن وجمع بينهن.. لم تكن واحدة منهن هدف اشتهاء كما يزعمون، وما من واحدة منهن إلا كان زواجه بها أدخل في باب الرحمة وإقالة العثار ولامواساة الكريمة، أو لكسب مودة القبائل وتأليف قلوبها بالمصاهرة، وهي بعد حديثة عهد بالدين الجديد إنه الواجب.. واجب الدعوة أو واجب النخوة وشتان ذلك وما يتشدقون به، من إثارة النزوة.
لا رهبانية في الإسلام:
ولعله لا يلخص مبادئ الإسلام في الطريق الوسط، إلا قوله تعالى:
ويقول تعالى:
{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} .
ومن هذه الآية الكريمة بتبين أن الحياة الإنسانية تقوم على أساس من الغريزة الجنسية، واتصال الذكر بالأنثى، ولكن الإسلام لا يقاوم ذلك وإنما يباركه في ظل النظام والشريعة.
فلا حرج في الزواج بل هو مندوب ومطلوب ليعمر الكون، لكن الحرج كل الحرج في أن يخرج الإنسان لإشباع غريزته عن السدود والقيود فيعتدي على أعراض الناس.
ويغلظ الإسلام في عقوبة الزنى زجرا للناس وحفظا للحقوق والأنساب.
ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه وصل إلى علمه أن نفرا من الصحابة نحوا نحو الرهبانية المسيحية، فآلى بعضهم على نفسه أن يظل طول الدهر صائما، وأقسم البعض الآخر ان يبيت الليل قائما، بينما نذر البعض الثالث ألا يتزوج النساء. فاشتد غضب الرسول على هذا النفر، واستنكر ما هموا بفعله، وقال قولته الخالدة التي قضت على الرهبانية في الإسلام.
"أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم لله، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" وقال قوم لرسول الله: إن فلاناً يصوم النهار ويقوم الليل، ويكثر الذكر، فقال:"أيكم يكفيه طعامه وشرابه؟ فقالوا: كلنا، قال: كلكم خير منه".
وهكذا حيث تجعل البوذية والمسيحية الرهبانية هن أعلى صور الكمال الإنساني، فإن الإسلام يحث أتباعه على العمل، والإنتاج والتعامل مع الحياة، والاستمتاع بطيباتها، ولكن في اتزان واعتدال، باتباع الطريق الوسط، الذي ترسمه وتحدده عشرات ومئات من الآيات القرآنية، التي تحض على الفضائل ومكارم الأخلاق والأدب العالي، مما لخصته أكمل تلخيصـ وأوجزته إيجازاً معجزاً هذه الآية الكريمة: